الدر المنثور
جلال الدين السيوطي ج 4

[ 1 ]
الدر المنثور في التفسير بالمأثور للامام جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى وبهامشه القرآن الكريم مع تفسير ابن عباس رضي الله عنه الجزء الرابع دار المعرفة للطباعة والنشر * بيروت لبنان
[ 1 ]
* (الجزء الرابع) * من كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور لامام أهل التحقيق ورئيس ذوى التدقيق عمدة الائمة المتقدمين والمتأخرين وخاتمة الحفاظ المحدثين الامام الكبير والعلم الشهير جلال الدين عبد الرحمن ابن أبى بكر السيوطي رحمه الله تعالى آمين * (ولتمام النفع قد وضع بهامشه القرآن الشريف مع كتاب تنوير المقباس تفسير حبر الامة سيدنا عبد الله بن عباس وقد جعل القرآن الشريف بأعلى الصحيفة وتفسير ابن عباس رضى الله عنهما بأسفلها مميزا بينهما بجدول حلية من الطبع) * دار المعرفة بيروت - لبنان
[ 2 ]
بسم الله الرحمن الرحيم * (سورة يوسف عليه السلام مكية) * * أخرج النحاس وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة يوسف بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير رضى الله عنه قال أنزلت سورة يوسف بمكة * وأخرج الحاكم وصححه عن رفاعة بن رافع الزرقى انه خرج هو وابن خالته معاذ بن عفراء حتى قدما مكة وهذا قبل خروج الستة من الانصار فاتيا النبي صلى الله عليه وسلم قال فقلت أعرض على فعرض عليه السلام وقال من خلق السموات والارض والجبال قلنا الله قال فمن خلقكم قلنا الله قال فمن عمل هذه الاصنام التى تعبدون قلنا نحن قال فالخالق أحق بالعبادة أم المخلوق فانتم أحق ان يعبدوكم وأنتم عملتموها والله أحق ان تعبدوه من شئ عملتموه وأنا أدعوكم إلى عبادة الله والى شهادة أن لا اله الا الله وانى رسول الله وصلة الرحم وترك العدوان وبغض الناس قلنا لو كان الذى تدعونا إليه باطلا لكان من معالى الامور ومحاسن الاخلاق امسك راحلتينا حتى ناتى البيت فجلس عند معاذ بن عفراء قال فطفت وأخرجت سبعة أقداح فجعلت له منها قدحا فاستقبلت البيت فضربت بها وقلت اللهم ان كان ما يدعو إليه محمد حقا فاخرج قدحه سبع مرات قال فضربت فخرج سبع مرات فصحت أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله فاجتمع الناس على وقالوا مجنون رجل صبا قلت بل رجل مؤمن ثم جئت إلى أعلى مكة فلما رأني معاذ قال لقد جاء رافع بوجه ما ذهب بمثله فجئت وآمنت وعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة يوسف واقرأ باسم ربك ثم رجعنا إلى المدينة * وأخرج ابن سعد عن عكرمة ان مصعب بن عمير لما قدم المدينة يعلم الناس القرآن بعث إليهم عمر وبن الجموح ما هذا الذى حيتمونا به فقالوا ان شئت جئناك فاسمعناك القرآن قال نعم فواعدهم يوما فجاء فقرأ عليه القرآن الر تلك آيات الكتاب المبين انا أنزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون * وأخرج البيهقى في الدلائل من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما ان حبرا من اليهود دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافقه وهو يقرأ سورة يوسف فقال يا محمد من علمكها قال الله علمنيها فعجب الحبر لما سمع منه فرجع إلى اليهود فقال لهم والله ان محمدا ليقرأ القرآن كما أنزل في التوراة فانطلق بنفر منهم حتى دخلوا فعرفوه بالصفة ونظروا إلى خاتم النبوة بين كتفيه فجعلوا يستمعون إلى قراءته بسورة يوسف
[ 3 ]
فنعجبوا منه وأسلموا عند ذلك * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال سمعت عمر رضى الله عنه يقرأ في الفجر بسورة يوسف * قوله تعالى (الر تلك آيات الكتاب المبين) * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله تلك آيات الكتاب المبين قال أي والله يبين بركته وهداه ورشده وفى لفظ يبين الله رشده وهداه * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله تلك آيات الكتاب المبين قال يبين حلاله وحرامه * وأخرج ابن جرير عن خالد بن معدان عن معاذ رضى الله عنه انه قال في قول الله تلك آيات الكتاب المبين قال يبين الله الحروف التى سقطت عن ألسن الاعاجم وهى ستة أحرف * قوله تعالى (انا جعلناه قرآنا عربيا) * أخرج الطبراني وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب العرب لثلاث لانى عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي * وأخرج الحاكم عن جابر رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قرآنا عربيا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الهم اسمعيل هذا اللسان العربي الهاما * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال نزل القرآن بلسان قريش وهو كلامهم * قوله تعالى (نحن نقص) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قالوا يا رسول الله لو قصصت علينا فنزلت نحن نقص عليك أحسن القصص * وأخرج اسحق بن راهويه والبزار وأبو يعلى وابن المنذر وابن جرير وابن أبى حاتم وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه عن سعد ابن أبى وقاص رضى الله عنه قال أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن فتلا عليهم زمانا فقالوا يا رسول الله لو قصصت علينا فانزل الله الر تلك آيات الكتاب المبين هذه السورة ثم تلا عليهم زمانا فانزل الله ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله * وأخرج ابن مردويه من طريق عون بن عبد الله عن ابن مسعود رضى الله عنه قال قالوا يا رسول الله لو قصصت علينا فنزلت نحن نقص عليك أحسن القصص * وأخرج ابن جرير عن عون بن عبد الله رضى الله عنه قال مل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملة فقالوا يا رسول الله حدثنا فانزل الله تعالى الله نزل أحسن الحديث ثم ملوا ملة أخرى فقالوا يا رسول الله حدثنا فوق الحديث ودون القرآن يعنون القصص فانزل الله الر تلك آيات الكتاب المبين هذه السورة فارادوا الحديث فدلهم على أحسن الحديث وأرادوا القصص فدلهم على أحسن القصص * وأخرج أبو يعلى وابن المنذر وابن أبى حاتم ونصر المقدسي في الحجة والضياء في المختارة عن خالد بن عرفطة قال كنت جالسا عند عمر إذ أتاه رجل من عبد القيس فقال له عمر أنت فلان العبدى قال نعم فضربه بقناة معه فقال الرجل مالى يا أمير المؤمنين قال اجلس فجلس فقرأ عليه بسم الله الرحمن الرحيم الر تلك آيات الكتاب المبين إلى قوله لمن الغافلين فقرأها عليه ثلاثا وضربه ثلاثا فقال له لرجل مالى يا أمير المؤمنين فقال انت الذى نسخت كتاب دانيال قال مرنى بامرك اتبعه قال انطلق فامحه بالحميم والصوف ثم لا تقرأه ولا تقرئه أحدا من الناس فلئن بلغني عنك انك قرأته أو اقرأته أحدا من الناس لانهكنك عقوبة ثم قال اجلس فجلس بين يديه فقال انطلقت أنا فانتسخت كتابا من أهل الكتاب ثم جئت به في أديم فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا في يدك يا عمر فقلت يا رسول الله كتاب نسخته لنزداد به علما إلى علمنا فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه ثم نودى بالصلاة جامعة فقالت الانصار أغضب نبيكم السلاح فجاؤا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس انى قد أوتيت جوامع الكلم وخواتيمه واختصر لى اختصارا ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية فلا تتهوكوا ولا يغرنكم المتهوكون قال عمر رضى الله عنه فقمت فقلت رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبك رسولا ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد لرزاق في المصنف وابن الضريس عن ابراهيم النخعي رضى الله عنه قال كان بالكوفة رجل يطلب كتب دانيال وذلك الضرب فجاء فيه كتاب من عمر بن الخطاب ان يدفع إليه فلما قدم على عمر رضى الله عنه علاه بالدرة ثم جعل يقرأ عليه الر تلك آيات الكتاب المبين حتى بلغ الغافلين قال فعرفت ما يريد فقلت يا أمير المؤمنين دعني فوالله لا أدع عندي شيا من تلك الكتب الا حرقته قال فتركه * وأخرج ابن
[ 4 ]
جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه نحن نقص عليك أحسن القصص قال من الكتب الماضية وأمور الله السالفة في الامم وان كنت من قبله أي من قبل هذا القرآن لمن الغافلين * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه نحن نقص عليك أحسن القصص قال القرآن * قوله تعالى (إذ قال يوسف لابيه) * أخرج أحمد والبخاري عن ابن عمر رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم عليهم الصلاة والسلام * قوله تعالى (انى رأيت أحد عشر كوكبا) الآية * أخرج ابن حرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله انى رأيت أحد عشر كوكبا قال رؤيا الانبياء وحى * وأخرج سعيد بن منصور والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والعقيلي وابن حبان في الضعفاء وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في دلائل النبوة عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال جاء بستاني اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد اخبرني عن الواكب التى رآها يوسف عليه السلام ساجدة له ما أسماؤها فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجبه بشئ فنزل جبريل عليه السلام فاخبره باسمائها فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البستانى اليهودي فقال هل أنت مؤمن ان أخبرتك باسمائها قال نعم قال حرثان والطارق والذيال وذو الكفتان وقابس ودثان وهودان والفيلق والمصبح والضروح والفريخ والضياء والنور ورآها في أفق السماء ساجدة له فلما قص يوسف على يعقوب قال هذا امر مشتت يجمعه الله من بعد فقال اليهودي أي والله انها لاسماؤها * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله احد عشر كوكبا قال اخوته والشمس قال امه والقمر قال ابوه ولامه راحيل ثلث الحسن * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله احد عشر كوكبا والشمس والقمر قال الكواكب اخوته والشمس والقمر ابواه * وأخرج ابن جرير عن السدى رضى الله عنه في قوله انى رأيت أحد عشر كوكبا الآية قال رأى أباه واخوته سجودا له * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضى الله عنه في الآية قال قال اخوته وكانوا انبياء ما رضى ان يسجد له اخوته حتى سجد له ابواه حين بلغهم * وأخرج أبو الشيخ عن ابن منبه عن أبيه قال كانت رؤيا يوسف عليه السلام ليلة القدر * قوله تعالى (قال يا بنى) الآيتين * أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما وكذلك يجتبيك ربك قال يصطفيك * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة مثله * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن أبى حاتم وابو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ويعلمك من تأويل الاحاديث قال عبارة الرؤيا * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قول ويعلمك من تأويل الاحاديث قال تأويل العلم والحلم قال وكان يومئذ أعبر الناس * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضى الله عنه في قوله كما اتمها على أبويك من قبل ابراهم واسحق قال فنعمته على ابراهيم نجاه من النار وعلى اسحق ان نجاه من الذبح * قوله تعالى (لقد كان في يوسف واخوته آيات للسائلين) * أخرج ابن ابى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله لقد كان في يوسف واخوته آيات قال عبرة * وأخرج ابن ابى حاتم عن قتادة في قوله لقد كان في يوسف واخوته آيات للسائلين يقول من سال عن ذلك فهو كذا ما قص الله عليكم وأنباكم به * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه في قوله لقد كان في يوسف واخوته آيات للسائلين قال من كان سائلا عن يوسف واخوته فهذا نبؤهم * وأخرج ابن جرير عن ابن اسحق رضى الله عنه قال انما قص الله على محمد صلى الله عليه وسلم خبر يوسف وبغى اخوته عليه وحسدهم اياه حين ذكر رؤياه لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من بغى قومه عليه وحسدهم اياه حين أكرمه الله بنبوته ليتاسى به * قوله تعالى (إذ قالوا ليوسف وأخوه احب إلى أبينا منا) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه قال كان يعقوب عليه السلام نازلا بالشام وكان ليس له هم الا يوسف وأخوه بنيامين فحسده اخوته مما رأوا من حب أبيه له ورأى يوسف عليه السلام في النوم رؤيا ان أحد عشر كوكبا والشمس والقمر ساجدين له فحدث أباه بها فقال له يعقوب عليه السلام يا بنى لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا فبلغ اخوة يوسف الرؤيا فحسدوه فقالوا ليوسف واخوه بنيامين أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة كانوا عشرة
[ 5 ]
ان أبانا لفى ضلال مبين قالوا في ضلال من أمرنا اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين يقول تتوبون مما صنعتم به قال قائل منهم وهو يهوذا الا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابت الجب يلتقطه بعض السيارة ان كنتم فاعلين فلما اجمعوا أمرهم على ذلك أتوا أباهم فقالوا له يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف قال لن أرسله معكم انى اخاف أن ياكله الذئب وأنتم عنه غافلون قالوا لئن اكله الذئب ونحن عصبة انا إذا لخاسرون فارسله معهم فاخرجوه وبه عليه كرامة فلما برزوا إلى البرية اظهروا له العداوة فجعل يضربه احدهم فيستغيث بالآخر فيضربه به فجعل لا يرى منهم رحيما فضربوه حتى كادوا يقتلونه فجعل يصيح ويقول يا ابتاه يا يعقوب لو تعلم ما صنع بابنك بنو الآماء فلما كادوا يقتلونه قال يهوذا أليس قد أعطيتموني موثقا ان لا تقتلوه فانطلقوا به إلى الجب ليطرحوه فيه فجعلوا يدلونه في البئر فيتعلق بشفير البئر فربطوا يديه ونزعوا قميصه فقال يا اخوتاه ردوا علي قميصي أتوارى به في الجب فقالوا له ادع الاحد عشر كوكبا والشمس والقمر يؤنسونك قال فانى لم أر شيا فدلوه في البئر حتى إذا بلغ نصفها ألقوه ارادة ان يموت فكان في البئر ماء فسقط فيه فلم يضره ثم أوى إلى صخرة في البئر فقام عليها فجعل يبكى فناداه اخوته فظن انها رقة أدركتهم فأجابهم فارادوا ان يرضخوه بصخرة فقام يهوذا فمنعهم وقال قد اعطيتموني موثقا ان لا تقتلوه فكان يهودا ياتيه بالطعام ثم انهم رجعوا إلى ابيهم فاخذوا جديا من الغنم فذبحوه ونضحوا دمه على القميص ثم اقبلوا إلى ابيهم عشاء يبكون فلما سمع اصواتهم فزع وقال يا بنى مالكم هل اصابكم في غنمكم شئ قالوا لا قال فما فعل يوسف قالوا يا أبانا انا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فاكله الذئب وما انت بمؤمن لنا يعنى بمصدق لنا ولو كنا صادقين فبكى الشيخ وصاح باعلى صوته ثم قال اين القميص ثم جاؤا بقميصه وعليه دم كذب فاخذ القميص وطرحه على وجهه ثم بكى حتى خضب وجهه من دم القميص ثم قال ان هذا الذئب يا بنى لرحيم فكيف اكل لحمه ولم يخرق قميصه وجاءت سيارة فارسلوا واردهم فادلى دلوه فتعلق يوسف عليه السلام بالحبل فخرج فلما رآه صاحب الدلو دعا رجلا من أصحابه يقال له بشراى فقال يا بشراى هذا غلام فسمع به اخوة يوسف عليه السلام فجاؤا فقالوا هذا عبد لنا آبق ورطنوا له بلسانهم فقالوا لئن أنكرت انك عبد لنا لنقتلنك أترانا نرجع بك إلى يعقوب عليه السلام وقد اخبرناه ان الذئب قد أكلك قال يا اخوتاه ارجعوا بى إلى ابى يعقوب فانا اضمن لكم رضاه ولا اذكر لكم هذا أبدا فابوا فقال الغلام انا عبد لهم فلما اشتراه الرجلان فرقا من الرفقة ان يقولا اشتريناه فيسألونهما الشركة فيه فقالا نقول ان سالونا ما هذا نقول هذه بضاعة استبضعناها على البئر فذلك قوله وأسروه بضاعة وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانت عشرين درهما وكانوا في يوسف من الزاهدين فانطلقوا به إلى مصر فاشتراه العزيز ملك مصر فانطلق به إلى بيته فقال لامرأته اكرمي مثواه عسى ان ينفعنا أو نتخذه ولدا فاحبته امرأته فقالت له يا يوسف ما أحسن شعرك قال هو اول ما يتناثر من جسدي قالت يا يوسف ما أحسن عينيك قال هما اول ما يسيلان إلى الارض من جسدي قالت يا يوسف ما أحسن وجهك قال هو للتراب ياكله قالت وهيت لك قال هم لك وهى بالقبطية قال معاذ الله انه ربى قال سيدى احسن مثواى فلا اخونه في اهله فلم تزل به حتى اطمعها فهمت به وهم بها فدخلا البيت وغلقت الابواب فذهب ليحل سراويله فإذا هو بصورت يعقوب عليه السلام قائما في البيت قد عض على أصبعه يقول يا يوسف لا تواقعها فانما مثلك مثل الطير في جو السماء لا يطاق ومثلك إذا وقعت عليها مثله إذا مات فوقع على الارض لا يستطيع ان يدفع عن نفسه ومثلك مثل الثور الصغب الذى لم يعمل عليه ومثلك إذا واقعتها مثله إذا مات فدخل الماء في أصل قرنيه لا يستطيع ان يدفع عن نفسه فربط سراويله وذهب ليخرج فادركته فاخذت بمؤخر قميصه من خلفه فخرقته حتى أخرجته منه وسقط وطرحه يوسف واشتد نحو الباب وألفيا سيدها جالسا عند الباب هو وابن عم المرأة فلما رأته المرأة قالت ما جزاء من أراد باهلك سوأ الا ان يسجن أو عذاب اليم انه راودني عن نفسي فدفعته عنى فشققت قميصه فقال يوسف لا بل هي راودتني عن نفسي فابيت وفررت منها فادركتني فاخذت بقميصي فشقته على فقال ابن عمها في القميص تبيان الامر انظروا ان كان القميص قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وان كان قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين فلما أتى بالقميص وجده قد قد من دبر فقال انه من كيدكن ان كيدكن عظيم يوسف أعرض عن هذا
[ 6 ]
واستغفرى لذنبك يقول لا تعودي لذنبك وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا والشغاف جلدة على القلب يقال لها لسان القلب يقول دخل الحب الجلد حتى اصاب القلب فلما سمعت بمكرهن يقول بقولهن ارسلت اليهن واعتدت لهن متكا يتكئن عليه وآتت كل واحدة منهن سكينا وأترجا تأكله وقالت ليوسف اخرج عليهن فلما خرج ورأى النسوة يوسف اعظمنه وجعلن يحززن ايديهن وهن يحسبن انهن يقطعن الاترج ويقلن حاشا لله ما هذا بشر ان هذا الا ملك كريم قالت فذلكن الذى لمتنى فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم بعد ما كان حل سراويله ثم لا ادرى ما بدا له قال يوسف رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه من الزنا ثم ان المرأة قالت لزوجها ان العبد العبراني قد فضحني في الناس انه يعتذر إليهم ويخبرهم انى راودته عن نفسه ولست اطيق ان اعتذر بعذري فاما ان تأذن لى فاخرج فاعتذر كما يعتذر واما ان تحبسه كما حبستنى فذلك قوله ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات وهو شق القميص وقطع الايدى ليسجننه حتى حين ودخل معه السجن فتيان غضب الملك على خبازه انه يريد ان يسمه فحبسه وحبس الساقى وظن انه مالاه على السم فلما دخل يوسف عليه السلام السجن قال انى اعتبر الاحلام قال احد الفتيين هلم فلنجرب هذا العبد العبراني فتراءيا من غير ان يكونا رأيا شيا ولكنهما خرصا فعبر لهما يوسف خرصهما فقال الساقى رأيتنى اعصر خمرا وقال الخباز رأيتنى أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه قال يوسف عليه السلام لا ياتيكما طعام ترزقانه في النوم الا نبأتكما بتأويله في اليقظة ثم قال يا صاحبي السجن اما احدكما فيسقى ربه خمرا فيعاد على مكانه واما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه ففزعا وقالا والله ما رأينا شيا قال يوسف عليه السلام قضى الامر الذى فيه تستفتيان ان هذا كائن لابد منه وقال يوسف عليه السلام للساقي اذكرني عند ربك ثم ان الله ارى الملك رؤيا في منامه هالته فرأى سبع بقرات سمان ياكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر ياكلهن سبع يابسات فجمع السحرة والكهنة والعافة وهم القافة والحاذة وهم الذين يزجرون الطير فقصها عليهم فقالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الاحلام بعالمين وقال الذى نجا منهما واذكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فارسلون قال ابن عباس رضى الله عنهما لم يكن السجن في المدينة فانطلق الساقى إلى يوسف عليه السلام فقال أفتنا في سبع بقرات إلى قوله لعلى أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون تأويلها قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله قال هو أبقى له الا قليلا مما تأكلون ثم ياتي من بعد ذلك سبع شداد ياكلن ما قدمتم لهن الا قليلا مما تحصنون قال مما ترفعون ثم ياتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون قال العنب فلما أتى الملك الرسول وأخبره قال ائتونى به فلما جاءه الرسول فأمره ان يخرج إلى الملك أبى يوسف وقال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتى قطعن أيديهن قال السدى قال ابن عباس رضى الله عنهما لو خرج يوسف يومئذ قبل ان يعلم الملك بشانه ما زالت في نفس العزيز منه حاجة يقول هذا الذى راود امرأته قال الملك أئتونى بهن قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء ولكن امرأة العزيز أخبرتنا انها راودته عن نفسه ودخل معها البيت وحل سراويله ثم شده بعد ذلك ولا تدرى ما بداله فقالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق قال تبين انا راودته عن نفسه قال يوسف وقد جئ به ذلك ليعلم العزيز انى لم أخنه بالغيب في أهله وان الله لا يهدى كيد الخائنين فقالت امرأة العزيز يا يوسف ولا حين حللت السراويل قال يوسف عليه السلام وما أبرئ نفسي فلما وجد الملك له عذرا قال ائتونى به استخلصه لنفسي فاستعمله على مصر فكان صاحب أمرها هو الذى يلى البيع والامر فاصاب الارض الجوع وأصاب بلاد يعقوب التى كان فيها فبعث بنيه إلى مصر وأمسك بنيامين أخا يوسف فلما دخلوا على يوسف عرفهم وهم له منكرون فلما نظر إليهم أخذهم وأدخلهم الدار دار الملك وقال لهم أخبروني ما أمركم فانى أنكر شأنكم قالوا نحن من أرض الشام قال فما جاءكم قالوا نمتار طعاما قال كذبتم أنتم عيون كم أنتم قالوا نحن عشرة قال أنتم عشرة آلاف كل رجل منكم أمير ألف فاخبروني خبركم قالوا انا اخوة بنو رجل صديق وانا كنا اثنى عشر فكان يحب أخا لنا وانه ذهب معنا إلى البرية فهلك منا وكان أحبنا إلى أبينا قال فالى من يسكن أبوكم بعده قالوا إلى أخ له أصغر منه قال كيف تحدثوني ان أباكم صديق وهو يحب الصغير منكم دون الكبير ائتونى باخيكم هذا حتى أنظر إليه فان لم
[ 7 ]
تاتونى به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون قالوا سنراود عنه أباه وانا لفاعلون قال فانى أخشى ان لا تاتونى به فضعوا بعضكم رهينة حتى ترجعوا فارتهن شمعون عنده فقال لفتيته وهو يكيل لهم اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون إلى فلما رجع القوم إلى أبيهم كلموه فقالوا يا أبانا ان ملك مصر أكرمنا كرامة لو كان رجلا منا من بنى يعقوب ما أكرمنا كرامته وانه ارتهن شمعون وقال ائتونى باخيكم هذا الذى عطف عليه أبوكم بعد أخيكم الذى هلك حتى أنظر إليه فان لم تاتونى به فلا تقربوا بلادي أبدا فقال لهم يعقوب عليه السلام إذا أتيتم ملك مصر فاقرؤه منى السلام وقولوا ان أبانا يصلى عليك ويدعو لك بما أوليتنا ولما فتحوا رحالهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم أتوا أباهم قالوا يا أبانا ما نبغى هذا بضاعتنا ردت الينا فقال أبوه حين رأى ذلك لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتاتتنى به الا أن يحاط بكم فحلفوا له فلما آتوه موثقهم قال يعقوب الله على ما نقول وكيل ورهب عليهم أن يصيبهم العين ان دخلوا مصر فيقال هؤلاء لرجل واحد قال يا بنى لا تدخلوا من باب واحد يقول من طريق واحد فلما دخلوا على يوسف عرف أخاه فانزلهم منزلا وأجرى عليهم الطعام والشراب فلما كان الليل أتاهم بمثل قال لينم كل أخوين منكم على مثال حتى بقى الغلام وحده فقال يوسف عليه السلام هذا ينام معى على فراشي فبات مع يوسف فجعل يشم ريحه ويضمه إليه حتى أصبح وجعل يقول روبيل ما رأينا رجلا مثل هذا ان نحن نجونا منه فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه والاخ لا يشعر فلما ارتحلوا أذن مؤذن قبل أن يرتحل العير أيتها العير انكم لسارقون فانقطعت ظهورهم وأقبلوا عليهم يقولون ماذا تفقدون إلى قوله فما جزاؤه قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه يقول تاخذونه فهو لكم فبدأ باوعيتهم قبل وعاء أخيه فلما بقى رحل أخيه الغلام قال ما كان هذا الغلام لياخذها قالوا والله لا يترك حتى تنظروا في رحله ونذهب وقد طابت نفوسكم فادخل يده في رحله فاستخرجها من رحل أخيه يقول الله كذلك كدنا ليوسف يقول صنعنا ليوسف ما كان لياخذ أخاه في دين الملك يقول في حكم الملك الا ان يشاء الله ولكن صنعنا لشانهم قالوا فهذا جزاؤه قال فلما استخرجها من رحل الغلام انقطعت ظهورهم وهلكوا وقالوا ما يزال لنا منكم بلايا بنى راحيل حتى أخذت هذا الصواع قال بنيامين بنو راحيل لا يزل لنا منكم بلاء ذهبتم باخى فأهلكتموه في البرية وما وضع هذا الصواع في رحلى الا الذى وضع الدراهم في رحالكم قالوا لا تذكر الدراهم فتؤخذ بها فوقعوا فيه وشتموه فلما أدخلوهم على يوسف دعا بالصواع ثم نقر فيه ثم أدناه من اذنه ثم قال ان صواعي هذا يخبرني انكم كنتم اثنى عشر أخا وانكم انطلقتم باخ لكم فبعتموه فلما سمعها بنيامين قام فسجدوا ليوسف وقال أيها الملك سل صواعك هذا أحى أخى ذاك أم لا فنقرها يوسف ثم قال نعم هو حى وسوف تراه قال اصنع بى ما شئت فانه اعلم بى فدخل يوسف عليه السلام فبكى ثم توضأ ثم خرج فقال بنيامين ايها الملك انى أراك تضرب بصواعك الحق فسله من صاحبه فنقر فيه ثم قال ان صواعي هذا غضبان يقول كيف تسألني من صاحبي وقد رأيت مع من كنت وكان بنو يعقوب إذا غضبوا لم يطاقوا فغضب روبيل فقام فقال أيها الملك والله لتتركنا أو لاصيحن صيحة لا تبقى امرأة حامل بمصر الا طرحت ما في بطنها وقامت كل شعرة من جسد روبيل فخرجت من ثيابه فقال يوسف لابنه مرة مر إلى جنب روبيل فمسه فمسه فذهب غضبه فقال روبيل من هذا ان في هذه البلاد لبزرا من بزر يعقوب قال يوسف عليه السلام ومن يعقوب فغضب روبيل فقال ايها الملك لا تذكرن يعقوب فانه بشرى الله ابن ذبيح الله ابن خليل الله فقال يوسف عليه السلام انت إذا ان كنت صادقا فإذا أتيتم أباكم فاقرؤا عليه منى السلام وقولوا له ان ملك مصر يدعو لك ان لا تموت حتى ترى ابنك يوسف حتى يعلم أبوكم ان في الارض صديقين مثله فلما أيسوا منه وأخرج لهم شمعون وكان قد ارتهنه خلوا بينهم نجيا يتناجون بينهم قال كبيرهم وهو روبيل ولم يكن باكبرهم سنا ولكن كنا كبيرهم في العلم الم تعلموا ان أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن أبرح الارض حتى ياذن لى أبى أو يحكم الله لى وهو خير الحاكمين فاقام روبيل بمصر وأقبل التسعة إلى يعقوب عليه السلام فاخبروه الخبر فبكى وقال يا بنى ما تذهبون من مرة الا نقصتم واحدا ذهبتم فنقصتم يوسف ثم ذهبتم الثانية فنقصتم شمعمون ثم ذهبتم الثالثة فنقصتم بنيامين وروبيل فصبر جميل عسى الله ان ياتي بهم جميعا انه هو العليم الحكيم
[ 8 ]
وتولى عنهم وقال يا أسفا على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم من الغيظ قالوا تا الله تفتؤ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين الميتين قال انما أشكو بثى وحزني إلى الله واعلم من الله ما لا تعلمون قال أتى يوسف جبريل عليه السلام وهو في السجن فسلم عليه وجاءه في صورة رجل حسن الوجه طيب الريح نقى الثياب فقال له يوسف أيها الملك الحسن الوجه الكريم على ربه الطيب ريحه حدثنى كيف يعقوب قال حزن عليك حزنا شديدا قال فما بلغ من حزنه قال حزن سبعين مشكلة قال فما بلغ من أجره قال أجر سبعين شهيدا قال يوسف عليه السلام فالى من أوى بعدى قال إلى أخيك بنيامين قال فتراني القاه قال نعم فبكى يوسف عليه السلام لما لقى أبوه بعده ثم قال ما أبالى بما لقيت ان الله أرانيه قال فلما اخبروه بدعاء الملك أحست نفس يعقوب وقال ما يكون في الارض صديق الا ابني فطمع وقال لعله يوسف قال يا بنى اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه بمصر ولا تيأسوا من روح الله قال من فرج الله ان يرد يوسف فلما رجعوا إليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فاوف لنا الكيل بها كما كنت تعطينا بالدراهم الجيدة وتصدق علينا تفضل ما بين الجياد والرديئة قال لهم يوسف ورحمهم عند ذلك ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون قالوا أئنك لانت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخى فاعتذروا إليه قالوا يا الله لقد آثرك الله علينا وان كنا لخاطئين قال لا تثريب عليكم اليوم لا أذكر لكم ذنبكم يغفر الله لكم ثم قال ما فعل أبى بعدى قالوا عمى من الحزن فقال اذهبوا بقميصي هذا فالقوه على وجه أبى يات بصيرا وأتوني باهلكم أجمعين فقال يهودا انا ذهبت بالقميص إلى يعقوب عليه السلام وهو متلطخ بالدماء وقلت ان يوسف قد أكله الذئب وأنا أذهب بالقميص واخبره ان يوسف عليه السلام حى فافرحه كما أحزنته فهو كان البشير فلما فصلت العير من مصر منطلقة إلى الشام وجد يعقوب عليه السلام ريح يوسف عليه السلام فقال لبنى بنيه إنى لاجد ريح يوسف لولا أن تفندون قال له بنو بنيه تالله انك لفى ضلالك القديم من شأن يوسف فلما ان جاء البشير وهو يهودا ألقى القميص على وجهه فارتد بصيرا قال لبنيه ألم أقل لكم انى أعلم من الله مالا تعلمون ثم حملوا أهلهم وعيالهم فلما بلغوا مصر كلم يوسف عليه السلام الملك الذى فوقه فخرج هو والملك يتلقونهم فلما لقيهم قال ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه اباه وخالته ورفعهما على العرش قال السرير فلما حضر يعقوب الموت أوصى إلى يوسف ان يدفنه عند ابراهيم فمات فنفح فيه المر ثم حمله إلى الشام وقال يوسف عليه السلام رب قد آتيتني من الملك إلى قوله توفنى مسلما وألحقني بالصالحين قال ابن عباس رضى الله عنهما هذا أول نبى سأل الله الموت وأخرجه ابن جرير وابن أبى حاتم مفرقا في السورة * وأخرج ابن جرير ثنا وكيع ثنا عمرو بن محمد العبقري عن أسباط عن السدى وقال ابن أبى حاتم حدثنا عبد الله بن سليمان بن الاشعث ثنا الحسين بن على ثنا عامر بن الفرات عن اسباط عن السدى به * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله إذ قالوا ليوسف وأخوه يعنى بنيامين وهو أخو يوسف لابيه وأمه وفى قوله ونحن عصبة قال العصبة بين العشرة إلى الاربعين * واخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله ونحن عصبة قال العصبة الجماعة وفى قوله ان آبانا لفى ضلال مبين قال لفى خطأ من رأيه * قوله تعالى (قال قائل منهم) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف قال كنا نحدث انه روبيل وهو أكبر اخوته وهو ابن خالة يوسف * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف قال هو شمعون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابت الجب قال قاله كبيرهم الذى تخلف قال والجب بئر بالشام يلتقطه بعض السيارة قال التقطه ناس من الاعراب * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وألقوه في غيابت الجب يعنى الركية * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه قال الجب البئر * واخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله وألقوه في غيابت الجب قال هي بئر ببيت المقدس يقول في بعض نواحيها * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه قال الجب الذى جعل فيه يوسف عليه
[ 9 ]
السلام بحذاء طبرية بينه وبينها أميال * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه انه قرأ تلتقطه بعض السيارة بالتاء * قوله تعالى (قالوا يا أبانا) الآيتين * أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن أبى قاسم رضى الله عنه قال قرأ أبو رزين مالك لا تتمنا على يوسف قال له عبيد بن نضلة لحنت قال ما لحن من قرأ بلغة قومه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أرسله معنا غدا نرتع ونلعب قال نسعى وننشط ونلهو * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن هرون رضى الله عنه قال كان أبو عمر ويقرأ نرتع ونلعب بالنون فقلت لابي عمر وكيف يقولون كيف نرتع ونعلب وهم أنبياء قال لم يكونوا يومئذ أنبياء * وأخرج ابن جرير عن السدى رضى الله عنه أرسله معنا غدا يرتع ويلعب هو يعنى بالياء * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضى الله عنه قرأ يرتع بالياء وكسر العين قال يرعى غنمه وينظر ويعقل ويعرف ما يعرف الرجل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه أنه قرأ نرتع بالنون وكسر العين قال يحفظ بعضنا بعضا نتكالؤ نتحارس * وأخرج أبو الشيخ عن الحكم بن عمر الرعينى قال بعثنى خالد القسرى إلى قتادة أساله عن قوله نرتع ونلعب فقال قتادة رضى الله عنه لا نرتع ونلعب بكسر العين ثم قال الناس لا يرتعون انما ترتع الغنم * وأخرج أبو الشيخ عن مقاتل بن حيان رضى الله عنه انه كان يقرؤها أرسله معنا غدا نلهو ونلعب * وأخرج ابن الانباري في المصاحف عن الاعرج رضى الله عنه أنه قرأ نرتعى بالنون والياء ويلعب بالياء * قوله تعالى (قال انى ليحزنني) الآيتين * أخرج أبو الشيخ وابن مردويه والسلفى في الطيوريات عن ابن عمر رضى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلقنوا الناس فيكذبوا فان بنى يعقوب لم يعلموا ان الذئب ياكل الناس فلما لقنهم أبوهم كذبوا فقالوا أكله الذئب * وأخرج ابن ابى حاتم عن أبى مجلز رضى الله عنه قال لا ينبغى لاحد ان يلقن ابنه الشر فان بنى يعقوب لم يدروا ان الذئب ياكل الناس حتى قال لهم أبوهم انى أخاف ان ياكله الذئب * قوله تعالى (وأوحينا إليه) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وأوحينا إليه الآية قال أوحى إلى يوسف عليه السلام وهو في الجب لتنبئن اخوتك بما صنعوا وهم لا يشعرون بذلك الوحى * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله وأوحينا إليه الآية قال أوحى الله إليه وحيا وهو في الجب ان ستنبئنهم بما صنعوا وهم أي اخوته لا يشعرون بذلك الوحى فهون ذلك الوحى عليه ما صنع به * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وهم لا يشعرون قال لا يشعرون انه أوحى إليه * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله وهم لا يشعرون يقول لا يشعرون انه يوسف * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما دخل اخوة يوسف على يوسف فعرفهم وهم له منكرون جئ بالصواع فوضعه على يده ثم نقره فطن فقال انى ليخبرني هذا الجام انه كان لكم أخ من أبيكم يقال له يوسف يدين دينكم وانكم انطلقتم به فالقيتموه في غيابت الجب فاتيتم أباكم فقلتم ان الذئب أكله وجئتم على قميصه بدم كذب فقال بعضهم لبعض ان هذا الجام ليخبره خبركم قال ابن عباس رضى الله عنهما فلا نرى هذه الآية نزلت الا في ذلك لتنبئنهم بامرهم هذا وهم لا يشعرون * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ألقى يوسف في الجب أتاه جبريل عليه السلام فقال يا غلام من ألقاك في هذا الجب قال اخوتى قال ولم قال لمودة أبى اياى حسدوني قال تريد الخروج من ههنا قال ذاك إلى اله يعقوب قال قل اللهم انى أسالك باسمك المخزون المكنون يا بديع السموات والارض يا ذا الجلال والاكرام ان تغفر لى ذنبي وترحمني وان تجعل لى من أمرى فرجا ومخرجا وان ترزقني من حيث احتسب ومن حيث لا أحتسب فقالها فجعل الله من أمره فرجا ومخرجا ورزقه ملك مصر من حيث لا يحتسب فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألظوا بهؤلاء الكلمات فانهن دعاء المصطفين الاخيار * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى بكر بن عباس رضى الله عنه قال كان يوسف عليه السلام في الجب ثلاثة أيام * قوله تعالى (وجاؤا أباهم) الآية * أخرج ابن المنذر عن الشعبى رضى الله عنه قال جاءت امرأة إلى شريح رضى الله عنه تخاصم في شئ فجعلت تبكى فقالوا يا أبا أمية أما تراها تبكى فقال قد جاء اخوة يوسف أباهم عشاء يبكون * وأخرج أبو الشيخ
[ 10 ]
عن الضحاك رضى الله عنه وما أنت بمؤمن لنا قال بمصدق لنا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين قال نزلت على كلام العرب كقولك لا تصدق بالصدق ولو كنت صادقا * قوله تعالى (وجاؤا على قميصه بدم كذب) * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وجاؤا على قميصه بدم كذب قال كان دم سخلة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله بدم كذب قال كان ذلك الدم كذبا لم يكن دم يوسف كان دم سخلة * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في الآية قال أخذوا ظيبا فذبحوه فلطخوا به القميص فجعل يعقوب عليه السلام يقلب القميص فيقول ما أرى به أثر ناب ولا ظفر ان هذا السبع رحيم فعرف انهم كذبوه * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما وجاؤا على قميصه بدم كذب قال لما أتى يعقوب بقميص يوسف عليه السلام فلم ير فيه خرقا قال كذبتم لو كان كما تقولون أكله الذئب لخرق القميص * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه قال لما جئ بقميص يوسف عليه السلام إلى يعقوب عليه السلام جعل يقلبه فيرى أثر الدم ولا يرى فيه شقا ولا خرقا فقال يا بنى والله ما كنت أعهد الذئب حليما إذ كل ابني وأبقى قميصه * وأخرج ابن جرير عن الشعبى رضى الله عنه قال ذبحوا جديا ولطخوه بدمه فلما نظر يعقوب إلى القميص صحيحا عرف ان القوم كذبوه فقال لهم ان كان هذا الذئب لحليما حيث رحم القميص ولم يرحم ابني * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه قال لما أتوا نبى الله يعقوب بقميصه قال ما أرى أثر سبع ولا طعن ولا خرق * وأخرج أبو عبد الله محمد بن ابراهيم الجرجاني في اماليه عن ربيعة رضى الله عنه قال لما اتى يعقوب عليه السلام فقيل ان يوسف عليه السلام أكله الذئب دعا الذئب فقال أكلت قرة عينى وثمرة فؤادى قال لم أفعل قال فمن أين جئت ومن أين تريد قال جئت من أرض مصر وأريد أرض جرجان قال فما يعنيك بها قال سمعت الانبياء عليهم الصلاة والسلام قبلك يقولون من زار حميما أو قريبا كتب الله له بكل خطوة ألف حسنة وحط عنه ألف سيئة ويرفع له ألف درجة فدعى بنيه فقال اكتبوا هذا الحديث فابى ان يحدثهم فقال مالك لا تحدثهم فقال انهم عصاة * وأخرج أبو الشيخ عن مبارك قال سئل ابن سيرين عن رجل رأى في المنام انه يستاك كلما اخرج السواك رأى عليه دما قال اتق الله ولا تكذب وقرأ وجاؤا على قميصه بدم كذب * قوله تعالى (قال بل سولت لكم انفسكم) الآية * أخرج ابن ابى حاتم وابو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله بل سولت لكم انفسكم امرا قال امرتكم انفسكم * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله بل سولت لكم انفسكم امرا يقول بل زينت لكم انفسكم امرا فصبرو جميل الله المستعان على ما تصفون أي على ما تكذبون * وأخرج ابن أبى الدنيا في كتاب الصبر وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن حيان بن ابى جيلة رضى الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله فصبر جميل قال لا شكوى فيه من بث ولم يصبر * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم وابو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فصبر جميل قال ليس فيه جزع * وأخرج ابن ابى حاتم عن الحسن رضى الله عنه قال الصبر الجميل الذى ليس فيه شكوى الا إلى الله * واخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن الثوري عن بعض الصحابة قال يقال ثلاثة من الصبر أن لا تحدث بما يوجعك ولا بمصيبتك ولا تزكى نفسك * قوله تعالى (وجاءت سيارة) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن الضحاك في الآية قال جاءت سيارة فنزلت على الجب فارسلوا واردهم فاستقى من الماء فاستخرج يوسف فاستبشروا بانهم أصابوا غلاما لا يعلمون علمه ولا منزلته من ربه فزهدوا فيه فباعوه وكان بيعه حراما وباعوه بدراهم معدودة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله فارسلوا واردهم يقول فارسلوا رسولهم فادلى دلوه فتشبث الغلام بالدلو فلما خرج قال يا بشراى هذا غلام تباشروا به حين استخرجوه وهى بئر بيت المقدس معلوم مكانها * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى روق في قوله يا بشراى قال يا بشارة * وأخرج ابن المنذر من طريق أبى عبيد قال سمعت الكسائي يحدث عن حمزة عن الاعمش وأبى بكر عن عاصم انهما قرأ يا بشرى بارسال الياء غير مضاف إليه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن
[ 11 ]
السدى في قوله يا بشرى قال كان اسم صاحبه بشرى قال يا بشرى كما تقول يا زيد * وأخرج أبو الشيخ عن الشعبى في قوله يا بشرى قال كان اسمه بشرى * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله واسروه بضاعة يعنى اخوة يوسف أسروا شأنه وكتموا ان يكون أخاهم وكتم يوسف شانه مخافة ان يقتله اخوته واختار البيع فباعه اخوته بثمن بخس * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه وأسروه بضاعة قال أسروا بيعه * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه وأسروه بضاعة قال أسره التجار بعضهم من بعض * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وأسروه بضاعة قال صاحب الدلو ومن معه فقالوا لاصحابهم انا استبضعناه خفية ان يستشركوكم فيه ان علموا به واتبغهم اخوته يقولون للمدلى واصحابه استوثقوا منه لا يابقن حتى وثقوه بمصر فقال من يبتاعني ويستسر فابتاعه الملك والملك مسلم * قوله تعالى (وشروه بثمن) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وشروه قال اخوة يوسف باعوه حين اخرج المدلى دلوه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وشروه قال بيع بينهما بثمن بخس قال حرام لم يحل لهم بيعه ولا اكل ثمنه * وأخرج ابن جرير عن قتادة وشروه بثمن بخس قال هم السيارة * وأخرج ابن جرير وابو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه وشروه بثمن بخس قال باعوه بثمن حرام كان بيعه حراما وشراؤه حراما * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله وشروه بثمن بخس قال البخس هو الظلم وكان بيع يوسف عليه السلام وثمنه حراما عليهم وبيع بعشرين درهما * وأخرج أبو الشيخ عن على بن ابى طالب رضى الله عنه انه قضى في اللقيط انه حر وشروه بثمن بخس * وأخرج ابن جرير عن ابراهيم رضى الله عنه ان كره الشراء والبيع للبدوي وتلا هذه الآية وشروه بثمن بخس * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله بثمن بخس قال البخس القليلة * وأخرج ابن جرير ووابن المنذر عن الشعبى رضى الله عنه قال البخس القليل * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن النذر والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال انما اشترى يوسف عليه السلام بعشرين درهما وكان اهله حين ارسل إليهم بمصر ثلثمائة وتسعين انسانا رجالهم انبياء ونساؤهم صديقات والله ما خرجوا مع موسى عليه السلام حتى بلغوا ستمائة الف وسبعين الفا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله دراهم معدودة قال عشرون درهما * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله دراهم معدودة قال اثنان وعشرون درهما لاخوة يوسف احد عشر رجلا * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن نوف الشامي البكالى مثله * وأخرج ابن جرير وابن وأبى حاتم وأبو الشيخ عن عطية رضى الله عنه في قوله دراهم معدودة قال عشرون درهما كانوا عشرة اقتسموا درهمين درهمين * وأخرج أبو الشيخ عن نعيم بن ابى هند دراهم معدودة قال ثلاثون درهما * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة في قوله بثمن بخس قال البخس القليلة دراهم معدودة قال اربعون درهما * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه في قوله وكانوا فيه من الزاهدين قال اخوته زهدوا فيه لم يعلموا بنبوته ولا بمنزلته من الله ومكانه * قوله تعالى (وقال الذى اشتراه) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن محمد بن اسحق رضى الله عنه قال الذى اشتراه اظيفر بن روحب وكان اسم امرأته راعيل بنت رعائيل * وأخرج ابن اسحق وابن جرير وابو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما باع يوسف صاحبه الذى باعه من العزيز واسمه مالك ابن ذعر قال حين باعه من انت وكان مالك من مدين فذكر له يوسف من هو وابن من هو فرفه فقال لو كنت أخبرتني لم أبعك ادع لى فدعا له يوسف فقال بارك الله لك في أهلك قال فحملت امرأته اثنى عشر بطنا في كل بطن غلامان * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أكرمي مثواه قال منزلته * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة مثله * وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال أفرس الناس ثلاثة العزيز
[ 12 ]
حين تفرس في يوسف فقال لامرأته أكرمي مثواه عسى ان ينفعنا أو نتخذه ولدا والمرأة لتى أتت موسى فقالت لابيها يا أبت استاجره وأبو بكر حين استخلف عمر * وأخرج عبد الرزاق وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه قال بلغنا ان العزيز كان يلى عملا من أعمال الملك وقال الكلبى كان خبازه وصاحب شرابه وصاحب دوائه وصاحب السجن * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ولنعلمه من تأويل الاحاديث قال عبارة الرؤيا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله والله غالب على أمره قال فعال * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد والله غالب على أمره قال لغة عربية * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه والله الغالب على أمره قال لما يريد ان يبلغ يوسف * قوله تعالى (ولما بلغ أشده) الآية * أخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبى حاتم وابن الانباري في كتاب الاضداد والطبراني في الاوسط وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولما بلغ أشده قال ثلاثا وثلاثين سنة * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله بلغ أشده قال خمسا وعشرين سنة * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله بلغ أشده قال ثلاثين سنة * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه ولما بلغ أشده قال عشرين سنة * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله بلغ اشده قال عشر سنين * وأخرج ابن أبى حاتم عن ربيعة في قوله بلغ أشده قال الحلم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن الشعبى رضى الله عنه قال لاشد الحلم إذا كتبت له الحسنات وكتبت عليه السيئات * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله آتيناه حكما وعلما قال هو الفقه والعلم والعقل قبل النبوة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما وكذلك نجزى المحسنين يقول المهتدين * قوله تعالى (وراودته التى هو في بيتها) الآية * أخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله وراودته التى هو في بيتها قال هي امرأة العزيز * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله وراودته التى هو في بيتها عن نفسه قال حين بلغ مبلغ الرجال * وأخرج عبد الرزاق والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبى وائل رضى الله عنه قال قرأ عبد الله هيت لك بفتح الهاء والتاء فقلنا له ان ناسا يقرؤنها هيت لك فقال دعوني فانى أقرأ كما اقرئت أحب إلى * وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضى الله عنه انه قرأ هيت لك بنصب الهاء والتاء ولا يهمز * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أقرأنى رسول الله صلى الله عليه وسلم هيت لك يعنى هلم لك * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان يقرأ كما يقرأ عبد الله هيت لك وقال هلم لك تدعوه إلى نفسها * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله هيت لك قال هلم لك وهى بالحورانية * وأخرج ابن جرير عن السدى رضى الله عنه هيت لك قال هلم لك وهى بالقبطية * وأخرج ابن جرير عن الحسن رضى الله عنه في قوله هيت لك قال تعال * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله لقيت لك قال ألقت نفسها واستلقت له ودعته إلى نفسها وهى لغة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله هيت لك قال ألقت نفسها واستلقت له لغة عربية تدعوه بها إلى نفسها * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وأبو الشيخ عن يحيى بن وثاب انه قرأها هيت لك يعنى بكسر الهاء وضم التاء يعنى تهيات لك * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قرأ هئت لك مكسورة الهاء مضمومة التاء مهموزة قال تهيات لك * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنه ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عزوجل هيت لك قال يهيأت لك قم فاقض حاجتك قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت أحيحة الانصاري وهو يقول به أحمى المصاب إذا دعال * إذا ما قيل للابطال هيتا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبى وائل رضى الله عنه انه كان يقرأ هئت لك رفع أي تهيأت لك * وأخرج ابن جرير عن عكرمة عن زر بن حبيش رضى الله عنه انه كان يقرأ هيت لك نصبا أي هلم لك وقال أبو عبيد كذلك كان الكسائي يحكيها قال هي لغة لاهل نجد وقعت إلى الحجاز معناها تعاله * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن
[ 13 ]
عبد الله بن عامر اليحصبى رضى الله عنه انه قرأ هيت لك بكسر الهاء وفتح التاء * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله انه ربى قال سيدى يعنى زوج المرأة * وأخرج ابن المنذر عن أبى بكر بن عياش رضى الله عنه في قوله انه ربى قال يعنى زوجها * قوله تعالى (ولقد همت به) الآية * أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما همت به تزينت ثم استلقت على فراشها وهم بها وجلس بين رجليها يحل تبانه نودى من السماء يا ابن يعقوب لا تكن كطائر ينتف ريشه فبقى لا ريش له فلم يتعظ على النداء شيأ حتى رأى برهان ربه جبريل عليه السلام في صورة يعقوب عاضا على أصبعيه ففزع فخرجت شهوته من أنامله فوثب إلى الباب فوجده مغلقا فرفع يوسف رجله فضرب لها الباب الادنى فانفرج له واتبعته فادركته فوضعت يديها في قميصه فشقته حتى بلغت عضلة ساقه فالفيا سيدها لدى الباب * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ وأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس رضى الله عنهما انه سئل عن هم يوسف عليه السلام ما بلغ قال حل الهميان يعنى السراويل وجلس منها مجلس الخاتن فصيح به يا يوسف لا تكن كالطير له ريش فإذا زنى قعد ليس له ريش * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن على بن أبى طالب رضى الله عنه في قوله ولقد همت به وهم بها قال طمعت فيه وطمع فيها وكان من الطمع ان هم بحل التكة فقامت إلى صنم مكلل بالدر والياقوت في ناحية البيت فسترته بثوب أبيض بينها وبينه فقال أي شئ تصنعين فقالت استحى من الهى ان يرانى على هذه الصورة فقال يوسف عليه السلام تستحين من صنم لا ياكل ولا يشرب ولا استحى أنا من الهى الذى هو قائم على كل نفس بما كسبت ثم قال لا تناليها منى أبدا وهو البرهان الذى رأى * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وهم بها قال حل سراويله حتى بلغ ثنته وجلس منها مجلس الرجل من امرأته فمثل له يعقوب عليه السلام فضرب بيده على صدره فخرجت شهوته من أنامله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لولا أن رأى برهان ربه قال رأى صورة أبيه يعقوب في وسط البيت عاضا على ابهامه فادبر هاربا وقال وحقك يا أبت لا أعود أبدا * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم وابو الشيخ عن عكرمة وسعيد بن جبير في قوله لو لا أن رأى برهان ربه قال حل السراويل وجلس منها مجلس الخائن فرأى صورة فيها وجه يعقوب عاضا على أصابعه فدفع صدره فخرجت الشهوة من أنامله فكل ولد يعقوب قد ولد له اثنا عشر ولد الا يوسف عليه السلام فانه نقص بتلك الشهوة ولدا ولم يولد له غير أحد عشر ولدا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله لو لا أن رأى برهان ربه قال تمثل له يعقوب عليه السلام فضرب في صدر يوسف عليه السلام فطارت شهوته من أطراف أنامله فولد لكل ولد يعقوب اثنا عشر ذكرا غير يوسف لم يولد له الا غلامان * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه في قوله لولا أن رأى برهان ربه قال رأى يعقوب عاضا على أصابعه يقول يوسف يوسف * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في الآية قال رأى آية من آيات ربه حجزه الله بها عن معصيته ذكر لنا انه مثل له يعقوب عاضا على أصبعيه وهو يقول له يا يوسف اتهم بعمل السفهاء وأنت مكتوب في الانبياء فذلك البرهان فانتزع الله كل شهوة كانت في مفاصله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن سيرين رضى الله عنه في قوله لولا أن رأى برهان ربه قال مثل له يعقوب عليه السلام عاضا على أصبعيه يقول يوسف بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم خليل الرحمن اسمك في الانبياء وتعمل عمل السفهاء * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه قال رأى صورة يعقوب عليه السلام في الجدار * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه قال زعموا أن سقف البيت انفرج فرأى يعقوب عاضا على أصبعيه * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن الحسن رضى الله عنه في قوله ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه قال انه لما هم قيل له يوسف ارفع رأسك فرفع رأسه فإذا هو بصورة في سقف البيت تقول يا يوسف يا يوسف أنت مكتوب في الانبياء فعصمه الله عزوجل * وأخرج أبو عبيد
[ 14 ]
وابن جرير وابن المنذر عن أبى صالح رضى الله عنه قال رأى صورة يعقوب في سقف البيت تقول يوسف يوسف * وأخرج ابن جرير من طريق الزهري أن حميد بن عبد الرحمن أخبره أن البرهان الذى رأى يوسف عليه السلام هو يعقوب * وأخرج ابن جرير عن القاسم بن أبى بزة قال نودى يا ابن يعقوب لا تكونن كالطير له ريش فإذا زنى قعد ليس له ريش فلم يعرض للنداء وقعد فرفع رأسه فرأى وجه يعقوب عاضا على أصبعه فقام مرعوبا استحياء من أبيه * وأخرج ابن جرير عن على بن بديمة قال كان يولد لكل رجل منهم اثنا عشر اثنا عشر الا يوسف عليه السلام ولد له أحد عشر من أجل ما خرج من شهوته * وأخرج ابن جرير عن شمر بن عطية قال نظر يوسف إلى صورة يعقوب عاضا على أصبعه يقول يا يوسف فذاك حيث كف وقام * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه قال يزعمون أنه مثل له يعقوب عليه السلام فاستحياء منه * وأخرج ابن حاتم عن الاوزاعي قال كان ابن عباس رضى الله عنهما يقول في قوله لولا أن رأى برهان ربه قال رأى آية من كتاب الله فنهته مثلت له في جدار الحائط * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن محمد بن كعب القرظى رضى الله عنه قال البرهان الذى رأى يوسف عليه السلام ثلاث آيات من كتاب الله وان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون وقول الله وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعلمون من عمل الا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وقول الله أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت * وأخرج ابن ابى شيبة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن محمد بن كعب قال رأى في البيت في ناحية الحائط مكتوبا ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن وهب بن منبه رضى الله عنه قال لما خلا يوسف وامرأة العزيز خرجت كف بلا جسد بينهما مكتوب عليه بالعبرانية أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ثم انصرفت الكف وقاما مقامهما ثم رجعت الكف بينهما مكتوب عليها بالعبرانية ان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ثم انصرفت الكف وقاما مقامهما فعادت الكف الثالثة مكتوب عليها ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا وانصرفت الكف وقاما مقامهما فعادت الكف الرابعة مكتوب عليها بالعبرانية واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون فولى يوسف عليه السلام هاربا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لولا أن رأى برهان ربه قال آيات ربه رأى تمثال الملك * وأخرج أبو الشيخ وأبو نعيم في الحلية عن جعفر بن محمد رضى الله عنه قال لما دخل يوسف عليه السلام معها البيت وفى البيت صنم من ذهب قال كما أنت حتى اغطى الصنم فانى أستحى منه فقال يوسف عليه السلام هذه تستحى من الصنم أنا أحق أن أستحى من الله فكف عنها وتركها * وأخرج ابن أبى حاتم وابو الشيخ عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر رضى الله عنه في قوله كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء قال الزنا والثناء القبيح * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه انه من عبادنا المخلصين قال الذين لا يعبدون مع الله شيا * قوله تعالى (واستبقا الباب) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله واستبقا الباب قال استبق هو والمرأة الباب * وأخرج ابن أبى حاتم عن يحيى بن زكريا بن أبى زائدة رضى الله عنه قال في قراءة عبد الله ووجدا سيدها * وأخرج ابن جرير عن زيد بن ثابت رضى الله عنه قال السيد الزوج * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وألفيا سيدها قال زوجها لدى الباب قال عند الباب * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن نوف الشامي رضى الله عنه قال ما كان يوسف عليه السلام يريد ان يذكره حتى قالت ما جزاء من أراد باهلك سوأ فغضب يوسف عليه السلام وقال هي راودتني عن نفسي * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله الا أن يسجن أو عذاب أليم قال القيد * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما قال عثر يوسف عليه السلام ثلاث عثرات حين هم بها فسجن وحين قال اذكرني عند ربك فلبث في السجن بضع سنين فانساه الشيطان ذكر ربه وحين قال انكم لسارقون قالوا ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل * قوله تعالى (وشهد شاهد من أهلها) الآية * أخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه وشهد شاهد قال حكم حاكم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وشهد شاهد من
[ 15 ]
أهلها قال صبى في المهد * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه وشهد شاهد من أهلها قال صبى أنطقه الله كان في الدار * وأخرج أحمد وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما ما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نكلم أربعة وهم صغار ابن ماشطة فرعون وشاهد يوسف وصاحب جريج وعيسى بن مريم * وأخرج ابن جرير عن أبى هريرة رضى الله عنه قال عيسى وصاحب يوسف وصاحب جريج تكلموا في المهد * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جريج وابن المنذر وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله وشهد شاهد من أهلها قال كان صبيا في المهد * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وشهد شاهد من أهلها قال كان رجلا ذا لحية * وأخرج الفريابى وابن جرير وابو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وشهد شاهد من أهلها قال كان من خاصة الملك * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله وشهد شاهد من أهلها قال رجل له عقل وفهم * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن زيد بن أسلم رضى الله عنه في قوله وشهد شاهد من أهلها قال ابن عم لها كان حكيما * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله وشهد شاهد من أهلها قال ذكر لنا انه رجل حكيم من أهلها قال القميص يقضى بينهما ان كان قميصه قد إلى آخره * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة رضى الله عنه مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وشهد شاهد من أهلها قال ليس بانسى ولا جان هو خلق من خلق الله وفى لفظ قال قميصه مشقوق من دبر فتلك الشهادة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن الشعبى رضى الله عنه قال كان قميص يوسف عليه السلام ثلاث آيات حين قد قميصه من دبر وحين ألقى على وجه ابيه فارتد بصيرا وحين جاؤا على قميصه بدم كذب عرف ان الذئب لو أكله خرق قميصه * قوله تعالى (يوسف أعرض عن هذا) الآية * أخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله يوسف اعرض عن هذا قال عن هذا الامر والحديث واستغفرى لذنبك أيتها المرأة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله يوسف أعرض عن هذا قال لا تذكره * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه في قوله استغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين قال حلما * قوله تعالى (وقال نسوة) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله قد شغفها حبا قال غلبها * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله قد شغفها قال قتلها حب يوسف الشغف الحب القاتل والشغف حب دون ذلك والشغاف حجاب القلب * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله قد شغفها حبا قال الشغاف في القلب في النياط قد امتلا قلبها من حب يوسف قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت نابغة بنى ذبيان وهو يقول وفى الصدر حب دون ذلك داخل * وحول الشغاف غيبته الاضالع * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله قد شغفها حبا قال قد علقها * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن أبى حاتم وابن المنذر وأبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه انه كان يقرؤها قد شغفها حبا قال بطنها حبا قال وأهل المدينة يقولون بطنها حبا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن الشعبى رضى الله عنه في قوله قد شغفها حبا قال الشغوف المحب والمشغوف المحبوب * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابراهيم النخعي رضى الله عنه انه كان يقرؤها قد شغفها حبا ويقول الشغف شغف الحب والشغف شغف الدابة حين تذعر * وأخرج ابن جرير عن أبى العالية رضى الله عنه انه قرأ قد شغفها حبا بالعين المهملة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه في قوله قد شغفها حبا قال هو الحب اللازق بالقلب * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان رضى الله عنه قال الشغاف جلدة رقيقة تكون على القلب بيضاء حبه خرق ذلك الجلد حتى وصل إلى القلب * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد قال ان الشعف والشغف يختلفان فالشعف في البغض والشغف في الحب * وأخرج
[ 16 ]
ابن أبى حاتم عن محمد العباداني قال قال رجل ليوسف عليه السلام انى أحبك فقال له يوسف لا أريد أن يحبنى أحد غير الله من حب أبى ألقيت في الجب ومن حب امرأة العزيز ألقيت في السجن * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه قد شغفها حبا قال دخل حبه في شغافها * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة رضى الله عنه في قوله قد شغفها حبا قال دخل حبه تحت الشغاف * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قد شغفها حبا يقول هلكت عليه حبا * وأخرج ابن جرير عن الاعرج رضى الله عنه انه قرأ قد شعفها حبا بالعين المهملة وقال شغفها حبا يعنى بالغين معجمة إذا كان هو يحبها * قوله تعالى (فلما سمعت بمكرهن أرسلت اليهن) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فلما سمعت بمكرهن قال بحديثهن * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان رضى الله عنه في قوله سمعت بمكرهن قال بعملهن وقال كل مكر في القرآن فهو عمل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ رضى الله عنه في قوله وأعتدت لهن متكأ قال هيأت لهن مجلسا وكان سنتهم إذا وضعوا المائدة أعطوا كل انسان سكينا ياكل بها فلما رأينه قال فلما خرج عليهن يوسف عليه السلام أكبرنه قال أعظمنه ونظرن إليه وأقبلن يحززن أيديهن بالسكاكين وهن يحسبن انهن يقطعن الطعام * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما وأعتدت لهن متكأ قال أعطتهن أترنجا وأعطت كل واحدة منهن سكينا فلما رأين يوسف أكبرنه وجعلن يقطعن أيديهن وهن يحسبن انهن يقطعن الاترنج * وأخرج مسدد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال المتكأ الاترنج وكان يقرؤها خفيفة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر من وجه آخر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله متكأ قال هو الاترنج * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ من وجه ثالث عن مجاهد رضى الله عنه قال من قرأ متكأ شدها فهو الطعام ومن قرأ متكا خففها فهو الاترنج * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن سلمة بن تمام أبى عبد الله القسرى رضى الله عنه قال متكا بكلام الحبش يسمون الاترنج متكا * وأخرج أبو الشيخ عن أبان بن تغلب رضى الله عنه انه اكن يقرؤها وأعتدت لهن متكا مخففة قال الاترنج * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله وأعتدت لهن متكأ قال طعام وشراب وتكاء * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله متكأ قال كل شئ يقطع بالسكين * واخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضى الله عنه قال أعطتهن ترنجا وعسلا فكن يحززن الترنج بالسكين وياكلن بالعسل فلما قيل له اخرج عليهن خرج فلما رأينه أعظمنه وتهيمن به حتى جعلن يحززن أيديهن بالسكين وفيها الترنج ولا يعقلن لا يحسبن الا انهن يحززن الاترنج قد ذهبت عقولهن مما رأين وقلن حاشا لله ما هذا بشر اما هكذا يكون البشر ما هذا الا ملك كريم * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق دريد بن مجاشع عن بعض أشياخه قال قالت للقيم ادخله عليهن وألبسه ثيابا بيضا فان الجميل أحسن ما يكون في البياض فادخله عليهن وهن يحززن ما في أيديهن فلما رأينه حززن أيديهن وهن لا يشعرون من النظر إليه فنظرن إليه مقبلا ثم أو مات إليه ان ارجع فنظرن إليه مدبرا وهن يحززن أيديهن بالسكاكين لا يشعرن بالوجع من نظرهن إليه فلما خرج نظرت إلى أيديهن وجاء الوجع فجعلن يولولن وقالت لهن انتن من ساعة واحدة هكذا صنعتن فكيف أصنع أنا قلن حاشا لله ما هذا بشرا ان هذا الا ملك كريم * وأخرج أبو الشيخ من طريق عبد العزيز بن الوزير بن الكميت بن زيد بن الكميت الشاعر قال حدثنى أبى عن جدى قال سمعت جدى الكميت يقول في قوله فلما رأينه أكبرنه قال أمنين وأنشد في ذلك لما رأته الخيل من رأس شاهق * صهلن وأكبرن المنى المدفقا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق عبد الصمد بن على بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فلما رأينه أكبرنه قال لما خرج عليهن يوسف حضن من الفرح وقال الشاعر نأتى النساء لدى اطهارهن ولا * نأتى النساء إذا أكبرن اكبارا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فلما رأينه
[ 17 ]
أكبرنه قال أعظمنه وقطعن أيديهن قال حزا بالسكين حتى ألقينها وقلن حاشا لله قال معاذ الله * واخرج ابن أبى داود في المصاحف والخطيب في تالى التلخيص عن أسد بن يزيد أن في مصحف عثمان وقلن حاش لله ليس فيها ألف * وأخرج ابن جرير عن أبى الحويرث الحنفي انه قرأها ما هذا بشرا أي ما هذا بمشترى * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله ان هذا الا ملك كريم قال قلن ملك من الملائكة من حسنه * وأخرج ابن أبى حاتم عن يزيد بن أساس رضى الله عنه قال لما قررن وطابت أنفسهن قالت لقيمها آتهن ترنجا وسكينا فأتاهن بهن فجعلن يقطعن وياكلن فقالت هل لكن في النظر إلى يوسف قلن ما شئت فأمرت قيمها فادخله عليهن فلما رأينه فجعلن يقطعن أصابعهن مع الاترنج وهن لا يشعرن فلا يجدن ألما مما رأين من حسنه فلما ولى عنهن قالت هذه الذى لمنننى فيه فلقد رأيتكن تقطعن أيديكن وما تشعرن قال فنظرن إلى أيديهن فجعلن يصحن ويبكين قالت فكيف اصنع فقلن حاشا لله ما هذا بشر ان هذا الا ملك كريم وما نرى عليك من لوم بعد الذى رأينا * وأخرج أبو الشيخ عن منبه عن أبيه قال مات من النسوة اللاتى قطعن أيديهن تسع عشرة امرأة كمدا * وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه والحاكم عن أنس رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أعطى يوسف وأمه شطر الحسن * وأخرج ابن سعد وابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والطبراني عن ابن مسعود رضى الله عنه قال أعطى يوسف وأمه ثلث الحسن * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والطبراني عن ابن مسعود رضى الله عنه قال كان وجه يوسف مثل البرق وكانت المرأة إذا أتت لحاجة ستر وجهه مخافة ان تفتن به * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني عن ابن مسعود رضى الله عنه قال أوتى يوسف عليه السلام وأمه ثلث حسن خلق الانسان في الوجه والبياض وغير ذلك * وأخرج أبو الشيخ عن اسحق بن عبد الله رضى الله عنه قال كان يوسف عليه الصلاة والسلام إذا سار في أزقة مصر تلالا وجهه على الجدران كما يتلالا الماء والشمس على الجدران * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعطى يوسف وأمه ثلث حسن أهل الدنيا واعطى الناس الثلثين * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قسم الله الحسن عشرة أجزاء فجعل منها ثلاثة أجزاء في حواء وثلاثة أجزاء في سارة وثلاثة أجزاء في يوسف وجزأ في سائر الخلق وكانت سارة من أحسن نساء الارض وكانت من أشد النساء غيرة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ربيعة الجرشى رضى الله عنه قال قسم الله الحسن نصفين فجعل ليوسف وسارة النصف وقسم النصف الآخر بين سائر الناس * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه قال قسم الحسن ثلاثة أقسام فاعطى يوسف الثلث وقسم الثلثان بين الناس وكان أحسن الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة رضى الله عنه قال كان فضل حسن يوسف على الناس كفضل القمر ليلة البدر على نجوم السماء * وأخرج الحاكم عن كعب رضى الله عنه قال قسم الله ليوسف عليه السلام من الجمال الثلثين وقسم بين عباده الثلث وكان يشبه آدم عليه السلام يوم خلقه الله تعالى فلما عصى آدم عليه السلام نزع منه النور والبهاء والحسن ووهب له الثلث من الجمال مع التوبة فاعطى الله ليوسف عليه السلام ذلك الثلثين واعطاه تأويل الرؤيا وإذا تبسم رأيت النور من ضواحكه * قوله تعالى (فاستعصم) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فاستعصم قال امتنع * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله فاستعصم قال فاستعصى * قوله تعالى (قال رب السجن) الآية * أخرج سنيد في تفسيره وابن أبى حاتم عن ابن عيينة رضى الله عنه قال انما يوفق من الدعاء للمقدر أما ترى يوسف عليه السلام قال رب السجن أحب إلى قال لما قال اذكرني عند ربك أتاه جبريل عليه السلام فكشف له عن الصخرة فقال ما ترى قال أرى نملة تقضى قال يقول ربك انا لم أنس هذه أنساك انا حبستك انت قلت رب السجن أحب إلى * وأخرج ابن أبى حاتم وابو الشيخ عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله والا تصرف عنى كيدهن قال ان لا يكن منك انت القوى والمنعة لا تكن منى ولا عندي * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في
[ 18 ]
قوله أصب اليهن يقول اتبعهن * وأخرج أبو الشيخ عن عباس رضى الله عنهما أصب اليهن قال أطاوعهن * وأخرج أبو الشيخ عن عمرو بن مرة رضى الله عنه قال من أتى ذنبا عمد أو خطا فهو جاهل حين ياتيه الا ترى إلى قول يوسف عليه الصلاة والسلام أصب اليهن وأكن من الجاهلين قال فقد عرف يوسف ان الزنا حرام وان أتاه كان جاهلا * قوله تعالى (فاستجاب له ربه) الآية * أخرج ابن المنذر عن بكر بن عبيد الله رضى الله عنه قال دخلت امرأة العزيز على يوسف عليه السلام فلما رأته عرفته وقالت الحمد لله الذى صير العبيد بطاعته ملوكا وجعل الملوك بمعصيته عبيدا * قوله تعالى (ثم بدالهم) الآية * أخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة رضى الله عنه قال سالت ابن عباس رضى الله عنهما عن قوله بدالهم من بعدما رأوا الآيات قال ما سألني عنها أحد قبلك من الآيات قد القميص وأثرها في جسده وأثر السكين وقالت امرأة العزيز ان أنت لم تسجنه ليصدقنه الناس * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه قال من الآيات شق في القميص وخمش في الوجه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ثم بدالهم من بعد ما رأوا الآيات قال قد القميص من دبر * وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله من بعدما رأوا الآيات قال من الآيات كلام الصبى * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه قال الآيات حزهن أيديهن وقد القميص * وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضى الله عنه قال قال رجل ذو رأى منهم للعزيز انك متى تركت هذا العبد يعتذر إلى الناس ويقص عليهم أمره وأمرأة في بيتها لا تخرج إلى الناس عذروه وفضحوا أهلك فامر به فسجن * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال عوقب يوسف عليه السلام ثلاث مرات أما أول مرة فبالحبس لما كان من همه بها والثانية لقوله اذكرني عند ربك فلبث في السجن بضع سنين عوقب بطول الحبس والثالثة حيث قال أيتها العير انكم لسارقون فاستقبل في وجهه ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة رضى الله عنه في قوله ليسجننه حتى حين قال سبع سنين * وأخرج ابن الانباري في كتاب الوقف والابتداء والخطيب في تاريخه عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك رضى الله عنه عن أبيه قال سمع عمر رضى الله عنه رجلا يقرأ هذا الحرف ليسجننه حتى حين فقال له عمر رضى الله عنه من أقرأك هذا الحرف قال ابن مسعود رضى الله عنه فقال عمر رضى الله عنه ليسجننه حتى حين ثم كتب إلى ابن مسعود رضى الله عنه سلام عليك أما بعد فان الله أنزل القرآن فجعله قرآنا عربيا مبينا وأنزله بلغة هذا الحى من قريش فإذا أتاك كتابي هذا فاقرئ الناس بلغة قريش ولا تقرئهم بلغة هذيل * قوله تعالى (ودخل معه السجن) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما خازن الملك على طعامه والآخر ساقيه على شرابه * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن محمد بن اسحق رضى الله عنه قال في قوله ودخل معه السجن فتيان قال غلامان كانا للملك الاكبر الريان بن الوليد كان أحدهما على شرابه والآخر على بعض أمره في سخطة سخطها عليهما اسم أحدهما مجلب والآخر نبوا الذى كان على الشراب فلما رأياه قالا يا فتى والله لقد أحببناك حين رأيناك قال ابن اسحق فحدثني عبد الله بن أبى نجيح عن مجاهد رضى الله عنه ان يوسف عليه الصلاة والسلام قال لهما حين قالا له ذلك أنشدكما بالله ان تحبانى فوالله ما أحبنى أحد قط الا دخل على من حبه بلاء قد أحبتني عمتى فدخل على من حبها بلاء ثم احبني أبى فدخل على بحبه بلاء ثم أحبتني زوجة صاحبي فدخل على بمحبتها اياى بلاء فلا تحبانى بارك الله فيكما فابيا الا حبه والفه حيث كان وجعل يعجبهما ما يريان من فهمه وعقله وقد كانا رأيا حين ادخلا السجن رؤيا فرأى مجلب انه رأى فوق رأسه خبزا تأكل الطير منه ورأى نبوا انه يعصر خمرا فاستفتياه فيها وقالا له نبئنا بتأويله انا نراك من المحسنين ان فعلت فقال لهما لا ياتيكما طعام ترزقانه يقول في نومكما الا نباتكما بتأويله قبل ان ياتيكما ثم دعاهما إلى الله والى الاسلام فقال يا صاحبي السجن أءرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار أي خير ان تعبدوا الها واحد أم آلهة متفرقة لا تغنى عنكم شيا ثم قال لمجلب اما انت فتصلب فتأكل الطير من رأسك وقال لبنوا أما أنت فترد على عملك ويرضى عنك صاحبك
[ 19 ]
قضى الامر الذى فيه تستفيان * وأخرج وكيع في الغرر عن عمرو بن دينار قال قال يوسف عليه السلام ما لقى أحد في الحب ما لقيت احبني أبى فالقيت في الجب واحبتني امرأة العزيز فالقيت في السجن * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله انى ارانى اعصر خمرا قال عنبا * وأخرج البخاري في تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري وأبو الشيخ وابن مردويه من طرق عن ابن مسعود رضى الله عنه انه قرأ انى ارانى أعصر عنبا وقال والله لقد اخذتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه في قوله انى ارانى أعصر خمرا يقول أعصر عنبا وهو بلغة أهل عمان يسمون العنب خمرا * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه نبئنا بتأويله قال عبارته * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله انى ارانى اعصر خمرا قال هو بلغة عمان وفى قوله انا نراك من المحسنين قال كان احسانه فيما ذكر لنا انه كان يعزى حزينهم ويداوى مريضهم ورأوا منه عبادة واجتهادا فاحبوه به وقال لما انتهى يوسف عليه السلام إلى السجن وجد فيه قوما قد انقطع رجاؤهم واشتد بلاؤهم وطال حزنهم فجعل يقول ابشروا اصبروا تؤجروا ان لهذا أجرا ان لهذا ثوابا فقالوا يا فتى بارك الله فيك ما احسن وجهك واحسن خلقك واحسن خلقك لقد بورك لنا في جوارك انا كنا في غير هذا منذ حبسنا لما تخبرنا من الاجر والكفارة والطهارة فمن انت يا فتى قال انا يوسف ابن صفى الله يعقوب ابن ذبيح الله اسحق ابن خليل الله ابراهيم عليهم الصلاة والسلام وكانت عليه محبة وقال له عامل السجن يا فتى والله لو استطعت لخليت سبيلك ولكن سأحسن جوارك وأحسن آثارك فكن في أي بيوت السجن شئت * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما قال دعا يوسف عليه السلام لاهل السجن فقال اللهم لا تعم عليهم الاخبار وهون عليهم مر الايام * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الايمان عن الضحاك رضى الله عنه انه سئل عن قوله انا تراك من المحسنين ما كان احسان يوسف عليه السلام قال كان إذا مرض انسان في السجن قام عليه وإذا ضاق عليه المكان أوسع له وإذا احتاج جمع له * قوله تعالى (قال لا ياتيكما طعام) الآية * أخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله لا ياتيكما طعام ترزقانه قال كره العبارة لهما فأجابهما بغير جوابهما ليريهما ان عنده علما وكان الملك إذا أراد قتل انسان صنع له طعاما معلوما فارسل به إليه فقال يوسف عليه السلام لا ياتيكما طعام ترزقانه إلى قوله تشكرون فلم يدعه صاحب الرؤيا حتى يعبر لهما فكره العبارة فقال يا صاحبي السجن أأرباب إلى قوله ولكن أكثر الناس لا يعلمون قال فلم يدعاه فعبر لهما * قوله تعالى (واتبعت ملة آبائى ابراهيم واسحق ويعقوب) الآية * أخرج الترمذي وحسنه والحاكم وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن اسحق ابن ابراهيم عليهم السلام * وأخرج ابن أبى حاتم والحاكم عن أبى الاحوص رضى الله عنه قال فاخر أسماء ابن خارجة الفزارى رجلا فقال أنا من الاشياخ الكرام فقال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه ذاك يوسف بن يعقوب بن اسحق ذبيح الله بن ابراهيم خليل الله * وأخرج الحاكم عن عمر رضى الله عنه انه استاذن عليه رجل فقال استاذنوا لابن الاخيار فقال عمر ائذنوا له فلما دخل قال من أنت قال فلان بن فلان بن فلان فعد رجلا من اشراف الجاهلية فقال له عمر رضى الله عنه أنت يوسف بن يعقوب ابن اسحق بن ابراهيم قال لا قال ذاك من الاخيار وأنت في الاشرار انما تعد لى جبال أهل النار * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان يجعل الجدابا ويقول من شاء لاعناه عند الحجر ما ذكر الله جدا ولا جدة قال الله اخبارا عن يوسف عليه السلام واتبعت ملة آبائى ابراهيم واسحق ويعقوب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ذلك من فضل الله علينا قال ان جعلنا أنبياء وعلى الناس قال ان جعلنا رسلا إليهم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس قال ان المؤمن ليشكر ما به من نعمة الله ويشكر ما في الناس من نعمة الله ذكر لنا ان أبا الدرداء رضى الله عنه كان
[ 20 ]
يقول يا رب شاكر نعمة غير منعم عليه لا يدرى ويا رب حام فقه غير فقيه * قوله تعالى (يا صاحبي السجن أأرباب) الآيتين * أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في الآيه قال لما عرف نبى الله يوسف عليه السلام ان أحدهما مقتول دعاهما إلى حظهما من ربهما والى نصيبهما من آخرتهما * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه يا صاحبي السجن يوسف يقوله * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن أبى العالية رضى الله عنه في قوله ان الحكم الا لله أمر ان لا تعبدوا الا اياه قال أسس الدين على الاخلاص لله وحده لا شريك له * وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله ذلك الدين القيم قال العدل * قوله تعالى (يا صاحبي السجن اما احدكما) الآية * أخرج ابن جرير عن عكرمة رضى الله عنه قال أتاه فقال رأيت فيما يرى النائم أنى غرست حبة من عنب فنبتت فخرج فيه عناقيد فعصرتهن ثم سقيتهن الملك فقال تمكث في السجن ثلاثة أيام ثم تخرج فتسقيه خمرا * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله فيسقى ربه خمرا قال سيده * واخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن مسعود رضى الله عنه قال ما رأى صاحبا سجن يوسف عليه السلام شيا انما تحاكما إليه ليجربا علمه فلما أول رؤياهما قالا انما كنا نلعب ولم نر شيأ فقال قضى الامر الذى فيه تستفتيان يقول وقعت العبارة فصار الامر على ما عبر يوسف عليه السلام * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابى مجلز رضى الله عنه قال كان احد اللذين قصا على يوسف الرؤيا كاذبا * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله قضى الامر الذى فيه تستفتيان قال عند قولهما ما رأينا رؤيا انما كنا نلعب قال قد وقعت الرؤيا على ما أولت * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه قال قال يوسف عليه السلام للخباز انك تصلب فتأكل الطير من رأسك وقال لساقيه اما انت فترد على عملك فذكر لنا انهما قالا حين عبر لم نر شيا قال قضى الامر الذى فيه تستفتيان * وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضى الله عنه انه قرأ اما احدكما فيسقى ربه خمرا * قوله تعالى (وقال للذى ظن انه ناج منهما) الآية * أخرج ابن جرير وابو الشيخ عن ابن سباط رضى الله عنه وقال للذى ظن انه ناج منهما اذكرني عند ربك قال عند ملك الارض * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله اذكرني عند ربك يعنى بذلك الملك * وأخرج ابن جرير عن ابراهيم التيمى رضى الله عنه قال لما انتهى به إلى باب السجن قال له اوصني بحاجتك قال حاجتى ان تذكرني عند ربك ينوى الرب الذى ملك يوسف عليه السلام * وأخرج ابن جرير وابو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله وقال للذى ظن انه ناج قال انما عبارة لرؤيا بالظن فيحق الله ما يشاء ويبطل ما يشاء * وأخرج ابن أبى الدنيا في كتاب العقوبات وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم يقل يوسف عليه السلام الكلمة التى قال ما لبث في السجن طول ما لبث حيث يبتغى الفرج من عند غير الله تعالى * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا انه يعنى يوسف قال الكلمة التى قال ما لبث في السجن طول ما لبث * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله يوسف لو لم يقل اذكرني عند ربك ما لبث في السجن طول ما لبث * وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه قال ذكر لنا أن نبى الله صلى الله عليه وسلم قال رحم الله يوسف لولا كلمته ما لبث في السجن طول ما لبث قوله اذكرني عند ربك ثم بكى الحسن رضى الله عنه وقال نحن إذا نزل بنا أمر فزعنا إلى الناس * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه قال ذكر لنا أن نبى الله صلى الله عليه وسلم قال لولا أن يوسف استشفع على ربه ما لبث في السجن طول ما لبث ولكن انما عوقب باستشفاعه على ربه * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد لزهد وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن أنس رضى الله عنه قال أوحى إلى يوسف من استنقذك من القتل حين هم اخوتك يقتلوك قال أنت يا رب قال فمن استنقذك من الجب إذ ألقوك فيه قال أنت يا رب قال فمن استنقذك من المرأة إذ هممت بها قال أنت يا رب قال فما لك نسيتني وذكرت آدميا قال جزعا وكلمة تكلم بها لساني قال فوعزتي لاخلدنك في السجن بضع سنين فلبث في السجن بضع سنين * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو
[ 21 ]
الشيج عن الحسن رضى الله عنه قال لما قال يوسف عليه السلام للساقي اذكرني عند ربك قيل له يا يوسف اتخذت من دوني وكيلا لاطيلن حبسك فبكى يوسف عليه السلام وقال يا رب تشاغل قلبى من كثرة البلوى فقلت كلمة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وقال للذى ظن انه ناج منهما اذكرني عند ربك قال يوسف للذى نجا من صاحبي السجن اذكرني للملك فلم يذكره حتى رأى الملك الرؤيا وذلك ان يوسف أنساه الشيطان ذكر ربه وأمره بذكر ا ؟ لك وابتغاء الفرج من عنده فلبث في السجن بضع سنين عقوبة لقوله اذكرني عند ربك * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله فلبث في السجن بضع سنين قال بلغنا انه لبث في السجن سبع سنين * وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن وهب بن منبه رضى الله عنه قال أصاب أيوب عليه السلام البلاء سبع سنين وترك يوسف عليه السلام في السجن سبع سنين وعذب 7 بخت نصر خون في السباع سبع سنين * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فلبث في السجن بضع سنين اثنتى عشرة سنة * وأخرج ابن مردويه من طريق أبى بكر بن عياش عن الكلبى رضى الله عنه قال قال يوسف عليه السلام كلمة واحدة حبس بها سبع سنين قال أبو بكر وحبس قبل ذلك خمس سنين * وأخرج ابن أبى حاتم عن طاوس والضحاك في قوله فلبث في السجن بضع سنين قالا أربع عشرة سنة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه قال البضع ما بين الثلاث إلى التسع * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه قال البضع ما بين الثلاث إلى التسع * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال البضع دون العشرة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال عثر يوسف عليه السلام ثلاث عثرات قوله اذكرني عند ربك وقوله لاخوته انكم لسارقون وقوله ذلك ليعلم أنى لم أخنه بالغيب فقال له جبريل عليه السلام ولا حين هممت فقال وما أبرئ نفسي * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه قال ذهب يوسف عليه السلام وهو ابن سبع عشرة ولبث في الجب سبعا وفى السجن سبعا وجمع الطعام في سبع فيرون انه التقى هو وأبوه عند ذلك * وأخرج أحمد في الزهد عن أبى المليح رضى الله عنه قال كان دعاء يوسف عليه السلام في السجن اللهم ان كان خلق وجهى عندك فانى أتقرب اليك بوجه يعقوب ان تجعل لى فرجا ومخرجا ويسرا وترزقني من حيث لا أحتسب * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن عبد الله مؤذن الطائف قال جاء جبريل عليه السلام إلى يوسف عليه السلام فقال يا يوسف اشتد عليك الحبس قال نعم قال قل اللهم اجعل لى من كل ما أهمنى وكربنى من أمر دنياى وأمر آخرتي فرحا ومخرجا وارزقني من حيث لا أحتسب واغفر لى ذنبي وثبت رجائي واقطعه من سواك حتى لا أرجو أحدا غيرك * قوله تعالى (وقال الملك) الآيتين * أخرج ابن اسحق وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال قال يوسف عليه الصلاة والسلام للساقي اذكرني عند ربك أي الملك الاعظم ومظلمتي وحبسي في غير شئ قال افعل فلما خرج الساقى رد على ما كان عليه ورضى عنه صاحبه وانساه الشيطان ذكر الملك الذى أمره يوسف عليه السلام ان يذكره له فلبث يوسف عليه السلام بعد ذلك في السجن بضع سنين ثم ان الملك ريان بن الوليد رأى رؤياه التى أرى فيها فهالته وعرف انها رؤيا واقعة ولم يدر ما تأويلها فقال للملا حوله من أهل مملكته انى أرى سبع بقرات سمان ياكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات فلما سمع نبوا من الملك ما سمع منه ومسألته عن تأويلها ذكر يوسف عليه السلام وما كان عبر له ولصاحبه وما جاء من ذلك على ما قال من قوله فقال أنا أنبئكم بتأويله * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أضغاث أحلام قال من الاحلام الكاذبة * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه مثله * وأخرج أبو عبيد وابن ابى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله أضغاث أحلام قال أخلاط أحلام * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله واذكر بعد أمة قال بعد حين * وأخرج ابن جرير عن مجاهد والحسن وعكرمة وعبد الله بن كثير والسدى رضى الله تعالى عنهم مثله * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وادكر بعد أمة يقول بعد سنين * وأخرج ابن أبى
[ 22 ]
حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله وادكر بعد أمة يقول بعد سنين * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه انه قرأ وادكر بعد أمة قال بعد أمة من الناس * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قرأ وادكر بعد أمة بالفتح والتخفيف يقول بعد نسيان * وأخرج ابن جرير عن عكرمة والحسن وقتادة ومجاهد والضحاك رضى الله عنهم انهم قرؤا بعد أمة أي بعد نسيان * وأخرج ابن جرير عن حميد رضى الله عنه قال قرأ مجاهد رضى الله عنه وادكر بعد امة مجزومة مخففة * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هرون رضى الله عنه قال في قراءة أبى بن كعب أنا آتيكم بتأويله * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ رضى الله عنه أنه كان يقرأ أنا آتيكم بتأويله فقيل له أنا انبئكم قال أهو كان ينبئهم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله أفتنا في سبع بقرات الآية قال أما السمان فسنون فيها خصب وأما السبع العجاف فسنون مجدبة وسبع سنبلات خضر هي السنون المخاصيب تخرج الارض نباتها وزرعها وثمارها واخر يابسات المحول الجدوب لا تنبت شيا * قوله تعالى (قال تزرعون) الآيات * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه والله يغفر له حين سئل عن البقرات العجاف والسمان ولو كنت مكانه ولله يغفر له حين أتاه الرسول لبادرتهم الباب ولكنه أراد أن يكون له العذر * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه قال لم يرض يوسف عليه السلام أن أفتاهم بالتأويل حتى أمرهم بالرفق فقال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله لان الحب إذا كان في سنبله لا يؤكل * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله فذروه في سنبله قال أراد يوسف عليه السلام البقاء * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله فذروه في سنبله قال في بعض القراءة الاولى هو أبقى له لا يؤكل * وأخرج ابن أبى حاتم عن زيد بن أسلم رضى الله عنه ان يوسف عليه السلام في زمانه كان يصنع لرجل طعام اثنين فيقربه إلى الرجل فيأكل نصفه ويدع نصفه حتى إذا كان يوما قربه له فاكله كله فقال له يوسف عليه السلام هذا أول يوم من السبع الشداد * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله ثم ياتي من بعد ذلك سبع شداد قال هن السنون المحول الجدوب وفى قوله ياكلن ما قدمتم لهن يقول ياكلن ما كنتم اتخذتم فيهن من القوت الا قليلا مما تحصنون أي مما تدخرون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله مما تحضون يقول تحزنون وفى قوله وفيه يعصرون يقول الاعناب والدهن * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله عام فيه يغاث الناس يقول يصيبهم فيه غيث وفيه يعصرون يقول يعصرون فيه العنب ويعصرون فيه الزيت ويعصرون من كل الثمرات * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم وأبو الشيخ من وجه آخر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وفيه يعصرون يحتلبون * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله ثم ياتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس قال يغاث الناس بالمطر وفيه يعصرون الثمار والاعناب والزيتون من الخصب وهذا علم آتاه الله علمه لم يكن فيما سئل عنه * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله ثم ياتي من بعد ذلك عام الآية قال زادهم يوسف عليه السلام علم سنة لم يسألوه عنه * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ثم ياتي من بعد ذلك عام قال اخبرهم بشئ لم يسألوه عنه وكان الله تعالى قد علمه اياه فيه يغاث الناس بالمطر وفيه يعصرون السمسم دهنا والعنب خمرا والزيتون زيتا * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه فيه يغاث الناس قال بالمطر وفيه يعصرون قال يعصرون أعنابهم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه فيه يغاث الناس قال يغاث الناس بالمطر وفيه يعصرون قال الزيت * وأخرج ابن جرير عن على بن طلحة رضى الله عنه قال كان ابن عباس رضى الله عنه يقرأ وفيه تعصرون بالتاء يعنى تحتلبون * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ من طريق عبدان المروزى رضى الله عنه عن عيسى بن عبيد عن عيسى بن عمير الثقفى رضى الله عنه قال
[ 23 ]
سمعته يقرأ فيه يغاث الناس وفيه تعصرون بالتاء يعنى الغياث المطر ثم قرأ وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا * قوله تعالى (وقال الملك ائتونى به) الآيات * أخرج أحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة التى قطعن أيديهن فقال لو كنت أنا لاسرعت الاجابة وما ابتغيت العذر * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يرحم الله يوسف ان كان لذا اناة حليما لو كنت أنا المحبوس ثم أرسل إلى لخرجت سريعا * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن ابى حاتم والطبراني وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبت لصبر أخى يوسف وكرمه والله يغفر له حيث أرسل إليه ليستفتى في الرؤيا وان كنت أنا لم أفعل حتى أخرج وعجبت من صبره وكرمه والله يغفر له أتى ليخرج فلم يخرج حتى أخبرهم بعذره ولو كنت انا لبادرت الباب ولكنه أحب ان يكون له العذر * وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رحم الله أخى يوسف لو انا أتانى الرسول بعد طول الحبس لاسرعت الاجابة حين قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ما بال النسوة اللاتى قطعن أديهن قال أراد يوسف عليه السلام العذر قبل ان يخرج من السجن * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما جمع الملك النسوة قال لهن انتن راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راردته عن نفسه وانه لمن الصادقين قال يوسف ذلك ليعلم انى لم أخنه بالغيب فغمزه جبريل عليه السلام فقال ولا حين هممت بها فقال وما أبرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله الآن حصحص الحق قال تبين * وأخرج ابن جرير عن مجاهد وقتادة والضحاك وابن زيد والسدى مثله * وأخرج الحاكم في تاريخه وابن مردويه والديلمي عن أنس رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذلك ليعلم أنى لم أخنه بالغيب قال لما قالها يوسف عليه السلام قال له جبريل عليه السلام يا يوسف اذكر همك قال وما أبرئ نفسي * وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن أبى الهذيل قال لما قال يوسف عليه السلام ذلك ليعلم انى لم أخنه بالغيب قال له جبريل عليه السلام ولا يوم هممت بما هممت به فقال وما أبرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء * وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال لما قال يوسف عليه السلام ذلك ليعلم أنى لم أخنه بالغيب قال الملك وطعن في جنبه يا يوسف ولا حين هممت قال وما أبرئ نفسي * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى حاتم عن حكيم بن جابر في قوله ذلك ليعلم أنى لم أخنه بالغيب قال يقال له جبريل ولا حين حللت السراويل فقال عند ذلك وما أبرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ذلك ليعلم أنى لم أخنه بالغيب قال هو قول يوسف لمليكه حين أراه الله عذره * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال أراد يوسف عليه السلام العذر قبل أن يخرج من السجن فقال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة التى قطعن أيديهن ان ربى بكيدهن عليم ذلك ليعلم أنى لم أخنه بالغيب قال ابن جريج وبين هذا وبين ذلك ما بينه قال وهذا من تقديم القرآن وتأخيره * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ذلك ليعلم أنى لم أخنه بالغيب قال يوسف يقول لم أخن سيدى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن أبى صالح رضى الله عنه في قوله ذلك ليعلم أنى لم أخنه بالغيب قال هذا قول يوسف عليه السلام لم يخن العزيز في امرأته قال فقال له جبريل عليه السلام ولا حين حللت السراويل فقال يوسف عليه السلام وما أبرئ نفسي إلى آخر الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه في قوله ذلك ليعلم أنى لم اخنه بالغيب قال قال له جبريل عليه السلام اذكر همك قال وما أبرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه ذلك ليعلم أنى لم أخنه بالغيب فقال له الملك أو جبريل ولا حين هممت بها فقال يوسف
[ 24 ]
عليه السلام وما أبرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ذلك ليعلم أنى لم أخنه بالغيب قال فقال له الملك ولا حين هممت فقال وما أبرئ نفسي * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه قال ذكر لنا ان الملك الذى كان مع يوسف عليه السلام قال له اذكر ما هممت به قال وما أبرئ نفسي * وأخرج ابن أبى حاتم وابو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه في قوله ذلك ليعلم أنى لم أخنه بالغيب قال خشى نبى الله صلى الله عليه وسلم ان يكون زكى نفسه فقال وما أبرئ نفسي الآية * وأخرج ابن أبى حاتم من وجه آخر عن الحسن رضى الله عنه في قوله وما أبرئ نفسي قال يعنى همته التى هم بها * وأخرج ابن أبى حاتم عن عبد العزيز بن عمير رضى الله عنه قال النفس أمارة بالسوء فإذا جاء العزم من الله كانت هي التى تدعو إلى الخير * قوله تعالى (وقال الملك) الآية * أخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما قال فاتاه الرسول فقال له ألق عنك ثياب السجن والبس ثيابا جددا وقم إلى الملك فدعا له أهل السجن وهو يومئذ ابن ثلاثين سنة فلما اتاه رأى غلاما حدثا فقال أيعلم هذا رؤياي ولا يعلمها السحرة والكهنة وأقعده قدامه وقال له لا تخف وألبسه طوقا من ذهب وثياب حرير واعطاه دابة مسرجة مزينة كدابة الملك وضرب الطبل بمصر ان يوسف عليه السلام خليفة الملك * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله أستخلصه لنفسي قال اتخذه لنفسي * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن زيد العمى رضى الله عنه قال لما رأى يوسف عليه السلام عزيز مصر قال اللهم أنى أسألك بخيرك من خيره وأعوذ بعزتك من شره * وأخرج ابن جرير وابو الشيخ عن أبى ميسرة رضى الله عنه قال لما رأى العزيز لبق يوسف وكيسه وظرفه دعاه فكان يتغدى معه ويتعشى دون غلمانه فلما كان بينه وبين المرأة ما كان قالت لم تدنى هذا من بين غلمانك مرة فليتغد مع الغلمان قال له اذهب فتغد مع الغلمان فقال له يوسف أترغب ان تأكل معى أنا والله يوسف بن يعقوب نبى الله ابن اسحق ذبيح الله بن ابراهيم خليل الله * وأخر سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال الملك ليوسف انى أحب أن تخالطني في كل شئ الا في أهلى وأنا آنف أن تأكل معي فغضب يوسف عليه السلام فقال أنا أحق ان آنف أنا ابن ابراهيم خليل الله وأنا ابن اسحاق ذبيح الله وأنا ابن يعقوب نبى الله * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه قال أسلم الملك الذى كان معه يوسف عليه السلام * قوله تعالى (قال اجعلني على خزائن الارض) * أخرج ابن أبى حاتم والحاكم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال استعلمني عمر رضى الله عنه على البحرين ثم نزعني وغرمني اثنى عشر ألفا ثم دعاني بعد إلى العمل فابيت فقال لم وقد سأل يوسف عليه السلام العمل وكان خيرا منك فقلت ان يوسف عليه السلام نبى ابن نبى ابن نبى بن نبى وانا ابن أميمة وأنا أخاف ان أقول بغير حلم وان أفتى بغير علم وان يضرب ظهرى ويشتم عرضى ويؤخذ مالى * وأخرج الخطيب في رواة مالك عن جابر رضى الله عنه قال كان يوسف عليه السلام لا يشبع فقيل له مالك لا تشبع وبيدك خزائن الارض قال انى إذا شبعت نسيت الجائع * وأخرج وكيع في الغرر وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الايمان عن الحسن رضى الله عنه قال قيل ليوسف عليه السلام تجوع وخزائن الارض بيدك قال انى أخاف ان أشبع فانسى الجيعان * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن شيبة بن نعامة الضبى رضى الله عنه في قوله اجعلني على خزائن الارض يقول على جميع الطعام انى حفيظا لما استودعتني عليهم بسنين المجاعة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله اجعلني على خزائن الارض قال كان لفرعون خزائن كثيرة غير الطعام فاسلم سلطانه كله له وجعل القضاء إليه أمره وقضاؤه نافذ * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله انى حفيظ قال لما وليت عليم بامره * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان رضى الله عنه في قوله انى حفيظ قال حفيظ للحساب عليم بالالسن * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الاشجعى رضى الله عنه مثله * قوله تعالى (وكذلك مكنا ليوسف) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله وكذلك مكنا ليوسف في الارض قال ملكناه فيما يكون فيها حيث يشاء من تلك الدنيا يصنع فيها ما يشاء فوضت إليه قال لو شاء ان يجعل فرعون من تحت يده ويجعله من
[ 25 ]
فوق لفعل * وأخرج ابن أبى حاتم عن الفضيل بن عياض رضى الله عنه قال وقفت امرأة العزيز على ظهر الطريق حتى مر يوسف عليه السلام فقالت الحمد لله الذى جعل العبيد ملوكا بطاعته وجعل الملوك عبيدا بمعصيته * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن ابن اسحق رضى الله عنه قال ذكروا ان أطيفر هلك في تلك الليالى وان الملك الريان زوج يوسف عليه السلام امرأته راعيل فقال لها حين أدخلت عليه أليس هذا خيرا مما كنت تريدين فقالت أيها الصديق لا تلمني فانى كنت امرأة كما ترى حسناء جملاء ناعمة في ملك ودنيا وكان صاحبي لا ياتي النساء وكنت كما جعلك الله في حسنك وهيئتك فغلبتني نفسي على ما رأيت فيزعمون انه وجدها عذراء فأصابها فولدت له رجلين * وأخرج أبو الشيخ عن عبد العزيز بن منبه عن أبيه قال تعرضت امرأة العزيز ليوسف عليه السلام في الطريق حتى مر بها فقالت الحمد لله الذى جعل الملوك بمعصيته عبيدا وجعل العبيد بطاعته ملوكا فعرفها فتزوجها فوجدها بكرا وكان صاحبها من قبل لا ياتي النساء * وأخرج الحكيم الترمذي عن وهب بن منبه رضى الله عنه قال أصابت امرأة العزيز حاجة فقيل لها لو أتيت يوسف بن يعقوب فسألتيه فاستشارت الناس في ذلك فقالوا لا تفعلي فانا نخاف عليك قالت كلا انى لا أخاف ممن يخاف الله فدخلت عليه فرأته في ملكه فقالت الحمد لله الذى جعل العبيد ملوكا بطاعته ثم نظرت إلى نفسها فقالت الحمد لله الذى جعل الملوك عبيدا بمعصيته فقضى لها جميع حوائجها ثم تزوجها فوجدها بكرا فقال لها اليس هذا أجمل مما اردت قالت يا نبى الله انى ابتليت فيك باربع كنت اجمل الناس كلهم وكنت انا اجمل اهل زماني وكنت بكرا وكان زوجي عنينا * وأخرج أبو الشيخ عن زيد بن اسلم رضى الله عنه ان يوسف عليه السلام تزوج امرأة العزيز فوجدها بكرا وكان زوجها عنينا * قوله تعالى (نصيب برحمتنا من نشاء) * أخرج الحكيم الترمذي وابن ابى الدنيا في الفرج والبيهقي في الاسماء والصفات عن انس بن مالك رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اطلبوا الخير دهركم كله وتعرضوا لنفحات رحمة الله فان لله عزوجل نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده واسالوا الله ان يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم * قوله تعالى (ولاجر الآخرة) الآية * أخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مالك بن دينار رضى الله عنه قال سالت الحسن رضى الله عنه فقلت يا أبا سعيد قوله ولاجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون ماهيه قال يا مالك اتقوا المحارم خمصت بطونهم تركوا المحارم وهم يشتهونها * قوله تعالى (وجاء اخوة يوسف) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ان اخوة يوسف لما دخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون جاء بصواع الملك الذى كان يشرب فيه فوضعه على يده فجعل ينقره ويطن وينقره ويطن فقال ان هذا الجام ليخبرني عنكم خبر اهل كان لكم أخ من أبيك يقال له يوسف وكان أبوه يحبه دونكم وانكم انطلقتم به فالقيتموه في الجب وأخبرتم أباكم ان الذئب أكله وجئتم على قميصه بدم كذب قال فجعل بعضهم ينظر إلى بعض ويعجبون ان هذا الجام ليخبر خبرهم فمن أين يعلم هذا * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى الجلد رضى الله عنه قال قال يوسف عليه السلام لاخوته ان أمركم ليريبنى كانكم جواسيس قالوا يا أيها العزيز ان أبانا شيخ صديق وانا قوم صديقون وان الله ليحيى بكلام الانبياء القلوب كما يحيى وابل السماء الارض ويقول لهم وفى يده الاناء وهو يقرعه القرعة كان هذا يخبر عنكم بانكم جواسيس * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عون قال قلت للحسن رضى الله عنه ترى يوسف عرف اخوته قال لا والله ما عرفهم حتى تعرفوا إليه * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله فعرفهم وهم له منكرون قال لا يعرفونه * وأخرج أبو الشيخ عن وهب رضى الله عنه قال لما جعل يوسف عليه السلام ينقر الصاع ويخبرهم قام إليه بعض اخوته فقال أنشدك الله ان لا تكشف لنا عورة * قوله تعالى (ولما جهزهم) الآيات * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ائتونى باخ لكم من أبيكم قال يعنى بنيامين وهو أخو يوسف لابيه وأمه * وأخرج ابن أبى حاتم وابو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وأنا خير المنزلين قال خير من يضيف بمصر * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وأنا خير المنزلين قال خير المضيفين * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه وأنا خير المنزلين قال يوسف عليه السلام أنا خير من
[ 26 ]
يضيف بمصر * وأخرج سعيد بن منصور عن ابراهيم انه كان يقرأ وقال لفتيته أي لغلمانه اجعلوا بضاعتهم أي أوراقهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن اسحق قال كان منزل يعقوب وبنيه فيما ذكر لى بعض أهل العلم بالعربات من أرض فلسطين بغور الشام وبعض كان يقول بالادلاج من ناحية شعب أسفل من جسمي وما كان صاحب باديه له بها شاء وابل * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن المغيرة عن أصحاب عبد الله فارسل معنا أخانا نكتل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه فارسل معنا أخانا يكتل له بعيرا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن مغيرة عن أصحاب عبد الله رضى الله عنه فالله خير حافظا * وأخرج سعيد بن منصور وأبو عبيد وابن المنذر عن علقمة انه كان يقرأ ردت الينا بكسر الراء * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه قوله ما نبغى هذه بضاعتنا ردت الينا يقول ما نبغى هذه أوراقنا ردت الينا وقد أوفى لنا الكيل ونزداد كيل بعير أي حمل بعير * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ونزداد كيل بعير قال حمل حمار قال وهى لغة قال أبو عبيد يعنى مجاهد ان الحمار يقال له في بعض اللغات بعير * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله الا ان يحاط بكم قال الا ان تغلبوا حتى لا تطيقوا ذلك * قوله تعالى (وقال يا بنى) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وقال يا بنى لا تدخلوا من باب واحد قال رهب يعقوب عليهم العين * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن محمد بن كعب رضى الله عنه في قوله لا تدخلوا من باب واحد قال خشى عليهم العين * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه في قوله لا تدخلوا من باب واحد قال خشى يعقوب على ولده العين * وأخرج ابن ابى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله لا تدخلوا من باب واحد قال خاف عليهم العين * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله لا تدخلوا من باب واحد قال كانوا قد أوتوا صورا وجمالا فخشى عليهم أنفس الناس * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابراهيم النخعي رضى الله عنه في قوله وادخلوا من أبواب متفرقة قال أحب يعقوب ان يلقى يوسف أخاه في خلوة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله الا حاجة في نفس يعقوب قضاها قال خيفة العين على بنيه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله وانه لذو علم لما علمناه قال انه لعامل بما علم ومن لا يعمل لا يكون عالما * قوله تعالى (ولما دخلوا على يوسف) لآيات * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله أوى إليه أخاه قال ضمه إليه وانزله معه وفى قوله ولا تبتئس قال لا تحزن ولا تياس وفى قوله فلما جهزهم بجهازهم قال لما قضى حاجتهم وكال لهم طعامهم وفى قوله جعل السقاية قال هو اناء الملك الذى يشرب منه في رحل اخيه قال في متاع اخيه * وأخرج ابن أبى حاتم وابن الانباري في المصاحف عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله جعل السقاية قال هو الصواع وكل شئ يشرب منه فهو صواع * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري عن مجاهد رضى الله عنه قال السقاية والصواع شئ واحد يشرب منه يوسف * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه قال السقاية هو الصواع وكان كأسا من ذهب على ما يذكرون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله أيتها العير قال كانت العير حميرا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري وأبو الشيخ وابن منده في غرائب شعبة وابن مردويه والضياء عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله صواع الملك قال شئ يشبه المكوك من فضة كانوا يشربون فيه * وأخرج ابن الانباري في الوقف والابتداء والطستي عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله صواع الملك قال الصواع الكاس الذى يشرب فيه قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الاعشى وهو يقول له درمك في رأسه ومشارب * وقدر وطباخ وصاع وديسق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله صواع الملك قال
[ 27 ]
هو المكوك الذى يلتفى طرفاه كانت تشرب فيه الاعاجم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة رضى الله عنه في قوله صواع الملك قال كان من فضة * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله صواع الملك قال كان من نحاس * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه أنه كان يقرأ ففقد صواع الملك بضم الصاد مع الالف * وأخرج سعيد بن منصور وابن الانباري عن أبى هريرة رضى الله عنه أنه كان يقرأ صاع الملك * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن يحيى بن يعمر أنه كان يقرؤها صوغ الملك بالغين المعجمة قال كان صيغ من ذهب أو فضة سقايته التى كان يشرب فيها * وأخرج ابن الانباري عن أبى رجاء رضى الله عنه أنه قرأ ففقد صواع الملك بعين غير معجمة وصاد مفتوحة * وأخرج عن عبد الله بن عون رضى الله عنه أنه كان يقرأ صوع الملك بصاد مضمومة * وأخرج عن سعيد بن جبير رضى الله عنه أنه كا يقرأ صياع الملك * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ولمن جاء به حمل بعير قال حمل حمار طعام وهى لغة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله حمل بعير وقر بعير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وأنابه زعيم قال كفيل * واخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير ومجاهد وقتادة والضحاك مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وأنا به زعيم قال الزعيم هو المؤذن الذى قال أيتها العير * وأخرج ابن الانباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن لازرق قال له أخبرني عن قوله وأنا به زعيم ما الزعيم قال الكفيل قال فيه فروة بن مسيك اكون زعيمكم في كل عام * بجيش جحفل لجب لهام * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس رضى الله عنه في قوله ما جئنا لنفسد في الارض يقول ما جئنا لنعصى في الارض * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله قالوا فما جزاؤه قال عرفوا الحكم في حكمهم فقالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه وكان الحكم عند الانبياء يعقوب وبنيه عليهم السلام أن يؤخذ السارق بسرقته عبدا يسترق * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن الكلبى رضى الله عنه قال أخبروه بما يحكم في بلادهم انه من سرق أخذ عبدا فقالوا جزاؤه من وجد في رحله * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله فبدأ باوعيتهم الآية قال ذكر لنا انه كان كلما فتح متاع رجل استغفر تاثما مما صنع حتى بقى متاع الغلام قال ما أظن ان هذا أخذ شيأ قالوا بلى فاستبره * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه في قوله كذلك كدنا ليوسف قال كذلك صنعنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك يقول في سلطان الملك قال كان في دين ملكهم انه من سرق أخذت منه السرقة ومثلها معها من ماله فيعطيه المسروق * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ما كان لياخذ أخاه في دين الملك يقول في سلطان الملك * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظى رضى الله عنه في الآية قال دين الملك لا يؤخذ به من سرق أصلا ولكن الله تعالى كاد لاخيه حتى تكلموا بما تكلموا به فآخذهم بقولهم وليس في قضاء الملك * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله ما كان لياخذ أخاه في دين الملك قال لم يكن ذلك في دين الملك ان ياخذ من سرق عبدا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن الكلبى رضى الله عنه قال كان حكم الملك ان من سرق ضاعف عليه الغرم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله الا أن يشاء الله قال الا بعلة كادها الله ليوسف عليه السلام فاعتل بها * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وابو الشيخ من طريق مالك بن أنس رضى الله عنه قال سمعت زيد بن أسلم رضى الله عنه يقول في هذه الآية نرفع درجات من نشاء قال بالعلم يرفع الله به من يشاء في الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابو الشيخ عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله نرفع درجات من نشاء قال يوسف واخوته اوتوا علما فرفعنا يوسف فوقهم في العلم درجة * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ
[ 28 ]
والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وفوق كل ذى علم عليم قال يكون هذا أعلم من هذا وهذا أعلم من هذا والله فوق كل عالم * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الاسماء والصفات عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال كنا عند ابن عباس رضى الله عنهما فحدث بحديث فقال رجل عنده وفوق كل ذى علم عليم فقال ابن عباس رضى الله عنهما بئس ما قلت الله العليم الخبير هو فوق كل عالم * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب رضى الله عنه قال سأل رجل عليا رضى الله عنه عن مسألة فقال فيها فقال الرجل ليس هكذا ولكن كذا وكذا قال على رضى الله عنه أحسنت وأخطأت وفوق كل ذى علم عليم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن عكرمة رضى الله عنه في قوله وفوق كل ذى علم عليم قال علم الله فوق كل عالم * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير رضى الله عنه وفوق كل ذى علم عليم قال الله أعلم من كل أحد * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن في الآية قال ليس عالم الا فوقه عالم حتى ينتهى العلم إلى الله منه بدأ واليه يعود وفى قراءة عبد الله وفوق كل عالم عليم * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله وفوق كل ذى علم عليم قالا هو ذلك أيضا يوسف واخوته هو فوقهم في العلم * قوله تعالى (قالوا ان يسرق) الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله قالوا ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل قال يعنون يوسف وأخرج ابن اسحق وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال كان اول ما دخل على يوسف عليه السلام من البلاء فيما بلغني ان عمته وكانت أكبر ولد اسحق عليه السلام وكانت إليها منطقة اسحق فكانوا يتوارثونها بالكبر وكان يعقوب حين ولد له يوسف عليه السلام قد حضنته عمته فكان معها واليها فلم يحب أحد شيأ من الاشياء كحبها اياه حتى إذا ترعرع وقعت نفس يعقوب عليه السلام عليه فأتاها فقال يا أخية سلمى إلى يوسف فو الله ما أقدر على ان يغيب عنى ساعة قالت فوالله ما أنا بتاركته فدعه عندي أياما انظر إليه لعل ذلك يسلينى عنه فلما خرج يعقوب من عندها عمدت إلى منطقة اسحق عليها السلام فحزمتها على يوسف عليه السلام من تحت ثيابه ثم قالت فقدت منطقة اسحق فانظروا من أخذها ومن أصابها فالتمست ثم قالت اكشفوا أهل البيت فكشفوهم فوجدوها مع يوسف عليه السلام فقالت والله انه لسلم لى أصنع فيه ما شئت فأتاها يعقوب عليه السلام فاخبرته الخبر فقال لها أنت وذاك ان كان فعل ذلك فهو سلم لك ما أستطيع غير ذلك فامسكته فما قدر عليه حتى ماتت عليها السلام فهو الذى يقول اخوة يوسف عليهم السلام حين صنع باخيه ما صنع ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال سرق مكحلة لخالته * وأخرج أبو الشيخ عن عطية رضى الله عنه قال سرق في صباه ميلين من ذهب * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل قال سرق يوسف عليه السلام صنما لجده أبى أمه من ذهب وفضة فكسره وألقاه في الطريق فعيره بذلك اخوته * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رضى الله عنه في الآية قال كانت أم يوسف عليه السلام أمرت يوسف عليه السلام أن يسرق صنما لخاله كان يعبده وكانت مسلمة * واخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه قال سرقته التى عابوه بها أخذ صنما كان لابي أمه وانما أراد بذلك الخير * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن زيد بن أسلم رضى الله عنه قال كان يوسف عليه السلام غلاما صغيرا مع أمه عند خال له وهو يلعب مع الغلمان فدخل كنيسة لهم فوجد تمثالا لهم صغيرا من ذهب فاخذه قال وهو الذى عيره اخوته به ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عطية رضى الله عنه في الآية قال كان يوسف عليه السلام معهم على الخوان فاخذ شيئا من الطعام فتصدق به * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن وهب بن منبه رضى الله عنه انه سئل كيف أخاف يوسف أخاه باخذ الصواع وقد كان أخبره انه أخوه وأنتم تزعمون انه لم يزل متنكرا لهم مكايدهم حتى رجعوا فقال انه لم يعترف له بالنسب ولكنه قال انا أخوك مكان أخيك الهالك * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فاسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أسر في نفسه قوله أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون وأخرج
[ 29 ]
ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله شر مكانا قال يوسف يقول والله أعلم بما تصفون قال تقول * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن شيبة رضى الله عنه قال لما لقى يوسف أخاه قال هل تزوجت بعدى قال نعم قال وما شغلك الحزن على قال ان أباك يعقوب عليه السلام قال لى تزوج لعل الله أن يذرأ منك ذرية يثقلون أو قال يسكنون الارض بتسبيحة * قوله تعالى (فلما استياسوا منه) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن اسحق رضى الله عنه فلما استياسوا منه قال أيسوا ورأوا شدته في الامر * واخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله خلصوا نحبا قال وحدهم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله قال كبيرهم قال شمعون الذى تخلف أكبرهم عقلا وأكبر منه في الميلاد روبيل * وأخرج ابن جرير وابن أبى سائم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله قال كبيرهم هو روبيل وهو الذى كان نهاهم عن قتله وكان أكبر القوم * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله أو يحكم الله لى قال أقاتل بالسيف حتى أقتل وأخرج أبو الشيخ عن وهب رضى الله عنه قال ان شمعون كان أشد بنى يعقوب باسا وانه كان إذا غضب قام شعره وانتفح فلا يطفئ غضبه شئ الا ان يمسه أحد من آل يعقوب وانه كان قد أغار مرة على أهل قرية فدمرهم وانه غضب يوم أخذ بنو يعقوب بالصواع غضبا شديدا حتى انتفخ فامر يوسف عليه السلام ابنه ان يمسسه فسكن غضبه وبرد وقال قد مسنى يد من آل يعقوب * قوله تعالى (ارجعوا إلى أبيكم) الآيات * أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قرأ ان ابنك سرق * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضى الله عنه قال قال يعقوب عليه السلام لبنيه ما يدرى هذا الرجل ان السارق يؤخذ بسرقته الا بقولكم قالوا ما شهدنا الا بما علمنا لم نشهد ان السارق يؤخذ بسرقته الا وذاك الذى علمنا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابراهيم رضى الله عنه انه كره ان يكتب الرجل شهادته فإذا استشهد شهد ويقرأ وما شهدنا الا بما علمنا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وما كنا للغيب حافظين قال لم نعلم انه سيسرق * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة رضى الله عنه في قوله وما كنا للغيب حافظين قال ما كنا نعلم ان ابنك يسرق * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله وما كنا للغيب حافظين قال يقولون ما كنا نظن ان ابنك يسرق * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله واسال القرية قال مصر وفى قوله عسى الله ان ياتيني بهم جميعا قال بيوسف وأخيه وروبيل * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله نه في قوله عسى الله ان ياتيني بهم جميعا قال بيوسف وأخيه وكبيرهم الذى تخلف * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى روق رضى الله عنه قال لما حبس يوسف عليه السلام أخاه بسبب السرقة كتب إليه يعقوب عليه السلام من يعقوب بن اسحق بن ابراهيم خليل الله إلى يوسف عزيز فرعون أما بعد فانا أهل بيت موكل بنا البلاء ان أبى ابراهيم عليه السلام ألقى في النار في الله فصبر فجعلها الله عليه بردا وسلاما وان أبى اسحق عليه السلام قرب للذبح في الله فصبر ففداه الله بذبح عظيم وان الله كان وهب لى قرة عين فسلبنيه فاذهب حزنه بصرى وايبس لحمى على عظمي فلا ليلى ليل ولا نهاري نهار والاسير الذى في يديك بما ادعى عليه من السرق أخوه لامه فكنت إذا ذكرت أسفى عليه قربته منى فيسلى عنى بعض ما كنت أجد وقد بلغني انك حبسته بسبب سرقة فخل سبيله فانى لم ألد سارقا وليس بسارق والسلام * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابى الجلد رضى الله عنه قال قال له أخوه يا أيها العزيز لقد ذهب لى أخ ما رأيت أحدا أشبه به منك لكأنه الشمس فقال له يوسف عليه السلام اسال آل يعقوب ان يرحم صباك وان يرد اليك أخاك * قوله تعالى (وتولى عنهم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طرق عن ابن عباس رضى الله عنه في قوله يا أسفا على يوسف قال يا حزنا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله يا أسفا على يوسف قال يا حزنا على يوسف * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله يا أسفا على يوسف قال يا جزعا * وأخرج أبو عبيد وابن سعيد وابن أبى شيبة وابن المنذر عن يونس رضى الله عنه قال لما مات سعيد بن الحسن حزن عليه الحسن حزنا شديدا فكلم الحسن في ذلك فقال
[ 30 ]
ما سمعت الله عاب على يعقوب عليه السلام الحزن * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه قال كان منذ خرج يوسف عليه السلام من عند يعقوب عليه السلام إلى يوم رجع ثمانون سنة لم يفارق الحزن قلبه ودموعه تجرى على خديه ولم يزل يبكى حتى ذهب بصره والله ما على وجه الارض يومئذ خليقة أكبر على الله من يعقوب * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال لم يعط أحدا لاسترجاع غير هذه الامة ولو أعطيها أحد لاعطيها يعقوب عليه السلام الا تستمعون إلى قوله يا أسفا على يوسف وأخرج ابن أبى حاتم عن الاحنف بن قيس رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان داود قال يا رب ان بنى اسرائيل يسالونك بابراهيم واسحق ويعقوب فاجعلني لهم رابعا فأوحى الله إليه ان ابراهيم القى في النار بسببي فصبر وتلك بلية لم تنلك وان اسحق بذل مهجة دمه في سببي فصبر وتلك بلية لم تنلك وان يعقوب أخذت منه حبيبه حتى ابيضت عيناه من الحزن فصبر وتلك بلية لم تنلك * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فهو كظيم قال حزين * وأخرج ابن الانباري في الوقف عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله فهو كظيم ما الكظيم قال المغموم قال فيه قيس بن زهير فان أك كاظما لمصاب شاس * فانى اليوم منطلق لساني * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فهو كظيم قال كظم الحزن * وأخرج ابن المبارك وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله فهو كظم قال كظم على الحزن فلم يقل الا خيرا وفى لفظ يردد حزنه في جوفه ولم يتكلم بسوء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عطاء الخراساني رضى الله عنه في قوله فهو كظيم قال فهو مكروب * وأخرج ابن ابى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله كظيم قال مكروب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه قال الكظيم الكمد * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه فهو كظيم قال مكمود * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضى الله عنه قال الكظيم الذى لا يتكلم بلغ به الحزن حتى كان لا يكلمهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ليث بن أبى سليم رضى الله عنه ان جبريل عليه السلام دخل على يوسف عليه السلام في السجن فعرفه فقال له أيها الملك الكريم على ربه هل لك علم بيعقوب قال نعم قال ما فعل قال ابيضت عيناه من الحزن عليك قال فماذا بلغ من حزنه قال حزن سبعين مثكلة قال هل له على ذلك من أجر قال نعم أجر مائة شهيد * وأخرج ابن جرير من طريق ليث عن ثابت البنانى رضى الله عنه مثله سواء * وأخرج ابن جرير من طريق ليث بن أبى سليم عن مجاهد رضى الله عنه قال حدثت ان جبريل عليه السلام دخل على يوسف عليه السلام وهو بمصر في صورة رجل فلما رآه يوسف عليه السلام عرفه فقام إليه فقال أيها الملك الطيب ريحه الطاهر ثيابه الكريم على ربه هل لك بيعقوب من علم قال نعم قال فكيف هو فقال ذهب بصره قال وما الذى اذهب بصره قال الحزن عليك قال فما أعطى على ذلك قال أجر سبعين شهيدا * وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن أبى جعفر رضى الله عنه قال دخل جبريل عليه السلام على يوسف عليه السلام في السجن فقال له يوسف يا جبريل ما بلغ من حزن أبى قال حزن سبعين ثكلى قال فما بلغ أجره من الله قال أجر مائة شهيد * وأخرج ابن أبى شيبة عن خلف بن خوشب مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن وهب بن منبه رضى الله عنه قال لما أتى جبريل عليه السلام يوسف عليه السلام بالبشرى وهو في السجن قال هل تعرفني أيها الصديق قال أرى صورة طاهرة وريحا طيبة لا تشبه أرواح الخاطئين قال فانى رسول رب العالمين وانا الروح الامين قال فما الذى أدخلك إلى مدخل المذنبين وأنت أطيب الطيبين ورأس المقربين وأمين رب العالمين قال ألم تعلم يا يوسف ان الله يطهر البيوت بمطهر النبيين وان الارض التى تدخلونها هي أطيب الارضين وان الله قد طهر بك السجن وما حوله باطهر الطاهرين وابن المطهرين انما يتطهر بفضل طهرك وطهر آبائك الصالحين المخلصين قال كيف تسمينى باسماء الصديقين وتعدني من المخلصين وقد دخلت مدخل المذنبين وسميت بالضالين المفسدين قال لم يفتن قلبك الحزن ولم يدنس حريتك الرق ولم تطع
[ 31 ]
سيدتك في معصية ربك فلذلك سماك الله باسماء الصديقين وعدك مع المخلصين وألحقك بآبائك الصالحين قال هل لك علم بيعقوب قال نعم وهب الله له الصبر الجميل وابتلاه بالحزن عليك فهو كظيم قال فما قدر حزنه قال قدر سبعين ثكلى قال فماذا له من الاجر قال قدر مائة شهيد * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضى الله عنه قال أتى جبريل عليه السلام يوسف عليه السلام وهو في السجن فسلم عليه فقال له يوسف أيها الملك الكريم على ربه الطيب ريحه الطاهر ثيابه هل لك علم بيعقوب قال نعم ما اشد حزنه قال ماذا له من الاجر قال أجر سبعين ثكلى قال افتراني لاقيه قال نعم فطابت نفس يوسف * وأخرج ابن جرير عن الحسن رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه سئل ما بلغ وجد يعقوب على ابنه قال وجد سبعين ثكلى قيل فما كان له من الاجر قال أجر مائة شهيد وما ساء ظنه بالله ساعة من ليل أو نهار * وأخرج أحمد في الزهد عن عمرو بن دينار انه ألقى على يعقوب عليه السلام حزن سبعين مثكل ومكث في ذلك الحزن ثمانين عاما * قوله تعالى (قالوا تالله تفتؤ) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله تالله تفتؤ تذكر يوسف قال لا تزال تذكر يوسف حتى تكون حرضا قال دنفا من المرض أو تكون من الهالكين قال الميتين * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله قالوا تالله تفتؤ تذكر يوسف قال لا تزال تذكر يوسف لا تفتر عن حبه حتى تكون حرضا قال هرما أو تكون من الهالكين قال أو تموت * وأخرج ابن ابى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه حتى تكون حرضا قال الحرض الشئ البالى أو تكون من الهالكين قال الميتين * وأخرج ابن الانباري والطستي عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله تفتؤ تذكر يوسف قال لا تزال تذكر يوسف قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت الشاعر وهو يقول لعمرك لا تفتؤ تذكر خالدا * وقد غاله ما غال تبع من قبل قال اخبرني عن قوله حتى تكون حرضا قال الحرض المدنف الهالك من شدة الوجع قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت الشاعر وهو يقول أمن ذكر ليلى ان نأت قرية بها * كانك حم للاطباء محرض * قوله تعالى (قال انما أشكو بثى وحزني إلى الله) * أخرج ابن جرير عن طلحة بن مصرف الايامى قال ثلاثة لا تذكرهن واجتنب ذكرهن ولا تشك مرضك ولا تشك مصيبتك ولا تزك نفسك قال وأنبئت ان يعقوب عليه السلام دخل عليه جار له فقال يا يعقوب مالى أراك قد انهشت وفنيت ولم تبلغ من السن ما بلغ ابوك قال هشمني وافنائي ما ابتلاني الله به من هم يوسف وذكره فأوحى الله إليه يا يعقوب اتشكوني إلى خلقي فقال يا رب خطيئة أخطائها فاغفرها لى قال فانى قد غفرت لك فكان بعد ذلك إذا سئل قال انما أشكو بثى وحزني إلى الله * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن مسلم بن يسار رضى الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال من بث لم يصبر ثم قرأ انما أشكو بثى وحزني إلى الله * وأخرج ابن عدى والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بث لم يصبر ثم قرأ انما أشكو بثى وحزني إلى الله * وأخرج ابن عدى والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كنوز البر اخفاء الصدقة وكتمان المصائب والامراض ومن بث لم يصبر * وأخرج البيهقى من وجه آخر عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب رضى الله عنه قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كنوز البر كتمان الصدقة وكتمان المصيبة وكتمان المرض * وأخرج البيهقى في الشعب وضعفه عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصبح حزينا على الدنيا أصبح ساخطا على ربه ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فانما يشكو الله ومن تضعضع لغنى لينال من دنياه أحبط الله ثلثى عمله ومن أعطى القرآن فدخل النار فابعده الله * وأخرج البيهقى وضعفه عن ابن مسعود رضى الله عنه مرفوعا مثله * وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال ثلاث من ملاك أمرك أن لا تشكو مصيبتك وان لا تحدث بوجعك وان لا تزكى نفسك
[ 32 ]
بلسانك * وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي عن وهب بن منبه رضى الله عنه قال وجدت في التوراة أربعة أسطر متوالية من شكا مصيبته فانما يشكو ربه ومن تضعضع لغنى ذهبا ثلثا دينه ومن حزن على ما في يد غيره فقد سخط قضاء ربه ومن قرأ كتاب الله فظن أن لا يغفر له فهو من المستهزئين بآيات الله * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن الحسن رضى الله عنه قال من ابتلى ببلاء فكتمه ثلاثا لا يشكو إلى أحد آتاه برحمته * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وأحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن حبيب بن أبى ثابت ان يعقوب عليه السلام كان قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر فكان يرفعهما بخرقة فقيل له ما بلغ بك هذا قال طول الزمان وكثرة الاحزان فأوحى الله إليه يا يعقوب أتشكوني قال يا رب خطيئة أخطأتها فاغفر لى * وأخرج ابن أبى حاتم عن نصر بن عربي قال بلغني ان يعقوب عليه السلام لما طال حزنه على يوسف ذهبت عيناه من الحزن فجعل العواد يدخلون عليه فيقولون السلام عليك يا نبى الله كيف تجدك فيقول شيخ كبير قد ذهب بصرى فأوحى الله إليه يا يعقوب شكوتني إلى عوادك قال أي رب هذا ذنب عملته لا أعود إليه فلم يزل بعد يقول انما أشكو بثى وحزني إلى الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله انما أشكو بثى قال همى * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه في قوله أشكو بثى قال حاجتى * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وأعلم من الله ما لا تعلمون يقول اعلم ان رؤيا يوسف عليه السلام صادقة وانى ساسجد له * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن سعد وابن أبى شيبة والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن شداد رضى الله عنه قال سمعت تشيج عمر ابن الخطاب رضى الله عنه وانى لفى آخر الصفوف في صلاة الصبح وهو يقرأ انما أشكو بثى وحزني إلى الله * وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن علقمة بن أبى وقاص رضى الله عنه قال صليت خلف عمر بن الخطاب رضى الله عنه العشاء فقرأ سورة يوسف عليه السلام فلما أتى على ذكر يوسف عليه السلام نشج حتى سمعت نشيجه وأنا في مؤخر الصفوف * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه قال ذكر لنا أن يعقوب عليه السلام لم تنزل به شدة بلاء قط الا أتاه حسن ظنه بالله من وراء بلائه * وأخرج ابن المنذر عن عبد الرزاق رضى الله عنه قال بلغنا ان يعقوب عليه السلام قال يا رب أذهبت ولدى وأذهبت بصرى قال بلى وعزتي وجلالى وانى لارحمك ولاردن عليك بصرك وولدك وانما ابتليتك بهذه البلية لانك ذبحت جملا فشويته فوجد جارك زيحه فلم تنله * وأخرج اسحق بن راهويه في تفسيره وابن أبى الدنيا في كتاب الفرج بعد الشدة وابن أبى حاتم والطبراني في الاوسط وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ليعقوب عليه السلام أخ مؤاخ فقال له ذات يوم يا يعقوب ما الذى أذهب بصرك وما الذى قوس ظهرك قال أما الذى أذهب بصرى فالبكاء على يوسف وأما الذى قوس ظهرى فالحزن على بنيامين فاتاه جبريل عليه السلام فقال يا يعقوب ان الله عزوجل يقرئك السلام ويقول لك ما تستحى تشكوني إلى غيرى فقال يعقوب عليه السلام انما أشكو بثى وحزني إلى الله فقال جبريل عليه السلام الله أعلم بما تشكو يا يعقوب ثم قال يعقوب اما ترحم الشيخ الكبير أذهبت بصرى وقوست ظهرى فاردد على ريحانتي أشمه شمة قبل الموت ثم اصنع بى ما أردت فاتاه جبريل عليه السلام فقال يا يعقوب ان الله يقرئك السلام ويقول لك ابشر وليفرح قلبك فوعزتي لو كانا ميتين لنشرتهما لك فاصنع طعاما للمساكين فان أحب عبادي إلى الانبياء والمساكين وتدرى لم أذهبت بصرك وقوست ظهرك وصنع اخوة يوسف به ما صنعوا انكم ذبحتم شاة فأتاكم مسكين وهو صائم فلم تطعموه منها شيا فكان يعقوب عليه السلام إذا أراد الغداء أمر مناديا ينادى الا من أراد الغداء من المساكين فليتغد مع يعقوب وإذا كان صائما أمر مناديا الا من كان صائما من المساكين فليفطر مع يعقوب * قوله تعالى (يا بنى اذهبوا) الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن النصر بن عربي رضى الله عنه قال بلغني ان يعقوب عليه السلام مكث أربعة وعشرين عاما لا يدرى أحى يوسف عليه السلام أم ميت حتى تخلل له ملك الموت فقال له من أنت قال أنا ملك الموت قال فانشدك باله يعقوب هل قبضت روح يوسف عليه
[ 33 ]
السلام قال لا فعند ذلك قال يا بنى اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تياسوا من روح الله فخرجوا إلى مصر فلما دخلوا عليه لم يجدوا كلاما أرق من كلام استقبلوه به فقالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله ولا تياسوا من روح الله قال من رحمة الله * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه مثله * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله ولا تياسوا من روح الله قال من فرج الله يفرج عنكم الغم الذى أنتم فيه * قوله تعالى (فلما دخلوا عليه) الآية * أخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر أي الضر في المعيشة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وجئنا ببضاعة قال دراهم مزجاة قال كاسدة غير طائلة * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ببضاعة مزجاة قال رثة المتاع خلق الحبل والغرارة والشئ * وأخرج أبو عبيد وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما ببضاعة مزجاة قال الورق الردية الزيوف التى لا تنفق حتى يوضع فيها * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة رضى الله عنه في قوله ببضاعة مزجاة قال قليلة * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله ببضاعة مزجاة قال دراهم زيوف * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير وعكرمة رضى الله عنهما في قوله ببضاعة مزجاة قال أحدهما ناقصة وقال الآخر فلوس رديئة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن عبد الله بن الحارث رضى الله عنه في قوله ببضاعة مزجاة قال متاع الاعراب الصوف والسمن * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن أبى صالح رضى الله عنه في قوله ببضاعة مزجاة قال حبة الخضراء وصنوبر وقطن * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله ببضاعة مزجاة قال ببعيرات وبقرات عجاف * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك رضى الله عنه في قوله مزجاة قال كاسدة * وأخرج ابن النجار عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ببضاعة مزجاة قال سويق المقل * وأخرج ابن أبى حاتم عن مالك بن أنس رضى الله عنهما انه سئل عن أجر الكيالين أيؤخذ من المشترى قال الصواب والذى يقع في قلى ان يكون على البائع وقد قال اخوة يوسف عليهم السلام أوف لنا الكيل وتصدق علينا وكان يوسف عليه السلام هو الذى يكيل * واخرج ابن جرير عن ابراهيم رضى الله عنه قال في مصحف عبد الله فاوف لنا الكيل وأوقر ركابنا * وأخرج ابن جرير عن سفيان بن عيينة رضى الله عنه انه سئل هل حرمت الصدقة على أحد من الانبياء قيل النبي صلى الله عليه وسلم فقال ألم تسمع قوله فاوف لنا الكيل وتصدق علينا ان الله يجزى المتصدقين * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال الانبياء عليهم السلام لا ياكلون الصدقة انما كانت دراهم نفاية لا تجوز بينهم فقالوا تجوز عنا ولا تنقصنا من السعر لاجل ردئ دراهمنا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابو الشيخ عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله وتصدق علينا قال اردد علينا أخانا * وأخرج ابن أبى حاتم عن عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه ان رجلا قال له تصدق على تصدق الله عليك بالجنة فقال ويحك ان الله لا يتصدق ولكن الله يجزى المتصدقين * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه انه سئل أيكره ان يقول الرجل في دعائه اللهم تصدق على فقال نعم انما الصدقة لمن يبتغى الثواب * واخرج ابن أبى حاتم عن ثابت البنانى رضى الله عنه قال قيل لبنى يعقوب ان بمصر رجلا يطعم المسكين ويملا حجر اليتيم قالوا ينبغى ان يكون هذا منا أهل البيت فنظروا فإذا هو يوسف بن يعقوب * قوله تعالى (قالوا أئنك لانت يوسف) الآية * أخرج أبو الشيخ عن الاعمش رضى الله عنه قال قرأ يحيى بن وثاب رضى الله عنه انك لانت يوسف بهمزة واحدة * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه قال في حرف عبد الله قال أنا يوسف وهذا اخى بينى وبينه قربى قد من الله علينا * وأخرج أبو الشيخ في قوله انه من يتق الزنا ويصبر على العزوبة فان الله لا يضيع أجر المحسنين * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس رضى الله عنه قال مكتوب في الكتاب الاول ان الحاسد لا يضر بحسده الا نفسه ليس ضارا من حسد وان الحاسد ينقصه حسده وان المحسود
[ 34 ]
إذا صبر نجاه الله بصبره لان الله يقول انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع أجر المحسنين * قوله تعالى (قالوا تالله) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وذلك بعد ما عرفهم نفسه لقوا رجلا حليما لم يبث ولم يثرب عليهم أعمالهم * قوله تعالى (قال لا تثريب عليكم) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه في قوله لا تثريب قال لا تعيير * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله لا تثريب قال لا اباء * وأخرج أبو الشيخ عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال لما استفتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة التفت إلى الناس فقال ماذا تقولون وماذا تظنون قالوا ابن عم كريم فقال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم * واخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال يا اهل مكة ماذا تظنون ماذا تقولون قالوا نظن خيرا ونقول خيرا ابن عم كريم قد قدرت قال فانى اقول كما قال اخى يوسف لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين * واخرج البيهقى في الدلائل عن ابى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة طاف بالبيت وصلى ركعتين ثم أتى الكعبة فاخذ بعضادتى الباب فقال ماذا تقولون وماذا تظنون قالوا نقول ابن أخ وابن عم حليم رحيم فقال أقول كما قال يوسف لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين فخرجوا كانما نشروا من القبور فدخلوا في الاسلام * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن عطاء الخراساني رضى الله عنه قال طلب الحوائج إلى الشباب أسهل منها إلى الشيوخ ألم تر إلى قول يوسف لا تثريب عليكم اليوم وقال يعقوب عليه السلام سوف استغفر لكم ربى * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى عمران الجونى رضى الله عنه قال أما والله ما سمعنا بعفو قط مثل عفو يوسف * قوله تعالى (اذهبوا بقميصي هذا) * أخرج الحكيم الترمذي وابو الشيخ عن وهب بن منبه رضى الله عنه قال لما كان من أمر اخوة يوسف ما كان كتب يعقوب إلى يوسف وهو لا يعلم انه يوسف بسم الله الرحمن الرحيم من يعقوب بن اسحق بن ابراهيم إلى عزيز آل فرعون سلام عليك فانى أحمد اليك الله الذى لا اله الا هو أما بعد فانا أهل بيت مولع بنا أسباب البلاء كان جدى ابراهيم خليل الله عليه السلام القى في النار في طاعة ربه فجعلها عليه الله بردا وسلاما وأمر الله جدى ان يذبح له أبى ففداه الله بما فداه الله به وكان لى ابن وكان من أحب الناس إلى ففقدته فاذهب حزنى عليه نور بصرى وكان له أخ من أمه كنت إذا ذكرته ضممته إلى صدري فاذهب عنى وهو المحبوس عندك في السرقة وانى أخبرك انى لم أسرق ولم ألد سارقا فلما قرأ يوسف عليه السلام الكتاب بكى وصاح وقال اذهبوا بقميصي هذا فالقوه على وجه أبى يات بصيرا * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قوله اذهبوا بقميصي هذا ان نمرود لما ألقى ابراهيم في النار نزل إليه جبريل بقميص من الجنة وطنفسة من الجنة فالبسه القميص واقعده على الطنفسة وقعد معه يتحدث فأوحى الله إلى النار كونى بردا وسلاما على ابراهيم ولولا انه قال وسلاما لاذاه البرد ولقتله البرد * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رجل للنبى صلى الله عليه وسلم يا خير البشر فقال ذاك يوسف صديق الله ابن يعقوب اسرائيل الله ابن اسحاق ذبيح الله ابن ابراهيم خليل الله ان الله كسى ابراهيم ثوبا من الجنة فكساه ابراهيم اسحاق فكساه اسحاق يعقوب فاخذه يعقوب فجعله في قصبة حديد وعلقه في عنق يوسف ولو علم اخوته إذ القوة في الجب لاخذوه فلما أراد الله أن يرد يوسف على يعقوب وكان بين رؤياه تعبيرها أربعين سنة أمر البشير ان يبشره من ثمان مراحل فوجد يعقوب ريحه فقال انى لاجد ريح يوسف لولا أن تفندون فلما ألقاه على وجهه ارتد بصير اوليس يقع شئ من الجنة على عاهة من عاهات الدنيا الا أبرأها باذن الله تعالى * وأخرج ابن أبى حاتم عن المطلب بن عبد الله بن حنطب رضى الله عنه قال لما ألقى ابراهيم في النار كساه الله تعالى قميصا من الجنة فكساه ابراهيم اسحاق وكساه اسحاق يعقوب وكساه يعقوب يوسف فطواه وجعله في قصبة فضة فجعله في عنقه وكان في عنقه حين القى في الجب وحين سجن وحين دخل عليه اخوته وأخرج القميص من القصبة فقال اذهبوا بقميصي هذا فالقوه على وجه أبى يات بصيرا فشم يعقوب عليه السلام ريح الجنة وهو بارض كنعان بارض فلسطين فقال انى لاجد ريح يوسف * قوله تعالى (وائتوني
[ 35 ]
باهلكم أجمعين) * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن مسعود رضى الله عنه قال كان أهله حين أرسل إليهم فاتوا مصر ثلاثة وتسعين انسانا رجالهم أنبياء ونساؤهم صديقات والله ما خرجوا مع موسى عليه السلام حتى بلغوا ستمائة ألف وسبعين ألفا * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع بن أنس رضى الله عنه قال خرج يعقوب عليه السلام إلى يوسف عليه السلام بمصر في اثنين وسبعين من ولده ولد ولده فخرجوا منها مع موسى عليه السلام وهم ستمائة ألف * قوله تعالى (ولما فصلت العير) الآيتين * أخرج عبد الرزاق والفريابي واحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولما فصلت العير قال خرجت العير هاجت ريح فجاءت يعقوب بريح قميص يوسف قال انى لاجد ريح يوسف لولا ان تفندون تسفهون قال فوجد ريحه من مسيرة ثمانية أيام * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله انى لاجد ريح يوسف قال وجد ريحه من مسيرة عشرة أيام * وأخرج ابن أبى حاتم من وجه آخر عن ابن عباس رضى الله عنهما انه سئل من كم وجد يعقوب عليه السلام ريح القميص قال وجده من مسيرة ثمانين فرسخا * وأخرج ابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه قال وجد ريح يوسف من مسيرة شهر * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال وجد يعقوب عليه السلام ريح يوسف من مسيرة ستة أيام * وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن كعب رضى الله عنه قال وجد ريحه من مسيرة سبعة أيام * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لو لا أن تفندون يقول تجهلون * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لو لا أن تفندون قال تكذبون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله لولا أن تفندون قال تهرمون تقولون قد ذهب عقلك * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في الآية قال المفند الذى ليس له عقل يقولون لا يعقل قال وقال الشاعر * مهلا فان من العقول مفندا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع رضى الله عنه في قوله لولا ان تفندون قال لولا ان تحمقون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله انك لفى ضلالك القديم يقول خطئك القديم * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله لفى ضلالك القديم يقول جنونك القديم * وأخر ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله لفى ضلالك القديم قال حبك القديم * قوله تعالى (فلما ان جاء البشير) الآية * أخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فلما ان جاء البشير ألقاه على وجهه قال البريد * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه مثله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فلما ان جاء البشير قال البشير يهودا بن يعقوب * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن سفيان رضى الله عنه قال البشير هو يهودا قال وكان ابن مسعود رضى الله عنه يقرأ وجاء البشير من بين يدى العير * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه قال لما جاء البشير إلى يعقوب عليه السلام قال ما وجدت عندنا شيأ واختبزنا منذ سبعة أيام ولكن هون الله عليك سكرة الموت * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن لقمان الحنفي رضى الله عنه قال بلغنا ان يعقوب عليه السلام لما أتاه البشير قال له ما أدرى ما أثيبك اليوم ولكن هون الله عليك سكرات الموت * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه قال لما ان جاء البشير إلى يعقوب عليه السلام فالقى عليه القميص قال على أي دين خلفت عليه يوسف عليه السلام قال على الاسلام قال الآن تمت النعمة * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد رضى الله عنه قال لما بعث عليه السلام القميص إلى يعقوب عليه السلام أخذه فشمه ثم وضعه على بصره فرد الله عليه بصره ثم حملوه إليه فلما دخلوا ويعقوب متكئ على ابن له يقال له يهودا استقبله يوسف عليه السلام في الجنود والناس فقال يعقوب يا يهودا هذا فرعون مصر قال لا يا أبت ولكن هذا ابنك يوسف قيل له انك قادم فتلقاك في اهل مملكته والناس فلما لقيه ذهب يوسف عليه السلام ليبدأه بالسلام فمنع من ذلك ليعلم ان يعقوب أكرم على الله منه فاعتنقه وقبله وقال السلام عليك أيها الذاهب بالاحزان عنى * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه قال ان يعقوب عليه السلام
[ 36 ]
لقى ملك الموت عليه السلام فقال هل قبضت نفس يوسف فيمن قبضت قال لا فعند ذلك قال ألم أقل لكم انى أعلم من الله ما لا تعلمون * وأخرج عبد الله بن احمد في زوائد الزهد وأبو الشيخ عن عمر بن يونس اليمامى قال بلغني ان يعقوب عليه السلام كان أحب أهل الارض إلى ملك الموت وان ملك الموت استاذن ربه في ان ياتي يعقوب عليه السلام فاذن له فجاءه فقال له يعقوب عليه السلام يا ملك الموت أسالك بالذى خلقك هل قبضت نفس يوسف فيمن قبضت من النفوس قال لا قال له ملك الموت يا يعقوب الا أعلمك كلمات لا تسال الله شيا الا أعطاك قال بلى قال قل يا ذا المعروف الذى لا ينقطع أبدا ولا يحصيه غيرك فدعا بها يعقوب عليه السلام في تلك الليله فلم يطلع الفجر حتى طرح القميص على وجهه فارتد بصيرا * وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حسن انه حدث ان ملكا من ملوك العمالق خطب إلى يعقوب ابنته رقية فارسل إليه يعقوب ان المرأة المسلمة المعزوزة لا تحل للكافر الاغرل فغضب ذلك الملك وقال لاقتلنه ولاقتلن ولده فبعث إليهم جيشا فغزا يعقوب ومعه بنوه فجلس لهم على تل مرتفع ثم قال أي بنى أي ذلك أحب اليكم ان تقتلوهم بايديكم قتلا أو يكفيكموهم الله فانى قد سالت الله ذلك فاعطانيه قالوا نقتلهم بايدينا هو أشفى لانفسنا قال أي بنى أو تقبلون كفاية الله قال فدعا الله عليهم يعقوب عليه السلام فخسف بهم * قوله تعالى (قالوا يا أبانا استغفر لنا) الآيتين * أخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه في قوله سأستغفر لكم ربى قال ان يعقوب عليه السلام اخر بنيه إلى السحر * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله سأستغفر لكم ربى قال أخرهم إلى السحر وكان يصلى بالسحر * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل لم أخر يعقوب بنيه في الاستغفار قال أخرهم إلى السحر لان دعاء السحر مستجاب * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم في قصه قول أخى يعقوب لبنيه سوف أستغفر لكم ربى يقول حتى تأتى ليلة الجمعة * وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال جاء على بن ابى طالب رضى الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال بابي أنت وأمى تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا الحسن افلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع الله بهن من علمته ويثبت ما تعلمت في صدرك قال أجل يا رسول الله فعلمني قال إذا كانت ليلة الجمعة فان استطعت ان تقوم ثلث الليل الاخير فانه ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب وقد قال أخى يعقوب لبنيه سوف أستغفر لكم ربى يقول حتى تأتى ليله الجمعة فان لم تستطع فقم في وسطها فان لم تستطع فقم في اولها فصل أربع ركعات تقرأ في الركعة الاولى بفاتحة الكتاب وسورة يس وفى الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان وفى الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب والم تنزيل السجدة وفى الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأحسن الثناء على الله وصل على وعلى سائر النبيين واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ولاخوانك الذين سبقوك بالايمان ثم قل في آخر ذلك اللهم ارحمنى بترك المعاصي أبدا ما أبقيتنى وارحمني ان أتكلف ما لا يعنينى وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عنى اللهم بديع السموات والارض ذا الجلال والاكرام والعزة التى لا ترام أسالك يا ألله يا رحمن بجلالك ونور وجهك ان تلزم قلبى حفظ كتابك كما علمتني وارزقني ان أتلوه على النحو الذى يرضيك عنى اللهم بديع السموات والارض ذا الجلال والاكرام والعزة التى لا ترام أسالك يا ألله يا رحمن بجلالك ونور وجهك ان تنور بكتابك بصرى وان تطلق به لساني وان تفرج به عن قلبى وأن تشرح به صدري وأن تغسل به بدنى فانه لا يعيننى على الحق غيرك لا يؤتيه الا أنت ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم يا أبا الحسن تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا باذن الله تعالى والذى بعثنى بالحق ما أخطأ مؤمنا قط قال ابن عباس رضى الله عنهما فو الله ما مكث على رضى الله عنه الا خمسا أو سبعا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك المجلس فقال يا رسول الله انى كنت فيما خلالا آخذ الاربع آيات ونحوهن فإذا قرأتهن على نفسي تفلتن وأنا أتعلم اليوم أربعين آية ونحوها فإذا قرأتها على نفسي فكانما كتاب الله بين عينى ولقد كنت أسمع الحديث فإذا رددته تفلت وأنا اليوم اسمع
[ 37 ]
الاحاديث فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك مؤمن ورب الكعبة أبا الحسن * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عمرو بن قيس رضى الله عنه في قوله سأستغفر لكم ربى قال في صلاة الليل * وأخرج ابن جرير عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال ان الله لما جمع ليعقوب عليه السلام شمله ببنيه وأقر عينه خلا ولده نجيا فقال بعضهم لبعض ألستم قد علمتم ما صنعتم وما لقى منكم الشيخ فجلسوا بين يديه ويوسف إلى جنب أبيه قاعد قالوا يا أبانا أتيناك في أمر لم ناتك في مثله قط ونزل بنا أمر لم ينزل بنا مثله حتى حركوه والانبياء عليهم الصلاة والسلام ارحم البرية فقال مالكم يا بنى قالوا ألست قد علمت ما كان منا اليك وما كان منا إلى أخينا يوسف قالا بلى قالوا أفلستما قد عفوتما قالا بلى قالوا فان عفوكما لا يغنى عنا شيا ان كان الله لم يغن عنا قال فما تريدون يا بنى قالوا نريد ان تدعو الله فإذا جاءك من عند الله بانه قد عفا قرت أعيننا واطمأنت قلوبنا والا فلا قرة عين في الدنيا لنا أبدا قال فقام الشيخ فاستقبل القبلة وقام يوسف خلف أبيه وقاموا خلفهما أذلة خاشعين فدعا وأمن يوسف فلم يجب فيهم عشرين سنة حتى إذا كان رأس العشرين نزل جبريل عليه السلام على يعقوب عليه السلام فقال ان الله بعثنى أبشرك بانه قد أجاب دعوتك في ولدك وانه قد عفا عما صنعوا وانه قد اعتقد مواثيقهم من بعدك على النبوة * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه قال لما جمع الله ليعقوب عليه السلام بنيه قال ليوسف حدثنى ما صنع بك اخوتك قال فابتدأ يحدثه فغشى عليه جزعا فقال يا أبت هذا من أهون ما صنعوا بى فقال لهم يعقوب عليه السلام يا بنى أمالكم موقف بين يدى الله تخافون أن يسالكم عما صنعتم قالوا يا أبانا قد كان ذاك فاستغفر لنا قال وقد كان الله تبارك وتعالى عود يعقوب عليه السلام إذا سأله حاجة أن يعطيها اياه في أول يوم أو في الثاني أو الثالث لا محالة فقال إذا كان السحر فافيضوا عليكم من الماء ثم البسوا ثيابكم التى تصونوها ثم هلموا إلى ففعلوا فجاؤا فقام يعقوب امامهم ويوسف عليه السلام خلفه وهم خلف يوسف إلى ان طلعت الشمس لم تنزل عليهم التوبة ثم اليوم الثاني ثم اليوم الثالث فلما كانت ليلة الرابعة ناموا فجاءهم يعقوب عليه السلام فقال يا بنى تنامون والله عليكم ساخط فقوموا فقام وقاموا عشرين سنة يطلبون إلى الله الحاجة فأوحى الله إلى يعقوب عليه السلام انى قد تبت عليهم وقبلت توبتهم قال يا رب النبوة قال قد أخذت ميثاقهم في النبيين * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عائشة قال ما تيب على ولد يعقوب الا بعد عشرين سنة وكان أبوهم بين أيديهم فما تيب عليهم حتى نزل جبريل عليه السلام فعلمه هذا الدعاء يا رجاء المؤمنين لا تقطع رجاءنا يا غياث المؤمنين أغثنا يا مانع المؤمنين امنعنا يا مجيب التائبين تب علينا قال فاخره إلى السحر فدعا به فتيب عليهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن الليث بن سعد ان يعقوب واخوة يوسف أقاموا عشرين سنة يطلبون فيما فعل اخوة يوسف بيوسف لا يقبل ذلك منهم حتى لقى جبريل يعقوب فعلمه هذا الدعاء يا رجاء المؤمنين لا تخيب رجائي ويا غوث المؤمنين أغثنى ويا عون المؤمنين أعنى يا حبيب التوابين تب على فاستجيب لهم * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله سوف أستغفر لكم ربى إلى قوله ان شاء الله آمنين قال يوسف أستغفر لكم ربى ان شاء الله وبين هذا وبين ذاك ما بينه قال وهذا من تقديم القرآن وتأخيره قال أبو عبيد ذهب ابن جريج إلى ان الاستثناء في قوله ان شاء الله من كلام يعقوب عليه السلام حين قال ادخلوا مصر * وأخرج ابن جرير عن أبى عمران الجونى رضى الله عنه قال ما قص الله علينا نبأهم يعيرهم بذلك انهم أنبياء من أهل الجنة ولكن قص علينا نباهم لئلا يقنط عبده * قوله تعالى (فلما دخلوا على يوسف) الآيتين * أخرج أبو الشيخ عن أبى هريرة قال دخل يعقوب عليه السلام مصر وفى ملك يوسف عليه السلام وهو ابن مائة وثمانين سنة عاش في ملكه ثلاثين سنة ومات يوسف عليه السلام وهو ابن مائة وعشرين سنة قال أبو هريرة رضى الله عنه وبلغني انه كان عمر ابراهيم خليل الله مائة وخمسة وتسعين سنة * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله آوى إليه أبويه قال أبوه وأمه ضمهما * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن وهب بن منبه رضى الله عنه في قوله ورفع أبويه على العرش قال ابوه وخالته وكانت توفيت أم يوسف في نفاس أخيه بنيامين * وأخرج أبو الشيخ عن سفيان بن عيينة ورفع أبويه قال كانت الخالة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله
[ 38 ]
ورفع أبويه على العرش قال السرير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ورفع أبويه على العرش قال السرير * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله ورفع أبويه على العرش قال مجلسه * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن عدى بن حاتم رضى الله عنه في قوله وخروا له سجدا قال كان تحية من كان قبلكم السجود بها يحيى بعضهم بعضا واعطى الله هذه الامة السلام تحية أهل الجنة كرامة من الله عجلها لهم ونعمة منه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله وخروا له سجدا قال ذلك السجود تشرفة كما سجدت الملائكة عليهم السلام تشرفة لآدم عليه السلام وليس بسجود عبادة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله وخروا له سجدا قال بلغنا أبويه واخوته سجدوا ليوسف عليه السلام ايماء برؤوسهم كهيئة الاعاجم وكانت تلك تحيتهم كما يصنع ذلك ناس اليوم * وأخرج ابن جرير عن الضحاك وسفيان رضى الله عنهما قالا كانت تلك تحيتهم * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن أبى الدنيا في كتاب العقوبات وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابو الشيخ والحاكم والبيهقي في شعب الايمان عن سلمان الفارسى رضى الله عنه قال كان بين رؤيا يوسف عليه السلام وبين تأويلها أربعون سنة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابو الشيخ والبيهقي عن عبد الله بن شداد رضى الله عنه قال كان بين رؤيا يوسف عليه السلام وتاويلها أربعون سنة واليه ينتهى أقصى الرؤيا * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه قال بينهما خمسة وثلاثون عاما * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن الحسن رضى الله عنه قال كان بين الرؤيا والتاويل ثمانون سنة * وأخرج ابن جرير والحاكم وابن مردويه عن الفضيل بن عياض رضى الله عنه قال كان بين فراق يوسف بن يعقوب إلى ان التقيا ثمانون سنة * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج رضى الله عنه قال كان بينهما سبع وسبعون سنة * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد وابن عبد الحكم في فتوح مصر وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه عن الحسن رضى الله عنه ان يوسف عليه السلام ألقى في الجب وهو ابن سبع عشرة سنة ولقى أباه بعد ثمانين سنة وعاش بعد ذلك ثلاثا وعشرين سنة ومات وهو ابن مائة وعشرين سنة * وأخرج ابن مردويه عن زياد يرفعه قال لبث يوسف عليه السلام في العبودية بضعا وعشرين سنة * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن حذيفة رضى الله عنه قال كان بين فراق يوسف يعقوب عليهما السلام إلى أن لقيه سبعين سنة * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن على بن أبى طلحة رضى الله عنه في قوله وجاء بكم من البدو قال كان يعقوب وبنوه بارض كنعان أهل مواش وبرية * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وجاء بكم من البدو قال كانوا أهل بادية وماشية وبلغنا ان بينهم يومئذ ثمانين فرسخا وقد كان فارقه قبل ذلك ببضع وسبعين سنة * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله ان ربى لطيف لما يشاء قال لطف بيوسف وصنع له حين أخرجه من السجن وجاء باهله من البدو ونزع من قلبه نزع الشيطان وتحريشه على اخوته * وأخرج أبو الشيخ عن ثابت البنانى رضى الله عنه قال لما قدم يعقوب على يوسف عليه السلام تلقاه عليه السلام على العجل وليس حلية الملوك وتلقاه فرعون اكراما ليوسف فقال يوسف لابيه ان فرعون قد أكرمنا فقال له فقال له يعقوب لقد بوركت يا فرعون * وأخرج أبو الشيخ عن سفيان الثوري رضى الله عنه قال لما التقى يوسف ويعقوب عانق وكل واحد منهما صاحبه وبكى فقال يوسف يا أبت بكيت على حتى ذهب بصرك ألم تعلم ان القيامة تجمعنا قال بلى يا بنى ولكن خشيت ان يسلب دينك فيحال بينى وبينك * وأخرج أبو الشيخ عن ثابت البنانى رضى الله عنه قال لما حضر يعقوب عليه السلام الموت قال ليوسف عليه السلام انى أسالك خصلتين وأعطيك خصلتين اسالك تعفو عن اخوتك ولا تعاقبهم بما صنعوا بك وأسالك إذا انا مت ان تحملني فتدفنني مع آبائى ابراهيم واسحق وأعطيك ان تغمضني عند الموت وان ادخل ابنين لك في الاسباط فلما وضع يوسف عليه السلام يده على وجه ابيه ليغمضه فتح عينيه ثم قال يا بنى ان هذا من الابناء للآباء عند الله عظيم * وأخرج أبو الشيخ عن أبى بكر بن عياش رضى الله عنهما قال لما مات يعقوب النبي صلى الله عليه وسلم أقيم عليه النوائح أربعة أشهر
[ 39 ]
* وأخرج أحمد في الزهد عن مالك بن دينار رضى الله عنه أن يعقوب عليه السلام قال لما ثقل لابنه يوسف عليه السلام أدخل يدك تحت صلبى فاحلف لى برب يعقوب لتدفنني مع آبائى فانى قد أشركتهم في العمل فاشركني معهم في قبورهم فلما توفى يعقوب عليه السلام فعل ذلك يوسف حتى أتى به أرض كنعان فدفنه معهم * قوله تعالى (رب قد آتيتني من الملك) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن الاعمش رضى الله عنه قال لما قال يوسف عليه السلام رب قد آتيتني من الملك إلى قوله توفنى مسلما وألحقني بالصالحين شكر الله له ذلك فزاد في عمره ثمانين عاما * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ من طريق ابن جريج عن ابن عباس رضى الله عنهما في الآية قال اشتاق إلى لقاء الله واحب ان يلحق به وبآبائه فدعا الله ان يتوفاه وان يلحقه بهم قال ابن عباس رضى الله عنهما ولم يسال نبى قط الموت غير يوسف عليه السلام فقال رب قد آتيتني من الملك الآية قال ابن جريج رضى الله عنه وأنا أقول في بعض القرآن من الانبياء من قال توفنى * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ما سال نبى الوفاة غير يوسف * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه في قوله توفنى مسلما وألحقني بالصالحين يقول توفنى على طاعتك واغفر لى إذا توفيتنى * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه في قوله وألحقني بالصالحين قال يعنى ابراهيم واسمعيل واسحق ويعقوب * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله توفنى مسلما وألحقني بالصالحين قال يعنى أهل الجنة * وأخرج ابن أبى حاتم عن وهب بن منبه رضى الله عنه قال لما أوتى يوسف عليه السلام من الملك ما أوتى تاقت نفسه إلى آبائه قال رب قد آتيتني من الملك إلى قوله وألحقني بالصالحين قال بآبائه ابراهيم واسحق ويعقوب * وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة قال لما قدم على يوسف أبوه واخوته وجمع الله شمله وأقر عينيه وهو يومئذ مغموس في نعيم من الدنيا اشتاق إلى آبائه الصالحين ابراهيم واسحق ويعقوب فسال الله القبض ولم يتمن الموت أحد قط نبى ولا غيره الا يوسف * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد ابن عبد العزيز رضى الله عنه ان يوسف عليه السلام لما حضرته الوفاة قال يا اخوتاه انى لم انتصر من أحد ظلمنى في الدنيا وانى كنت أحب أن أظهر الحسنة وأخفى السيئة فذلك زادي من الدنيا يا اخوتاه انى أشركت آبائى في أعمالهم فاشركوني معهم في قبورهم وأخذ عليهم الميثاق فلم يفعلوا حتى بعث الله موسى عليه السلام فسأل عن قبره فلم يجد أحدا يخبره الا امرأة يقال لها شارخ بنت شير ابن يعقوب فقالت أدلك عليه على ان اشترط عليك قال ذاك لك قالت أصير شابة كلما كبرت قال ذاك لك قالت وأكون معك في درجتك يوم القيامة فكأنه امتنع فامر أن يمضى لها ذلك ففعل فدلته عليه فاخرجه فكانت كلما كانت بنت خمسين سنة صارت مثل ابنة ثلاثين سنة حتى عمرت عمر نسرين ألف وستمائة سنة أو ألف وأربعمائة سنة حتى أدركها سليمان بن داود عليه السلام فتزوجها * وأخرج ابن اسحق وابن أبى حاتم عن عروة بن الزبير رضى الله عنه قال ان الله حين أمر موسى عليه السلام بالسير ببنى اسرائيل أمره ان يحتمل معه عظام يوسف عليه السلام وان لا يخلفها بارض مصر وان يسير بها معه حتى يضعها بالارض المقدسة فسأل موسى عليه السلام عمن يعرف موضع قبره فما وجد الا عجوزا من بنى اسرائيل فقالت يا نبى الله انى أعرف مكانه ان أنت أخرجتني معك ولم تخلفنى بارض مصر دللتك عليه قال أفعل وقد كان موسى وعد بنى اسرائيل ان يسير بهم إذا طلع الفجر فدعا ربه ان يؤخر طلوعه حتى يفرغ من أمر يوسف ففعل فخرجت به العجوز حتى أرته اياه في ناحية من النيل في الماء فاستخرجه موسى عليه السلام صندوقا من مرمر فاحتمله * قوله تعالى (ذلك من انباء الغيب) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وما كنت لديهم إذا أجمعوا أمرهم وهم يمكرون قال هم بنو يعقوب إذ يمكرون بيوسف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه وما كنت لديهم يعنى محمدا صلى الله عليه وسلم يقول ما كنت لديهم وهم يلقونه في غيابة الجب وهم يمكرون بيوسف * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه وكأين من آية قال كم من آية في السماء يعنى شمسها وقمرها ونجومها وسحابها وفى الارض ما فيها من الخلق والانهار والجبال والمدائن والقصور * وأخرج ابن جرير وابن أبى
[ 40 ]
حاتم وأبو الشيخ عن قتادة قال في مصحف عبد الله وكائن من آية في السموات والارض يمشون عليها والسماء والارض آيتان عظيمتان * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون قال سلهم من خلقهم ومن خلق السموات والارض فيقولون الله فذلك ايمانهم وهم يعبدون غيره * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن عطاء رضى الله عنه في قوله وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون قال كانوا يعلمون الله ربهم وهو خالقهم وهو رازقهم وكانوا مع ذلك يشركون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون قال ايمانهم قولهم الله خلقنا وهو يرزقنا ويميتنا فهذا ايمان مع شرك عبادتهم غيره * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك رضى الله عنه في قوله وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون قال كانوا يشركون به في تلبيتهم يقولون لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه في قوله وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون قال ذاك المنافق يعمل بالرياء وهو مشرك بعمله * قوله تعالى (أفأمنوا ان تأتيهم) الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله غاشية من عذاب الله قال تغشاهم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله غاشية من عذاب الله قال واقعة تغشاهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله غاشية قال عقوبة من عذاب الله * قوله تعالى (قل هذه سبيلى) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله قل هذه سبيلى قال دعوتي * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس رضى الله عنه مثله * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما قل هذه سبيلى قال صلاتي * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله قل هذه سبيلى قال امرى وسنتى ومنهاجي * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله بصيرة أي على هدى أنا ومن اتبعنى * قوله تعالى (وما أرسلنا من قبلك) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وما أرسلنا من قبلك الا رجالا يوحى إليهم من أهل القرى أي ليسوا من أهل السماء كما قلتم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله وما أرسلنا من قبلك الا رجالا يوحى إليهم قال انهم قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ وقوله وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين وما تسألهم عليه من أجر وقوله وكأين من آية في السموات والارض يمرون عليها وقوله أفأمنوا ان تأتيهم غاشية من عذاب الله وقوله أفلم يسيروا في الارض فينظروا كم أهلكنا قال كل ذلك قال لقريش أفلم يسيروا في الارض فينظروا في آثارهم فيعتبروا ويتفكروا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله وما أرسلنا من قبلك الا رجالا يوحى إليهم من أهل القرى قال ما نعلم ان الله أرسل رسولا قط لا من أهل القرى لانهم كانوا أعلم وأحكم من أهل العمود * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله أفلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم قال فينظروا كيف عذب الله قوم نوح وقوم لوط وقوم صالح والامم التى عذب * قوله تعالى (حتى إذا استياس الرسل) الآية * أخرج أبو عبيد والبخاري والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه من طريق عروة انه سال عائشة رضى الله عنها عن قوله حتى إذا استياس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا قال قلت اكذبوا أم كذبوا قالت عائشة رضى الله عنها بل كذبوا يعنى بالتشديد قلت والله لقد استيقنوا قومهم كذبوهم فما هو بالظن قالت أجل لعمري لقد استيقنوا بذلك فقلت لعلها وظنوا انهم قد كذبوا مخففة قالت معاذ الله لم تكن الرسل لتظن ذلك بربها قلت فما هذه الآية قالت هم اتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم وطال عليهم البلاء واستاخر عنهم النصر حتى إذا استياس الرسل ممن كذبهم من قومه وظنت الرسل ان اتباعهم قد كذبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن عبد الله بن أبى مليكة رضى الله عنه ان ابن عباس رضى الله عنهما قرأها عليه وظنوا انهم كذبوا مخففة يقولوا اخلفوا وقال ابن عباس رضى الله عنهما وكانوا بشرا وتلا حتى
[ 41 ]
يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله قال ابن أبى مليكة فذهب ابن عباس رضى الله عنهما إلى انهم يئسوا وضعفوا فظنوا انهم قد أخلفوا قال ابن أبى مليكة وأخبرني عروة عن عائشة انها خالفت ذلك وأبتا وقالت ما وعد الله ورسوله من شئ الا علم انه سيكون قبل ان يموت ولكنه لم يزل البلاء بالرسل حتى ظنوا ان من معهم من المؤمنين قد كذبوهن وكانت تقرؤها وظنوا انهم قد كذبوا مثقلة للتكذيب * وأخرج ابن مردويه من طريق عروة عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ وظنوا انهم قد كذبوا بالتشديد * وأخرج ابن مردويه من طريق عمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ وظنوا انهم قد كذبوا مخففة * وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان يقرأ حتى إذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا مخففة قال يئس الرسل من قومهم ان يستجيبوا لهم وظن قومهم ان الرسل قد كذبوهم فيما جاؤهم به جاءهم نصرنا قال جاء الرسل نصرنا * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ عن تميم بن حرام قالت قرأت على ابن مسعود رضى الله عنه القرآن فلم ياخذ على الا حرفين كل أتوه داخرين فقال أتوه مخففة وقرأت عليه وظنوا أنهم قد كذبوا فقال كذبوا مخففة قال استياس الرسل من ايمان قومهم ان يؤمنوا لهم وظن قومهم حين ابطا الامر أنهم قد كذبوا * وأخرج ابن مردويه من طريق أبى الاحوص عن ابن مسعود رضى الله عنه قال حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سورة يوسف وظنوا انهم قد كذبوا خفيفة * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ربيعة بن كلثوم قال حدثنى أبى ان مسلم بن يسار رضى الله عنه سال سعيد ابن جبير رضى الله عنه فقال يا أبا عبد الله آية قد بلغت منى كل مبلغ حتى إذا استياس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا فهذا الموت ان نظن الرسل انهم قد كذبوا أو نظن انهم قد كذبوا مخففة فقال سعيد بن جبير رضى الله عنه حتى إذا استياس الرسل من قومهم ان يستجيبوا لهم وظن قومهم ان الرسل كذبتهم جاءهم نصرنا فقام مسلم إلى سعيد فاعتنقه وقال فرج الله عنك كما فرجت عنى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابراهيم عن أبى حمزة الجزرى قال صنعت طعاما فدعوت ناسا من اصحابنا منهم سعيد بن جبير والضحاك بن مزاحم فسال فتى من قريش سعيد بن جبير رضى الله عنه فقال يا أبا عبد الله كيف تقرأ هذا الحرف فانى إذا أتيت عليه تمنيت انى لا أقرأ هذه السورة حتى إذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا قال نعم حتى إذا استياس الرسل من قومهم ان يصدقوهم وظن المرسل إليهم ان الرسل قد كذبوا فقال الضحاك رضى الله عنه لو رحلت في هذه إلى اليمن لكان قليلا * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه انه قرأها كذبوا بفتح الكاف والتخفيف قال استياس الرسل ان يعذب قومهم وظن قومهم ان الرسل قد كذبوا جاءهم نصرنا قال جاء الرسل نصرنا قال مجاهد قال في المؤمن فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم قال قولهم نحن أعلم منهم ولن نعذب وقوله وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن قال حاق بهم ما جاءت به رسلهم من الحق * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما فننجى من نشاء قال فننجى الرسل ومن نشاء ولا يرد باسنا عن القوم المجرمين وذلك ان الله تعالى بعث الرسل يدعون قومهم فاخبروهم أنه من أطاع الله نجا ومن عصاه عذب وغوى * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما جاءهم نصرنا قال العذاب * وأخرج أبو الشيخ عن نصر بن عاصم رضى الله عنه انه قرأ فنجا من نشاء * وأخرج أبو الشيخ عن أبى بكر رضى الله عنه انه قرأ فننجى من نشاء * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضى الله عنه ولا يرد باسنا قال عذابه * قوله تعالى (لقد كان في قصصهم) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله لقد كان في قصصهم عبرة قال يوسف واخوته * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لقد كان في قصصهم عبرة قال معرفة لاولى الالباب قال لذوى العقول * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه ما كان حديثا يفترى والفرية الكذب ولكن تصديق الذى بين يديه قال القرآن يصدق الكتب التى كانت قبله من كتب الله التى أنزلها قبله على انبيائه فالتوراة والانجيل والزبور يصدق ذلك كله ويشهد عليه ان جميعه حق من عند الله وتفصيل كل شئ فصل الله به بين حرامه وحلاله
[ 42 ]
وطاعته ومعصيته * وأخرج ابن السى والديلمي عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عسر على المرأة ولادتها أخذ اناء نظيف وكتب عليه كأنهم يوم يرون ما يوعدون إلى آخر الآية وكانهم يوم يرونها إلى آخر الآية ولقد كان في قصصهم عبرة لاولى الالباب إلى آخر الآية ثم تغسل وتسقى المرأة منه وينضح على بطنها وفرجها * (سورة الرعد مكية) * * أخرج النحاس في ناسخه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال سورة الرعد نزلت بمكة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال سورة الرعد مكية * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة الرعد بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير رضى الله عنه قال نزلت الرعد بالمدينة * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه قال سورة الرعد مدنية الا آية مكية ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة * وأخرج ابن أبى شيبة والمروزي في الجنائز عن جابر بن زيد رضى الله عنه قال كان يستحب إذا حضر الميت ان يقرأ عنده سورة الرعد فان ذلك يخفف عن الميت فانه أهون لقبضه وايسر لشانه * قوله تعالى (المر تلك آيات الكتاب) الآية * أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله المر قال انا الله أرى * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله تلك آيات الكتاب قال التوراة والانجيل والذى أنزل اليك من ربك الحق قال القرآن * واخرج ابن جرير وابو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله تلك آيات الكتاب قال الكتب التى كانت قبل القرآن والذى انزل اليك من ربك الحق أي هذا القرآن * قوله تعالى (الله الذى رفع السموات بغير عمد ترونها) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه قال قلت لابن عباس رضى الله عنهما ان فلانا يقول انها على عمد يعنى السماء فقال اقراها بغير عمد ترونها أي لا ترونها * واخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله رفع السموات بغير عمد ترونها قال وما يدريك لعلها بعمد لا ترونها * واخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله بغير عمد ترونها يقول لها عمد ولكن لا ترونها يعنى الاعماد * واخرج ابن جرير عن اياس بن معاوية رضى الله عنه في قوله رفع السموات بغير عمد ترونها قال السماء مقبية على الارض مثل القبة * واخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال السماء على اربعة املاك كل زاوية موكل بها ملك * واخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله بغير عمد ترونها قال هي بعمد لا ترونها * واخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم وابو الشيخ عن الحسن وقتادة رضى الله عنهما انهما كانا يقولان خلقها بغير عمد قال لها قومي فقامت * واخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن معاذ قال في مصحف ابى بغير عمد ترونه * واخرج ابن ابى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وسخر الشمس والقمر كل يجرى لاجل مسمى قال أجل معلوم وحد لا يقصر دونه ولا يتعدى * وأخرج ابن جرير وابو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله كل يجرى لاجل مسمى قال الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله يدبر الامر قال يقضيه وحده * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله لعلكم بلقاء ربكم توقنون قال ان الله انما أنزل كتابه وبعث رسله ليؤمن بوعده ويستيقن بلقائه * قوله تعالى (وهو الذى مد الارض) * أخرج ابن أبى حاتم عن عمر بن عبد الله مولى غفرة ان كعبا قال لعمر ابن الخطاب ان الله جعل مسيرة ما بين المشرق والمغرب خمسمائة سنة فمائة سنة في المشرق لا يسكنها شئ من الحيوان لا جن ولا انس ولا دابة ولا شجرة ومائة سنة في المغرب بتلك المنزلة وثلثمائة فيما بين المشرق والمغرب يسكنها الحيوان * وأخرج ابن أبى حاتم عن عبد الله بن عمر والدنيا مسيرة خمسمائة عام أربعمائة عام خراب ومائة عمار في أيدى المسلمين من ذلك مسيرة سنة * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو نعيم في الحلية عن وهب بن منبه رضى الله عنه قال ما العمارة في الدنيا في الخراب الا كفسطاط في البحر * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى الجلد رضى الله عنه قال الارض أربعة وعشرون ألف فرسخ فالسودان اثنا عشر ألفا والروم ثمانية ولفارس
[ 43 ]
ثلاثة وللعرب ألف * وأخرج ابن أبى حاتم عن خالد بن مضرب رضى الله عنه قال الارض مسيرة خمسمائة سنة ثلثمائة عمار ومائتان خراب * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن حسان بن عطية رضى الله عنه قال سعة الارض مسيرة خمسمائة سنة البحار ثلثمائة ومائة خراب ومائة عمران * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الارض سبعة أجزاء ستة أجزاء فيها ياجوج وماجوج وجزء فيه سائر الخلق * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه قال ذكر لى أن الارض أربعة وعشرون ألف فرسخ اثنا عشر ألفا منه أرض الهند وثمانية الصين وثلاثة آلاف المغرب وألف العرب * وأخرج ابن المنذر عن مغيث بن سمى رضى الله عنه قال الارض ثلاثة أثلاث ثلث فيه الناس والشجر وثلث في البحار وثلث هواء * قوله تعالى (وجعل فيها رواسي) * أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ان الله تبارك وتعالى حين أراد أن يخلق الخلق خلق الريح فنشجت الريح فابدت عن حشفة فهى تحت الارض ومنها دحيت الارض حيث ما شاء في العرض والطول فكانت تميد فجعل الجبال الرواسى * وأخرج ابن جرير عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال لما خلق الله الارض قمصت وقالت أي رب تجعل على بنى آدم يعملون علي الخطايا ويجعلون علي الخبث فارسل الله فيها من الجبال ما ترون وما لا ترون فكان اقرارها كاللحم ترجرج * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى حاتم عن عطاء رضى الله عنه قال أول جبل وضع في الارض أبو قبيس * قوله تعالى (جعل فيها زوجين اثنين) الآيتين * أخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله جعل فيها زوجين اثنين قال ذكرا وانثى من كل صنف * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله يغشى الليل النهار أي يلبس الليل النهار * قوله تعالى (وفى الارض قطع متجاورات) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وفى الارض قطع متجاورات قال يريد الارض الطيبة العذبة التى تخرج نباتها باذن ربها تجاورها السبخة القبيحة المالحة التى لا تخرج وهما أرض واحدة وماؤهما شئ ملح وعذب ففضلت احداهما على الاخرى * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ليس في الارض ماء الا ما نزل من السماء ولكن عروق في الارض تغيره فمن أراد أن يعود الملح عذبا فليصعد الماء من الارض * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وفى الارض قطع متجاورات قال السبخة والعذبة والمالح والطيب * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه وفى الارض قطع متجاورات قال قرى متجاورات قريب بعضها من بعض * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه وفى الارض قطع متجاورات قال فارس والاهواز والكوفة والبصرة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وفى الارض قطع متجاورات قال الارض تنبت حلوا والارض تنبت حامضا وهى متجاورات تسقى بماء واحد * وأخرج ابن جرير وابو الشيخ عن سعيد بن جبير رضى الله عنه وفى الارض قطع متجاورات قال الارض الواحدة يكون فيها الخوخ والكمثرى والعنب الابيض والاسود وبعضه أكبر حملا من بعض وبعضه حلو وبعضه حامض وبعضه أفضل من بعض * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن البراء بن عازب رضى الله عنه في قوله صنوان وغير صنوان قال الصنوان ما كان أصله واحدا وهو متفرق وغير صنوان التى تنبت وحدها وفى لفظ صنوان النخلة في النخلة ملتصقة وغير صنوان النخل المتفرق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما صنوان قال مجتمع النخيل في أصل واحد وغير صنوان قال النخل المتفرق * وأخرج ابن جرير وأبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وفى الارض قطع متجاورات قال طينها عذبها وخبيثها السباخ وفى قوله وجنات من أعناب قال جنات وما معها وفى قوله صنوان قال النخلتان وأكثر في أصل واحد وغير صنوان وحدها تسقى بماء واحد قال ماء السماء كمثل صالح بنى آدم وخبيثهم أبوهم واحد وكذلك النخلة أصلها واحد وطعامها مختلف وهو يشرب بماء واحد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله صنوان وغير صنوان قال مجتمع وغير مجتمع يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل قال العنب الابيض والاسود والاحمر والتين الابيض والاسود والنخل الاحمر والاصفر
[ 44 ]
* وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه صنوان قال ثلاث نخلات في أصل واحد كمثل ثلاث من بنى أب وأم يتفاضلون في العمل كما يتفاضل ثمر هذه النخلات الثلاث في أصل واحد * وأخرج ابن جرير عن الحسن رضى الله عنه في الآية قال مثل ضربه الله عزوجل لقلوب بنى آدم كما كانت الارض في يد الرحمن طينة واحدة فسطحها وبطحها فصارت الارض قطعا متجاورة فينزل عليها الماء من السماء فتخرج هذه زهرتها وثمرها وشجرها وتخرج نباتها وتحيى موتاها وتخرج هذه سبخها وملحها وخبثها وكلتاهما يسقى بماء واحد فلو كان الماء مالحا قيل انما استبخت هذه من قبل الماء كذلك الناس خلقوا من آدم فينزل عليهم من السماء تذكرة فترق قلوب فتخشع وتخضع وتقسو قلوب فتلهو وتسهو وتجفو قال الحسن رضى الله عنه والله ما جالس القرآن أحد الا قام من عنده بزيادة أو نقصان قال الله تعالى وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه صنوان قال الصنوان النخلة التى يكون فيها نخلتان وثلاث أصلهن واحد قال وحدثني رجل انه كان بين عمر بن الخطاب رضى الله عنه وبين العباس قول فاسرع إليه العباس فجاء عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال يا نبى الله الم تر عباسا فعل بى وفعل فاردت ان أجيبه فذكرت مكانك منه فكففت عنه فقال يرحمك الله ان عم الرجل صنو ابيه * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تؤذونني في العباس فانه بقية آبائى وان عم الرجل صنو ابيه * وأخرج ابن جرير عن عطاء رضى الله عنه وابن أبى مليكة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر يا عمر أما علمت ان عم الرجل صنو ابيه * وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي وابن مردويه عن جابر رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا على الناس من شجر شتى وأنا وأنت يا علي من شجرة واحدة ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قرأ ونفضل بعضها على بعض بالنون * وأخرج الترمذي وحسنه والبزار وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ونفضل بعضها على بعض في الاكل قال الدقل والفارسي والحلو والحامض * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ونفضل بعضها على بعض في الاكل قال هذا حامض وهذا حلو وهذا دقل وهذا فارسي * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد ونفضل بعضها على بعض في الاكل قال هذا حلو وهذا مر وهذا حامض كذلك بنو آدم أبوهم واحد ومنهم المؤمن والكافر * قوله تعالى (وان تعجب) الآية * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه في قوله وان تعجب فعجب قولهم قال ان تعجب يا محمد من تكذيبهم اياك فعجب قولهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد رضى الله عنه في الآية قال ان تعجب من تكذيبهم وهم رأوا من قدرة الله وأمره وما ضرب لهم من الامثال وأراهم حياة الموتى والارض الميتة فتعجب من قولهم ائذا كنا ترابا أئنا لفى خلق جديد أولا يرون انه خلقهم من نطفة أشد من الخلق من تراب وعظام * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله وان تعجب فعجب قولهم قال عجب الرحمن من تكذيبهم بالبعث * قوله تعالى (وأولئك الاغلال في أعناقهم) * أخرج ابن أبى شيبة وابن أبى حاتم والخطيب عن الحسن رضى الله عنه قال ان الاغلال لم تجعل في أعناق أهل النار لانهم أعجزوا الرب ولكنها جعلت في أعناقهم لكى إذا طغا بهم اللهب ارسبتهم في النار * قوله تعالى (ويستعجلونك) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة قال بالعقوبة قبل العافية وقد خلت من قبلهم المثلات قال وقائع الله في الامم فيمن خلا قبلكم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال المثلات ما أصاب القرون الماضية من العذاب * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وقد خلت من قبلهم المثلات قال الامثال * وأخرج ابن جرير عن الشعبى رضى الله عنه في قوله وقد خلت من قبلهم المثلات قال القردة والخنازير هي المثلات * قوله تعالى (وان ربك) الآية * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس
[ 45 ]
رضى الله عنهما وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وان ربك لشديد العقاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا عفو الله وتجاوزه ما هنأ لاحد العيش ولولا وعيده وعقابه لاتكل كل أحد * قوله تعالى (ويقول الذين كفروا) الآية * أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه قال هذا قول مشركي العرب انما أنت منذر ولكل قوم هاد لكل قوم داع يدعوهم إلى الله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما ولكل قوم هاد قال داع * وأخرج ابن ابى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله انما أنت منذر ولكل قوم هاد قال المنذر محمد صلى الله عليه وسلم ولكل قوم هاد نبى يدعوهم إلى الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله انما أنت منذر ولكل قوم هاد قال محمد المنذر والهادي الله عزوجل * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله انما أنت منذر ولكل قوم هاد قال المنذر محمد صلى الله عليه وسلم والله عزوجل هادى كل قوم وفى لفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المنذر وهو الهادى * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضى الله عنه وابى الضحى في قوله انما أنت منذر ولكل قوم هاد قالا محمد صلى الله عليه وسلم هو المنذر وهو الهادى * وأخرج ابن جرير وابن مردويه وابو نعيم في المعرفة والديلمي وابن عساكر وابن النجار قال لما نزلت انما أنت منذر ولكل قوم هاد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره فقال أنا المنذر وأوما بيده إلى منكب علي رضى الله عنه فقال انت الهادى يا على بك يهتدى المهتدون من بعدى * وأخرج ابن مردويه عن ابى برزة الاسلمي رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما انت منذر ووضع يده على صدر نفسه ثم وضعها على صدر علي ويقول لكل قوم هاد * وأخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضى الله عنهما في الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر والهادي على بن أبى طالب رضى الله عنه * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن أبى حاتم والطبراني في الاوسط والحاكم وصححه وابن مردويه وابن عساكر عن على بن أبى طالب رضى الله عنه في قوله انما انت منذر ولكل قوم هاد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر وانا الهادى وفى لفظ والهادي رجل من بنى هاشم يعنى نفسه * قوله تعالى (الله يعلم ما تحمل كل أنثى) الآية * أخرج ابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه الله يعلم ما تحمل كل أنثى قال يعلم ذكر هو أو أنثى وما تغيض الارحام قال هي المرأة ترى الدم في حملها * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وما تغيض الارحام قال خروج الدم وما تزداد قال استمساكه * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وما تغيض الارحام قال ان ترى الدم في حملها وما تزداد قال في التسعة أشهر * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق الضحاك رضى الله عنه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وما تغيض الارحام وما تزداد قال ما تزداد على التسعة وما تنقص من التسعة قال الضحاك رضى الله عنه وضعتني أمي وقد حملتني في بطنها سنتين وولدتني وقد خرجت ثنيتى * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وما تغيض الارحام قال ما دون تسعة أشهر وما تزداد فوق التسعة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الارحام يعنى السقط وما تزداد يقول ما زادت في الحمل على ما غاضت حتى ولدته تماما وذلك ان من النساء من تحمل عشرة أشهر ومنهن من تحمل تسعة أشهر ومنهن من تزيد في الحمل ومنهن من تنقص فذلك الغيض والزيادة التى ذكر الله تعالى وكل ذلك بعلمه تعالى * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه قال ما دون التسعة أشهر فهو غيض وما فوقها فهو زيادة * وأخرج ابن جرير عن عائشة رضى الله عنها قالت لا يكون الحمل أكثر من سنتين قدر ما يتحول فلكة مغزل * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة رضى الله عنه قال ما غاضت الرحم بالدم يوما الا زاد في الحمل يوما حتى تستكمل تسعة أشهر طاهرا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله وما تغيض الارحام قال السقط * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله
[ 46 ]
عنه في الآية قال إذا رأت الدم هش الولد وإذا لم تر الدم عظم الولد * وأخرج ابن أبى حاتم عن مكحول رضى الله عنه قال الجنين في بطن أمه لا بطلب ولا يحزن ولا يغتم وانما ياتيه رزقه في بطن أمه من دم حيضتها فمن ثم لا تحيض الحامل فإذا وقع إلى الارض استهل واستهلاله استنكارا لمكانه فإذا قطعت سرته حول الله رزقه إلى ثدى أمه حتى لا يطلب ولا يغتم ولا يحزن ثم يصير طفلا يتناول الشئ بكفه فيأكله فإذا بلغ قال أنى لى بالرزق يا ويحك غذاك وانت في بطن أمك وانت طفل صغير حتى إذا اشتددت وعقلت قلت انى لى بالرزق ثم قرأ مكحول رضى الله عنه يعلم ما تحمل كل أنثى الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله وكل شئ عنده بمقدار رأى باجل حفظ أرزاق خلقه وآجالهم وجعل لذلك أجلا معلوما * قوله تعالى (عالم الغيب والشهادة) * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله عالم الغيب والشهادة قال السر والعلانية * واخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله سواء منكم من أسر القول ومن جهر به قال من أسره وأعلنه عنده سواء ومن هو مستخف بالليل راكب رأسه في المعاصي وسارب بالنهار قال ظاهر بالنهار بالمعاصى * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه سواء منكم من أسر القول ومن جهر به قال كل ذلك عنده سواء السر عنده علانية والظلمة عنده ضوء * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في الآية قال يعلم من السر ما يعلم من العلانية ويعلم من العلانية ما يعلم من السر ويعلم من الليل ما يعلم من النهار ويعلم من النهار ما يعلم من الليل * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وسارب بالنهار قال الظاهر * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار قال هو صاحب ريبة مستخف بالليل وإذا خرج بالنهار أرى الناس انه برئ من الاثم * قوله تعالى (له معقبات) الآية * أخرج ابن المنذر وابن ابى حاتم والطبراني في الكبير وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل من طريق عطاء بن يسار رضى الله عنه عن ابن عباس رضى الله عنهما ان اربد بن قيس وعامر بن الطفيل قدما المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهيا إليه وهو جالس فجلسا بين يديه فقال عامر ما تجعل لى ان أسلمت قال النبي صلى الله عليه وسلم لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم قال أتجعل لى ان أسلمت الامر من بعدك قال ليس لك ولا لقومك ولكن لك أعنة الخيل قال فاجعل لى الوبر ولك المدر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا فلما قفى من عنده قال لاملانها عليك خيلا ورجالا قال النبي صلى الله عليه وسلم يمنعك الله فلما خرج اربد وعامر قال عامر يا اربد انى سالهى محمدا عنك بالحديث فاضربه بالسيف فان الناس إذا قتلت محمدا لم يزيدوا على أن يرضوا بالدية ويكرهوا الحرب فسنعطيهم الدية فقال اربد افعل فاقبلا راجعين فقال عامر يا محمد قم معى أكلمك فقام معه فخليا إلى الجدار ووقف معه عامر يكلمه وسل اربد السيف فلما وضع يده على سيفه يبست على قائم السيف فلا يستطيع سل سيفه وأبطا اربد على عامر بالضرب فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى اربد وما يصنع فانصرف عنهما وقال عامر لاربد مالك حشمت قال وضعت يدى على قائم السيف فيبست فلما خرج عامر واربد من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كانا بحرة واقم نزلا فخرج اليهما سعد بن معاذ وأسيد بن حضير فقال أشخصا يا عدوى الله لعنكما الله ووقع بهما فقال عامر من هذا يا سعد فقال سعد هذا أسيد بن حضير الكتائب قال اما والله ان كان حضير صديقا لى حتى إذا كانا بالرقم أرسل الله على اربد صاعقة فقتلته وخرج عامر حتى إذا كان بالخريب أرسل الله عليه قرحة فادركه الموت فيها فانزل الله الله يعلم ما تحمل كل انثى إلى قوله له معقبات من بين يديه قال المعقبات من أمر الله يحفظون محمدا صلى الله عليه وسلم ثم ذكرا وبد وما قتله فقال هو الذى يريكم البرق إلى قوله وهو شديد المحال * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه قال هذه للنبى صلى الله عليه وسلم خاصة * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يحفظونه من امر الله قال عن امر الله يحفظونه من بين يديه ومن خلفه * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يحفظونه من أمر الله قال ذلك الحفظ من أمر الله بامر الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
[ 47 ]
وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله له معقبات قال الملائكة يحفظونه من أمر الله قال باذن الله * وأخرج ابن جرير عن الحسن رضى الله عنه في قوله له معقبات قال الملائكة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله له معقبات الآية قال الملائكة من أمر الله * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله له معقبات قال الملائكة يحفظونه من أمر الله قال حفظهم اياه بامر الله * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله يحفظونه من أمر الله قال بامر الله قال وفى بعض القراءة يحفظونه بامر الله * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله معقبات الآية يعنى ولى السلطان يكون عليه الحراس يحفظونه من بين يديه ومن خلفه يقول الله يحفظونه من امرى فانى إذا أردت بقوم سوأ فلا مرد له * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله له معقبات الآية قال الملوك يتخذون الحرس يحفظونه من امامه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله يحفظونه من القتل ألم تسمع ان الله تعالى يقول وإذا أراد الله بقوم سوأ لم يغن الحرس عنه شيا * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضى الله عنه في قوله له معقبات قال هؤلاء الامراء * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله له معقبات قال هم الملائكة تعقب بالليل والنهار وتكتب على بنى آدم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله له معقبات قال الحفظة * وأخرج ابن المنذر من وجه آخر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله له معقبات قال الملائكة تعقب الليل والنهار تكتب على ابن آدم وبلغني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يجتمعون فيكم عند صلاة الصبح وصلاة العصر من بين يديه مثله قوله عن اليمين وعن الشمال الحسنات من بين يديه والسيئات من خلفه الذى على يمينه يكتب الحسنات والذى على يساره لا يكتب الا بشهادة الذى على يمينه فإذا مشى كان أحدهما أمامه والآخر وراءه وان قعد كان أحدهما على يمينه والآخر على يساره وان رقد كان أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه يحفظونه من امر الله قال يحفظون عليه * وأخرج أبو الشيخ عن عطاء رضى الله عنه له معقبات قال هم الكرام الكاتبون حفظة من الله على ابن آدم امروا به * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم وابو الشيخ عن ابراهيم رضى الله عنه في قوله يحفظونه من أمر الله قال من الجن * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله له معقبات قال ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه فإذا جاء قدره خلوا عنه * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه قال ما من عبد الا به ملك موكل يحفظه في نومه ويقظته من الجن والانس والهوام فما منها شئ ياتيه يريده الا قال وراءك الا شيأ ياذن الله فيه فيصيبه * وأخرج ابن جرير عن كعب الاحبار رضى الله عنه قال لو تجلى لابن آدم كل سهل وحزن لرأى على كل شئ من ذلك شياطين لولا ان الله وكل بكم ملائكة يذبون عنكم في مطعمكم ومشربكم وعوراتكم إذا لتخطفنكم * وأخرج ابن جرير عن أبى مجلز رضى الله عنه قال جاء رجل من مراد إلى على رضى الله عنه وهو يصلى فقال احترس فان ناسا من مراد يريدون قتلك فقال ان مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه ون الاجل جنة حصينة * واخرج ابن جرير عن ابى امامة رضى الله عنه قال ما من آدمى الا ومعه ملك يذود عنه حتى يسلمه للذى قدر له * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضى الله عنه في الآية قال ليس من عبد الا له معقبات من الملائكة ملكان يكونان معه في النهار فإذا جاء الليل صعدا وأعقبهما ملكان فكانا معه ليله حتى يصبح يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ولا يصيبه شئ لم يكتب عليه إذا غشى من ذلك شئ دفعاه عنه ألم تره يمر بالحائط فإذا جاز سقط فإذا جاء الكتاب خلوا بينه وبين ما كتب له وهم من امر الله امرهم ان يحفظونه * واخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه قال في قراءة أبى بن كعب رضى الله عنه له معقبات من بين يديه ورقيب من خلفه يحفظونه من أمر الله * واخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان يقرأ له معقبات من بين يديه ورقباء من خلفه من أمر الله يحفظونه * واخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبى حاتم عن الجارود بن ابى سبرة رضى الله عنه قال سمعنى ابن عباس رضى الله عنهما اقرأ له معقبات من بين يديه ومن خلفه فقال ليست هناك ولكن له معقبات من بين
[ 48 ]
يديه ورقيب من خلفه * وأخرج ابن المنذر وابو الشيخ عن على رضى الله عنه له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله قال ليس من عبد الا ومعه ملائكة يحفظون من ان يقع عليه حائط أو يتردى في بئر أو ياكله سبع أو غرق أو حرق فإذا جاالقدر خلوا بينه وبين القدر * واخرج ابن أبى الدنيا في مكايد الشيطان والطبراني والصابوني في المائتين عن ابى امامة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل بالمؤمن ثلثمائة وستون ملكا يدفعون عنه ما لم يقدر عليه من ذلك للبصر سبعة املاك يذبون عنه كما يذب عن قصعة العسل من الذباب في اليوم الصائف وما لو بدا لكم لرأيتموه على كل سهل وجبل كلهم باسط يديه فاغر فاه وما لو وكل العبد فيه إلى نفسه طرفة عين لاختطفته الشياطين * واخرج أبو داود في القدر وابن ابى الدنيا وابن عساكر عن على بن ابى طالب رضى الله عنه قال لكل عبد حفظة يحفظونه لا يخر عليه حائط أو يتردى في بئر أو تصيبه دابة حتى إذا جاء القدر الذى قدر له خلت عنه الحفظة فأصابه ما شاء الله ان يصيبه وفى لفظ لابي داود وليس من الناس احد الا وقد وكل به ملك فلا تريده دابة ولا شئ الا قال اتقه اتقه فإذا جاء القدر خلى عنه * واخرج ابن جرير عن كنانة العدوى رضى الله عنه قال دخل عثمان بن عفان رضى الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اخبرني عن العبد كم معه من ملك فقال ملك عن يمينك على حسناتك وهو امين على الذى على الشمال إذا عملت حسنة كتبت عشرا فإذا عملت سيئة قال الذى على الشمال للذى على اليمين اكتب قال لا لعله يستغفر الله ويتوب فإذا قال ثلاثا قال نعم اكتبه اراحنا الله منه فبئس القرين ما أقل مراقبته لله وأقل استحياءه منه يقول الله ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد وملكان من بين يديك ومن خلفك يقول الله له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله وملك قابض على ناصيتك فإذا تواضعت لله رفعك وإذا تجبرت على الله قصمك وملكان على شفتيك ليس يحفظان عليك الا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وملك قائم على فيك لا يدع ان تدخل الحية في فيك وملكان على عينيك فهؤلاء عشرة املاك على كل بنى آدم ينزلون ملائكة الليل على ملائكة النهار لان ملائكة الليل سوى ملائكة النهار فهؤلاء عشرون ملكا على كل آدمى وابليس بالنهار وولده بالليل * واخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم لا يغير ما بهم من النعمة حتى يعملوا بالمعاصى فيرفع الله عنهم النعم * واخرج ابن ابى شيبة في كتاب العرش وابو الشيخ وابن مردويه عن على رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله وعزتي وجلالى وارتفاعي فوق عرشى ما من أهل قرية ولا اهل بيت ولا رجل ببادية كانوا على ما كرهته من معصيتى ثم تحولوا عنها إلى ما أحببت من طاعتي الا تحولت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتى وما من أهل بيت ولا قرية ولا رجل ببادية كانوا على ما أحببت من طاعتي ثم تحولوا عنها إلى ما كرهت من معصيتى الا تحولت لهم عما يحبون من رحمتى إلى ما يكرهون من غضبى * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضى الله عنه قال أتى عامر بن الطفيل واربد بن ربيعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له عامر ما تجعل لى ان اتبعتك قال أنت فارس اعطيك أعنة الخيل قال فقط قال فما تبغى قال لى الشرق ولك الغرب ولى الوبر ولك المدر قال لا قال لاملانها إذا عليك خيلا ورجالا قال يمنعك الله ذلك وأتيا قبيلة تدعى الاوس والخزرج فخرجا فقال عامر لاربد ان كان الرجل لنا يمكنا لو قتلناه ما انتطحت فيه عنزان ولرضوا بان نعقله لهم وأحبوا السلم وكرهوا الحرب إذا رأوا أمرا قد وقع فقال الآخر ان شئت فتشاورا وقال ارجع فانا أشغله عنك بالمجادلة وكن وراءه فاضربه بالسيف ضربة واحدة فكانا كذلك واحد وراء النبي صلى الله عليه وسلم والآخر قال اقصص على قصصك قال ما تقول قال قرأتك فجعل يجادله ويستبطئه حتى قال له ما لك أحشمت قال وضعت يدى على قائم السيف فيبست فما قدرت على ان أحلى ولا امرى فجعل يحركها ولا تتحرك فخرجا فلما كانا بالحرة سمع بذلك سعد بن معاذ وأسيد بن حضير فخرجا إليه على كل واحد منهما لامته ورمحه بيده وهو متقلد سيفه فقالا لعامر بن الطفيل يا أعور الخبيث أنت الذى تشترط على رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا انك في أمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رمت المنزل حتى ضربت عنقك فقال من هذا قالوا أسيد بن حضير قال لو كان أبوه حيا لم يفعل بى هذا ثم قال عامر لاربد أخرج أنت يا اربد إلى ناحية
[ 49 ]
عذبة وأخرج انا إلى محمد فاجمع الرجال فنلتقى عليه فخرج اربد حتى إذا كان بالرقم بعث الله سحابة من الصيف فيها صاعقة فاحرقته وخرج عامر حتى إذا كان بوادي الحريد أرسل الله عليه الطاعون فجعل يصيح يا آل عامر اغدة كغدة البعير تقتلني وموت أيضا في بيت سلولية وهى امرأة من قيس فذلك قول الله سواء منكم من أسر القول ومن جهر به إلى قوله له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله هذا مقدم ومؤخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم تلك المعقبات من أمر الله ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم حتى بلغ وما دعاء الكافرين الا في ضلال وقال لبيد في أخيه اربد وهو يبكيه أخشى على اربد الحتوف ولا * أرهب نوء السماء والاسد فجعتي الرعد والصواعق بالفا * رس يوم الكريهة النجد * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم قال انما يجئ التغيير من الناس والتيسير من الله فلا تغيروا ما بكم من نعم الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابراهيم رضى الله عنه قال أوحى الله إلى نبى من أنبياء بنى اسرائيل ان قل لقومك انه ليس من أهل قرية ولا أهل بيت يكونون على طاعة الله فيتحولون إلى معصية الله الا تحول الله مما يحبون إلى ما يكرهون ثم قال ان تصديق ذلك في كتاب الله تعالى ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن ابى هلال رضى الله عنه قال بلغني ان نبيا من الانبياء عليهم السلام لما أسرع قومه في المعاصي قال لهم اجتمعوا إلى لابلغكم رسالة ربى فاجتمعوا إليه وفى يده فخارة فقال ان الله تبارك وتعالى يقول لكم انكم قد عملتم ذنوبا قد بلغت السماء وانكم لا تتوبوا منها وتنزعوا عنها الا ان كسرتكم كما تكسر هذه فالقاها فانكسرت وتفرقت ثم قال وأفرقكم حتى لا ينتفع بكم ثم ابعث عليكم من لا حظ له فينتقم لى منكم ثم أكون الذى أنتقم لنفسي بعد * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه قال ان الحجاج عقوبة فلا تستقبلوا عقوبة الله بالسيف ولكن استقبلوها بتوبة وتضرع واستكانة * وأخرج أبو الشيخ عن مالك بن دينار رضى الله عنه قال كلما أحدثتم ذنبا أحدث الله لكم من سلطانكم عقوبة * وأخرج أبو الشيخ عن مالك بن دينار رضى الله عنه قال قرأت في بعض الكتب انى انا الله مالك الملوك قلوب الملوك بيدى فلا تشغلوا قلوبكم بسب الملوك وادعوني اعطفهم عليكم * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضى الله عنه ومالهم من دونه من وال قال هو الذى تولاهم فينصرهم ويلجئهم إليه * قوله تعالى (هو الذى يريكم البرق خوفا وطعما) * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله هو الذى يريكم البرق خوفا وطمعا قال خوفا للمسافر يخاف أذاه ومشقته وطمعا للمقيم طمع في رزق الله ويرجو بركة المطر ومنفعته * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه في قوله يريكم البرق خوفا وطمعا قال خوفا لاهل البحر وطمعا لاهل البر * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه في قوله يريكم البرق خوفا وطمعا قال الخوف ما يخاف من الصواعق والطمع الغيث * وأخرج ابن جرير عن ابى جهضم موسى ابن سالم مولى ابن عباس رضى الله عنهما قال كتب ابن عباس إلى ابى الجلد يسأله عن البرق فقال البرق الماء * وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله يريكم البرق قال شعيب الجيانى في كتاب الله الملائكة حملة العرش أسماؤهم في كتاب الله الحيات لكل ملك وجه انسان واسد ونسر فإذا حركوا أجنحتهم فهو البرق قال أمية بن أبى الصلت رجل وثور تحت رجل يمينه * والنسر للاخرى وليث مرصد * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله يريكم البرق قال ملائكة تمصع باجنحتها فذلك البرق زعموا انها تدعى الحيات * وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن مسلم رضى الله عنه قال بلغنا ان البرق له أربعة وجوه وجه انسان ووجه ثور ووجه نسر ووجه أسد فإذا مصع بذنبه فذلك البرق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه قال البرق مصع ملك يسوق السحاب * وأخرج ابن أبى الدنيا في كتاب المطر وابو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما قال البرق ملك يترايا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم
[ 50 ]
وابو الشيخ والخرائطي في مكارم الاخلاق والبيهقي في سننه من طرق عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال البرق مخاريق من نار بايدى ملائكة السحاب يزجرون به السحاب * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه قال البرق مخاريق يسوق به الرعد السحاب * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال البرق اصطفاق البرد * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ في كتاب العظمة عن كعب رضى الله عنه قال البرق تصفيق الملك البرد ولو ظهر لاهل الارض لصعقوا * واخرج الشافعي عن عروة بن الزبير رضى الله عنه قال إذا رأى أحدكم البرق أو الودق فلا يشير إليه وليصف ولينعث * قوله تعالى (وينشئ السحاب الثقال) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وينشئ السحاب الثقال قال الذى فيه الماء * وأخرج أحمد وابن أبى الدنيا في كتاب المطر وابو الشيخ في العظمة والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى ذر الغفاري رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله ينشئ السحاب فينطق أحسن النطق ويضحك أحسن الضحك قال ابراهيم بن سعد النطق الرعد والضحك البرق * وأخرج العقيلى وضعفه وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينشئ الله السحاب ثم ينزل فيه الماء فلا شئ أحسن من ضحكه ولا شئ أحسن من منطقه ومنطقه الرعد وضحكه البرق * وأخرج ابن مردويه عن عمرو بن بجاد الاشعري رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسم السحاب عند الله العنان والرعد ملك يزجر السحاب والبرق طرف ملك يقال له روقيل * واخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه ان خزيمة بن ثابت وليس بالانصارى رضى الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن منشا السحاب فقال ان ملكا موكل بالسحاب يلم القاصية ويلحم الدانية في يده مخراق فإذا رفع برقت وإذا زجر رعدت وإذا ضرب صعقت * قوله تعالى (ويسبح الرعد بحمده) * أخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن المنذر وابن أبى حاتم وابو الشيخ في العظمة وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والضياء في المختارة عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا أبا القاسم انا نسالك عن خمسة أشياء فان أنباتنا بهن عرفنا انك نبى واتبعناك فاخذ عليهم ما أخذ اسرائيل على بنيه إذ قال والله على ما نقول وكيل قال هاتوا قالوا أخبرنا عن علامة النبي قال تنام عيناه ولا ينام قلبه قالوا أخبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر قال يلتقى الماآن فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة اذكرت وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل انثت قالوا أخبرنا عما حرم اسرائيل على نفسه فقال كان يشتكى عرق النسا فلم يجد شيا يلائمه الا البان كذا وكذا يعنى الابل فحرم لحومها قالوا صدقت قالوا أخبرنا ما هذا الرعد قال ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب بيديه مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمره الله قالوا فماذا الصوت الذى نسمع قال صوته قالوا صدقت انما بقيت واحدة وهى التى نتابعك ان أخبرتنا انه ليس من نبى الا له ملك ياتيه بالخبر فاخبرنا من صاحبك قال جبريل قالوا جبريل ذلك ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا لو قلت ميكائيل الذى ينزل بالرحمة والنبات والمطر لكان فانزل الله قل من كان عدوا لجبريل إلى آخر الآية * وأخرج ابن أبى الدنيا في كتاب المطر وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه والخرائطي في مكارم الاخلاق عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال الرعد ملك والبرق ضربه السحاب بمخراق من حديد * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ والخطرائطى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الرعد ملك يسوق السحاب بالتسبيح كما يسوق الحادى الابل بحدائه * وأخرج البخاري في الادب المفرد وابن أبى الدنيا في المطر وابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان إذا سمع صوت الرعد قال سبحان الذى سبحت له وقال ان الرعد ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعى بغنمه * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الرعد ملك من الملائكة اسمه الرعد وهو الذى تسمعون صوته والبرق صوت من نور يزجر به الملك السحاب * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الرعد ملك اسمه الرعد وصوته هذا تسبيحه فإذا اشتد زجره احتك السحاب واصطدم من خوفه فتخرج الصواعق بينه * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الرعد ملك يرجز السحاب بالتسبيح والتكبير * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال ما خلق الله شيا أشد سوفا
[ 51 ]
من السحاب ملك يسوقه الرعد صوت الملك يزجر به والمخاريق يسوقه بها * وأخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن عمرو انه سئل عن الرعد فقال ملك وكله الله بسياق السحاب فإذا أراد الله أن يسوقه إلى بلد أمره فساقه فإذا تفرق عليه زجره بصوته حتى يجتمع كما يرده أحدكم ركا ؟ ه ثم تلا هذه الآية ويسبح الرعد بحمده * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه قال الرعد ملك ينشئ السحاب ودويه صوته * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه في قوله ويسبح الرعد بحمده قال هو ملك يسمى الرعد وذلك الصوت تسبيحه * وأخرج ابن جرير والخرائطي وأبو الشيخ عن أبى صالح رضى الله عنه ويسبح الرعد بحمده قال ملك من الملائكة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في سننه عن عكرمة رضى الله عنه قال ان الرعد ملك بن الملائكة وكل بالسحاب يسوقها كما يسوق الراعى الابل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن شهر بن حوشب رضى الله عنه قال ان الرعد ملك يزجر السحاب كما يحث الراعى الابل فإذا شذت سحابة ضمها فإذا اشتد غضبه طار من قيه النار فهى الصواعق * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد ان رجلا ساله عن الرعد فقال ملك يسبح بحمده * وأخرج الخرائطي في مكارم الاخلاق عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الرعد الملك والبرق الماء * وأخرج الخرائطي عن عكرمة رضى الله عنه قال الرعد ملك يزجر السحاب بصوته * وأخرج الخرائطي عن مجاهد رضى الله عنه مثله * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عمرو بن أبى عمرو عن الثقة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا سحاب ينشئ الله عزوجل فينزل الله منه الماء فما من منطق أحسن من منطقه ولا من ضحك أحسن من ضحكه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم منطقه الرعد وضحكه البرق * وأخرج أحمد والحاكم عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان ربكم لو أن عبادي أطاعوني لاسقيتهم المطر بالليل وأطلعت عليهم الشمس بالنهار ولم أسمعهم صوت الرعد * واخرج ابن أبى شبية وأحمد والبخاري في الادب والترمذي والنسائي وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وابن مردويه والخطرائطى في مكارم الاخلاق عن ابن عمر رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه برفع الحديث انه كان إذا سمع الرعد قال سبحان من يسبح الرعد بحمده * وأخرج ابن مردويه وابن جرير عن أبى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا هبت الريح أو سمع صوت الرعد تغير لونه حتى عرف ذلك في وجهه ثم يقول للرعد سبحان من سبحت له ويقول للريح اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا * وأخرج الشافعي عن المطلب بن حنطب رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا برقت السماء أو رعدت عرف ذلك في وجهه فإذا أمطرت سرى عنه * وأخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعتم الرعد فاذكروا الله فانه لا يصيب ذاكرا * وأخرج أبو داود في مراسيله عن عبيد الله بن أبى جعفر رضى الله عنه ان قوما سمعوا الرعد فكبروا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعتم الرعد فسبحوا ولا تكبروا * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان إذا سمع الرعد قال سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم * وأخرج ابن جرير عن على رضى الله عنه انه كان إذا سمع صوت الرعد قال سبحان من سبحت له * واخرج مالك وابن سعد وابن أبى شيبة وأحمد في الزهد والبخاري في الادب وابن المنذر والخرائطي وأبو الشيخ في العظمة عن عبد الله بن الزبير انه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال سبحان الذى يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثم يقول ان هذا الوعيد لاهل الارض شديد * وأخرج ابن ابى حاتم عن على بن الحسين رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما الرعد وعيد من الله فإذا سمعتموه فامسكوا عن الحديث * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال من سمع صوت الرعد فقال سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته وهو على كل شئ قدير فان أصابته صاعقة فعلى ديته * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وأبو الشيخ عن عبد الله بن أبى زكريا رضى الله عنه قال بلغني ان من سمع صوت الرعد فقال سبحان الله وبحمده لم تصبه صاعقة * وأخرج الخرائطي في مكارم الاخلاق عن أحمد بن داود رضى
[ 52 ]
الله عنه قال بينما سليمان بن داود عليه السلام يمشى مع أبويه وهو غلام إذ سمع صوت الرعد فخر فلصق بفخذ أبيه فقال يا بنى هذا صوت مقدمات رحمته فكيف لو سمعت صوت مقدمات غضبه * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن كعب رضى الله عنه قال من قال حين يسمع الرعد سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثلاثا عوفي مما يكون في ذلك الرعد * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع الرعد فقال أتدرون ما يقول فقلنا الله ورسوله أعلم قال فانه يقول موعدك لمدينة كذا * وأخرج مسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما رجل في فلاة من الارض فسمع صوتا في سحابة اسق حديقة فلان فتنحى ذلك السحاب فافرغ ماءه في حرة فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء فإذا هو رجل قائم في حديقة يحول الماء بمسحاته فقال له يا عبد الله ما اسمك فقال فلان للاسم الذى سمع في السحابة فقال له لم سألتني عن اسمى قال سمعت في السحاب الذى هذا ماؤه اسق حديقة فلان لاسمك بما تصنع فيها قال أما إذ قلت هذا فانى أنظر إلى ما يخرج منها فاتصدق بثلثه وآكل انا وعيالي ثلثا وأرد فيه ثلثه * قوله تعالى (ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء) الآية * أخرج النسائي والبزار وابو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والطبراني في الاوسط وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن انس بن مالك رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا من اصحابه إلى رأس من رؤساء المشركين يدعوه إلى الله فقال المشرك هذا الاله الذى تدعوني إليه أمن ذهب هو أم من فضة أم من نحاس فتغالهم مقالته فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره فقال ارجع إليه فرجع إليه فاعاد عليه القول الاول فرجع فاعاده الثالثة فبينما هما يتراجعان الكلام بينهما إذ بعث الله سحابة حيال رأسه فرعدت وأبرقت ووقع منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه فانزل الله تعالى ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء الآية * وأخرج ابن جرير والخرائطي في مكارم الاخلاق عن عبد الرحمن بن صحار العبدى انه بلغه ان نبى الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى جبار يدعوه فقال أرأيتم ربكم اذهب أم فضة هو أم لؤلؤ هو قال فبينما هو يجادلهم إذ بعث الله سحابة فرعدت فارسل الله عليه صاعقة فذهبت بقحف رأسه فانزل الله هذه الآية ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال * وأخرج الحكيم الترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أخبرني عن ربك من ذهب هو أم من لؤلؤ أم ياقوت فجاءه صاعقة فاخذته فانزل الله ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء الآية * وأخرج ابن جرير عن على رضى الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد حدثنى عن الهك هذا الذى تدعو إليه أياقوت هو أذهب هو أم ما هو فنزلت على السائل صاعقة فاحرقته فانزل الله تعالى ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء * وأخرج ابن ابى حاتم عن أبى كعب المكى رضى الله عنه قال قال خبيث من خبثاء قريش اخبرونا عن ربكم من ذهب هو أم من فضة أم من نحاس فقعقعت السماء قعقعة فإذ اقحف رأسه ساقط بين يديه فانزل الله تعالى ويرسل الصواعق الآية * وأخرج ابن جرير والخرائطي عن قتادة رضى الله عنه ذكر لنا ان رجلا أنكر القرآن وكذب النبي صلى الله عليه وسلم فارسل الله عليه صاعقة فاهلكته فانزل الله تعالى فيه وهم يجادون في الله الآية * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله ويرسل الصواعق قال نزلت في عامر بن الطفيل وفى اربد بن قيس أقبل عامر فقال ان لى حاجة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اقترب فاقترب حتى جثى على النبي صلى الله عليه وسلم وسل اربد بعض سيفه فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم بريقه تعوذ بآية من القرآن كان يتعوذ بها فايبس الله يد اربد على السيف وأرسل عليه صاعقة فاحترق فذلك قول أخيه أخشى على اربد الحتوف ولا * أرهب نوء السماك والاسد فجعني البرق والصواعق بالفا * رس يوم الكريهة النجد * وأخرج ابن أبى حاتم والخرائطي وأبو الشيخ في العظمة عن ابى عمران الجونى قال ان بحورا من النار دون
[ 53 ]
العرش يكون فيها الصواعق * وأخرج أبو الشيخ عن السدى قال الصواعق نار * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان رضى الله عنه قال الصواعق من نار السموم وهذا صوت الحجب التى بحرها ما بيننا وبينه من الحجاب يسوق السحاب * وأخرج أبو الشيخ عن عمرو بن دينار رضى الله عنه قال لم أسمع أحد اذهب البرق ببصره لقول الله تعالى يكاد البرق يخطف أبصارهم والصواعق تحرق لقول الله تعالى ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء * وأخرج أبو الشيخ عن ابن أبى نجيح رضى الله عنه قال رأيت صاعقة أصابت نخلتين بعرفة فاحرقتهما * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى جعفر رضى الله عنه قال الصاعقة تصيب المؤمن والكافر ولا تصيب ذاكر الله * وأخرج أبو الشيخ عن نصر بن عاصم الثقفى رضى الله عنه قال من قال سبحان الله شديد المحال لم تصبه عقوبة * قوله تعالى (وهو شديد المحال) * أخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وهو شديد المحال قال شديد القوة * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما وهو شديد المحال قال شديد المكر شديد القوة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما وهو شديد المحال قال شديد الحول * وأخرج ابن جرير عن على رضى الله عنه وهو شديد المحال قال شديد الاخذ * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه وهو شديد المحال قال شديد الانتقام * وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضى الله عنه وهو شديد المحال قال شديد الحقد * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه وهو شديد المحال قال شديد القوة والحيلة * واخرج أبو الشيخ عن السدى رضى الله عنه وهو شديد المحال قال شديد الحول والقوة * قوله تعالى (له دعوة الحق) * أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن على بن أبى طالب رضى الله عنه في قوله له دعوة الحق قال التوحيد لا اله الا الله * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الاسماء والصفات من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله له دعوة الحق قال شهادة ان لا اله الا الله * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله له دعوة الحق قال لا اله الا الله ليست تنبغي لاحد غيره لا ينبغى ان يقال فلان اله بنى فلان * قوله تعالى (والذين يدعون من دونه) الآية * وأخرج ابن جرير عن على رضى الله عنه في قوله الا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه قال كالرجل العطشان يمد يده إلى البئر ليرتفع الماء إليه وما هو ببالغه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله كباسط كفيه إلى الماء قال يدعو الماء بلسانه ويشير إليه بيده فلا ياتيه أبدا كذلك لا يستجيب من هو دونه * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه والذين يدعون من دونه ولا يستجيبون لهم بشئ الا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وليس ببالغه حتى يتمزع عنقه ويهلك عطشا قال الله تعالى وما دعاء الكافرين الا في ضلال فهذا مثل ضربه الله تبارك وتعالى ان هذا الذى يدعون من دون الله هذا لوثن وهذا الحجر لا يستجيب له بشئ في الدنيا ولا يسوق إليه خيرا ولا يدفع عنه سوأ حتى ياتيه الموت كمثل هذا الذى بسط ذراعيه إلى الماء ليبلغ فاه ولا يبلغ فاه ولا يصل ذلك إليه حتى يموت عطشا * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن عطاء رضى الله عنه في قوله والذين يدعون من دونه الآية قال الرجل يقعد على شفة البئر فيبسط كفيه إلى قعر البئر ليتناول بهما فيده لا تبلغ الماء والماء لا ينزو إلى يده فكذلك لا ينفعهم ما كانوا يدعون من دون الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن بكير بن معروف رضى الله عنه قال لما قتل فابيل أخاه جعله الله بناصيته في البحر ليس بينه وبين الماء الا أصبع وهو يجد برد الماء من تحث قدميه ولا يناله وذلك قول الله الا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه فإذا كان الصيف ضرب عليه سبع حيطان من سموم وإذا كان الشتاء ضرب عليه سبع حيطان من ثلج * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه قال هذا مثل المشرك الذى عبد مع الله غيره فمثله كمثل الرجل العطشان الذى ينظر إلى خياله في الماء من بعيد هو يريد ان يتناوله ولا يقدر عليه * قوله تعالى (ولله يسجد) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه ولله يسجد من في السموات والارض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو
[ 54 ]
والآصال قال ظل المؤمن يسجد طوعا وهو طائع لله وظل الكافر يسجد كرها وهو كاره * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه ولله يسجد من في السموات والارض طوعا وكرها قال أما المؤمن فيسجد طائعا وأما الكافر فيسجد كارها يسجد ظله * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في الآية قال الطائع المؤمن والكاره ظل الكافر * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه في الآية قال يسجد من في السموات طوعا ومن في الارض طوعا وكرها * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضى الله عنه في الآية قال من دخل طائعا هذا طوعا وكرها من لم يدخل الا بالسيف * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابو الشيخ عن منذر قال كان ربيع بن خثيم إذا سجد في سجدة الرعد قال بل طوعا يا ربنا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وظلالهم بالغدو والآصال يعنى حين يفئ ظل أحدهم عن يمينه أو شماله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله وظلالهم بالغدو والآصال قال ذكر لنا أن ظلال الاشياء كلها تسجد لله وقرأ سجدا لله وهم داخزون قال تلك الضلال تسجد لله * وأخرج ابن ابى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وظلالهم بالغدو والآصال قال ظل الكافر يصلى وهو لا يصلى * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه في الآية قال إذا طلعت الشمس يسجد ظل كل شئ نحو المغرب فإذا ازالت الشمس سجد ظل كل شئ نحو المشرق حتى تغيب * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه انه سئل عن قوله وظلالهم قال ألا ترى إلى الكافر فان ظلاله جسده كله اعضاؤه لله مطيعة غير قلبه * قوله تعالى (قل من رب السموات والارض قل الله) * أخرج ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال قالوا يا رسول الله انا نكون عندك على حال فإذا فارقناك كنا على غيره فنخاف ان يكون ذلك النفاق قال كيف أنتم وربكم قالوا الله ربنا في السر والعلانية قال كيف أنتم ونبيكم قالوا أنت نبينا في السر والعلانية قال ليس ذاكم بالنفاق * قوله تعالى (قل هل يستوى الاعمى والبصير) الآية * أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله هل يستوى الاعمى والبصير قال المؤمن والكافر * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه قل هل يستوى الاعمى والبصير أم هل تستوى الظلمات والنور قال أما الاعمى والبصير فالكافر والمؤمن وأما الظلمات والنور فالهدى والضلال * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قال خلقوا كخلقه فحملهم ذلك على أن شكوا في الاوثان * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه قال ضربت مثلا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله تعالى أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه قال فاخبرني ليث بن أبى سليم عن ابن محمد عن حذيفة بن اليمان عن أبى بكر اما حضر ذلك حذيفة من النبي صلى الله عليه وسلم مع أبى بكر واما حدثه اياه أبو بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل قال أبو بكر يا رسول الله وهل الشرك الا ما عبد من دون الله أو ما دعى مع الله قال ثكلتك أمك الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل ألا اخبرك بقول يذهب صغاره وكباره أو قال لصغيره وكبيره قال بلى قال تقول كل يوم ثلاث مرات اللهم انى أعوذ بك ان أشرك بك وانا أعلم واستغفرك لما لا أعلم والشرك ان تقول أعطاني الله وفلان والند ان يقول الانسان لولا فلان قتلني فلان * وأخرج البخاري في الادب المفرد عن معقل بن يسار رضى الله عنه قال انطلقت مع أبى بكر الصديق رضى الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا بكر للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل فقال أبو بكر رضى الله عنه وهل الشرك الا من جعل مع الله الها آخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذى نفسي بيده للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل ألا ادلك على شئ إذا قلته ذهب قليله وكثيره قل اللهم انى أعوذ بك ان أشرك بك وأنا أعلم واستغفرك لما لا أعلم * قوله تعالى (أنزل من السماء ماء) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أنزل من السماء ماء الآية قال هذا مثل ضربه الله تعالى احتملت منه القلوب على قدر يقينها وشكها فاما الشك فيما ينفع معه العمل وأما اليقين فينفع الله به أهله وهو قوله فاما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض وهو اليقين كما يجعل الحلى في النار فيؤخذ خالصه به ويترك
[ 55 ]
خبيثه في النار كذلك يقبل الله تعالى اليقين ويترك الشك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فسالت أودية بقدرها قال الصغير قدر صغيره والكبير قدر كبيره * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في الآية قال هذا مثل ضربه الله تعالى بين الحق والباطل يقول احتمل السيل ما في الوادي من عود ودمنة ومما نوقدون عليه في النار فهو الذهب والفضة والحلية والمتاع النحاس والحديد وللنحاس والحديد خبث فجعل الله تعالى مثل خبثه كمثل زبد الماء فاما ما ينفع الناس فالذهب والفضة وأما ما ينفع الارض فما شربت من الماء فانبتت فجعل ذلك مثل العمل الصالح الذى يبقى لاهله والعمل السيئ يضمحل من محله فما يذهب هذا الزبد فذلك الهدى والحق جاء من عند الله تعالى فمن عمل بالحق كان له وما بقى كما يبقى ما ينفع الناس في الارض وكذلك الحديد لا يستطيع ان يعمل منه سكين ولا سيف حتى يدخل النار فتأكل خبثه فيخرج جيده فينتفع به كذلك يضمحل الباطل وإذا كان يوم القيامة وأقيم الناس وعرضت الاعمال فيرفع الباطل ويهلك وينتفع أهل الحق بالحق وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ من طريق السدى عن أبى مالك وعن أبى صالح من طريق مرة عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله فسالت أودية بقدرها الآية قال فمر السيل على رأسه من التراب والغثاء حتى استقر في القرار وعليه الزبد فضربته الريح فذهب الزبد جفاء إلى جوانبه فيبس فلم ينفع أحدا وبقى الماء الذى ينتفع به الناس فشربوا منه وسقوا أنعامهم فكما ذهب الزبد فلم ينفع فكذلك الباطل يضمحل يوم القيامة فلا ينفع أهله وكما نفع الماء فكذلك ينفع الحق أهله هذا مثل ضربه الله * وأخرج ابن ابى حاتم وأبو الشيخ عن عطاء رضى الله عنه في قوله أنزل من السماء ماء قال هذا مثل ضربه الله تعالى للمؤمنين والكافر فسالت اودية بقدرها حتى جرى الوادي وامتلا بقدر ما يحمل فاحتمل السيل زبدا رابيا قال زبد الماء ومما يوقدون عليه في النار قال زبد ما توقدون عليه من ذلك حلية وما سقط فهو مثل زبد الماء وهو مثل ضرب للحق والباطل فاما خبث الحديد والذهب وزبد الماء فهو الباطل وما تصنعوا من الحلية والماء والحديد فمثل الحق * وأخرج ابن جرير وابو الشيخ عن عطاء رضى الله عنه قال ضرب الله تعالى مثل الحق والباطل فضرب مثل الحق السيل الذى يمكث في الارض فينتفع الناس به ومثل الباطل مثل الزبد الذى لا ينفع الناس ومثل الحق مثل الحلى الذى يجعل في النار فما خلص منه انتفع به أهله وما خبث منه فهو مثل الباطل علم ان لا ينفع الزبدا وخبث الحلى أهله فكذلك الباطل لا ينفع أهله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله أنزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها قال الصغير بصغره والكبير بكبره فاحتمل السيل زبدا رابيا قال عاليا ومما يوقدون إلى قوله فيذهب جفاء والجفاء ما يتعلق بالشجر واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض هذه ثلاثة أمثال ضربها الله تعالى في مثل واحد يقول كما اضمحل هذا الزبد فصار جفاء لا ينتفع به ولا يرجى بركته كذلك يضمحل الباطل عن أهله وكما مكث هذا الماء في الارض فامرعت وربت بركته وأخرجت نباتها كذلك يبقى الحق لاهله وقوله ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية كما يبقى خالص هذا الذهب والفضة حين أدخل النار كذلك فيذهب خبثه كذلك يبقى الحق لاهله وكما اضمحل خبث هذا الذهب والفضة حين أدخل في النار كذلك يضمحل الباطل عن أهله وقوله أو متاع زبد مثله يقول هذا الحديد وهذا الصفر حين دخل النار وذهبت بخبثه كذلك يبقى الحق لاهله كما بقى خالصهما * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله فسألت أودية بقدرها قال الكبير بقدره والصغير بقدره زبدا رابيا قال ربى فوق الماء الزبد ومما توقدون عليه في النار قال هو الذهب إذا ادخل النار بقى صفوه وذهب ما كان فيه من كدر وهذا مثل ضربه الله للحق والباطل فاما الزبد فيذهب جفاء يتعلق بالشجر ولا يكون شيأ هذا مثل الباطل وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض هذا يخرج النبات وهذا مثل الحق أو متاع زبد مثله قال المتاع الصفر والحديد * وأخرج أبو عبيد وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها قال بملئها ما أطاقت فاحتمل السيل زبدا رابيا قال انقضى الكلام ثم استقبل فقال ومما توقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله قال بالمتاع الحديد والنحاس والرصاص وأشباهه زبد مثله قال خبث ذلك الحديد
[ 56 ]
والحلية مثل زبد السيل وأما ما ينفع الناس من الماء فيمكث في الارض وأما الزبد فيذهب جفاء قال جمودا في الارض قال فكذلك مثل الحق والباطل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه في قوله أنزل من السماء ماء الآية قال ابتغاء حلية الذهب والفضة أو متاع الصفر والحديد قال كما أوقد على الذهب والفضة والصفر والحديد فخلص خالصه كذلك بقى الحق لاهله فانتفعوا به * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عيينة رضى الله عنه في قوله أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها قال أنزل من السماء قرآنا فاحتمله عقول الرجال * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله للذين استجابوا لربهم الحسنى قال الحياة والرزق * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله للذين استجابوا لربهم الحسنى قال هي الجنة * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن فرقد السبخى رضى الله عنه قال قال لى شهر بن حوشب رضى الله عنه سوء الحساب أن لا يتجاوز له عن شئ * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابو الشيخ عن فرقد السبخى رضى الله عنه قال قال لى ابراهيم النخعي رضى الله عنه يا فرقد أتدرى ما سوء الحساب قلت لا قال هو أن يحاسب الرجل بذنبه كله لا يغفر له منه شئ * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه قال سوء الحساب ان يؤخذ العبد بذنوبه كلها ولا يغفر له منها ذنب * وأخرج ابن ابى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم وأبو الشيخ عن ابى الجوزاء رضى الله عنه في الآية قال سوء الحساب المناقشة في الاعمال * قوله تعالى (أفمن يعلم انما أنزل اليك) الآية * اخرج ابن جرير وابن ابى حاتم وابو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله أفمن يعلم أنما انزل اليك من ربك الحق قال هؤلاء قوم انتفعوا بما سمعوا من كتاب الله وعقلوه ووعوه كمن هو أعمى قال عن الحق فلا يبصره ولا يعقله انما يتذكر أولو الالباب فبين من هم فقال الذين يوفون بعهد الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله أولو الالباب يعنى من كان له لب أو عقل * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه قال انما عاتب الله تعالى أولى الالباب لانه يحبهم ووجدت ذلك في آية من كتاب الله تعالى انما يتذكر أولو الالباب * قوله تعالى (الذين يوفون بعهد الله) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق فعليكم بالوفاء بالعهد ولا تنقضوا الميثاق فان الله قد نهى عنه وقدم فيه أشد التقدمة وذكره في بضع وعشرين آية نصيحة لكم وتقدمة اليكم وحجة عليكم وانما تعظم الامور بما عظمها الله عند أهل الفهم وأهل العقل وأهل العلم بالله وذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته لا ايمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له * قوله تعالى (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) * أخرج الخطيب وابن عساكر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان البر والصلة ليخففان سوء العذاب يوم القيامة ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله والذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل يعنى من ايمان بالنبيين وبالكتب كلها ويخشون ربهم يعنى يخافون في قطيعة ما أمر الله به ان يوصل ويخافون سوء الحساب يعنى شدة الحساب * وأخرج ابن أبى حاتم وابو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله والذين يصلون ما أمر الله بن ان يوصل قال ذكر لنا أن نبى الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اتقوا الله وصلوا الارحام فانه أبقى لكم في الدنيا وخير لكم في الآخرة وذكر لنا أن رجلا من خثعم أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة فقال أنت الذى تزعم انك رسول الله قال نعم قال فاى الاعمال أحب إلى الله قال الايمان بالله قال ثم ماذا قال صلة الرحم وكان عبد الله بن عمرو يقول ان الحليم ليس من ظلم ثم حلم حتى إذا هيجه قوم اهتاج ولكن الحليم من قدر ثم عفا وان الوصول ليس من وصل ثم وصل فتلك مجازاة ولكن الوصول من قطع ثم وصل وعطف على من لا يصله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل قال بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا لم تمش إلى ذى رحمك برجلك ولم تعطه من مالك فقد قطعته * قوله تعالى (والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم) الآية * أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله
[ 57 ]
والذين صبروا يعنى على أمر الله ابتغاء وجه ربهم يعنى ابتغاء رضا ربهم وأقاموا الصلاة يعنى وأتموها وأنفقو مما رزقناهم يعنى من الاموال سرا وعلانية يعنى في حق الله تعالى وطاعته ويدرؤن يعنى يدفعون بالحسنة السيئة يعنى يردون معروفا على من يسئ إليهم أولئك لهم عقبى الدار يعنى دار الجنة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه ويدرؤن بالحسنة السيئة قال يدفعون بالحسنة السيئة * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله ويدرؤن بالحسنة السيئة قال يدفعون الشر بالخير لا يكافؤن الشر بالشر ولكن يدفعونه بالخير * قوله تعالى (جنات عدن) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجنة قصرا يقال له عدن حوله البروج والمروج له خمسة آلاف باب عند كل باب خمسة آلاف حيرة لا يدخله اولا يسكنه الا نبى أو صديق أو شهيد أو امام عادل * وأخرج ابن ابى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال قرأ عمر رضى الله عنه على المنبر جنات عدن فقال أيها الناس هل تدرون ما جنات عدن قصر في الجنة له عشرة آلاف باب على كل باب خمسة وعشرون الفا من الحور العين لا يدخله الا نبى أو صديق أو شهيد * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبى شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله جنات عدن قال بطنان الجنة يعنى وسطها * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه قال جنات عدن وما يدريك ما جنات عدن قال قصر من ذهب لا يدخله الا نبى أو صديق أو شهيد أو حكم عدل * وأخرج ابن جرير وابو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه في قوله جنات عدن قال مدينة وسط الجنة فيها الرسل والانبياء والشهداء وائمة الهدى والناس حولهم بعد والجنات حولها * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه ان عمر قال لكعب ما عدن قال هو قصر في الجنة لا يدخله الا نبى أو صديق أو شهيد أو حكم عدل * وأخرج ابن مردويه عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جنة عدن قضيب غرسه الله بيده ثم قال له كن فكان * قوله تعالى (يدخلونها ومن صلح من آبائهم) الآية * أخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال يدخل الرجل الجنة فيقول اين أمي اين ولدى اين زوجتى فيقال لم يعملوا مثل عملك فيقول كنت أعمل لى ولهم ثم قرأ جنات عدن يدخلونها ومن صلح يعنى من آمن بالتوحيد بعد هؤلاء من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم يدخلون معهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب قال يدخلون عليهم على مقدار كل يوم من أيام الدنيا ثلاث مرات معهم التحف من الله ما ليس لهم في جنات عدن ويقولون لهم سلام عليكم بما صبرتم يعنى على أمر الله تعالى فنعم عقبى الدار يعنى دار الجنة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه ومن صلح من آبائهم قال من آمن في الدنيا * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى مجلز رضى الله عنه في الآية قال علم الله تعالى ان المؤمن يحب ان يجمع الله تعالى له أهله وشمله في الدنيا فاحب ان يجمعهم له في الآخرة * وأخر ابن أبى حاتم عن أنس بن مالك رضى الله عنه أنه قرأ جنات عدن يدخلونها ومن صلح حتى ختم الآية قال انه لفى خيمة من درة مجوفة ليس فيها صدع ولا وصل طولها في الهواء ستون ميلا في كل زاوية منها أهل ومال لها أربعة آلاف مصراع من ذهب يقوم على كل باب منها سبعون ألفا من الملائكة مع كل ملك هدية من الرحمن ليس مع صاحبه مثلها لا يصلون إليه الا باذن بينه وبينهم حجاب * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أخس أهل الجنة منزلا يوم القيامة له قصر من درة جوفاء فيها سبعة آلاف غرفة لكل غرفة سبعون ألف باب يدخل عليه من كل باب سبعون ألفا من الملائكة بالتحية والسلام * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبى حاتم وابو الشيخ عن أبى عمران الجونى رضى الله عنه في قوله سلام عليكم بما صبرتم قال على دينكم فنعم عقبى الدار قال فنعم ما أعقبكم الله تعالى من الدنيا الجنة * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه في قوله سلام عليكم بما صبرتم قال صبروا على فضول الدنيا * وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن نصر الحارثى رضى الله عنه سلام عليكم بما صبرتم قال على الفقر في الدنيا * وأخرج أحمد والبزار وابن جرير وابن أبى حاتم وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن عمرو
[ 58 ]
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من يدخل الجنة من خلق الله تعالى فقراء المهاجرين الذين تسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء فيقول الله تعالى لمن يشاء من الملائكة ائتوهم فحيوهم فتقول الملائكة ربنا نحن سكان سمائك وخيرتك من خلقك أفتامرنا ان ناتى هؤلاء فنسلم عليهم قال الله تعالى ان هؤلاء عبادي كانوا يعبدوني في الدنيا ولا يشركون بى شيا وتسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء فتاتيهم الملائكة عند ذلك فيدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى امامة رضى الله عنه قال ان المؤمن ليكون متكئا على أريكة إذا دخل الجنة وعنده سماطان من خدم وعند طرف السماطين باب مبوب فيقبل الملك فيستأذن فيقول أقصى الخدم للذى يليه ملك يستاذن ويقول الذى يليه للذى يليه ملك يستاذن حتى يبلغ المؤمن فيقول ائذنوا له فيقول أقربهم إلى المؤمن ائذنوا ويقول الذى يليه للذى يليه ائذنوا حتى تبلغ أقصاهم الذى عند الباب فيفتح له فيدخل فيسلم عليه ثم ينصرف * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن أنس رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ياتي أحدا كل عام فإذا تفوه الشعب سلم على قبور الشهداء فقال سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار * وأخرج ابن جرير عن محمد بن ابراهيم رضى الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ياتي قبور الشهداء على رأس كل حول فيقول سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار وأبو بكر وعمر وعثمان * قوله تعالى (والذين ينقضون عهد الله) الآية * أخرج أبو الشيخ عن ميمون بن مهران رضى الله عنه قال قال لى عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه لا تؤاخين قاطع رحم فانى سمعت الله لعنهم في سورتين في سورة الرعد وسورة محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولهم سوء الدار قال سوء العاقبة * قوله تعالى (وما الحياة الدنيا في الآخرة الا متاع) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن عبد الرحمن بن سابط رضى الله عنه في قوله وما الحياة الدنيا في الآخرة الا متاع قال كان الرجل يخرج في الزمان الاول في ابله أو غنمه فيقول لاهله متعونى فيمتعونه فلقلة الخبز أو التمر فهذا مثل ضربه الله للدنيا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله الا متاع قال قليل ذاهب * وأخرج الترمذي والحاكم عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه فقلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك فقال ما لى وللدنيا ما أنا في الدنيا الا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها * قوله تعالى (ويقول الذين كفروا) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله يهدى إليه من أناب أي من تاب وفى قوله وتطمئن قلوبهم بذكر الله قال هشت إليه واستانست به * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضى الله عنه الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم يذكر الله يقول إذا حلف لهم بالله صدقوا ألا بذكر الله تطمئن القلوب قال تسكن القلوب * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ألا بذكر الله تطمئن القلوب قال محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه * وأخرج أبو الشيخ عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه حين نزلت هذه الآية ألا بذكر الله تطمئن القلوب هل تدرون ما معنى ذلك قالوا الله ورسوله أعلم قال من أحب الله ورسوله وأحب أصحابي * وأخرج ابن مردويه عن على رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية ألا بذكر الله تطمئن القلوب قال ذاك من أحب الله ورسوله وأحب أهل بيتى صادقا غير كاذب وأحب المؤمنين شاهدا وغائبا ألا بذكر الله يتحابون * قوله تعالى (طوبى لهم) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله طوبى لهم قال فرح وقرة عين * وأخرج ابن أبى شيبة وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة رضى الله عنه في قوله طوبى لهم قال نعم مالهم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه في قوله طوبى لهم قال غبطة لهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله طوبى لهم قال حسنى لهم وهى كلمة من كلام العرب * وأخرج ابن جرير عن قتادة
[ 59 ]
رضى الله عنه في قوله طوبى لهم قال هذه كلمة عربية يقول الرجل طوبى لك أي أحببت خيرا * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابراهيم رضى الله عنه في قوله طوبى لهم قال الخير والكرامة الذى أعطاهم الله سبحانه وتعالى * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله طوبى لهم قال الجنة * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضى الله عنه في قوله طوبى لهم قال الجنة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال طوبى اسم الجنة بالحبشية * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما خلق الله الجنة وفرغ منها قال الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب وذلك حين أعجبته * وأخرج جرير وأبو الشيخ عن سعيد بن مسجوح رضى الله عنه قال طوبى اسم الجنة بالهندية * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال طوبى اسم الجنة بالهندية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما قال طوبى اسم شجرة في الجنة * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى الدنيا في صفة الجنة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال طوبى شجرة في الجنة يقول الله تعالى لها تفتقي لعبدي عما شاء فتنفتق له عن الخيل بسروجها ولجمها وعن الابل برحالها وأزمتها وعما شاء من الكسوة * وأخرج ابن جرير من طريق معاوية بن قرة رضى الله عنه عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى شجرة غرسها الله تعالى بيده ونفخ فيها من روحه تنبت بالحلى والحلل وان اغصانها لترى من وراء سور الجنة * وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور عن عتبة بن عبد رضى الله عنه قال جاء اعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله في الجنة فاكهة قال نعم فيها شجرة تدعى طوبى هي نطاق الفردوس قال قال أي شجر أرضنا تشبه قال ليس تشبه شيأ من شجر أرضك ولكن أتيت الشام قال لا قال فانها تشبه شجرة بالشام تدعى الجوزة تنبت على ساق واحد ثم ينشر اعلاها قال ما عظم أصلها قال لو ارتحلت جذعة من ابل أهلك ما أحطت باصلها حتى تنكسر ترقوتاها هرما قال فهل فيها عنب قال نعم قال ما عظم العنقود منه قال مسيرة شهر للغراب الابقع * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن جرير وابن أبى حاتم وابن حبان وابن مردويه والخطيب في تاريخه عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان رجلا قال يا رسول الله طوبى لمن رآك وآمن بك قال طوبى لمن رأني وآمن بى وطوبى ثم طوبى لمن آمن بى ولم يرنى قال رجل وما طوبى قال شجرة في الجنة مسيرة مائة عام تخرج من اكمامها * وأخرج ابن أبى شيبة في صفة الجنة وابن أبى حاتم عن أبى امامة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد يدخل الجنة الا انطلق به إلى طوبى فتنفتح له اكمامها فيأخذ له من أي ذلك شاء ان شاء أبيض وان شاء احمر وان شاء اخضر وان شاء اصفر وان شاء اسود مثل شقائق النعمان وارق وأحسن * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن سيرين رضى الله عنه قال شجرة في الجنة أصلها في حجرة على وليس في الجنة حجرة الا وفيها غصن من أغصانها * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن أبى جعفر رجل من أهل الشام قال ان ربك أخذ لؤلؤة فوضعها ثم دملجها ثم فرشها وسط الجنة فقال لها امتدى حتى تبلغي مرضاتي ففعلت ثم أخذ شجرة فغرسها وسط اللؤلؤة ثم قال لها امتدى ففعلت فلما استوت تفجرت من أصولها انهار الجنة وهى طوبى * وأخرج ابن أبى حاتم عن فرقد السبخى رضى الله عنه قال أوحى الله إلى عيسى ابن مريم عليه السلام في الانجيل يا عيسى جد في أمرى ولا تهزل واسمع قولى وأطع أمرى يا ابن البكر البتول انى خلقتك من غير فحل وجعلتك وأمك آية للعالمين فاياى فاعبد وعلى فتوكل وخذ الكتاب بقوة قال عيسى عليه السلام أي رب أي كتاب آخذ بقوة قال خذ كتاب الانجيل بقوة ففسره لاهل السريانية واخبرهم انى انا الله لا اله الا أنا الحى القيوم البديع الدائم الذى لا زوال له فآمنوا بالله ورسوله النبي الامي الذى يكون في آخر الزمان فصدقوه واتبعوه صاحب الجمل والمدرعة والهراوة والتاج الانجل العين المقرون الحاجبين صاحب الكساء الذى انما نسله من المباركة يعنى خديجة يا عيسى لها بيت من لؤلؤ من قصب موصل بالذهب لا يسمع فيه أذى ولا نصب لها بنة يعنى فاطمة ولها ابنان فيستشهدان يعنى الحسن والحسين طوبى لمن سمع كلامه وأدرك زمانه وشهد أيامه قال عيسى عليه السلام يا رب وما طوبى قال شجرة
[ 60 ]
في الجنة انا غرستها بيدى واسكنتها ملائكتي اصلها من رضوان وماؤها من تسنيم * وأخرج ابن ابى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه قال طوبى في الجنة حملها مثال ثدى النساء فيه حلل أهل الجنة * وأخرج ابن ابى الدنيا في العزاء وابن ابى حاتم عن خالد بن معدان رضى الله عنه قال ان في الجنة شجرة يقال لها طوبى ضروع كلها ترضع صبيان اهل الجنة فمن مات من الصبيان الذين يرضعون رضع من طوبى وان سقط المرأة يكون في نهر من انهار الجنة يتقلب فيه حتى تقوم القيامة فيبعث ابن اربعين سنة * واخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن شهر بن حوشب قال طوبى شجرة في الجنة كل شجرة في الجنة منها أغصانها من وراء سور الجنة * وأخرج ابن جرير وابو الشيخ عن وهب بن منبه رضى الله عنه قال ان في الجنة شجرة يقال لها طوبى يسير الراكب في ظلها مائة عام ما يقطعها زهرها رياط وورقها برود وقضبانها عنبر وبطحاؤها ياقوت وترابها كافور وحلها مسك يخرج من اصلها انهار الخمر واللبن والعسل وهى مجلس من مجالس اهل الجنة ومتحدث بينهم فبينما هم في مجلسهم إذ اتتهم ملائكة من ربهم يقودون خيما مزمومة بسلاسل من ذهب وجوهها كالمصابيح من حسنها ووبرها كخد المرعزى من لينه عليها رحال ألواحها من ياقوت ودفوفها من ذهب وثيابها من سندس واستبرق فينيخونها ويقولون ربنا ارسلنا اليكم لتزوروه فيركبوها فهى اسرع من الطائر واوطا من الفراش نجباء من غير مهنة يسير الرجل إلى جنب اخيه وهو يكلمه ويناجيه لا يصيب اذن راحلة منها اذن صاحبتها ولا تزل راحلة بزل صاحبتها حتى ان الشجرة لتنحى عن طرقهم لئلا يفرق بين الرجل واخيه فيأتون إلى الرحمن الرحيم فيسفر لهم عن وجهه الكريم حتى ينظروا إليه فإذا رأوه قالوا اللهم انت السلام ومنك السلام وحق لك الجلال والاكرام ويقول عزوجل عند ذلك انا السلام ومنى السلام وعليكم حقت رحمتى ومحبتى مرحبا بعبادي الذين خشونى بالغيب واطاعوا امرى فيقولون ربنا انا لم نعبدك حق عبادتك ولم نقدرك حق قدرك فاذن لنا في السجود قدامك فيقول الله عزوجل انها ليست بدار نصب ولا عبادة ولكنها دار ملك ونعيم وانى قد رفعت عنكم نصب العبادة فسلوني ما شئتم فان لكل رجل منكم أمنيته فيسألونه حتى ان أقصرهم أمنية ليقول رب تنافس أهل الدنيا في دنياهم فتضايقوا فيها رب فائتني كل شئ كانوا فيه من يوم خلقتها إلى ان انتهت الدنيا فيقول الله عزوجل لقد قصرت بك أمنيتك ولقد سالت دون منزلتك هذا لك منى وساتحفك بمنزلتي لانه ليس في غطائي نكد ولا تصربد ثم يقول اعرضوا على عبادي ما لم تبلغ أمانيهم ولم يخطر لهم على بال فيعرضون عليهم حتى تقصر بهم امانيهم التى في أنفسهم فيكون فيما يعرضون عليهم براذين مقرنة على كل أربعة منهم سرير من ياقوتة واحدة على كل منها قبة من ذهب مفرغة في كل قبة منها فرش من فرش الجنة مظاهرة في كل قبة منها جاريتان من الحور العين على كل جارية منهن ثوبان من ثياب الجنة وليس في الجنة ألوان الا وهو فيهما ولا ريح طيبة الا وقد عبقتا به ينفذ ضوء وجوههما غلظ القبة حتى يظن من يراهما انهما من دون القبة يرى مخهما من فوق اسرتهما كالسلك الابيض من ياقوتة حمراء يريان له من الفضل على صاحبته كفضل الشمس على الحجارة أو افضل ويرى هو لهما مثل ذلك ثم يدخل اليهما فيجيآنه ويقبلانه ويعانقانه ويقولان له والله ما ظننا ان الله يخلق مثل ذلك ثم يامر الله تعالى الملائكة فيسيرون بهم صفا في الجنة حتى ينتهى كل رجل منهم إلى منزله الذى أعد له * وأخرج ابن أبى حاتم من وجه آخر عن وهب بن منبه رضى الله عنه عن محمد بن على بن الحسين بن فاطمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجنة شجرة يقال لها طوبى لو يسير الراكب الجواد في ظلها لسار فيه مائة عام قبل ان يقطعه وورقها برود خضر وزهرها رباط صفر واقتادها سندس واستبرق وثمرها حلل خضر وصمغها زنجبيل وعسل وبطحاؤها ياقوت أحمر وزمرذ أخضر وترابها مسك وعنبر وكافور أصفر وحشيشها زعفران منبع والاجوج ناججان في غير وقود ينفجر من أصلها أنهارها السلسبيل والمعين في الرحيق وظلها مجلس من مجالس أهل الجنة يالفونه ومتحدث يجمعهم فبينما هم يوما في ظلها يتحدثون إذ جاءتهم ملائكة يقودون نجبا جبلت من الياقوت ثم نفخ فيها الروح مزمومة بسلاسل من ذهب كان وجوهها المصابيح نضارة وبرها خز أحمر ومرعز أحمر يخترطان لم ينظر الناظرون إلى مثله حسنا وبهاء ولا من غير مهانة عليها رحال ألواحها من الدر والياقوت مفضضة باللؤلؤ والمرجان
[ 61 ]
فاناخوا إليهم تلك النجائب ثم قالوا لهم ربكم يقرئكم السلام ويستزيركم لتنظروا إليه وينظر اليكم وتحبونه ويحبكم وتكلمونه ويكلمكم ويزيدكم من فضله وسعته انه ذو رحمة واسعة وفضل عظيم فتحول كل رجل منهم على راحلته حتى انطلقوا صفا واحدا معتدلا لا يفوت منه شئ ولا يفوت أذن ناقة اذن صاحبتها ولا بركة ناقة بركة صاحبها ولا يمرون بشجرة من أشجار الجنة الا أتحفتهم بثمرها ورجلت لهم عن طريقها كراهية ان تثلم صفهم أو تفرق بين رجل ورفيقه فلما دفعوا إلى الجبار تعالى سفر لهم عن وجهه الكريم وتجلى لهم في عظمته العظيم يحييهم بالسلام فقالوا ربنا أنت السلام ومنك السلام لك حق الجلال والاكرام قال لهم ربهم انا السلام ومنى السلام ولى حق الجلال والاكرام فمرحبا بعبادي الذين حفظوا وصيتى ورعوا عهدي وخافوني بالغيب وكانوا منى على كل حال مشفقين قالوا ما وعزتك وعظمتك وجلالك وعلو مكانك وما قدرناك حق قدرك ولا أدينا اليك كل حقك فائذن لنا بالسجود لك قال لهم ربهم انى قد وضعت عنكم مؤنة العبادة وأرحت لكم أبدانكم طالما نصبتم لى الابدان واعنتم لى الوجوه فالآن أفضتم إلى روحي ورحمتي وكرامتي وطولي وجلالى وعلو مكاني وعظمة شانى فما يزالون في الامانى والعطايا والمواهب حتى ان المقصر منهم في أمنيته ليتمنى مثل جميع الدنيا منذ يوم خلقها الله تعالى إلى يوم يفنيها قال لهم ربهم لقد قصرتم في أمانيكم ورضيتم بدون ما يحق لكم فقد أوجبت لكم ما سألتم وتمنيتم وألجقت بكم وزدتكم ما قصرت عنه أمانيكم فانظروا إلى مواهب ربكم التى وهبكم فإذا بقباب في الرفيق الاعلى وغرف مبنية من الدر والمرجان أبوابها من ذهب وسررها من ياقوت وفرشها من سندس واستبرق ومنابرها من نور يفور من أبوابها وأعراصها نور مثل شعاع الشمس عنده مثل الكوكب الدرى في النهار المضئ وإذا بقصور شامخة في اعلى عليين من الياقوت يزهر نورها فلولا انه مسخر اذن لا لنمع الابصار فما كان من تلك القصور من الياقوت الابيض فهو مفروش بالحرير الابيض وما كان منها من الياقوت الاحمر فهو مفروش بالعبقرى وما كان منها من الياقوت الاخضر فهو مفروش بالسندس الاخضر وما كان منها من الياقوت الاصفر فهو مفروش بالارجوان الاصفر مبوبة بالزمرد الاخضر والذهب الاحمر والفضه البيضاء قواعدها وأركانها من الجوهر وشرفها قباب من لؤلؤ وبروجها غرف من المرجان فلما انصرفوا إلى ما أعطاهم ربهم قربت لهم براذين من ياقوت أبيض منفوخ فيها الروح بجنبها الولدان المخلدون بيد كل وليد منهم حكمة برذون من تلك البراذين ولجمها وأعنتها من فضة بيضاء منظومة بالدر والياقوت سروجها سرر موضونة مفروشة بالسندس والاستبرق فانطلقت بهم تلك البراذين تزف بهم وتطؤ رياض الجنة فلما انتهوا إلى منازلهم وجدوا الملائكة قعودا على منابر من نور ينتظرونهم ليزوروهم ويصافحوهم ويهنوهم كرامة ربهم فلما دخلوا قصورهم وجدوا فيها جميع ما تطاول به عليهم ربهم مما سألوا وتمنوا وإذا على باب كل قصر من تلك القصور أربعة جنان جنتان ذواتا أفنان وجنتان مدهامتان وفيهما عينان نضاختان وفيهما من كل فاكهة زوجان وحور مقصورات في الخيام فلما تبوؤا منازلهم واستقروا اقرارهم قال لهم ربهم هل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم وربنا قال هل رضيتم بثواب ربكم قالوا ربنا رضينا فارض عنا قال برضاى عنكم حللتم دارى ونظرتم إلى وجهى وصافحتم ملائكتي فهنيا هنيأ لكم عطاء غير مجذوذ ليس فيه تنغيص ولا تصريد فعند ذلك قالوا الحمد لله الذين اذهب عنا الحزن وأدخلنا دار المقامه من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ان ربنا لغفور شكور * وأخرج عبد بن حميد عن زيد مولى بنى مخزوم قال سمعت أبا هريرة رضى الله عنه يقول ان في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها واقرؤا ان شئتم وظل ممدود فبلغ ذلك كعبا رضى الله عنه فقال صدق والذى أنزل التوراة على موسى والفرقان على محمد صلى الله عليه وسلم لو ان رجلا ركب حقة أو جذعة ثم دار باصل تلك الشجرة ما بلغها حتى يسقط هرما ان الله عزوجل غرسها بيده ونفخ فيها من روحه وان افنانها من وراء سور الجنة وما في الجنة نهر الا يخرج من أصل تلك الشجرة * وأخرج ابن جرير عن مغيث بن سمى رضى الله عنه قال طوبى شجرة في الجنة لو ان رجلا ركب قلوصا جذعا أو جذعة ثم دار بها لم يبلغ المكان الذى ارتحل منه حتى يموت هرما وما من أهل الجنة منزل الا غصن من تلك الشجرة متدل عليهم فإذا أرادوا ان ياكلوا من الثمرة
[ 62 ]
اتدلى إليهم فيأكلون ما شاؤا ويجئ الطير فيأكلون منه قديدا وشويا ما شاؤا ثم يطير * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى صالح رضى الله عنه قال طوبى شجرة في الجنة لو ان راكبا ركب حقة أو جذعة فاطاف بها ما بلغ ذلك الموضع الذى ركب فيه حتى يقتله الهرم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما قال ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم طوبى فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر هل بلغك طوبى قال الله تعالى ورسوله اعلم قال طوبى شجرة في الجنة لا يعلم طولها الا الله تعالى يسير الراكب تحت غصن من أغصانها سبعين خريفا ورقها الحلل يقع عليها الطير كامثال البخت قال أبو بكر رضى الله عنه ان ذلك الطير ناعم قال أنعم منه من ياكله وانت منهم يا أبا بكر ان شاء الله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى شجرة في الجنة غرسها الله بيده ونفخ فيها من روحه وان أغصانها لترى من وراء سور الجنة تنبت الحلى والثمار منهدلة على أفواهها * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وهناد بن السرى في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مغيت بن سمى رضى الله عنه قال طوبى شجرة في الجنة ليس في الجنة دار الا يظلها غصن من أغصانها فيه من ألوان الثمر ويقع عليها طيرا مثال البخت فإذا اشتهى الرجل طيرا دعاه فيقع على خوانه فيأكل من احدى جانبيه شواء والآخرة قديدا ثم يصير طائرا فيطير فيذهب * وأخرج ابن أبى الدنيا في العزاء وابن أبى حاتم عن خالد بن معدان رضى الله عنه قال ان في الجنة شجرة يقال لها طوبى كلها ضروع فمن مات من الصبيان الذين يرضعون رضع من طوبى * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله طوبى لهم قال غبطة وحسن مآب قال حسن مرجع * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضى الله عنه وحسن مآب قال حسن منقلب * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه مثله * قوله تعالى (كذلك أرسلناك) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله وهم يكفرون بالرحمن قال ذكر لنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية حين صالح قريشا كتب في الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم فقالت قريش أما الرحمن فلا نعرفه وكان أهل الجاهلية يكتبون باسمك اللهم فقال أصحابه دعنا نقاتلهم قال لا ولكن اكتبوا كما يريدون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال هذا لما كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا في الحديبية كتب بسم الله الرحمن الرحيم فقالوا لا نكتب الرحمن وما ندرى ما الرحمن وما نكتب الا باسمك اللهم فانزل الله تعالى وهم يكفرون بالرحمن الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه واليه متاب قال توبتي * قوله تعالى (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال) الآية * أخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم ان كان كما تقول فارنا أشياخنا لاولى من الموتى نكلمهم وافسح لنا هذه الجبال جبال مكة التى قد ضمتنا فنزلت ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عطية العوفى رضى الله عنه قال قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم لو سيرت لنا جبال مكة حتى تتسع فنحرث فيها أو قطعت لنا الارض كما كان سليمان عليه السلام يقطع لقومه بالريح أو أحييت لنا الموتى كما كان عيسى عليه السلام يحيى الموتى لقومه فانزل الله تعالى ولو أن قرآنا سيرت به الجبال الآية إلى قوله أفلم ييأس الذين آمنوا قال أفلم يتبين الذين آمنوا قالوا هل تروى هذا الحديث عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق العوفى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال المشركون من قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم لو وسعت لنا أودية مكة وسيرت جبالها فاحترثناها وأحييت من مات منا واقطع به الارض أو كلم به الموتى فانزل الله تعالى ولو أن قرآنا * وأخرج أبو يعلى وأبو نعيم في الدلائل وابن مردويه عن الزبير بن العوام رضى الله عنه قال لما نزلت وانذر عشيرتك الاقربين صاح رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبى قبيس يا آل عبد مناف انى نذير فجاءته قريش فحذرهم وأنذرهم فقالوا تزعم انك نبى يوحى اليك وأن سليمان عليه السلام سخرت له الريح والجبال وان موسى عليه السلام سخر له البحر وان عيسى عليه السلام كان يحيى الموتى فادع الله أن يسير عنا هذه الجبال ويفجر لنا
[ 63 ]
الارض أنهارا فنتخذها محارث فنزرع وناكل والا فادع الله أن يحيى لنا الموتى فنكلمهم ويكلمونا والا فادع الله أن يجعل هذه الصخرة التى تحتك ذهبا فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف فانك تزعم انك كهيئتهم فبينا نحن حوله إذ نزل عليه الوحى فلما سرى عنه الوحى قال والذى نفسي بيده لقد أعطاني الله ما سألتم ولو شئت لكان ولكنه خيرنى بين أن تدخلوا باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لانفسكم فتضلوا عن باب الرحمة ولا يؤمن مؤمنكم فاخترت باب الرحمة ويؤمن مؤمنكم وأخبرني ان أعطاكم ذلك ثم كفرتم يعذبكم عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين فنزلت وما منعنا أن نرسل بالايات الا ان كذب بها الاولون حتى قرأ ثلاث آيات ونزلت ولو أن قرآنا سيرت به الجبال الآية * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة ان هذه الآية ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى مكية * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ولو أن قرآنا سيرت به الجبال الآية قال قول كفار قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم سير جبالنا تتسع لنا أرضنا فانها ضيقة أو قرب لنا الشام فانا نتجر إليها أو أخرج لنا آباءنا من القبور نكلمهم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قالوا سير بالقرآن الجبال قطع بالقرآن الارض اخرج به موتانا * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه قال قال كفار مكة لمحمد صلى الله عليه وسلم سير لنا الجبال كما سخرت لداود وقطع لنا الارض كما قطعت لسليمان عليه السلام فاغد بها شهرا ورح بها شهرا أو كلم لنا الموتى كما كان عيسى عليه السلام يكلمهم يقول لم أنزل بهذا كتابا ولكن كان شيا اعطيته أنبيائي ورسلي * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الشعبى رضى الله عنه قال قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان كنت نبيا كما تزعم فباعد عن مكة اخشبيها هذين مسيرة أربعة أيام أو خمسة أيام فانها ضيقة حتى نزرع فيها أو نرعى وابعث لنا آباءنا من الموتى حتى يكلمونا ويخبرونا انك نبى أو احملنا إلى الشام أو إلى اليمن أو إلى الحيرة حتى نذهب ونجئ في ليلة كما زعمت انك فعلته فانزل الله تعالى ولو أن قرآنا سيرت به الجبال الآية * وأخرج اسحق وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله بل لله الامر جميعا لا يصنع من ذلك الا ما يشاء ولم يكن ليفعل * قوله تعالى (أفلم يياس) * وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان يقرأ أفلم يياس الذين آمنوا * وأخرج ابن جرير وابن الانباري في المصاحف عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قرأ أفلم يتبين الذين آمنوا فقيل له انها في المصحف أفلم يياس فقال أظن الكتاب كتبها وهو ناعس * وأخرج ابن جرير عن على رضى الله عنه انه كان يقرأ أفلم يتبين الذين آمنوا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما أفلم يياس يقول يعلم * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق ساله عن قوله أفلم يياس الذين آمنوا قال أفلم يعلم بلغة بنى مالك قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت مالك بن عوف يقول * لقد يئس الاقوام أنى أنا ابنه * وان كنت عن أرض العشيرة نائيا * وأخرج ابن الانباري عن أبى صالح رضى الله عنه قال في قوله افلم يياس الذين آمنوا قال افلم يعلم بلغة هوازن وانشد قول مالك بن عوف النضرى اقول لهم بالشعب إذ ييئسوننى * الم تعلموا انى ابن فارس زهدم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما افلم يياس الذين آمنوا قال أفلم يعلم الذين آمنوا * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه افلم يياس الذين آمنوا قال الم يعرف الذين آمنوا * وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد رضى الله عنه افلم يياس أفلم يعلم ومن الناس من يقرؤها افلم يتبين وانما هو 7 كالاستنقاء أفلم يعقلوا ليعلموا ان الله يفعل ذلك لم يياسوا من ذلك وهم يعلمون ان الله تعالى لو شاء فعل ذلك * وأخرج ابن أبى حاتم وابو الشيخ عن ابى العالية رضى الله عنه افلم يياس الذين آمنوا قال قد يئس الذين آمنوا ان يهدوا ولو شاء الله لهدى الناس جميعا * قوله تعالى (ولا يزال) الآية * أخرج الفريابى وابن جرير وابن مردويه بن طريق عكرمة رضى الله عنه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله تصيبهم بما صنعوا قارعة قال السرايا * واخرج الطيالسي وابن
[ 64 ]
جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طريق سعيد بن جبير رضى الله عنه عن ابن عباس عنهما في قوله ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة قال سرية أو تحل قريبا من دارهم قال أنت يا محمد حتى ياتي وعد الله قال فتح مكة * وأخرج ابن مردويه عن أبى سعيد رضى الله عنه في قوله تصيبهم بما صنعوا قارعة قال سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو تحل يا محمد قريبا من دارهم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي في الدلائل عن مجاهد رضى الله عنه قال القارعة السرايا أو تحل قريبا من دارهم قال الحديبية حتى ياتي وعد الله قال فتح مكة * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضى الله عنه في قوله ولا يزال الذين كفروا الآية قال نزلت بالمدينة في سرايا النبي صلى الله عليه وسلم أو تحل أنت يا محمد قريبا من دارهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله تصيبهم بما صنعوا قارعة قال نكبة * وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق العوفى عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله تصيبهم بما صنعوا قارعة قال عذاب من السماء أو تحل قريبا من دارهم يعنى نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم وقتاله اياهم * أخرج ابن جرير عن الحسن رضى الله عنه في قوله أو تحل قريبا من دارهم قال أو تحل القارعة قريبا من دارهم حتى ياتي وعد الله قال يوم القيامة * قوله تعالى (ولقد استهزئ برسل من قبلك) * أخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما قال كان رجل خلف النبي صلى الله عليه وسلم يحاكيه ويلمطه فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فقال كذلك فكن فرجع إلى أهله فلبط به مغشيا شهرا ثم أفاق حين أفاق وهو كما حاكى رسول الله صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى (أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت) * أخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت قال يعنى بذلك نفسه * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن عطاء رضى الله عنه في قوله أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت قال الله تعالى قائم بالقسط والعدل * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت قال ذلكم ربكم تبارك وتعالى قائم على بنى آدم بارزاقهم وآجالهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه في قوله أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت قال الله عزوجل القائم على كل نفس بما كسبت على رزقها وعلى عملها وفى لفظ قائم على كل بر وفاجر يرزقهم ويكلؤهم ثم يشرك به منهم من أشرك وجعلوا لله شركاء يقول آلهة معه قل سموهم ولو سموا آلهة لكذبوا وقالوا في ذلك غير الحق لان الله تعالى واحد لا شريك له أم تنبؤنه بما لا يعلم في الارض يقول لا يعلم الله تعالى في الارض الها غيره أم بظاهر من القول يقول ام بباطل من القول وكذب * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رضى الله عنه أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت يعنى بذلك نفسه يقول قائم على كل نفس على كل بر وفاجر بما كسبت وعلى رزقهم وعلى طعامهم فانا على ذلك وهم عبيدى ثم جعلو إلى شركاء قل سموهم ولو سموهم كذبوا في ذلك لا يعلم الله تعالى من اله غير الله فذلك قوله أم تنبؤنه بما لا يعلم في الارض * وأخرج أبو الشيخ عن ربيعة الجرشى رضى الله عنه أنه قام في الناس يوما فقال اتقوا الله في السرائر وما ترخى عليه الستور ما بال أحدكم ينزع عن الخطيئة للنبطي يمر به والامة من امائه والله تعالى يقول أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ويحكم فاجلوا مقام الله سبحانه وتعالى ما يؤمن أحدكم أن يمسخه قردا أو خنزيرا بمعصيته اياه فإذا هو خزى في الدنيا وعقوبة في الآخرة فقال رجل من القوم والله الذى لا اله الا هو ليكونن ذاك يا ربيعة فنظر القوم من الحالف فإذا هو عبد الرحمن بن غنم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله أم بظاهر من القول قال بظن بل زين للذين كفروا مكرهم قال قولهم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله أم بظاهر من القول قال الظاهر من القول هو الباطل * قوله تعالى (مثل الجنة) الآية * أخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة رضى الله عنه في قوله مثل الجنة قال نعت الجنة ليس للجنة مثل * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابراهيم التيمى رضى الله عنه في قوله أكلها دائم قال لذتها دائمة في أفواههم * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن خارجة بن مصعب رضى الله عنه قال كفرت الجهمية بآيات من
[ 65 ]
القرآن قالوا ان الجنة تنفد ومن قال تنفد فقد كفر بالقرآن قال الله تعالى ان هذا لرزقنا ماله من نفاد وقال لا مقطوعة ولا ممنوعة فمن قال انها تنقطع فقد كفر وقال عطاء غير مجذوذ فمن قال انها تنقطع فقد كفر وقال أكلها دائم وظلها فمن قال انها لا تدوم فقد كفر * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن مالك بن أنس رضى الله عنه قال ما من شئ من ثمار الدنيا أشبه بثمار الجنة من الموز لانك لا تطلبه في صيف ولا شتاء الا وجدته قال الله تعالى أكلها دائم * قوله تعالى (والذين آتيناهم الكتاب) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل اليك قال اولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فرحوا بكتاب الله وبرسوله صلى الله عليه وسلم وصدقوا به ومن الاحزاب من ينكر بعضه يعنى اليهود والنصارى والمجوس * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل اليك قال هذا من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب يفرحون بذلك وقرأ ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به ومن الاحزاب من ينكر بعضه قال الاحزاب الامم اليهود والنصارى والمجوس منهم من آمن به ومنهم من أنكره * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ومن الاحزاب قال من أهل الكتاب من ينكر بعضه قال بعض القرآن * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله واليه مآب قال إليه مصير كل عبد * قوله تعالى (وكذلك أنزلناه) الآية * أخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه في قوله مالك من الله من ولى ولا واق قال من أحد يمنعك من عذاب الله تعالى * قوله تعالى (ولقد أرسلنا رسلا) الآية * أخرج ابن ماجه وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه من طريق قتادة عن الحسن عن سمرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التبتل وقرأ قتادة رضى الله عنه ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن سعد بن هشام قال دخلت على عائشة رضى الله عنها فقلت انى أريد ان أتبتل قالت لا تفعل أما سمعت الله يقول ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والترمذي عن أبى أيوب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع من سنن المرسلين التعطر والنكاح والسواك والختان وأخرجه عبد الرزاق في المصنف بلفظ الختان والسواك والتعطر والنكاح من سنتى * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك رضى الله عنه في قوله لكل أجل كتاب يقول لكل كتاب ينزل من السماء أجل فيمحو الله من ذلك ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب * قوله تعالى (يمحو الله ما يشاء ويثبت) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال قالت قريش حين أنزل وما كان لرسول أن ياتي بآية الا باذن الله ما نراك يا محمد تملك من شئ ولقد فرغ من الامر فانزلت هذه الآية تخويفا لهم ووعيدا لهم يمحو الله ما يشاء ويثبت انا ان شئنا احدثنا له من أمرنا ما شئنا ويحدث الله تعالى في كل رمضان فيمحو الله ما يشاء ويثبت من أرزاق الناس ومصائبهم وما يعطيهم وما يقسم لهم * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت قال ينزل الله تعالى في كل شهر رمضان إلى سماء الدنيا يدبر أمر السنة إلى السنة في ليلة القدر فيمحو ما يشاء ويثبت الا الشقوة والسعادة والحياة والممات * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما يمحو الله ما يشاء هو الرجل يعمل الزمان بطاعة الله ثم يعود لمعصية الله فيموت على ضلاله فهو الذى يمحو والذى يثبت الرجل يعمل بمعصية الله تعالى وقد سبق له خير حتى يموت وهو في طاعة الله سبحانه وتعالى * وأخرج ابن جرير ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما يمحو الله ما يشاء ويثبت قال من أحد الكتابين هما كتابان يمحو الله ما يشاء من أحدهما ويثبت وعنده أم الكتاب أي جملة الكتاب * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ان لله لوحا محفوظا مسيرة خمسمائة عام من درة بيضاء له دفتان من ياقوت والدفتان لوحان لله كل يوم ثلاث وستون لحظة يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه والطبراني عن أبى
[ 66 ]
الدرداء رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى ينزل في ثلاث ساعات يبقين من الليل فينسخ الذكر في الساعة الاولى منها ينظر في الذكر الذى لا ينظر في أحد غيره فيمحو ما يشاء ويثبت ثم ينزل في الساعة الثانية إلى جنة عدن وهى داره التى لم ترها عين ولم تخطر على قلب بشر لا يسكنها من بنى آدم غير ثلاثة النبيين والصديقين والشهداء ثم يقول طوبى لمن نزلك ثم ينزل في الساعة الثالثة إلى السماء الدنيا بروحه وملائكته فتنتفض فيقول قومي بعزتي ثم يطلع إلى عباده فيقول هل من مستغفر فاغفر له هل من داع فاجيبه حتى يصلى الفجر وذلك قوله ان قرآن الفجر كان مشهودا يقول يشهده الله وملائكة الليل والنهار * وأخرج الطبراني في الاوسط وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عمر رضى الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يمحو الله ما يشاء ويثبت الا الشقوة والسعادة والحياة والموت * وأخرج ابن سعد وابن جرير وابن مردويه عن الكلبى رضى الله عنه في الآية قال يمحو من الرزق ويزيد فيه ويمحو من الاجل ويزيد فيه فقيل له من حدثك بهذا قال أبو صالح عن جابر بن عبد الله بن رباب الانصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت قال ذلك كل ليلة القدر يرفع ويخفض ويرزق غير الحياة والموت والشقاوة والسعادة فان ذلك لا يزول * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن على رضى الله عنه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الاية فقال له لاقرن عينيك بتفسيرها ولاقرن عين أمتى بعدى بتفسيرها الصدقة على وجهها وبر الوالدين واصطناع المعروف يحول الشقاء سعادة ويزيد في العمر ويقى مصارع السوء * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لا ينفع الحذر من القدر ولكن الله يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر * وأخرج ابن جرير عن قيس بن عباد رضى الله عنه قال العاشر من رجب هو يوم يمحو الله فيه ما يشاء * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الشعب عن قيس بن عباد رضى الله عنه قال لله أمر في كل ليلة العاشر من أشهر الحرم اما العشر من الاضحى فيوم النحر واما العشر من المحرم فيوم عاشوراء واما العشر من رجب ففيه يمحو الله ما يشاء ويثبت قال ونسيت ما قال في ذى القعدة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه انه قال وهو يطوف بالبيت اللهم ان كنت كتبت على شقاوة أو ذنبا فامحه فانك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب فاجعله سعادة ومغفرة * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف وابن أبى الدنيا في الدعاء عن ابن مسعود رضى الله عنه قال ما دعا بعد قط بهذه الدعوات الا وسع الله له في معيشته يا ذا المن ولا يمن عليه يا ذا الجلال والاكرام يا ذا الطول لا اله الا أنت ظهر اللاجين وجار المستجيرين ومأمن الخائفين ان كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيا فامح عنى اسم الشقاء وأثبتنى عندك سعيدا وان كنت كتبتني عندك في أم الكتاب محروما مقترا على رزقي فامح حرماني ويسر رزقي وأثبتنى عندك سعيدا موفقا للخير فانك تقول في كتابك الذى أنزلت يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن السائب بن ملجان من أهل الشام وكان قد أدرك الصحابة رضى الله عنهم قال لما دخل عمر رضى الله عنه الشام حمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ثم قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا خطيبا كقيامي فيكم فامر بتقوى الله وصلة الرحم وصلاح ذات البين وقال عليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة وان الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد لا يخلون رجل بامرأة فان الشيطان ثالثهما ومن ساءته سيئته وسرته حسنته فهو امارة المسلم المؤمن وامارة المنافق الذى لا تسوءه سيئته ولا تسره حسنته ان عمل خيرا لم يرج من الله في ذلك ثوابا وان عمل شرا لم يخف من الله في ذلك الشر عقوبة وأجملوا في طلب الدنيا فان الله قد تكفل بارزاقكم وكل سيتم له عمله الذى كان عاملا استعينوا الله على أعمالكم فانه يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب صلى الله على نبينا محمد وآله وعليه السلام ورحمة الله السلام عليكم قال البيهقى رضى الله عنه هذه خطبة عمر بن الخطاب رضى الله عنه على أهل الشام أثرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه والديلمي عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان أبو رومي من شر أهل زمانه وكان لا يدع شيا من المحارم الا ارتكبه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لئن رأيت أبا رومى في بعض أزقة المدينة لاضربن عنقه
[ 67 ]
وان بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتاه ضيف له فقال لامرأته اذهبي إلى أبى رومى فخذي لنا منه بدرهم طعاما حتى ييسره الله تعالى فقالت له انك لتبعثني إلى أبى رومى وهو من أفسق اهل المدينة فقال اذهبي فليس عليك منه باس ان شاء الله تعالى فانطلقت إليه فضربت عليه الباب فقال من هذا قالت فلانة قال ما كنت لنا بزوارة ففتح لها الباب فاخذها بكلام رفث ومد يده إليها فاخذها رعدة شديدة فقال لها ما شأنك قالت ان هذا عمل ما عملته قط قال أبو رومي ثكلت أبا رومى امه هذا عمل عمله منذ هو صغير لا تأخذه رعدة ولا يبالى على ابى رومى عهد الله ان عاد لشئ من هذا أبدا فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بابى رومى وأخذ يوسع له المكان وقال له يا أبا رومى ما عملت البارحة فقال ما عسى ان أعمل يا نبى الله أنا شر أهل الارض فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله قد حول مكتبك إلى الجنة فقال يمحو الله ما يشاء ويثبت * وأخرج يعقوب بن سفيان وأبو نعيم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان أبو رومى من شر أهل زمانه وكان لا يدع شيا من المحارم الا ارتكبه فلما غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم من بعيد قال مرحبا بابى رومى واخذ يوسع له المكان فقال يا أبا رومى ما عملت البارحة قال ما عسى ان أعمل يا نبى الله أنا شر أهل الارض فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان الله قد حول مكتبك إلى الجنة فقال يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت قال ان الله ينزل كل شئ يكون في السنة في ليلة القدر فيمحو ما يشاء من الآجال والارزاق والمقادير الا الشقاء والسعادة فانهما نابتان * وأخرج ابن جرير عن منصور رضى الله عنه قال سالت مجاهدا رضى الله عنه فقلت أرأيت دعاء أحدنا يقول اللهم ان كان اسمى في السعداء فاثبته فيهم وان كان في الاشقياء فامحه منهم واجعله في السعداء فقال حسن ثم لقيته بعد ذلك بحول أو أكثر من ذلك فسألته عن ذلك فقال انا أنزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم قال يعنى في ليلة القدر ما يكون في السنة من رزق أو مصيبة ثم يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء فاما كتاب الشقاء والسعادة فهو ثابت لا يغير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت قال الا الحياة والموت والشقاء والسعادة فانهما لا يتغيران * وأخرج ابن جرير عن شقيق بن أبى وائل قال كان مما يكثر أن يدعو بهؤلاء الدعوات اللهم ان كنت كتبتنا أشقياء فامحنا واكتبنا سعداء وان كنت كتبتنا سعداء فاثبتنا فانك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والطبراني عن ابن مسعود رضى الله عنه انه كان يقول اللهم ان كنت كتبتني في السعداء فانبتني في السعداء وان كنت كتبتني في الاشقياء فامحنى من الاشقياء وأثبتنى في السعداء فانك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب * وأخرج ابن جرير عن كعب رضى الله عنه انه قال لعمر رضى الله عنه يا أمير المؤمنين لو لا اية في كتاب الله لانباتك بما هو كائن إلى يوم القيامة قال وما هي قال قول الله يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه في الآية قال يقول انسخ ما شئت واصنع في الآجال ما شئت وان شئت زدت فيها وان شئت نقصت وعنده أم الكتاب قال جملة الكتاب وعلمه يعنى بذلك ما ينسخ منه وما يثبت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في المدخل عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت قال يبدل الله ما يشاء من القرآن فينسخه ويثبت ما يشاء فلا يبدله وعنده أم الكتاب يقول وجملة ذلك عنده في أم الكتاب الناسخ والمنسوخ وما يبدل وما يثبت كل ذلك في كتاب الله تعالى * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت قال هي مثل قوله ما ننسخ من آية أو ننساها نات بخير منها أو مثلها وقوله وعنده أم الكتاب أي جملة الكتاب وأصله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد في الآية قال يمحو الله ما يشاء مما ينزل على الانبياء ويثبت ما يشاء مما ينزل على الانبياء وعنده أم الكتاب لا يغير ولا يبدل * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج رضى الله عنه يمحو الله ما يشاء قال ينسخ وعنده أم الكتاب قال الذكر * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن ابى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت قال يمحو الله الآية بالآية وعنده أم الكتاب قال أصل الكتاب * وأخرج ابن أبى جرير وابن أبى حاتم عن الحسن
[ 68 ]
رضى الله عنه في قوله لكل أجل كتاب قال أجل بنى آدم في كتاب يمحو الله ما يشاء قال من جاء أجله ويثبت قال من لم يجئ أجله بعد فهو يجرى إلى أجله * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن ابى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في الآية قال يمحو الله رزق هذا الميت ويثبت رزق هذا المخلوق الحى * وأخرج ابن جرير عن سعيد ابن جبير رضى الله عنه في قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت قال يثبت في البطن الشقاء والسعادة وكل شئ هو كائن فيقدم منه ما يشاء ويؤخر ما يشاء * وأخرج الحاكم عن أبى الدرداء رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ يمحو الله ما يشاء ويثبت مخففة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وعنده أم الكتاب قال الذكر * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه وعنده الكتاب قال الذكر * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن سيار عن ابن عباس رضى الله عنهما انه سال كعبا رضى الله عنه عن أم الكتاب فقال علم الله ما هو خالق وما خلقه عاملون فقال لعلمه كن كتابا فكان كتابا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه وعنده أم الكتاب يقول عنده الذى لا يبدل * قوله تعالى (أولم يروا أنا ناتى الارض) لآية * أخرج ابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ننقصها من أطرافها قال ذهاب العلماء * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة ونعيم بن حماد في الفتن وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ننقصها من أطرافها قال موت علمائها وفقهائها وذهاب خيار أهلها * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ننقصها من أطرافها قال موت العلماء * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله أولم يروا أنا نات الارض ننقصها من أطرافها قال كان عكرمة يقول هو قبض الناس وكان الحسن يقول هو ظهور المسلمين على المشركين * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أولم يروا أنا ناتى الارض ننقصها من أطرافها قال أولم يروا أنا نفتح لمحمد صلى الله عليه وسلم الارض بعد الارض * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أولم يروا أنا ناتى الارض ننقصها من أطرافها يعنى بذلك ما فتح الله على محمد صلى الله عليه وسلم فذلك نقصانها * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه في قوله أولم يروا أنا ناتى الارض ننقصها من أطرافها قال يعنى ان نبى الله صلى الله عليه وسلم كان ينتقص له ما حوله من الارضين فينظرون إلى ذلك فلا يعتبرون وقال الله في سورة الانبياء عليهم السلام ننقصها من أطرافها فهم الغالبون قال بل نبى الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه هم الغالبون * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن عطية رضى الله عنه في الآية قال نقصها الله من المشركين للمسلمين * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله ننقصها من أطرافها قال نفتحها لك من أطرافها * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضى الله عنه أولم يروا أنا ناتى الارض ننقصها من أطرافها قال أولم يروا انا نفتح لمحمد صلى الله عليه وسلم ارضا بعد أرض * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ننقصها من أطرافها يقول نقصان أهلها وبركتها * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في الآية قال انما تنقص الانفس والثمرات وأما الارض فلا تنقص * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن الشعبى رضى الله عنه في الآية قال لو كانت الارض تنقص لضاق عليك حشك ولكن تنقص الانفس والثمرات * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضى الله عنه في الآية قال هو الموت لو كانت الارض تنقص لم تجد مكانا تجلس فيه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أولم يروا أنا ناتى الارض ننقصها من أطرافها قال أولم يروا إلى القرية تخرب حتى يكون العمران في ناحية منها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ننقصها من أطرافها قال خرابها * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن أبى مالك رضى الله عنه ننقصها من أطرافها قال القرية تخرب ناحية منها * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه والله يحكم لا معقب لحكمه ليس أحد يتعقب حكمه فيرده كما يتعقب أهل الدنيا بعضهم حكم بعض فيرده * قوله تعالى (لله المكر جميعا) * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه
[ 69 ]
وسلم يدعو بهذا الدعاء رب أعنى ولا تعن على وانصرني ولا تنصر على وامكر لى ولا تمكر على واهدنى ويسر الهدى إلى وانصرني على من بغى على * قوله تعالى (ويقول الذين كفروا) الآية * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم اسقف من اليمن فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تجدني في الانجيل رسولا قال لا فانزل الله قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب يقول عبد الله بن سلام * وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق عبد الملك بن عمير ان محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام قال قال عبد الله بن سلام قد أنزل الله في القرآن قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب * وأخرج ابن مردويه من طريق عبد الملك بن عمير عن جندب رضى الله عنه قال جاء عبد الله بن سلام رضى الله عنه حتى أخذ بعضادتى باب المسجد ثم قال أنشدكم بالله أتعلمون انى انا الذى أنزلت فيه ومن عنده علم الكتاب قالوا اللهم نعم * وأخرج ابن مردويه من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عبد الله بن سلام رضى الله عنه انه لقى الذين أرادوا قتل عثمان رضى الله عنه فناشدهم بالله فيمن تعلمون نزل قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب قالوا فيك * وأخرج ابن سعد وابن ابى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه انه كان يقرأ ومن عنده علم الكتاب قال هو عبد الله بن سلام * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس رضى الله عنهما ومن عنده علم الكتاب قال هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في الآية قال كان من أهل الكتاب قوم يشهدون بالحق ويعرفونه منهم عبد الله بن سلام والجارود وتميم الدارى وسلمان الفارسى * وأخرج أبو يعلى وابن جرير وابن مردويه وابن عدى بسند ضعيف عن ابن عمر رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ومن عنده علم الكتاب قال من عند الله علم الكتاب * واخرج تمام في فوائد وابن مردويه عن عمر رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ومن عنده علم الكتاب قال من عند الله علم الكتاب * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان يقرأ ومن عنده علم الكتاب يقول ومن عند الله علم الكتاب * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والنحاس في ناسخه عن سعيد بن جبير رضى الله عنه انه سئل عن قوله ومن عنده علم الكتاب أهو عبد الله بن سلام رضى الله عنه قال وكيف وهذه السورة مكية * وأخرج ابن المنذر عن الشعبى رضى الله عنه قال ما نزل في عبد الله ابن سلام رضى الله عنه شئ من القرآن * وأخرج ابن ابى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله ومن عنده علم الكتاب قال جبريل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه ومن عنده علم الكتاب قال هو الله عزوجل * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الزهري رضى الله عنه قال كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه شديدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق يوما حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى فسمعه وهو يقرأ وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون حتى بلغ الظالمون وسمعه وهو يقرأ يقول الذين كفروا لست مرسلا إلى قوله علم الكتاب فانتظره حتى سلم فاسرع في أثره فاسلم * (سورة ابراهيم عليه السلام مكية) * * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة ابراهيم عليه السلام بمكة * وأخرج ابن مردويه عن الزبير رضى الله عنه قال نزلت سورة ابراهيم عليه السلام بمكة * وأخرج النحاس في تاريخه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال سورة ابراهيم عليه السلام نزلت بمكة سوى آيتين منها نزلتا بالمدينة وهما ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا الآيتين نزلتا في قتلى بدر من المشركين * قوله تعالى (كتاب أنزلناه اليك) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله لتخرج الناس من الظلمات إلى النور قال من الضلالة إلى الهدى * قوله تعالى (الذين يستحبون) * أخرج ابن أبى حاتم عن أبى مالك رضى الله عنه في قوله يستحبون قال يختارون * قوله تعالى (وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه) * أخرج عبد بن حميد وأبو يعلى وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس
[ 70 ]
رضى الله عنهما قال ان الله فضل محمدا صلى الله عليه وسلم على أهل السماء وعلى الانبياء عليهم الصلاة والسلام قيل ما فضله على أهل السماء قال ان الله قال لاهل السماء ومن يقل منهم انى اله من دونه فذلك نجزيه جهنم وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر فكتب له براءة من النار قيل له فما فضله على الانبياء قال ان الله تعالى يقول وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم وما أرسلناك الا كافة للناس فارسله الانس والجن * وأخرج أحمد عن أبى ذر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبعث الله نبيا الا بلغة قومه * وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان جبريل عليه السلام يوحى إليه بالعربية وينزل هو إلى كل نبى بلسان قومه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه قال بلغة قومه ان كان عربيا فعربيا وان كان عجميا فعجميا وان كان سريانيا فسريانيا ليبين لهم الذى أرسل الله إليهم ليتخذ بذلك الحجة عليهم * وأخرج الخطيب في تالى التلحيص عن ابن عمر رضى الله عنهما وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه قال أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم بلسان قومه عربي * واخرج ابن مردويه عن عثمان بن عفان رضى الله عنه الا بلسان قومه قال نزل القرآن بلسان قريش * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه قال نزل القرآن بلسان قريش * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن سفيان الثوري رضى الله عنه قال لم ينزل وحى الا بالعربية تم يترجم كل نبى لقومه بلسانهم قال ولسان يوم القيامة سريانية ومن دخل الجنة تكلم بالعربية * وأخرج ابن أبى حاتم عن عمر رضى الله عنه قال لا تأكلوا ذبيحة المجوس ولا ذبيحة نصارى العرب أترونهم أهل الكتاب فانهم ليسوا باهل كتاب قال الله تعالى وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم وانما أرسل عيسى عليه السلام بلسان قومه وأرسل محمد صلى الله عليه وسلم بلسان قومه عربي فلا لسان عيسى عليه السلام أخذوا ولا ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم اتبعوا فلا تأكلوا ذبائحهم فانهم ليسوا باهل كتاب * قوله تعالى (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد وعطاء وعبيد بن عمير في قوله ولقد أرسلنا موسى بآياتنا قال بالبينات التسع الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والعصا ويده والسنين ونقص من الثمرات * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور قال من الضلالة إلى الهدى * وأخرج النسائي وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبى بن كعب رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وذكرهم بايام الله قال بنعم الله وآلائه * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما وذكرهم بايام الله قال نعم الله * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال لما نزلت وذكرهم بايام الله قال وعظهم * وأخرج ابن مردويه من طريق عبد الله بن سلمة عن على أو الزبير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا فيذكرنا بايام الله حتى نعرف ذلك في وجهه كانما بذكر قوما يصبحهم الامر غدوة أو عشية وكان إذا كان حديث عهد بجبريل عليه السلام لم يتبسم ضاحكا حتى يرتفع عنه * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وذكرهم بايام الله قال بالنعم التى أنعم بها عليهم انجاهم من آل فرعون وفلق لهم البحر وظلل عليهم الغمام وأنزل عليهم المن والسلوى * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع رضى الله عنه في قوله وذكرهم بايام الله قال بوقائع الله في القرون الاولى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ان في ذلك لايات لكل صبار شكور قال نعم العبد عبد إذا ابتلى صبر وإذا أعطى شكر * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله لكل صبار شكور قال وجدنا أصبرهم اشكرهم وأشكرهم اصبرهم * وأخرج ابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان من طريق أبى ظبيان عن علقمة عن ابن مسعود رضى الله عنه قال الصبر نصف الايمان واليقين الايمان كله قال فذكرت هذا الحديث للعلاء بن يزيد رضى الله عنه فقال أو ليس هذا في القرآن ان في ذلك لآيات لكل صبار شكور ان في ذلك لآيات للموقنين * قوله تعالى (واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن
[ 71 ]
الربيع رضى الله عنه في قوله واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم قال اخبرهم موسى عليه السلام عن ربه عز وجل انهم ان شكروا النعمة زادهم من فضله وأوسع لهم في الرزق وأظهرهم على العالمين * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم قال حق على الله ان يعطى من ساله ويزيد من شكره والله منعم يحب الشاكرين فاشكروا لله نعمه * وأخرج ابن جرير عن الحسن رضى الله عنه في قوله لئن شكرتم لازيدنكم قال من طاعتي * وأخرج ابن المبارك وابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن على بن صالح رضى الله عنه مثله * وأخرج ابن جرير وأبن أبى حاتم عن سفيان الثوري رضى الله عنه في قوله لئن شكرتم لازيدنكم قال لا تذهب أنفسكم إلى الدنيا فانها اهون على الله من ذلك ولكن يقول لئن شكرتم هذه النعمة انها منى لازيدنكم من طاعتي * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن أبى زهير يحيى بن عطارد بن مصعب عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطى أحد أربعة فمنع أربعة ما أعطى احد الشكر فمنع الزيادة لان الله تعالى يقول لئن شكرتم لازيدنكم وما أعطى أحد الدعاء فمنع الاجابة لان الله يقول ادعوني أستجب لكم وما أعطى أحد الاستغفار فمنع المغفرة لان الله يقول استغفروا ربكم انه كان غفارا وما أعطى أحد التوبة فمنع التقبل لان الله يقول وهو الذى يقبل التوبة عن عباده * وأخرج أحمد والبيهقي عن أنس رضى الله عنه قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم سائل فامر له بتمرة فلم ياخذها وأتاه أخر فامر له بتمرة فقبلها وقال تمرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للجارية اذهبي إلى أم سلمة فاعطيه الاربعين درهما التى عندها * وأخرج البيهقى عن أنس رضى الله عنه ان سائلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فاعطاه تمرة فقال الرجل سبحان الله نبى من الانبياء يتصدق بتمرة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أما علمت ان فيها مثاقيل ذر كثيرة فاتاه آخر فسأله فاعطاه تمرة فقال تمرة من نبى لا تفارقني هذه التمرة ما بقيت ولا أزال أرجو بركتها أبدا فامر له النبي صلى الله عليه وسلم بمعروف وما لبث الرجل ان استغنى * وأخرج أبو نعيم في الحلية من طريق مالك بن أنس عن جعفر بن محمد بن على بن الحسين قال لما قال له سفيان الثوري رضى الله عنه لا أقوم حتى تحدثني قال جعفر رضى الله عنه اما انى أحدثك وما كثرة الحديث لك بخير يا سفيان إذا أنعم الله عليك بنعمة فاحببت بقاءها ودوامها فاكثر من الحمد والشكر عليها فان الله تعالى قال في كتابه لئن شكرتم لازيدنكم وإذا استبطأت الرزق فاكثر من الاستغفار فان الله تعالى قال في كتابه استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين يعنى في الدنيا والآخرة ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا يا سفيان إذا أحزنك أمر من سلطان أو غيره فاكثر من لا حول ولا قوة الا بالله فانها مفتاح الفرج وكنز من كنوز الجنة * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع من أعطيهن لم يمنع من الله أربعا من أعطى الدعاء لم يمنع الاجابة قال الله ادعوني استجب لكم ومن أعطى الاستغفار لم يمنع المغفرة قال الله تعالى استغفروا ربكم انه كان غفارا ومن أعطى الشكر لم يمنع الزيادة قال الله لئن شكرتم لازيدنكم ومن أعطى التوبة لم يمنع القبول قال الله وهو الذى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أعطى الشكر لم يحرم الزيادة لان الله تعالى يقول لئن شكرتم لازيدنكم ومن أعطى التوبة لم يحرم القبول لان الله يقول وهو الذى يقبل التوبة عن عباده * وأخرج البخاري في تاريخه والضياء المقدسي في المختارة عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من الهم خمسة لم يحرم خمسة من الهم الدعاء لم يحرم الاجابة لان الله يقول ادعوني استجب لكم ومن الهم التوبة لم يحرم القبول لان الله يقول وهو الذى يقبل التوبة عن عباده ومن الهم الشكر لم يحرم الزيادة لان الله تعالى يقول لئن شكرتم لازيدنكم ومن الهم الاستغفار لم يحرم المغفرة لان الله تعالى يقول استغفروا ربكم انه كان غفارا ومن الهم النفقة لم يحرم الخلف لان الله تعالى يقول وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه * قوله تعالى (ألم ياتكم نبأ الذين من قبلكم) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن مسعود رضى الله عنه انه كان يقرؤها وعادا وثمودا والذين من بعدهم
[ 72 ]
لا يعلمهم الا الله قال كذب النسابون * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن عمرو بن ميمون رضى الله عنه مثله * وأخرج ابن الضريس عن ابى مجلز رضى الله عنه قال قال رجل لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه أنا أنسب الناس قال انك لا تنسب الناس قال بلى فقال له على رضى الله عنه أرأيت قوله تعالى وعادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا قال انا انسب ذلك الكثير قال أرأيت قوله ألم ياتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم الا الله فسكت * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عروة بن الزبير رضى الله عنه قال ما وجدنا أحدا يعرف ما وراء ؟ عد بن عدنان * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال بين عدنان واسمعيل ثلاثون أبا لا يعرفون * قوله تعالى (جاءتهم رسلهم بالبينات) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في الآية قال لما سمعوا كتاب الله عجبوا ورجعوا بايديهم إلى أفواههم وقالوا انا كفرنا بما أرسلتم به وانا لفى شك مما تدعوننا إليه مريب يقولون لا نصدقكم فيما جئتم به فان عندنا فيه شكا قويا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم قال كذبوا رسلهم بما جاؤهم من البينات فردوه عليهم بافواههم وقالوا انا لفى شك مما تدعوننا إليه مريب وكذبوا ما في الله عزوجل شك أفيمن فطر السموات والارض وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم واظهر لكم من النعم والآلاء المظاهرة ما لا يشك في الله عزوجل * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فردوا أيديهم في أفواههم قال ردوا عليهم قولهم وكذبوهم * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضى الله عنه فردوا أيديهم في أفواههم قال عضوا عليها وفى لفظ عضوا على أناملهم غيظا على رسلهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله فردوا أيديهم في أفواههم قال ادخلوا أصابعهم في أفواههم قال وإذا غضب الانسان عض على يده * وأخرج ابن ابى حاتم عن محمد بن كعب القرظى رضى الله عنه في قوله فردوا أيديهم في أفواههم قال هو التكذيب * قوله تعالى (قالت رسلهم) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ويؤخركم إلى أجل مسمى قال ما قد خط من الاجل فإذا جاء الاجل من الله لم يؤخر * قوله تعالى (وما لنا أن لا نتوكل على الله) * أخرج الديلمى في مسند الفردوس عن ابى الدرداء رضى الله عنه مرفوعا إذا أذاك البراغيث فخذ قدحا من ماء واقرأ عليه سبع مرات وما لنا ان لا نتوكل على الله الآية ثم ترش حول فراشك * وأخرج المستغفرى في الدعوات عن ابى ذر رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أذاك البرغوث فخذ قدحا من ماء واقرأ عليه سبع مرات وما لنا ان لا نتوكل على الله الآية فان كنتم مؤمنين فكفوا شركم وأذاكم عنا ثم ترشه حول فراشك فانك تبيت آمنا من شرها * قوله تعالى (وقال الذين كفروا لرسلهم) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في الآية قال كانت الرسل والمؤمنون يستضعفهم قومهم ويقهرونهم ويكذبونهم ويدعونهم إلى ان يعودوا في ملتهم فابى الله لرسله والمؤمنين ان يعودوا في ملة الكفر وأمرهم ان يتوكلوا على الله وأمرهم ان يستفتحوا على الجبابرة ووعدهم ان يسكنهم الارض من بعدهم فانجز الله لهم وعدهم واستفتحوا كما أمرهم الله ان يستفتحوا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ولنسكننكم الارض من بعدهم قال وعدهم النصر في الدنيا والجنة في الآخرة فبين الله تعالى من يسكنها من عباده فقال ولمن خاف مقام ربه جنتان وان لله مقاما هو قائمه وان أهل الايمان خافوا ذلك المقام فنصبوا ودأبو الليل والنهار * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما أنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم قوا أنفسكم وأهليكم نارا تلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ذات ليلة فخر فتى مغشيا عليه فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على فؤاده فإذا هو يتحرك فقال يا فتى قل لا اله الا الله فقالها فبشره بالجنة فقال أصحابه يا رسول الله أمن بيننا قال أما سمعتم قوله تعالى ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد وأخرج الحكيم والترمذي في نوادر الاصول وابن أبى حاتم وابن أبى الدنيا عن عبد العزيز
[ 73 ]
ابن أبى رواد رضى الله عنه قال بلغني ان النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ولفظ الحكيم لما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم هذه الآية تلاها على أصحابه وفيهم شيخ ولفظ الحكيم فتى فقال يا رسول الله حجارة جهنم كحجارة الدنيا فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذى نفسي بيده لصخرة من صخر جهنم اعظم من جبال الدنيا فوقع مغشيا عليه فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على فؤاده فإذا هو حى فناداه فقال قل لا اله الا الله فقالها فبشره بالجنة فقال أصحابه يا رسول الله أمن بيننا فقال نعم يقول الله عزوجل ولمن خاف مقام ربه جنتان ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد * وأخرج الحاكم من طريق حماد بن أبى حميد عن مكحول عن عياض بن سليمان رضى الله عنه وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيار أمتى فيما أنبأني الملا الاعلى قوم يضحكون جهرا في سعة رحمة ربهم ويبكون سرا من خوف عذاب ربهم يذكرون ربهم بالغداة والعشي في البيوت الطيبة والمساجد ويدعونه بالسنتهم رغبا ورهبا ويسألونه بايديهم خفضا ورفعا ويقبلون بقلوبهم عودا وبدأ فمؤنتهم على الناس خفيفة وعلى أنفسهم ثقيلة يدأبون في الليل حفاة على أقدامهم كدبيب النمل بلا مرح ولا بذخ يقرؤن القرآن ويقربون القربان ويلبسون الخلقان عليهم من الله تعالى شهود حاضرة وعين حافظة يتوسمون العباد ويتفكرون في البلاد أرواحهم في الدنيا وقلوبهم في الآخرة ليس لهم هم الا أمامهم أعدوا الجواز لقبورهم والجواز لسبلهم والاستعداد لمقامهم ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد قال الذهبي رضى الله عنه هذا حديث عجب منكر وأحسبه أدخل على بن السماك رضى الله عنه يعنى شيخ الحاكم الذى حدثه به قال ولا وجه لذكره في هذا الكتاب يعنى المستدرك قال وحماد ضعيف ولكن لا يحتمل مثل هذا ومكحول مدلس وعياض لا يدرى من هو انتهى * قوله تعالى (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله واستفتحوا قال للرسل كلها يقول استنصروا وفى قوله وخاب كل جبار عنيد قال معاند للحق مجانب له * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله واستفتحوا قال استنصرت الرسل على قومها وخاب كل جبار عنيد يقول بعيد عن الحق معرض عنه ابى أن يقول لا اله الا الله * وأخرج ابن جرير عن ابراهيم النخعي رضى الله عنه في قوله عنيد قال هو الناكب عن الحق * واخرج ابن أبى حاتم عن كعب رضى الله عنه قال يجمع الله الخلق في صعيد واحد يوم القيامة الجن والانس والداب والهوام فيخرج عنق من النار فيقول وكلت بالعزيز الكريم والجبار العنيد الذى جعل مع الله الها آخر قال فيلقطهم كما يلقط الطير الحب فيحتوى عليهم ثم يذهب بهم إلى مدينة من النار يقال لها كيت وكيث فيثورون فيها ثلثمائة عام قبل القضاء * وأخرج الترمذي وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان يبصران وأذنان يسمعان ولسان ينطق فيقول انى وكلت بثلاثة بكل جبار عنيد وبكل من دعا مع الله الها آخر وبالمصورين * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبزار وأبو يعلى والطبراني في الاوسط وابن مردويه عن أبى سعيد رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج عنق من النار يوم القيامة فيتكلم بلسان طلق ذلق له عينان يبصر بهما ولسان يتكلم به فيقول انى أمرت بكل جبار عنيد ومن دعا مع الله الها آخر ومن قتل نفسا بغير نفس فتنضم عليهم فتقذفهم في النار قبل الناس بخمسمائة سنة * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى موسى رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان في جهنم واديا يقال له هبهب حق على الله ان يسكنه كل جبار * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق ساله عن قوله كل جبار عنيد قال الجبار العيار والعنيد الذى يعند عن حق الله تعالى قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول مصر على الحنت لا تخفى شواكله * يا ويح كل مصر القلب جبار * قوله تعالى (ويسقى من ماء صديد) * أخرج أحمد والترمذي والنسائي وابن أبى الدنيا في صفة النار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وأبو نعيم في الحلية وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث
[ 74 ]
والنشور عن أبى امامة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ويسقى من ماء صديد يتجرعه قال يقرب إليه فيتكرهه فإذا دنا منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره يقول الله تعالى وسقوا ماء حميما فقطع امعاءهم وقال وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله من ماء صديد قال ما يسيل بين جلد الكافر ولحمه * وأخرج عبد ابن حميد وابن ابى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله ويسقى من ماء صديد قال القيح والدم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث والنشور عن مجاهد في قوله من ماء صديد قال دم وقيح * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ويسقى من ماء صديد قال ماء يسيل من بين لحمه وجلده * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن رضى الله عنه قال لو أن دلوا من صديد جهنم دلى من السماء فوجد أهل الارض ريحه لافسد عليهم الدنيا * قوله تعالى (ويأتيه الموت) الآية * أخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ويأتيه الموت من كل مكان قال أنواع العذاب وليس منها نوع الا الموت ياتيه منه لو كان يموت ولكنه لا يموت لان الله لا يقضى عليهم فيموتوا * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت قال تعلق نفسه عند حنجرته فلا تخرج من فيه فيموت ولا ترجع إلى مكانها من جوفه فيجد لذلك راحة فتنفعه الحياة * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ميمون بن مهران رضى الله عنه في قوله ويأتيه الموت من كل مكان قال من كل عظم وعرق وعصب * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن محمد بن كعب رضى الله عنه في قوله ويأتيه الموت من كل مكان قال من كل عضو ومفصل * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابراهيم التيمى رضى الله عنه ويأتيه الموت من كل مكان قال من كل موضع شعرة في جسده ومن ورائه عذاب غليظ قال الخلود * وأخرج ابن المنذر عن فضيل بن عياض في قوله ومن ورائه عذاب غليظ قال حبس الانفاس * قوله تعالى (مثل الذين كفروا بربهم) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد قال الذين كفروا بربهم عبدوا غيره فاعمالهم يوم القيامة كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون على شئ من أعمالهم ينفعهم كما لا يقدر على الرماد إذا أرسل في يوم عاصف * وأخرج ابن ابى حاتم عن السدى رضى الله عنه في الآية قال مثل أعمال الكفار كرماد ضربته الريح فلم ير منه شئ فكما لم ير ذلك الرماد ولم يقدر منه على شئ كذلك الكفار لم يقدروا من أعمالهم على شئ * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وعن ابن جريج رضى الله عنه في قوله كرماد اشتدت به الريح قال حملته الريح * قوله تعالى (وبات بخلق جديد) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله ويات بخلق جديد قال بخلق آخر * قوله تعالى (وبرزوا لله) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله فقال الضعفاء قال الاتباع للذين استكبروا قال للقادة * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن زيد بن أسلم رضى الله عنه في قوله سواء علينا أجزعنا أم صبرنا قال جزعوا مائة سنة وصبروا مائة سنة * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضى الله عنه في الآية قال ان أهل النار قال بعضهم لبعض تعالوا نبكى ونتضرع إلى الله تعالى فانما أدرك أهل الجنة الجنة ببكائهم وتضرعهم إلى الله فبكوا فلما رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا تعالوا نصبر فانما أدرك أهل الجنة الجنة بالصبر فصبروا صبرا لم ير مثله فلم ينفعهم ذلك فعند ذلك قالوا سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن كعب بن مالك رضى الله عنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيما أحسب في قوله سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص قال يقول أهل النار هلموا فلنصبر فيصبرون خمسمائة عام فلما رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا هلموا فلنجزع فيبكون خمسمائة عام فلما رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص * قوله تعالى (وقال الشيطان لما قضى الامر) الآية * أخرج ابن المبارك في الزهد وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه وابن عساكر بسند ضعيف عن عقبة بن عامر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جمع الله الاولين والآخرين وقضى بينهم وفرغ من القضاء يقول المؤمنون قد قضى بيننا ربنا
[ 75 ]
وفرغ من القضاء فمن يشفع لنا إلى ربنا فيقولون آدم خلقه الله بيده وكلمه فيأتونه فيقولون قد قضى ربنا وفرغ من القضاء قم انت فاشفع إلى ربنا فيقول ائتوا نوحا فيأتون نوحا عليه السلام فيدلهم على ابراهيم عليه السلام فيأتون ابراهيم عليه السلام فيدلهم على موسى عليه السلام فيأتون موسى عليه السلام فيدلهم على عيسى عليه السلام فيأتون عيسى عليه السلام فيقول أدلكم على العربي الامي فيأتوني فياذن الله لى ان أقوم إليه فيثور مجلسي من أطيب ريح شمها أحد قط حتى آتى ربى فيشفعني ويجعل لى نورا من شعر رأسي إلى ظفر قدمى ويقول الكافرون عند ذلك قد وجد المؤمنون من يشفع لهم ما هو الا ابليس فهو الذى أضلنا فيأتون ابليس فيقولون قد وجد المؤمنين من يشفع لهم قم انت فاشفع لنا فانك انت أضللتنا فيقوم ابليس فيثور مجلسه من أنتن ريح شمها أحد قط ثم يعظم لجهنم ويقول عند ذلك ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم الآية * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظى رضى الله عنه في قوله وقال الشيطان لما قضى الامر الآية قال قام ابليس يخطبهم فقال ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم إلى قوله ما أنا بمصرخكم يقول بمغن عنكم شيا وما أنتم بمصرخي انى كفرت بما أشركتمون من قبل قال فلما سمعوا مقالته مقتوا أنفسهم فنودوا لمقت الله أكبر من مقتكم انفسكم الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه قال إذا كان يوم القيامة قام ابليس خطيبا على منبر من نار فقال ان الله وعدكم وعد الحق قوله وما أنتم بمصرخي قال بناصري انى كفرت بما أشركتمون من قبل قال بطاعتكم اياى في الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الشعبى رضى الله عنه في هذه الآية قال خطيبان يقومان يوم القيامة ابليس وعيسى بن مريم فاما ابليس فيقوم في حزبه فيقول هذا القول واما عيسى عليه السلام فيقول ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربى وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فما توفيتنى كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شئ شهيد * وأخرج ابن ابى شيبة وابن المنذر عن ابن مسعود رضى الله عنه قال ان من الناس من يذلله الشيطان كما يذلل احدكم قعوده من الابل * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنه في قوله ما انا بمصرخكم وما انتم بمصرخي قال ما أنا بنافعكم وما أنتم بنافعى انى كفرت بما اشركتمون من قبل قال شركة عبادته * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله ما انا بمصرخكم قال ما انا بمغيثكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله مصرخى قال بمغيثى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله انى كفرت بما اشركتموني من قبل يقول عصيت الله فيكم * قوله تعالى (وادخل الذين آمنوا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله تحيتهم فيها سلام قال الملائكة يسلمون عليهم في الجنة * قوله تعالى (ألم تر كيف ضرب الله مثلا) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة شهادة ان لا اله الا الله كشجرة طيبة وهو المؤمن أصلها ثابت يقول لا اله الا الله ثابت في قول المؤمن وفرعها في السماء يقول يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء ومثل كلمة خبيثة وهى الشرك كشرجة خبيثة وهى الكافر اجتثت من فوق الارض مالها من قرار يقول الشرك ليس له أصل ياخذ به الكافر ولا برهان له ولا يقبل الله مع الشرك عملا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ألم تر كيف ضرب الله مثلا الآية قال يعنى بالشجرة الطيبة المؤمن ويعنى بالاصل الثابت في الارض وبالفرع في السماء يكون المؤمن يعمل في الارض ويتكلم فيبلغ عمله وقوله السماء وهو في الارض تؤتى أكلها كل حين باذن ربها يقول يذكر الله كل ساعة من الليل والنهار وفى قوله ومثل كلمة خبيثة قال ضرب الله مثل الشجرة الخبيثة كمثل الكافر يقول ان الشجرة الخبيثة اجتثت من فوق الارض مالها من قرار يعنى ان الكافر لا يقبل عمله ولا يصعد إلى الله تعالى فليس له أصل ثابت في الارض ولا فرع في السماء يقول ليس له عمل صالح في الدنيا ولا في الآخرة * وأخرج ابن جرير عن الربيع بن انس في قوله كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت في الارض وكذلك كان يقرؤها قال ذلك المؤمن ضرب مثله قال الاخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له أصلها ثابت قال أصل عمله ثابت في الارض وفرعها في السماء قال ذكره في السماء
[ 76 ]
تؤتى أكلها كل حين قال يصعد عمله أول النهار وآخره ومثل كلمة خبيثة قال هذا الكافر ليس له عمل في الارض ولا ذكر في السماء اجتثت من فوق الارض مالها من قرار قال أعمالهم يحملون أوزارهم على ظهورهم * وأخرج ابن جرير عن عطية العوفى في قوله ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة قال ذلك مثل المؤمن لا يزال يخرج منه كلام طيب وعمل صالح يصعد إليه ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة قال ذلك مثل الكافر لا يصعد له قول طيب ولا عمل صالح * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه في قوله كشجره طيبة إلى قوله تؤتى أكلها كل حين قال تجتمع ثمرتها كل حين وهذا مثل المؤمن يعمل كل حين وكل ساعة من النهار وكل ساعة من الليل وفى الشتاء وفى الصيف بطاعة الله قال وضرب الله مثل الكافر كشجرة خبيثة اجثثت من فوق الارض مالها من قرار يقول ليس لها أصل ولا فرع وليست لها ثمرة وليست فيها منفعة كذلك الكافر ليس يعمل خيرا ولا يقوله ولم يجعل الله تعالى فيه بركة ولا منفعة له * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع بن أنس رضى الله عنه قال ان الله جعل طاعته نورا ومعصيته ظلمة ان الايمان في الدنيا هو النور يوم القيامة ثم انه لا خير في قول ولا عمل ليس له أصل ولا فرع وانه قد ضرب مثل الايمان فقال والكفر ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة إلى قوله وفرعها في السماء وانما هي الامثال في الايمان والكفر فذكر ان العبد المؤمن المخلص هو الشجرة انما ثبت أصله في الارض وبلغ فرعه في السماء ان الاصل الثابت الاخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له ثم ان الفرع هي الحسنة تم يصعد عمله أول النهار وآخره فهى تؤتى أكلها كل حين باذن ربها ثم هي أربعة أعمال إذا جمعها العبد الاخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له وخشيته وحبه وذكره إذا جمع ذلك فلا تضره الفتن * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالاجور فقال أرأيت لو عمد إلى متاع الدنيا فركب بعضها إلى بعض أكان يبلغ السماء أفلا أخبرك بعمل أصله في الارض وفرعه في السماء تقول لا اله الا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد الله عشر مرات في دبر كل صلاة فذلك أصله في الارض وفرعه في السماء * وأخرج الترمذي والنسائي والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن أبى حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقناع من بسر فقال مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة حتى بلغ تؤتى أكلها كل حين باذن ربها قال هي النخلة ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة حتى بلغ ما لها من قرار قال هي الحنظلة * وأخرج عبد الرزاق والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والرامهرمزى في الامثال عن شعيب بن الحجاب رضى الله عنه قال كنا عند أنس فاتينا بطبق عليه رطب فقال أنس رضى الله عنه لابي العالية رضى الله عنه كل يا أبا العالية فان هذا من الشجرة التى ذكر الله في كتابه ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة ثابت أصلها قال هكذا قرأها يومئذ أنس قال الترمذي رضى الله عنه هذا الموقوف أصح * وأخرج أحمد وابن مردويه بسند جيد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله كشجرة طيبة قال هي التى لا ينقص ورقها هي النخلة * وأخرج البخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال اخبروني بشجرة مثل الرجل المسلم لا يتحات ورقها ولا ولا تؤتى أكلها كل حين باذن ربها قال عبد الله رضى الله عنه فوقع في نفسي انها النخلة فاردت أن أقول هي النخلة فإذا أنا أصغر القوم وثم أبو بكر وعمر رضى الله عنهما فلما لم يتكلما بشئ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي النخلة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما قال لما نزلت هذه الآية ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون أي شجرة هذه قالوا الله ورسوله أعلم قال هي النخلة قال عبد الله بن عمر رضى الله عنهما فقلت والذى انزل عليك الكتاب بالحق لقد وقع في نفسي انها النخلة ولكني كنت أصغر القوم لم أحب ان أتكلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك ليس منا من لم يوقر الكبير ويرحم الصغير * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هل تدرون ما الشجرة الطيبة قال ابن عمر رضى الله عنهما فاردت ان أقول هي النخلة فمنعني مكان عمر فقالوا الله ورسوله أعلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي النخلة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله كشجرة طيبة قال هي النخلة * وأخرج
[ 77 ]
الفريابى وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله كشجرة طيبة قال هي النخلة تؤتى أكلها كل حين قال بكرة وعشية * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله كشرجة طيبة قال هي النخة وقوله كشجرة خبيثة قال هي الحنظلة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والرامهرمزى عن عكرمة رضى الله عنه في قوله كشجرة طيبة قال هي النخلة لا يزال فيها شئ ينتفع به اما ثمرة واما حطب قال وكذلك الكلمة الطيبة تنفع صاحبها في الدنيا والآخرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله تؤتى أكلها كل حين قال كل ساعة بالليل والنهار والشتاء والصيف وذلك مثل المؤمن يطيع ربه بالليل والنهار والشتاء والصيف * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما تؤتى أكلها قال يكون أخضر ثم يكون أصفر * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله تؤتى أكلها كل حين قال جذاذ النخل * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما تؤتى أكلها كل حين قال تطعم في كل ستة أشهر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه انه سئل عن رجل حلف ان لا يصنع كذا وكذا إلى حين فقال ان من الحين حينا يدرك ومن الحين حينا لا يدرك فالحين الذى لا يدرك قوله ولتعلمن نبأ بعد حين والحين الذى يدرك تؤتى أكلها كل حين باذن ربها وذلك من حين تصرم النخلة إلى حين تطلع وذلك ستة أشهر * وأخرج أبو عبيد وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال جاء رجل إلى ابن عباس فقال انى حلفت ان لا أكلم أخى حينا فقال ابن عباس رضى الله عنهما أوقت شيا قال لا قال فان الله تعالى يقول تؤتى أكلها كل حين باذن ربها فالحين سنة * وأخرج البيهقى في سننه عن على رضى الله عنه قال الحين ستة أشهر * وأخرج البيهقى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الحين قد يكون غدوة وعشية * وأخرج ابن جرير من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما انه سئل عن رجل حلف لا يكلم أخاه حينا قال الحين ستة أشهر ثم ذكر النخلة ما بين حملها إلى صرامها ستة أشهر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق عكرمة قال قال ابن عباس رضى الله عنهما الحين حينان حين يعرف وحين لا يعرف فاما الحين الذى لا يعرف فقوله ولتعلمن نبأه بعد حين وأما الحين الذى يعرف فقوله تؤتى أكلها كل حين * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله كل حين قال كل سنة * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضى الله عنه قال أرسل إلى عمر ابن عبد العزيز فقال يا مولى ابن عباس انى حلفت ان لا أفعل كذا وكذا حينا فما الحين الذى يعرف به فقلت ان من الحين حينا لا يدرك ومن الحين حين يدرك فاما الحين الذى لا يدرك فقول الله هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيا مذكورا والله ما ندرى كم أتى له إلى أن خلق وأما الذى يدرك فقوله تؤتى أكلها كى حين فهو ما بين العام إلى العام المقبل فقال أصبت يا مولى ابن عباس ما أحسن ما قلت * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي عن سعيد بن المسيب قال الحين يكون شهرين والنخلة انما يكون حملها شهرين * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه تؤتى أكلها كل حين قال تؤكل ثمرتها في الشتاء والصيف * وأخرج البيهقى عن قتادة رضى الله عنه في قوله تؤتى أكلها كل حين قال في كل سبعة أشهر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله تؤتى أكلها كل حين قال هو شجر جوز الهند لا يتعطل من ثمرة يحمل في كل شهر * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله كشجرة طيبة قال هي شجرة في الجنة وفى قوله كشجرة خبيثة قال هذا مثل ضربه الله لم يخلق الله هذه الشجرة على وجه الارض * وأخرج ابن مردويه عن عدى بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله قلب العباد ظهرا وبطنا فكان خير العرب قريشا وهى الشجرة المباركة التى قال الله في كتابه مثل كلمة طيبة يعنى القرآن كشجرة طيبة يعنى بها قريشا أصلها ثابت يقول أصلها كبير وفرعها في السماء يقول الشرف الذى شرفهم الله بالاسلام الذى هداهم الله له وجعلهم من أهله * وأخرج ابن مردويه من طريق حيان بن شعبة عن أنس بن مالك رضى الله عنه في قوله كشجرة خبيثة قال الشريان قلت لانس وما الشريان قال الحنظل * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى صخر حميد بن زياد الخراط في الآية قال الشجرة الخبيثة التى تحمل في المنكر
[ 78 ]
* وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة قال قعد ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا هذه الآية اجتثت من فوق الارض مالها من قرار فقالوا يا رسول الله نراه الكماة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكماة من المن وماؤها شفاء للعين والعجوة من الجنة وهى شفاء من السم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله اجتثت من فوق الارض قال استؤصلت من فوق الارض * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه قال اعقلوا عن الله الامثال * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه ان رجلا لقى رجلا من أهل العلم فقال ما تقول في الكلمة الخبيثة فقال ما أعلم لها في الارض مستقرا ولا في السماء مصعدا الا أن تلزم عنق صاحبها حتى يوافي بها القيامة * وأخرج ابن جرير من طريق قتادة رضى الله عنه عن أبى العالية ان رجلا خالجت الريح رداءه فلعنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلعنها فانها مامورة وانه من لعن شيا ليس له باهل رجعت اللعنة على صاحبها * قوله تعالى (يثبت الله الذين آمنوا) الآية * أخرج الطيالسي والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن البراء بن عازب رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله سبحانه يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة * وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب رضى الله عنه في قول الله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة قال ذلك في القبر ان كان صالحا وفق وان كان لا خير فيه وجد اثلة * وأخرج الطيالسي وابن أبى شيبة في المصنف وأحمد بن حنبل وهناد بن السرى في الزهد وعبد بن حميد وأبو داود وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في كتاب عذاب القبر عن البراء بن عازب رضى الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الانصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله وكأن على رؤسنا الطير وفى يده عود ينكت به في الارض فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ثم قال ان العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كان وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجئ ملك الموت ثم يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس المطمئنة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء وان كنتم ترون غير ذلك فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى ياخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفى ذلك الحنوط ويخرج منها كاطيب نفحة مسك وجدت على وجه الارض فيصعدون بها فلا يمرون على ملا من الملائكة الا قالوا ما هذا الروح الطيب فيقولون فلان بن فلان باحسن أسمائه التى كانوا يسمونها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التى تليها حتى تنتهى به إلى السماء السابعة فيقول الله اكتبوا كتاب عبدى في عليين وأعيدوه إلى الارض فانى منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ربى الله فيقولان له ما دينك فيقول دينى الاسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذى بعث فيكم فيقول هو رسول الله فيقولان له وما علمك فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت فينادى مناد من السماء ان صدق عبدى فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول ابشر بالذى يسرك هذا يومك الذى كنت توحد فيقول له من أنت فوجهك الوجه يجئ بالخير فيقول له أنا عملك الصالح فيقول رب أقم الساعة رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلى ومالى قال وان العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين جتى يجعلوها في تلك السوح ويخرج منها كانتن
[ 79 ]
ريح جيفة وجدت على وجه الارض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملا من الملائكة الا قالوا ما هذا الروح الخبيث فيقولون فلان بن فلان باقبح أسمائه التى كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى بها إلى السماء الدنيا فيستفتح فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفتح لهم أبواب السماء فيقول الله عزوجل اكتبوا كتابه في سجين في الارض السفلى فتطرح روحه طرحا ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يشرك بالله فكانما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول هاه هاه لا ادرى فيقولان له ما دينك فيقول هاه هاه لا أدرى فيقولان له ما هذا الرجل الذى بعث فيكم فيقول هاه هاه لا أدرى فينادى مناد من السماء ان كذب عبدى فافرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول ابشر بالذى يسوءك هذا يومك الذى كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه يجئ بالشر فيقول أنا عملك الخبيث فيقول رب لا تقم الساعة * وأخرج ابن أبى شيبة عن البراء بن عازب رضى الله عنه يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا قال التثبيت في الحياة الدنيا إذا جاء الملكان إلى الرجل والقبر فقالا له من ربك قال ربى الله قال وما دينك قال دينى الاسلام قال ومن نبيك قال نبي محمد فذلك التثبيت في الحياة الدنيا * وأخرج الطبراني في الاوسط وابن مردويه عن ابن سعيد الخدرى رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الآية يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة قال في الآخرة القبر * وأخرج ابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة قال المخاطبة في القبر من ربك وما دينك ومن نبيك * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة قال هذا في القبر * وأخرج البيهقى في عذاب القبر عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بى يفتن أهل القبور وفيه نزلت يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت * وأخرج البزار عن عائشة قالت قلت يا رسول الله تبتلى هذه الامة في قبورها فكيف بى وانا امرأة ضعيفة قال يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وذكر قبض روح المؤمن فيأتيه آت فيقول من ربك فيقول الله فيقول وما دينك فيقول الاسلام فيقول ومن نبيك فيقول محمد ثم يسال الثانية فيقول مثل ذلك ثم يسال الثالثة ويؤخذ أخذا شديدا فيقول مثل ذلك فذلك قول الله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي في عذاب القبر عن ابن عباس قال ان المؤمن إذا حضره الموت شهدته الملائكة فسلموا عليه وبشروه بالجنة فإذا مات مشوا معه في جنازته ثم صلوا عليه مع الناس فإذا دفن أجلس في قبره فيقال له من ربك فيقول ربى الله فيقال له من رسولك فيقول محمد فيقال له ما شهادتك فيقول أشهد ان لا اله الا الله وأشهد ان محمدا رسول الله فذلك قوله يثبت الله الذين آمنوا الآية فيوسع له في قبره مد بصره وأما الكافر فتنزل الملائكة فيبسطوا أيديهم والبسط هو الضرب يضربون وجوههم وأدبارهم عند الموت فإذا دخل قبره اقعد فقيل له من ربك فلم يرجع إليهم شيأ وأنساه الله ذكر ذلك وإذا قيل له من الرسول الذى بعث اليكم لم يهتد له ولم يرجع إليهم شيا فذلك قوله ويضل الله الظالمين * وأخرج ابن جرير والطبراني والبيهقي في عذاب القبر عن ابن مسعود قال ان المؤمن إذا مات أجلس في قبره فيقال له من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول ربى الله وديني الاسلام ونبى محمد فيوسع له قبره ويفرج له فيه ثم قرأ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت الآية وان الكافر إذا دخل قبره أجلس فقيل له من ربك وما دينك ومن نبيكم فيقول لا أدرى فيضيق عليه قبره ويعذب فيه ثم قرأ ابن مسعود ومن أعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا * وأخرج ابن أبى حاتم وابن منده والطبراني في الاوسط عن أبى قتادة الانصاري قال ان المؤمن إذا مات أجلس في قبره فيقال له من ربك فيقول الله فيقال له من نبيك فيقول محمد بن عبد الله فيقال له ذلك ثلاث مرات ثم يفتح له باب إلى النار فيقال له انظر إلى منزلك لو زغت ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقال له انظر إلى منزلك في الجنة ان ثبت وإذا مات الكافر أجلس في قبر
[ 80 ]
فيقال من ربك من نبيك فيقول لا أدرى كنت أسمع الناس يقولون فيقال له لا دريت ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقال انظر إلى منزلك لو ثبت ثم يفتح له باب إلى النار فيقال له انظر إلى منزلك إذ زغت فذلك قوله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا قال لا اله الا الله وفى الآخرة قال المسألة في القبر * وأخرج أحمد وابن أبى الدنيا في ذكر الموت وابن أبى عاصم في السنة والبزار وابن جرير وابن مردويه والبيهقي في عذاب القبر بسند صحيح عن أبى سعيد الخدرى قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة فقال يا أيها الناس ان هذه الامة تبتلى في قبورها فإذا الانسان دفن فتفرق عنه أصحابه جاء ملك في يده مطراق فاقعده قال ما تقول في هذا الرجل فان كان مؤمنا قال أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقول له صدقت ثم يفتح له باب إلى النار فيقول له هذا كان منزلك لو كفرت بربك فاما إذا آمنت فهذا منزلك فيفتح له باب إلى الجنة فيريد ان ينهض إليه فيقول له اسكن ويفسح له في قبره وان كان كافرا أو منافقا قيل له ما تقول في هذا الرجل فيقول لا أدرى سمعت الناس يقولون شيا فيقول لا دريت ولا تليت ولا اهتديت ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقول هذا منزلك لو آمنت بربك فاما إذا كفرت به فان الله أبدلك منه هذا ويفتح له باب إلى النار ثم يقمعه مقمعة بالمطراق يسمعها خلق الله كلهم غير الثقلين فقال بعض القوم يا رسول الله ما أحد يقوم عليه ملك في يد مطراق الا هبل عند ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يثبت الله الذى آمنوا بالقول الثابت * وأخرج الطبراني في الاوسط وابن مردويه عن ابى هريرة قال شهدنا جنازة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغ من دفنها وانصرف الناس قال انه الآن يسمع خفق نعالكم أتاه منكر ونكير عيناهما مثل قدور النحاس وأنيابهما مثل صباصى البقر وأصواتهما مثل الرعد فيجلسانه فيسألانه ما كان يعبد ومن نبيه فان كان ممن يعبد الله قال كنت أ عبد الله ونبى محمد صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات والهدى فآمنا به واتبعناه فذلك قوله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة فيقال له على اليقين حييت وعليه مت وعليه تبعث ثم يفتح له باب إلى الجنة ويوسع له في حفرته وان كان من أهل الشك قال لا أدرى سمعت الناس يقولون شيا فقلته فيقال له على الشك حييت وعليه مت وعليه تبعث ثم يفتح له باب إلى النار ويسلط عليه عقارب وتنانين لو نفخ أحدهم في الدنيا ما أنبتت شيا تنهشه وتؤمر الارض فتنضم عليه حتى تختلف أضلاعه * وأخرج ابن أبى شيبة وهناد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن حبان والطبراني في الاوسط والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى نفسي بيده ان الميت إذا وضع في قبره انه ليسمع خفق نعالهم حين يولون عنه فإذا كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه والزكاة عن يمينه والصوم عن شماله وفعل الخيرات والمعروف والاحسان إلى الناس من قبل رجليه فيؤتى من قبل رأسه فيقول الصلاة ليس قبلى مدخل فيؤتى عن يمينه فتقول الزكاة ليس قبلى مدخل ويؤتى من قبل شماله فيقول الصوم ليس قبلى مدخل ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات والمعروف والاحسان إلى الناس ليس قبلى مدخل فيقال له اجلس فيجلس وقد مثلت له الشمس قد قربت للغروب فيقال أخبرنا عما نسالك فيقول دعني حتى أصلى فيقال انك ستفعل فاخبرنا عما نسالك فيقول عم تسألوني فيقال له ما تقول في هذا الرجل الذى كان فيكم يعنى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول أشهد انه رسول الله جاءنا بالبينات من عند ربنا فصدقنا واتبعنا فيقال له صدقت على هذا حييت وعلى هذا مت وعليه تبعث ان شاء الله ويفسح له في قبره مد بصره فذلك قول الله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة ويقال افتحوا له بابا إلى النارة يقال هذا كان منزلك لو عصيت الله فيزداد غبطة وسرورا فيعاد الجسد إلى ما بدا منه من التراب ويجعل روحه في النسيم الطيب وهى طير خضر تعلق في شجر الجنة وأما الكافر فيؤتى في قبره من قبل رأسه فلا يوجد شئ فيؤتى من قبل رجليه فلا يوجد شئ فيجلس خائفا مرعوبا فيقال له ما تقول في هذا الرجل الذى كان فيكم وما تشهد به فلا يهدى لاسمه فيقال محمد صلى الله عليه وسلم فيقول سمعت الناس يقولون شيا فقلت كما قالوا فيقال له صدقت على هذا حييت وعليه مت وعليه تبعث ان شاء الله ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فذلك قوله تعالى ومن أعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا فيقال افتحوا له بابا إلى الجنة فيفتح له باب إلى الجنة فيقال هذا كان منزلك وما أعد الله
[ 81 ]
لك لو كنت أطعته فيزداد حسرة وثبورا ثم يقال افتحوا له باب إلى النار فيفتح له باب إليها فيقال له هذا منزلك وما أعد الله لك فيزداد حسرة وثبورا * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة قال ذاك إذا قيل في القبر من ربك وما دينك فيقول ربى الله وديني الاسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات والهدى من عند الله فآمنت به وصدقت فيقال له صدقت على هذا عشت وعليه مت وعليه تبعث * وأخرج ابن جرير عن طاوس في قوله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت الآية قال هي فتنة القبر * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن المسيب بن رافع رضى الله عنه في قوله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت الآية قال نزلت في صاحب القبر * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضى الله عنه في الآية قال نزلت في الميت الذى يسأل في قبره عن النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن مجاهد يثبت الله الذين آمنوا الآية قال هذا في القبر ومخاطبته * وأخرج ابن جرير وعبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن طاوس رضى الله عنه يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا قال لا اله الا الله وفي الآخرة قال المسألة في القبر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة قال أما الحياة الدنيا فيثبتهم بالخير والعمل الصالح وأما قوله وفى الآخرة ففى القبر * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى يثبت الله الذين آمنوا قال هو المؤمن في قبره عند محنته ياتيه ممتحناه فيقولان من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول الله ربى وديني الاسلام فيقولان ثبتك الله لما يحب ويرضى ويفسحان له في قبره مد البصر ويفتحان له بابا إلى الجنة ويقولان نم قرير العين نومة الشاب النائم الآمن في خير مقبل وفيه نزلت أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا وأما الكافر فانهما يقولان من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول لا أدرى فيقولان لا دريت ولا اهتديت فيضربانه بسوط من النار يذعر لها كل دابة ما خلا الجن والانس ثم يفتحان له بابا إلى النار ويضيق عليه قبره حتى يخرج دماغه من بين أظفاره ولحمه * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضع الميت في قبره جاءه ملكان فسألاه فقالا كيف تقول في هذا الرجل الذى كان بين أظهركم الذى يقال له محمد فلقنه الله الثبات وثبات القبر خمس ان يقول العبد ربى الله وديني الاسلام ونبي محمد أشهد ان لا اله الا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم قال له اسكت فانك عشت مؤمنا ومت مؤمنا وتبعث مؤمنا ثم ارياه منزله من الجنة يتلالا بنور عرش الرحمن * وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن مردويه من طريق قتادة رضى الله عنه عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه انه ليسمع قرع نعالهم ياتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل زاد ابن مردويه الذى كان بين أظهركم الذى يقال له محمد صلى الله عليه وسلم قال فاما المؤمن فيقول اشهد انه عبد الله ورسوله فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم فيراهما جميعا قال قتادة رضى الله عنه وذكر لنا انه يفسح له في قبره سبعون ذراعا ويملا عليه خضرا وأما المنافق والكافر فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول لا أدرى كنت أقول كما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت ويضرب بمطراق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه الا الثقلين * وأخرج أحمد وأبو داود وابن مردويه والبيهقي في عذاب القبر عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذه الامة تبتلى في قبورها وان المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك فسأله ما كنت تعبد فان الله هداه قال كنت إبو عبد الله فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول هو عبد الله ورسوله فما يسأل عن شئ بعدها فينطلق إلى بيت كان له في النار فيقال له هذا بييتك كان لك في النار ولكن الله عصمك ورحمك فابدلك بيتا في الجنة فيقول دعوني حتى أذهب فابشر أهلى فيقال له اسكن وان الكافر إذا وضع في قبره أتاه ملك فينتهره فيقول له ما كنت تعبد فيقول لا أدرى فيقول له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول كنت أقول ما يقول الناس فيضربونه بمطراق من حديد بين اذنيه فيصيح صيحة يسمعها الخلق الا الثقلين * وأخرج أحمد وابن أبى الدنيا والطبراني في الاوسط والبيهقي من طريق ابن
[ 82 ]
الزبير رضى الله عنه أنه سال جابر بن عبد الله رضى الله عنه عن فتانى القبر فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان هذه الامة تبتلى في قبورها فإذا ادخل المؤمن قبره وتولى عنه أصحابه جاءه ملك شديد الانتهار فيقول له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول المؤمن أقول انه رسول الله وعبده فيقول له الملك انظر إلى مقعدك الذى كان من النار قد أنجاك الله منه وأبدلك بمقعدك الذى ترى من النار مقعدك الذى ترى من الجنة فيراهما كليهما فيقول المؤمن دعوني ابشر أهلى فيقال له اسكن وأما المنافق فيقعد إذا تولى عنه أهله فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول لا أدرى أقول ما يقول الناس فيقال له لا دريت هذا مقعدك الذى كان لك من الجنة قد أبدلك الله مكانه مقعدك من النار قال جابر رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يبعث كل عبد في القبر على ما مات المؤمن على ايمانه والمنافق على نفاقه * وأخرج ابن أبى عاصم في السنة وابن مردويه والبيهقي من طريق أبى سفيان عن جابر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضع المؤمن في قبره أتاه ملكان فانتهراه فقام يهب كما يهب النائم فيقال له من ربك فيقول الله ربى والاسلام دينى ومحمد صلى الله عليه وسلم نبي فينادى مناد أن صدق عبدى فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة فيقول دعوني أخبر اهلي فيقال له اسكن * وأخرج البيهقى في كتاب عذاب القبر عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنت يا عمر إذا انتهى بك إلى الارض فحفر لك ثلاثة أذرع وشبر في ذراع وشبر ثم أتاك منكر ونكير أسودان يجران شعرهما كأن أصواتهما الرعد القاصف وكأن أعينهما البرق الخاطف يحفران الارض بانيابهما فاجلساك فزعا فتلتلاك وتوهلاك فقال يا رسول الله وأنا يومئذ على ما أنا عليه قال نعم قال أكفيكهما باذن الله يا رسول الله * وأخرج البيهقى عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الميت ليسمع خفق نعالهم حين يولون ثم يجلس فيقال له من ربك فيقول الله ربى ثم يقال له ما دينك فيقول الاسلام ثم يقال له من نبيك فيقول محمد فيقال وما علمك فيقول عرفته وآمنت به وصدقت بما جاء به من الكتاب ثم يفسح له في قبره مد البصر ويجعل روحه مع أرواح المؤمنين * وأخرج الطبراني في الاوسط عن ابن عباس رضى الله عنهما قال اسم الملكين اللذين ياتيان في القبر منكر ونكير * وأخرج أحمد وابن أبى الدنيا والطبراني والآجري في الشريعة وابن عدى عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتانى القبر فقال عمر رضى الله عنه أترد الينا عقولنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم كهيئتكم اليوم فقال عمر بفيه الحجر * وأخرج ابن أبى داود في البعث والحاكم في التاريخ والبيهقي في عذاب القبر عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنت إذا كنت في أربعة أذرع في ذراعين ورأيت منكرا ونكيرا قلت يا رسول الله وما منكر ونكير قال فتانا القبر يبحثان الارض بانيابهما ويطآن في أشعارهما أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف معهما مرزبة لو اجتمع عليها أهل امتى لم يطيقوا رفعها هي أيسر عليهما من عصاي هذه فامتحناك فان تعاييت أو تلويت ضرباك بها ضربة تصير بها رمادا قلت يا رسول الله وأنا على حالى هذه قال نعم قلت إذا أكفيكهما * وأخرج الترمذي وحسنه وابن أبى الدنيا وابن أبى عاصم والآجري والبيهقي عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لاحدهما منكر والآخر نكير فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول ما كان يقول هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقولان قد كنا نعلم انك تقول هذا ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ثم ينور له فيه فيقال له نم فيقول ارجع إلى أهلى فاخبرهم فيقولون نم كنومة العروس الذى لا يوقظه الا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك فان كان منافقا قال سمعت الناس يقولون فقلت مثله لا أدرى فيقولون قد كنا نعلم انك كنت تقول ذلك فيقال للارض التئمى عليه فتختلف أضلاعه فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك * وأخرج ابن أبى الدنيا عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر رضى الله عنه كيف أنت أذا رأيت منكرا ونكيرا قال وما منكر ونكير قال فتانا القبر أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف يطآن في أشعارهما
[ 83 ]
ويحفران بانيابهما معهما عصا من حديد لو اجتمع عليها أهل منى لم يقلوها * وأخرج البخاري عن أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنها انها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انه قد أوحى إلى انكم تفتنون في القبور فيقال ما علمكم بهذا الرجل فاما المؤمن أو الموقن فيقول هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فاجبنا واتبعنا فيقال له قد علمنا ان كنت لمؤمنا ثم صالحا وأما المنافق أو المرتاب فيقول لا أدرى سمعت الناس يقولون شيأ فقلت * واخرج أحمد عن أسماء رضى الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا ادخل الانسان قبره فان كان مؤمنا أحف به عمله الصلاة والصيام فيأتيه الملك من نحو الصلاة فترده ومن نحو الصيام فيرده فيناديه اجلس فيجلس فيقول له ما تقول في هذه الرجل يعنى النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال محمد قال اشهد انه رسول الله فيقول وما يدريك أدركته قال أشهد انه رسول الله فيقول على ذلك عشت وعليه مت وعليه تبعث وان كان فاجرا أو كافرا جاءه الملك وليس بينه وبينه شئ يرده فاجلسه وقال ما تقول في هذا الرجل قال أي رجل قال محمد فيقول والله ما أدرى سمعت الناس يقولون شيا فقلته فيقول له الملك على ذلك عشت وعليه مت وعليه تبعت ويسلط عليه دابة في قبره معها سوط ثمرته جمرة مثل عرف البعير يضربه ما شاء الله لا تسمع صوته فترحمه * وأخرج أحمد والبيهقي عن عائشة رضى الله عنها قالت جاءت يهودية فاستطعمت على بابى فقالت أطعموني أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر فلم أزل أحبسها حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ما تقول هذه اليهودية قال وما تقول قلت تقول اعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع يديه مدا يستعيذ بالله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر ثم قال أما فتنة الدجال فانه لم يكن نبى الا قد حذر امته وساحذركموه بحديث لم يحدثه نبى أمته انه اعور والله ليس باعور مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن وأما فتنة القبر فبى تفتنون وعنى تسألون فإذا كان الرجل الصالح أجلس في قبره غير فزع ولا مشعوف ثم يقال له فيم كنت فيقول في الاسلام فيقال هذا الرجل الذى كان فيكم فيقول محمد رسول الله جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له انظر إلى ما وقاك الله ثم يفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال هذا مقعدك منها ويقال على اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث ان شاء الله وإذا كان الرجل السوء جلس في قبره فزعا مشعوفا فيقال له فيم كنت فيقول لا أدرى فيقال ما هذا الرجل الذى كان فيكم فيقول سمعت الناس يقولون قولا فقلت كما قالوا فيفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال انظر إلى ما صرف الله عنك ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا ويقال هذا مقعدك منها على الشك كنت وعليه مت وعليه تبعث ان شاء الله * وأخرج أحمد في الزهد وابو نعيم في الحلية عن طاوس رضى الله عنه قال ان الموتى يفتنون في قبورهم سبعا فكانوا يستحبون ان يطعم عنهم تلك الايام * وأخرج ابن جرير في مصنفه عن الحارث بن ابى الحرث عن عبيد بن عمير قال يفتن رجلان مؤمن ومنافق فاما المؤمن فيفتن سبعا واما المنافق فيفتن اربعين صباحا * وأخرج ابن شاهين في السنة عن راشد بن سعد رضى الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول تعلموا حجتكم فانكم مسؤلون حتى انه كان اهل البيت من الانصار يحضر الرجل منهم الموت فيوصونه والغلام إذا عقل فيقولون له إذا سالوك من ربك فقل الله ربى وما دينك فقل الاسلام دينى ومن نبيك فقل محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج أبو نعيم عن انس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على قبر رجل من اصحابه حين فرغ منه فقال له انا لله وانا إليه راجعون اللهم نزل بك وانت خير منزول به جاف الارض عن جنبيه وافتح ابواب السماء لروحه واقبله منك بقبول حسن وثبت عند المسائل منطقه * وأخرج أبو داود والحاكم والبيهقي عن عثمان بن عفان رضى الله عنه قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة عند قبر وصاحبه يدفن فقال استغفروا لاخيكم واسالوا له التثبيت فانه الآن يسئل * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على القبر بعد ما يستوى عليه فيقول اللهم نزل بك صاحبنا وخلف الدنيا خلف ظهره اللهم ثبت عند المسألة منطقه ولا تبتله في قبره بما لا طاقة له به * وأخرج الطبراني وابن منده عن أبى امامة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مات أحد من اخوانكم
[ 84 ]
فسويتم التراب عليه فليقم احدكم على راس قبره ثم ليقل يا فلان بن فلانة فانه يسمعه ولا يجيب ثم يقول يا فلان بن فلانة فانه يستوى قاعدا ثم يقول يا فلان بن فلانة فانه يقول ارشدنا رحمك الله ولكن لا يشعرون فليقل اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة ان لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وبالقرآن اماما فان منكرا ونكيرا ياخذ كل واحد منهما بيد صاحبه ويقول انطلق بنا ما يقعدنا عند من لقن حجته فيكون حجيجه دونهما قال رجل يا رسول الله فان لم يعرف أمه قال ينسبه إلى حواء يا فلان ابن حواء * وأخرج ابن منده عن أبى امامة رضى الله عنه قال إذا مت فدفنتموني فليقم انسان عند رأسي فليقل يا صدى بن عجلان اذكر ما كنت عليه في الدنيا شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله * وأخرج سعيد بن منصور عن راشد بن سعد وضمرة بن حبيب وحكيم بن عميرة قالوا إذ استوى على الميت قبره وانصرف الناس عنه كان يستحب أن يقال للميت عند قبره يا فلان قل لا اله الا الله ثلاث مرات يا فلان قل ربى الله وديني الاسلام ونبيى محمد صلى الله عليه وسلم ثم ينصرف * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن عمرو بن مرة رضى الله عنه قال كانوا يستحبون إذا وضع الميت في اللحد ان يقول اللهم أعذه من الشيطان الرجيم * وأخرج الحكيم الترمذي عن سفيان الثوري رضى الله عنه قال إذا سئل الميت من ربك ترايا له الشيطان في صورة فيشير إلى نفسه انى أنا ربك * وأخرج النسائي عن راشد بن سعد رضى الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم الا الشهيد فقال كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من الاشعريين سبع حجج فقال ان لهذا علينا حقا ادعوه فليرفع الينا حاجته فدعوه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ارفع الينا حاجتك فقال يا رسول الله دعني حتى أصبح فاستخير الله فلما أصبح دعاه فقال يا رسول الله أسألك الشفاعة يوم القيامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة قال فاعنى على نفسك بكثرة السجود * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن ميمون بن أبى شبيب رضى الله عنه قال أردت الجمعة في زمان الحجاج فتهيات للذهاب وقلت اين أذهب أصلى خلف هذا فقلت مرة اذهب ومرة لا أذهب فناداني مناد من جهة البيت يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله قال وجلست مرة أكتب كتابا فعرض لى شئ ان أنا كتبته زين كتابي وكنت قد كذبت وان أنا تركته كان في كتابي بعض القبح وكنت قد صدقت فقلت مرة أكتبه وقلت مرة لا أكتبه فاجمع رأيى على تركه فتركته فناداني مناد من جانب البيت يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة الآية * قوله تعالى (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا) الآيات * أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور والبخاري والنسائي وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا قال هم كفار أهل مكة * وأخرج البخاري في تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه في قوله ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا قال هما الافجران من قريش بنو المغيرة وبنو امية فاما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر وأما بنو امية فمتعوا إلى حين * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قال لعمر رضى الله عنه يا أمير المؤمنين هذه الآية الذين بدلوا نعمة الله كفرا قال هم الافجران من قريش اخوالي واعمامك فاما اخوالي فاستاصلهم الله يوم بدر وأما اعمامك فاملى الله لهم إلى حين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني في الاوسط وابن مردويه والحاكم وصححه من طرق عن على بن أبى طالب رضى الله عنه في قوله ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا قال هما الافجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة فاما بنو المغيرة فقطع الله دابرهم يوم بدر وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين * وأخرج عبد الرزاق والفريابي والنسائي وابن جرير وابن أبى حاتم وابن الانباري في المصاحف وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن ابى الطفيل رضى الله عنه ان ابن الكواء رضى الله عنه سال عليا رضى الله عنه من الذين بدلوا نعمة الله كفرا قال هم الفجار من قريش كفيتهم يوم بدر قال فمن الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا قال منهم أهل حروراء * وأخرج ابن مردويه عن على رضى الله عنه انه سئل عن الذين بدلوا
[ 85 ]
نعمة الله كفرا قال بنو أمية وبنو مخزوم رهط أبى جهل * وأخرج ابن مردويه عن ارطاة رضى الله عنه سمعت عليا رضى الله عنه على المنبر يقول الذين بدلوا نعمة الله كفرا الناس منها برآء غير قريش * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن ابى حسين رضى الله عنه قال قام على بن أبى طالب رضى الله عنه فقال ألا أحد يسالنى عن القرآن فوالله لو أعلم اليوم أحدا أعلم به منى وان كان من وراء البحور لاتيته فقام عبد الله بن الكواء رضى الله عنه فقال من الذين بدلوا نعمة الله كفرا قال هم مشركو قريش أتتهم نعمة الله الايمان فبدلوا قومهم دار البوار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم في الكنى عن على بن أبى طالب رضى الله عنه في قوله ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا قال هم كفار قريش الذين نحروا يوم بدر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا قال هم المشركون من أهل بدر * وأخرج مالك في تفسيره عن نافع عن ابن عمر رضى الله عنه في قوله ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا قال هم كفار قريش الذين قتلوا يوم بدر * وأخرج ابن جرير عن عطاء ابن يسار قال نزلت هذه الآية في الذين قتلوا من قريش يوم بدر ألم تر الذين بدلوا نعمة الله كفرا قال هم قريش ومحمد النعمة * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا الآية قال كنا نحدث أنهم أهل مكة أبو جهل وأصحابه الذين قتلهم الله يوم بدر * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا قال هو جبلة بن الاهيم والذين اتبعوه من العرب فلحقوا بالروم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وأحلوا قومهم دار البوار قال أحلوا من أطاعهم من قومهم * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله دار البوار قال النار قال وقد بين الله ذلك وأخبرك به فقال جهنم يصلونها فبئس القرار * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله جهنم يصلونها قال هي دارهم الآخرة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله وجعلوا لله أندادا قال أشركوا بالله * وأخرج ابن ابى حاتم عن أبى رزين في قوله قل تمتعوا فان مصيركم إلى النار قال تمتعوا إلى أجلكم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله من قبل ان ياتي يوم لا بيع فيه ولا خلال قال ان الله تعالى قد علم ان في الدنيا بيوعا وخلالا يتخالون بها في الدنيا فلينظر رجل من يخالل وعلام يصاحب فان كان لله فليداوم وان كان لغير الله فليعلم ان كل خلة ستصير على أهلها عداوة يوم القيامة الا خلة المتقين * قوله تعالى (وسخر لكم الانهار) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وسخر لكم الانهار قال بكل بلدة * قوله تعالى (وسخر لكم الشمس والقمر دائبين) أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وسخر لكم الشمس والقمر دائبين قال دؤبهما في طاعة الله * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ في كتاب العظمة عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الشمس بمنزلة الساقية تجرى بالنهار في السماء في فلكها فإذا غربت جرت الليل في فلكها تحت الارض حتى تطلع من مشرقها وكذلك القمر * قوله تعالى (وآتاكم من كل ما سالتموه) * أخرج ابن ابى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله وآتاكم من كل ما سالتموه قال من كل شئ رغبتم إليه فيه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه مثله * وأخرج ابن جرير عن الحسن وآتاكم من كل ما سالتموه قال من كل الذى سالتموني تفسيره أعطاكم أشياء ما سالتموها ولم تلتمسوها * قوله تعالى (وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها) * أخرج ابن ابى شيبة وابن جرير والبيهقي في الشعب عن طلق بن حبيب رضى الله عنه قال ان حق الله أثقل من أن يقوم به العباد وان نعم الله أكثر من أن تحسبها العباد ولكن أصبحوا توابين وامسوا توابين * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن بكر بن عبد الله رضى الله عنه قال ما قال عبد قط الحمد لله الا وجبت عليه نعمة يقول الحمد لله فقيل فما جزاء تلك النعمة قال جزاؤها أن يقول الحمد لله فجاءت نعمة اخرى فلا تنفد نعم الله * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي في الشعب عن سليمان التيمى رضى الله عنه قال ان الله أنعم على العباد على قدره وكلفهم الشكر على قدرهم * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن بكر بن عبد الله المزني رضى الله عنه قال يا ابن آدم إذا أردت أن تعرف قدر ما أنعم الله عليك فغمض عينيك * وأخرج البيهقى عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال قال من لم
[ 86 ]
يعرف نعمة الله عليه الا في مطعمه ومشربه فقد قل علمه وحضر عذابه * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن سفيان بن عيينة رضى الله عنه قال ما أنعم الله على العباد نعمة أفضل من أن عرفهم لا اله الا الله وان لا اله الا الله لهم في الآخرة كالماء في الدنيا * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن ابن مسعود رضى الله عنه قال ان لله على أهل النار منة فلو شاء أن يعذبهم باشد من النار لعذبهم * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن محمد بن صالح قال كان بعض العلماء إذا تلا وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها قال سبحان من لم يجعل من معرفة نعمه الا المعرفة بالتقصير عن معرفتها كما لم يجعل في أحد من ادراكه أكثر من العلم انه لا يدركه فجعل معرفة نعمه بالتقصير عن معرفتها شكرا كما شكر علم العالمين انهم لا يدركونه فجعله ايمانا علما منه أن العباد لا يجاوزون ذلك * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن أبى أيوب القرشى مولى بنى هاشم قال قال داود عليه السلام رب أخبرني ما أدنى نعمتك على فأوحى الله يا داود تنفس فتنفس فقال هذا أدنى نعمتي عليك * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن وهب بن منبه رضى الله عنه قال عبد الله عابد خمسين عاما فأوحى الله إليه انى قد غفرت لك قال يا رب وما تغفر لى ولم أذنب فاذن الله تعالى لعرق في عنقه فضرب عليه فلم ينم ولم يصل ثم سكن فنام تلك الليلة فشكا إليه فقال ما لقيت من ضربان العرق قال الملك ان ربك يقول ان عبادتك خمسين سنة تعدل سكون ذلك العرق * قوله تعالى (ان الانسان لظلوم كفار) * أخرج ابن أبى حاتم عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال اللهم اغفر لى ظلمي وكفرى قال قائل يا أمير المؤمنين هذا الظلم فما بال الكفر قال ان الانسان لظلوم كفار * قوله تعالى (واذ قال ابراهيم رب اجعل) الآيتين * أخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبنى ان نعبد الاصنام قال فاستجاب الله تعالى لابراهيم عليه السلام دعوته في ولده فلم يعبد أحد من ولده صنما بعد دعوته وجعل هذا البلد آمنا ورزق أهله من الثمرات وجعله اماما وجعل من ذريته من يقيم الصلاة وتقبل دعاءه وأراه مناسكه وتاب عليه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله رب انهن أضللن كثيرا من الناس قال الاصنام فمن تبعني فانه منى ومن عصاني فانك غفور رحيم قال اسمعوا إلى قول خليل الله ابراهيم عليه السلام لا والله ما كانوا لعانين ولا طعانين قال وكان يقال ان من أشرار عباد الله كل لعان قال وقال نبى الله ابن مريم عليه السلام ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن أبى موسى الاشعري رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى دعوت للعرب فقلت اللهم من لقيك منهم مؤمنا موقنا بك مصدقا بلقائك فاغفر له أيام حياته وهى دعوة أبينا ابراهيم ولواء الحمد بيدى يوم القيامة ومن أقرب الناس إلى لوائى يومئذ العرب * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن عقيل بن أبى طالب ان النبي صلى الله عليه وسلم لما أتاه الستة النفر من الانصار جلس إليهم عند جمرة العقبة فدعاهم إلى الله والى عبادته والموازرة على دينه فسألوه ان يعرض عليهم ما أوحى إليه فقرأ من سورة ابراهيم واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبنى ان نعبد الاصنام إلى آخر السورة فرق القوم واخبتوا حين سمعوا منه ما سمعوا وأجابوه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابراهيم التيمى قال من يامن البلاء بعد قول ابراهيم واجنبني وبنى ان نعبد الاصنام * وأخرج عن سفيان بن عيينة قال لم يبعد أحد من ولد اسمعيل الاصنام لقوله واجنبني وبنى ان نعبد الاصنام قيل فكيف لم يدخل ولد اسحق وسائر ولد ابراهيم قال لانه دعا لاهل هذا البلد ان لا يعبدوا إذا سكنهم فقال اجعل هذا البلد آمنا ولم يدع لجميع البلدان بذلك وقال واجنبني وبنى ان نعبد الاصنام فيه وقد خص أهله وقال ربنا انى أسكنت من ذريتي بواد غير ذى زرع عند بيتك الحرام ربنا ليقيموا الصلاة * قوله تعالى (ربنا انى أسكنت من ذريتي) الآية * أخرج الواقدي وابن عساكر من طريق عامر بن سعد عن أبيه قال كانت سارة عليها السلام تحت ابراهيم عليه السلام فمكثت معه دهرا لا ترزق منه ولدا فلما رأيت ذلك وهبت له هاجر أمة لها قبطية فولدت له اسماعيل عليه السلام فغارت من ذلك سارة رضى الله عنها فوجدت في نفسها وعتيت على هاجر فحلفت ان تقطع منها ثلاثة أشراف فقال لها ابراهيم عليه السلام هل لك ان تبرى يمينك فقالت كيف أصنع قال اثقبي أذنيها واخفضيها والخفض هو الختان ففعلت ذلك بها فوضعت هاجر رضى الله عنها في أذنيها
[ 87 ]
قرظين فازدادت بهما حسنا فقالت سارة رضى الله عنها أرانى انما زدتها جمالا فلم تقاره على كونه معها ووجد بها ابراهيم عليه السلام وجدا شديدا فنقلها إلى مكة فكان يزورها في كل يوم من الشام على البراق من شغفه بها وقلة صبره عنها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ربنا انى أسكنت من ذريتي بواد غير ذى زرع قال اسكن اسماعيل وأمه مكة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ان ابراهيم عليه السلام قال فاجعل افئدة من الناس تهوى إليهم لو قال فاجعل أفئدة الناس تهوى إليهم لغلبتكم عليه الترك والروم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله واجعل افئدة من الناس تهوى إليهم قال لو قال أفئدة الناس تهوى إليهم لازدحمت عليه فارس والروم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن أبى حاتم عن الحكم قال سالت عكرمة وطاوسا وعطاء بن أبى رباح من هذه الآية فقالوا البيت تهوى إليه قلوبهم ياتونه وفى لفظ قالوا هواهم إلى مكة أن يحجوا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم قال تنزع إليهم * واخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن محمد بن مسلم الطائفي ان ابراهيم عليه السلام لما دعا للحرم وارزق أهله من الثمرات نقل الله الطائف من فلسطين * وأخرج ابن أبى حاتم عن الزهري رضى الله عنه قال ان الله تعالى نقل قرية من قرى الشام فوضعها بالطائف لدعوة ابراهيم عليه السلام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة بواد غير ذى زرع قال مكة لم يكن بها زرع يومئذ * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ربنا انى أسكنت من ذريتي بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم وانه بيت طهره الله من السوء وجعله قبلة وجعله حرمه اختاره نبى الله ابراهيم عليه السلام لولده وقد ذكر لنا ان عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال في خطبته ان هذا البيت أول من وليه ناس من طسم فعصوا واستخفوا بحقه واستحلوا حرمته فاهلكهم الله ثم وليه ناس من جرهم فعصوا فيه واستخفوا بحقه واستحلوا حرمته فاهلكهم الله ثم وليتموه معاشر قريش فلا تعصوا ولا تستخفوا بحقه ولا تستحلوا حرمته وصلاة فيه أفضل من مائة صلاة بغيره والمعاصي فيه على قدر ذلك * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم قال ان ابراهيم سال الله أن يجعل اناسا من الناس يهوون سكنى مكة * واخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم يقول خذ بقلوب الناس إليهم فانه حيث يهوى القلب يذهب الجسد فلذلك ليس من مؤمن الا وقلبه معلق بحب الكعبة قال ابن عباس رضى الله عنهما لو أن ابراهيم عليه السلام حين دعا قال اجعل افئدة الناس تهوى إليهم لازدحمت عليه اليهود والنصارى ولكنه خص حين قال أفئدة من الناس فجعل ذلك افئدة المؤمنين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الشعب بسند حسن عن ابن عباس قال لو كان ابراهيم عليه السلام قال فاجعل أفئدة الناس تهوى إليهم لحجه اليهود والنصارى والناس كلهم ولكنه قال أفئدة من الناس فخص به المؤمنين * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاهل المدينة اللهم بارك لهم في صاعهم ومدهم واجعل افئدة الناس تهوى إليهم * قوله تعالى (ربنا انك تعلم ما نخفى وما نعلن) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ربنا انك تعلم ما نخفى من حب اسمعيل وأمه وما نعلن قال وما نظهر من الجفاء لهما * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن عباس في قوله الحمد لله الذى وهب لى على الكبر اسماعيل واسحق قال هذا بعد ذاك بحين * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال بشر ابراهيم بعد سبع عشرة ومائة سنة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي قال فلن يزال من ذرية ابراهيم عليه السلام ناس على الفطرة يعبدون الله تعالى حتى تقوم الساعة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الشعبى رضى الله عنه قال ما يسرنى بنصيبي من دعوة نوح وابراهيم للمؤمنين والمؤمنات حر النعم * قوله تعالى (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والخرائطي في مساوى الاخلاق عن ميمون بن مهران رضى الله عنه في قوله ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون قال هي تعزية للمظلوم ووعيد للظالم * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال كان في بنى اسرائيل رجل
[ 88 ]
عقيم لا يولد له ولد فكان يخرج فإذا رأى غلاما من غلمان بنى اسرائيل عليه حلى يخدعه حتى يدخله فيقتله ويلقيه في مطمورة له فبينما هو كذلك إذ لقى غلامين أخوين عليهما حلى لهما فادخلهما فقتلهما وطرحهما في مطمورة له وكانت له امرأة مسلمة تنهاه على ذلك فتقول له انى أحذرك النقمة من الله تعالى وكان يقول لو ان الله آخذنى على شئ آخذنى يوم فعلت كذا وكذا فتقول ان صاعك لم يمتلئ بعد ولو قد امتلا صاعك أخذت فلما قتل الغلامين الاخوين خرج أبوهما يطلبهما فلم يجد أحدا يخبره عنهما فاتى نبيا من أنبياء بنى اسرائيل فذكر ذلك له فقال له النبي عليه السلام هل كانت لهما لعبة يلعبان بها قال نعم كان لهما جرو فاتى بالجرو فوضع النبي عليه السلام خاتمه بين عينيه ثم خلى سبيله وقال له أول دار يدخلها من بنى اسرائيل فيها تبيان فاقبل الجرو يتخلل الدور به حتى دخل دارا فدخلوا خلفه فوجدوا الغلامين مقتولين مع غلام قد قتله وطرحهم في المطمورة فانطلقوا به إلى النبي عليه السلام فامر به ان يصلب فلما وضع على خشبته أتته امرأته فقالت يا فلان قد كنت أحذرك هذا اليوم وأخبرك ان الله تعالى غير تاركك وأنت تقول لو ان الله آخذنى على شئ آخذنى يوم فعلت كذا وكذا فاخبرتك أن صاعك بعد لم يمتلئ ألا وان صاعك هذا الا وان قد امتلا * قوله تعالى (انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار قال شخصت فيه والله أبصارهم فلا ترتد إليهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله مهطعين قال يعنى بالاهطاع النظر من غير ان تطرف مقنعي رؤسهم قال الاقناع رفع رؤسهم لا يرتد إليهم طرفهم قال شاخصة أبصارهم وأفئدتهم هواء ليس فيها شئ من الخير فهى كالخربة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه مهطعين قال مديمى النظر * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة مهطعين قال مسرعين * وأخرج ابن الانباري في الوقف عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله مهعطعين ما المهطع قال الناظر قال فيه الشاعر إذ دعانا فاهطعنا لدعوته * داع سميع فلفونا وساقونا قال فاخبرني عن قوله مقنعي رؤسهم ما المقنع قال الرافع رأسه قال فيه كعب بن زهير هجان وحمر مقنعات رؤسها * وأصفر مشمول من الزهر فاقع * وأخرج ابن الانباري عن تميم بن حذام رضى الله عنه في قوله مهطعين قال هو التجميح والعرب تقول للرجل إذا قبض ما بين عينيه لقد جح * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله مقنعي رؤسهم قال رافعي رؤسهم يجيؤن وهم ينظرون لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء تمور في أجوافهم إلى حلوقهم ليس لها مكان تستقر فيه * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله وأفئدتهم هواء قال ليس فيها شئ خرجت من صدورهم فشبت في حلوقهم * وأخرج ابن أبى شبية وابن جرير وابن المنذر وابن بى أحاتم عن مرة رضى الله عنه وأفئدتهم هواء قال متخرقة لا تعى شيأ * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى صالح رضى الله عنه قال يحشر الناس هكذا ووضع رأسه وأمسك بيمينه على شماله عند صدر * قوله تعالى (وأنذر الناس يوم ياتيهم العذاب) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وأنذر الناس يوم ياتيهم العذاب يقول أنذرهم في الدنيا من قبل ان ياتيهم العذاب * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله وأنذر الناس يوم ياتيهم العذاب قال يوم القيامة فيقول الذين ظلموا ربنا خرنا إلى أجل قريب قال مدة يعملون فيها من الدنيا أولم تكونوا أقسمتم من قبل لقوله وأقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت مالكم من زوال قال الانتقال من الدنيا إلى الآخرة * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظى رضى الله عنه قال بلغني ان أهل النار ينادون ربنا أخرنا إلى اجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل فرد عليهم أولم تكونوا قسمتم من قبل مالكم من زوال إلى قوله لتزول منه الجبال * واخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله مالكم من زوال عما أنتم فيه إلى ما تقولون * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله مالكم من زوال قال بعث بعد الموت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة
[ 89 ]
رضى الله عنه في قوله وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم قال سكن الناس في مساكن في قوم نوح وعاد وثمود وقرون بين ذلك كثيرة ممن هلك من الامم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الامثال قال قد والله بعث الله رسله وأنزل كتبه وضرب لكم الامثال فلا يصم فيها الا الاصم ولا يخيب فيها الا الخائب فاعقلوا عن الله أمره * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه في قوله وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم قال عملتم بمثل أعمالهم * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وضربنا لكم الامثال قال الاشباه * قوله تعالى (وان كان مكرهم لتزول منه الجبال) اخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وان كان مكرهم يقول ما كان مكرهم لتزول منه الجبال * وأخرج ابن جرير وابن الانباري في المصاحف عن الحسن رضى الله عنه قال أربعة احرف في القرآن وان كان مكرهم لتزول منه الجبال ما كان مكرهم وقوله لاتخذناه من لدنا ان كنا فاعلين ما كنا فاعلين وقوله ان كان للرحمن ولد ما كان للرحمن ولد وقوله ولقد مكاهم في ما ان مكناهم فيه ما مكناكم فيه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وان كان مكرهم يقول شركهم كقوله تكاد السموات ينفطرن منه * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله وان كان مكرهم لتزول منه الجبال قال هو كقوله وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيا ادا تكاد السموات ينفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه ان الحسن كان يقول كان أهون على الله وأصغر من أن تزول منه الجبال يصفهم بذلك قال قتادة رضى الله عنه وفى مصحف عبد الله بن مسعود وان كان مكرهم لتزول منه الجبال وكان قتادة رضى الله عنه يقول عند ذلك تكاد السموات ينفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا أي لكلامهم ذلك * وأخرج أبو حميد وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر كان يقرأ وان كان مكرهم بالنون لتزول رفع اللام الثانية وفتح الاولى * وأخرج ابن الانباري عن الحسن انه كان يقرأ وان كان مكرهم لتزول بكسر اللام الاولى وفتح الثانية ويقول فان مكرهم أهون وأضعف من ذلك * وأخرج ابن الانباري في المصاحف عن عمر بن الخطاب انه قرأ وان كاد مكرهم لتزول منه الجبال يعنى بالدال * وأخرج ابن المنذر وابن الانباري عن على بن أبى طالب انه كان يقرأ وان كان مكرهم * وأخرج ابن الانباري عن أبى بن كعب أنه قرأ وان كان مكرهم * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن عباس أنه قرأ وان كاد مكرهم * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن عباس انه قرأ وان كان مكرهم قال وتفسيره عنده تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هذا أن دعوا للرحمن ولدا * وأخرج ابن جرير عن مجاهد انه كان يقرأ لتزول بفتح اللام الاولى ورفع الثانية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري عن على بن أبى طالب رضى الله عنه انه قرأ هذه الآية وان كان مكرهم لتزول منه الجبال ثم فسرها فقال ان جبارا من الجبابرة قال لا انتهى حتى انظر إلى ما في السماء فامر بفراخ النسور تعلف اللحم حتى شبت وغلظت وأمر بتابوت فنجر يسبع رجلين ثم جعل في وسطه خشبة ثم ربط أرجهلن باوتاد ثم جوعهن ثم جعل على رأس الخشبة لحما ثم دخل هو وصاحبه في التابوت ثم ربطهن إلى قوائم التابوت ثم خلى عنهن يردن اللحم فذهبن به ما شاء الله تعالى ثم قال لصاحبه افتح فانظر ماذا ترى ففتح فقال انظر إلى الجبال كأنها الذباب قال أغلق فاغلق فطرن به ما شاء الله ثم قال افتح ففتح فقال انظر ماذا ترى فقال ما أرى الا السماء وما أراها تزداد الا بعدا قال صوب الخشبة فصوبها فانقضت تريد اللحم فسمع الجبال هدتها فكادت تزول عن مراتبها * وأخرج ابن جرير عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال أخذ الذى حاج ابراهيم عليهم السلام في ربه نسرين صغيرين فرباهما حتى استغلظا ومن استعلجا وشبا فاوثق رجل كل واحد منهما بوتر إلى تابوت وجوعهما وقعد هو ورجل آخر في التابوت ورفع في التابوت عصا على رأسه اللحم فطارا وجعل يقول لصاحبه انظر ماذا ترى قال أرى كذا وكذا حتى قال أرى الدنيا كأنها ذباب قال صوب العصا فصوبها فهبطا قال فهو قول الله تعالى وان كان مكرهم لتزول منه الجبال وكذلك هي في قراءة ابن مسعود وان كان مكرهم لتزول منه الجبال * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه ان بخت نصر جوع نسورا ثم جعل عليهن تابوتا ثم دخله وجعل رماحا في اطرافها واللحم فوقها فعلت تذهب نحو اللحم حتى
[ 90 ]
انقطع بصره من الارض وأهلها فنودى أيها الطاغية أين تريد ففرق ثم سمع الصوت فوقه فصوب الرماح فقوضت النسور ففزعت الجبال من هدتها وكادت الجبال ان تزول من حسن ذلك فذلك قوله وان كان مكرهم لتزول منه الجبال كذا قرأها مجاهد * واخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير رضى الله تعالى عنه في الآية قال ان نمرود صاحب النسور لعنه الله أمر بتابوت فجعل وجعل معه رجلا ثم أمر بالنسور فاحتمل فلما صعد قال لصاحبه أي شئ ترى قال أرى الماء وجزيرة يعنى الدنيا ثم صعد فقال لصاحبه أي شئ ترى قال ما نزداد من السماء الا بعدا قال اهبط * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى عبيدة ان جبارا من الجبابرة قال لا انتهى حتى انظر إلى من في السماء فسلط عليه أضعف خلقه فدخلت بعوضة في أنفه فاخذه الموت فقال اضربوا رأسي فضربوه حتى نسروا دماغه * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى حاتم عن أبى مالك رضى الله عنه في قوله وان كان مكرهم لتزول منه الجبال قال انطلق ناس وأخذوا هذه النسور فعلقوا عليها كهيئة التوابيت ثم ارسلوها في السماء فرأنها الجبال فظنت انه شئ نزل من السماء فتحركت لذلك * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى قال أمر الذى حاج ابراهيم في ربه بابراهيم فاخرج من مدينته فلقى لوطا على باب المدينة وهو ابن أخيه فدعاه فآمن به وقال انى مهاجر إلى ربى وحلف نمرود أن يطلب اله ابراهيم فاخذ أربعة فراخ من فراخ النسور فرباهن بالخبز واللحم حتى إذا كبرن وغلظن واستعلجن قرنهن بتابوت وقعد في ذلك التابوت ثم رفع رجلا من لحم لهن فطرن حتى إذا دهم في السماء أشرف فنظر إلى الارض والى الجبال تدب كدبيب النمل ثم رفع لهن اللحم ثم نظر فرأى الارض محيطا بها بحركاتها فلكة في ماء ثم رفع طويلا فوقع في ظلمة فلم ير ما فوقه ولم ير ما تحته فالقى اللحم فاتبعته منقضات فلما نظر الجبال اليهن قد أقبلن منقضات وسمعن حفيفهن فزعت الجبال وكادت ان تزول من أمكنتها ولم يفعلن فذلك قولهم وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وان كان مكرهم لتزول منه الجبال وهى في قراءة عبد الله بن مسعود وان كاد مكرهم فكان طيورهن به من بيت المقدس ووقوعهن في جبال الدخان فلما رأى انه لا يطيق شيا أخذ في بنيان الصرح فبناه حتى أسنده إلى السماء ارتقى فوقه ينظر يزعم إلى اله ابراهيم فاحدث ولم يكن يحدث وأخذ الله بنيانه من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون يقول من مامنهم وأخذهم من أساس الصرح فتنقض بهم وسقط فتبلبلت ألسنة الناس يومئذ من الفزع فتكلموا بثلاثة وسبعين لسانا فلذلك سميت بابل وكان قبل ذلك بالسريانية * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ان الله عزيز ذو انتقام قال عزيز والله في أمره يملى وكيده متين ثم إذا انتقم انتقم بقدره * قوله تعالى (يوم تبدل الارض غير الارض والسموات) * أخرج مسلم وابن جرير والحاكم والبيهقي في الدلائل عن ثوبان رضى الله عنه قال جاء حبر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أين يكون الناس يوم تبدل الارض غير الارض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم في الظلمة دون الجسر * وأخرج أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن حبان وابن مردويه والحاكم عن عائشة رضى الله عنها قالت أنا أول الناس سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية يوم تبدل الارض غير الارض قلت أين الناس يومئذ قال على الصراط * وأخرج البزار وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله يوم تبدل الارض غير الارض قال أرض بيضاء كأنها فضة لم يسفك فيها دم حرام ولم يعمل فيها خطيئة * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن ابن مسعود في قوله يوم تبدل الارض غير الارض قال تبدل الارض أرضا بيضاء كأنها سبيكة فضة لم يسفك فيها دم حرام ولم يعمل عليها خطيئة قال البيهقى الموقوف أصح * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن زيد بن ثابت قال أتى اليهود النبي صلى الله عليه وسلم يسالونه فقال جاؤني يسالونى سأخبرهم قبل ان يسالونى يوم تبدل الارض غير الارض قال أرض بيضاء كالفضة فسألهم فقالوا أرض بيضاء كالنقي * وأخرج ابن مردويه عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله يوم تبدل الارض غير الارض والسموات قال ارض بيضاء لم يعمل عليها خطيئة ولم يسفك عليها دم * وأخرج
[ 91 ]
ابن جرير وابن مردويه عن أنس بن مالك انه تلا هذه الآية يوم تبدل الارض غير الارض والسموات قال يبدلها الله يوم القيامة بارض من فضة لم يعمل عليها الخطايا ثم ينزل الجبار عزوجل عليها * وأخرج ابن أبى الدنيا في صفة الجنة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن على بن أبى طالب في الآية قال تبدل الارض من فضة والسماء من ذهب * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله يوم تبدل الارض غير الارض زعم انها تكون فضة * واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله يوم تبدل الارض غير الارض والسموات قال أرض كأنها فضة والسموات كذلك * وأخرج البيهقى في البعث عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يوم تبدل الارض غير الارض والسموات قال يزاد فيها وينقص منها وتذهب آكامها وجبالها وأوديتها وشجرها وما فيها تمد مد الاديم العكاظي أرض بيضاء مثل الفضة لم يسفك فيها دم ولم يعمل عليها خطيئة والسموات تذهب شمسها وقمرها ونجومها وأخرج البخاري ومسلم وابن جرير وابن مردويه عن سهل بن سعد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة نقى ليس فيها معلم لاحد * واخرج البخاري ومسلم وابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون الارض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار بيده كما يتكفأ أحدكم خبزته في السفرة نزلا لاهل الجنة قال فاتاه رجل من اليهود فقال بارك الله عليك أبا القاسم الا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة قال تكون الارض خبزة واحدة يوم القيامة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فنظر الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك حتى بدت نواجذه ثم قال الا أخبرك بادامهم قال بلى قال ادامهم ثور قالوا ما هذا قال هذا ثور بالام ياكل من زيادة كبدها سبعون ألفا * وأخرج ابن مردويه عن أفلح مولى أبى أيوب رضى الله عنه ان رجلا من يهود سال النبي صلى الله عليه وسلم يوم تبدل الارض غير الارض ما الذى تبدل به فقال خبرة فقال اليهودي در مكة بابى انت قال فضحك ثم قال قاتل الله يهود هل تدرون ما الدرمكة لباب الخبز * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله يوم تبدل الارض غير الارض قال تبدل الارض خبزه بيضاء ياكل المؤمن ومن تحت قدميه * وأخرج البيهقى في البعث عن عكرمة رضى الله عنه قال تبدل الارض بيضاء مثل الخبزة ياكل منها أهل الاسلام حتى يفرغوا من الحساب * وأخرج ابن جرير عن محمد ابن كعب القرظى في قوله يوم تبدل الارض غير الارض قال خبز ياكل منها المؤمنون من تحت أقدامهم * وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبى حاتم وأبو نعيم في الدلائل عن أبى أيوب الانصاري قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم حبر من اليهود وقال أرأيت إذ يقول الله يوم تبدل الارض غير الارض فاين الخلق عند ذلك قال أضياف الله لن يعجزهم ما لديه * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال بلغنا ان هذه الارض تطوى والى جنبها أخرى يحشر الناس منها إليها * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى بن كعب في الآية قال تغير السموات جنانا ويصير مكان البخر نارا وتبدل الارض غيرها * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال الارض كلها نار يوم القيامة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله يوم تبدل الارض غير الارض الآية قال هذا يوم القيامة خلق سوى الخق الاول * وأخرج البخاري في تاريخه عن عائشة رض الله عنها انها سالت النبي صلى الله عليه وسلم اين الارض يوم القيامة قال هي رخام من الجنة * قوله تعالى (وترى المجرمين يومئذ مقرنين الاصفاد) * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله مقرنين في الاصفاد قال الكبول * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله مقرنين في الاصفاد قال في القيود والاغلال * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله في الاصفاد قال في السلاسل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله في الاصفاد يقول في وثاق * قوله تعالى (سرابيلهم من قطران) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله سرابيلهم قال قمصهم * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضى الله عنه قال السرابيل القمص * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله من قطران قال قطران الابل * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله من قطران قال هذا القطران يطلى به حتى يشتعل نارا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله من قطران قال
[ 92 ]
وهو النحاس المذاب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله سرابيلهم من قطرآن قال من نحاس آن قال قد أنى لهم ان يعذبوا به * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه انه قرأ من قطرآن قال القطر الصفر والآن الحار * وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه انه كان يقرؤها من قطر قال من صفر يحمى عليه آن قال قد انتهى جره * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله وتغشى وجوههم النار قال تلفحهم فتحرقهم * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد ومسلم عن أبى مالك الاشعري رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني عن أبى امامة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النائحة إذ لم تتب قبل موتها توقف في طريق بين الجنة والنار سرابيلها من قطران وتغشى وجهها النار * قوله تعالى (هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا انما هو اله واحد وليذكر أولو الالباب) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله هذا بلاغ للناس قال القرآن ولينذروا به قال بالقرآن * (سورة الحجر مكية) * * أخرج النحاس في ناسخه وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة الحجر بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير رضى الله عنه قال نزلت سورة الحجر بمكة * قوله تعالى (الر تلك آيات الكتاب قرآن مبين) * أخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله الر والم قال فواتح يفتتح بها كلامه تلك آيات الكتاب قال التوراة والانجيل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله الر تلك آيات الكتاب قال لكتب التى كانت قبل القرآن وقرآن مبين قال مبين والله هداه ورشده وخيره * قوله تعالى (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) * أخرج ابن ابى حاتم من طريق السدى عن ابى مالك وابى صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين قالوا ود المشركون يوم بدر حين ضربت أعناقهم حين عرضوا على النار انهم كانوا مؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ربما يود الذين كفروا قال ذلك يوم القيامة يتمنى الذين كفروا لو كانوا مسلمين قال موحدين * وأخرج ابن جرير عن أبن مسعود رضى الله عنه في قوله ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين قال هذا في الجهنميين إذا رأوهم يخرجون من النار * وأخرج سعيد بن منصور وهناد بن السرى في الزهد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ما زال الله يشفع ويدخل الجنة ويشفع ويرحم حتى يقول من كان مسلما فليدخل الجنة فذلك قوله ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين * وأخرج ابن المبارك في الزهد وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث عن ابن عباس وأنس رضى الله عنهما انهما تذاكرا هذه الآية ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين فقالا هذا حيث يجمع الله بين أهل الخطايا من المسلمين والمشركين في النار فيقول المشركون ما أغنى عنكم ما كنتم تعبدون فيغضب الله لهم فيخرجهم بفضل رحمته * وأخرج سعيد بن منصور وهناد والبيهقي عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين قال إذا خرج من النار من قال لا اله الا الله * وأخرج الطبراني في الاوسط وابن مردويه بسند صحيح عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ناسا من أمتى يعذبون بذنوبهم فيكونون في النار ما شاء الله ان يكونوا ثم يعيرهم أهل الشرك فيقولون ما نرى ما كنتم فيه من تصديقكم نفعكم فلا يبقى موحد الا أخرجه الله تعالى من النار ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين * أخرج ابن ابى عاصم في السنة وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور عن أبى موسى الاشعري رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء الله من أهل القبلة قال الكفار للمسلمين ألم تكونوا مسلمين قالوا بلى قالوا فما أغنى عنكم الاسلام وقد
[ 93 ]
صرتم معنا في النار قالوا كانت لنا ذنوب فأخذنا بها فسمع الله ما قالوا فامر بكل من كان في النار من أهل القبلة فاخرجوا فلما رأى ذلك من بقى من الكفار قالوا يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج كما خرجوا ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين * وأخرج اسحق وابن راهويه وابن حبان والطبراني وابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى انه سئل هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية شيا ربما يود الذين كفرا لو كانوا مسلمين قال نعم سمعته يقول يخرج الله أناسا من المؤمنين من النار بعدما ياخذ نقمته منهم لما أدخلهم الله النار مع المشركين قال لهم المشركون ألستم كنتم تزعمون انكم أولياء الله في الدنيا فما بالكم معنا في النار فإذا سمع الله ذلك منهم أذن في الشفاعة لهم فيشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون حتى يخرجوا باذن الله فإذا رأى المشركون ذلك قالوا يا ليتنا كنا مثلهم فتدركنا الشفاعة فنخرج معهم فذلك قول الله ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين قال فيسمون في الجنة الجهنمين من أجل سواد في وجوههم فيقولون يا ربنا أذهب عنا هذا الاسم فيأمرهم فيغتسلون في نهر الجنة فيذهب ذلك الاسم عنهم * وأخرج هناد بن السرى والطبراني في الاوسط وأبو نعيم عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ناسا من أهل لا اله الا الله يدخلون النار بذنوبهم فيقول لهم أهل اللات والعزى ما أغنى عنكم قول لا اله الا الله وأنتم معنا في النار فيغضب الله لهم فيخرج فيلقيهم في نهر الحياة فيبرؤن من حرقهم كما يبرأ القمر من خسوفه فيدخلون الجنة ويسمون فيها الجهنميين * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال أول ما ياذن الله عزوجل له يوم القيامة في الكلام والشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فيقال له قل تسمع وسل تعطه قال فيخر ساجدا فيثنى على الله ثناء لم يثن عليه أحد فيقال ارفع رأسك فيرفع رأسه فيقول أي رب أمتى أمتى فيخرج له ثلث من في النار من أمته ثم يقال قل تسمع وسل تعط فيخر ساجدا فيثنى على الله ثناء لم يثنه أحد فيقال ارفع رأسك فيرفع رأسه ويقول أي رب أمتى أمتى فيخرج له ثلث آخر من أمته ثم يقال له قل تسمع وسل تعط فيخر ساجدا فيثنى على الله ثناء لم يثنه أحد فيقال ارفع رأسك فيرفع رأسه ويقول رب أمتى أمتى فيخرج له الثلث الباقي فقيل للحسن ان أبا حمزة يحدث بكذا وكذا فقال يرحم الله أبا حمزة نسى الرابعة قيل وما الرابعة قال من ليست له حسنة لا اله الا الله فيقول رب أمتى أمتى فيقال له يا محمد هؤلاء ينجيهم الله برحمته حتى لا يبقى أحد ممن قال لا اله الا الله فعند ذلك يقول أهل جهنم مالنا من شافعين ولا صديق حميم فلو ان كنا كره فنكون من المؤمنين وقوله ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال يقوم نبيكم رابع أربعة فيشفع فلا يبقى في النار الا من شاء الله من المشركين فذلك قوله ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين * وخأرج ابن أبى حاتم وابن شاهين في السنة عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أصحاب الكبائر من موحدى الامم كلها الذين ماتوا على كبائرهم غير نادمين ولا تائبين من دخل منهم جهنم لا تزرق أعينهم ولا تسود وجوههم ولا يقرنون بالشياطين ولا يغلون بالسلاسل ولا يجرعون الحميم ولا يلبسون القطران حرم الله أجسادهم على الخلود من أجل التوحيد وصورهم على النار من أجل السجود فمنهم من تأخذه النار إلى قدميه ومنهم من تأخذه النار إلى عقبيه ومنهم من تأخذه النار إلى فخذيه ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته ومنهم من تأخذه النار إلى عنقه على قدر ذنوبهم وأعمالهم ومنهم من يمكث فيها شهرا ثم يخرج منها ومنهم من يمكث فيها سنة ثم يخرج منها وأطولهم فيها مكثا بقدر الدنيا منذ يوم خلقت إلى أن تفنى فإذا أراد الله ان يخرجهم منها قالت اليهود والنصارى ومن في النار من أهل الاديان والاوثان لمن في النار من أهل التوحيد آمنتم بالله وكتبه ورسله فنحن وأنتم اليوم في النار سواء فيغضب الله غضبا لم يغضبه لشئ فيما مضى فيخرجهم إلى عين بين الجنة والصراط فينبتون فيها نبات الطراثيث في جميل السيل ثم يدخلون الجنة مكتوب في جباههم هؤلاء الجهنميون عنقاء الرحمن فيمكثون في الجنة ما شاء الله أن يمكثوا ثم يسالون الله تعالى أن يمحو ذلك الاسم عنهم فيبعث الله ملكا فيمحوه ثم يبعث الله ملائكة معهم مسامير من نار فيطبقونها على من بقى فيها يسمرونها بتلك المسامير فينساهم
[ 94 ]
الله على عرشه ويشتغل عنهم أهل الجنة بنعيمهم ولذاتهم وذلك قوله ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن زكريا بن يحيى صاحب القضيب قال سالت أبا غالب رضى الله عنه عن هذه الآية ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين فقال حدثنى أبو أمامة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انها نزلت في الخوارج حين رأوا تجاوز الله عن المسلمين وعن الامة والجماعة قالوا يا ليتنا كنا مسلمين * وأخرج الحاكم في الكنى عن حماد رضى الله عنه قال سالت ابراهيم عن هذه الآية ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين قال حدثت ان اهل الشرك قالوا لمن دخل النار من أهل الاسلام ما أغنى عنكم ما كنتم تعبدون فيغضب الله لهم فيقول للملائكة والنبيين اشفعوا لهم فيشفعون لهم فيخرجون حتى ان ابليس ليتطاول رجاء ان يدخل معهم فعند ذلك يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين * قوله تعالى (ذرهم ياكلوا ويتمتعوا ويلههم الامل) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله ذرهم يأكلوا ويتمتعوا الآية قال هؤلاء الكفرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى مالك رضى الله عنه في قوله ذرهم قال خل عنهم * وأخرج أحمد في الزهد والطبراني في الاوسط وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده لا اعلمه الا رفعه قال صلاح أول هذه الامة بالزهد واليقين ويهلك آخرها بالبخل والامل * وأخرج أحمد وابن مردويه عن أبى سعيد رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم غرس عودا بين يديه وآخر إلى جنبه وآخر بعده قال أتدرون ما هذا قالوا الله ورسوله اعلم قال فان هذا الانسان وهذا أجله وهذا أمله فيتعاطى الامل فيختلجه الاجل دون ذلك * وأخرج ابن أبى الدنيا في ذم الامل وابن مردويه عن أنس رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل الانسان والامل والاجل فمثل الاجل إلى جانبه والامل امامه فبينما هو يطلب الامل إذ أتاه الاجل فاختلجه * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم خط خطوطا وخط خطا منها ناحية فقال أتدرون ما هذا هذا مثل ابن آدم وذاك الخط الامل فبينما هو يؤمل إذ جاءه الموت * قوله تعالى (وما أهلكنا من قرية الا ولها كتاب معلوم) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وما أهلكنا من قرية الا ولها كتاب معلوم قال أجل معلوم وفى قوله ما تسبق من أمة أجلها وما يستاخرون قال لا مستاخر بعده * وأخرج ابن جرير عن الزهري رضى الله عنه في قوله ما تسبق من أمة أجلها وما يستاخرون قال نرى انه إذا حضر أجله فانه لا يؤخر ساعة ولا يقدم وأما ما لم يحضر أجله فان الله يؤخر ما شاء ويقدم ما شاء * قوله تعالى (وقالوا يا أيها الذى نزل عليه الذكر) الآيات * أخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله وقالوا يا أيها الذى نزل عليه الذكر قال القرآن * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله لو ما تأتينا بالملائكة قال ما بين ذلك إلى قوله ولو فتحنا عليهم بابا من السماء قال وهذا من التقديم والتاخير فظلوا فيه يعرجون أي فظلت الملائكة تعرج فنظروا إليه لقالوا انما سكرت أبصارنا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ما ننزل الملائكة الا بالحق قال بالرسالة والعذاب * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله وما كانوا إذا منظرين قال وما كانوا لو تنزلت الملائكة بمنظرين من ان يعذبوا * قوله تعالى (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) * أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وانا له لحافظون قال عندنا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون وقال في آية أخرى لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والباطل ابليس قال فانزله الله ثم حفظه فلا يستطيع ابليس ان يزيد فيه باطلا ولا ينقص منه حقا حفظه الله من ذلك والله أعلم بالصواب * قوله تعالى (ولقد أرسلنا من قبلك) * الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الاولين قال أمم الاولين * وأخرج ابن أبى حاتم عن أنس في قوله كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به قال الشرك سلكه في قلوب المشركين * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله كذلك نسلكه قال الشرك نسلكه في قلوبهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به قال إذا كذبوا سلك الله في قلوبهم ان لا
[ 95 ]
يؤمنوا به وقد خلت سنة الاولين قال وقائع الله فيمن خلا من الامم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله كذلك نسلكه قال هم كما قال الله هو أضلهم ومنعهم الايمان * قوله تعالى (ولو فتحنا عليهم بابا) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون يقول ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلت الملائكة تعرج فيه يختلفون فيه ذاهبين وجائين لقال أهل الشرك انما أخذت أبصارنا وشبه علينا وسحرنا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون قال رجع إلى قوله لو ما تأتينا بالملائكة ما بين ذلك قال ابن جرير قال ابن عباس فظلت الملائكة تعرج فنظروا إليهم لقالوا انما سكرت سدت أبصارنا قال قريش تقوله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله سكرت أبصارنا قال سدت * وأخرج ابن جرير عن مجاهد انه قرأ سكرت أبصارنا خفيفة * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال من قرأ سكرت مشددة يعنى سدت ومن قرأ سكرت مخففة فانه يعنى سحرت * قوله تعالى (ولقد جعلنا في السماء بروجا) الآيات * أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ولقد جعلنا في السماء بروجا قال كواكب * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة ولقد جعلنا في السماء بروجا قال الكواكب * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى صالح في قوله ولقد جعلنا في السماء بروجا قال الكواكب العظام * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطية ولقد جعلنا في السماء بروجا قال قصورا في السماء فيها الحرس * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وحفظناها من كل شيطان رجيم قال الرجيم الملعون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله الا من استرق السمع فاراد أن يخطف السمع كقوله الا من خطف الخطفة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه في قوله الا من استرق السمع قال هو كقوله الا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب مبين قال كان ابن عباس يقول ان الشهب لا تقتل ولكن تحرق وتخبل وتجرح من غير ان تقتل * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال قال جرير بن عبد الله حدثنى يا رسول الله عن السماء الدنيا والارض السفلى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما السماء الدنيا فان الله خلقها من دخان ثم رفعها وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا وزينها بمصابيح النجوم وجعلها رجوما للشياطين وحفظها من كل شيطان رجيم * قوله تعالى (والارض مددناها) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله والارض مددناها قال قال عزوجل في آية أخرى والارض بعد ذلك دحاها قال ذكر لنا أن ام القرى مكة ومنها دحيت الارض قال قتادة رضى الله عنه وكان الحسن يقول أخذ طينة فقال لها انبسطي وفى قوله وألقينها فيها رواسي قال رواسيها جبالها وأنبتنا فيها من كل شئ موزون يقول معلوم مقسوم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وأنبتنا فيها من كل شئ موزون قال معلوم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله من كل شئ موزون قال مقدر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله من كل شئ موزون قال مقدر بقدر * واخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله من كل شئ موزون قال الاشياء التى توزن * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله من كل شئ موزون قال ما أنبتت الجبال مثل الكحل وشبهه * قوله تعالى (وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ومن لستم له برازقين قال الدواب والانعام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن منصور في قوله ومن لستم له برازقين قال الوحش * قوله تعالى (وان من شئ الا عندنا خزائنه) الآية * اخرج البزار وابن مردويه في العظمة عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خزائن الكلام فإذا أراد شيا قال له كن فكان * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله وان من شئ الا عندنا خزائنه قال المطر خاصة * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وما ننزله الا بقدر معلوم قال المطر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن الحكم بن عتيبة رضى الله عنه
[ 96 ]
في قوله وان من شئ الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم قال ما من عام باكثر مطرا من عام ولا أقل ولكنه يمطر قوم ويحرم آخرون وربما كان في البحر قال وبلغنا انه ينزل مع المطر من الملائكة أكثر من عدد ولد ابليس وولد آدم يحصون كل قطرة حيث تقع وما تنبت ومن يرزق ذلك النبات * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ما نقص المطر منذ أنزله الله ولكن تمطر أرض أكثر مما تمطر الاخرى ثم قرأ وما ننزله الا بقدر معلوم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ما من عام بامطر من عام ولكن الله يصرفه حيث شاء ثم قرأ وان من شئ الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم * واخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس أحد باكسب من أحد ولا عام بامطر من عام ولكن الله يصرفه حيث شاء * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عام بامطر من عام ولكن الله يصرفه حيث يشاء من البلدان وما نزلت قطرة من السماء ولا خرجت من ريح الا بمكيال أو بميزان * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابى هريرة رضى الله عنه قال ما نزل قطر الا بميزان * وأخرج ابن أبى حاتم عن معاوية رضى الله عنه انه قال ألستم تعلمون أن كتاب الله حق قالوا بلى قال فاقرؤا هذه الآية وان من شئ الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم ألستم تؤمنون بهذا وتعلمون انه حق قالوا بلى قال فكيف تلومونني بعد هذا فقام الاحنف فقال يا معاوية والله ما نلومك على ما في خزائن الله ولكن انما نلومك على ما أنزله الله من خزائنه فجعلته أنت في خزئنك وأغلقت عليه بابك فسكت معاوية * قوله تعالى (وأرسلنا الرياح لواقح) الآية * أخرج ابن أبى الدنيا في كتاب السحاب وابن جرير وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والديلمي في مسند الفردوس بسند ضعيف عن أبى هريرة رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ريح الجنوب من الجنة وهى الريح اللواقح التى ذكر الله في كتابه وفيها منافع للناس والشمال من النار تخرج فتمر بالجنة فيصيبها نفحة منها فبردها هذا من ذلك * وأخرج ابن أبى الدنيا عن قتادة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور والجنوب من الجنة وهى الريح اللواقح * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والخرائطي في مكارم الاخلاق عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله وارسلنا الرياح لواقح قال يرسل الله الريح فتحمل الماء فتلقح به السحاب فيدر كما تدر اللقحة ثم تمطر * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضى الله عنهما قال يرسل الله الريح فتحمل الماء من السحاب فتمر به السحاب فيدر كما تدر اللقحة * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله وأرسلنا الرياح لواقح قال تلقح الشجر وتمري السحاب * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن أبى رجاء رضى الله عنه قال قلت للحسن رضى الله عنه وأرسلنا الرياح لواقح قال لواقح للشجر قلت أو للسحاب وقال وللسحاب تمر به حتى تمطر * وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله وأرسلنا الرياح لواقح قال تلقح الماء في السحاب * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله وأرسلنا الرياح لواقح قال الرياح يبعثها الله على السحاب فتلقحه فيمتلئ ماء * وأخرج ابن المنذر عن عطاء الخراساني قال الرياح اللواقح تخرج من تحت صخرة بيت المقدس * وأخرج ابن حبان وابن السنى في عمل يوم وليلة والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن سلمة بن الاكوع قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتدت الريح يقول اللهم لقحا لا عقيما * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن عبيد بن عمير قال يبعث الله المبشرة فتعم الارض بماء ثم يبعث المثيرة فتثير السحاب فيجعله كسفا ثم يبعث المؤلفة فتؤلف بينه فيجعله ركاما ثم يبعث اللواقح فتلقحه فتمطر * وأخرج ابن المنذر عن عبيد بن عمير قال الارواح أربعة ريح تعم وريح تثير تجعله كسفا وريح تجعله ركاما وريح تمطر * وأخرج أبو الشيخ عن ابراهيم في قوله لواقح قال تلقح السحاب تجمعه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن سفيان في قوله وما أنتم له بخازنين قال بمانعين وفى قوله ونحن الوارثون قال الوارث الباقي * قوله تعالى (ولقد علمنا المستقدمين منكم) الآية * أخرج الطيالسي وسعيد بن منصور وأحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححه وابن
[ 97 ]
مردويه والبيهقي في سننه من طريق ابى الجوزاء عن ابن عباس قال كانت امرأة تصلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم حسناء من أحسن الناس فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الاول لئلا يراها ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر فإذا ركع نظر من تحت ابطيه فانزل الله ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين * واخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن أبى الجوزاء في قوله ولقد علمنا المستقدمين منكم قال في الصفوف في الصلاة قال الترمذي هذا أشبه ان يكون أصح * وأخرج ابن مردويه والحاكم عن ابن عباس في الآية قال المستقدمين الصفوف المتقدمة والمستأخرين الصفوف المؤخرة * وأخرج ابن جرير عن مروان ابن الحكم قال كان اناس يستأخرون في الصفوف من أجل النساء فانزل الله ولقد علمنا المستقدمين منكم الآية * وأخرج ابن مردويه عن داود بن صالح قال قال سهل بن حنيف الانصاري أتدرون فيم أنزلت ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين قلت في سبيل الله قال لا ولكنها في صفوف الصلاة * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير صفوف الرجال أولها وشر صفوف الرجال آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشر صفوف النساء أولها * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وابن ماجه وأبو يعلى عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير صفوف الرجال مقدمها وشرها مؤخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها مقدمها * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير صفوف الرجال المقدم وشرها المؤخر وخير صفوف النساء المؤخر وشرها المقدم * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى بن كعب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الصف الاول لعلى مثل صف الملائكة ولو تعلمون لابتدرتموه * وأخرج ابن أبى شيبة واحمد والدارمى وأبو داود وابن ماجه وابن خزيمة والحاكم عن البراء بن عازب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله وملائكته يصلون على الصف الاول وفى لفظ على الصفوف الاول * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد رضى الله عنه قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف المقدم رقة فقال ان الله وملائكته يصلون على الصفوف الاول فازدحم الناس عليه * واخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن شداد رضى الله عنه قال كان يقال ان الله وملائكته يصلون على الذين يصلون في الصفوف المتقدمة * وأخرج ابن أبى شيبة عن عامر بن مسعود القرشى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم الناس ما في الصف الاول ما صفوا فيه الا بقرعة * وأخرج ابن أبى شيبة والنسائي وابن ماجه عن العرباض بن سارية رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى على الصف المقدم ثلاثا وعلى الثاني واحدة * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء رضى الله عنه في قوله ولقد علمنا المستقدمين منكم الآية قال في صفوف الصلاة والقتال * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق معتمر بن سليمان عن شعيب عبد الملك عن مقاتل بن سليمان رضى الله عنه في قوله ولقد علمنا المستقدمين منكم الآية قال بلغنا انه في القتال قال معتمر فحدثت أبى فقال لقد نزلت هذه الآية قبل أن يفرض القتال * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستاخرين قال المتقدمون في طاعة الله والمستاخرون في معصية الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه في الآية قال المتقدمين في الخير من الامم والمستاخرين المبطئين فيه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستاخرين قال يعنى بالمستقدمين من مات وبالمستاخرين من هو حى لم يمت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في الآية قال المستقدمين آدم عليه السلام ومن مضى من ذريته والمستاخرين من في اصلاب الرجال * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في الآية قال المستقدمين آدم ومن معه حين نزلت هذه الآية والمستاخرين من كان ذرية الخلق بعد وهو مخلوق كل أولئك قد علمهم عزوجل * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن عون بن عبد الله رضى الله عنه انه سال محمد بن كعب رضى الله عنه عن هذه الآية أهى في صفوف الصلاة قال لا المستقدمين الميت والمقتول والمستاخرين من يلحق بهم من
[ 98 ]
بعد * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه ومجاهد رضى الله عنه في قوله ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستاخرين قالا من مات ومن بقى * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في الآية قال قدم خلقا وأخر خلقا فعلم ما قدم وعلم ما أخر * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في الآية قال المستقدمون ما مضى من الامم والمستاخرون أمة محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وان ربك هو يحشرهم قال الاول والآخر * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله وان ربك هو يحشرهم قال يحشر هؤلاء وهؤلاء * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله وان ربك هو يحشرهم قال يحشر المستقدمين والمستأخرين * وأخرج ابن جرير عن الشعبى رضى الله عنه في قوله وان ربك هو يحشرهم قال يجمعهم يوم القيامة جميعا * قوله تعالى (ولقد خلقنا الانسان) الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضى الله عنهما قال خلق الله الانسان من ثلاث من طين لازب وصلصال وحمأ مسنون فالطين اللازب اللازم الجيد والصلصال المرقق الذى يصنع منه الفخار والحمأ المسنون الطين فيه الحمأ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله من صلصال قال الصلصال الماء يقع على الارض الطيبة ثم يحسر عنها فتيبس ثم تصير مثل الخزف الرقاق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الصلصال هو التراب اليابس الذى يبل بعد يبسه * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الصلصال طين خلط برمل * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الصلصال الذى إذا ضربته صلصل * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه قال الصلصال التراب اليابس الذى يسمع له صلصلة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الصلصال الطين تعصره بيدك فيخرج الماء من بين أصابعك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله من حمأ مسنون قال من طين رطب * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله من حمأ مسنون قال من طين منتن * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنه ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قول الله من حمأ مسنون قال الحماة السوداء وهى الثاط أيضا والمسنون المصور قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول حمزة بن عبد المطلب وهو يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أغر كان البدر مسنة وجهه * جلا الغيم عنه ضوءه فتبددا * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال خلق آدم من أديم الارض فالقى على الارض حتى صار طينا لازبا وهو الطين الملتزق ثم ترك حتى صار حمأ مسنونا وهو المنتن ثم خلقه الله بيده فكان أربعين يوما مصورا حتى يبس فصار صلصالا كالفخار إذا ضرب عليه صلصل فذلك الصلصال والفخار مثل ذلك والله اعلم * قوله تعالى (والجان خلقناه) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الجان مسيخ الجن كما القردة والخنازير مسيخ الانس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله والجان خلقناه من قبل وهو ابليس خلق من قبل آدم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان ابليس من حى من أحياء الملائكة يقال لهم الجن خلقوا من نار السموم من بين الملائكة قال وخلقت الجن الذين ذكروا في القرآن من مارج من نار * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله والجان خلقناه من قبل من نار السموم قال من أحسن الناس * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن عباس في قوله من نار السموم قال السموم الحارة التى تقتل * وأخرج الطيالسي والفريابي وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود رضى الله عنه قال السموم التى خلق منها الجان جزء من سبعين جزأ من نار جهنم ثم قرأ والجان خلقناه من قبل من نار السموم * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رؤيا المؤمن
[ 99 ]
جزء من سبعين جزأ من النبوة وهذه النار جزء من سبعين جزأ من النار السموم التى خلق منها الجان وتلا هذه الآية والجان خلقناه من قبل من نار السموم * وأخرج ابن أبى حاتم عن عمرو بن دينار رضى الله عنه قال خلق الجان والشياطين من نار الشمس * قوله تعالى (قال رب فانظرني) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله قال رب فانظرني إلى يوم يبعثون قال أراد ابليس أن لا يذوق الموت فقيل انك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم قال النفخة الاولى يموت فيها ابليس وبين النفخة والنفخة أربعون سنة قال فيموت ابليس أربعين سنة * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله قال فانك من المنظرين قال فلم ينظره إلى يوم البعث ولكن انظره إلى الوقت المعلوم * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه في قول الا عبادك منهم المخلصين يعنى المؤمنين * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله الا عبادك منهم المخلصين قال هذه ثنية الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله هذا صراط على مستقيم قال الحق يرجع إلى الله وعليه طريقه لا يعرج على شئ * وأخرج ابن جرير عن الحسن رضى الله عنه في قوله هذا صراط على مستقيم يقول إلى مستقيم * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن زياد بن أبى مريم وعبد الله بن كثير انهما قرآ هذا صراط مستقيم وقالا على هي إلى وبمنزلتها * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه انه قرأ هذا صراط على مستقيم أي رفيع مستقيم * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن ابن سيرين انه كان يقرأ هذا صراط على مستقيم يعنى رفيع * وأخرج ابن جرير عن قيس ابن عباد انه قرأ هذا صراط على مستقيم يقول رفيع * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ان عبادي ليس لك عليهم سلطان قال عبادي الذين قضيت لهم الجنة ليس لك عليهم ان يذنبوا ذنبا الا أغفره لهم * وأخرج ابن أبى الدنيا في مكايد الشيطان وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال لما لعن ابليس تغيرت صورته عن صورة الملائكة فجزع لذلك فرن رنة فكل رنة في الدنيا إلى اليوم القيامة منها * وأخرج ابن جرير عن زيد بن قسيط قال كانت الانبياء تكون لهم مساجد خارجة من قراها فإذا أراد النبي أن يستنبئ ربه عن شئ خرج إلى مسجد فصلى ما كتب له ثم سأل ما بدا له فبينا نبى في مسجده إذ جاء ابليس حتى جلس بينه وبين القبلة فقال النبي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاثا فقال ابليس أخبرني باى شئ تنجو منى قال النبي بل أخبرني باى شئ تغلب ابن آدم فاخذ كل واحد منهما على صاحبه فقال النبي ان الله يقول ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين قال ابليس قد سمعت هذا قبل ان تولد قال النبي ويقول الله واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله وانى والله ما أحسست بك قط الا استعذت بالله منك قال ابليس صدقت بهذا تنجو منى فقال النبي فاخبرني باى شئ تغلب ابن آدم قال آخذه عند الغضب وعند الهوى * قوله تعالى (لها سبعة أبواب) * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لها سبعة أبواب قال جهنم والسعير ولظى والحطمة وسقر والجحيم والهاوية وهى أسفلهم * وأخرج ابن المبارك وهناد وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وأحمد في الزهد وابن أبى الدنيا في صفة النار وابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي في البعث من طرق عن على قال أبواب جهنم سبعة بعضها فوق بعض فتملا الاول ثم الثاني ثم الثالث حتى تملا كلها * وأخرج أحمد في الزهد عن خطاب بن عبد الله قال قال على أتدرون كيف أبواب جهنم قلنا كنحو هذه الابواب قال لا ولكنها هكذا ووضع يده فوق وبسط يده على يده * وأخرج البيهقى في البعث عن الخليل بن مرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ تبارك وحم السجدة وقال الحواميم سبع وأبواب جهنم سبع جهنم والحطمة ولظى وسعير وسقر والهاوية والجحيم تجئ كل حاميم منها يوم القيامة تقف على باب من هذه الابواب فتقول اللهم لا تدخل هذا الباب من كان يؤمن بى ويقرأني مرسل * وأخرج البخاري في تاريخه والترمذي وابن مردويه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجهنم سبعة أبواب باب منها لمن سل السيف على أمتى * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول والبزار عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنار باب لا يدخله الا من شفى غيظه بسخط الله * وأخرج أبو نعيم عن عطاء الخراساني قال لجهنم سبعة أبواب أشدها غما وكربا وحرا وانتنها
[ 100 ]
ريحا للزناة * واخرج ابن مردويه عن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجهنم باب لا يدخل منه الا من أخفرني في أهل بيتى وأراق دماءهم من بعدى * وأخرج أحمد وابن حبان والطبري وابن مردويه والبيهقي في البعث عن عتبة بن عبد الله رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال للجنة ثمانية أبواب وللنار سبعة أبواب وبعضها أفضل من بعض * وأخرج سعيد بن منصور والطبراني عن ابن مسعود رضى الله عنه قال تطلع الشمس من جهنم بين قرنى شيطان فما ترفع من السماء قصبة الا فتح لها باب من أبواب النار حتى إذا كانت الظهيرة فتحت أبواب النار كلها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله لها سبعة أبواب قال لها سبعة أطباق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله لها سبعة أبواب قال أولها جهنم ثم لظى ثم الحطمة ثم السعير ثم سقر ثم الجحيم ثم الهاوية والجحيم فيها أبو جهل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم قال فهى والله منازل باعمالهم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الاعمش رضى الله عنه قال أسماء أبواب جهنم الحطمة والهاوية ولظى وسقر والجحيم والسعير وجهنم والنار هي جماع * واخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله جزء مقسوم قال فريق مقسوم * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه في قوله لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم قال باب لليهود وباب للنصارى وباب للصابئين وباب للمجوس وباب للذين أشركوا وهم كفار العرب وباب للمنافقين وباب لاهل التوحيد فاهل التوحيد يرجى لهم ولا يرجى للآخرين أبدا * وأخرج سعيد بن منصور والطبراني عن ابن مسعود قال تطلع الشمس من جهنم بين قرنى شيطان فما ترتفع من السماء قصة الا فتح لها باب من أبواب النار حتى إذا كانت الظهيرة فتحت أبواب النار كلها * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الصراط بين ظهرى جهنم دحض مزلة والانبياء عليه يقولون اللهم سلم سلم والمار كلمع البرق وكطرف العين وكأجاويد الخيل والبغال والركاب وشد على الاقدام فناج مسلم ومخدوش مرسل ومطروح فيها ولها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم * وأخرج ابن أبى حاتم عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لكل باب منهم جزء مقسوم قال ان من أهل النار من تأخذه النار إلى كعبيه وان منهم من تأخذه النار إلى حجزته ومنهم من تأخذه إلى تراقيه منازل باعمالهم فذلك قوله لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم قال على كل باب منها سبعون ألف سرادق من نار في كل سرادق سبعون ألف قبة من نار في كل قبة سبعون ألف تنور من نار لكل تنور منها سبعون ألف كوة من نار في كل كوة سبعون ألف صخرة من نار على كل صخرة منها سبعون ألف حجر من النار في كل حجر منها سبعون ألف عقرب من النار لكل عقرب منها سبعون ألف ذنب من نار لكل ذنب منها سبعون ألف فقارة من نار في كل فقارة منها سبعون الف قلة من سم وسبعون ألف موقد من نار يوقدون تلك النار وقال ان اول من دخل من اهل النار وجدوا على الباب اربعمائة الف من خزنة جهنم سود وجوههم كالحة انيابهم قد نزع الله الرحمة من قلوبهم ليس في قلب واحد منهم مثقال ذرة من الرحمة * وأخرج أبو نعيم عن ابن عمر رضى الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان جهنم لتسعر كل يوم وتفتح أبوابها الا يوم الجمعة فانها لا تفتح أبوابها ولا تسعر * وأخرج سعيد بن منصور عن مسروق رضى الله عنه قال ان أحق ما استعيذ من جهنم في الساعة التى تفتح فيها أبوابها * وأخرج ابن أبى حاتم عن يزيد ابن أبى مالك رضى الله عنه قال جهنم سبعة نيران ليس منها نار الا وهى تنظر إلى النار التى تحتها تخاف أن تأكلها * وأخرج ابن أبى عن عبد الله ابن عمرو قال ان في النار سجنا لا يدخله الا شر الاشرار قراره نار وسقفه نار وجدرانه نار وتلفح فيه النار * وأخرج عبد الرزاق والحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن كعب رضى الله عنه قال للشهيد نور ولمن قاتل الحرورية عشرة أنوار وكان يقول لجهنم سبعة أبواب باب منها للحرورية قال ولقد خرجوا في زمان داود عليه السلام * وأخرج ابن مردويه والخطيب في تاريخه عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى لكل باب منها جزء مقسوم قال جزء اشركوا بالله وجزء شكوا في الله وجزء غفلوا عن الله * قوله تعالى (ادخلوها بسلام آمنين) * أخرج الترمذي والحاكم وصححه وابن ماجه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عبد الله بن سلام رضى
[ 101 ]
الله عنه قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه فجئته لانظر في وجهه فلما رأيت وجهه عرفت ان وجهه ليس بوجه كذاب فكان أول شئ سمعت منه أن قال يا أيها الناس اطعموا الطعام وافشوا السلام وصلوا الارحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله آمنين قال أمنوا الموت فلا يموتون ولا يكبرون ولا يسقمون ولا يعرون ولا يجوعون * قوله تعالى (ونزعنا ما صدورهم من غل) * أخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر من طريق لقمان بن عامر عن أبى امامة قال لا يدخل الجنة أحد حتى ينزع الله ما في صدورهم من غل وحتى انه لينزع من صدر الرجل بمنزلة السبع الضارى * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه من طريق القاسم عن أبى امامة قال يدخل أهل الجنة الجنة على ما في صدورهم في الدنيا من الشحناء والضغائن حتى إذا نزلوا وتقابلوا على السرر نزع الله ما في صدورهم في الدنيا من غل * وأخرج ابن جرير عن على ونزعنا ما في صدورهم من غل قال العداوة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن قتادة في قوله ونزعنا ما في صدورهم من غل قال حدثنا أبو المتوكل الناجى عن أبى سعيد الخدرى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ولقوا اذن لهم في دخول الجنة فوالذي نفسي بيده لاحدهم اهدى لمنزله في الجنة من منزله كان في الدينا قال قتادة وكان يقال ما يشبه بهم الا أهل جعة حين انصرفوا من جمعتهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يحبس أهل الجنة بعد ما يجوزون الصراط حتى يؤخذ لبعضهم من بعض ظلاماتهم في الدنيا ويدخلون الجنة وليس في قلوب بعضهم على بعض غل * واخرج ابن أبى حاتم عن عبد الكريم بن رشيد قال ينتهى أهل الجنة إلى باب الجنة وهم يتلاحظون تلاحظ الغيران فإذا دخلوها نزع الله ما في صدورهم من غل * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن الحسن البصري قال قال على بن أبى طالب رضى الله عنه فينا والله أهل بدر نزلت ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين * وأخرج ابن مردويه من طريق عبد الله بن مليل عن على في قوله ونزعنا ما في صدورهم من غل قال نزلت في ثلاثة أحياء من العرب في بنى هاشم وبنى تيم وبنى عدى وفى أبى بكر وفى عمر * وأخرج ابن أبى حاتم وابن عساكر عن كثير النواء قال قلت لابي جعفر ان فلانا حدثنى عن على بن الحسين ان هذه الآية نزلت في ابى بكر وعمر وعلى ونزعنا ما في صدورهم من غل قال والله انها لفيهم أنزلت وفيمن تنزل الا فيهم قلت وأى غل هو قال غل الجاهلية ان بنى تيم وبنى عدى وبنى هاشم كان بينهم في الجاهلية فلما أسلم هؤلاء القوم تحابوا وأخذت أبا بكر الخاصرة فجعل على يسخن يده فيكوى بها خاصرة أبى بكر فنزلت هذه الآية * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والحاكم من طرق عن على انه قال لابن طلحة انى أرجو أن أكون أنا وأبوك من الذين قال الله فيهم ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين فقال رجل من همدان ان الله أعدل من ذلك فصاح على عليه صيحة تداعى لها القصر وقال فمن اذن ان لم نكن نحن أولئك * وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن على قال انى لارجو أن أكون أنا وعثمان والزبير وطلحة ممن قال الله ونزعنا ما في صدورهم من غل وأخرج ابن مردويه من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله ونزعنا ما في صدورهم من غل الآية قال نزلت في على وطلحة والزبير * وأخرج الشيرازي في الالقاب وابن مردويه وابن عساكر من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس ونزعنا ما في صدورهم من غل قال نزلت في عشرة أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود * وأخرج ابن المنذر وابن ابى حاتم عن أبى صالح موقوفا عليه * وأخرج ابن مردويه من طريق النعمان بن بشير عن على ونزعنا ما في صدورهم من غل قال ذاك عثمان وطلحة والزبير وأنا * قوله تعالى (اخوانا على سرر متقابلين) * أخرج هناد وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله على سرر متقابلين قال لا يرى بعضهم قفا بعض * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه من طريق مجاهد عن ابن عباس قال أهل الجنة لا ينظر بعضهم في قفا بعض ثم قرأ متكئين
[ 102 ]
عليها متقابلين * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني وأبو القاسم البغوي وابن مردويه وابن عساكر عن زيد بن أبى أوفى قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلا هذه الآية اخوانا على سرر متقابلين المتحابين في الله في الجنة ينظر بعضهم إلى بعض * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله لا يمسهم فيها نصب قال المشقة والاذى * قوله تعالى (نبئ عبادي) الآية * أخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق عطاء بن أبى رباح عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال اطلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الباب الذى يدخل منه بنوا شيبة فقال ألا أراكم تضحكون ثم أدبر حتى إذا كان عند الحجر رجع الينا القهقرى فقال انى لما خرجت جاء جبريل فقال يا محمد ان الله يقول لم تقنط عبادي نبئ عبادي انى أنا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مصعب بن ثابت قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على ناس من أصحابه يضحكون فقال اذكروا الجنة واذكروا النار فنزلت نبئ عبادي أنى أنا الغفور الرحيم * وأخرج البزار والطبراني وابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بنفر من أصحابه وقد عرض لهم شئ يضحكهم فقال أتضحكون وذكر الجنة والنار بين أيديكم ونزلت هذه الآية نبئ عبادي انى أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الاليم * وأخرج ابن مردويه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا فقال هذا الملك ينادى لا تقنط عبادي * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله نبئ عبادي أنى أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الاليم قال بلغنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم قال أو يعلم العبد قدر عفو الله لما تورع من حرام ولو يعلم قدر عذابه لجمع نفسه * وأخرج البخاري ومسلم والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة فامسك عنده تسعة وتسعين رحمة وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة فلو يعلم الكافر كل الذى عند الله من رحمته لم ييأس من الرحمة ولو يعلم المؤمن بكل الذى عند الله من العذاب لم يامن من النار * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج على رهط من الصحابة وهم يتحدثون فقال والذى نفسي بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا فلما انصرفنا أوحى الله إليه ان يا محمد لم تقنط عبادي فرجع إليهم فقال ابشروا وقاربوا وسددوا * قوله تعالى (ونبئهم عن ضيف ابراهيم) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة قالوا لا توجل قالوا لا تخف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد فبم تبشرون قال عجب من كبره وكبر امرأته * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى من القانطين قال الآيسين * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر من طريق الاعمش عن يحيى انه قرأها فلا تكن من القنطين بغير ألف قال وقرأ ومن يقنط من رحمة ربه مفتوحة النون * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان بن عيينة قال من ذهب يقنط الناس من رحمة الله أو يقنط نفسه فقد أخطأ ثم نزع بهذه الآية ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى ومن يقنط من رحمة ربه قال من ييأس من رحمة ربه * وأخرج ابن ابى حاتم وأحمد في الزهد عن موسى بن على عن أبيه قال بلغني أن نوحا عليه السلام قال لابنه سام يا بنى لا تدخلن القبر وفى قلبك مثقال ذرة من الشرك بالله فانه من يات الله عزوجل مشركا فلا حجة له ويا بنى لا تدخل القبر وفى قلبك مثقال ذرة من الكبر فان الكبر رداء الله فمن ينازع الله رداءه يغضب الله عليه ويا بنى لا تدخلن القبر وفى قلبك مثقال ذرة من القنط فانه لا يقنط من رحمة الله الا ضال * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاجر الراجى لرحمة الله أقرب منها من العابد القنط * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابراهيم النخعي قال بينى وبين القدرية هذه الآية الا امرأته قدرنا انها لمن الغابرين * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله انكم قوم منكرون قال أنكرهم لوط وفى قوله بما كانوا فيه يمترون قال بعذاب قوم لوط * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة بما كانوا فيه يمترون قال يشكون * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن قتادة في قوله واتبع أدبارهم قال أمر أن يكون خلف أهله يتبع أدبارهم في آخرهم إذا مشوا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى وامضوا حيث
[ 103 ]
تؤمرون قال أخرجهم الله إلى الشام * وأخرج ابن جرير أو ابن أبى حاتم عن ابن زيد وقضينا إليه ذلك الامر قال أوحينا إليه * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله دابر هؤلاء مقطوع يعنى استئصال هلاكهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة وجاء أهل المدينة يستبشرون قال استبشروا باضياف نبى الله لوط حين نزلوا به لما أرادوا أن ياتوا إليهم من المنكر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله أولم ننهك عن العالمين قال يقولون ان تضيف أحد أو تؤويه قال هؤلاء بناتى ان كنتم فاعلين قال أمرهم لوط بتزوج النساء وأراد أن يقى أضيافه ببناته والله أعلم * قوله تعالى (لعمرك انهم لفى سكرتهم يعمهون) * أخرج ابن ابى شيبة والحرث بن ابى اسامة وابو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه وابو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن عباس قال ما خلق الله وما ذرأ وما برأ نفسا أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره قال لعمرك انهم لفى سكرتهم يعمهون يقولون وحياتك يا محمد وعمرك وبقائك في الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لعمرك قال لعيشك * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما حلف الله بحياة أحد الا بحياة محمد قال لعمرك انهم لفى سكرتهم يعمهون وحياتك يا محمد * وأخرج ابن جرير عن ابراهيم النخعي قال كانوا يكرهون ان يقول الرجل لعمري يرونه كقوله وحياتي * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله انهم لفى سكرتهم يعمهون أي في ضلالتهم يلعبون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الاعمش انه سئل عن قوله تعالى لعمرك انهم لفى سكرتهم يعمهون قال لفى غفلتهم يترددون * قوله تعالى (فاخذتهم الصيحة مشرقين) * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله فاخذتهم الصيحة قال الصيحة مثل الصاعقة كل شئ أهلك به قوم فهو صاعقة وصيحة * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله مشرقين قال حين أشرقت الشمس * قوله تعالى (ان في ذلك لآيات للمتوسمين) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم عن ابن عباس في قوله ان في ذلك لآيات قال علامة أما ترى الرجل يرسل بخاتمه إلى أهله فيقول هاتوا كذا وكذا فإذا رأوه عرفوا انه حق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لآيات للمتوسمين قال للناظرين * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن قتادة في قوله لآيات للمتوسمين قال للمعتبرين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله لآيات للمتوسمين قال هم المتفرسون * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن جعفر بن محمد في قوله ان في ذلك لايات للمتوسمين قال هم المتفرسون وأخرج البخاري في تاريخه والترمذي وابن جرير وابن ابى حاتم وابن السنى وأبو نعيم معا في الطب وابن مردويه والخطيب عن ابى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله ثم قرأ ان في ذلك لآيات للمتوسمين قال المتفرسين * وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا فراسة المؤمن فان المؤمن ينظر بنور الله * وأخرج ابن جرير عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احذروا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله وينطق بتوفيق الله * وأخرج الحكيم الترمذي والبزار وابن السنى وابو نعيم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم * قوله تعالى (وانها لبسبيل مقيم) * اخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس في قوله وانها لبسبيل مقيم يقول لبهلاك * وأخرج ابن ابى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد في قوله وانها لبسبيل مقيم يقول لبطريق واضح * قوله تعالى (وان كان أصحاب الايكة) الآية * أخرج ابن مردويه وابن عساكر عن ابن عمر وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مدين وأصحاب الايكة أمتان بعث الله اليهما شعيبا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس وان كان أصحاب الايكة قال قوم شعيب والايكة ذات آجام وشجر كانوا فيها * وأخرج ابن جرير عن خصيف في قوله أصحاب الايكة قال الشجر وكانوا ياكلون في الصيف الفاكهة الرطبة وفي الشتاء اليابسة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وان كان أصحاب الايكة لظالمين ذكر لنا انهم كانوا أهل غيضة وكان عامة شجرهم هذا الدوم وكان رسولهم فيما بلغنا شعيب أرسل
[ 104 ]
إليهم والى أهل مدين أرسل إلى أمتين من الناس وعذبتا بعذابين شتى أما أهل مدين فاخذتهم الصيحة وأما أصحاب الايكة فكانوا أهل شحجر متكاوش ذكر لنا انه سلط عليهم الحر سبعة أيام لا يظلهم منه ظل ولا يمنعهم منه شئ فبعث الله عليهم سحابة فجعلوا يلتمسون الروح منها فجعلها الله عليهم عذابا بعث عليهم نارا فاضطربت عليهم فاكلتهم فذلك عذاب يوم الظلة انه كان عذاب يوم عظيم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله أصحاب الايكة قال الغيضة * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير أصحاب الايكة قال أصحاب غيضة * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال الايكة الشجر الملتف * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس أصحاب الايكة أهل مدين والايكة الملتقة من الشجر * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس الايكة مجمع الشجر * وأخرج ابن ابى حاتم عن محمد بن كعب القرظى قال ان أهل مدين عذبوا بثلاثة أصناف من العذاب أخذتهم الرجفة في دارهم حتى خرجوا منها فلما خرجوا أصابهم فزع شديد ففرقوا أن يدخلوا البيوت أن تسقط عليهم فارسل الله عليهم الظلة فدخل تحتها رجل فقال ما رأيت كاليوم ظلا أطيب ولا أبرد هلموا أيها الناس فدخلوا جميعا تحت الظلة فصاح فيهم صيحة واحدة فماتوا جميعا * قوله تعالى (وانهما لبامام مبين) * اخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن عباس في قوله وانهما لبامام مبين يقول على الطريق * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله لبامام مبين قال طريق ظاهر * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وانهما لبامام مبين قال بطريق معلم * واخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن قتادة في قوله لبامام مبين قال طريق واضح * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن الضحاك في قوله لبامام مبين قال بطريق مستبين * قوله تعالى (ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين) * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله أصحاب الحجر قال أصحاب الوادي * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة قال كان أصحاب الحجر ثمود قوم صالح * وأخرج البخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحاب الحجر لا تدخلوا على هؤلاء القوم الا أن تكونوا باكين فان لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم ان يصيبكم مثلا ما أصابهم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر قال نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك بالحجر عند بيوت ثمود فاستقى الناس من مياه الآبار التى كانت تشرب منها ثمود وعجنوا منها ونصبوا القدر وباللحم فامرهم باهراق القدور وعلفوا العجين الابل ثم ارتحل بهم حتى نزل بهم على البئر التى كانت تشرب منها الناقة ونهاهم ان يدخلوا على القوم الذين عذبوا فقال انى أخشى ان يصيبكم مثل الذى أصابهم فلا تدخلوا عليهم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر ان الناس لما نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر أرض ثمود استقوا من ابيارها وعجنوا به العجين فامرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بهريقوا ما استقوا ويعلفوا الابل العجين وأمرهم ان يستقوا من البئر التى كانت ترد الناقة * وأخرج ابن مردويه عن سبرة بن معبد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بالحجر لاصحابه من عمل من هذا الماء شيأ فليلقه قال ومنهم من عجن العجين ومنهم من حاص الحيس * وقوله تعالى (فاصفح الصفح الجميل) * اخرج ابن مردويه وابن النجار عن على بن أبى طالب في قوله فاصفح الصفح الجميل قال الرضا بغير عتاب * وأخرج البيهقى في الشعب عن ابن عباس في قوله فاصفح الصفح الجميل قال هو الرضا بغير عتاب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله فاصفح الصفح الجميل قال هذا الصفح الجميل كان قبل القتال * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة في الآية قال هذا قبل القتال * قوله تعالى (ولقد آتيناك سبعا من المثانى) * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن عمر بن الخطاب قال السبع المثانى فاتحة الكتاب * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والدارقطني وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طرق عن على بن ابى طالب في قوله ولقد آتيناك سبعا من المثانى قال هي فاتحة الكتاب * وأخرج ابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن مسعود في قوله ولقد آتيناك سبعا من المثانى قال فاتحة الكتاب والقرآن العظيم قال سائر القرآن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس انه سئل عن السبع
[ 105 ]
المثانى قال فاتحة الكتاب استثناها الله لامة محمد فرفعها في أم الكتاب فدخرها لهم حتى أخرجها ولم يعطها أحدا قبله قيل فاين الاية السابعة قال بسم الله الرحمن الرحيم * وأخرج ابن الضريس عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله ولقد آتيناك سبعا من المثانى قال دخرت لنبيكم صلى الله عليه وسلم لم تدخر لنبى سواه * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله ولقد آتيناك سبعا من المثانى قال هي أم القرآن تثنى في كل صلاة * وأخرج بن الضريس وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبى هريرة قال السبع المثانى فاتحة الكتاب * وأخرج ابن جرير عن أبى بن كعب قال السبع المثانى الحمد لله رب العالمين * وأخرج ابن الضريس عن يحيى بن يعمر وابى فاختة في قوله ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم قالا هي فاتحة الكتاب * وأخرج ابن الضريس عن مجاهد في قوله سبعا من المثانى قال هي أم الكتاب * وأخرج ابن جرير عن الحسن مثله * وأخرج ابن الضريس وابن جرير عن قتادة في قوله ولقد آتيناك سبعا من المثانى قال فاتحة الكتاب تثنى في كل ركعة مكتوبة وتطوع * وأخرج ابن الضريس عن أبى صالح في قوله ولقد آتيناك سبعا من المثانى قال هي فاتحة الكتاب تثنى في كل ركعة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان من طريق الربيع عن أبى العالية في قوله ولقد آتيناك سبعا من المثانى قال فاتحة الكتاب سبع آيات وانما سميت المثانى لانه ثنى بها كلما قرأ القرآن قرأها قيل للربيع انهم يقولون السبع الطول قال لقد أنزلت هذه الآية وما نزل من الطول شئ * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله ولقد آتيناك سبعا من المثانى قال السبع الطول * وأخرج الفريابى وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله ولقد آتيناك سبعا من المثانى قال هي السبع الطول ولم يعطهن أحد الا النبي صلى الله عليه وسلم وأعطى موسى منهن اثنتين * وأخرج البيهقى عن ابن عباس قال أوتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعا من المثانى الطول وأوتى موسى ستا فلما ألقى الالواح ذهب اثنتان وبقى أربعة * وأخرج الدارمي وابن مردويه عن أبى بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب هي السبع المثانى * وأخرج ابن الضريس عن ابن عباس في قوله سبعا من المثانى قال البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والانعام والاعراف ويونس * وأخرج سعيد بن منصور وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن سعيد بن جبير في قوله سبعا من المثانى قال السبع الطول البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والانعام والاعراف ويونس فقيل لابن جبير ما قوله المثانى قال ثنى فيها القضاء والقصص * وأخرج الحاكم والبيهقي عن ابن عباس في قوله سبعا من المثانى قال البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والانعام والاعراف والكهف * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان المثانى قال البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والانعام والاعراف وبراءة والانفال سورة واحدة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي من طريق سعيد جبير عن ابن عباس في قوله سبعا من المثانى قال السبع الطول قلت لم سميت المثانى قال يتردد فيهن الخبر والامثال والعبر * وأخرج ابن مردويه من طريق سعيد بن جبير قال قال ابن عباس في قوله سبعا من المثانى فاتحة الكتاب والسبع الطول منهن * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن زياد بن أبى مريم في قوله سبعا من المثانى قال أعطيتك سبعا أخر أؤمر وانه وبشر وأنذر واضرب الامثال واعدد النعم واتل نبا القرون * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن أبى مالك قال القرآن كله مثانى * وأخرج آدم بن أبى اياس وابن أبى شيبة وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد في قوله سبعا من المثانى قال هي السبع الطول الاول والقرآن العظيم سائره * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس قال المثانى ماثنى من القرآن الم تسمع لقول الله الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثانى * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال المثانى القرآن يذكر الله القصة الواحدة مرارا * قوله تعالى (لا تمدن عينيك) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لا تمدن عينيك الآية قال نهى الرجل ان يتمنى مال صاحبه * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن يحيى بن أبى كثير ان رسول الله صلى الله عليه
[ 106 ]
وسلم مر بابل حى يقال لهم بنو الملوح أو بنو المصطلق قد عست في أبوالها من السمن فتقنع بثوبه ومر ولم ينظر إليها لقوله لا تمدن عينيك الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله أزواجا منهم قال الاغنياء الامثال الاشباه * وأخرج ابن المنذر عن سفيان بن عيينة قال من أعطى القرآن فمد عينيه إلى شئ منها فقد صغر القرآن ألم تسمع قوله ولقد آتيناك سبعا من المثانى إلى قوله ورزق ربك خير وأبقى قال يعنى القرآن * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير واخفض جناحك قال اخضع * قوله تعالى (كما أنزلنا على المقتسمين) * أخرج البخاري وسعيد بن منصور والحاكم والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس في قوله كما أنزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين قال هم أهل الكتاب جزؤه أجزاء فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه * وأخرج ابن جرير من طريق على عن ابن عباس عضين فرقا * وأخرج الطبراني في الاوسط عن ابن عباس قال سال رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أرأيت قول الله كما أنزلنا على المقتسمين قال اليهود والنصارى قال الذين جعلوا القرآن عضين قال آمنوا ببعض وكفروا ببعض * وأخرج ابن اسحق وابن ابى حاتم والبيهقي وأبو نعيم معا في الدلائل عن ابن عباس ان الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش وكان ذا سن فيهم وقد حضر الموسم فقال لهم يا معشر قريش انه قد حضر هذا الموسم وان وفود العرب ستقدم عليكم فيه وقد سمعوا بامر صاحبكم هذا فاجمعوا فيه رأيا واحدا ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا فقالوا أنت فقل واتم لنا به رأيا نقول به قال لا بل أنتم قولوا لاسمع قالوا نقول كاهن قال ما هو بكاهن لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكهان ولا بسجعهم قالوا فنقول مجنون قال ما هو بمجنون لقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو بخنقه ولا بحائحه ولا وسوسته قالوا فنقول شاعر قال ما هو بشاعر لقد عرفنا الشعر كله رجره وهزجه وقريضة ومقبوضه ومبسوطه فما هو بالشعر قالوا فنقول ساحر قال ما هو بساحر لقد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثه ولا بعقده قالوا فماذا نقول قال والله ان لقوله حلاوة وان عليه طلاوة وان أصله لعذق وان فرعه لجناء فما أنتم بقائلين من هذا شيا الا أعرف انه باطل وان اقرب القول ان تقولوا هو ساحر يفرق بين المرء وأبيه وبين المرء وأخيه وبين المرء وزوجه وبين المرء وعشيرته فتفرقوا عنه بذلك فانزل الله في الوليد وذلك من قوله ذرنى ومن خلقت وحيدا إلى قوله ساصليه سقر وأنزل الله في أولئك النفر الذين كانوا معه الذين جعلوا القرآن عضين أي أصنافا فوربك لنسالنهم اجمعين عما كانوا يعملون * وأخرج ابن أبى حاتم وابن المنذر عن مجاهد في قوله الذين جعلوا القرآن عضين قال هم رهط من قريش عضهوا كتاب الله فزعم بعضهم أنه سحر وزعم بعضهم انه كهانة وزعم بعضهم انه أساطير الاولين * وأخرج سعيد ابن منصور وابن المنذر وابن جرير عن عكرمة يقول العضه السحر بلسان قريش يقولون للساحرة انها العاضهة * وأخرج الترمذي وابن جرير وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم فوربك لنسئلنهم أجمعين عما كانوا يعملون قال يسال العباد كلهم يوم القيامة عن خلتين عما كانوا يعبدون وعما أجابوا به المرسلين * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي في البعث من طريق على عن ابن عباس رضى الله عنهما فوربك لنسئلنهم أجمعين وقال فيومئذ لا يسئل عن ذنبه انس ولا جان قال لا يسالهم هل عملهم كذا وكذا لانه أعلم منهم بذلك ولكن يقول لم عملتم كذا وكذا * قوله تعالى (فاصدع بما تؤمر) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم من طريق على عن ابن عباس رضى الله عنهما فاصدع بما تؤمر فامضه * وأخرج ابن جرير عن أبى عبيدة أن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال ما زال النبي صلى الله عليه وسلم مستخفيا حتى نزل فاصدع بما تؤمر فخرج هو وأصحابه * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو داود في ناسخه من طريق على عن ابن عباس رضى الله عنهما وأعرض عن المشركين قال نسخه قوله اقتلوا المشركين * وأخرج ابن اسحق وابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فاصدع بما تؤمر قال هذا أمر من الله لنبيه بتبليغ رسالته قومه وجميع من أرسل إليه * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فاصدع بما تؤمر قال اجهر بالقرآن في الصلاة * وأخرج عن ابن زيد في قوله فاصدع بما تؤمر قال بالقرآن الذى أحوى إليه ان يبلغهم اياه * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس فاصدع بما تؤمر قال أعلن بما تؤمر * وأخرج أبو نعيم في الدلائل
[ 107 ]
من طريق السدى الصغير عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيا سنين لا يظهر شيأ مما أنزل الله حتى نزلت فاصدع بما تؤمر يعنى أظهر أمرك بمكة فقد أهلك الله المستهزئين بك وبالقرآن وهم خمسة رهط فاتاه جبريل بهذه الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أراهم أحياء بعد كلهم فاهلكوا في يوم واحد وليلة منهم العاص بن وائل السهمى خرج في يومه ذلك في يوم مطير فخرج على راحلته يسير وابن له يتنزه ويتغدى فنزل شعبا من تلك الشعاب فلما وضع قدمه على الارض قال لدغت فطلبوا فلم يجدوا شيأ وانتفخت رجله حتى صارت مثل عنق البعير فمات مكانه ومنهم الحارث بن قيس السهمى أكل حوتا مالحا فأصابه غلبة عطش فلم يزل يشرب عليه من الماء حتى انقد بطنه فمات وهو يقول قتلني رب محمد ومنهم الاسود ابن المطلب وكان له ابن يقال له زمعة بالشام وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعا على الاب أن يعمى بصره وان يشكل ولده فاتاه جبريل بورقة خضراء فرماه بها فذهب بصره وخرج يلاقى ابنه ومعه غلام له فاتاه جبريل وهو قاعد في أصل شجرة فجعل ينطح رأسه ويضرب وجهه بالشوك فاستغاث بغلامه فقال له غلامه لا أرى أحدا يصنع بك شيأ غير نفسك حتى مات وهو يقول قتلني رب محمد ومنهم الوليد بن المغيرة مر على نبل لرجل من خزاعة قد راشها وجعلها في الشمس فربطها فانكسرت فتعلق به سهم منها فاصاب أكحله فقتله ومنهم الاسود بن عبد يغوث خرج من أهله فأصابه السموم فاسود حتى عاد حبشيا فاتى أهله فلم يعرفوه فاغلقوا دونه الباب حتى مات وهو يقول قتلني رب محمد فقتلهم الله جميعا فاظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره وأعلنه بمكة * وأخرج أبو نعيم في الدلائل بسندين ضعيفين عن ابن عباس في قوله انا كفيناك المستهزئين قال قد سلطت عليهم جبريل وأمرته بقتلهم فعرض للوليد بن المغيرة فعثر به فعصره عن نصل في رجله حتى خرج رجيعه من أنفه وعرض للاسود بن عبد العزى وهو يشرب ماء فنفخ في ذلك حتى انتفخ جوفه فانشق واعترض للعاص بن وائل وهو متوجه إلى الطائف فنخسه بشبرقة فجرى سمها إلى رأسه وقتل الحارث بن قيس بلكزة فما زال يفوق حتى مات وقتل الاسود بن عبد يغوث الزهري * وأخرج الطبراني في الاوسط والبيهقي وأبو نعيم كلاهما في الدلائل وابن مردويه بسند حسن والضياء في المختارة عن ابن عباس في قوله انا كفيناك المستهزئين قال المستهزئون الوليد بن المغيرة والاسود بن عبد يغوث والاسود بن المطلب والحارث بن عبطل السهمى والعاص بن وائل فاتاه جبريل فشكاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرنى اياهم فاراه الوليد فاوما جبريل إلى أكحله فقال ما صنعت شيا قال كفيتكه ثم أراه الاسود ابن المطلب فاوما إلى عينيه فقال ما صنعت شيأ قال كفيتكه ثم أراه الاسود بن عبد يغوث فاومأ إلى رأسه فقال ما صنعت شيأ قال كفيتكه ثم أراه الحرث فاومأ إلى بطنه فقال ما صنعت شيأ فقال كفيتكه ثم أراه العاصى بن وائل فاوما إلى أخمصه فقال ما صنعت شيأ فقال كفيتكه فاما الوليد فمر برجل من خزاعة وهو يريش نبلا فاصاب أكحله فقطعها وأما الاسود بن المطلب فنزل تحت سمرة فجعل يقول يا بنى ألا تدفعون عنى قد هلكت فطعن بالشوك في عينى فجعلوا يقولون ما نرى شيا فلم يزل كذلك حتى عمتت عيناه وأما الاسود بن عبد يغوث فخرج في رأسه قروح فمات منها وأما الحارث فاخذه الماء الاصفر في بطنه حتى خرج خرؤه من فيه فمات منه وأما العاصى فركب إلى الطائف فربض على شبرقة فدخل في أخمص قدمه شوكة فقتلته * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس ان الوليد بن المغيرة قال ان محمدا كاهنا يخبر بما يكون قبل ان يكون وقال أبو جهل محمد ساحر يفرق بين الاب والابن وقال عقبة بن أبى معيط محمد مجنون يهذى في جنونه وقال ابى بن خلف محمد كذاب فانزل الله انا كفيناك المستهزئين فهلكوا قبل بدر * وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس ان المستهزئين ثمانية الوليد بن المغيرة والاسود بن المطلب والاسود بن عبد يغوث والعاص بن وائل والحارث بن عدى بن سهم وعبد العزى بن قصى وهو أبو زمعة وكلهم هلك قبل بدر بموت أو مرض والحارث ابن قيس من العياطل * واخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال المستهزئين منهم الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والحارث بن قيس والاسود بن المطلب والاسود بن عبد يغوث وأبو هبار بن الاسود * وأخرج ابن مردويه عن على انا كفيناك المستهزئين قال خمسة من قريش كانوا يستهزؤن برسول الله صلى الله عليه وسلم منهم الحارث
[ 108 ]
ابن عيطلة والعاصي بن وائل والاسود بن عبد يغوث والوليد بن المغيرة * وأخرج البزار والطبراني في الاوسط عن أنس قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على اناس بمكة فجعلوا يغمزون في قفاه ويقولون هذا الذى يزعم انه نبى ومعه جبريل فغمز جبريل باصبعه فوقع مثل الظفر في أجسادهم فصارت قروحا حتى نتنوا فلم يستطع احد ان يدنو منهم وأنزل الله انا كفيناك المستهزئين * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عكرمة قال مكث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة خمس عشرة سنة منها أربع أو خمس يدعو إلى الاسلام سرا وهو خائف حتى بعث الله على الرجال الذين أنزل فيهم انا كفيناك المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين والعضين بلسان قريش السحر وأمر بعدوانهم فقال فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين ثم أمر بالخروج إلى المدينة فقدم في ثمان ليال خلون من شهر ربيع الاول ثم كانت وقعة بدر ففيهم أنزل الله واذ يعدكم الله احدى الطائفتين انها لكم وفيهم نزلت سيهزم الجمع وفيهم نزلت حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب وفيهم نزلت ليقطع طرفا من الذين كفروا وفيهم نزلت ليس لك من الامر شئ أراد الله القوم وأراد رسول الله العير وفيهم نزلت ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا الآية وفيهم نزلت قد كان لكم آية في فئتين التقتا في شان العير والركب أسفل منكم أخذوا أسفل الوادي فهذا كله في أهل بدر وكانت قبل بدر بشهرين سرية يوم قتل ابن الحضرمي ثم كانت أحد ثم يوم الاحزاب بعد أحد بسنتين ثم كانت الحديبية وهو يوم الشجرة فصالحهم النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ على أن يعتمر في عام قابل في هذا الشهر ففيها انزلت الشهر الحرام بالشهر الحرام فشهر العام الاول بشهر العام فكانت الحرمات قصاص ثم كان الفتح بعد العمرة ففيها نزلت حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد الآية وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم غزاهم ولم يكونوا عدوا له أهبة القتال ولقد قتل من قريش يومئذ أربعة رهط من حلفائهم ومن بنى بكر خمسين أو زيادة وفيهم نزلت لما دخلوا في دين الله هو الذى أنشا لكم السمع والابصار ثم خرج إلى حنين بعد عشرين ليلة ثم إلى الطائف ثم إلى المدينة ثم أمر أبا بكر على الحج ولما رجع أبو بكر من الحج غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك ثم حج رسول الله صلى الله عليه وسلم العام المقبل ثم ودع الناس ثم رجع فتوفى لليلتين خلنا من شهر ربيع الاول * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع في قوله انا كفيناك المستهزئين قال هؤلاء فيما سمعنا خمسة رهط استهزؤا بالنبي صلى الله عليه وسلم فلما أراد صاحب اليمن ان يرى النبي صلى الله عليه وسلم أتاه الوليد بن المغيرة فزعم ان محمدا ساحر وأتاه العاص بن وائل وأخبره ان محمدا يعلم أساطير الاولين فجاءه آخر فزعم انه كاهن وجاءه آخر فزعم انه شاعر وجاءه آخر فزعم انه مجنون فكفى الله محمدا أولئك الرهط في ليلة واحدة فاهلكهم بالوان من العذاب كل رجل منهم أصابه عذاب فاما الوليد فاتى على رجل من خزاعة وهو يربش نبلا له فمر به وهو يتبختر فأصابه منها سهم فقطع أكحله فاهلكه الله واما العاص بن وائل فانه دخل في شعب فنزل في حاجة له فخرجت إليه حية مثل العمود فلدغته فاهلكه الله وأما الآخر فكان رجلا أبيض حسن اللون خرج عشاء في تلك الليلة فاصابته سموم شديدة الحر فرجع إلى أهله وهو مثل حبشي فقالوا لست بصاحبنا فقال أنا صاحبكم فقتلوه وأما الآخر فدخل في بئر له فاتاه جبريل فعمه فيها فقال انى قد قتلت فأعينوني فقالوا والله ما نزى أحدا فكان كذلك حتى أهلكه الله وأما الآخر فذهب إلى ابله ينظره فيها فاتاه جبريل بشوك القتاد فضربه فقال أعينوني فانى قد هلكت قالوا والله ما نرى أحدا فاهلكه الله فكان لهم في ذلك عبرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحنى ظهر الاسود بن عبد يغوث حتى احقوقف صدره فقال النبي صلى الله عليه وسلم خالي خالي فقال جبريل دعه عنك فقد كفيته فهو من المستهزئين قال وكانوا يقولون سورة البقرة وسورة العنكبوت يستهزؤن بها * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن قتادة قال هؤلاء رهط من قريش منهم الاسود بن عبد يغوث والاسود بن المطلب والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وعدى بن قيس * وأخرج ابن جرير وأبو نعيم عن أبى بكر الهذلى قال قيل للزهري ان سعيد بن جبير وعكرمة اختلفا في رجل من المستهزئين فقال سعيد الحارث بن عيطلة وقال عكرمة الحارث بن قيس فقال صدقا جميعا كانت أمه تسمى عيطلة وكان أبوه قيسا * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وأبو نعيم عن الشعبى رضى الله عنه قال المستهزؤن سبعة فسمى منهم العاص بن وائل والوليد بن المغيرة وهبار بن الاسود وعبد يغوث بن وهب والحرث بن عيطلة * واخرج عبد الرزاق
[ 109 ]
وابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم عن قتادة ومقسم مولى ابن عباس انا كفيناك المستهزئين قال هم الوليد ابن المغيرة والعاص بن وائل وعدى بن قيس والاسود بن عبد يغوث والاسود بن المطلب مروا رجلا رجلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل فإذا مر به رجل منهم قال له جبريل كيف محمد هذا فيقول بئس عبد الله فيقول جبريل كفيناكه فاما الوليد فتردى فتعلق سهم بردائه فذهب يجلس فقطع أكحله فنزف حتى مات واما الاسود بن عبد يغوث فاتى بغصن فيه شوك فضرب به وجهه فسالت حدقتاه على وجهه فمات وأما العاصى فوطئ على شوكة فتساقط لحمه عن عظامه حتى هلك وأما الاسود بن المطلب بن وعدى بن قيس أحدهما قام من الليل وهو ظمآن ليشرب من جرة فلم يزل يشرب حتى انفتق بطنه فمات وأما الآخر فلدغته حيه فمات * قوله تعالى (ولقد تعلم) الآية * أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والحاكم في التاريخ وابن مردويه والديلمي عن أبى مسلم الخولانى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أوحى إلى ان أجمع المال وأكون من التاجرين ولكن أوحى إلى ان سبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى ياتيك اليقين * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أوحى إلى ان أجمع المال وأكون من التاجرين ولكن أوحى إلى ان سبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حين ياتيك اليقين * واخرج ابن مردويه والديلمي عن أبى الدرداء رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أوحى إلى أن أكون تاجرا ولا أجمع المال متكاثرا ولكن أوحى إلى ان سبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى ياتيك اليقين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله حتى ياتيك اليقين قال الموت * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن سالم بن عبد الله بن عمر رضى الله عنه واعبد ربك حتى ياتيك اليقين قال الموت * وأخرج ابن المبارك في الزهد عن الحسن رضى الله عنه في قوله واعبد ربك حتى ياتيك اليقين قال الموت * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله واعبد ربك حتى ياتيك اليقين قال الموت إذا جاءه الموت جاءه تصديق ما قال الله له وحدثه من أمر الآخرة * وأخرج البخاري وابن جرير عن أم العلاء ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عثمان بن مظعون وقد مات فقلت رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله فقال ما يدريك ان الله أكرمه أما هو فقد جاءه اليقين انى لارجو له الخير * وأخرج النسائي وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير ما عاين الناس له رجل يمسك بعنان فرسه فالتمس القتل في مظانه ورجل في شعب من هذه الشعاب أو في بطن واد من هذه الاودية في غنيمة ان يقيم الصلاة ويؤتى الزكاة ويعبد الله حتى ياتيه اليقين ليس من الناس الا في خير * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلب ما عند الله كانت السماء ظلاله والارض فراشه لم يهتم بشئ من أمر الدنيا فهو لا يزرع الزرع وهو ياكل الخبز وهو لا يغرس الشجر وياكل الثمار توكلا على الله وطلب مرضاته فضمن الله السموات السبع والارضين السبع رزقه فهم يتعبؤن به وياتون به حلالا ولستوفى هو رزقه بغير حساب عبد الله حتى أتاه اليقين * وأخرج ابن المبارك في الزهد عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال ليس للمؤمن راحة دون لقاء الله ومن كان راحته في لقاء الله فكان قد كفى والله أعلم بالصواب * (سورة النحل مكية) * * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة النحل بمكة * واخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج النحاس من طريق مجاهد عن ابن عباس قال سورة النحل نزلت بمكة سوى ثلاث آيات من آخرها فانهن نزلن بين مكة والمدينة في منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد * قوله تعالى (اتى أمر الله فلا تستعجلوه) * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت اتى أمر الله ذعر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت فلا تستعجلوه فسكنوا * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وبن أبى حاتم عن أبى بكر بن حفص قال لما نزلت أتى أمر الله قاموا فنزلت فلا تستعجلوه * وأخرج ابن مردويه من طريق الضحاك عن ابن عباس أتى أمر الله قال خروج محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن أبى بن كعب قال
[ 110 ]
دخلت المسجد فصليت فقرأت سورة النحل وجاء رجلان فقرآ خلاف قراءتنا فاخذت بايديهما فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله استقرئ هذين فقرأ أحدهما فقال أصبت ثم استقرأ الآخر فقال أصبت فدخل قلبى أشد مما كان في الجاهلية من الشك والتكذيب فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدري فقال أعاذك الله من الشك والشيطان فتصببت عرقا قال أتانى جبريل فقال اقرأ القرآن على حرف واحد فقلت ان أمتى لا تستطيع ذلك حتى قال سبع مرات فقال لى اقرأ على سبعة أحرف بكل ردة رددتها مسالة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال لما نزلت هذه الآية أتى أمر الله فلا تستعجلوه قال رجال من المنافقين بعضهم لبعض ان هذا يزعم ان أمر الله قد أتى فامسكوا عن بعض ما كنتم تعلمون حتى تنظروا ما هو كائن فلما رأوا أنه لا ينزل شئ قالوا ما نراه نزل فنزلت اقترب للناس حسابهم الآية فقالوا ان هذا يزعم مثلها أيضا فلما رأوا أنه لا ينزل شئ قالوا ما نراه نزل شئ فنزلت ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة لآية * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تطلع عليكم قبل الساعة سحابة سوداء من قبل المغرب مثل الترس فما تزال ترتفع في السماء حتى تملا السماء ثم ينادى مناديا أيها الناس فيقبل الناس بعضهم على بعض هل سمعتم فمنهم من يقول نعم ومنهم من يشك ثم ينادى الثانية يا أيها الناس فيقول الناس هل سمعتم فيقولون نعم ثم ينادى أيها الناس أتى أمر الله فلا تستعجلوه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فو الذى نفسي بيده ان الرجلين لينشران الثوب فما يطويانه وان الرجل ليملا حوضه فما يسقى فيه شيأ وان الرجل ليحلب ناقته فما يشربه ويشغل الناس * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله أتى أمر الله فلا تستعجلوه قال الاحكام والحدود والفرائض * قوله تعالى (ينزل الملائكة بالروح) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ينزل الملائكة بالروح قال بالوحى * وأخرج آدم بن أبى اياس وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس قال الروح أمر من أمر الله وخلق من خلق الله وصورهم على صورة بنى آدم وما ينزل من السماء ملك الا ومعه واحد من الروح ثم تلا يوم يقوم الروح والملائكة صفا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد في قوله ينزل الملائكة بالروح من أمره قال انه لا ينزل ملك الا ومعه روح كالحفيظ عليه لا يتكلم ولا يراه ملك ولا شئ مما خلق الله * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ينزل الملائكة بالروح من أمره قال بالوحى والرحمة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله ينزل الملائكة بالروح قال بالنبوة * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن الضحاك في قوله ينزل الملائكة بالروح قال القرآن * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس في قوله ينزل الملائكة بالروح قال كل شئ تكلم به ربنا فهو روح من أمره قال بالرحمه والوحى على من يشاء من عباده فيصطفى منهم رسلا أن أنذروا أنه لا اله الا أنا فاتقون قال بها بعث الله المرسلين ان يوحد الله وحده ويطاع أمره ويجتنب سخطه * قوله تعالى (خلق الانسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين) * أخرج ابن سعد وأحمد وابن ماجه والحاكم وصححه عن بسر بن جحاش قال بص رسول الله صلى الله عليه وسلم في كفه ثم قال يقول الله أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه حتى إذا ستويتك فعدلتك مشيت بين برديك وللارض منك وئيد فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت الحلقوم قلت أتصدق وأنى أوان الصدقة * قوله تعالى (والانعام خلقها) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لكم فيها دف ء قال الثياب ومنافع قال ما تنتفعون به من الاطعمة والاشربة * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لكم فيها دف ء ومنافع قال نسل كل دابة * وأخرج الديلمى عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال البركة في الغنم والجمال في الابل * وأخرج ابن ماجه عن عروة البارقى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الابل عز لاهلها والغنم بركة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ولكم فيها جمال حين تريحون قال إذا راحت كاعظم ما يكون اسنمة وأحسن ما تكون ضروعا وحين تسرحون قال إذا سرحت لرعيها
[ 111 ]
قال قتادة وذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الابل فقال هي عز لاهلها * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم وابن المنذر عن ابن عباس في قوله وتحمل أثقالكم إلى بلد قال يعنى مكة لم تكونوا بالغيه الا بشق الانفس قال لو تكلفتموه ولم تطيقوه الا بجهد شديد * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله الا بشق الانفس قال مشقة عليكم * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اياكم ان تتخذوا ظهور داوبكم منابر فان الله تعالى انما سخرها لكم لتبلغوا إلى بلد لم تكونوا بالغيه الا بشق الانفس وجعل لكم الارض فعليها فاقضوا حاجاتكم * وأخرج أحمد وأبو يعلى والحاكم وصححه عن معاذ بن أنس عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم مر على قوم وهم وقوف على دواب لهم ورواحل فقال لهم اركبوا هذه الدواب سالمة ودعوها سالمة ولا تتخذوها كراسي لاحاديثكم في الطرق والاسواق فرب مركوبة خير من راكبها واكثر ذكر الله تعالى منه * وأخرج ابن أبى شيبة عن عطاء بن دينار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتخذوا ظهور الدواب كراسي لاحاديثكم فرب راكب مركوبة خير من راكبها واكثر ذكر الله تعالى منه * وأخرج ابن أبى شيبة عن عطاء بن دينار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتخذوا ظهور الدواب كراسي لاحاديثكم فرب راكب مركوبة هي خير منه وأطوع لله منه واكثر ذكرا * وأخرج ابن أبى شيبة عن حبيب قال كان يكره طول الوقوف على الدابة وان تضرب وهى محسنة * وأخرج أحمد والبيهقي عن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو غفر لكم ما تأتون إلى البهائم لغفر لكم كثير * قوله تعالى (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة) * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله لتركبوها وزينة قال جعلها لتركبوها وجعلها زينة لكم * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة أن أبا عياض كان يقرؤها والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة يقول جعلها زينة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال كانت الخيل وحشية فذللها الله لاسمعيل بن ابراهيم عليهما السلام * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه قال بلغني ان الله لما أراد ان يخلق الفرس قال لريح الجنوب انى خالق منك خلقا أجعله عزا لاوليائي ومذلة لاعدائي وحمى لاهل طاعتي فقبض من الريح قبضة فخلق منها فرسا فقال سميتك فرسا وجعلتك عربيا الخير معقود بناصيتك والغنائم محازة على ظهرك والغنى معك حيث كنت ارعاك لسعة الرزق على غيرك من الدواب وجعلتك لها سيدا وجعلتك تطير بلا جناحين فانت للطلب وأنت للهرب وساحمل عليك رجالا يسبحونى فتسبحني معهم إذا سبحوا ويهللوني فتهللنى معهم إذا هللوا ويكبرونى فتكبرني معهم إذا كبروا فلما صهل الفرس قال باركت عليك ارهب بصهيلك المشركين أملا منه آذانهم وارعب منه قلوبهم واذل به أعناقهم فلما عرض الخلق على آدم وسماهم قال الله تعالى يا آدم اختر من خلقي من أحببت فاختار الفرس فقال الله اخترت عزك وعز ولدك باق فيهم ما بقوا وينتج منه أولادك أولادا فبركتي عليك وعليهم فما من تسبيحة ولا تهليلة ولا تكبيرة تكون من راكب الفرس الا والفرس تسمعها وتجيبه مثل قوله * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال سال رجل ابن عباس عن أكل لحوم الخيل فكرهها وقرأ والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس أنه كان يكره لحوم الخيل ويقول قال الله والانعام خلقها لكم فيها دف ء ومنافع ومنها تأكلون فهذه للاكل والخيل والبغال والحمير لتركبوها فهذه للركوب * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد أنه سئل عن لحوم الخيل فقال والخيل والبغال والحمير لتركبوها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحكم في قوله والانعام خلقها لكم فيها دف ء ومنافع ومنها تأكلون فجعل منه الاكل ثم قرأ والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة قال يجعل لكم فيها أكلا وكان الحكم يقول الخيل والبغال والحمير حرام في كتاب الله * وأخرج أبو عبيد وأبو داود والنسائي وابن المنذر عن خالد بن الوليد قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذى ناب من السباع وعن لحوم الخيل والبغال والحمير * وأخرج أبو عبيد وابن أبى شيبة والترمذي وصححه والنسائي وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق عمر وبن دينار عن جابر بن عبد الله قال طعمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوم
[ 112 ]
الخيل ونهانا عن لحوم الحمر الاهلية * وأخرج أبو داود وابن أبى حاتم من طريق أبى الزبير عن جابر بن عبد الله أنهم ذبحوا يوم خيبر الحمير والبغال والخيل فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن الحمير والبغال ولم ينههم عن الخيل * أخرج ابن أبى شيبة والنسائي وابن جرير وابن مردويه من طريق عطاء عن جابر قال كنا ناكل لحم الخيل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت والبغال قال أما البغال فلا * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه وابن المنذر عن أسماء قالت نحرنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا فاكلناه * وأخرج أحمد عن دحية الكلبى قال قلت يا رسول الله أحمل لك حمارا على فرس فينتج لك بغلا وتركبها قال انما يفعل ذلك الذين لا يعلمون * قوله تعالى (ويخلق ما لا تعلمون) * أخرج الخطيب في تاريخه وابن عساكر عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى ويخلق ما لا تعلمون قال البراذين * وأخرج ابن عساكر عن مجاهد في قوله ويخلق مالا تعلمون قال السوس في الثياب * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مما خلق الله لارضا من لؤلؤة بيضاء مسيرة ألف عام عليها جبل من ياقوتة حمراء محدق بها في تلك الارض ملك قد ملا شرقها وغربها له ستمائة رأس في كل رأس ستمائة وجه في كل وجه ستون ألف فم في كل فم ستون ألف لسان يثنى على الله ويقدسه ويهلله ويكبره بكل لسان ستمائة ألف وستين ألف مرة فإذا كان يوم القيامة نظر إلى عظمة الله فيقول وعزتك ما عبدتك حق عبادتك فذلك قوله ويخلق ما لا تعلمون * وأخرج أبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الاسماء والصفات عن الشعبى قال ان لله عبادا من وراء الاندلس كما بيننا وبين الاندلس ما يرون ان الله عصاه مخلوق رضراضهم الدر والياقوت وجبالهم الذهب والفضة لا يحرثون ولا يزرعون ولا يعملون عملا لهم شجر على أبوابهم لها ثمر هي طعامهم وشجر لها أوراق عراض هي لباسهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن وهب انه قيل له أخبرنا من أتى سعالة الريح وانه رأى بها أربع نجوم كأنها أربعة أقمار فقال وهب ويخلق ما لا تعلمون * قوله تعالى (وعلى الله قصد السبيل) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وعلى الله قصد السبيل يقول البيان ومنها جائر قال الاهواء المختلفة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس وعلى الله قصد السبيل يقول على الله ان يبين الهدى والضلالة ومنها جائر قال السبيل المتفرقة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد في قوله وعلى الله قصد السبيل قال طريق الحق على الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وعلى الله قصد السبيل قال على الله بيان حلاله وحرامه وطاعته ومعصيته ومنها جائر قال على السبيل ناكب عن الحق وفى قراءة ابن مسعود ومنكم جائر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن الانباري في المصاحف عن على انه كان يقرأ هذه الآية فمنكم جائر * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله وعلى الله قصد السبيل قال طريق الهدى ومنها جائر قال من السبل جائر عن الحق وقرأ ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ولو شاء لهداكم أجمعين لقصد السبيل الذى هو الحق وقرأ ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا وقرأ ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها والله أعلم * قوله تعالى (هو الذى أنزل من السماء ماء) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فيه تسيمون قال ترعون فيه أنعامكم * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عزوجل فيه تسيمون قال فيه ترعون قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الاعشى وهو يقول ومشى القوم بالعماد إلى الدو * حاء أعماد المسيم بن المساق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وما ذرأ لكم في الارض قال ما خلق لكم في الارض مختلفا من الدواب والشجر والثمار نعم من الله متظاهرة فاشكروها لله عزوجل والله أعلم بالصواب * قوله تعالى (وهو الذى سخر البحر) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن مطر انه كان لا يرى بركوب البحر باسا وقال ما ذكره الله في القرآن الا بخير * وأخرج عبد الرزاق عن ابن عمر انه كان يكره ركوب البحر الا لثلاث غاز أو حاج أو معتمر * وأخرج عبد الرزاق عن علقمة بن شهاب القرشى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
[ 113 ]
لم يدرك الغزو معى فليغز في البحر فان أجر يوم في البحر كاجر يوم في البر وان القتل في البحر كالقتلتين في البر وان المائد في السفينة كالمتشحط في دمه وان خيار شهداء أمتى أصحاب الكف قالوا وما أصحاب الكف يا رسول الله قال قوم تنكفا بهم مراكبهم في سبيل الله * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق عبد الله بن عمرو بن العاص عن كعب الاحبار ان الله قال للبحر الغربي حين خلقه قد خلقتك فاحسنت خلقك وأكثرت فيك من الماء وانى حامل فيك عباد إلى يكبروني ويهللوني ويسبحوني ويحمدوني فكيف تعمل بهم قال أغرقهم قال الله انى أحملهم على كفى وأجعل باسك في نواحيك ثم قال للبحر الشرقي قد خلقتك فاحسنت خلقك وأكثرت فيك من الماء وانى حامل فيك عبادا لى يكبروني ويهللوني ويسبحوني ويحمدوني فكيف أنت فاعل بهم قال أكبرك معهم وأحملهم بين ظهرى وبطني فاعطاه الله الحلية والصيد الطيب * وأخرج البزار عن أبى هريرة قال كلم الله البحر الغربي وكلم البحر الشرقي فقال للبحر الغربي انى حامل فيك عبادا من عبادي فما أنت صانع بهم قال أغرقهم قال باسك في نواحيك وحرمه الحلية والصيد وكلم هذا البحر الشرقي فقال انى حامل فيك عبادا من عبادي فما أنت صانع بهم قال أحملهم على يدى وأكون لهم كالوالدة لولدها فأثابه الحلية والصيد * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وهو الذى سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا يعنى حيتان البحر وتستخرجوا منه حلية تلبسونها قال هذا اللؤلؤ * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله لتأكلوا منه لحما طريا قال هو السمك وما فيه من الدواب * وأخرج ابن أبى شيبة عن قتادة انه سئل عن رجل قال لامرأته ان أكلت لحما فانت طالق فاكلت سمكا قال هي طالق قال الله لتاكلوا منه لحما طريا * وأخرج ابن أبى شيبة عن عطاء قال يحنث قال الله لتأكلوا منه لحما طريا * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى جعفر قال ليس في الحلى زكاة ثم قرأ وتستخرجوا منه حلية تلبسونها * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وترى الفلك مواخر قال جواري * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وترى الفلك مواخر فيه قال تمسخر السفن الرياح ولا تمسخر الريح من السفن الا الفلك العظام * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة ونرى الفلك مواخر فيه قال تشق الماء بصدرها * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله وترى الفلك مواخر فيه قال السفينتان يجريان بريح واحدة كل واحدة مستقبلة الاخرى * وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله وترى الفلك مواخر فيه قال تجرى بريح واحدة مقبلة ومدبرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله ولتبتغوا من فضله قال هو التجارة والله أعلم بالصواب * قوله تعالى (وألقى في الارض رواسي) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من طريق قتادة عن الحسن عن قيس بن عباد قال ان الله لما خلق الارض جعلت تمور فقالت الملائكة ما هذه بمقرة على ظهرها أحدا فاصبحت صبحها وفيها رواسيها فلم يدروا من أين خلقت فقالوا ربنا هل من خلقك شئ أشد من هذا قال نعم الحديد فقالوا هل من خلقك شئ أشد من الحديد قال نعم خلق النار قالوا ربنا هل من خلقك شئ أشد من النار قال نعم الماء قالوا ربنا هل من خلقك شئ هو أشد من الماء قال نعم الريح قال ربنا هل من خلقك شئ هو أشد من الريح قال نعم الرجل قالوا ربنا هل من خلقك شئ هو أشد من الرجل قال نعم المرأة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله رواسي قال الجبال أن تميد بكم قال أثبتها بالجبال ولولا ذلك ما أقرت عليها خلقا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله رواسي أن تميد بكم قال حتى لا تميد بكم كانوا على الارض تمور بهم لا يستقر بها فاصبحوا صبحا وقد جعل الله الجبال وهى الرواسى أوتادا في الارض * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ان تميد بكم قال ان تكفأ بكم وفى قوله وأنهارا قال بكل بلدة * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله وسبلا قال السبل هي الطرق بين الجبال * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والخطيب في كتاب النجوم عن قتادة في قوله وسبلا قال طرقا وعلامات قال هي النجوم * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله وعلامات قال أنهار الجبال * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن الكلبى في قوله وعلامات قال الجبال * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله وعلامات يعنى معالم الطرق بالنهار وبالنجم هم يهتدون يعنى بالليل
[ 114 ]
* وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابراهيم وعلامات قال هي الاعلام التى في السماء وبالنجم هم يهتدون قال يهتدون به في البحر في أسفارهم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وعلامات وبالنجم هم يهتدون قال منها ما يكون علامة ومنها ما يهتدى به * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد انه كان لا يرى باسا ان يتعلم الرجل منازل القمر * وأخرج ابن المنذر عن ابراهيم انه كان لا يرى باسا ان يتعلم الرجل من النجوم ما يهتدى به * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله أفمن يخلق كمن لا يخلق قال الله هو الخالق الرازق وهذه الاوثان التى تعبد من دون الله خلق ولا تخلق شيأ ولا تملك لاهلها ضرا ولا نفعا قال الله أفلا تذكرون وفى قوله والذين يدعون من دون الله الآية قال هذه الاوثان التى تعبد من دون الله أموات لا أرواح فيها ولا تملك لاهلها خيرا ولا نفعا الهكم اله واحد قال الله الهنا ومولانا وخالقنا ورازقنا ولا تعبد ولا ندعو غيره فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة يقول منكرة لهذا الحديث وهم مستكبرون قال مستكبرون عنه * قوله تعالى (لا جرم) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله لا جرم يقول بلى * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى مالك في قوله لا جرم يعنى لحق * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله لا جرم قال لا كذب * قوله تعالى (انه لا يحب المستكبرين) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله انه لا يحب المستكبرين قال هذا قضاء الله الذى قضى انه لا يحب المستكبرين وذكر لنا ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبى الله انه ليعجبه الجمال حتى يود أن علاقة سوطه وقبالة نعله حسن فهل ترهب على الكبر فقال نبى الله صلى الله عليه وسلم كيف تجد قلبك قال أجده عارفا للحق مطمئنا إليه قال فليس ذاك بالكبر ولكن الكبر ان تبطر الحق وتغمص الناس فلا ترى أحدا أفضل منك وتغمص الحق فتجاوزه إلى غيره * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسين بن على انه كان يجلس إلى المساكين ثم يقول انه لا يحب المستكبرين * وأخرج ابن أبى حاتم عن على قال ثلاث من فعلهن لم يكتب مستكبرا من ركب الحمار ولم يستنكف ومن اعتقل الشاة واحتلبها وأوسع للمسكين وأحسن مجالسته * وأخرج مسلم والبيهقي في الشعب عن عياض بن حمار المجاشعى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته ان الله أوحى إلى ان تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد * وأخرج البيهقى عن عمر بن الخطاب رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله من تواضع لى هكذا أو أشار بباطن كفه إلى الارض وأدناها من الارض رفعته هكذا وأشار بباطن كفه إلى السماء ورفعها نحو السماء * وأخرج الخطيب والبيهقي عن عمر انه قال على المنبر يا أيها الناس تواضعوا فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تواضع لله رفعه الله وقال انتعش رفعك الله فهو في نفسه صغير وفى أعين الناس عظيم ومن تكبر وضعه الله وقال اخسا خفضك الله فهو في أعين الناس صغير وفى نفسه كبير حتى لهو أهون عليهم من كلب أو خنزير * وأخرج البيهقى عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من آدمى الا وفى رأسه سلسلتان سلسلة في السماء وسلسلة في الارض وإذا تواضع العبد رفعه الملك الذى بيده السلسلة من السماء وإذا تجبر جذبته السلسلة التى في الاض * وأخرج البيهقى عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من آدمى الا وفى رأسه حكمة الحكمة بيد ملك فان تواضع قيل للملك ارفع حكمته وان ارتفع قيل للملك ضع حكمته * وأخرج البهيقى عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تكبر تعظما وضعه الله من تواضع تخشعا رفعه الله * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه وابن مردويه والبيهقي عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان فقال رجل يا رسول الله الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا فقال ان الله جميل يحب الجمال الكبر من بطر الحق وغمص الناس * وأخرج ابن سعد وأحمد والبيهقي عن أبى ريحانة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل شئ من الكبر الجنة قال قائل يا رسول الله انى أحب أن أتجمل بعلاق سوطي وشسع نعلي فقال ان ذلك ليس بالكبر ان الله جميل يحب الجمال انما الكبر من سفه الحق وغمص الناس بعينيه وأخرجه البغوي في معجمه والطبراني عن سوار بن عمر والانصاري قال
[ 115 ]
قلت يا رسول الله انى رجل حبب إلى الجمال وأعطيت منه ما ترى فما أحب ان يفوقني أحد في شسع افمن الكبر ذاك قال لا قلت فما الكبر يا رسول الله قال من سفه الحق وغمص الناس * وأخرج البغوي والطبراني من سوار بن عمر والانصاري قال سال رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى رجل حبب إلى الجمال حتى انى لا أحب أحدا يفوقني بشراك أفمن الكبر ذاك قال لا ولكن الكبر من غمص الناس وبطر الحق * وأخرج ابن عساكر عن ابن عمر ان أبا ريحانة قال يا رسول الله انى لاحب الجمال حتى في نعلي وعلاقة سوطي أفمن الكبر ذلك قال ان الله جميل يحب الجمال ويحب ان يرى أثر نعمته على عبده الكبر من سفه الحق وغمص الناس أعمالهم * وأخرج ابن عساكر عن خريم بن فاتك انه قال يا رسول الله انى لاحب الجمال حتى انى لاحبه في شراك نعلي وجلاد سوطي وان قومي يزعمون ان من الكبر فقال ليس الكبر ان يحب أحدكم الجمال ولكن الكبر ان يسفه الحق ويغمص الناس * وأخرج سمويه في فوائده والباوردي وابن قانع والطبراني عن ثابت بن قيس ين شماس قال ذكر الكبر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا فقال رجل من القوم والله يا رسول الله ان ثيابي لتغسل فيعجبني بياضها ويعجبنى علاقة سوطي وشراك نعلي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ليس ذاك من الكبر انما الكبر ان تسفه الحق وتغمص الناس * وأخرج الطبراني عن اسامة قال أقبل رجل من بنى عامر فقال يا رسول الله بلغنا انك شددت في لبس الحرير والذهب وانى لاحب الجمال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله جميل يحب الجمال انما الكبر من جهل الحق وغماص الناس بعينيه * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال انى رجل حبب إلى الجمال وأعطيت منه ما ترى حتى ما أحب ان يفوقني أحد بشراك أو شسع أفمن الكبر هذا قال لا ولكن الكبر من بطر الحق وغمص الناس * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود رضى الله عنه مثله وفيه ان الرجل مالك الرهاوى وقال البغى يدل الكبر * وأخرج أحمد في الزهد عن عطاء بن يسار رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى نوح ابنه فقال انى موصيك بوصية وقاصرها عليك حتى لا تنسى أوصيك باثنتين وأنهاك عن اثنتين فاما اللتان أوصيك بهما فانى رأيتهما يكثران الولوج على الله عزوجل ورأيت الله تبارك وتعالى يستبشر بهما وصالح خلقه قل سبحان الله وبحمده فانها صلاة الخلق وبها يرزق الخلق وقل لا اله الا الله وحده لا شريك له فان السموات والارض لو كن حلقة لقصمتها ولو كن في كفة لرجحت بهن وأما اللتان انهاك عنهما فالشرك والكبر فقال عبد الله بن عمرو يا رسول الله الكبر ان يكون لى حلة حسنة ألبسها قال لا ان الله جميل يحب الجمال قال فالكبر ان يكون لى دابة صالحة أركبها قال لا قال فالكبر ان يكون لى أصحاب يتبعوني وأطعمهم قال لا قال فايما الكبر يا رسول الله قال ان تسفه الحق وتغمص الناس * واخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن عمرو قال لا يدخل حظيرة القدس متكبر * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود رضى الله عنه قال المتكبرون يجعلون يوم القيامة في توابيت من نار فتطبق عليهم * وأخرج أحمد والدارمى والترمذي والنسائي وابن ماجه وأبو يعلى وابن حبان والحاكم عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من فارق الروح جسده وهو برئ من ثلاث دخل الجنة الكبر والدين والغلول قال ابن الجوزى في جامع المسانيد كذا روى لنا الكبر وقال الدارقطني انما هو الكنز بالنون والزاى * وأخرج الطبراني عن السائب بن يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قالوا يا رسول الله هلكنا وكيف لنا ان نعلم ما في قلوبنا من دأب الكبر واين هو فقال من لبس الصوف أو حلب الشاة أو أكل مع ما ملكت يمينه فليس في قلبه ان شاء الله الكبر * وأخرج تمام في فوائده وابن عساكر عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لبس الصوف وانتعل المخصوف وركب حماره وحلب شاته وأكل معه عياله فقد نحى الله عنه الكبر أنا عبد ابن عبد أجلس جلسة العبد وآكل أكل العبد انى قد أوحى إلى ان تواضعوا ولا يبغى أحد على أحد ان يد الله مبسوطة في خلقه فمن رفع نفسه وضعه الله ومن وضع نفسه رفعه الله ولا يمشى امرؤ على الارض شبرا يبتغى سلطان الله الا أكبه الله * وأخرج أحمد في الزهد عن يزيد بن ميسرة قال قال عيسى عليه السلام مالى لا أرى فيكم أفضل العبادة قالوا وما
[ 116 ]
أفضل العبادة يا روح الله قال التواضع لله * وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي عن عائشة رضى الله عنها قالت انكم لتدعون أفضل العبادة التواضع * وأخرج البيهقى عن يحيى بن أبى كثير قال أفضل العمل الورع وخير العبادة التواضع * وأخرج ابن أبى شيبة والبيهقي عن ابن عمرو انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر كبه الله على وجهه في النار * وأخرج البيهقى عن النعمان بن بشير سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان للشيطان مصالى وفخوخا وان من مصاليه وفخوخه البطر بنعم الله والفخر بعطاء الله والكبر على عباد الله واتباع الهوى في غير ذات الله تعالى * وأخرج البيهقى عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا أنبئكم باهل النار كل فظ غليظ مستكبر ألا أنبئكم باهل الجنة كل ضعيف متضعف ذى طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لابره * وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم وصححه والبيهقي عن جبير بن مطعم قال يقولون في التيه وقد ركبت الحمار ولبست الشملة وحلبت الشاة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعل هذا فليس فيه من الكبر شئ * وأخرج أحمد في الزهد عن عبد الله بن شداد رفع الحديث قال من لبس الصوف واعتقل الشاة وركب الحمار وأجاب دعوة الرجل الدون أو العبد لم يكتب عليه من الكبر شئ * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد أبو يعلى والحاكم وصححه والبيهقي عن عبد الله بن سلام انه رؤى في السوق على رأسه حزمة حطب فقيل له أليس قد أوسع الله عليك قال بلى ولكني أردت أن أدفع الكبر وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر * وأخرج البيهقى عن جابر قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فاقبل رجل فلما رآه القوم اثنوا عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم انى لارى على وجهه سفعة من النار فلما جاء وجلس قال أنشدك بالله أجئت وأنت ترى انك أفضل القوم قال نعم * وأخرج البيهقى عن ابن المبارك انه سئل عن التواضع فقال التكبر على الاغنياء * وأخرج البيهقى عن ابن المبارك قال من التواضع ان تضع نفسك عند من هو دونك في نعمة الدنيا حتى تعلمه انه ليس لك فضل عليه لدنياك وان ترفع نفسك عند من هو فوقك في دنياه حتى تعلمه انه ليس لدنياه فضل عليك * وأخرج البيهقى عن ابن مسعود قال من خضع لغنى ووضع له نفسه اعظاما له وطمعا فيما قبله ذهب ثلثا مرؤته وشطر دينه * وأخرج أحمد في الزهد عن عون بن عبد الله قال قال عبد الله ابن مسعود لا يبلغ عبد حقيقة الايمان حتى يحل بذروته ولا يحل بذروته حتى يكون الفقر أحب إليه من الغنى والتواضع أحب إليه من الشرف وحتى يكون حامده وذامه سواء قال ففسرها أصحاب عبد الله قالوا حتى يكون الفقر في الحلال أحب إليه من الغنى في الحرام وحتى يكون التواضع في طاعة الله أحب إليه من الشرف في معصية الله وحتى يكون حامده وذامه في الحق سواء * قوله تعالى (وإذا قيل لهم) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال اجتمعت قريش فقالوا ان محمدا رجل حلو اللسان إذا كلمه الرجل ذهب بعقله فانظروا أناسا من أشرافكم المعدودين المعروفة انسابهم فابعثوهم في كل طريق من طرق مكة على رأس كل ليلة أو ليلتين فمن جاء يريده فردوه عنه فخرج ناس منهم في كل طريق فكان إذا أقبل الرجل وافدا لقومه ينظر ما يقول محمد فينزل بهم قالوا له أنا فلان ابن فلان فيعرفه بنسبه ويقول أنا أخبرك عن محمد فلا يريد ان يعنى إليه هو رجل كذاب لم يتبعه على أمره الا السفهاء والعبيد ومن لا خير فيه واما شيوخ قومه وخيارهم فمفارقون له فيرجع أحدهم فذلك قوله وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الاولين فإذا كان الوافد ممن عزم الله له على الرشاد فقالوا له مثل ذلك في محمد قال بئس الوافد انا لقومي ان كنت جئت حتى إذا بلغت الا مسيرة يوم رجعت قبل ان ألقى هذا الرجل وانظر ما يقول وآنى قومي ببيان أمره فيدخل مكة فيلقى المؤمنين فيسألهم ماذا يقول محمد فيقولون خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة يقول مال ولدار الآخرة خير وهى الجنة * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في الآية قال ان ناسا من مشركي العرب كانوا يقعدون بطريق من أتى نبى الله صلى الله عليه وسلم فإذا مروا سألوهم فاخبروهم بما سمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا انما هو أساطير الاولين * قوله تعالى (ليحملوا أوزارهم) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم يقول يحملون مع ذنوبهم ذنوب الذين يضلونهم بغير علم وذلك مثل قوله وأثقالا مع أثقالهم * وأخرج ابن أبى شيبة
[ 117 ]
وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة الآية قال حملهم ذنوب أنفسهم وذنوب من أطاعهم ولا يخفف ذلك عمن أطاعهم من العذاب شيأ * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الربيع بن أنس في قوله ليحملوا أوزارهم كاملة الآية قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ايما داع دعا إلى ضلالة فاتبع كان عليه مثل أوزار من اتبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شئ وايما داع دعا إلى هدى فاتبع فله مثل أجورهم من غير ان ينقص من أجورهم شئ * وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم انه بلغه انه يتمثل للكافر عمله في صورة اقبح ما خلق الله وجها وأنتنه ريحا فيجلس إلى جنبه كلما أفزعه شئ زاده وكلما تخوف شيأ زاده خوفا فيقول بئس الصاحب أنت من أنت فيقول وما تعرفني فيقول لا فيقول أنا عملك كان قبيحا فلذلك تراني قبيحا وكان منتنا فلذلك تراني منتنا طأطئ إلى اركبك فطالما ركبتني في الدنيا فيركبه وهو قوله ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة والله أعلم * قوله تعالى (قد مكر الذين من قبلهم) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله قد مكر الذين من قبلهم قال هو نمرود بن كنعان حين بنى الصرح * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن زيد بن أسلم قال أول جبار كان في الارض نمرود فبعث الله عليه بعوضة فدخلت في منخره فمكث أربعمائة سنة يضرب رأسه بالمطارق وارحم الناس به من جمع يديه فضرب بهما رأسه وكان جبارا أربعمائة سنه فعذبه الله أربعمائة سنة كملكه ثم أماته الله وهو الذى كان بنى صرحا إلى السماء الذى قال الله فاتى الله بنيانهم من القواعد * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله قد مكر الذين من قبلهم قال مكر نمرود بن كنعان الذى حاج ابراهيم في ربه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله قد مكر الذين من قبلهم فاتى الله بنيانهم من القواعد قال أتاها أمر الله من أصلها فخر عليهم السقف من فوقهم والسقف عالى البيوت فائتفكت بهم بيوتهم فاهلكهم الله ودمرهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله تشاقون فيهم يقول تخالفوني * قوله تعالى (وقيل للذين اتقوا) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن قتادة في قوله وقيل للذين اتقوا قال هؤلاء المؤمنون يقال لهم ماذا أنزل ربكم فيقولون خيرا للذين أحسنوا أي آمنوا بالله وكتبه وأمروا بطاعته وحثوا عباد الله على الخير ودعوهم إليه * قوله تعالى (الذين تتوفاهم الملائكة) الآية * اخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد في قوله الذين تتوفاهم الملائكة طيبين قال أحياء وأمواتا قدر الله ذلك لهم * وأخرج 7 ابن مالك وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة وأبو القاسم بن منده في كتاب الاحوال والبيهقي في شعب الايمان عن محمد بن كعب القرظى قال إذا استفاقت نفس العبد المؤمن جاءه الملك فقال السلام عليك يا ولى الله الله يقرأ عليك السلام ثم نزع بهذا الآية الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم * قوله تعالى (هل ينظرون) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة قال بالموت وقال في آية أخرى ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة وهو ملك الموت وله رسل أو ياتي أمر ربك وذاك يوم القيامة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة يقول عند الموت حين تتوفاهم أو ياتي أمر ربك قال ذلك يوم القيامة * قوله تعالى (ان تحرص على هداهم) الآية * أخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن مسعود انه قرأ فان الله لا يهدى بفتح الياء من يضل بضم الياء * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن الاعمش قال قال لى الشعبى يا سليمان كيف تقرأ هذا الحرف قلت لا يهدى من يضل فقال كذلك سمعت علقمة يقرؤها * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن علقمة انه كان يقرأ لا يهدى من يضل * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابراهيم انه قرأ لا يهدى من يضل * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد انه كان يقرأ هذا الحرف فان الله لا يهدى من يضل * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله فان الله لا يهدى من يضل قال من يضله الله لا يهديه
[ 118 ]
أحد * قوله تعالى (واقسموا بالله) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى العالية قال كان لرجل من المسلمين على رجل من المشركين دين فاتاه يتقاضاه فكان فيما تكلم به والذى أرجوه بعد الموت انه لكذا وكذا فقال له المشرك انك لتزعم انك تبعث من بعد الموت فاقسم بالله جهد يمينه لا يبعث الله من يموت فانزل الله واقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت الآية * وأخرج ابن مردويه عن على في قوله واقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت قال نزلت في 3 * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى هريرة قال قال الله سبنى ابن آدم ولم يكن ينبغى له ان يسبنى وكذبني ولم يكن ينبغى له ان يكذبنى فاما تكذيبه اياى فقال واقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت وقلت بلى وعدا عليه حقا وأما سبه اياى فقال ان الله ثالث ثلاثة وقلت هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ليبين لهم الذى يختلفون فيه قال للناس عامة والله أعلم * قوله تعالى (انما قولنا لشئ) الآية * أخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان واللفظ له عن أبى ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله يا ابن آدم كلكم مذنب الا من عافيت فاستغفروني أغفر لكم وكلكم فقراء الا من أغنيت فسلوني أعطكم وكلكم ضال الا من هديت فسلوني الهدى أهدكم ومن استغفرني وهو يعلم انى ذو قدرة على ان أغفر له غفرت له ولا أبالى ولو ان أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على قلب أشقى واحد منكم ما نقص ذلك من سلطاني مثل جناح بعوضة ولو ان أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على قلب أتقى واحد منكم ما زادوا في سلطاني مثل جناح بعوضة ولو ان أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم سالونى حتى تنتهى مسألة كل واحد منهم فاعطيتهم ما سألوني ما نقص ذلك مما عندي كغرز ابرة لو غمسها أحدكم في البحر وذلك انى جواد ماجد واجد عطائي كلام وعذابي كلام انما أمرى لشئ إذا أردته ان أقول له كن فيكون * قوله تعالى (والذين هاجروا في الله) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا قال انهم قوم من أهل مكة هاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ظلمهم وظلمهم المشركون * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبى حاتم عن داود بن أبى هند قال نزلت والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا إلى قوله وعلى ربهم يتوكلون في أبى جندل بن سهيل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله والذين هاجروا في الله من بعدما ظلموا قال هؤلاء أصحاب محمد ظلمهم أهل مكة فاخرجوهم من ديارهم حتى لحق طوائف منهم بارض الحبشة ثم بوأهم الله المدينة بعد ذلك فجعلها لهم دار هجرة وجعل لهم أنصارا من المؤمنين ولاجر الآخرة أكبر قال أي والله لما يثيبهم عليه من جنته ونعمته أكبر لو كانوا يعلمون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الشعبى في قوله لنبوأنهم في الدنيا حسنة قال المدينة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله لنبوأنهم في الدنيا حسنة قال لنرزقنهم في الدنيا رزقا حسنا * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبان بن تغلب قال كان الربيع بن خثيم يقرأ هذا الحرف في النحل والذين هاجروا في الله من بعدما ظلموا لنبوأنهم في الدنيا حسنة ويقرأ في العنكبوت لنثوينهم من الجنة غرفا ويقول التبوء في الدنيا والثواء في الآخرة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عمر بن الخطاب انه كان إذا أعطى الرجل من المهاجرين عطاء يقول خذ پارك الله لك هذا ما وعدك الله في الدنيا وما ادخر لك في الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون * قوله تعالى (وما أرسلنا من قبلك) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال لما بعث الله محمدا رسولا انكرت العرب ذلك ومن أنكر منهم قالوا الله أعظم من ان يكون رسوله بشرا مثل محمد فانزل الله أكان للناس عجبا ان أوحينا إلى رجل منهم وقال ما أرسلنا من قبلك الا رجالا يوحى إليهم فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون يعنى فاسئلوا أهل الذكر والكتب الماضية أبشرا كانت الرسل الذين أتتهم أم ملائكة فان كانوا ملائكة أتتكم وان كانوا بشرا فلا تنكروا ان يكون رسولا ثم قال وما أرسلنا من قبلك الا رجالا يوحى إليهم من أهل القرى أي ليسوا من أهل السماء كما قلتم * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله وما أرسلنا من قبلك
[ 119 ]
الا رجالا قال قالت العرب لولا أنزل علينا الملائكة قال الله ما أرسلت الرسل الا بشرا فاسألوا يا معشر العرب أهل الذكر وهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين جاءتهم قبلكم ان كنتم لا تعلمون ان الرسل الذين كانوا قبل محمد كانوا بشرا مثله فانهم سيخبرونكم انهم كانوا بشرا مثله * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس فاسألوا أهل الذكر يعنى مشركي قريش ان محمدا رسول الله في التوراة والانجيل * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله فاسألوا أهل الذكر قال نزلت في عبد الله بن سلام ونفر من أهل التوراة كانوا أهل كتب يقول فاسألوهم ان كنتم لا تعلمون ان الرجل ليصلى ويصوم ويحج ويعتمر وانه لمنافق قيل يا رسول الله بماذا دخل عليه النفاق قال يطعن على امامه وامامه من قال الله في كتابه فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون * وأخرج ابن مردويه عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغى للعالم ان يسكت على علمه ولا ينبغى للجاهل ان يسكت على جهله وقد قال الله فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فينبغي للمؤمن أن يعرف عمله على هدى أم على خلافه * قوله تعالى (بالبينات والزبر) * أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله بالبينات قال الآيات والزبر قال الكتب * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى عن أصحابه في قوله بالبينات والزبر قال البينات الحلال والحرام الذى كانت تجئ به الانبياء والزبر كتب الانبياء وأنزلنا اليك الذكر قال هو القرآن * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله لتبين للناس ما نزل إليهم قال ما أحل لهم وما حرم عليهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله لتبين للناس ما نزل إليهم قال أرسله الله إليهم ليتخذ بذلك الحجة عليهم * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله ولعلهم يتفكرون قال يطيعون * واخرج الحاكم وصححه عن حذيفة قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما أخبرنا بما يكون إلى قيام الساعة عقله منا من عقله ونسيه من نسيه * قوله تعالى (أفا من الذين مكروا والسيآت) * أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله أفامن الذين مكروا السيآت قال هو نمرود بن كنعان وقومه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله أفامن الذين مكروا السيآت أي الشرك * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله أفامن الذين مكروا السيآت قال تكذيبهم الرسل واعمالهم بالمعاصى * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله أو ياخذهم في تقلبهم قال في اختلافهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله أو ياخذهم في تقلبهم قال ان شئت أخذته في سفره وفى قوله أو ياخذهم على تخوف يقول ان شئت أخذته على أثر موت صاحبه وتخوف بذلك * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله أو ياخذهم في تقلبهم قال في أسفارهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله أو ياخذهم في تقلبهم يعنى على أي حال كانوا بالليل والنهار أو ياخذهم على تخوف يعنى ان ياخذ بعضا بالعذاب ويترك بعضا وذلك انه كان يعذب القرية فيهلكها ويترك الاخرى * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله أو باخذهم على تخوف قال ينقص من أعمالهم * واخرج ابن جرير من طريق عطاء الخراساني عن ابن عباس في قوله أو ياخذهم على تخوف فقالوا ما نرى الا انه عند تنقص ما نردده من الآيات فقال عمر ما أرى الا انه على ما تنتقصون من معاصي الله فخرج رجل ممن كان عند عمر فلقى اعرابيا فقال يا فلان ما فعل ربك فقال قد تخيفته يعنى تنقصته فرجع إلى عمر فاخبره فقال قدر الله ذلك * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله أو ياخذهم على تخوف قال ياخذهم بنقص بعضهم بعضا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله أو ياخذهم على تخوف قال كان يقال التخوف هو التنقص تنقصهم من البلد والاطراف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن قتادة في قوله أولم يروا إلى ما خلق الله من شئ يتفيا ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله قال ظل كل شئ فيه وظل كل شئ سجوده فاليمين أول النهار والشمائل آخر النهار * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن الضحاك في قوله أولم يروا إلى ما خلق الله من شئ يتفيؤ ظلاله قال إذا افاء الفئ توجه كل شئ ساجدا لله قبل القبلة من بيت أو شجر قال فكانوا يستحبون الصلاة عند ذلك * وأخرج ابن ابى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن
[ 120 ]
الضحاك في الآية قال إذا فاء الفئ لم يبق شئ من دابة ولا طائر الا خر لله ساجدا * وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن المنذر وأبو الشيخ عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع قبل الظهر بعد الزوال تحسب بمثلين من صلاة السحر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس من شئ الا وهو يسبح الله تلك الساعة ثم قرأ تتفيؤ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله الآية كلها * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعد بن ابراهيم قال صلوا صلاة الآصال حتى يفئ الفئ قبل النداء بالظهر من صلاها فكانما تهجد بالليل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد في الآية قال فئ كل شئ ظله وسجود كل شئ فيه سجود الخيال فيها * واخرج ابن جرير عن مجاهد في الاية قال إذا زالت الشمس سجد كل شئ لله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في الآية في قوله تتفيؤ ظلاله عن اليمين والشمائل قال الغدو والآصال إذا فاء ظل كل شئ أما الظل بالغداة فعن اليمين وأما بالعشى فعن الشمائل إذا كان بالغداة سجدت لله وإذا كان بالعشى سجدت له * وأخرج ابن ابى حاتم عن أبى غالب الشيباني قال أمواج البحر صلاته * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله داخرون قال صاغرون * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله داخرون قال صاغرون * قوله تعالى (ولله يسجد) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ولله يسجد ما في السموات وما في الارض من دابة قال لم يدع شيا من خلقه الا عبده له طائعا أو كارها * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في الآية قال يسجد من في السموات طوعا ومن في الارض طوعا وكرها * وأخرج الخطيب في تاريخه عن ابن عباس في قوله يخافون ربهم من فوقهم قال مخافة الاجلال * قوله تعالى (وقال الله لا تتخذوا الهين اثنين) * أخرج ابن أبى شيبة وابن مردويه عن أبى هريرة قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بسعد وهو يدعو باصبعيه فقال له يا سعد أحد أحد * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن سيرين قال كانوا إذا رأوا انسانا يدعو باصبعية ضربوا احداهما وقالوا انما هو اله واحد * وأخرج ابن أبى شيبة عن عائشة قالت ان الله يحب ان يدعى هكذا أو أشارت باصبع واحدة * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس قال هو الاخلاص يعنى الدعاء بالاصبع * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد قال الدعاء هكذا وأشار باصبع واحدة مقمعة الشيطان * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس قال الاخلاص هكذا وأشار باصبعيه والدعاء هكذا يعنى ببطون كفيه وللاستخارة هكذا ورفع يديه وولى ظهرهما وجهه * قوله تعالى (وله الدين واصبا) * أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وله الدين واصبا قال الدين الاخلاص واصبا دائما * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى صالح في قوله وله الدين واصبا قال لا اله الا الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وله الدين واصبا قال دائما * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن عباس في قوله وله الدين واصبا قال واجبا * وأخرج ابن الانباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله وله الدين واصبا ما الواصب قال الدائم قال فيه أمية بن أبى الصلت وله الدين واصبا وله الم‍ * لك وحمد له على كل حال * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن في الآية قال ان هذا الدين دين واصب شغل الناس وحال بينهم وبين كثير من سهواتهم فما يستطيعه الا من عرف فضله ورجا عاقبته * قوله تعالى (وما بكم من نعمة فمن الله) * أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله فإليه تجارون قال تتضرعون دعاء * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله فإليه تجارون يقول تضجون بالدعاء * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ثم إذا كشفت الضر عنكم الآية قال الخلق كلهم يقرون لله انه ربهم ثم يشركون بعد ذلك * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله فتمتعوا فسوف تعلمون قال هو وعيد * قوله تعالى (ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم) * أخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم قال يعلمون ان الله خلقهم ويضرهم وينفعهم ثم يجعلون لما يعلمون انه يضرهم ولا ينفعهم نصيبا مما رزقناهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا قال هم مشركو العرب
[ 121 ]
جعلوا لاوثانهم وشياطينهم نصيبا مما رزقهم الله وجزؤا من أموالهم جزأ فجعلوه لاوثانهم وشياطينهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم هو قولهم هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا * قوله تعالى (ويجعلون لله البنات) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ويجعلون لله البنات الآيات يقول يجعلون لى البنات ترضوهن لى ولا ترضوهن لانفسكم وذلك انهم كانوا في الجاهلية إذا ولد للرجل منهم جارية أمسكها على هون أو دسها في التراب وهي حية * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله ولهم ما يشتهون قال يعنى به البنين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وإذا بشر أحدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم قال هذا صنيع مشركي العرب أخبرهم الله بخبث صنيعهم فاما المؤمن فهو حقيق ان يرضى بما قسم الله له وقضاء الله خير من قضاء المرء لنفسه ولعمري ما ندرى انه لخير لرب جارية خير لاهلها من غلام وانما أخبركم الله بصنيعهم لتجتنبوه وتنتهوا عنه فكان أحدهم يغذو كلبه ويئد ابنته * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في الآية قال كانت العرب يقتلون ما ولد لهم من جارية فيدسونها في التراب وهى حية حتى تموت * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله على هون أي هوان بلغة قريش * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جرير في قوله أم يدسه في التراب قال يئد ابنته * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله ألا ساء ما يحكمون قال بئس ما حكموا يقول شئ لا يرضونه لانفسهم فكيف يرضونه لى * قوله تعالى (ولله المثل الاعلى) * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ولله المثل الاعلى قال شهادة أن لا اله الا الله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس في قوله ولله المثل الاعلى قال يقول ليس كمثله شئ * قوله تعالى (ولو يؤاخذ الله الناس) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة قال ما سقاهم المطر * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في الاية يقول إذا قحط المطر لم يبق في الارض دابة الا ماتت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة قال قد فعل الله ذلك في زمان نوح أهلك الله ما على ظهر الارض من دابة الا ما حملت سفينة نوح * وأخرج أحمد في الزهد عن ابن مسعود قال ذنوب ابن آدم قتلت الجعل في جحره ثم قال أي والله ومن غرق قوم نوح عليه السلام * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال كاد الجعل ان يعذب في جحره بذنب ابن آدم ثم قرأ ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك على ظهرها من دابة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى الدنيا في كتاب العقوبات عن أنس بن مالك قال كاد الضب ان يموت في جحره هولا من ظلم ابن آدم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى الدنيا وابن جرير والبيهقي في الشعب عن أبى هريرة انه سمع رجلا يقول ان الظالم لا يضر الا نفسه فقال أبو هريرة بلى والله ان الحبارى لتموت هزلا في وكرها من ظلم الظالم * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن الله يؤاخذنى وعيسى بن مريم بذنوبنا وفى لفظ بما جنت هاتان الابهام والتى تليها لعذبنا ما يظلمنا شيأ * قوله تعالى (ويجعلون لله ما يكرهون) * أخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله ويجعلون لله ما يكرهون قال يقول تجعلون لى البنات وتكرهون ذلك لانفسكم * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله ويجعلون لله ما يكرهون قال وهن الجوارى * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وتصف ألسنتهم الكذب ان لهم الحسنى قال قول كفار قريش لنا البنون ولله البنات * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وتصف ألسنتهم الكذب أي يتكلمون بان لهم الحسنى الغلمان * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وأنهم مفرطون قال مسيؤن * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله وانهم مفرطون قال متروكون في النار ينسون فيها أبدا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وانهم مفرطون قال قد فرطوا في النار أي معجلين * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله وانهم مفرطون قال معجل بهم إلى النار * قوله تعالى (وان لكم في الانعام لعبرة)
[ 122 ]
* أخرج ابن مردويه عن يحيى بن عبد الرحمن بن أبى كبشة عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما شرب أحد لبنا فشرق ان الله يقول لبنا خالصا سائغا للشاربين * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن أبى حاتم عن ابن سيرين ان ابن عباس شرب لبنا فقال له مطرف الا تمضمضت فقال ما اباليه بالة اسمح يسمح لك فقال قائل انه يخرج من بين فرث ودم فقال ابن عباس قد قال الله لبنا خالصا سائغا للشاربين * قوله تعالى (ومن ثمرات النخيل) * أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والنحاس وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن عباس انه سئل عن قوله تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا قال السكر ما حرم من ثمرتها والرزق الحسن ما حل من ثمرتها * وأخرج الفريابى وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في الآية قال السكر الحرام منه والرزق الحسن زبيبه وخله وعنبه ومنافعه * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في الآية قال السكر النبيذ والرزق الحسن فنسختها هذه الآية انما الخمر والميسر * واخرج أبو داود في ناسخه وابن جرير عن أبى رزين في الآية قال نزل هذا وهم يشربون الخمر قبل ان ينزل تحريمها * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في الآية قال السكر الخل والنبيذ وما أشبهه والرزق الحسن الثمر والزبيب وما أشبهه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا قال فحرم الله بعد ذلك السكر مع تحريم الخمر لانه منه ثم قال ورزقا حسنا فهو الحلال من الخل والزبيب والنبيذ واشباه ذلك فاقره الله وجعله حلالا للمسلمين * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا قال ان الناس كانوا يسمون الخمر سكرا وكانوا يشربونها ثم سماها الله بعد ذلك الخمر حين حرمت وكان ابن عباس يزعم ان الحبشة يسمون الخل السكر وقوله ورزقا حسنا يعنى بذلك الحلال التمر والزبيب وكان حلالا لا يسكر * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود قال السكر خمر * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن جبير والحسن والشعبى وابراهيم وأبى رزين مثله * وأخرج عبد الرزاق وابن الانباري في المصاحف والنحاس عن قتادة في قوله تتخذون منه سكرا قال حمور الاعاجم ونسخت في سورة المائدة * وأخرج النسائي عن سعيد بن جبير قال السكر الحرام والرزق الحسن الحلال * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن في قوله تتخذون منه سكرا قال ذكر الله نعمته عليهم في الخمر قبل ان يحرمها عليهم * وأخرج ابن الانباري والبيهقي عن ابراهيم والشعبى في قوله تتخذون منه سكرا قالا هي منسوخة * وأخرج الخطيب عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكم في العنب أشياء تأكلونه عنبا وتشربونه عصيرا ما لم ييبس وتتخذون منه زبيبا وربا والله أعلم * قوله تعالى (وأوحى ربك إلى النحل) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وأوحى ربك إلى النحل قال الهمها * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن قال النحل دابة أصغر من الجندب ووحيه إليها قذف في قلوبها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وأوحى ربك إلى النحل قال ألهمها الهاما ولم يرسل إليها رسولا * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس في قوله واوحى ربك إلى النحل قال أمرها أن تأكل من كل الثمرات وأمرها أن تتبع سبل ربها ذللا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله فاسلكي سبل ربك ذللا قال طرقا لا يتوعر عليها مكان سلكته * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله فاسلكي سبل ربك ذللا قال مطيعة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد في الآية قال الذلول الذى يقاد ويذهب به حيث أراد صاحبه قال فهم يخرجون بالنحل وينتجعون بها ويذهبون وهى تتبعهم وقرأ أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون وذللناها لهم الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله فاسلكي سبل ربك ذللا قال ذليلة لذلك وفى قوله يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه قال هذا العسل فيه شفاء للناس يقول فيه شفاء الاوجاع التى شفاؤها فيه * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس يعنى العسل * وأخرج ابن جرير وابن أبى شيبة وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس قال هو العسل فيه الشفاء
[ 123 ]
وفى القرآن * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن ابن مسعود رضى الله عنه قال ان العسل فيه شفاء من كل داء والقرآن شفاء لما في الصدور * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن مسعود قال عليكم بالشفاءين العسل والقرآن * وأخرج ابن ماجه وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالشفاءين العسل والقرآن * وأخرج البخاري عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الشفاء في ثلاثة في شرطة محجم أو شربة عسل أو كية بنار وأنا أنهى أمتى عن الكى * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان أخى استطلق بطنه فقال اسقه عسلا فسقاه عسلا ثم جاء فقال ما زاده الا استطلاقا قال اذهب فاسقه عسلا فسقاه عسلا ثم جاء فقال ما زاده الا استطلاقا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق الله وكذب بطن أخيك اذهب فاسقه عسلا فذهب فسقاه فبرأ * وأخرج ابن ماجه وابن السنى والبيهقي في الشعب عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء * واخرج البيهقى في الشعب عن عامر بن ملك قال بعثت إلى النبي صلى الله عليه وسلم من وعك كان بى التمس منه دواء أو شفاء فبعث إلى بعكة من عسل * وأخرج حميد بن زنجويه عن نافع ان عبد الله بن عمر رضى الله عنهما كان لا يشكو قرحة ولا شيأ الا جعل عليه عسلا حتى الدمل إذا كان به طلاه عسلا فقلنا له تداوى الدمل بالعسل فقال أليس يقول الله فيه شفاء للناس * وأخرج أحمد والنسائي عن معاوية بن خديج قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان كان في شئ شفاء فقى شرطة من محجم أو شربة من عسل أو كية بنار تصيب ألما وما أحب أن أكتوى * وأخرج ابن أبى شيبة عن حشرم المجمرى أن ملاعب الاسنة عامر بن مالك بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم يساله الدواء والشفاء من داء نزل به فبعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم بعسل أو بعكة من عسل * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن عمرو قال مثل المؤمن كمثل النحلة تأكل طيبا وتضع طيبا * وأخرج ابن أبى شيبة عن الزهري قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النمل والنحل * وأخرج الطبراني في الاوسط بسند حسن عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل بلال كمثل النحلة غدت تأكل من الحلو والمر ثم هو حلو كله * وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا يحب الفاحش ولا المتفحش وسوء الجوار وقطيعة الرحم ثم قال انما مثل المؤن كمثل النحلة رتعت فاكلت طيبا ثم سقطت فلم تؤذ ولم تكسر * وأخرج الطبراني عن سهل بن سعد الساعدي أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل النملة والنحلة والهدهد والصرد والضفدع * وأخرج الخطيب في تاريخه عن أبى هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أربع من الدواب النمله والنحلة والهدهد والصرد * وأخرج أبو يعلى عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر الذباب أربعون يوما والذباب كله في النار الا النحل * وأخرج عبد الرزاق في المصنف من طريق مجاهد عن عبيد بن عمير أو ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل الذباب في النار الا النحل وكان ينهى عن قتلها * وأخرج الحكيم الترمذي عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الذباب كلها في النار الا النحل * قوله تعالى (ومنكم من يرد إلى أرذل العمر) * وأخرج ابن جرير عن على رضى الله عنه في قوله ومنكم من يرد إلى أرذل العمر قال خمس وسبعون سنة * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله ومنكم من يرد إلى أرذل العمر الآية قال أرذل العمر هو الخوف * وأخرج سعيد ابن منصور وابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة قال من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر ثم قرأ لكى لا يعلم بعد علم شيا * واخرج ابن أبى شيبة عن طاوس قال ان العالم لا يخرف * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الملك ابن عمير قال كان يقال ان أبقى الناس عقولا قراء القرآن * وأخرج البخاري وابن مردويه عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو أعوذ بك من البخل والكسل وارذل العمر وعذاب القبر وفتنة الدجال وفتنة المحيا وفتنة الممات * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال كان دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أعوذ بالله من دعاء لا يسمع ومن قلب لا يخشع ومن علم لا ينفع ومن نفس لا تشبع اللهم انى أعوذ بك من الجوع فانه بئس
[ 124 ]
الضجيع ومن الخيانة فانها بئست البطانة وأعوذ بك من الكسل والهرم والبخل والجبن وأعوذ بك ان أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدجال وعذاب القبر * وأخرج ابن مردويه عن سعد بن أبى وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يدعو اللهم انى أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك ان أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر * واخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المولود حتى يبلغ الحنث ما يعمل من حسنة اثبت لوالده أو لوالديه وان عمل سيئة لم تكتب عليه ولا على والديه فإذا بلغ الحنث وجرى عليه القلم أمر الملكان اللذان معه فحفظاه وسدداه فإذا بلغ أربعين سنة في الاسلام آمنه الله من البلايا الثلاثة من الجنون والجذام والبرص فإذا بلغ الخمسين ضاعف الله حسناته فإذا بلغ ستين رزقه الله الانابة إليه فيما يحب فإذا بلغ سبعين أحبه أهل السماء فإذا بلغ تسعين سنة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وشفعه في أهل بيته وكان اسمه عنده أسير الله في أرضه فإذا بلغ إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيا كتب الله له مثل ما كان يعمل في صحته من الخير وان عمل سيئة لم تكتب عليه * قوله تعالى (والله فضل بعضكم على بعض) الآية * اخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله والله فضل بعضكم على بعض في الرزق الآية يقول لم يكونوا يشركوا عبيدهم في أموالهم ونسائهم وكيف تشركون عبيدى معى في سلطاني * واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في الآية قال هذا مثل الآلهة الباطل مع الله * واخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله والله فضل بعضكم على بعض في الرزق الآية قال هذا مثل ضربه الله فهل منكم من أحد يشارك مملوكه في زوجته وفى فراشه أفتعدلون بالله خلقه وعباده فان لم ترض لنفسك بهذا فالله أحق ان تبرئه من ذلك ولا تعدل بالله أحدا من عباده وخلقه * واخرج ابن أبى حاتم عن عطاء الخراساني في الآية قال هذا مثل ضربه الله في شان الآلهة فقال كيف تعدلون بى عبادي ولا تعدلون عبيدكم بانفسكم وتردون ما فضلتم به عليهم فتكونون أنتم وهم في الرزق سواء * واخرج ابن أبى حاتم عن الحسن البصري قال كتب عمر بن الخطاب إلى أبى موسى الاشعري اقنع برزقك في الدنيا فان الرحمن فضل بعض عباده على بعض في الرزق بلاء يبتلى به كلا فيبتلى به من بسط له كيف شكره فيه وشكره لله أداؤه الحق الذى افترض عليه مما رزقه وخوله * قوله تعالى (والله جعل لكم من أنفسكم) الآية * اخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا قال خلق آدم ثم خلق زوجته منه * واخرج الفريابى وسعيد بن منصور والبخاري في تاريخه وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن مسعود في قوله بنين وحفدة قال الحفدة الاختان * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الحفدة الاصهار * واخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الحفدة الولد وولد الولد * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الحفدة بنو البنين * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عزوجل وحفدة قال ولد الولد وهم الاعوان قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول حفد الولائد حولهن وأسلمت * باكفهن أزمة الاجمال * وأخرج ابن جرير عن أبى حمزة قال سئل ابن عباس عن قوله بنين وحفدة قال من أعانك فقد حفدك أما سمعت قول الشاعر حفد الولائد حولهن وأسلمت * باكفهن أزمة الاجمال * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الحفدة بنو امرأة الرجل ليسوا منه * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن أبى مالك قال الحفدة الاعوان * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن عكرمة قال الحفدة الخدم * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال الحفدة البنون وبنو البنين ومن أعانك من أهل أو خادم فقد حفدك * وأخرج ابن ابى حاتم عن قتادة في قوله أفبالباطل يؤمنون قال الشرك * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله أفبالباطل يؤمنون قال الشيطان وبنعمة الله قال محمد * قوله تعالى (ويعبدون من دون
[ 125 ]
الله) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن قتادة في قوله ويعبدون من دون الله مالا يملك لهم رزقا من السموات والارض قال هذه الاوثان التى تعبد من دون الله لا تملك لمن يعبدها رزقا ولا ضرا ولا نفعا ولا حياة ولا نشورا فلا تضربوا لله الامثال فانه أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فلا تضربو الله الامثال يعنى اتخاذهم الاصنام يقول لا تجعلوا معى الها غيرى فانه لا اله غيرى * قوله تعالى (ضرب الله مثل) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ يعنى الكافر انه لا يستطيع ان ينفق نفقة في سبيل الله ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا يعنى المؤمن وهو المثل في النفقة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ضرب الله مثلا عبدا مملوكا قال هذا مثل ضربه الله للكافر رزقه الله مالا فلم يقدم فيه خيرا ولم يعمل فيه بطاعة الله ومن رزقناه منا رزقا حسنا قال هو المؤمن اعطاه الله مالا رزقا حلالا فعمل فيه بطاعة الله واخذه بشكر ومعرفة حق الله فأثابه الله على ما رزقه الرزق المقيم الدائم لاهله في الجنة قال الله هل يستويان مثلا قال لا والله لا يستويان * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ضرب الله مثلا عبدا مملوكا يقدر على شئ ومن رزقناه منا رزقا حسنا ورجلين أحدهما أبكم ومن يامر بالعدل قال كل هذا مثل اله الحق وما يدعون من دونه الباطل * وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس في قوله ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ قال يعنى بذلك الآلهة التى لا تملك ضرا ولا نفعا ولا تقدر على شئ ينفعها ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا قال علانية المؤمن الذى ينفق سرا وجهر الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ قال الصنم * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع بن أنس قال ان الله ضرب الامثال على حسب الاعمال فليس عمل صالح الا له المثل الصالح وليس عمل سوء الا له مثل سوء وقال ان مثل العالم المتفهم كطريق بين شجر وجبل فهو مستقيم لا يعوجه شئ فذلك مثل العبد المؤمن الذى قرأ القرآن وعمل به * وأخرج ابن جرر وابن أبى حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ في رجل من قريش وعبده في هشام بن عمرو هو الذى نفق ماله سرا وجهرا وفى عبده أبى الجوزاء الذى كان ينهاه وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال ليس للعبد طلاق الا باذن سيده وقرأ عبدا مملوكا لا يقدر على شئ * وأخرج البيهقى في سننه عن ابن عباس أنه سئل عن المملوك يتصدق بشئ فقال ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ لا يتصدق بشئ * قوله تعالى (وضرب الله مثله) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم إلى آخر الآية يعنى بالابكم الذى هو كل على مولاه الكافر وبقوله ومن يامر بالعدل المؤمن وهذا المثل في الاعمال * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية وضرب الله مثلا رجلين احدهما ابكم في رجلين أحدهما عثمان بن عفان ومولى كافر وهو أسيد بن أبى العيص كان يكره الاسلام وكان عثمان ينفق عليه ويكفله ويكفيه المؤنة وكان الآخر ينهاه عن الصدقة والمعروف فنزلت فيهما * وأخرج ابن سعد وابن أبى شيبة والبخاري في تاريخه وابن أبى حاتم وابن مريه والضياء في المختارة عن ابن عباس في قوله ومن يامر بالعدل قال عثمان بن عفان * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في الآية قال هذا مثل ضربه الله للآلهة أيضا اما الابكم فالصنم فانه أبكم لا ينطق وهو كل على مولاه ينفقون عليه وعلى من ياتيه ولا ينفق هو عليهم ولا يرزقهم هل يستوى هو ومن يامر بالعد وهو الله * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله أحدهما أبكم قال هو الوثن هل يستوى هو ومن يامر بالعدل قال الله * وأخرج ابن أبى حاتم وابن المنذر عن ابن عباس في قوله كل قال الكل العيال كانوا إذا ارتحلوا حملوه على بعير ذلول وجعلوا معه نفرا يمسكونه خشية ان يسقط فهو عناء وعذاب وعيال عليهم هل يستوى هو ومن يامر بالعدل وهو على صراط مستقيم يعنى نفسه * قوله تعالى (وما أمر الساعة) * أخرج الطبراني عن ابن مسعود انه قرأ خبر * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم
[ 126 ]
عن قتادة في قوله وما امر الساعة الا كلمح البصر هو ان يقول كن أو أقرب فالساعة كلمح البصر أو هي أقرب * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله كلمح البصر يقول كلمح ببصر العين من السرعة أو أقرب من ذلك إذا أردنا * وأخرج بن المنذر عن ابن جريج في قوله وما أمر الساعة الا كلمح البصر أو هو أقرب قال هو أقرب وكل شئ في القرآن أو فهو هكذا مائة ألف أو يزيدون والله أعلم * قوله تعالى (والله أخرجكم) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله والله أخرجكم من بطون أمهاتكم قال من الرحم * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون قال كرامة أكرمكم الله بها فاشكروا نعمه * وأخرج أحمد وابن ماجه وابن حبان والطبراني وابن مردويه عن حية وسواء ابني خالد أنهما أتيا النبي صلى الله عليه وسلم أو هو يعالج بناء فقال لهما هلم فعالجا معه فلما فرغ أمر لهما بشئ وقال لهما لا تياسا من الرزق ما تهزهزت رؤسكما فانه ليس من مولود يولد من أمة الا احمر ليس عليه قشرة ثم يرزقه الله * قوله تعالى (ألم يروا إلى الطير) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله جو السماء في كبد السماء * وأخرج ابن ابى حاتم عن السدى في قوله في جو السماء قال جوف السماء ما يمسكهن الا الله قال يمسكه الله على كل ذلك والله أعلم بالصواب * قوله تعالى (والله جعل لكم من بيوتكم) الآية * أخرج ابن ابى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله والله جعل لكم من بيوتكم سكنا قال تسكنون فيها * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله جعل لكم من بيوتكم سكنا قال تسكنون وتقرون فيها وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا وهى خيام الاعراب تستخفونها يقول في الحمل ومتاعا إلى حين قال إلى الموت * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله تستخفونها يوم ظعنكم قال بعض بيوت السيارة بنيانه في ساعة وفى قوله وأوبارها قال الابل وأشعارها قال الغنم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أثاثا قال الاثاث المال ومتاعا إلى حين يقول تنفعون به إلى حين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عطاء قال انما أنزل القرآن على قدر معرفة العرب ألا ترى إلى قوله ومن أصوافها وأوبارها وما جعل الله لهم من غير ذلك أعظم منه وأكثر ولكنهم كانوا أصحاب وبر وشعر ألا ترى إلى قوله والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وما جعل من السهل أعظم وأكثر ولكنهم كانوا أصحاب جبال الا ترى إلى قوله وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وما يقى البرد أعظم وأكثر ولكنهم كانوا أصحاب حر ألا ترى إلى قوله من جبال فيها من برد يعجبهم بذلك وما أنزل من الثلج أعظم وأكثر ولكنهم كانوا لا يعرفونه * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله ومتاعا إلى حين قال إلى أجل وبلغة * قوله تعالى (والله جعل لكم مما خلق) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله والله جعل لكم مما خلق ظلالا قال من الشجر ومن غيرها وجعل لكم من الجبال أكنانا قال غارات يسكن فيها وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر من القطن والكتان والصوف وسرابيل تقيكم باسكم من الحديد كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون ولذلك هذه السورة تسمى سورة النعم * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق الكسائي عن حمزة عن الاعمش وأبى بكر وعاصم انهم قرأوا لعلكم تسلمون برفع التاء من أسلمت * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله سرابيل تقيكم الحر قال يعنى الثياب وسرابيل تقيكم باسكم قال يعنى الدروع والسلاح كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون يعنى من الجراحات وكان ابن عباس يقرؤها تسلمون * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه ان اعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والله جعل لكم من بيوتكم سكنا قال الاعرابي نعم قال وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها قال الاعرابي نعم ثم قرأ عليه كل ذلك يقول نعم حتى بلغ كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون فولى الاعرابي فانزل الله يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها قال هي المساكن والانعام وما ترزقون منها والسرابيل من الحديد والثياب تعرف هذا كفار قريش تم تنكره بان
[ 127 ]
تقول هذا كان لآبائنا فورثونا اياه * وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن كثير في الآية قال يعلمون الله خلقهم وأعطاهم بعدما أعطاهم يكفرون فهو معرفهم نعمته ثم انكارهم اياها كفرهم بعد * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عون بن عبد الله في قوله يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها قال انكارهم اياها ان يقول الرجل لولا فلان أصابني كذا وكذا ولولا فلان لم أصب كذا وكذا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن السدى في قوله يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها قال محمد صلى الله عليه وسلم ولفظ ابن أبى حاتم قال هذا في حديث أبى جهل والاخنس حين سال الاخنس أبا جهل عن محمد فقال هو نبى * قوله تعالى (ويوم نبعث) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ويوم نبعث من كل أمة شهيدا قال شهيدها نبيها على أنه قد بلغ رسالات ربه قال الله وجئنا بك شهيدا على هؤلاء قال ذكر لنا أن نبى الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية فاضت عيناه * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى العالية في قوله وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون قال هذا كقوله هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فالقوا إليهم القول قال حدثوهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وألقوا إلى الله يومئذ السلم قال استسلموا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وألقوا إلى الله يومئذ السلم يقول ذلوا واستسلموا يومئذ * قوله تعالى (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله) * أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وهناد بن السرى وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في البعث والنشور عن ابن مسعود في قوله زدناهم عذابا فوق العذاب قال زيد وعقارب لها أنياب كالنخل الطوال * وأخرج ابن مردويه والخطيب في تالى التلخيص عن البراء ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله زدناهم عذابا فوق العذاب قال عقارب أمثال النخل الطوال ينهشونهم في جهنم * وأخرج هناد عن ابن مسعود قال أفاعى في النار * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في الآية قال ان أهل النار إذا جزعوا من حرها استغاثوا بضحضاح في النار فإذا أتوه تلقاهم عقارب كانهن البغال الدهم وأفاع كانهن البخاتى فضربنهم فذلك الزيادة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن عبيد بن عمير قال ان في جهنم لجبابا فيها حيات أمثال البخت وعقارب أمثال البغال يستغيث أهل النار من تلك الجباب إلى الساحل فتثب إليهم فتأخذ جباههم وشفارهم فكشطت لحومهم إلى أقدامهم فيستغيثون منها إلى النار فتتبعهم حتى تجد حرها فترجع وهى في أسراب * وأخرج ابن أبى شيبة وهناد عن مجاهد مثله * وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن عمرو قال ان لجهنم سواحل فيها حيات وعقارب أعناقها كاعناق البخت * وأخرج ابن ابى حاتم من طريق الاعمش عن مالك بن الحارث قال إذا طرح الرجل في النار هوى فيها فإذا انتهى إلى بعض أبوابها قيل مكانك حتى تتحف فيسقى كأسا من سم الاساود والعقارب فيتميز الجلد على حدة والشعر على حدة والعصب على حدة والعروق على حدة * وأخرج أبو يعلى وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله زدناهم عذابا فوق العذاب قال خمسة أنهار من نار صبها الله عليهم يعذبون ببعضها بالليل وببعضها بالنهار * وأخرج ابن مردويه عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الزيادة خمسة أنهار تجرى من تحت العرش على رؤس أهل النار ثلاثة أنهار على مقدار الليل ونهران على مقدار النهار فذلك قوله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون * وأخرج ابن مردويه عن مجاهد قال قال ابن عباس أتدرى ما سعة جهنم قلت لا قال ان ما بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفا تجرى أودية القيح والدم قلت له الانهار قال لا بل الاودية * قوله تعالى (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن مسعود قال ان الله أنزل في هذا الكتاب تبيانا لكل شئ ولقد علمنا بعضا مما بين لنا في القرآن ثم تلا ونزلنا عليك الكتاب بيانا لكل شئ * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن الضريس في فضائل القرآن ومحمد بن نصر في كتاب الله والطبراني والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال من أراد العلم فليتور القرآن فان فيه علم الاولين والآخرين * واخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود
[ 128 ]
قال لا تهذوا القرآن كهذا الشعر ولا تنثره ونثر الدقل وقفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود قال ان هذا القرآن مأدبة الله فمن دخل فيه فهو آمن * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود قال ان هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله تبيانا لكل شئ قال مما أمروا به ونهوا عنه * وأخرج ابن أبى حاتم عن الاوزاعي رضى الله عنه في قوله ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ قال بالسنة * قوله تعالى (ان الله يامر بالعدل والاحسان) * أخرج أحمد عن عثمان بن أبى العاصى رضى الله عنه قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شخص بصره فقال أتانى جبريل فأمرني ان أضع هذه الآية بهذا الموضع من السورة ان الله يامر بالعدل والاحسان إلى قوله تذكرون * وأخرج أحمد والبخاري في الادب وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء بيته جالسا إذ مر به عثمان بن مظعون رضى الله عنه فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينما هو يحدثه إذ شخص بصره إلى السماء فنظر ساعة إلى السماء فاخذ يضع بصره حتى وضعه على يمينه في الاض فتحرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جليسه عثمان إلى حيث وضع رأسه فاخذ ينفض رأسه كانه يستفقه ما يقال له فلما قضى حاجته شخص بصر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء كما شخص أول مرة فاتبعه بصره حتى توارى في السماء فاقبل إلى عثمان كجلسته الاولى فسأله عثمان رضى الله عنه فقال أتانى جبريل آنفا قال فما قال لك قال ان الله يامر بالعدل والاحسان إلى قوله تذكرون قال عثمان رضى الله عنه فذلك حين استقر الايمان في قلبى وأحببت محمدا صلى الله عليه وسلم * وأخرج الباوردى وابن السكن وابن منده وأبو نعيم في معرفة الصحابة عن عبد الملك بن عمير رضى الله عنه قال بلغ أكتم بن صيفي مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاراد أن ياتيه فاتى قومه فانتدب رجلين فاتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا نحن رسل أكتم يسألك من انت وما جئت به فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنا محمد بن عبد الله عبد الله ورسوله ثم تلا عليهم هذه الآية ان الله يامر بالعدل والاحسان إلى تذكرون قالوا ردد علينا هذا القول فردده عليهم حتى حفظوه فاتيا أكتم فاخبراه فلما سمع الآية قال انى أراه يامر بمكارم الاخلاق وينهى عن ملائمها فكونوا في هذا الامر رؤسا ولا تكونوا فيه اذنابا ورواه الاموى في مغازيه وزاد فركب متوجها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فمات في الطريق قال ويقال نزلت فيه هذه الآية ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ان الله يامر بالعدل قال شهادة ان لا اله الا الله والاحسان قال أداء الفرائض وايتاء ذى القربى قال اعطاء ذوى الرحم الحق الذى أوجبه الله عليك بسبب القرابة والرحم وينهى عن الفحشاء قال الزنا والمنكر قال الشرك والبقى قال الكبر والظلم يعظكم قال يوصيكم لعلكم تذكرون * وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في الادب ومحمد بن نصر في الصلاة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود رضى الله عنه قال أعظم آية في كتاب الله تعالى الله لا اله الا هو الحى القيوم وأجمع آية في كتاب الله للخير والشر الآية التى في النحل ان الله يامر بالعدل والاحسان وأكثر آية في كتاب الله تفويضا ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب وأشد آية في كتاب الله رجاء يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم الآية * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن الحسن رضى الله عنه انه قرأ هذه الآية ان الله يامر بالعدل والاحسان إلى آخرها ثم قال ان الله عزوجل جمع لكم الخير كله والشر كله في آية واحدة فو الله ما ترك العدل والاحسان من طاعة الله شيأ الا جمعه ولا ترك الفحشاء والمنكر والبغى عن معصية الله شيأ الا جمعه * وأخرج ابن النجار في تاريخه من طريق العكلى عن أبيه قال مر على بن أبى طالب رضى الله عنه بقوم يتحدثون فقال فيم أنتم فقالوا نتذاكر المروءة فقال أو ما كفاكم الله عزوجل ذاك في كتابه إذ يقول الله ان الله يامر بالعدل والاحسان فالعدل الانصاف والاحسان التفضل فما بقى بعد هذا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ان الله يامر بالعدل والاحسان الآية قال ليس من خلق
[ 129 ]
حسن كان أهل الجاهلية يعملون به ويعظمونه ويخشونه الا أمر الله به وليس من خلق سئ كانوا يتعايرونه بينهم الا نهى الله عنه وقدم فيه وانما نهى عن سفاسف الاخلاق ومذامها * وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن كعب القرظى قال دعاني عمر بن عبد العزيز فقال صف لى العدل فقلت بخ سالت عن أمر جسيم كن لصغير الناس أبا ولكبيرهم ابنا وللمثل منهم أخا وللنساء كذلك وعاقب الناس على قدر ذنوبهم وعلى قدر أجسادهم ولا تضربن بغضبك سوطا واحدا متعديا فتكون من العادين * وأخرج ابن أبى حاتم عن الشعبى قال قال عيسى ابن مريم انما الاحسان ان تحسن إلى من أساء اليك والله أعلم * قوله تعالى (وأوفوا بعهد الله) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مزيدة بن جابر في قوله تعالى وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم قال نزلت هذه الاية في بيعة النبي صلى الله عليه وسلم كان من أسلم بايع على الاسلام فقال وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها فلا تحملنكم قلة محمد وأصحابه وكثرة المشركين ان تنقضوا البيعة التى بايعتم على الاسلام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها قال تغليظها في الحلف وقد جعلتم الله عليكم كفيلا قال وكيلا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها يقول بعد تشديدها وتغليظها * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها يعنى بعد تغليظها وتشديدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا يعنى في العهد شهيدا والله أعلم بالصواب * قوله تعالى (ولا تكونوا كالتى نقضت) الآية * أخرج ابن ابى حاتم عن أبى بكر بن حفص قال كانت سعيدة الاسدية مجنونة تجمع الشعر والليف فنزلت هذه الآية ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها الآية * وأخرج ابن مردويه من طريق عطاء بن أبى رباح قال قال لى ابن عباس يا عطاء الا أريك امرأة من أهل الجنة فارانى حبشية صفراء قال هذه أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ان بى هذه الموتة يعنى الجنون فادع الله ان يعافينى فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ان شئت دعوت الله فعافاك وان شئت صبرت واحتسبت ولك الجنة فاختارت الصبر والجنة قال وهذه المجنونة سعيدة الاسدية وكانت تجمع الشعر والليف فنزلت هذه الآية ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها الآية * وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن كثير في قوله ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها قال خرقاء كانت بمكة تنقضه بعد ما تبرمه * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن السدى في قوله ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها قال كانت امرأة بمكة كانت تسمى خرقاء مكة كانت تغزل فإذا أبرمت غزلها تنقضه * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم وابن جرير عن مجاهد في قوله ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها قال نقضت حبلها بعد ابرامها اياه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في الآية قال لو سمعتم بامرأة نقضت غزلها من بعد ابرامه لقلتم ما أحمق هذه وهذا مثل ضربه الله لمن نكث عهده وفى قوله تتخذون أيمانكم دخلا بينكم قال خيانة وغدرا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أن تكون أمة هي أربى من أمة قال ناس أكثر من ناس * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله أن تكون أمة هي أربى من أمة قال كانوا يحالفون الحلفاء فيجدون أكثر منهم وأعز فينقضون حلف هؤلاء ويحالفون هؤلاء الذين هم أعز فنهوا عن ذلك * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد ابن جبير رضى الله عنه في الآية قال ولا تكونوا في نقض العهد بمنزلة التى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا يعنى بعدما أبرمته تتخذون أيمانكم يعنى العهد دخلا بينكم يعنى بين أهل العهد يعنى مكرا أو خديعة ليدخل 7 العلة فيستحل به نقض العهد ان تكون أمة هي أربى من أمة يعنى أكثر انما يبلوكم الله به يعنى بالكثرة وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة يعنى المسلمة والمشركة أمة واحدة يعنى ملة الاسلام وحدها ولكن يضل من يشاء يعنى عن دينه وهم المشركون ويهدى من يشاء يعنى المسلمين ولتسئلن يوم القيامة عما كنتم تعملون ثم ضرب مثلا آخر للناقض العهد فقال ولا تتخذوا أيمانكم يعنى العهد دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها يقول ان ناقض العهد يزل في دينه كما يزل قدم الرجل بعد الاستقامة وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله يعنى العقوبة ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا يعنى عرضا من الدنيا يسيرا انما عند الله يعنى الثواب هو خير
[ 130 ]
لكم يعنى أفضل لكم من العاجل ما عندكم ينفد يعنى ما عندكم من الاموال يفنى وما عند الله باق يعنى وما عند الله في الآخرة من الثواب دائم لا يزول عن أهله وليجزين الذين صبروا أجرهم باحسن ما كانوا يعملون في الدنيا ويعفو عن سيأتهم * وأخرج سعيد بن منصور والطبراني عن ابن مسعود قال اياكم وأرأيت فانما هلك من كان قبلكم بارأيت ولا تقيسوا الشئ بالشئ فتزل قدم بعد ثبوتها وإذا سئل أحدكم عما لا يعلم فليقل لا أعلم فانه ثلث العلم * قوله تعالى (من عمل صالحا) الآية * أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما انه سئل عن هذه الآية من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة قال الحياة الطيبة الرزق الحلال في هذه الحياة الدنيا وإذا صار إلى ربه جازاه باحسن ما كان يعمل * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله فلنحيينه حياة طيبة قال الحياة الطيبة الرزق الحلال في هذه الحياة الدنيا وإذا صار إلى ربه جازاه باحسن ما كان يعمل * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه في قوله فلنحيينه حياة طيبة قال ياكل حلالا ويشرب حلالا ويلبس حلالا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله حياة طيبة قال الكسب الطيب والعمل الصالح * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله حياة طيبة قال السعادة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فلنحيينه حياة طيبة قال القنوع قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو اللهم قنعني بما رزقتني وبارك فيه واخلف على كل غائبة لى بخير * وأخرج وكيع في الغرر عن محمد بن كعب القرظى في قوله فلنحيينه حياة طيبة قال القناعة * وأخرج وكيع عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القناعة مال لا ينفد * وأخرج مسلم عن ابن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه * وأخرج الترمذي والنسائي عن فضالة بن عبيد انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قد أفلح من هدى إلى الاسلام وكان عيشه كفافا وقنع به * وأخرج وكيع في الغرر عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القناعة قال لا ينفد * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله حياة طيبة قال ما تطيب الحياة لاحد الا في الجنة * قوله تعالى (فإذا قرأت القرآن) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم قال هذا دليل من الله دل عليه عباده * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن المنذر عن عطاء قال الاستعاذة واجبة لكل قراءة في الصلاة أو غيرها من أجل قوله فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم * وأخرج ابن أبى شيبة والبيهقي في سننه عن جبير ابن مطعم ان النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل في الصلاة كبر ثم قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عمر رضى الله عنه انه كان يتعوذ يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم * وأخرج أبو داود والبيهقي عن أبى سعيد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام الليل فاستفتح الصلاة قال سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك ثم يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم * أخرج أبو داود والبيهقي عن عائشة رضى الله عنها في ذكر الافك قالت جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكشف عن وجهه وقال أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ان الذين جاؤا بالافك عصبة منكم الآيات * قوله تعالى (انه ليس له سلطان) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن سفيان الثوري في قوله انه ليس له سلطان على الذين آمنوا قال ليس له سلطان على ان يحملهم على ذنب لا يغفر لهم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله انما سلطانه على الذين يتولونه قال حجته على الذين يتولونه والذين هم مشركون قال يعدلونه برب العالمين * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله انما سلطانه على الذين يتولونه يقول سلطان الشيطان على من تولى الشيطان وعمل بمعصية الله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الربيع ابن أنس في الاية قال ان عدو الله ابليس حين غلبت عليه الشقاوة قال لاغوينهم أجمعين الا عبادك منهم المخلصين فهؤلاء الذين لم يجعل للشيطان عليهم سبيل وانما سلطانه على قوم اتخذوه وليا فاشركوه في أعمالهم * قوله تعالى
[ 131 ]
(وإذا بدلنا آية مكان آية) الآيتين * أخرج أبو داود في ناسخه وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله وإذا بدلنا آية مكان آية وقوله ثم ان ربك للذين هاجروا من بعدما فتنوا قال عبد الله بن سعد بن أبى سرح كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فازله الشيطان فلحق بالكفار وأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقتل يوم الفتح فاستجار له عثمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجاره * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وإذا بدلنا آية مكان آية قال هو كقوله ما ننسخ من آية أو ننسأها * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله وإذا بدلنا آية مكان آية قال هذا في الناسخ والمنسوخ قال إذا نسخنا آية وجئنا بغيرها قالوا ما بالك قلت كذا وكذا ثم نقضته أنت تفتري قال الله والله أعلم بما ينزل * قوله تعالى (ولقد نعلم انهم يقولون) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم قينا بمكة اسمه بلعام وكان عجمى اللسان فكان المشركون يرون رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل عليه ويخرج من عنده فقالوا انما يعلمه بلعام فانزل الله ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر الآية * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله انما يعلمه بشر قال قالوا انما يعلم محمدا عبدة بن الحضرمي وهو صاحب الكتب فقال الله لسان الذى يلحدون إليه أعجمى وهذا لسان عربي مبين * وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرئ غلاما لبنى المغيرة أعجميا يقال له مقيس وأنزل الله ولقد نعلم انهم يقولون الآية * وأخرج آدم بن أبى اياس وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر قال قول قريش انما يعلم محمدا ابن الحضرمي وهو صاحب كتب لسان الذى يلحدون إليه أعجمى يتكلم بالرومية وهذا لسان عربي مبين * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة قال يقولون انما يعلم محمدا عبدة بن الحضرمي كان يسمى مقيس * وأخرج ابن جرير وبان المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك في الآية قال كانوا يقولون انما يعلمه سلمان الفارسى وأنزل الله لسان الذى يلحدون إليه أعجمى * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق ابن شهاب عن سعيد بن المسيب ان الذى ذكر الله في كتابه انه قال انما يعلمه بشر انما افتنن من انه كان يكتب الوحى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يملى عليه سميع عليم أو عزيز حكيم أو نحو ذلك من خواتيم الاية ثم يشتغل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول يا رسول الله أعزيز حكيم أو سميع عليم فيقول أي ذلك كتبت فهو كذلك فافتتن وقال ان محمدا ليكل ذلك إلى فاكتب ما شئت فهذا الذى ذكر لى سعيد بن المسيب من الحروف السبعة * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في الآية قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أذاه أهل مكة دخل على عبد لبنى الحضرمي يقال له أبو يسر كان نصرانيا وكان قد قرأ التوراة والانجيل فساءله وحدثه فلما رآه المشركون يدخل عليه قالوا يعلمه أبو اليسر قال الله هذا لسان عربي مبين ولسان أبى اليسر عجمى * قوله تعالى (انما يفترى الكذب) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن معاوية بن صالح قال ذكر الكذب عند أبى امامة فقال اللهم عفوا أما تسمعون الله يقول انما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون * وأخرج الخرائطي في مساوى الاخلاق وابن عساكر في تاريخه عن عبد الله بن جراد انه سال النبي صلى الله عليه وسلم هل يزنى المؤمن قال قد يكون ذلك قال هل يسرق المؤمن قال قد يكون ذلك قال هل يكذب المؤمن قال لا ثم اتبعها نبى الله صلى الله عليه وسلم انما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون * وأخرج الخطيب في تاريخه عن عبد الله بن جراد قال قال أبو الدرداء يا رسول الله هل يكذب المؤمن قال لا يؤمن الله ولا باليوم الآخر من إذا حدث كذب * وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أخوف ما أخاف عليكم ثلاثا رجل آتاه الله القرآن حتى إذا رأى بهجته وتردى الاسلام أعاره الله ما شاء اخترط سيفه وضرب جاره ورماه بالكفر قالوا يا رسول الله أيهما أولى بالكفر الرامى أو المرمى به قال الرامى وذو خليفة قبلكم آتاه الله سلطانا فقال من أطاعنى فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله وكذب ما جعل الله خليفة حبه دون الخالق ورجل استهوته الاحاديث كلما كذب كذبة وصلها باطول منها فذاك الذى يدرك الدجال فيتبعه * قوله تعالى (من كفر باالله من بعد ايمانه) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى
[ 132 ]
حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهاجر إلى المدينة قال لاصحابه تفرقوا عنى فمن كانت به قوة فليتأخر إلى آخر الليل ومن لم تكن به قوة فليذهب في أول الليل فإذا سمعتم بى قد استقرت بى الارض فالحقوا بى فاصبح بلال المؤذن وخباب وعمار وجارية من قريش كانت أسلمت فاصبحوا بمكة فاخذهم المشركون وأبو جهل فعرضوا على بلال ان يكفر فابى فجعلوا يضعون درعا من حديد في الشمس ثم يلبسونها اياه فإذا ألبسوها اياه قال أحد أحد وأما خباب فجعلوا يجرونه في الشوك وأما عمار فقال لهم كلمة أعجبتهم تقية وأما الجارية فوتد لها أبو جهل أربعة أوتاد ثم مدها فادخل الحربة في قبلها حتى قتلها ثم خلوا عن بلال وخباب وعمار فلحقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبروهم بالذى كان من أمرهم واشتد على عمار الذى كان تكلم به فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف كان قلبك حين قلت الذى قلت أكان منشرحا بالذى قلت أم لا قال لا قال وأنزل الله الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان * وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل من طريق أبى عبيدة بن محمد بن عمار عن أبيه قال أخذ المشركون عمار بن ياسر فلم يتركوه حتى سب النبي صلى الله عليه وسلم وذكر آلهتهم بخير ثم تركوه فلما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما وراءك شئ قال شر ما تركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير قال كيف تجد قلبك قال مطمئن بالايمان قال ان عادوا فعد فنزلت الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان * وأخرج ابن سعد عن محمد بن سيرين ان النبي صلى الله عليه وسلم لقى عمارا وهو يبكى فجعل يمسح عن عينيه ويقول أخذك الكفار فغطوك في الماء فقلت كذا وكذا فان عادوا فقل ذلك لهم * وأخرج ابن سعد عن أبى عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر في قوله الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان قال ذلك عمار بن ياسر وفى قوله ولكن من شرح بالكفر صدرا قال ذاك عبد الله بن أبى سرح * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن أبى مالك في قوله الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان قال نزلت في عمار بن ياسر * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحكم الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان قال نزلت في عمار * وأخر ابن جرير عن السدى ان عبد الله بن أبى سرح أسلم ثم ارتد فلحق بالمشركين ووشى بعمار وخباب عند ابن الحضرمي أو ابن عبد الدار فاخذوهما وعذبوهما حتى كفرا فنزلت الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان * وأخرج مسدد في مسنده وابن المنذر وابن مردويه عن أبى المتوكل الناجى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمار بن ياسر إلى بئر للمشركين يستقى منها وحولها ثلاث صفوف يحرسونها فاستقى في قربة ثم أقبل فاخذوه فارادوه على ان يتكلم بكلمة الكفر فانزلت هذه الآية فيه الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان * وأخرج ابن جرير وابن عساكر عن قتادة قال ذكر لنا أن هذه الآية الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان نزلت في عمار بن ياسر أخذه بنو المغيرة فغطوه في بئر وقالوا اكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم فاتبعهم على ذلك وقلبه كاره فنزلت * واخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن سيرين قال نزلت هذه الآية الا من أكره في عياش بن أبى ربيعة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد قال نزلت هذه الآية في أناس من أهل مكة آمنوا فكتب إليهم بعض الصحابة بالمدينة ان هاجروا فانا لا نرى انكم منا حتى تهاجروا الينا فخرجوا يريدون المدينة فادركتهم قريش في الطريق ففتنوهم فكفروا مكرهين ففيهم نزلت هذه الآية * وأخرج ابن سعد عن عمر بن الحكم قال كان عمار بن ياسر يعذب حتى لا يدرى ما يقول وكان صهيب يعذب حتى لا يدرى ما يقول وكان أبو فكيهة يعذب حتى لا يدرى ما يقول وبلال وعامر وابن فهيرة وقوم من المسلمين وفيهم نزلت هذه الآية ثم ان ربك للذين هاجروا من بعد فافتنوا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه من طريق على عن ابن عباس في قوله من كفر بالله الآية قال أخبر الله سبحانه ان من كفر بالله من بعد ايمانه فعليه غضب من الله وله عذاب عظيم فاما من أكره فتكلم بلسانه وخالفه قلبه بالايمان لينجو بذلك من عدوه فلا حرج عليه لان الله سبحانه انما يؤاخذ العباد بما عقدت عليه قلوبهم * وأخرج ابن جرير عن عكرمة والحسن البصري قالا في سورة النحل من كفر بالله من بعد ايمانه الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم عضب من الله ولهم عذاب عظيم ثم نسخ واستثنى من ذلك فقال ثم ان ربك
[ 133 ]
للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا ان ربك من بعدها لغفور رحيم وهو عبد الله بن أبى سرح الذى كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فازله الشيطان فلحق بالكفار فامر به النبي صلى الله عليه وسلم ان يقتل يوم فتح مكة فاستجار له أبو بكر وعمر وعثمان بن عفان فاجاره النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ثم ان ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا الآية قال ذكر لنا أنه لما أنزل الله أن أهل مكة لا يقبل منهم اسلام حتى يهاجروا كتب بها أهل المدينة إلى أصحابهم من أهل مكة فخرجوا فادركهم المشركون فردوهم فانزل الله الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون فكتب بهذا أهل المدينة إلى أهل مكة فلما جاءهم ذلك تبايعوا على ان يخرجوا فان لحق بهم المشركون من أهل مكة قاتلوهم حتى ينجوا أو يلحقوا بالله فخرجوا فادركهم المشركون فقاتلوهم فمنهم من قتل ومنهم من نجا فانزل الله ثم ان ربك للذين هاجروا الآية * وأخرج عبد بن حميد عن الشعبى نحوه * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت هذه الآية فيمن كان يفتن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم ان ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان قوم من أهل مكة قد أسلموا وكانوا يستخفون بالاسلام فنزلت فيهم ثم ان ربك للذين هاجروا الآية فكتبوا إليهم بذلك ان الله قد جعل لكم مخرجا فاخرجوا فادركهم المشركون فقاتلوهم حتى نجا من نجا وقتل من قتل * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن رضى الله عنه أن عيونا لمسيلمة أخذوا رجلين من المسلين فاتوه بهما فقال لاحدهما أتشهد أن محمدا رسول الله قال نعم قال أتشهد أنى رسول الله فاهوى إلى أذنيه فقال انى أصم فامر به فقتل وقال للآخر أتشهد ان محمدا رسول الله قال نعم قال أتشهد أنى رسول الله قال نعم فارسله فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره فقال أما صاحبك فمضى على ايمانه وأما أنت فاخذت بالرخصة * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ثم ان ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا قال نزلت في عياش بن أبى ربيعة أحد بنى مخزوم وكان أخا أبى جهل لامه وكان يضربه سوطا وراحلته سوطا * وأخرج ابن جرير عن أبى اسحق في قوله ثم ان ربك للذين هاجروا من بعدما فتنوا قال نزلت هذه الآية في عمار بن ياسر وعياش بن أبى ربيعة والوليد بن أبى ربيعة والوليد بن الوليد رضى الله عنهم * قوله تعالى (يوم تأتى كل نفس) الآية * أخرج ابن المبارك وابن أبى شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن كعب قال كنت عند عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال خوفنا يا كعب فقلت يا أمير المؤمنين أو ليس فيكم كتاب الله وحكمة رسوله قال بلى ولكن خوفنا قلت يا أمير المؤمنين لو وافيت القيامة بعمل سبعين نبيا الازدريت عملك مما ترى قال زدنا قلت يا أمير المؤمنين لو فتح من جهنم قدر منخر ثور بالمشرق ورجل بالمغرب لغلا دماغه حتى يسيل من حرها قال زدنا قلت يا أمير المؤمنين ان جهنم لتزفر زفرة يوم القيامة لا يبقى ملك مقرب ولا نبى مرسل الا خر جاثيا على ركبتيه حتى ان ابراهيم خليله ليخر جاثيا على ركبتيه فيقول رب نفسي نفسي لا أسالك اليوم الا نفسي فاطرق عمر مليا قلت يا أمير المؤمنين أو ليس تجدون هذا في كتاب الله قال كيف قلت قول الله في هذه الآية يوم تأتى كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون * قوله تعالى (وضرب الله مثلا) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن عباس عنهما في قوله وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة الآية قال يعنى مكة * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن عطية رضى الله عنه في قوله وضرب الله مثلا قرية قال هي مكة ألا ترى انه قال ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه * وأخرج ابن أبى شيبة وعبيد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله قرية كانت آمنة قال مكة ألا ترى إلى قوله ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فاخذهم العذاب قال أخذهم الله بالجوع والخوف والقتل الشديد * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف قال فاخذهم الله بالجوع والخوف والقتل وفى قوله ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه قال أي والله يعرفون نسبة وأمره * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن سليم بن عمر قال صحبت حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهى خارجة من مكة إلى المدينة فاخبرت أن عثمان قد قتل فرجعت وقالت ارجعوا بى فو الذى نفسي بيده انها للقرية التى قال الله قرية كانت
[ 134 ]
آمنة مطمئنة إلى آخر الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن شهاب قال القرية التى قال الله كانت آمنة مطمئنة هي يثرب * قوله تعالى (انما حرم) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله انما حرم عليكم الميتة قال ان الاسلام دين مطهر طهره الله من كل سوء وجعل لك فيه يا ابن آدم سعة إذا اضطررت إلى شئ من ذلك * قوله تعالى (ولا تقولوا لما تصف) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا الحرام قال هي البحيرة والسائبة * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى نضرة قال قرأت هذه الآية في سورة النحل ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام إلى آخر الاية فلم أزل أخاف الفتيا إلى يومى هذا * وأخرج الطبراني عن ابن مسعود رضى الله عنه قال عسى رجل ان يقول ان الله أمر بكذا ونهى عن كذا فيقول الله عزوجل له كذبت ويقول ان الله حرم كذا وأحل كذا فيقول الله عزوجل له كذبت * قوله تعالى (وعلى الذين هادوا) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل قال في سورة الانعام * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل قال ما قص الله ذكره في سورة الانعام حيث يقول وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذى ظفر إلى قوله وانا لصادقون * قوله تعالى (ان ابراهيم كان أمة) الآيات * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن مسعود انه سئل ما الامة قال الذى يعلم الناس الخير قالوا فما القانت قال الذى يطيع الله ورسوله * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ان ابراهيم كان أمة قانتا قال كان على الاسلام ولم يكن في زمانه من قومه أحد على الاسلام غيره فلذلك قال الله كان أمة قانتا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله ان ابراهيم كان أمة قال اماما في الخير قانتا قال مطيعا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ان ابراهيم كان أمة قال كان مؤمنا وحده والناس كفار كلهم * وأخرج ابن جرير عن شهر بن حوشب قال لم يبق في الارض الا وفيها أربعة عشر يدفع الله بهم عن أهل الارض ويخرج بركتها الا زمن ابراهيم فانه كان وحده * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد يشهد له أمة الا قبل الله شهادتهم والامة الرجل فما فوقه الله يقول ان ابراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ان ابراهيم كان أمة قال امام هدى يقتدى به وتتبع سنته * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وآتينا في الدنيا حسنة قال لسان صدق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وآتيناه في الدنيا حسنة قال فليس من أهل دين الا يرضاه ويتولاه * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة معا في المصنف وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن ابن عمرو قال صلى ابراهيم الظهر والعصر بعرفات ثم وقف حتى إذا غابت الشمس دفع ثم صلى المغرب والعشاء بجمع ثم صلى به الفجر كاسرع ما يصلى أحد من المسلمين ثم وقف به حتى إذا كان كابطا ما يصلى أحد من المسلمين دفع ثم رمى الجمرة ثم ذبح وحلق ثم أفاض به إلى البيت فطاف به فقال الله لنبيه ثم أوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا والله تعالى أعلم * قوله تعالى (انما جعل السبت) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله انما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه قال أراد الجمعة فاخذوا السبت مكانه * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله انما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه قال ان الله فرض على اليهود الجمعة فابوا وقالوا يا موسى انه لم يخلق يوم السبت شيا فاجعل لنا السبت فلما جعل عليهم السبت استحلوا فيه ما حرم عليهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق السدى عن أبى مالك وسعيد بن جبير في قوله انما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه قال باستحلالهم اياه رأى موسى عليه السلام رجلا يحمل حطبا يوم السبت فضرب عنقه * وأخرج الشافعي في الام والبخاري ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن الآخرون السباقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم ثم هذا يومهم الذى فرض عليهم يوم الجمعة فاختلفوا فيه فهدانا الله له فالناس لنا فيه
[ 135 ]
تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد * وأخرج أحمد ومسلم عن أبى هريرة وحذيفة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت وكان للنصارى يوم الاحد فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة والسبت والاحد وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة نحن الآخرون من أهل الدنيا والاولون يوم القيامة المقضى لهم قبل الخلائق والله أعلم * قوله تعالى (ادع إلى سبيل ربك) الآية * أخرج ابن مردويه عن أبى ليلى الاشعري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تمسكوا بطاعة أئمتكم ولا تخالفوهم فان طاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله فان الله انما بعثنى ادعو إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة فمن خالفني في ذلك فهو من الهالكين وقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله ومن ولى من أمركم شيا فعمل بغير ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وجادلهم بالتى هي أحسن قال أعرض عن أذاهم اياك * قوله تعالى (وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) الآية * أخرج الترمذي وحسنه وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند والنسائي وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن حبان وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن أبى بن كعب رضى الله عنه قال لما كان يوم أحد أصيب من الانصار أربعة وستون رجلا ومن المهاجرين ستة منهم حمزة فمثلوا بهم فقالت الانصار لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا لنربين عليهم فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نصبر ولا نعاقب كفوا عن القوم الا أربعة * وأخرج ابن سعد والبزار وابن المنذر وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة حين استشهد فنظر إلى منظر لم ير شيأ قط كان أوجع لقلبه منه ونظر إليه قد مثل به فقال رحمة الله عليك فانك كنت ما علمت وصولا للرحم فعولا للخيرات ولولا حزن من بعدك عليك لسرني ان أتركك حتى يحشرك الله من أرواح شتى أما والله لامثلن بسبعين منهم مكانك فنزل جبريل والنبى صلى الله عليه وسلم واقف بخواتيم النحل وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به الآية فكفر النبي صلى الله عليه وسلم عن يمينه وأمسك عن الذى أراد وصبر * وأخرج ابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قتل حمزة ومثل به لئن ظفرت بقريش لامثلن بسبعين رجلا منهم فانزل الله وان عاقبتم الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل نصبر يا رب فصبر ونهى عن المثلة * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف وابن جرير عن الشعبى قال لما كان يوم أحد وانصرف المشركون فرأى المسلمون باخوانهم مثلة جعلوا يقطعون آذانهم وآنابهم ويشقون بطونهم فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن انالنا الله منهم لنفعلن ولنفعلن فانزل الله وان عاقبتم الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل نصبر * وأخرج ابن اسحق وابن جرير عن عطاء بن يسار قال نزلت سورة النحل كلها بمكة الا ثلاث آيات من آخرها نزلت بالمدينة يوم أحد حيث قتل حمزة ومثل به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن ظهرنا عليهم لنمثلن بثلاثين رجلا منهم فلما سمع المسلمون ذلك قالوا والله لئن ظهرنا عليهم لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب باحد قط فانزل الله وان عاقبتم فعاقبوا إلى آخر السورة * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به قال هذا حين أمر الله نبيه ان يقاتل من قاتله ثم نزلت براءة وانسلاخ الاشهر الحرام قال فهذا من المنسوخ * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد قال كانوا قد أمروا بالصفح عن المشركين فاسلم رجال ذو منعة فقالوا يا رسول الله لو أذن الله لنا لانتصرنا من هؤلاء الكلاب فنزلت هذه الآية ثم نسخ ذلك بالجهاد * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به قالا لا تعتدوا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن محمد بن سيرين في قوله وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به قال ان أخذ منك رجل شيأ فخذ منه مثله * قوله تعالى (ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) * أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون قال اتقوا فيما حرم الله عليهم وأحسنوا فيما افترض عليهم * وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وابن أبى شيبة وهناد وابن
[ 136 ]
جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن هرم بن حيان انه لما نزل به الموت قالوا له اوص قال أوصيكم بآخر سورة النحل ادع إلى سبيل ربك بالحكمة إلى آخر السورة * (سورة الاسراء) * * أخرج النحاس وابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت سورة بنى اسرائيل بمكة * وأخرج البخاري وابن الضريس وابن مردويه عن ابن مسعود انه قال في بنى اسرائيل والكهف ومريم انهن من العتاق الاول وهن من تلادى * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه والنسائي والحاكم وابن مردويه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ كل ليلة بنى اسرائيل والزمر * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى عمر والشيبانى قال صلى بنا عبد الله الفجر فقرأ بسورتين الآخرة منهما بنو اسرائيل * قوله تعالى (سبحان الذين أسرى بعبده ليلا) الآية * أخرج ابن جرير عن حذيفة انه قرأ سبحان الذى أسرى بعبده من الليل من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق سأله عن قوله تعالى سبحان الذى أسرى بعبده ليلا قال سبحان تنزيه الله تعالى الذى أسرى بمحمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى بيت المقدس ثم رده إلى المسجد الحرام وقال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الاعشى وهو يقول قلت له لما علا فخره * سبحان من علقمة الفاخر * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم وابن مردويه من طريق ثابت عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه فركتبه حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التى تربط بها الانبياء ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل باناء من خمر واناء من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل اخترت الفطرة ثم عرج بنا إلى سماء الدنيا فاستفتح جبريل فقيل من انت قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بى ودعا لى بخير ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل قيل ومن معك قيل محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بابنى الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا فرحبا بى ودعوا لى بخير ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أتا بيوسف وإذا هو قد أعطى شطر الحسن فرحب بى ودعا لى بخير ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بادريس فرحب بى ودعا لى بخير ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بهارون فرحب بى ودعا لى بخير ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بموسى فرحب بى ودعا لى بخير ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بابراهيم مسند ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ثم ذهب بى إلى سدرة المنتهى فإذا ورقها فيها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال فلما غشيها من أمر الله ما غشى تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع ان ينعتها من حسنها فأوحى إلى ما اوحى وفرض علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فقال ما فرض ربك على أمتك قلت خمسين صلاة قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فان أمتك لا تطيق ذلك فانى قد بلوت بنى اسرائيل وخبرتهم فرجعت إلى ربى فقلت يا رب خفف عن أمتى فحط عنى خمسا فرجعت إلى موسى فقلت حط عنى خمسا فقال ان أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف قال فلم أزال أرجع بين ربى وموسى حتى قال يا محمد انهن خمس صلوات لكل يوم وليلة بكل صلاة عشر فتلك خمسون صلاة ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فان عملها كتبت له عشرا ومن هم بسئية فلم يعملها لم تكتب شيا فان عملها كتبت سيئة واحدة فنزلت حتى انتهيت إلى
[ 137 ]
موسى فاخبرته فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فقلت قد رجعت إلى ربى حتى استحيت منه * وأخرج البخاري ومسلم وابن جرير وابن مردويه من طريق شريك بن عبد الله بن أبى نمر عن أنس قال ليلة أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في المسجد الحرام فقال أولهم ايهم هو فقال أوسطهم هو خيرهم فقال أحدهم خذوا خيرهم فكانت تلك الليلة فلم يرهم حتى أتوه ليلة أخرى فيما يرى قلبه وتنام عيناه ولا ينام قلبه وكذلك الانبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم فلم يكلموه حتى احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم فتولاه منهم جبريل فشق جبريل ما بين نحره إلى لبته حتى فرغ من صدره وجوفه فغسله من ماء زمزم بيده حتى أنقى جوفه ثم أتى بطست من ذهب محشوا ايمانا وحكمة فحشا به صدره ولغاديده يعنى عروق حلقه ثم أطبقه ثم عرج به إلى السماء الدنيا فضرب بابا من أبوابها فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال نعم قالوا مرحبا به وأهلا ووجد في السماء الدنيا آدم فقال له جبريل هذا أبوك آدم فسلم عليه فسلم عليه ورد عليه آدم وقال مرحبا وأهلا بابنى نعم الابن أنت فإذا هو في السماء الدنيا بنهرين يطردان فقال ما هذان النهران يا جبريل قال هذا النيل والفرات عنصرهما ثم مضى به في السماء فإذا هو بنهر آخر عليه قصر من لؤلؤ وزبرجد فضرب بيده فإذا هو مسك أذفر قال ما هذا يا جبريل قال هذا الكوثر الذى خبه لك ربك ثم عرج به إلى السماء الثانية فقالت الملائكة له مثل ما قالت له الاولى من هذا قال جبريل قالوا ومن معك قال محمد قالوا وقد بعث إليه قال نعم قالوا مرحبا به وأهلا ثم عرج به إلى السماء الثالثة فقالوا له مثل ما قالت الاولى والثانية ثم عرج به إلى السماء الرابعة فقالوا له مثل ذلك ثم عرج به إلى الخامسة فقالوا مثل ذلك ثم عرج به إلى السادسة فقالوا له مثل ذلك ثم عرج به إلى السابعة فقالوا له مثل ذلك كل سماء فيها أنبياء قد سماهم منهم ادريس في الثانية وهارون في الرابعة وآخر في الخامسة ولم أحفظ اسمه وابراهيم في السادسة وموسى في السابعة بتفضيل كلام الله فقال موسى رب لم أظن ان ترفع على أحدا ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه الا الله حتى جاء سدرة المنتهى ودنا الجبار رب العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى فأوحى الله فيما يوحى إليه خمسين صلاة على أمتك كل يوم وليلة ثم هبط حتى بلغ موسى فاحتبسه موسى فقال يا محمد ماذا عهد اليك ربك قال عهد إلى خمسين صلاة كل يوم وليلة قال ان أمتك لا تستطيع ذلك ارجع فليخفف عنك ربك وعنهم فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كانه يستشيره فاشار إليه جبريل ان نعم ان شئت فعلا به إلى الجبار تبارك وتعالى فقال وهو مكانه يا رب خفف عنا فان أمتى لا تستطيع ذلك فوضع عنه عشر صلوات ثم رجع إلى موسى واحتبسه فلم يزل يردده موسى إلى ربه حتى صارت إلى خمس صلوات ثم احتبسه موسى عند الخمس فقال يا محمد والله لقد راودت بنى اسرائيل على أدنى من هذا فضعفوا وتركوه فامتك أضعف أجسادا وقلوبا وأبدانا وأبصارا واسماعا فارجع فليخفف عنك ربك كل ذلك يلتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل ليشير عليه ولا يكره ذلك جبريل فرفعه عند الخامسة فقال يا رب ان أمتى ضعفاء أجسادهم وقلوبهم واسماعهم وابدانهم فخفف عنا فقال الجبار يا محمد قال لبيك وسعديك قال انه لا يبدل القول لدى كما فرضت عليك في أم الكتاب وكل حسنة بعشر أمثالها فهى خمسون في أم الكتاب وهى خمس عليك فرجع إلى موسى فقال كيف فعلت فقال خفف عنا أعطانا بكل حسنة عشر أمثالها فقال موسى قد والله راودت بنى اسرائيل على أدنى من ذلك فتركوه ارجع إلى ربك فليخفف عنك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا موسى قد والله استحييت من ربى مما اختلفت إليه قال فاهبط بسم الله واستيقظ وهو في المسجد الحرام * وأخرج النسائي وابن مردويه من طريق يزيد بن أبى مالك عن أنس رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتيت ليلة اسرى بى بدابة فوق الحمار ودون البغل خطوها عند منتهى طرفها كانت تسخر للانبياء قبلى فركبته ومعى جبريل فسرت فقال انزل فصل ففعلت فقال أتدرى أين صليت صليت بطيبة واليها المهاجر ان شاء الله ثم قال انزل فصل ففعلت فقال أتدرى أين صليت صليت بطور سيناء حيث كلم الله موسى ثم قال انزل فصل فصليت فقال أتدرى أين صليت صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى ثم دخلت بيت المقدس فجمع لى الانبياء عليهم السلام فقدمني جبريل فصليت بهم ثم صعد بى إلى السماء الدنيا فإذا فيها آدم فقال
[ 138 ]
لى سلم عليه فقال مرحبا يا بنى والنبى الصالح ثم صعد بى إلى السماء الثانية فإذا فيها ابنا الخالة عيسى ويحيى ثم صعد بى إلى السماء الثالثة فإذا فيها يوسف ثم صعد بى إلى السماء الرابعة فإذا فيها هارون ثم صعد بى إلى السماء الخامسة فإذا فيها ادريس ثم صعد بى إلى السماء السادسة فإذا فيها موسى ثم صعد بى إلى السماء السابعة فإذا فيها ابراهيم ثم صعد بى إلى فوق السبع سموات وأتيت سدرة المنتهى فغشيتني ضبابة فخررت ساجدا فقيل لي انى يوم خلقت السموات والارض فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة فقم بها أنت وأمتك فمررت على ابراهيم فلم يسألنى شيأ ثم مررت على موسى فقال لى كم فرض عليك وعلى أمتك قلت خمسين صلاة قال انك لن تستطيع ان تقوم بها أنت ولا أمتك فاسأل ربك التخفيف فرجعت فاتيت سدرة المنتهى فخررت ساجدا فقلت يا رب فرضت على وعلى أمتى خمسين صلاة فلن استطيع ان أقوم بها انا ولا أمتى فخفف عني عشرا فمررت على موسى فسألني فقلت خفف عنى عشرا قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فخفف عنى عشرا ثم عشرا حتى قال هن خمس بخمسين فقم بها أنت وأمتك فعلمت انها من الله صرى فمررت على موسى فقال لى كم فرضا عليك فقلت خمس صلوات فقال فرض على بنى اسرائيل صلاتان فما قاموا بهما فقلت انها من الله فلم ارجع * واخرج ابن أبى حاتم من وجه آخر عن يزيد بن أبى مالك عن أنس رضى الله عنه قال لما كان ليلة اسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام بدابة فوق الحمار ودون البغل حمله جبريل عليها ينتهى خفها حيث ينتهى طرفها فلما بلغ بيت المقدس أتى إلى الحجر الذى ثمة فغمز جبريل عليه السلام باصبعه فثقبه ثم ربطها ثم صعد فلما استويا في صرحة المسجد قال جبريل يا محمد هل سالت ربك ان يريك الحور العين قال نعم قال فانطلق إلى أولئك النسوة فسلم عليهن وهن جلوس عن يسار الصخرة فاتيتهن فسلمت عليهن فرددن على السلام فقلت من انتن فقلن خيرات حسان نساء قوم ابرار نقوا فلم يدرنوا وأقاموا فلم يظعنوا وخلدوا فلم يموتوا ثم انصرفت فلم البت الا يسيرا حتى اجتمع ناس كثير ثم أذن مؤذن وأقيمت الصلاة فقمنا صفوفا فانتظرنا من يؤمنا فاخذ جبريل بيدى فقدمني فصليت بهم فلما انصرفت قال جبريل يا محمد اتدرى من صلى خلفك قلت لا قال صلى خلفك كل نبى بعثه الله ثم أخذ بيدى فصعد بى إلى السماء فلما انتهينا إلى الباب استفتح قالوا من أنت قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قالوا وقد بعث إليه قال نعم ففتحوا له وقالوا مرحبا بك وبمن معك فلما استوى على ظهرها إذا فيها آدم فقال لى جبريل الا تسلم على أبيك آدم قلت بلى فاتيته فسلمت عليه فرد على وقال لى مرحبا يا بنى والنبى الصالح ثم عرج بى إلى السماء الثانية فاستفتح فقالوا له مثل ذلك فإذا فيها عيسى ويحيى ثم عرج بى إلى السماء الثالثة فاستفتح فقالوا له مثل ذلك فإذا فيها يوسف ثم عرج بى إلى السماء الرابعة فاستفتح قالوا له مثل ذلك فإذا فيها ادريس ثم عرج بى إلى السماء الخامسة فاستفتح فقالوا له مثل ذلك فإذا فيها هارون ثم عرج إلى السماء السادسة فاستفتح فقالوا له مثل ذلك فإذا فيها موسى ثم عرج بى إلى السماء السابعة فاستفتح فقالوا له مثل ذلك فإذا فيها ابراهيم ثم انطلق بى على ظهر السماء السابعة حتى انتهى بى إلى نهر عليه خيام الياقوت واللؤلؤ والزبرجد وعليه طير خضر أنعم طير رأيت فقلت يا جبريل ان هذا الطير لناعم قال يا محمد آكله انعم منه ثم قال اتدرى أي نهر هذا قلت لا قال الكوثر الذى أعطاك الله اياه فإذا فيه آنية الذهب والفضة تجرى على رضراض من الياقوت والزمرد ماؤه أشد بياضا من اللبن فاخذت من آنيته فاغترفت من ذلك الماء فشربت فإذا هو أحلى من العسل وأشد رائحة من المسك ثم انطلق بى حتى انتهى إلى الشجرة فغشيتني سحابة فيها من كل لون فرفضني جبريل وخررت ساجدا لله فقال الله لى يا محمد انى يوم خلقت السموات والارض فرضت عليه وعلى أمتك خمسين صلاة فقم بهم أنت وأمتك ثم انجلت عنى السحابة وأخذ بيدى جبريل فانصرفت سريعا فاتيت على ابراهيم فلم يقل لى شيأ ثم أتيت على موسى فقال ما صنعت يا محمد قلت فرض علي وعلى امتى خمسين صلاة قال فلن تستطيعها أنت ولا أمتك فارجع إلى ربك فاسأله ان يخفف عنك فرجعت سريعا حتى انتهيت إلى الشجرة فغشيتني السحابة وخررت ساجدا وقلت ربى خفف عنا قال قد وضعت عنكم عشرا ثم انجلت عنى السحابة فرجعت إلى موسى فقلت وضع عنى عشرا قال ارجع إلى ربك فاسأله ان يخفف عنكم فوضع عشرا إلى ان قال هن خمس بخمسين ثم انحدر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل مالى لم آت على أهل سماء
[ 139 ]
الا رحبوا بى وضحكوا إلى غير رجل واحد سلمت عليه فرد علي السلام ورحب بى ولم يضحك إلى قال ذاك مالك خازن النار لم يضحك منذ خلق ولو ضحك لاحد لضحك اليك قال ثم ركبت منصرفا فبينما هو في بعض طريقه مر بعين من قريش تحمل طعاما منها جمل عليه غرارتان غرارة سوداء وعرارة بيضاء فلما حاذى العير نفرت منه واستدارت وصرع ذلك البعير وانكسر ثم انه مضى فاصبح فاخبر عما كان فلما سمع المشركون قوله أتوا أبا بكر رضى الله عنه فقالوا يا أبا بكر هل لك في صاحبك يخبر انه أتى في ليلته هذه مسيرة شهر ثم رجع من ليلته فقال أبو بكر رضى الله عنه ان كان قاله فقد صدق وانا لنصدقه فيما هو أبعد من هذا نصدقه على خبر السماء فقال المشركون لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما علامة ما تقول قال مررت بعير لقريش وهى في مكان كذا وكذا فنفرت العير منا واستدارت وفيها بعير عليه غرارتان غرارة بيضاء وغرارة سوداء فصرع فانكسر فلما قدمت العير سألوهم فاخبروهم الخبر على مثل ما حدثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك سمى أبو بكر الصديق وسالوه هل كان فيمن حضر معك موسى وعيسى قال نعم فصفهما قال أما موسى فرجل آدم كانه من رجال ازد عمان وأما عيسى فرجل ربعة سبط يعلوه حمرة كانه يتحادر من لحيته الجمان * وأخرج ابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طريق عبد الرحمن بن هاشم بن عتبة عن أنس رضى الله عنه قال لما جاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبراق فكأنها هزت أذنيها فقال جبريل يا براق فو الله ما ركبك مثله وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو بعجوز على جانب الطريق فقال ما هذه يا جبريل قال سر يا محمد فسار ما شاء الله ان يسير فإذا شئ يدعوه متنحيا عن الطريق يقول هلم يا محمد فقال له جبريل سر يا محمد فسار ما شاء الله ان يسير فلقيه خلق من خلق الله فقالوا السلام عليك يا اول السلام عليك يا آخر السلام عليك يا حاشر فقال له جبريل عليه السلام اردد السلام فرد السلام ثم لقيه الثانية فقال له مثل ذلك ثم الثالثة كذلك حتى انتهى إلى بيت المقدس فعرض عليه الماء والخمر واللبن فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم اللبن فقال له جبريل عليه السلام أصبت الفطرة ولو شربت الماء لغرقت أمتك ولو شربت الخمر لغوت أمتك ثم بعث له آدم عليه السلام فمن دونه من الانبياء فامهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة ثم قال جبريل أما العجوز التى رأيت على جانب الطريق فلم يبق من الدنيا الا ما بقى من عمر تلك العجوز وأما الذى أراد ان تميل إليه فذاك عدو الله ابليس اراد ان تميل إليه واما الذين سلموا عليك فابراهيم وموسى وعيسى * وأخرج ابن مردويه من طريق كثير بن خنيس عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما أنا مضطجع في المسجد ليلة نائما إذ رأيت ثلاثة نفر أقبلوا نحوى فقال الاول هو هو قال الاوسط نعم قال الآخر خذوا سيد القوم فرجعوا عنى ثم رأيتهم الليلة الثانية فقال الاول هو هو فقال الاوسط نعم وقال الآخر خذوا سيد القوم فرجعوا عنى حتى إذا كانت الليلة الثالثة رأيتهم فقال الاول هو هو وقال الاوسط نعم وقال الاخر خذوا سيد القوم حتى جاؤا بى زمزم فاستلقوني على ظهرى ثم غسلوا حشوة بطني ثم قال بعضهم لبعض انقوا ثم أتى بطست من ذهب مملوأة حكمة وايمانا فافرغ في جوفى ثم عرج بى إلى السماء فاستفتح فقالوا من هذا قال جبريل قالوا ومن معك قال محمد قالوا وقد أرسل إليه قال نعم ففتح فإذا آدم إذا نظر عن يمينه ضحك وإذا نظر عن شماله بكى قلت يا جبريل من هذا قال هذا أبوك آدم إذا نظر عن يمينه رأى من في الجنة من ذريته ضحك وإذا نظر عن يساره رأى من في النار من ذريته بكى ثم قال أنس بن مالك يا ابن أخى انه يطول على الحديث ثم عرج بى حتى جاء السماء السادسة فاستفتح فقال من هذا قال جبريل قال ومن معك قال محمد قال وقد ارسل إليه قال نعم ففتح فإذا موسى ثم عرج به السماء السابعة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قال وقد ارسل إليه قال نعم ففتح فإذا ابراهيم قال مرحبا بالابن والرسول ثم مضى حتى جاء إلى الجنة فاستفتح فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معكم قال محمد قال وقد ارسل إليه قال نعم ففتح الباب قال فدخلت الجنة فاعطيت الكوثر فإذا نهر في الجنة عضادتاه بيوت مجوفة من لؤلؤ ثم مضى حتى جاء سدرة المنتهى فتدلى فكان قاب قوسين أو ادنى فأوحى إلى عبده ما اوحى ففرض على وعلى أمتى خمسين صلاة فرجعت حتى أمر بموسى فقال كم فرض عليكم وعلى أمتك قلت خمسين صلاة قال فارجع إلى ربك فاسأله يخفف عنك وعن أمتك فرجعت إليه
[ 140 ]
فوضع عنى عشرا فمررت على موسى فقال كم فرض عليك وعلى أمتك فقلت أربعين صلاة قال فارجع إلى ربك فاسأله يخفف عنك وعن أمتك فرجع إليه فوضع عنى عشرا فمررت على موسى فقال كم فرض عليك وعلى أمتك قلت ثلاثين صلاة قال فارجع إلى ربك فاسأله يخفف عنك وعن أمتك فرجعت إليه فوضع عنى عشرا فرجعت إلى موسى فقال كم فرض عليك وعلى أمتك فقلت عشرين صلاة قال فارجع إلى ربك فاسأله يخفف عنك وعن أمتك فرجعت فوضع عنى عشرا ثم مررت على موسى فقال كم فرض عليك وعلى أمتك قلت عشر صلوات قال فارجع إلى ربك فاسأله يخفف عنك وعن أمتك فرجعت فوضع عنى خمسا ثم قال انه لا يبدل قولى ولا ينسخ كتابي تخفيفها عنكم كتخفيف خمس صلوات وانها لكم كاجر خمسين صلاة فمررت على موسى فقال كم فرض عليك وعلى أمتك قلت خمس صلوات قال فارجع إلى ربك فاسأله يخفف عنك وعن أمتك فان بنى اسرائيل قد أمروا بايسر من هذا فلم يطيقوه قال لقد رجعت إلى ربى حتى انى لاستحى منه * وأخرج البزار وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وصححه عن شداد بن أوس رضى الله عنه قال قلنا يا رسول الله كيف أسرى بك فقال صليت لاصحابي العتمة بمكة معتما فأتاني جبريل بدابة بيضاء فوق الحمار ودون البغل وقال اركب فاستصعبت على فادارها باذنها ثم حملني عليها فانطلقت تهوى بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها حتى بلغنا أرضا ذات نخل فقال انزل فنزلت فقال صل فصليت ثم ركبنا فقال أتدرى أين صليت قلت الله أعلم قال صليت بيثرب صليت بطيبة ثم انطلقت تهوى بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها ثم بلغنا أرضا فقال انزل فنزلت فقال صل فصليت ثم ركبنا فقال أتدرى أن صليت قلت الله أعلم قال صليت بمدين صليت عند شجرة موسى ثم انطلقت تهوى بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها ثم بلغنا أرضا بدت لنا قصورها فقال انزل فنزلت ثم قال صل فصليت ثم ركبنا فقال أتدرى أن صليت فقلت الله أعلم فقال صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى المسيح بن مريم ثم انطلق بى حتى دخلنا المدينة من بابها اليماني فاتى قبلة المسجد فربط فيه الدابة ودخلنا المسجد من باب فيه تميل الشمس والقمر فصليت من المسجد حيث شاء الله وأخذني من العطش أشد ما أخذني فاتيت باناءين في أحدهما لبن وفى الآخر عسل أرسل إلي بهما جميعا فعدلت بينهما فهداني الله فاخذت اللبن فشربت حتى فرغت منه جنبى وبين يديه شيخ على منبره متكئ فقال أخذ صاحبك الفطرة وانه لمهدي ثم انطلق بى حتى أتينا الوادي الذى في المدينة فإذا جهنم تنكشف عن مثل الزرابى فقلنا يا رسول الله كيف وجدتها قال مثل الحمة السحنة ثم انصرف بى فمررنا بعير قريش بمكان كذا وكذا وقد أضلوا بعيرا لهم قد جمعه فلان فسلمت عليهم فقال بعضهم هذا صوت محمد ثم أتيت أصحابي قبل الصبح بمكة فأتاني أبو بكر فقال يا رسول الله أين كنت الليلة قد التمستك في مكانك فقلت أعلمت انى أتيت بيت المقدس الليلة فقال يا رسول الله انه مسيرة شهر فصفه لى قال ففتح لى صراط كانى أنظر إليه لا تسألونى عن شئ الا أنباتكم عنه فقال أبو بكر رضى الله عنه أشهد انك رسول الله وقال المشركون انظروا إلى ابن أبى كبشه زعم انه أتى بيت المقدس الليلة فقال ان من آية ما أقول لكم انى مررت بعير لكم بمكان كذا وكذا وقد أضلوا بعيرا لهم فجمعه فلان وان مسيرهم ينزلون بكذا ثم كذا وياتوكم يوم كذا وكذا يقدمهم جمل آدم عليه شيخ أسود وغرارتان سوداوتان فلما كان ذلك اليوم أشرف القوم ينظرون حتى كان قريبا من نصف النهار قدمت البعير يقدمهم ذلك الجمل الذى وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن مردويه من طريق قتادة رضى الله عنه عن أنس بن مالك رضى الله عنه ان مالك بن صعصعة حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أسرى به قال بينما أنا في الحطيم وربما قال قتادة رضى الله عنه في الحجر مضطجعا إذ أتانى آت فجعل يقول لصاحبه الاوسط بين الثلاثة فأتاني فشق ما بين هذه إلى هذه يعنى من ثغر نحره إلى شعرته فاستخرج قلبى فاوتيت بطست من ذهب مملوء ايمانا وحكمة فغسل قلبى بماء زمزم ثم حشى ثم أعيد مكانه ثم أوتيت بدابة أبيض دون البغل وفوق الحمار يقال له البراق يقع خطوه عند أقصى طرفه فحملت عليه فانطلق بى جبريل حتى أتى بى السماء الدنيا فاستفتح فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل بعث إليه قال نعم قيل مرحبا به ولنعم المجئ جاء ففتح لنا فلما خلصت فإذا فيها آدم
[ 141 ]
فقلت يا جبريل من هذا قال هذا أبوك آدم عليه السلام فسلم عليه فسلمت عليه فرد على السلام ثم قال مرحبا بالابن الصالح والنبى الصالح ثم صعد حتى أتى إلى السماء الثانية فاستفتح فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل أوقد أرسل إليه قال نعم قال مرحبا ولنعم المجئ جاء ففتح لنا فلما خلصت إذا يحيى وعيسى وهما ابنا الخالة فقلت يا جبريل من هذان قال هذان يحيى وعيسى فسلم عليهما فسلمت عليهما فرد السلام ثم قالا مرحبا بالاخ الصالح والنبى الصالح ثم صعد حتى أتى السماء الثالثة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به ولنعم المجئ جاء ففتح لنا فلما خلصت إذا يوسف فسلمت عليه فرد السلام ثم قال مرحبا بالاخ الصالح والنبى الصالح ثم صعد حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح قيل من هذا قيل جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به ولنعم المجئ جاء ففتح لنا فلما خلصت إذا ادريس فسلمت عليه فرد السلام ثم قال مرحبا بالاخ الصالح والنبى الصالح ثم صعده حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به ولنعم المجئ جاء فلما خلصت إذا هارون فسلمت عليه فرد على السلام ثم قال مرحبا بالاخ الصالح والنبى الصالح ثم صعد حتى أتى السماء السادسة فاستفتح فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به ولنعم المجئ جاء ففتح لنا فلما خلصت إذا أنا بموسى فسلمت عليه فرد السلام ثم قال مرحبا بالاخ الصالح والنبى الصالح فلما تجاوزت بكى قيل له ما يبكيك قال أبكى لان غلاما بعث بعدى يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتى ثم صعد حتى أتى إلى السماء السابعة فاستفتح قيل من هذا قيل جبريل قيل ومن معك قيل محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به ولنعم المجئ جاء ففتح لنا فلما خلصت إذا ابراهيم قلت من هذا يا جبريل قال هذا أبوك ابراهيم فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلام ثم قال مرحبا بالابن الصالح والنبى الصالح ثم رفعت إلى سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة وإذا أربعة أنهار يخرجن من أصلها نهران باطنان ونهران ظاهران فقلت يا جبريل ما هذه الانهار فقال أما الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات ثم رفع إلى البيت المعمور قلت يا جبريل ما هذا قال هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألفا من الملائكة إذا خرجوا منه لم يعودوا فيه آخر ما عليهم ثم أتيت باناءين احدهما خمر والآخر لبن فعرضا على فقيل خذ أيهما شئت فاخذت اللبن فقيل لى أصبت الفطرة انت عليها وأمتك ثم فرضت على الصلاة خمسون صلاة كل يوم فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فقال ما فرض ربك على أمتك قلت خمسين صلاة كل يوم قال ان أمتك لا تستطيع ذلك وانى قد خبرت الناس قبلك وعالجت بنى اسرائيل أشد المعالجة ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لامتك فرجعت إلى ربى فحط عنى خمسا فاقبلت حتى أتيت على موسى فانبأته بما حط فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لامتك فان أمتك لا يطيقون ذلك قال فما زلت بين موسى وبين ربى يحط عنى خمسا خمسا حتى أقبلت بخمس صلوات فاتيت على موسى فقال بم أمرت قلت بخمس صلوات كل يوم قال ان أمتك لا يطيقون ذلك انى قد بلوت الناس قبلك وعالجت بنى اسرائيل أشد المعالجة ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لامتك فقلت لقد رجعت إلى ربى حتى لقد استحيت ولكني ارضى واسلم فنوديت ان يا محمد انى قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي وجعلت الحسنة بعشر امثالها * وأخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه وابن مردويه من طريق يونس عن ابن شهاب عن أنس رضى الله تعالى عنه قال كان أبو ذر رضى الله عنه يحدث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فرج سقف بيتى وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاه بطست من ذهب مملتئ حكمة وايمانا فافرغه في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدى فعرج بى إلى السماء فلما جئنا السماء الدنيا قال جبريل عليه السلام لخازن السماء افتح قال من هذا قال جبريل قال هل معك أحد قال نعم معى محمد قال ارسل إليه قال نعم ففتح فلما علونا السماء الدنيا إذا رجل قاعد على يمينه اسودة وعلى يساره أسودة فإذا نظر قبل يمينه تبسم وإذا نظر قبل شماله بكى فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قلت لجبريل من هذا قال هذا آدم وهذه الاسودة عن يمينه وعن شماله نسم بنيه فاهل اليمين منهم أهل الجنة والاسودة التى عن شماله أهل النار فإذا نظر عن يمينه
[ 142 ]
ضحك وإذا نظر عن شماله بكى ثم عرج بى إلى السماء الثانية فقال لخازنها افتح فقال له خازنها مثل ما قال الاول ففتح قال أنس رضى الله عنه فذكر انه وجد في السموات آدم وادريس وموسى وعيسى وابراهيم ولم يثبت كيف منازلهم قال ابن شهاب وأخبرني ابن حزم ان ابن عباس وابا حبة الانصاري كانا يقولان قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم عرج بى حتى ظهرت بمستوى اسمع فيه صريف الاقلام قال ابن حزم وأنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ففرض الله على أمتى خمسين صلاة فرجعت بذلك حتى مررت على موسى فقال ما فرض الله على أمتك قلت فرض خمسين صلاة قال فارجع إلى ربك فان أمتك لا تطيق ذلك فرجعت فوضع شطرها فرجعت إلى موسى فاخبرته فقال راجع ربك فان أمتك لا تطيق ذلك فراجعت ربى فقال هي خمس وهن خمسون لا يبدل القول لدى فرجعت إلى موسى فقال ارجع إلى ربك قلت قد استحيت من ربى ثم انطلق بى حتى انتهى إلى سدرة المنتهى فغشيتها ألوان لا أدرى ما هي ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة عن ليلة أسرى به من مكة إلى المسجد الاقصى قال بينا أنا نائم عشاء بالمسجد الحرام إذ أتانى آت فايقظني فاستيقظت فلم أر شيأ وإذا أنا بكهيئة خيال فاتبعته بصرى حتى خرجت من المسجد فإذا أنا بدابة أدنى شبهه بدوابكم هذه بغالكم غير انه مضطرب الاذنين يقال له البراق وكانت الانبياء تركبه قبلى يقع حافره عند مد بصره فركبته فبينا أنا أسير عليه إذ دعاني داع عن يمينى يا محمد انظرني أسألك فلم أجبه ثم دعاني داع عن شمالى يا محمد انظرني أسالك فلم أجبه فبينا أنا سائر إذا بامرأة حاسرة عن ذراعيها وعليها من كل زينة خلقها الله فقالت يا محمد انظرني أسالك فلم ألتفت إليها حتى أتيت بيت المقدس فاوثقت دابتي بالحلقة التى كانت الانبياء عليهم السلام توثقها بها ثم أتانى جبريل عليه السلام باناءين أحدهما خمر والآخر لبن فشربت اللبن وتركت الخمر فقال جبريل أصبت الفطرة أما انك لو أخذت الخمر غوت أمتك فقلت الله أكبر الله أكبر فقال جبريل ما رأيت في وجهك هذا قلت بينا أنا أسير إذ دعاني داع عن يمينى يا محمد انظرني اسالك فلم أجبه قال ذاك داعى اليهود أما انك لو أجبته لتهودت أمتك قلت وبينا أنا أسير إذ دعاني داع عن يسارى يا محمد انظرني أسالك فلم أجبه قال ذاك داعى النصارى أما انك لو أجبته لتنصرت أمتك فبينما أنا أسير إذا أنا بامرأة حاسرة عن ذراعيها عليها من كل زينة تقول يا محمد انظرني اسالك فلم أجبها قال تلك الدنيا أما انك لو أجبتها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة ثم دخلت أنا وجبريل بيت المقدس فصلى كل واحد منا ركعتين ثم أتيت بالمعراج الذى تعرج عليه ارواح بنى آدم فلم تر الخلائق احسن من المعراج أما رأيت الميت حين رمى بصره طامحا إلى السماء عجبه بالمعراج فصعدت أنا وجبريل فإذا أنا بملك يقال له اسمعيل وهو صاحب سماء الدنيا وبين يديه سبعون ألف ملك مع كل ملك جنده مائة الف فاستفتح جبريل باب السماء قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل قد بعث إليه قال نعم فإذا أنا بآدم كهيئته يوم خلقه الله على صورته لم يتغير منه شئ وإذا هو تعرض عليه ارواح ذريته المؤمنين فيقول روح طيبة ونفس طيبة اجعلوها في عليين ثم تعرض عليه ارواح ذريته الكفار الفجار فيقول روح خبيثة ونفس خبيثة اجعلوها في سجين فقلت يا جبريل من هذا قال هذا أبوك آدم فسلم على ورحب بى فقال مرحبا بالابن الصالح ثم مضيت هنيهة فإذا أنا باخونة عليها لحم قد أروح وأنتن عندها أناس ياكلون منها قلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء من أمتك يتركون الحلال وياتون الحرام وفى لفظ فإذا أنا بقوم على مائدة عليها لحم مشوى كاحسن ما رأيت من اللحم وإذا حوله جيف فجعلوا يقبلون على الجيف ياكلون منها ويدعون اللحم فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الزناة عمدوا إلى ما حرم الله عليهم وتركوا ما أحل الله لهم ثم مضيت هنيهة فإذا أنا بقوم بطونهم امثال البيوت كلما نهض احدهم خر يقول اللهم لا تقم الساعة وهم على سابلة آل فرعون فتجئ السابلة فتطؤهم فسمعتهم يضجون إلى الله قلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء من أمتك الذين ياكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس ثم مضيت هنيهة فإذا أنا باقوام لهم مشافر كمشافر الابل قد وكل بهم من ياخذ بمشافرهم ثم يجعل في أفواههم صخرا من نار ثم يخرج من اسافلهم
[ 143 ]
فسمعتهم يضجون إلى الله قلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء من أمتك الذين ياكلون اموال اليتامى ظلما انما ياكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ثم مضيت هينهة فإذا أنا بنساء يعلقن بثديهن ونساء منكسات بارجلهن فسمعتهن يضججن إلى الله قلت يا جبريل من هؤلاء النساء قال هؤلاء اللاتى يزنين ويقتلن أولادهن ثم مضيت هنيهة فإذا أنا باقوام يقطع من جنوبهم اللحم ثم يدس في افواههم ويقول كلوا مما أكلتم فإذا اكره ما خلق الله لهم ذلك قلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الهمازون من أمتك اللمازون الذين ياكلون لحوم الناس ثم صعدنا إلى السماء الثانية فإذا أنا برجل أحسن ما خلق الله قد فضل الناس بالحسن كالقمر ليلة البدر على سائر الكواكب قلت يا جبريل من هذا قال هذا أخوك يوسف ومعه نفر من قومه فسلمت عليه وسلم على ورحب بى ثم صعدنا إلى السماء الثالثة فإذا أنا بابنى الخالة يحيى وعيسى ومعهما نفر من قومهما شبيه أحدهما بصاحبه ثيابهما وشعرهما فسلمت عليهما وسلما على ورحبا بى ثم صعدنا إلى السماء الرابعة فإذا أنا بادريس قد رفعه الله مكانا عليا فسلمت عليه وسلم على ورحبا بى ثم صعدنا إلى السماء الخامسة فإذا أنا بهارون ونصف لحيته بيضاء ونصفها سوداء تكاد لحيته تصيب سرته من طولها قلت يا جبريل من هذا قال هذا المحبب في قومه هذا هرون بن عمران ومعه نفر كثير من قومه فسلمت عليه وسلم على ورحب بى ثم صعدنا إلى السماء السادسة فإذا أنا بموسى بن عمران رجل آدم كثير الشعر لو كان عليه قميصان خرج شعره منهما وإذا هو يقول يزعم الناس انى أكرم الخلق على الله وهذا أكرم على الله منى ولو كان وحده لم أبال ولكن كل نبى ومن تبعه من أمته قلت يا جبريل من هذا قال هذا أخوك موسى بن عمران ومعه نفر من قومه فسلمت عليه وسلم على ورحب بى ثم صعدنا إلى السماء السابعة فإذا أنا بابراهيم وإذا هو جالس مسند ظهره إلى البيت المعمور ومعه نفر من قومه فسلمت عليه وسلم على وقال مرحبا بالابن الصالح فقيل لى هذا مكانك ومكان أمتك ثم تلا ان أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين وإذا بامتي شطرين شطر عليهم ثياب بيض كأنها القراطيس وشطر عليهم ثياب رمد ثم دخلت البيت المعمور ودخل معى الذين عليهم الثياب البيض وحجب الآخرون الذين عليهم ثياب رمد وهم على خير فصليت أنا ومن معى في البيت المعمور ثم خرجت أنا ومن معى قال والبيت المعمور يصلى فيه كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة ثم رفعت إلى سدرة المنتهى فإذا كل ورقة منها تكاد تغطى هذه الامة وإذا في أصلها عين تجرى يقال لها سلسبيل فيشق منها نهران فقلت ما هذا يا جبريل فقال أما هذا فهو نهر الرحمة وأما هذا فهو نهر الكوثر الذى أعطاكه الله فاغتسلت في نهر الرحمة فغفر لى من ذنبي ما تقدم وما تأخر ثم أخذت على الكوثر حتى دخلت الجنة فإذا فيها ما لا عين رأت والا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وإذا أنا بانهار من ماء غير آسن وأنهار من لين لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى وإذا فيها رمان كأنه جلود الابل المقتبة وإذا فيها طير كأنها البخت قال أبو بكر رضى الله عنه يا رسول الله ان تلك الطير لناعمة قال آكلها أنعم منها يا أبا بكر وانى لارجو أن تأكل منها قال ورأيت فيها جارية لعساء فسألتها لمن أنت فقالت لزيد بن حارثة فبشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا ثم عرضت على النار فإذا فيها غضب الله وزجره ونقمته ولو طرح فيها الحجارة والحديد لاكلتها ثم غلقت دوني ثم انى رفعت إلى سدرة المنتهى فتغشاها فكان بينى وبينه قاب قوسين أو أدنى ونزل على كل ورقة ملك من الملائكة ثم ان الله أمرنى بامره وفرض على خمسين صلاة وقال لك بكل حسنة عشرا إذا هممت بالحسنة فلم تعملها كتبت لك حسنة فإذا عملتها كتبت لك عشرا وإذا هممت بالسيئة فلم تعملها لم يكتب عليك شئ فان عملتها كتبت عليك سيئة واحدة ثم دفعت إلى موسى فقال بم أمرك ربك قلت بخمسين صلاة قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لامتك فان أمتك لا يطيقون ذلك فرجعت إلى ربى فقلت يا رب خفف عن أمتى فانها أضعف الامم فوضع عنى عشرا فما زلت اختلف بين موسى وبين ربى حتى جعلها خمسا فناداني ملك عندها تمت فريضتي وخففت عن عبادي فاعطيتهم بكل حسنة عشر أمثالها ثم رجعت إلى موسى فقال بم أمرت قلت بخمس صلوات قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لامتك قلت قد رجعت إلى ربى حتى استحييته ثم اصبح بمكة يخبرهم العجائب انى رأيت البارحة بيت المقدس وعرج بى إلى السماء
[ 144 ]
ثم رأيت كذا وكذا فقال أبو جهل ألا تعجبون مما يقول محمد قال فاخبرته بعير لقريش لما كانت في مصعدي رأيتها في مكان كذا وكذا وانها نفرت فلما رجعت رأيتها عند العقبة وأخبرتهم بكل رجل وبعيره كذا ومتاعه كذا فقال رجل أنا أعلم الناس ببيت المقدس فكيف بناؤه وكيف هيئته وكيف قربه من الجبل فرفع لرسول الله صلى الله عليه وسلم بيت المقدس فنظر إليه فقال بناؤه كذا وهيئته كذا وقربه من الجبل كذا فقال صدقت * وأخرج البزار وأبو يعلى وابن جرير ومحمد بن نصر المروزى في كتاب الصلاة وابن ابى حاتم وابن عدى وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابى هريرة رضى الله عنه في قوله تعالى سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير قال جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ميكائيل فقال جبريل لميكائيل عليهما السلام ائتنى بطست من ماء زمزم كيما اطهر قلبه واشرح صدره فشق عن بطنه فغسله ثلاث مرات واختلف إليه ميكائيل عليه السلام بثلاث طساس من ماء زمزم فشرح صدره ونزع ما كان فيه من غل وملاه حلما وعلما وايمانا ويقينا واسلاما وختم بين كتفيه بخاتم النبوة ثم أتاه بفرس فحمل عليه كل خطوة منه منتهى بصره فسار وسار معه جبريل فاتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم كلما حصدوا عاد كما كان فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا جبريل ما هذا قال هؤلاء المجاهدون في سبيل الله يضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف وما أنفقوا من شئ فهو يخلفه ثم أتى على قوم ترضخ رؤسهم بالصخر كلما رضخت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شئ فقال ما هؤلاء يا جبريل فقال هؤلاء الذين تتثاقل رؤسهم عن الصلاة ثم اتى على قوم على اقبالهم رقاع وعلى أدبارهم رقاع يسرحون كما تسرح الابل والغنم وياكلون الضريع والزقوم ورضف جهنم وحجارتها قال ما هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم وما ظلمهم الله شيأ ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم نضج في قدر ولحم آخر نئ خبيث فجعلوا ياكلون من النئ الخبيث ويتركون النضيج الطيب قلت ما هؤلاء يا جبريل قال هذا الرجل من أمتك تكون عنده المرأة الحلال فيأتي امرأة خبيثة فيبيت عندها حتى يصبح والمرأة تقوم من عند زوجها حلالا طيبا فتاتي رجلا خبيثا فتبيت معه حتى تصبح ثم أتى على خشبة على الطريق لا يمر بها ثوب الا شقته ولا شئ الا خرقته قال ماهذا يا جبريل قال هذا مثل أقوام من أمتك يقعدون على الطريق فيقطعونه ثم أتى على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها وهو يزيد عليها فقال ما هذا يا جبريل قال هذا الرجل من أمتك يكون عليه أمانات الناس لا يقدر على ادائها وهو يريد ان يحمل عليها ثم أتى على قوم تقرض ألسنتهم وشفاهم بمقاريض من نار كلما قرضت عادت كما كانت لا يفتر عنهم من ذلك شئ قال ما هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء خطباء الفتنة ثم أتى على حجر صغير يخرج منه ثور عظيم فجعل الثور يريد ان يرجع من حيث خرج فلا يستطيع قال ما هذا يا جبريل قال هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة ثم يندم عليها فلا يستطيع ان يردها تم أتى على واد فوجد ريحا طيبة بارده وريح مسك وسمع صوتا فقال يا جبريل ما هذا قال هذا صوت الجنة تقول يا رب ائتنى بما وعدتني فقد كثرت عرقي واستبرقى وحريري وسندسى وعبقرى ولؤلؤى ومرجاني وفضتي وذهبي واكوابى وصحافي وأباريقي ومراكبى وعسلى ومائى ولبنى وخمري فائتني ما وعدتني فقال لك كل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة قالت رضيت ثم أتى على واد فسمع شكوى ووجد ريحا منتنة فقال ما هذا يا جبريل قال هذا صوت جهنم تقول رب ائتنى بما وعدتني فلقد كثرت سلاسلي وأغلالي وسعيرى وحميمي وضريعى وغساقى وعذابي وقد بعد قعرى واشتد حرى فائتني ما وعدتني قال لك كل مشرك ومشركة وكافر وكافرة وكل خبيث وخبيثة وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب قالت قد رضيت ثم سار حتى أتى بيت المقدس فنزل فربط فرسه إلى صخرة ثم دخل فصلى مع الملائكة عليهم السلام فلما قضت الصلاة قالوا يا جبريل من هذا معك قال محمد صلى الله عليه وسلم قالوا وقد بعث إليه قال نعم قالوا حياه الله من أخ ومن خليفة فنعم الاخ ونعم الخليفة ونعم المجئ جاء ثم لقى أرواح الانبياء عليهم السلام فاثنوا على ربهم فقال ابراهيم عليه السلام الحمد لله الذى اتخذني خليلا واعطاني ملكا عظيما وجعلني أمة قانتا يؤتم بى وانقذني من النار وجعلها علي بردا وسلاما ثم ان موسى عليه السلام أثنى على ربه عزوجل فقال الحمد لله الذى كلمني تكليما وجعل هلاك آل فرعون ونجاة
[ 145 ]
بنى اسرائيل على يدى وجعل من أمتى قوما يهدون بالحق وبه يعدلون ثم ان داود عليه السلام أثنى على ربه فقال الحمد لله الذى جعل لى ملكا عظيما وعلمني الزبور وألان لى الحديد وسخر لى الجبال يسبحن والطير واعطاني الحكمة وفصل الخطاب ثم ان سليمان عليه السلام أثنى على ربه فقال الحمد لله الذى سخر لى الرياح وسخر لى الشياطين يعملون ما شئت من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات وعلمني منطق الطير وآتاني من كل شئ فضلا وسخر لى جنود الشياطين والانس والطير وفضلني على كثير من عباده المؤمنين وآتاني ملكا عظيما لا ينبغى لاحد من بعدى وجعل ملكى ملكا طيبا ليس فيه حساب ثم ان عيسى عليه السلام أثنى على ربه فقال الحمد لله الذى جعلني كلمته وجعل مثلى مثل مثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون وعلمني الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل وجعلني أخلق من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا باذن الله وجعلني أبرئ الاكمه والابرص وأحيى الموتى باذن الله ورفعني وطهرني وأعاذني وأمى من الشيطان الرجيم فلم يكن للشيطان علينا سبيل ثم ان محمدا صلى الله عليه وسلم أثنى على ربه عزوجل فقال كلكم اثنى على ربه وانى مثن على ربى فقال الحمد لله الذى أرسلني رحمة للعالمين وكافة للناس بشيرا ونذيرا وأنزل على الفرقان فيه تباين لكل شئ وجعل أمتى خير أمة أخرجت للناس وجعل أمتى أمة وسطا وجعل أمتى هم الاولون والآخرون وشرح لى صدري ووضع عنى وزرى ورفع لى ذكرى وجعلني فاتحا وخاتما فقال ابراهيم عليه السلام بهذا فضلكم محمد صلى الله عليه وسلم ثم أتى بآنية ثلاثة مغطاة أفواهها فاتى باناء منها فيه ماء فقيل اشرب فشرب منه يسيرا ثم رفع إليه اناء آخر فيه لبن فقيل اشرب فشرب منه حتى روى ثم رفع إليه اناء آخر فيه الخمر فقيل له اشرب فقال لا أريد قد رويت فقال له جبريل عليه السلام اما انها ستحرم على أمتك ولو شربت منها لم يتبعك من أمتك الا قليل ثم صعد بى إلى السماء فاستفتح فقيل من هذا يا جبريل قال هذا محمد قالوا وقد أرسل إليه قال نعم قالوا حياه الله من أخ ومن خليفة فنعم الاخ ونعم الخليقة ونعم المجئ جاء فدخل فإذا هو برجل تام الخلق لم ينقص من خلقه شئ كما ينقص من خلق الناس على يمينه باب يخرج منه ريح طيبة وعن شماله باب يخرج منه ريح خبيثة إذا نظر إلى الباب الذى عن يمينه فرح وضحك إذا نظر إلى الباب الذى عن يساره بكى وخر ؟ فقلت يا جبريل من هذا قال هذا أبوك آدم وهذا الباب الذى عن يمينه باب الجنة إذا انظر إلى من يدخله من ذريته ضحك واستبشر والباب الذى عن شماله باب جهنم إذا نظر إلى من دخله بكى وحزن ثم صعد بى جبريل عليه السلام إلى السماء الثانية فاستفتح قيل من هذا معكم قال محمد صلى الله عليه وسلم قالوا وقد أرسل إليه قال نعم قالوا حياه الله من أخ وخليفة فنعم الاخ ونعم الخليفة ونعم المجئ جاء فإذا هو بشابين قال يا جبريل من هذا قال عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا فصعد به إلى السماء الثالثة فاستفتح فقالوا من هذا قال جبريل قالوا ومن معك قال محمد قالوا وقد أرسل إليه قال نعم قالوا حياه الله من أخ ومن خليفة فنعم الاخ ونعم الخليفة ونعم المجئ جاء فدخل فإذا هو برجل قد فضل على الناس في الحسن كما فضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب قال من هذا يا جبريل قال هذا أخوك يوسف عليه السلام ثم صعد بى إلى السماء الرابعة فاستفتح فقيل من هذا قال جبريل قالوا ومن معك قال محمد قالوا وقد أرسل إليه قال نعم قالوا حياه الله من أخ ومن خليفة فنعم الاخ ونعم الخليفة ونعم المجئ جاء فدخل فإذا هو برجل قال من هذا يا جبريل قال هذا ادريس رفعه الله مكانا عليا ثم صعد إلى السماء الخامسة فاستفتح فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قالوا وقد أرسل إليه قال نعم قالوا مرحبا به حياه الله من أخ وخليفة فنعم الاخ ونعم الخليفة ونعم المجئ جاء ثم دخل فإذا هو برجل جالس وحوله قوم يقص عليهم قال من هذا يا جبريل ومن هؤلاء حوله قال هذا هرون المحبب وهؤلاء بنو اسرائيل ثم صعد به إلى السماء السادسة فاستفتح فقيل له من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قالوا وقد أرسل إليه قال نعم قالوا حياه الله من أخ وخليفة فنعم الاخ ونعم الخليفة ونعم المجئ جاء فإذا هو برجل جالس فجاوزه فبكى الرجل قال يا جبريل من هذا قال موسى قال فماله يبكى قال زعم بنو اسرائيل انى أكرم بنى آدم على الله وهذا رجل من بنى آدم قد خلفنى في دنيا وأنا في أخرى فلو انه بنفسه لم أبال ولكن مع كل نبى أمته ثم صعد به إلى السماء السابعة فاستفتح فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قالوا وقد أرسل إليه قال نعم قالوا حياه الله من أرواح وخليفة
[ 146 ]
فنعم الاخ ونعم الخليفة ونعم المجئ جاء فدخل فإذا هو برجل أشمط جالس عند باب الجنة على كرسى وعنده قوم جلوس بيض الوجوه أمثال القراطيس وقوم في ألوانهم شئ فقام هؤلاء الذين في ألوانهم شئ فدخلوا نهرا فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص ولم يكن في أبدانهم شئ ثم دخلوا نهرا آخر فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شئ ثم دخلوا نهرا آخر فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلصت ألوانهم فصارت مثل ألوان أصحابهم فجاؤا فجلسوا إلى أصحابهم فقال يا جبريل من هذا الاشمط ومن هؤلاء بيض الوجوه ومن هؤلاء الذين في ألوانهم شئ وما هذه الانهار التى دخلوا قال هذا أبوك ابراهيم أول من شمط على الارض وأما هؤلاء البيض الوجوه فقوم لم يلبسوا ايمانهم بظلم وأما هؤلاء الذين في ألوانهم شئ فقوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا فتابوا فتاب الله عليهم وأما الانهار فاولها رحمة الله والثانى نعمة الله والثالث سقاهم ربهم شرابا طهورا ثم انتهى إلى السدرة قيل له هذه السدرة ينتهى إليها كل واحد خلا من أمتك على نسك فإذا هي شجرة يخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى وهى شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما لا يقطعها والورقة منها مغطية للامة كلها فغشيها نور الخلاق عزوجل وغشيتها الملائكة عليهم السلام أمثال الغربان حين تقع على الشجرة فكلمه الله تعالى عند ذلك فقال له سل فقال اتخذت ابراهيم خليلا وأعطيته ملكا عظيما وكلمت موسى تكليما وأعطيت داود ملكا عظيما وألنت له الحديد وسخرت له الجبال وأعطيت سليمان ملكا عظيما وسخرت له الجن والانس والشياطين وسخرت له الرياح وأعطيته ملكا لا ينبغى لاحد من بعده وعلمت عيسى التوراة والانجيل وجعلته يبرئ الاكمه والابرص ويحيى الموتى باذنك وأعذته وأمه من الشيطان الرجيم فلم يكن للشيطان عليهما سبيل فقال له ربه عزوجل وقد اتخذتك خليلا وهو مكتوب في التوراة حبيب الرحمن وأرسلتك إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا وشرحت لك صدرك ووضعت عنك وزرك ورفعت لك ذكرك فلا أذكر الا ذكرت معى وجعلت أمتك خير أمة أخرجت للناس وجعلت أمتك لا تجوز لهم خطبة حتى يشهدوا انك عبدى ورسولي وجعلت من أمتك أقواما قلوبهم أناجيلهم وجعلتك أول النبيين خلقا وآخرهم بعثا وأولهم يقضى له وأعطيتك سبعا من المثانى لم أعطها نبيا قبلك وأعطيتك خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم أعطها نبيا قبلك وأعطيتك الكوثر وأعطيتك ثمانية أسهم الاسلام والهجرة والجهاد والصلاة والصدقة وصوم رمضان والامر بالمعروف والنهى عن المنكر وجعلتك فاتحا وخاتما قال النبي صلى الله عليه وسلم فضلني ربى وأرسلني رحمة للعالمين وكافة للناس بشيرا ونذيرا وألقى في قلب عدوى الرعب من مسيرة شهر وأحل لى الغنائم ولم تحل لاحد قبلى وجعلت لى الارض كلها مسجدا وطهورا وأعطيت فواتح الكلام وخواتمه وجوامعه وعرضت على أمتى فلم يخف على التابع والمتبوع ورأيتهم أتوا على قوم ينتعلون الشعر ورأيتهم أتوا على قوم عراض الوجوه صغار الاعين كانما خرمت أعينهم بالمخيط فلم يخف على ما هم لاقون من بعدى وأمرت بخمسين صلاة فلما رجع إلى موسى عليه السلام قال بم أمرت قال بخمسين صلاة قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فان أمتك اضعف الامم فقد لقيت من بنى اسرائيل شدة فرجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه فسأله التخفيف فوضع عنه عشرا ثم رجع إلى موسى فقال بكم امرت قال باربعين قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فرجع فوضع عنه عشرا إلى ان جعلها خمسا قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف قال قد رجعت إلى ربى حتى استحيت منه فما أنا براجع إليه قيل له اما انك كما صبرت نفسك على خمس صلوات فانهن يجزين عنك خمسين صلاة وان كل حسنة بعشر امثالها فرضى محمد صلى الله عليه وسلم كل الرضا قال وكان موسى عليه السلام من اشدهم عليه حين مر به وخيرهم له حين رجع إليه * وأخرج الطبراني في الاوسط وابن مردويه من طريق محمد بن عبد الرحمن بن ابى ليلى عن أخيه عيسى عن أبيه عبد الرحمن عن أبيه أبى ليلى ان جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم بالبراق فحمله عليه بين يديه ثم جعل يسير به فإذا بلغ مكانا مطاطئا طالت يداه وقصرت رجلاه حتى يستوى به وإذا بلغ مكانا مرتفعا قصرت يداه وطالت رجلاه حتى يستوى به ثم عرض له رجل عن يمين الطريق فجعل يناديه يا محمد إلى الطريق مرتين فقال له جبريل عليه السلام امض ولا تكلم احدا ثم عرض له رجل عن
[ 147 ]
يسار الطريق فقال له إلى الطريق يا محمد فقال له جبريل عليه السلام امض ولا تكلم أحدا ثم عرضت له امرأة حسناء جميلة ثم قال له جبريل عليه السلام تدرى من الرجل الذى دعاك عن يمين الطريق قال لا قال تلك اليهود دعتك إلى دينهم ثم قال تدرى من الرجل الذى دعاك من يسار الطريق قال لا قال تلك النصارى دعتك إلى دينهم ثم قال تدرى من المرأة الحسناء الجميلة قال لا قال تلك الدنيا تدعوك إلى نفسها ثم انطلقا حتى أتيا بيت المقدس فإذا هم بنفر جلوس فقالوا مرحبا بالنبي الامي وإذا في النفر شيخ قال ومن هذا يا جبريل قال هذا أبوك ابراهيم وهذا موسى وهذا عيسى ثم أقيمت الصلاة فتدافعوا حتى قدموا محمدا صلى الله عليه وسلم ثم أتوا باشربة فاختار النبي صلى الله عليه وسلم اللبن فقال له جبريل عليه السلام أصبت الفطرة ثم قيل له قم إلى ربك فقام فدخل ثم جاء فقيل له ماذا صنعت قال فرضت على أمتى خمسون صلاة فقال له موسى عليه السلام ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لامتك فان أمتك لا تطيق هذا فرجع ثم جاء فقال له موسى عليه السلام ماذا صنعت فقال ردها إلى خمس وعشرين صلاة فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فرجع ثم جاء فقال ردها إلى اثنى عشر فقال موسى عليه السلام ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فرجع ثم جاء فقال ردها إلى خمس فقال موسى عليه السلام ارجع فاسأله التخفيف قال قد استحيت من ربى فما أراجعه وقد قال ربى ان لك بكل ردة رددتها مسألة أعطيتكها * وأخرج ابن عرفة في جزئه المشهور وأبو نعيم في الدلائل وابن عساكر في تاريخه من طريق أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتانى جبريل عليه السلام بدابة دون البغل وفوق الحمار فحملني عليه ثم انطلق يهوى بنا كلما صعد عقبة استوت رجلاه كذلك مع يديه وإذا هبط استوت يداه مع رجليه حتى مررنا برجل طوال سبط آدم كانه من رجال شنوأة وهو يقول ويرفع صوته أكرمته وفضلته فدفعنا إليه فسلمنا فرد السلام فقال من هذا معك يا جبريل قال هذا أحمد قال مرحبا بالنبي الامي العربي الذى بلغ رسالة ربه ونصح لامته ثم اندفعنا فقلت من هذا يا جبريل قال هذا موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام قلت ومن يعاتب قال يعاتب ربه فيك قلت ويرفع صوته على ربه قال ان الله قد عرف له حديثه ثم تدفعنا حتى مررنا بشجرة كان ثمرها السراح تحتها شيخ وعياله فقال لى جبريل عليه السلام اعمد إلى أبيك ابراهيم فدفعنا إليه فسلمنا عليه فرد السلام فقال ابراهيم من هذا معك يا جبريل قال هذا ابنك أحمد فقال مرحبا بالنبي الامي الذى بلغ رسالة ربه ونصح لامته يا بنى انك لاق ربك الليلة وان أمتك آخر الامم وأضعفها فان استطعت ان تكون حاجتك أوجلها في أمتك فافعل ثم اندفعنا حتى انتهينا إلى المسجد الاقصى فنزلت فربطت الدابة بالحلقة التى في باب المسجد التى كانت الانبياء عليهم السلام تربط بها ثم دخلت المسجد فعرفت النبيين من بين قائم وراكع وساجد ثم أتيت بكاسين من عسل ولبن فاخذت اللبن فشربت فضرب جبريل عليه السلام منكبي وقال أصبت الفطرة ثم أقيمت الصلاة فاممتهم ثم انصرفنا فاقبلنا * وأخرج الحارث بن أبى اسامة والبزار وأبو نعيم والطبراني وابن مردويه وابو نعيم في الدلائل وابن عساكر من طريق علقمة رضى الله عنه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتيت بالبراق فركبته إذا أتى على جبل ارتفعت رجلاه وإذا هبط ارتفعت يداه فسار بنا في ارض غمة منتنة ثم أفضينا إلى أرض فيحاء طيبة فسالت جبريل عليه السلام قال تلك أرض النار وهذه أرض الجنة فاتيت على رجل قائم يصلى فقال من هذا يا جبريل فقال هذا أخوك عيسى عليه السلام فسرنا فسمعنا صوتا وتذمرا فاتينا على رجل فقال من هذا معك قال هذا أخوك محمد صلى الله عليه وسلم فسلم ودعا بالبركة وقال سل لامتك اليسر فقلت من هذا يا جبريل قال هذا أخوك موسى عليه السلام قلت على من كان تذمره قال على ربه عزوجل قلت أعلى ربه قال نعم قد عرف حدته ثم سرنا فرأيت مصابيح وضوأ فقلت ما هذا يا جبريل قال هذه شجرة أبيك ابراهيم عليه السلام أدن منها فدنوت منها فرحب بى ودعا لى بالبركة ثم مضينا حتى أتينا بيت المقدس فربطت الدابة بالحلقة التى تربط بها الانبياء عليهم السلام ثم دخلت المسجد فنشرت لى الانبياء عليهم الصلاة والسلام من سمى الله منهم ومن لم يسم فصليت بهم الا هؤلاء الثلاث ابراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام * وأخرج ابن مردويه من طريق المغيرة بن عبد الرحمن عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال
[ 148 ]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صليت ليلة اسرى بى في مقدم المسجد ثم دخلت إلى الصخرة فإذا ملك قائم معه آنية ثلاث فتناولت العسل فشربت منه قليلا ثم تناولت الآخر فشربت منه حتى رويت فإذا هو لبن فقال أشرب من الآخر فإذا هو خمر قلت قد رويت قال اما انك لو شربت من هذا لم تجتمع أمتك على الفطرة أبدا ثم انطلق بى إلى السماء ففرضت علي الصلاة ثم رجعت إلى خديجة رضى الله عنها وما تحولت عن جانبها الآخر * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أم هانئ رضى الله عنها قالت بات رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة اسرى به في بيتى ففقدته من الليل فامتنع عنى النوم مخافة ان يكون عرض له بعض قريش فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان جبريل عليه السلام أتانى فاخذ بيدى فاخرجني فإذا على الباب دابة دون البغل وفوق الحمار فحملني عليها ثم انطلق حتى أتى بى إلى بيت المقدس فارانى ابراهيم يشبه خلقه خلقي ويشبه خلقي خلقه وأرانى موسى آدم طوالا سبط الشعر اشبهه برجال ازد شنوأة واراني عيسى بن مريم ربعة أبيض يضرب إلى الحمرة شبهته بعروة بن مسعود الثقفى وأرانى الدجال ممسوح العين اليمنى شبهته بقطن بن عبد العزى قال وأنا أريد ان أخرج إلى قريش فاخبرهم ما رأيت فاخذت بثوبه فقلت انى أذكرك الله انك تأتى قوما يكذبونك وينكرون مقالتك فاخاف ان يسطوا بك قالت فضرب ثوبه من يدى ثم خرج إليهم فأتاهم وهم جلوس فاخبرهم فقام مطعم بن عدى فقال يا محمد لو كنت شابا كما كنت ما تكلمت بما تكلمت به وأنت بين ظهرانينا فقال رجل من القوم يا محمد هل مررت بابل لنا في مكان كذا وكذا قال نعم والله وجدتهم قد اضلوا بعيرا لهم فهم في طلبه قال هل مررت بابل لبنى فلان قال نعم وجدتهم في مكان كذا وكذا قد انكسرت لهم ناقة حمراء فوجدتهم وعندهم قصعة من ماء فشربت ما فيها قالوا فاخبرنا عن عدتها وما فيها من الرعاء قال قد كنت عن عدتها مشغولا فقام وأتى بالابل فعدها وعلم ما فيها من الرعاء أتى قريشا فقال لهم سالتموني عن ابل بنى فلان فهى كذا وكذا وفيها من الرعاء فلان وفلان وسألتموني عن ابل بنى فلان فهى كذا وكذا وفيها من الرعاء ابن أبى قحافة وفلان وفلان وهى مصبحتكم الغداة الثنية فقعدوا إلى الثنية ينظرون اصدقهم ما قال فاستقبلوا الابل فسألوا هل ضل لكم بعير قالوا نعم فسألوا الآخر هل انكسر لكم ناقة حمراء قالوا نعم قال فهل كان عندكم قصعة من ماء قال أبو بكر رضى الله عنه والله أنا وضعتها فما شربها أحد منا ولا أهريقت في الارض فصدقه أبو بكر رضى الله عنه وآمن به فسمى يومئذ الصديق * وأخرج أبو يعلى وابن عساكر عن أم هانئ رضى الله عنها قالت دخل على النبي صلى الله عليه وسلم بغلس وأنا على فراشي فقال شعرت انى نمت الليلة في المسجد الحرام فأتاني جبريل فذهب بى إلى باب المسجد فإذا دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل مضطرب الاذنين فركبته فكان يضع حافره مد بصره إذا أخذ بى في هبوط طالت يداه وقصرت رجلاه وإذا أخذ بى في صعود طالت رجلاه وقصرت يداه وجبريل لا يفوتنى حتى انتهينا إلى بيت المقدس فاوثقته بالحلقة التى كانت الانبياء توثق بها فنشر لى رهط من الانبياء عليهم السلام منهم ابراهيم وموسى وعيسى فصليت بهم وكلمتهم وأتيت باناءين أحمر وأبيض فشرب الابيض فقال لى جبريل عليه السلام شربت اللبن وتركت الخمر لو شربت الخمر لارتدت أمتك ثم ركبته فاتيت المسجد الحرام فصليت به الغداة فتعلقت بردائه وقلت أنشدك الله يا ابن عم ان تحدث بها قريشا فيكذبك من صدقك فضربت بيدى على ردائه فانتزعه من يدى فارتفع عن بطنه فنظرت إلى عكنه فوق ازاره كأنها طى القراطيس وإذا نور ساطع عند فؤاده كاد يختطف بصرى فخررت ساجدة فلما رفعت رأسي إذا هو قد خرج فقلت لجاريتي ويحك اتبعيه وانظرى ماذا يقول وماذا يقول له فلما رجعت أخبرتني انه انتهى إلى نفر من قريش فيهم المطعم بن عدى وعمرو بن هشام والوليد بن المغيرة فقال انى صليت الليلة العشاء في هذا المسجد وصليت به الغداة وأتيت فيما بين ذلك ببيت المقدس فنشر لى رهط من الانبياء فيهم ابراهيم وموسى وعيسى فصليت بهم وكلمتهم فقال عمرو بن هشام كالمستهزئ صفهم لى فقال أما عيسى ففوق الربعة ودون الطويل عريض الصدر جعد الشعر يعلوه صهبة كانه عروة بن مسعود الثقفى وأما موسى فضخم آدم طوال كانه من رجال شنوأة كثير الشعر غائر العينين متراكب الاسنان مقلص الشفة خارج اللثة عابس وأما ابراهيم فوالله لانا أشبه الناس به خلقا فضجوا وعظموا ذاك فقال المطعم كل أمرك قبل اليوم كان أمما غير قولك اليوم انا أشهد انك كاذب نحن نضرب
[ 149 ]
أكباد الابل إلى بيت المقدس مصعدا شهرا ومنحدرا شهرا تزعم أنك أتيته في ليلة واللات والعزى لا أصدقك فقال أبو بكر رضى الله عنه يا مطعم بئس ما قلت لابن أخيك جبهته وكذبته أنا أشهد أنه صادق فقالوا يا محمد صف لنا بيت المقدس قال دخلته ليلا وخرجت منه ليلا فاتاه جبريل عليه السلام فصوره في جناحه فجعل يقول باب منه كذا في موضع كذا وباب منه كذا في موضع كذا وأبو بكر رضى الله عنه يقول صدقت صدقت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ يا أبا بكر ان الله قد سماك الصديق قالوا يا محمد أخبرنا عن عيرنا قال أتيت على عير بنى فلان بالروحاء قد أضلوا ناقة لهم فانطلقوا في طلبها فانتهيت إلى رحالهم ليس بها منهم أحد وإذا قدح ماء فشربت منه ثم انتهيت إلى عير بنى فلان فنفرت منى الابل وبرك منها جمل أحمر عليه جوالق مخطط ببياض لا أدرى أكسر البعير أم لا ثم انتهيت إلى عير بنى فلان في التنعيم يقدمها جمل أورق وها هي ذه تطلع عليكم من الثنية فقال الوليد بن المغيرة ساحر فانطلقوا فنظروا فوجدوا كما قال فرموه بالسحر وقالوا صدق الوليد فانزل الله وما جعلنا الرؤيا التى أريناك الا فتنة للناس * وأخرج ابن اسحق وابن جرير عن أم هانئ رضى الله عنها قالت ما أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم الا وهو في بيتى نائم عندي تلك اللية فصلى العشاء الآخرة ثم نام ونمنا فلما كان قبيل الفجر أهبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صلى الصبح وصلينا معه قال يا أم هانئ لقد صليت معكم العشاء الآخرة كما رأيت بهذا الوادي ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه ثم صليت صلاة الغداة معكم الآن كما ترين * وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن عبد الله بن عمر وام سلمة وعائشة وام هانئ وابن عباس رضى الله عنهما دخل حديث بعضهم في بعض قالوا اسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة سبع عشرة من شهر ربيع الاول قبل الهجرة بسنة من شعب أبى طالب إلى بيت المقدس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حملت على دابة بيضاء بين الحمار وبين البغل في فخذها جناحان تحفر بهما رجليها فلما دنوت لاركبها شمست فوضع جبريل عليه السلام يده على معرفتها ثم قال ألا تستحيين يا براق مما تصنعين والله ما ركبك عبد لله قبل محمد أكرم على الله منه فاستحيت حتى ارفضت عرقا ثم قوت حتى ركبتها فعلت باذنيها وقبضت الارض حتى كان منتهى وقع حافرها طرفها وكانت طويلة الظهر طويلة الاذنين وخرج معى جبريل لا يفوتنى ولا أفوته حتى أتى بيت المقدس فاتى البراق إلى موقفه الذى كان يقف فربط فيه وكان مربط الانبياء عليه السلام ورأيت الانبياء جمعوا لى فرأيت ابراهيم وموسى وعيسى فظننت أنه لابد أن يكون لهم امام فقدمني جبريل عليه السلام حتى صليت بين أيديهم وسألتهم فقالوا بعثنا بالتوحيد وقال بعضهم فقد النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة فتفرقت بنو عبد المطلب يطلبونه ويلتمسونه وخرج العباس رضى الله عنه حتى بلغ ذا طوى فجعل يصرخ يا محمد يا محمد فاجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيك لبيك فقال ابن أخى أعييت قومك منذ الليلة فاين كنت قال أتيت من بيت المقدس قال في ليلتك قال نعم قال هل أصابك الا خير قال ما أصابني الا خير وقالت ام هانئ رضى الله عنها ما أسرى به الا من بيتنا بينا هو نائم عندنا تلك الليلة صلى العشاء ثم نام فلما كان قبل الفجر أنبهناه للصبح فقام فصلى الصبح قال يا أم هانئ لقد صليت معكم العشاء كما رأيت بهذا الوادي ثم قد جئت بيت المقدس فصليت فيه ثم صليت الغداة معكم ثم قام ليخرج فقلت لا تحدث هذا الناس فيكذبوك ويؤذوك فقال والله لاحدثنهم فاخبرهم فتعجبوا وقالوا لم نسمع بمثل هذا قط وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام يا جبريل ان قومي لا يصدقوني قال يصدقك أبو بكر وهو الصديق وافتتن ناس كثير كانوا قد ضلوا وأسلموا وقمت في الحجر فجلا الله لى بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه فقال بعضهم كم للمسجد من باب ولم أكن عددت أبوابه فجعلت أنظر إليها وأعدها بابا بابا وأعلمهم واخبرتهم عن عير لهم في الطريق وعلامات فيها فوجدوا ذلك كما أخبرتهم وأنزل الله وما جعلنا الرؤيا التى أريناك الا فتنة للناس قال كانت رؤيا عين رآها بعينه * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن أنس رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بالبراق ليلة اسرى به مسرجا ملجما ليركبه فاستصعب عليه فقال له جبريل عليه السلام أبمحمد صلى الله عليه وسلم تفعل هذا فو الله ما ركبك خلق قط أكرم على الله منه قال فارفض عرقا * وأخرج ابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال أسرى بالنبي صلى الله
[ 150 ]
عليه وسلم ليلة سبع عشرة من شهر ربيع الاول قبل الهجرة بسنة * وأخرج البيهقى في الدلائل عن ابن شهاب رضى الله عنه قال أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس قبل خروجه إلى المدينة بستة عشر شهرا * وأخرج البيهقى عن عروة مثله * وأخرج البيهقى عن السدى رضى الله عنه قال أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس قبل مهاجره بستة عشر شهرا * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم والنسائي وابن مردويه والبيهقي في كتاب حياة الانبياء عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مررت ليلة أسرى بى على موسى عليه السلام قائما يصلى في قبره عند الكثيب الاحمر * وأخرج أبو يعلى وابن مردويه والبيهقي عن أنس رضى الله عنه قال حدثنى بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به مر على موسى وهو يصلى في قبره قال وذكر لى انه حمل على البراق قال فاوثقت الفرس أو قال الدابة بالحلقة فقال أبو بكر رضى الله عنه صفها لى يا رسول الله قال هي كذه وكذه قال وكان أبو بكر رضى الله عنه قد رآها * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى بى إلى السماء رأيت موسى يصلى في قبره * وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضى الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم مر على موسى وهو قائم يصلى في قبره * وأخرج ابن مردويه عن أبى سعيد رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى بى مررت بموسى وهو قائم يصلى في قبره * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم جعل يمر بالنبي والنبين معهم الرهط والنبيين معهم القوم والنبى والنبين ليس معهم أحد حتى مر بسواد عظيم فقلت من هؤلاء فقيل موسى وقومه ولكن ارفع رأسك وانظر فإذا سواد عظيم قد سد الافق من ذا الجانب وذا الجانب فقيل لى هؤلاء وسوى هؤلاء من أمتك سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب قال فدخل ولم يسالوه بانفسهم ولم يفسر لهم فقال قائلون نحن وهم وقال قائلون هم أبناؤنا الذين ولدوا في الاسلام فخرج فقال هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن فقال أنا منهم يا رسول الله فقال أنت منهم فقال رجل آخر فقال أنا منهم قال سبقك بها عكاشة * وأخرج أحمد والنسائي والبزار والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل بسند صحيح عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى بى مرت بى رائحة طيبة فقلت يا جبريل ما هذه الرائحة الطيبة قال ماشطة بنت فرعون وأولادها كانت تمشطها فسقط المشط من يدها فقالت بسم الله فقالت ابنة فرعون أبى قالت بلى ربى وربك ورب أبيك قالت أو لك رب غير أبى قالت نعم قالت فاخبر بذلك أبى قالت نعم فاخبرته فدعاها فقال ألك رب غيرى قالت نعم ربى وربك الله الذى في السماء فامر ببقرة من نحاس فاحميت ثم أمر بها لتلقى فيها وأولادها قالت ان لى إليك حاجة قال وما هي قالت تجمع عظامي وعظام ولدى فتدفنه جميعا قال ذلك لك لما لك علينا من الحق فالقوا واحدا واحدا حتى بلغ رضيعا فيهم قال نعى يا يا أمه ولا تقاعسي فانك على الحق فالقيت هي وولدها قال ابن عباس رضى الله عنهما وتكلم أربعة وهم صغار هذا وشاهد يوسف وصاحب جريج وعيسى بن مريم * وأخرج ابن ماجه وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما عن أبى بن كعب رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليلة أسرى بى وجدت ريحا طيبة فقلت يا جبريل ما هذه قال هذه الماشطة وزوجها وابنها بينما هي تمشط ابنة فرعون إذ سقط المشط من يدها فقالت تعس فرعون فاخبرت أباها وكان للمرأة بنان وزوج فارسل إليهم فراود المرأة زوجها ان يرجعا عن دينهما فابيا فقال انى قاتلكما فقالا احسان منك الينا ان قتلتنا ان تجعلنا في بيت ففعل فلما أسرى برسول الله صلى الله عليه سلم وجد ريحا طيبة فسال جبريل عليه السلام فاخبره * وأخرج أحمد وأبو داود عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج بى مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون في وجوههم وصدروهم فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين ياكلون لحوم الناس ويقعون في اعراضهم * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليلة أسرى بى مررت بناس تقرض شفاههم بمقاريض من نار كلما فرضت عادت كما كانت فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون * وأخرج ابن مردويه عن
[ 151 ]
سمرة بن جندب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى بى رأيت رجلا يسبح في نهر يلقم الحجارة فسالت من هذا فقيل لى هذا آكل الربا * وأخرج الترمذي والبزار والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن بريدة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان ليلة أسرى بى أتى جبريل الصخرة التى ببيت المقدس فوضع أصبعه فيها فخرقها فشد بها البراق * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن صهيب بن سنان رضى الله عنه قال لما عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به الماء ثم الخمر ثم اللبن أخذ اللبن فقال له جبريل عليه السلام أصبت الفطرة وبه غذيت كل دابة ولو أخذت الخمر غويت وغوت أمتك وكنت من أهل هذه وأشار إلى الوادي الذى يقال له وادى جهنم فنظر إليه فإذا هو نار تلتهب * وأخرج أحمد وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى ليلة أسرى بى وضعت قدمى حيث توضع أقدام الانبياء عليهم السلام من بيت المقدس وعرض على عيسى عليه السلام فإذا أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود وعرض على موسى عليه السلام فإذا رجل جعد ضرب من الرجال وعرض على ابراهيم عليه السلام فإذا أقرب الناس به شبها صاحبكم * وأخرج البخاري ومسلم وابن جرير عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسرى بى لقيت موسى عليه السلام فنعته فإذا هو رجل مضطرب رجل الرأس كانه من رجال شنوأة ولقيت عيسى عليه الصلاة والسلام فنعته ربعة أحمر كانما خرج من ديماس ورأيت ابراهيم عليه الصلاة والسلام وأنا أشبه ولده به وأتيت باناءين في أحدهما لبن وفى الآخر خمر قيل لى خذ أيهما شئت فاخذت اللبن فشربت قيل لى هديت للفطرة أما انك لو أخذت الخمر غوت أمتك * وأخرج مسلم والنسائي وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأيتنى في الحجر وقريش تسألني عن مسراى فسألوني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها فكربت كربا ما كربت مثله قط فرفعه الله لى أنظر إليه ما سالونى عن شئ لا أنباتهم به وقد رأيتنى في جماعة من الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم وإذا موسى عليه السلام قائم وإذا رجل ضرب جعد كانه من رجال شنوأة وإذا عيسى عليه السلام قائم يصلى أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفى وإذا ابراهيم عليه الصلاة والسلام قائم يصلى أشبه الناس به صاحبكم يعنى نفسه فحانت الصلاة فاممتهم فلما فرغت قال قائل يا محمد هذا مالك خازن جهنم فالتفت إليه فبدأني بالسلام * وأخرج ابن مردويه عن عمر رضى الله عنه قال لما أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم رأى مالكا خازن النار فإذا رجل عابس يعرف الغضب في وجهه * وأخرج أحمد عن عبيد بن آدم عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان بالجابية فذكر فتح بيت المقدس فقال لكعب رضى الله عنه اين ترى أن أصلى قال خلف الصخرة قال لا ولكن أصلى حيث صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم إلى القبلة فصلى * وأخرج أحمد وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والضياء في المختارة بسند صحيح عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ليلة أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم دخل الجنة فسمع في جانبها وجسا فقال يا جبريل ما هذا فقال هذا بلال المؤذن فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين جاء إلى الناس قد أفلح بلال رأيت له كذا وكذا فلقيه موسى عليه الصلاة والسلام فرحب به وقال مرحبا بالنبي الامي قال وهو رجل آدم طويل سبط شعره مع أذنيه أو فوقهما فقال من هذا يا جبريل قال هذا موسى عليه السلام فمضى فلقيه رجل فرحب به قال من هذا قال هذا عيسى عليه السلام فمضى فلقيه شيخ جليل مهيب فرحب به وسلم عليه وكلهم يسلم عليه قال من هذا يا جبريل قال هذا أبوك ابراهيم عليه السلام قال ونظر في النار فإذا قوم ياكلون الجيف قال من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين ياكلون لحوم الناس ورأى رجلا أحمر أزرق جدا قال من هذا يا جبريل قال هذا عاقر الناقة فلما أتى النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الاقصى قام يصلى ثم التفت فإذا النبيون أجمعون يصلون معه فلما انصرف جئ بقدحين أحدهما عن اليمين والآخر عن الشمال في أحدهما لبن وفى الآخر عسل فاخذ اللبن فشرب منه فقال الذى كان معه القدح أصبت الفطرة * وأخرج أحمد وابو يعلى وابن مردويه وابو نعيم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ثم جاء من ليلته فحدثهم بمسيره وبعلامة بيت المقدس وبعيرهم فقال ناس نحن لا نصدق محمدا بما يقول فارتدوا كفارا فضرب الله رقابهم مع أبى
[ 152 ]
جهل وقال أبو جهل يخوفنا محمد بشجرة الزقوم هاتوا تمرا وزبدا فتزقموا به ورأى الدجال في صورته رؤيا عين ليس برؤيا منام وعيسى وموسى وابراهيم عليه السلام فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال فقال رأيته 7 قيلمانيا أقمر هجان احدى عينيه قائمة كأنها كوكب درى كان شعره أغصان شجرة ورأيت عيسى عليه السلام شابا أبيض جعد الرأس حديد البصر مبطن الخلق ورأيت موسى أسحم آدم كثير الشعر شديد الخلق ونظرت إلى ابراهيم عليه السلام فلا أنظر إلى أرب منه الا نظرت إليه منى حتى كانه صاحبكم قال جبريل سلم على أبيك فسلمت عليه * وأخرج البخاري ومسلم والطبراني وابن مردويه من طريق قتادة عن ابى العالية عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت ليلة أسرى بى موسى بن عمران عليه السلام رجلا طوالا جعدا كانه من رجال شنوأة ورأيت عيسى بن مريم عليه السلام مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس ورأيت مالكا خازن جهنم والدجال في آيات أراهن الله قال فلا تكن في مرية من لقائه فكان قتادة رضى الله عنه يفسرها ان النبي صلى الله عليه وسلم قد لقى موسى عليه السلام * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وابن أبى شيبة وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور عن ابن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقيت ليلة أسرى بى ابراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام فتذاكروا أمر الساعة فردوا أمرهم إلى ابراهيم فقال لا علم لى بها فردوا أمرهم إلى موسى فقال لا علم لى بها فردوا أمرهم إلى عيسى فقال اما وجبتها فلا يعلم بها أحد الا الله تعالى وفيما عهد إلى رب ان الدجال خارج ومعى قضيبان فإذا رأني ذاب كما يذوب الرصاص فيهلكه الله إذا رأني حتى ان الحجر والشجر يقول يا مسلم ان تحتي كافرا فتعال فاقتله فيهلكهم الله ثم يرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم فعند ذلك يخرج ياجوج وماجوج وهم من كل حدب ينسلون فيطؤن بلادهم لا ياتون على شئ الا أهلكوه ولا يمرون على ماء الا شربوه ثم يرجع الناس إلى فيشكونهم فادعو الله تعالى عليهم فيهلكهم ويميتهم حتى تجيف الارض من نتن ريحهم فينزل الله المطر فيجترف أجسادهم حتى يقذفهم في البحر ففيما عهد إلي ربى ان كان كذلك ان الساعة كالحامل المتم لا يدرى أهلها متى تفجؤهم بولادتها ليلا أو نهارا * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن حذيفة رضى الله عنه انه حدث عن ليلة أسرى بمحمد صلى الله عليه وسلم فقال ما زايل البراق حتى فتحت له أبواب السموات فرأى الجنة والنار ووعد الآخرة أجمع ثم عاد ولفظ ابن مردويه فارى ما في السموات وأرى ما في الارض قيل له أي دابة البراق قال دابة طويل أبيض خطوه مد البصر * وأخرج أبو يعلى والطبراني في الاوسط وابن عساكر عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة عرج بى إلى السماء ما مررت بسماء الا وجدت اسمى فيها مكتوبا محمد رسول الله وأبو بكر الصديق خلفي * وأخرج البزار عن ابن عمر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج بى إلى السماء ما مررت بسماء الا وجدت اسمى فيها مكتوبا محمد رسول الله * وأخرج الطبراني في الاوسط وابن مردويه بسند صحيح عن جابر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مررت ليلة أسرى بى على الملا الاعلى فإذا جبريل كالحلس البالى من خشية الله وفى لفظ لابن مردويه مررت على جبريل في السماء الرابعة فإذا هو كانه حلس بال من خشية الله * وأخرج سعيد بن منصور والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن عبد الرحمن بن قرط رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليلة أسرى بى إلى المسجد الاقصى كان بين المقام وزمزم جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فطارا به حتى بلغ السموات العلى فلما رجع قال سمعت تسبيحا في السموات العلى مع تسبيح كثير سبحت السموات العلى من ذى المهابة مشفقات من ذى العلو بما علا سبحان العلى الاعلى سبحانه وتعالى * وأخرج ابن عساكر عن سهل بن سعد رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى بى جبريل سمعت تسبيحا في السموات العلى فرجف فؤادى فقال لى جبريل عليه السلام تقدم يا محمد ولا تخف فان اسمك مكتوب على العرش لا اله الا الله محمد رسول الله * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وابن ماجه وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى بى لما
[ 153 ]
انتهينا إلى السماء السابعة نظرت فوق فإذا رعد وبرق وصواعق وأتيت على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات والعقارب ترى من خارج بطونهم فقلت من هولاء يا جبريل قال هؤلاء أكلة الربا فلما نزلت إلى السماء الدنيا نظرت إلى أسفل منى فإذا أنا برهج ونسمات وأصوات فقلت ما هذا يا جبريل قال هذه الشياطين يحومون على أعين بنى آدم لا يتفكروا في ملكوت السموات والارض ولولا ذلك لرأوا العجائب * وأخرج ابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى بى مررت بالكوثر فقال جبريل عليه السلام هذا الكوثر الذى أعطاك ربك فضربت بيدى إلى تربته فإذا مسك أذفر * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لما عرج بى إلى السماء رأيت نهرا يطرد عجاجا مثل السهم أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل حافتاه قباب من در مجوف فضربت بيدى إلى جانبه فإذا مسكة ذفراء فضربت بيدى إلى رضراضها فإذا در قلت يا جبريل ما هذا النهر قال هذا الكوثر الذى أعطاك ربك * وأخرج ابن مردويه عن أبى سعيد رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت ابراهيم ليلة أسرى بى وهو أشبه من رأيت بصاحبكم * وأخرج أحمد وابن أبى حاتم وابن حبان وابن مردويه عن أبى أيوب الانصاري رضى الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول عرج بى إلى السماء فرأيت ابراهيم خليل الرحمن فقال ابراهيم يا جبريل من هذا الذى معك فقال جبريل هذا محمد فرحب بى وقال مر أمتك فليكثروا من غراس الجنة فان تربتها طيبة وأرضها واسعة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وما غراس الجنة قال لا حول ولا قوة الا بالله * واخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتيت ليلة أسرى بى على ابراهيم عليه الصلاة والسلام فقال يا محمد اخبر أمتك ان الجنة قيعان وان غراسها سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر * وأخرج الترمذي وحسنه والطبراني وابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيت ابراهيم ليلة أسرى بى فقال يا محمد اقرئ أمتك منى السلام واخبرهم ان الجنة طيبة التربة عذبة الماء وانها قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله * وأخرج ابن مردويه عن أبى بن كعب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى بى رأيت الجنة من درة بيضاء فقلت يا جبريل انهم يسالونى عن الجنة قال أخبرهم ان أرضها قيعان وترابها المسك * وأخرج ابن ماجه والحكيم الترمذي في نوادر الاصول وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت ليلة أسرى بي مكتوبا على باب الجنة الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر فقلت يا جبريل ما بال القرض أفضل من الصدقة قال لان السائل يسأل وعنده المستقرض لا يستقرض الا من حاجة * وأخرج الطبراني عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى بى إلى السماء أدخلت الجنة فوقعت على شجرة من أشجار الجنة لم أر في الجنة أحسن منها ولا أبيض ورقا ولا أطيب ثمرة فتناولت ثمرة من ثمرتها فاكلتها فصارت نطفة في صلبى فلما هبطت إلى الارض واقعت خديجة فحملت بفاطمة رضى الله عنها فإذا أنا اشتقت إلى ريح الجنة شممت ريح فاطمة * وأخرج الحاكم وضعفه عن سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أتانى جبريل عليه السلام بسفرجلة فاكلتها ليلة أسرى بى فعلقت خديجة بفاطمة فكنت إذا اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رقبة فاطمة * وأخرج البزار وأبو القاسم البغوي وابن قانع كلاهما في معجم الصحابة وابن عدى وابن عساكر عن عبد الله بن أسعد بن زرارة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى بى انتهيت إلى قصر من لؤلؤة ولفظ البغوي أسرى بى في قفص من لؤلؤة فراشه ذهب يتلالا نورا وأعطيت ثلاثا انك سيد المرسلين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين * وأخرج ابن قانع والطبراني وابن مردويه عن أبى الحمراء رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى بى إلى السماء السابعة فإذا على ساق العرش الايمن لا اله الا الله محمد رسول الله * وأخرج ابن عدى وابن عساكر عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج بى رأيت على ساق العرش مكتوبا لا اله الا الله محمد رسول الله أيدته بعلى * وأخرج ابن عساكر عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة
[ 154 ]
اسرى بي رأيت على العرش مكتوبا لا اله الا الله محمد رسول الله أبو بكر الصديق عمر الفاروق عثمان ذو النورين * وأخرج الدارقطني في الافراد والخطيب وابن عساكر عن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت ليلة أسرى بى في العرش فريدة خضراء فيها مكتوب بنور أبيض لا اله الا الله محمد رسول الله أبو بكر الصديق عمر الفاروق * وأخرج البزار عن على رضى الله عنه قال لما أراد الله تعالى أن يعلم رسوله الاذان أتاه جبريل عليه السلام بدابة يقال لها البراق فذهب يركبها فاستصعبت فقال لها جبريل عليه السلام اسكني فو الله ما ركبك عبد أكرم على الله من محمد صلى الله عليه وسلم فركبها حتى انتهى إلى الحجاب الذى يلى الرحمن فبينما هو كذلك إذ خرج عليه ملك من الحجاب فقال الملك الله أكبر الله أكبر فقيل من وراء الحجاب صدق عبدى أنا أكبر أنا أكبر ثم قال الملك أشهد أن لا اله الا الله فقيل له من وراء الحجاب صدق عبدى أنا الله لا اله الا أنا فقال الملك أشهد أن محمدا رسول الله فقيل من وراء الحجاب صدق عبدى أنا أرسلت محمدا فقال الملك حى على الصلاة حى على الفلاح قد قامت الصلاة ثم قال الله أكبر الله أكبر فقيل من وراء الحجاب صدق عبدى أنا أكبر أنا أكبر ثم قال لا اله الا الله فقيل من وراء الحجاب صدق عبدى لا اله الا أنا ثم أخذ الملك بيد محمد صلى الله عليه وسلم فقدمه فأم أهل السموات فيهم آدم ونوح فيومئذ أكمل الله لمحمد صلى الله عليه وسلم الشرف على أهل السموات والارض * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن محمد بن الحنفية رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج به إلى السماء فانتهى إلى مكان من السماء وقف فيه وبعث الله ملكا فقام من السماء مقاما ما قامه قبل ذلك فقيل له علمه الاذان فقال الملك الله أكبر الله أكبر فقال الله صدق عبدى أنا الله الاكبر فقال الملك أشهد أن لا اله الا الله فقال الله صدق عبدى أنا الله لا اله الا أنا فقال الملك أشهد أن محمدا رسول الله فقال الله صدق عبدى أنا أرسلته وأنا اخترته وأنا ائتمنته فقال حى على الصلاة فقال الله صدق عبدى ودعا إلى فريضتي وحقى فمن أتاها محتسبا كانت كفارة لكل ذنب فقال الملك حى على الفلاح فقال الله صدق عبدى أنا أقمت فرائضها وعدتها ومواقيتها ثم قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم تقدم فتقدم فائتم به أهل السموات فتم له شرفه على سائر الخلائق * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى به إلى السماء أذن جبريل فظنت الملائكة انه يصلى بهم فقدمني فصليت بالملائكة * وأخرج الطبراني في الاوسط عن ابن عمر رضى الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم لما أسرى به إلى السماء أوحى إليه بالاذان فنزل به فعلمه جبريل * وأخرج ابن مردويه عن على رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم علم الاذان ليلة أسرى به وفرضت عليه الصلاة * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم فرضت عليه الصلاة ليلة أسرى به * وأخرج أحمد عن ابن عباس رضى الله عنهما قال فرض الله على نبيه صلى الله عليه وسلم الصلاة خمسين صلاة فسأل ربه فجعلها خمس صلوات * وأخرج أبو داود والبيهقي عن ابن عمر رضى الله عنهما قال كانت الصلاة خمسين والغسل من الجنابة سبع مرات وغسل البول من الثوب سبع مرات فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل حتى جعلت الصلاة خمسا وغسل الجنابة مرة وغسل البول من الثوب مرة * وأخرج مسلم والترمذي والنسائي وابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال لما أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهى إلى سدرة المنتهى واليها ينتهى ما يصعد به وفى لفظ يعرج به من الارواح حتى يقبض منها واليها ينتهى ما يهبط به من فوقها حتى يقبض إذ يغشى السدرة ما يغشى قال غشيها فراش من ذهب وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس وخواتيم سورة البقرة وغفر لمن لا يشرك بالله شيأ من أمته المقحمات * وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضى الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لما أسرى بى انتهيت إلى سدرة المنتهى فإذا نبقها أمثال القلال * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انتهى إلى سدرة المنتهى رأى فراشا من ذهب يلوذ بها * وأخرج ابن مردويه عن أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول يصف سدرة المنتهى فقال فيها فراش من ذهب وثمرها كالقلال وأوراقها كآذان الفيلة قلت يا رسول الله ما رأيت عندها قال رأيت عندها يعنى ربه عزوجل * وأخرج ابن ماجه وابن مردويه عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى
[ 155 ]
الله عليه ما مررت ليلة أسرى بى بملا من الملائكة الا قالوا لى يا محمد مر أمتك بالحجامة * وأخرج أحمد وابن ماجه والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مررت بملا من الملائكة ليلة أسرى بى الا قالوا عليك بالحجامة وفى لفظ مر أمتك بالحجامة * وأخرج ابن مردويه عن على رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مررت على ملا من الملائكة ليلة أسرى بى الا أمروني بالحجامة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثنى الله ليلة أسرى بى إلى ياجوج وماجوج أدعوهم إلى دين الله وعبادته فامروا أن يجيبوني وهم في النار مع من يحصى من ولد آدم وولد ابليس * وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد والطبراني في الاوسط وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به فكان بذى طوى قال يا جبريل ان قومي لا يصدقوني قال يصدقك أبو بكر وهو الصديق * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عائشة رضى الله عنها قالت لما أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الاقصى أصبح يحدث الناس بذلك فارتد ناس ممن كانوا آمنوا به وصدقوه وسعوا بذلك إلى أبى بكر رضى الله عنه فقالوا هل لك في صاحبك يزعم انه أسرى به الليلة إلى بيت المقدس قال أو قال ذلك قالوا نعم قال لئن قال ذلك لقد صدق قالوا فتصدقه انه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح قال نعم انى لاصدقه بما هو أبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة فلذلك سمى أبا بكر الصديق * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والنسائي والبزار والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والضياء في المختارة وابن عساكر بسند صحيح عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان ليلة أسرى بى فاصبحت في مكة قطعت وعرفت ان الناس مكذبى فقعدت معتزلا خرينا فمر به عدو الله أبو جهل فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ هل كان من شئ قال نعم قال وما هو قال انى أسرى بى الليلة قال إلى أين قال إلى بيت المقدس قال ثم أصبحت بين ظهرانينا قال نعم فلم يرد أن يكذبه مخافة أن يجحده الحديث ان دعا قومه إليه قال أرأيت ان دعوت قومك اتحدثهم بما حدثتني قال نعم قال هيا معشر بنى كعب ابن لؤى فانقضت إليه المجالس وجاؤا حتى جلسوا اليهما قال حدث قومك بما حدثتني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى أسرى بى الليلة قالوا إلى أين قال إلى بيت المقدس قالوا ايليا قال نعم قالوا ثم أصبحت بعد ظهرانينا قال نعم قال فمن بين مصفق ومن بين واضع يده على رأسه متعجبا قالوا وتستطيع ان تنعت المسجد وفى القوم من قد سافر إليه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت أنعت فما زلت أنعت حتى التبس على بعض النعت فجئ بالمسجد وأنا أنطر إليه حتى وضع دون دار عقيل أو عقال فنعته وأنا أنظر إليه فقال القوم أما النعت فو الله لقد أصاب * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كذبتني قريش لما أسرى بى إلى بيت المقدس قمت في الحجر فجلا الله لى بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن عروة رضى الله عنه قال قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما أخبرهم بمسراه إلى بيت المقدس أخبرنا ماذا ضل عنا وائتنا بآية ما تقول فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضلت منكم ناقة ورقاء عليها بر لكم فلما قدمت عليهم قالوا انعت لنا ما كان عليها ونشر له جبريل عليه السلام ما عليها كله ينظر إليه فاخبرهم بما كان عليها وهم قيام ينظرون فزادهم ذلك شكا وتكذيبا * وأخرج البيهقى في الدلائل عن السدى رضى الله عنه قال لما أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر قومه بالرفقة والعلامة في العير قالوا فمتى تجئ قال يوم الاربعاء فلما كان ذلك اليوم أشرفت قريش ينظرون وقد ولى النهار ولم تجئ فدعا النبي صلى الله عليه وسلم فزيد له في النهار ساعة وحبست عليه الشمس فلم ترد الشمس على أحد الا على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى يوشع بن نون عليه السلام حين قاتل الجبارين * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف وابن جرير عن عبد الله بن شداد رضى الله عنه قال لما أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم أتى بدابة دون البغل وفوق الحمار يضع حافره عند منتهى طرفه يقال له البراق ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعير للمشركين فنفرت فقالوا يا هؤلاء ما هذا فقالوا ما نرى شيا ما هذه الرائحة الا ريح أتى بيت المقدس
[ 156 ]
فاتى باناءين في أحدهما خمر وفى الآخر لبن فاخذ اللبن فقال جبريل عليه السلام هديت وهديت أمتك * وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن الواقدي عن أبى بكر بن عبد الله بن أبى سبرة وغيره من رجاله قالوا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسال ربه ان يريه الجنة والنار فلما كان ليلة السبت لسبع عشرة خلت من رمضان قبل الهجرة بثمانية عشر شهرا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نائم في بيته ظهرا أتاه جبريل وميكائيل فقالا انطلق إلى ما سالت الله فانطلقا به إلى مابين المقام وزمزم فاتى بالمعراج فإذا هو أحسن شئ منظرا فعرج به إلى السموات سماء سماء فلقى فيها الانبياء وانتهى إلى سدرة المنتهى ورأى الجنة والنار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما انتهيت إلى السماء السابعة لم اسمع الا صريف الاقلام وفرضت عليه الصلوات الخمس ونزل جبريل عليه السلام فصلى برسول الله صلى الله عليه وسلم الصلوات في مواقيتها * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسرى به ريحه ريح عروس وأطيب من ريح عروس * وأخرج ابن مردويه عن جبير قال سمعت سفيان الثوري رضى الله عنه سئل عن ليلة أسرى به فقال أسرى ببدنه * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن محمد بن كعب القرظى رضى الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم دحية لكلبي رضى الله عنه إلى قيصر وكتب إليه معه فلقيه بحمص ودعا الترجمان فإذا في الكتاب من محمد رسول الله إلى قيصر صاحب الروم فغضب أخ له وقال تنظر في كتاب رجل بدأ بنفسه قبلك وسماك قيصر صاحب الروم ولم يذكر انك ملك قال له قيصر انك والله ما علمت أحمق صغيرا مجنونا كبيرا تريد ان تحرق كتاب رجل قبل ان أنظر فيه فلعمري لئن كان رسول الله كما يقول فنفسه أحق ان يبدأ بها منى وان كان سمانى صاحب الروم فلقد صدق ما أنا الا صاحبهم وما أملكم ولكن الله سخرهم لى ولو شاء لسلطهم على ثم قرأ قيصر الكتاب فقال يا معشر الروم انى لاظن هذا الذى بشر به عيسى بن مريم ولو أعلم انه هو مشيت إليه حتى أخدمه بنفسى لا يسقط وضوءه الا على يدى قالوا ما كان الله ليجعل ذلك في الاعراب الاميين ويدعنا ونحن أهل الكتاب قال فاصل الهدى بينى وبينكم الانجيل ندعو به فنفتحه فان كان هو اياه اتبعناه والا أعدنا عليه خواتمه كما كانت انما هي خواتيم مكان خواتم قال وعلى الانجيل يومئذ اثنا عشر خاتما من ذهب ختم عليه هرقل فكان كل ملك يليه بعده ظاهر عليه بخاتم آخر حتى ألقى ملك قيصر وعليه اثنا عشر خاتما يخبر أولهم لآخرهم انه لا يحل لهم ان يفتحوا الانجيل في دينهم وانهم يوم يفتحونه يغير دينهم ويهلك ملكهم فدعا بالانجيل ففض عنه احد عشر خاتما حتى بقى عليه خاتم واحد فقامت الشمامسة والاساقفة والبطارقة فشقوا ثيابهم وصكوا وجوههم ونتفوا رؤسهم قال مالكم قالوا اليوم يهلك ملك بيتك وتغير دين قومك قال فاصل الهدى عندي قالوا لا تعجل حتى نسال عن هذا ونكاتبه وننظر في أمره قال فمن نسال عنه قالوا قوما كثيرا بالشام فارسل يبتغى قوما يسالهم فجمع له أبو سفيان وأصحابه فقال اخبرني يا أبا سفيان عن هذا الرجل الذى بعث فيكم فلم يأل ان يصغر أمره ما استطاع قال أيها الملك لا يكبر عليك شانه انا لنقول هو ساحر ونقول هو شاعر ونقول هو كاهن قال قيصر كذلك والذى نفسي بيده كان يقال للانبياء عليهم السلام قبله قال اخبرني عن موضعه فيكم قال هو أوسطنا قال كذلك بعث الله كل نبى من أوسط قومه اخبرني عن أصحابه قال غلماننا واحداث اسنانهم والسفهاء أما رؤساؤنا فلم يتبعه منهم أحد قال أولئك والله اتباع الرسل أما الملا والرؤس فاخذتهم الحمية قال اخبرني عن أصحابه هل يفارقونه بعد ما يدخلون في دينه قال ما يفارقه منهم أحد قال فلا يزال داخل منكم في دينه قال نعم قال ما تزيدونني عليه الا بصيرة والذى نفسي بيده ليوشكن ان يغلب على ما تحت قدمى يا معشر الروم هلموا إلى ان نجيب هذا الرجل إلى ما دعا إليه ونساله الشام ان لا يطا علينا أبدا فانه لم يكتب قط نبى من الانبياء إلى ملك من الملوك يدعوه إلى الله فيجيبه إلى ما دعاه ثم يساله مسألة الا أعطاه مسئلته ما كانت فاطيعوني قالوا لا نطاوعك في هذا أبدا قال أبو سفيان والله ما يمنعنى من ان أقول عليه قولا أسقطه من عينه الا انى أكره ان أكذب عنده كذبة ياخذها على ولا يصدقني حتى ذكرت قوله ليلة أسرى به قلت أيها الملك أنا أخبرك عنه خبرا تعرف انه قد كذب قال وما هو قلت انه يزعم لنا انه خرج من أرضنا أرض الحرم في ليلة فجاء مسجدكم هذا مسجد ايليا ورجع الينا في تلك الليلة قبل الصباح قال وبطريق ايليا عند رأس قيصر قال البطريق
[ 157 ]
قد علمت تلك الليلة فنظر إليه قيصر فقال ما علمك بهذا قال انى كنت لا أبيت ليلة حتى أغلق أبواب المسجد فلما كانت تلك الليلة أغلقت الابواب كلها غير باب واحد غلبنى فاستعنت عليه عمالى ومن يحضرني كلهم فعالجته فلم نستطع أن نحركه كانما نزاول به جبلا فدعوت الناجرة فنظروا إليه فقالوا هذا باب سقط عليه 7 التجاق والبنيان فلا نستطيع ان نحركه حتى نصبح فننظر من أين أتى فرجعت وتركته مفتوحا فلما أصبحت غدوت فإذا الحجر الذى من زاوية الباب مثقوب وإذا فيه أثر مربط الدابة فقلت لاصحابي ما حبس هذا الباب الليلة الا على نبى قد صلى الليلة في مسجدنا فقال قيصر يا معشر الروم أليس تعلمون أن بين عيسى وبين الساعة نبيا بشركم به عيسى عليه السلام وهذا هو النبي الذى بشر به عيسى فاجيبوه إلى ما دعا إليه فلما رأى نفورهم قال يا معشر الروم دعاكم ملككم يختبركم كيف صلابتكم في دينكم فشتمتموه وسيبتموه وهو بين أظهركم فخروا له سجدا * وأخرج الواسطي في فضائل بيت المقدس عن كعب رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به وقف البراق في الموقف الذى كان يقف فيه الانبياء ثم دخل من باب النبي وجبريل عليه السلام امامه فاضاء له ضوء كما تضئ الشمس ثم تقدم جبريل عليه السلام امامه حتى كان من شامى الصخرة فاذن جبريل عليه السلام ونزلت الملائكة عليهم السلام من السماء وحشر الله لهم المرسلين عليهم السلام فاقام الصلاة ثم تقدم جبريل عليه السلام فصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالملائكة والمرسلين ثم تقدم قدام ذلك إلى موضع فوضع له مرقاة من ذهب ومرقاة من فضة وهو المعراج حتى عرج جبريل والنبى صلى الله عليه وسلم إلى السماء * وأخرج الواسطي من طريق أبى حذيفة مؤذن بيت المقدس عن جدته انها رأت صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضى الله عنها وكعبا رضى الله عنه يقول لها يا أم المؤمنين صل ههنا فان النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالنبيين عليهم السلام حين أسرى به ههنا وأوما أبو حذيفة بيده إلى القبلة القصوى في دبر الصخرة * وأخرج الواسطي عن الوليد بن مسلم رضى الله عنه قال حدثنى بعض أشياخنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظهر على بيت المقدس ليلة أسرى به فإذا عن يمين المسجد وعن يساره نوران ساطعان فقلت يا جبريل ما هذان النوران قال أما هذا الذى عن يمينك فانه محراب أخيك داود عليه السلام وأما هذا الذى عن يسارك فعلى قبر أختك مريم * وأخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر عن الحسن بن الحسين رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا أنا نائم في الحجر جاءني جبريل فهمزني برجله فجلست فلم أر شيأ فعدت لمضجعي فجاءني الثانية فهمزني بقدمه فجلست فلم أر شيأ فعدت لمضجعي فجاءني فهمزني بقدمه فجلست فاخذ بعضدي فقمت معه فخرج إلى باب المسجد فإذا دابة أبيض بين الحمار والبغل له في فخذيه جاخان يحقز بهما رجليه يضع يده في منتهى طرفه فحملني عليه ثم خرج لا يفوتنى ولا أفوته * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق السدى عن أبى مالك وأبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله سبحان الذى أسرى بعبده الآية قال أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فحمله على البراق فسار به إلى بيت المقدس فمر بابى سفيان في بعض الطريق وهو يحتلب ناقة فنفرت من حسن البراق فاهراقت اللبن فسب أبو سفيان من نفرها وند جمل لهم أورق فذهب إلى بعض المياه فطلبوه فاخذوه ومر بواد فنفخ عليه من ريح المسك فسال جبريل عليه السلام ما هذا الريح فقال هؤلاء أهل بيت من المسلمين حرقوا بالنار في الله عزوجل * وأخرج ابن أبى حاتم عن عبد الله بن حوالة الازدي رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت ليلة أسرى بى عمودا أبيض كانه لؤلؤة تحمله الملائكة قلت ما تحملون قالوا عمود الاسلام أمرنا أن نضعه بالشام * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله سبحان الذى أسرى بعبده قال أسرى به من شعب أبى طالب * وأخرج ابن اسحق وابن جرير عن عائشة رضى الله عنها قالت ما فقدت جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن الله أسرى بروحه * وأخرج ابن اسحق وابن جرير عن معاوية بن أبى سفيان أنه كان إذا سئل عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كانت رؤيا من الله صادقة * وأخرج ابن النجار في تاريخه عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتانى جبريل بالبراق فقال له أبو بكر رضى الله عنه قد رأيتها يا رسول الله قال صفها لى قال بدنة قال صدقت قد رأيتها يا أبا بكر * وأخرج الخطيب عن أنس رضى الله عنه قال قال
[ 158 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى بى إلى السماء قربنى ربى تعالى حتى كان بينى وبينه كقاب قوسين أو أدنى لا بل أدنى وعلمني المسميات قال يا محمد قلت لبيك يا رب قال هل غمك ان جعلتك آخر النبيين قلت يا رب لا قال فهل غم أمتك ان جعلتهم آخر الامم قلت يا رب لا قال أبلغ أمتك منى السلام وأخبرهم انى جعلتهم آخر الامم لافضح الامم عندهم ولا أفضحهم عند الامم * وأخرج الطبراني عن أم هانئ رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى به انى أريد ان أخرج إلى قريش فاخبرهم فكذبوه وصدقه أبو بكر الصديق رضى الله عنه فسمى يومئذ الصديق * وأخرج ابن جرير من طريق ابن شهاب رضى الله عنه قال أخبرني ابن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرى به على البراق وهى دابة ابراهيم التى كان يزور عليها البيت الحرام يقع حافرها موضع طرفها قال فمرت بعير من عيرات قريش بواد من تلك الاودية فنفر بعير عليه غرارتان سوداء وزرقاء حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ايليا فاتى بقدحين قدح خمر وقدح لبن فاخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم اللبن قال له جبريل عليه السلام هديت إلى الفطرة لو أخذت قدح الخمر غوت أمتك قال ابن شهاب رضى الله عنه فاخبرني ابن المسيب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لقى هناك ابراهيم وموسى وعيسى فنعتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أما موسى فضرب رجل الرأس كانه من رجال شنوأة وأما عيسى فرجل أحمر كانما خرج من ديماس فاشبه من رأيت به عروة بن مسعود الثقفى وأما ابراهيم فانا أشبه ولده به فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث قريشا انه أسرى به فارتد ناس كثير بعدما أسلموا قال أبو سلمة فاتى أبو بكر الصديق رضى الله عنه فقيل له هل لك في صاحبك يزعم انه أسرى به إلى بيت المقدس ثم رجع في ليلة واحدة قال أبو بكر رضى الله عنه أو قال ذلك قالوا نعم قال فاشهد ان كان قال ذلك لقد صدق قالوا أفتشهد انه جاء الشام في ليلة واحدة قال انى أصدقه بابعد من ذلك أصدقه بخبر السماء * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن جريج قال قال نافع بن جبير رضى الله عنه وغيره لما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم من الليلة التى أسرى به فيها لم يرعه الا جبريل عليه السلام يتدلى حين زاغت الشمس ولذلك سميت الاولى فامر بلالا يصيح في الناس الصلاة جامعة فاجتمعوا فصلى جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم وصلى النبي صلى الله عليه وسلم طول للناس الركعتين يعنى الاولتين ثم قصر في الباقيتين ثم سلم جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وسلم النبي صلى الله عليه وسلم على الناس ثم في العصر عمل مثل ذلك ففعلوا كما فعلوا في الظهر ثم نزل في أول الليل فصيح الصلاة جامعة فصلى جبريل عليه السلام للنبى صلى الله عليه وسلم وصلى النبي صلى الله عليه وسلم للناس طول في الاولتين وقصر في الثالثة ثم سلم جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم ثم سلم النبي صلى الله عليه وسلم على الناس ثم لما ذهب ثلث الليل نزل فصيح الصلاة جامعة فاجتمعوا فصلى جبريل عليه السلام للنبى صلى الله عليه وسلم وصلى النبي صلى الله عليه وسلم للناس فقرأ في الاولئين فطول وجهر وقصر في الباقيتين ثم سلم جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم والنبى صلى الله عليه وسلم على الناس ثم لما طلع الفجر صيح الصلاة جامعة فصلى جبريل عليه السلام للنبى صلى الله عليه وسلم وصلى النبي صلى الله عليه وسلم للناس فقرأ فيهما وجهر وطول ورفع صوته ثم سلم جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وسلم النبي صلى الله عليه وسلم على الناس * قوله تعالى (إلى المسجد الاقصى) * أخرج أبو بكر الواسطي في كتاب فضائل بيت المقدس عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال كانت الارض ماء فبعث الله تعالى ريحا فمسحت الماء مسحا فظهرت على الارض زبدة فقسمها أربع قطع خلق من قطعة مكة والثانية المدينة والثالثة بيت المقدس والرابعة الكوفة وقال الواسطي رضى الله عنه عن وهب بن منبه رضى الله عنه قال ان داود عليه السلام أراد ان يعلم عدد بنى اسرائيل كم هم فبعث نقباء وعرفاء وأمرهم ان يرفعوا إليه ما بلغ عددهم فعتب الله عليه لذلك وقال قد علمت انى وعدت ابراهيم ان أبارك فيه وفى ذريته حتى أجعلهم كعدد الدر وآجعلهم لا يحصى عددهم وأردت ان تعلم عددهم انه لا يحصى عددهم فاختاروا اثنين ان ابتليكم بالجوع ثلاث سنين أو أسلط عليكم العدو ثلاثة أشهر أو الموت ثلاثة أيام فاشار بذلك داود عليه السلام على بنى اسرائيل فقالوا ما لنا بالجوع ثلاث سنين صبر ولا بالعدو ثلاثة أشهر صبر فليس لهم تقية فان كان لا بد فالموت بيده لا بيد غيره فمات منهم في ساعة الوف كثيرة ما يدرى عددهم فلما
[ 159 ]
رأى ذلك داود عليه السلام شق عليه ما بلغه من كثرة الموت فسال الله ودعا فقال يا رب انا آكل الحامض وبنو اسرائيل تدرس انا طلبت ذلك وأمرت به بنى اسرائيل فما كان من شئ فبى وارفع عن بنى اسرائيل فاستجاب الله له ورفع عنهم الموت فرأى داود عليه السلام الملائكة عليهم السلام سالين سيوفهم يغمدونها يرفعون في سلم من ذهب من الصخرة إلى السماء فقال داود هذا مكان ينبغى ان يبنى فيه لله مسجد أو تكرمة وأراد ان ياخذ في بنيانه فأوحى الله إليه هذا بيت المقدس وانك بسطت يدك في الدماء فلست ببانيه ولكن ابن لك بعدك اسمه سليمان أسلمه من الدماء فلما ملك سليمان عليه الصلاة والسلام بناه وشرفه فلما أراد سليمان عليه السلام ان يبنيه قال للشياطين ان الله عزوجل أمرنى ان ابني بيتا لا يقطع فيه حجر بحديدة فقالت الشياطين لا يقدر على هذا الا شيطان في البحر له مشربة ير دما فانطلقوا إلى مشربته فاخرجوا ماءها وجعلوا مكانه خمرا فجاء يشرب فوجد ريحا فقال شيا ولم يشرب فلما اشتد ظمؤه جاء فشرب فاخذ فبينما هم في الطريق إذا هم برجل يبيع الثوم بالبصل فضحك ثم مر بامرأة تكهن لقوم فضحك فلما انتهى إلى سليمان اخبر بضحكه فسأله فقال مررت برجل يبيع الدواء بالداء ومررت بامرأة تكهن وتحتها كنز لا تعلم به فذكر له شأن البناء فامر أن يؤتنى بقدر من نحاس لا تقلها البقر جعلوها على فروخ النسر ففعلوا ذلك فاقبل إليه فلم يصلى إلى فروخه فعلا في جو السماء ثم تدلى فاقبل بعود في منقاره فوضعه على القدر فانفلقت فعمدوا إلى ذلك العود فاخذوه فعملوا به الحجارة * وأخرج ابن سعد عن سالم أبى النضر رضى الله عنه قال لما كثر المسلمون في عهد عمر رضى الله عنه ضاق بهم المسجد فاشترى عمر رضى الله عنه ما حول المسجد من الدور الا دار العباس بن عبد المطلب وحجر امهات المؤمنين فقال عمر رضى الله عنه للعباس يا أبا الفضل ان مسجد المسلمين قد ضاق بهم وقد ابتعت ما حوله من المنازل نوسع به على المسلمين في مسجدهم الا دارك وحجر امهات المؤمنين قال عمر فاما حجر امهات المؤمنين فلا سبيل إليها وأما دارك فبعنيها بما شئت من بيت مال المسلمين أوسع بها في مسجدهم فقال العباس رضى الله عنه ما كنت لافعل فقال عمر رضى الله عنه اختر منى احدى ثلاث اما أن تبيعنيها بما شئت من بيت مال المسلمين واما أن أحطك حيث شئت من المدينة وأبنيها لك من بيت مال المسلمين واما أن تصدق بها على المسلمين فيوسع بها في مسجدهم فقال لا ولا واحدة منها فقال عمر رضى الله عنه اجعل بينى وبينك من شئت فقال أبى بن كعب رضى الله عنه فانطلقا إلى أبى فقصا عليه القصة فقال أبى رضى الله عنه ان شئتما حدثتكما بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا حدثنا فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله أوحى إلى داود ابن لى بيتا أذكر فيه فخط له هذه الخطة خطة بيت المقدس فإذا بربعها زاوية بيت من بنى اسرائيل فسأل داود أن يبيعه اياه فابى فحدث داود نفسه أن ياخذه منه فأوحى الله إليه أن يا داود أمرتك أن تبنى لى بيتا اذكر فيه فاردت أن تدخل في بيتى الغصب وليس من شأني الغصب وان عقوبتك أن لا تبنيه قال يا رب فمن ولدى قال من ولدك قال فاخذ عمر رضى الله عنه بمجامع ثياب أبى بن كعب رضى الله عنه وقال جئتك بشئ فجئت بما هو أشد منه لتخرجن مما قلت فجاء يقوده حتى أدخله المسجد فاوقفه عليه حلقة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم أبو ذر رضى الله عنه فقال ابى رضى الله عنه انى نشدت الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر حديث بيت المقدس حيث أمر الله تعالى داود أن يبنيه الا ذكره فقال أبو ذر أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال آخر أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فارسل ابيا فاقبل ابى على عمر رضى الله عنه فقال يا عمر أتتهمني على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر يا أبا المنذر لا والله ما اتهمتك عليه ولكني كرهت أن يكون الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهرا قال وقال عمر رضى الله عنه للعباس رضى الله عنه اذهب فلا اعرض لك في ذلك فقال العباس رضى الله عنه اما إذ فعلت هذا فانى قد تصدقت بها على المسلمين أوسع بها عليهم في مسجدهم فاما وأنت تخاصمني فلا فخط له عمر رضى الله عنه داره التى هي له اليوم وبناها من بيت مال المسلمين * وأخرج ابن سعد عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كانت للعباس دار بالمدينة فقال عمر رضى الله عنه هبها لى أو بعنيها حتى ادخلها في المسجد فابى قال اجعل بينى وبينك رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلا ابى بن كعب رضى الله عنه بينهما فقضى ابى على عمر فقال عمر رضى الله عنه ما من
[ 160 ]
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم احدا جرأ على من ابى قال إذا نصح لك يا أمير المؤمنين أما علمت قصة المرأة ان داود عليه السلام لما بنى بيت المقدس ادخل فيه بيت امرأة بغير اذنها فلما بلغ حجر الرجال منع بناءه فقال أي رب إذ منعتني ففى عقبى من بعدى فلما كان بعد قال له العباس رضى الله عنه أليس قد قضيت لى قال بلى قال فهى لك قد جعلتها لله * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن سعيد بن المسيب رضى الله عنه قال أراد عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن ياخذ دار العباس بن عبد المطلب ليزيد بها في المسجد فابى العباس رضى الله عنه أن يعطيها اياه فقال عمر رضى الله عنه لآخذتها قال فاجعل بينى وبينك ابى بن كعب قال نعم فاتيا بيا فذكرا له فقال ابى رضى الله عنه أوحى الله إلى سليمان بن داود عليه السلام أن يبنى بيت المقدس وكانت أرض لرجل فاشترى منه الارض فلما أعطاه الثمن قال الذى أعطيتني خير أم الذى أخذت منى قال بل الذى أخذت منك قال فلاني لا أجيز ثم اشتراها منه بشئ أكثر من ذلك فصنع الرجل مثل ذلك مرتين أو ثلاثا فاشترط عليه سليمان عليه السلام انى أبتاعها منك على حكمك ولا تسألني أيهما خير قال نعم فاشتراها منه بحكمه فاحتكم اثنى عشر ألف قنطار ذهبا فتعاظم ذلك سليمان ان يعطيه فأوحى الله إليه ان كنت تعطيه من شئ هو لك فانت اعلم وان كنت تعطيه من رزقنا فاعطه حتى يرضى قال ففعل قال وانى أرى أن عباسا رضى الله عنه أحق بداره حتى يرضى قال العباس رضى الله عنه فإذ قضيت فانى أجعلها صدقة على المسلمين * وأخرج عبد الرزاق عن زيد بن أسلم قال كان للعباس بن عبد المطلب دار إلى جنب مسجد المدينة فقال له عمر رضى الله عنه بعنيها وأراد عمر ان يدخلها في المسجد فابى العباس أن يبيعها اياه فقال عمر رضى الله عنه فهبها لى فابى فقال عمر فوسعها أنت في المسجد فابى فقال عمر لابد لك من احداهن فابى عليه قال فخذ بينى وبينك رجلا فاخذ ابى بن كعب فاختصما إليه فقال أبى لعمر ما أرى أن تخرجه من داره حتى ترضيه فقال عمر ارأيت قضاءك هذا في كتاب الله أم سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبى بل سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر وما ذاك قال انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان سليمان بن داود لما بنى بيت المقدس جعل كلما بنى حائطا أصبح منهدما فأوحى الله إليه أن لا تبنى في حق رجل حتى ترضيه فتركه عمر رضى الله عنه فوسعها العباس رضى الله عنه بعد ذلك في المسجد * وأخرج الواسطي عن سعيد بن المسيب رضى الله عنه قال لما أمر الله تعالى داود ان يبنى بيت المقدس قال يا رب وأين أبنيه قال حيث ترى الملك شاهرا سيفه قال فرآه في ذلك المكان فاخذ داود عليه السلام فاسس قواعده ورفع حائطه فلما ارتفع انهدم فقال داود عليه السلام يا رب أمرتنى ان أبنى لك بيتا فلما ارتفع هدمته فقال يا داود انما جعلت خليفتي في خلقي لم أخذته من صاحبه بغير ثمن انه يبنيه رجل من ولدك فلما كان سليمان عليه السلام ساوم صاحب الارض بها فقال له هي بقنطار فقال له سليمان عليه السلام قد استوجبتها فقال له صاحب الارض هي خير أم ذاك قال لا بل هي خير قال فانه قد بدالى قال أو ليس قد أوجبتها قال لا ولكن البيعان بالخيار ما لم يتفرقا قال ابن المبارك رضى الله عنه هذا أصل الخيار قال فلم يزل يزايده ويقول له مثل قوله الاول حتى استوجبها منه بتسعة قناطير فبناه سليمان عليه السلام حتى فرغ منه وتغلقت أبوابه فعالجها سليمان عليه السلام ان يفتحها فلم تنفتح حتى قال في دعائه بصلوات أبى داود الا تفتحت الابواب فتحت الابواب قال ففرغ له سليمان عليه السلام عشرة آلاف من قراءبتى اسرائيل خمسة آلاف بالليل وخمسة آلاف بالنهار ولا تأتى ساعة من ليل ولا نهار الا والله عزوجل يعبد فيه * وأخرج الواسطي عن الشيباني قال أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود عليه السلام انك لم تتم بناء بيت المقدس قال أي رب ولم قال لانك غمرت يدك في الدم قال أي رب أولم يكن ذلك في طاعتك قال بلى وان كان * وأخرج ابن حبان في الضعفاء والطبراني وابن مردويه والواسطى عن رافع بن عمير رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله لداود عليه السلام ابن لى بيتا في الارض فبنى داود عليه السلام بيتا لنفسه قبل البيت الذى أمر به فأوحى الله إليه يا داود قضيت بيتك قبل بيتى قال يا رب هكذا قلت من ملك استأثر ثم أخذ في بناء المسجد فلما تم السور سقط ثلث فشكا ذلك إلى الله فأوحى الله إليه انك لا تصلح ان تبنى لى بيتا قال ولم يا رب قال لما جرى على يديك من الدماء قال يا رب أولم يكن ذلك في هواك ومحبتك قال بلى ولكنهم عبادي وأنا أرحمهم فشق ذلك عليه فأوحى الله
[ 161 ]
إليه لا تحزن فانى ساقضى بناء على يدى ابنك سليمان فلما مات داود عليه السلام أخذ سليمان عليه السلام في بنائه فلما قرب القرابين وذبح الذبائح وجمع بنى اسرائيل فأوحى الله تعالى إليه قد أرى سرورك ببنيان بيتى فاسألني اعطك قال أسألك ثلاث خصال حكما يصادف حكمك وملكا لا ينبغى لاحد من بعدى ومن أتى هذا البيت لا يريد الا الصلاة فيه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما الاثنتان فقد أعطيهما وأنا أرجو أن يكون قد اعطى الثالثة * وأخرج الواسطي عن كعب قال أوحى الله إلى داود عليه السلام ابن لى بيت المقدس فعارضه ببناء له فأوحى الله إليه يا داود أمرتك ان تبنى بيتا لى فعارضته ببناء لك ليس لك أن تبنيه قال يا رب ففى عقبى قال في عقبك فلما ولى سليمان عليه السلام أوحى الله إليه ان ابن بيت المقدس فبناه فلما كمل خر ساجدا شاكرا لله تعالى قال يا رب من دخله من خائف فامنه أو من داع فاستجب له أو مستغفر فاخفر له فأوحى الله إليه انى قد خصصت لآل داود الدعاء قال فذبح أربعة آلاف بقرة وسبعة آلاف شاة وصنع طعاما ودعا بنى اسرائيل * وأخرج احمد والحكيم الترمذي في نوادر الاصول والنسائي وابن ماجه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن عمر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان سليمان عليه السلام لما بنى بيت المقدس سال ربه ثلاثا فاعطاه اثنتين وانا أرجو أن يكون اعطاه الثالثة ساله حكما يصادف حكمه فاعطاه اياه وساله ملكا لا ينبغى لاحد من بعده فاعطاه اياه وساله أيما رجل خرج من بيته لا يريد الا الصلاة في هذا المسجد يعنى بيت المقدس خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه قال النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نرجو أن يكون الله أعطاه ذلك * وأخرج ابن أبى شيبة والواسطى عن عبد الله بن عمر قال ان الحرم لحرم في السموات السبع بمقداره من الارض وان بيت المقدس لمقدس في السموات السبع بمقداره من الارض * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم وابن ماجه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تشد الرحال الا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الاقصى * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه عن أبى سعيد الخدرى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تشد الرحال الا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الاقصى * وأخرج الواسطي عن عطاء الخراساني رضى الله عنه قال لما فرغ سليمان بن داود عليه السلام من بناء بيت المقدس أنبت الله له شجرتين عند باب الرحمة احداهما تنبت الذهب والاخرى تنبت الفضة فكان في كل يوم ينتزع من كل واحدة مائتي رطل من ذهب وفضة ففرش المسجد بلاطة ذهبا وبلاطة فضة فلما جاء بختنصر خربه واحتمل منه ثمانين عجلة ذهبا وفضة فطرحه برومية * وأخرج ابن عساكر عن يحيى بن عمرو الشيباني قال لما بنى داود عليه السلام مسجد بيت المقدس نهى ان يدخل الرحام بيت المقدس لانه الحجر الملعون فخر على الحجارة فلعن * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى ذر رضى الله عنه قال تذاكرنا ونحن عند النبي صلى الله عليه وسلم أيهما أفضل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مسجد بيت المقدس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه ولنعم المصلى وليوشكن ان يكون للرجل مثل بسط فرشه من الارض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعا أو قال خير من الدنيا وما فيها * وأخرج الواسطي عن كعب رضى الله عنه قال ان الله عزوجل ينظر إلى بيت المقدس كل يوم مرتين * وأخرج الواسطي عن ابن عمر رضى الله عنهما انه قال وهو ببيت المقدس يا نافع اخرج بنا من هذا البيت فان السيآت تضاعف فيه كما تضاعف الحسنات * وأخرج الواسطي عن مكحول رضى الله عنه ان ميمونة رضى الله عنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيت المقدس قال نعم المسكن بيت المقدس ومن صلى فيه صلاة بالف صلاة فيما سواه قالت فمن لم يطق ذلك قال فليهد إليه زيتا * وأخرج الواسطي عن مكحول رضى الله عنه قال من صلى في بيت المقدس ظهرا وعصرا ومغربا وعشاء وصبحا ثم صلى الغداة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه * وأخرج الواسطي عن كعب رضى الله عنه قال شكا بيت المقدس إلى الله عزوجل الخراب فقيل هل يتكلم المسجد فقال انه ما من مسجد الا وله عينان يبصر بهما ولسان يتكلم به وانه ليلتوى من البزاق والنجاسة كما تلتوى الدابة من ضربة السوط * وأخرج الواسطي عن كعب في بيت المقدس اليوم فيه كالف يوم والشهر فيه كالف شهر والسنة فيه كالف سنة ومن مات فيه
[ 162 ]
فكأنما مات في السماء الدنيا * وأخرج الواسطي عن الشيباني رضى الله عنه قال ليس يعد من الخلفاء الا من ملك المسجدين المسجد الحرام ومسجد بيت المقدس * قوله تعالى (الذى باركنا حوله) * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله الذى باركنا حوله قال أنبتنا حوله الشجر * قوله تعالى (وآتينا موسى الكتاب) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبنى اسرائيل قال جعله الله لهم هدى يخرجهم من الظلمات إلى النور وجعله رحمة لهم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ان لا يتخذوا من دوني وكيلا قال شريكا * قوله تعالى (ذرية من حملنا مع نوح) * أخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ذرية من حملنا مع نوح قال هو على النداء يا ذرية من حملنا من نوح * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن زيد الانصاري رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذرية من حملنا مع نوح ما كان مع نوح الا أربعة أولاد حام وسام ويافث وكوش فذاك أربعة أولاد انتسلوا هذا الخلق * قوله تعالى (انه كان عبدا شكورا) * أخرج ابن مردويه عن أبى فاطمة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كان نوح عليه السلام لا يحمل شيأ صغيرا ولا كبير الا قال بسم الله والحمد لله فسماه الله عبدا شكورا * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن سلمان رضى الله عنه قال كان نوح عليه السلام إذا لبس ثوبا أو طعم طعاما قال الحمد لله فسمى عبدا شكورا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني عن سعيد بن مسعود الثقفى الصحابي رضى الله عنه قال انما سمى نوح عليه السلام عبدا شكورا لانه كان إذا أكل أو شرب أو لبس ثوبا أحمد الله * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن عائشة رضى الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان نوحا لم يقم عن خلاء قط الا قال الحمد لله الذى أذاقني لذته وأبقى في منفعته وأخرج عنى أذاه * واخرج ابن أبى شيبة في المصنف عن العوام قال حدثت ان نوحا عليه السلام كان يقول الحمد لله الذى أذاقني لذته وأبقى في منفعته واذهب عنى أذاه * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن أصبع بن زيد ان نوحا عليه السلام كان إذا خرج من الكنيف قال ذلك فسمى عبدا شكور * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابراهيم التيمى رضى الله عنه ان نوحا عليه السلام كان إذا خرج من الغائط قال الحمد لله الذى أذهب عنى الاذى وعافانى * واخرج عبد الله بن حمد في زوائد الزهد عن ابراهيم رضى الله عنه قال شكره ان يسمى إذا أكل ويحمد الله إذا فرغ * واخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد رضى الله عنه في قوله انه كان عبدا شكورا قال لم ياكل شيأ قط الا أحمد الله ولم يشرب شرابا قط الا حمد الله عليه فاثنى عليه انه كان عبدا شكورا * وأخرج أحمد في الزهد وابن أبى الدنيا والبيهقي في الشعب عن محمد بن كعب القرظى رضى الله عنه قال كان نوح عليه السلام إذا أكل قال الحمد لله وإذا شرب قال الحمد لله وإذا لبس قال الحمد لله وإذا ركب قال الحمد لله فسماه الله عبدا شكورا * وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن أنس الجهنى رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انما سمى الله نوحا عبدا شكورا لانه كان إذا أمسى واصبح قال سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والارض وعشيا وحين تظهرون * وأخرج ابن أبى شيبة عن على رضى الله عنه انه قال حق الطعام ان يقول العبد بسم الله اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وشكره ان يقول الحمد لله الذى أطعمنا وسقانا * واخرج ابن أبى شيبة عن تميم بن سلمة رضى الله عنه قال حدثت ان الرجل إذا ذكر اسم الله على طعامه وحمد الله على آخره لم يسأل عن نعيم لذة الطعام * وأخرج ابن أبى شيبة والترمذي وابن ماجه والطبراني في الدعاء عن حاتم عن عمر بن الخطاب انه لبس ثوبا جديدا فقال الحمد لله الذى كسانى ما أوارى به عورتى وأتجمل به في حياتي ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لبس ثوبا جديدا فقال الحمد لله الذى كسانى ما أوارى به عورتى وأتجمل به في حياتي ثم عمد إلى الثوب الذى خلق فتصدق به كان في كنف الله وفى حفظ الله وفى ستر الله حيا وميتا قالها ثلاثا * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الرحمن بن أبى ليلى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لبس أحدكم ثوبا جديدا فليقل الحمد لله الذى كسانى ما أوارى به عورتى وأتجمل به في الناس * وأخرج ابن أبى شيبة عن عون بن عبد الله قال
[ 163 ]
لبس رجل ثوبا جديدا فحمد الله فادخل الجنة أو غفر له * قوله تعالى (وقضينا إلى بنى اسرائيل) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وقضينا إلى بنى اسرائيل قال أعلمناهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وقضينا إلى بنى اسرائيل قال أخبرناهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وقضينا إلى بنى اسرائيل قال قضينا عليهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وقضينا إلى بنى اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين قال هذا تفسير الذى قبله * وأخرج ابن المنذر والحاكم عن طاوس قال كنت عند ابن عباس رضى الله عنهما ومعنا رجل من القدرية فقلت ان أناسا يقولون لا قدر قال أوفى القوم أحد منهم قلت لو كان ما كنت تصنع به قال لو كان فيهم أحد منهم لاخذت برأسه ثم قرأت عليه وقضينا إلى بنى اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين ولتعلن علوا كبيرا * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود رضى الله عنه قال ان الله عهد إلى بنى اسرائيل في التوراة لتفسدن في الارض مرتين فكان أول الفساد قتل زكريا عليه السلام فبعث الله عليهم ملك النبط فبعث الجنود وكانت أساورته ألف فارس فهم أولو باس فتحصنت بنو اسرائيل وخرج فيهم بختنصر يتيما مسكينا انما خرج يستطعم وتلطف حتى دخل المدينة فاتى مجالسهم وهم يقولون لو يعلم عدونا ما قذف في قلوبنا من الرعب بذنوبنا ما أرادوا قتالنا فخرج بختنصر حين سمع ذلك منهم وأشد القيام على الجيش فرجعوا وذلك قول الله فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولى باس شديد الآية ثم ان بنى اسرائيل تجهزوا فغزوا النبط فأصابوا منهم فاستنقذوا ما في أيديهم فذلك قول الله ثم رددنا لكم الكرة عليهم الآية * وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن على بن أبى طالب رضى الله عنه في قوله لتفسدن في الارض مرتين قال الاولى قتل زكريا عليه الصلاة والسلام والاخرى قتل يحيى عليه السلام * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطية العوفى رضى الله عنه في قوله لتفسدن في الارض مرتين قال أفسدوا المرة الاولى فبعث الله عليهم جالوت فقتلهم وأفسدوا المرة الثانية فقتلوا يحيى بن زكريا عليهم السلام فبعث الله عليهم بختنصر * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال بعث الله عليهم في الاولى جالوت فجاس خلال ديارهم وضرب عليهم الخراج والذل فسألوا الله أن يبعث إليهم ملكا يقاتلون في سبيل الله فبعث الله طالوت فقتل جالوت فنصر بنو اسرائيل وقتل جالوت بيدى داود عليه السلام ورجع إلى بنى اسرائيل ملكهم فلما أفسدوا بعث الله عليهم في المرة الآخرة يختنصر فخرب المساجد وتبر ما علوا تتبيرا قال الله بعد الاولى والآخرة عسى ربكم ان يرحكم وان عدتم عدنا قال فعادوا فسلط الله عليهم المؤمنين * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق أبى هاشم العبدى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ملك ما بين المشرق والمغرب أربعة مؤمنات وكافران اما الكافران فالفرخان وبختنصر فانشأ أبو هاشم يحدث قال كان رجل من أهل الشام صالحا فقرأ هذه الآية وقضينا إلى بنى اسرائيل في الكتاب إلى قوله علوا كبيرا قال يا رب أما الاولى فقد فاتتني فارنى الآخرة فاتى وهو قاعد في مصلاه قد خفق برأسه فقيل الذى سالت عنه ببابل واسمه بختنصر فعرف الرجل انه قد استجيب له فاحتمل جرابا من دنانير فاقبل حتى انتهى إلى بابل فدخل على الفرخان فقال انى قد جئت بمال فاقسمه بين المساكين فامر به فانزل فجمعوهم له ثم جعل يعطيهم ويسالهم عن أسمائهم حتى إذا فرغ ممن بحضرته قيل له فانه قد بقيت منهم بقايا في الرساتيق فجعل يبعث فتاه حتى إذا كان الليل رجع إليه فاقرأه رجلا رجلا فاتى على ذكر بختنصر فقال قف كيف قلت قال بختنصر قال وما بختنصر هذا قال هو أشدهم فاقة وهو مقعد ياتي عليه السفارون فيلقى أحدهم إليه الكسرة وياخذ بانفه قال فانى مسلم به 7 لابد قال الآخر فانما هو في خيمة له يحدث فيها حتى أذهب فأقلبها وأغسله قال دونك هذه الدنانير فاقبل إليه بالدنانير فأعطاها اياه ثم رجع إلى صاحبه فجاء معه فدخل الخيمة فقال ما اسمك قال بختنصر قال من سمك بختنصر قال من عسى يسميني الا أمي قال فهل لك أحد قال لا والله انى لههنا أخاف بالليل أن تأكلني الذئاب قال فاى الناس أشد بلاء قال أنا قال أفرأيت ان ملكت يوما من دهر أتجعل لى أن لا تعصيني قال أي سيدى لا يضرك ان لا تهزأ بى قال أرأيت ان ملكت مرة أتجعل لى ان لا تعصيني قال أما هذه فلا اجعلها لك ولكن سوف
[ 164 ]
أكرمك كرامة لا أكرمها أحدا قال دونك هذه الدنانير ثم انطلق فلحق بارضا فقام الآخر فاستوى على رجليه ثم انطلق فاشترى حمارا وأرسانا ثم جعل يستعرض تلك الاعاجم فيجزها فيبيعه ثم قال إلى متى هذا الشفاء فعمط فباع ذلك الحمار وتلك الارسان واكتسى كسوة ثم أتى باب الملك فجعل يشير عليهم بالرأى وترتفع منزلته حتى انتهوا إلى بواب الفرخان الذى يليه فقال له الفرخان قد ذكر لى رجل عندك فما هو قال ما رأيت مثله قط قال ائتنى به فكلمه فاعجب به قال ان بيت المقدس وتلك البلاد قد استعصوا علينا وانا باعثون عليهم بعثنا وانى باعث إلى البلاد من يختبرها فنظر حينئذ إلى رجال من أهل الارب والمكيدة فبعثهم جواسيس فلما فصلوا إذا بختنصر قد أتى بخرجيه على بغلة قال أين تريد قال معهم قال أفلا آذنتنى فابعثك عليهم قال لا حتى إذا وقعوا بالارض قال تفرقوا وسال بختنصر عن أفضل أهل البلد فد عليه فالقى خرجيه في داره قال لصاحب المنزل الا تخبرني عن أهل بلادك قال على الخبير سقطت هم قوم فيهم كتاب فلا يقيمونه وأنبياء فلا يطيعونهم وهم متفرقون قال بختنصر كالمتعجب منه كتاب لا يقيمونه وأنبياء لا يطيعونه وهم متفرقون فكتبهن في ورقة وألقى في خرجيه وقال ارتحلوا فاقبلوا حتى قدموا على الفرخان فجعل يسأل كل رجل منهم فجعل الرجل يقول أتينا بلاد كذا ولها حصن كذا ولها نهر كذا قال يا بختنصر ما تقول قال قدمنا أرضا على قوم لهم كتاب لا يقيمونه وأنبياء لا يطيعونهم وهم متفرقون فامر حينئذ فندب الناس وبعث إليهم سبعين ألفا وأمر عليهم بختنصر فاروا حتى إذا علوا في الارض أدركهم البريد ان الفرخان قد مات ولم يستخلف أحدا قال للناس مكانكم ثم أقبل على البريد حتى قدم على الناس وقال كيف صنعتم قالوا كرهنا ان نقطع امرا دونك قال ان الناس قد بايعوني فبايعوه ثم استخلف عليهم وكتب بينهم كتابا ثم انطلق بهم سريعا حتى قدم على أصحابه فاراهم الكتاب فبايعوه وقالوا ما بنا رغبة عنك فساروا فلما سمع أهل بيت المقدس تفرقوا وطاروا تحت كل كوكب فشعث ما هناك أي أفسد وقتل من قتل وخرب بيت المقدس واستبى أبناء الانبياء فيهم دانيال فسمع به صاحب الدنانير فاتاه فقال هل تعرفني قال نعم فادنى مجلسه ولم يشفعه في شئ حتى إذا نزل بابل لا ترد له راية فكان كذلك ما شاء الله ثم انه رأى رؤيا فافظعته فاصبح قد نسيها قال على بالسحرة والكهنة قال أخبروني عن رؤيا رأيتها الليلة والله لتخبرنى بها أو لاقتلنكم قالوا ما هي قال قد نسيتها قالوا ما عندنا من هذا علم الا ان ترسل إلى أبناء الانبياء فارسل إلى أبناء الانبياء قال أخبروني عن رؤيا رأيتها الليلة والله لتخبرنى بها أو لاقتلنكم قالوا ما هي قال قد نسيتها قالوا غيب ولا يعلم الغيب الا الله تعالى قال والله لتخبرنى بها أو لاضربن أعناقكم قالوا فدعنا حتى نتوضا ونصلي وندعو الله تعالى قال فافعلوا فانطلقوا فاحسنوا الوضوء فاتوا صعيدا طيبا فدعوا الله فاخبروا بها ثم رجعوا إليه فقالوا رأيت كان رأسك من ذهب وصدرك من فخار ووسطك من نحاس ورجليك من حديد قال نعم قال أخبروني بعبارتها أو لاقتلنكم قالوا فدعنا ندعو ربنا قال اذهبوا فدعوا ربهم فاستجاب لهم فرجعوا إليه قالوا رأيت كان رأسك من ذهب ملكك هذا يذهب عند رأس الحول من هذه الليلة قال ثم مه قالوا ثم يكون بعدك ملك يفخر على الناس ثم يكون ملك يخشى على الناس شدته ثم يكون ملك لا يقله شئ انما هو مثل الحديد يعنى الاسلام فامر بحصن فبنى له بينه وبين السماء ثم جعل ينطقه بمقاعد الرجال والاحراس وقال لهم انما هي هذه الليلة لا يجوز عليكم احد وان قال انا بختنصر الا قتلتموه مكانه كائنا من كان من الناس فقعد كل اناس في مكانهم الذى وكلوا به واهتاج بطنه من الليل فكره ان يرى مقعده هناك وضرب على أسمخة القوم فاستثقلوا نوما فاتى عليهم وهم نيام ثم أتى عليهم فاستيقظ بعضهم فقال من هذا قال بختنصر قال هذا الذى حفى الينا فيه الليلة فضربه فقتله فاصبح الخبيث قتيلا * وأخرج ابن جرير نحوه أخصر منه عن سعيد ابن جبير رضى الله عنه وعن السدى وعن وهب بن منبه * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب قال ظهر بختنصر على الشام فخرب بيت المقدس وقتلهم ثم أتى دمشق فوجد بها دما يعلى عل كباء فسألهم ما هذا الدم قالوا أدركنا آباءنا على هذا وكلما 7 ظهر عليهم الكباء ظهر فقتل على ذلك الدم سبعين ألفا من المسلمين وغيرهم فسكن * وأخرج ابن عساكر عن الحسن رضى الله عنه ان بختنصر لما قتل بنى اسرائيل وهدم بيت المقدس وسار بسبايا بنى اسرائيل إلى أرض بابل فسامهم سوء العذاب أراد أن يتناول السماء فطلب حيلة يصعد بها فسلط الله
[ 165 ]
عليه بعوضة فدخلت منخره فوقفت في دماغه فلم تزل تأكل دماغه وهو يضرب رأسه بالحجر حتى مات * وأخرج ابن جرير عن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بنى اسرائيل لما اعتدوا في السبت وعلوا وقتلوا الانبياء عليهم السلام بعث الله عليهم ملك فارس بختنصر وكان الله ملكه سبعمائة سنة فسار إليهم حتى دخل بيت المقدس فحاصرها وفتحها وقتل على دم زكريا عليه السلام سبعين ألفا ثم سبى أهلها وبنى الانبياء وسلب حلى بيت المقدس واستخرج منها سبعين ألفا ومائة ألف عجلة من حلى حتى أورده بابل قال حذيفة رضى الله عنه فقلت يا رسول الله لقد كان بيت المقدس عظيما عند الله قال أجل بناه سليمان بن داود عليه السلام من ذهب ودر وياقوت وزبرجد وكان بلاطة ذهبا وبلاطة فضة وعمده ذهبا أعطاه الله ذلك وسخر له الشياطين ياتونه بهذه الاشياء في طرفة عين فسار بختنصر بهذه الاشياء حتى نزل بها بابل فاقام بنو اسرائيل مائة سنة يعذبهم المجوس وأبناء المجوس فيهم الانبياء وأبناء الانبياء ثم ان الله رحمهم فأوحى إلى ملك من ملوك فارس يقال له كورس وكان مؤمنا ان سر إلى بقايا بنى اسرائيل حتى تستنقزهم فسار كورس ببنى اسرائيل ودخل بيت المقدس حتى رده إليه فاقام بنو اسرائيل مطيعين لله مائة سنة ثم انهم عادوا في المعاصي فسلط الله عليهم ابطنا نحوس فغزا ثانيا بمن غزا مع بختنصر فغزا بنى اسرائيل حتى أتاهم بيت المقدس فسبى أهلها وأحرق بيت المقدس وقال لهم يا بنى اسرائيل ان عدتم في المعاصي عدنا عليكم في السباء فعادوا في المعاصي فسير الله عليهم السباء الثالث ملك رومية يقال له فاقس بن اسبايوس فغزاهم في البر والبحر فسباهم وسير حلى بيت المقدس وأحرق بيت المقدس بالنيران فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا من صفة حلى بيت المقدس ويرده المهدى إلى بيت المقدس وهو ألف سفينة وسبعمائة سفينة يرسى بها على يافا حتى تنقل إلى بيت المقدس وبها يجتمع إليه الاولون والآخرون * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال كان افسادهم الذى يفسدون في الارض مرتين قتل زكريا عليه السلام ويحيى بن زكريا فسلط الله عليهم سابور ذا الاكناف ملكا من ملوك فارس من قبل زكريا وسلط عليهم بختنصر من قبل يحيى * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله فإذا جاء وعد أولاهما قال إذا جاء وعد أولى تينك المرتين اللتين قضينا إلى بنى اسرائيل لتفسدن في الارض مرتين * وأخرج ابن جرير وابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله بعثنا عليكم عبادا لنا أولى باس شديد قال جند أتوا من فارس يتجسسون من أخبارهم ويسمعون حديثهم معهم بختنصر فوعى حديثهم من بين أصحابه ثم رجعت فارس ولم يكثر قتال ونصرت عليهم بنو اسرائيل فهذا وعد الاولى فإذا جاء وعد الآخرة بعث ملك فارس ببابل جيشا وأمر عليهم بختنصر فدمروهم فهذا وعد الآخرة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فجاسوا قال فمشوا * وأخرج ابن ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه قال أما المرة الاولى فسلط عليهم جالوت حتى بعث طالوت ومعه داود فقتله داود ثم رد الكرة لبنى اسرائيل وجعلناكم أكثر نفيرا أي عددا وذلك في زمان داود فإذا جاء وعد الآخرة آخر العقوبتين ليسوؤا وجوهكم قال ليقبحوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة قال كما دخل عدوهم قبل ذلك وليتبروا ما علوا تتبيرا قال يدمروا ما علوا تدميرا فبعث الله عليهم في الآخرة بختنصر البابلي المجوسى أبغض خلق الله إليه فسبى وقتل وخرب بيت المقدس وسامهم سوء العذاب * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضى الله عنه في الآية قال كانت أشد من الاولى بكثير فان الاولى كانت هزيمة فقط والآخرة كانت تدميرا وحرق بختنصر التوراة حتى لم يترك فيها حرفا واحدا وخرب بيت المقدس * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله تتبيرا قال تدميرا * وأخرج ابن المنذر وابن ابى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال تبرنا دمرنا بالنبطية * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه في قوله عسى ربكم ان يرحمكم قال كانت الرحمة التى وعدهم بعث محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وان عدتم عدنا قال فعادوا فبعث الله عليهم محمدا صلى الله عليه وسلم فهم يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا قال سجنا * وأخرج ابن النجار
[ 166 ]
في تاريخه عن ابى عمران الجونى في قوله وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا قال سجنا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا يقول جعل الله مأواهم فيها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله حصيرا قال يحصرون فيها * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله حصيرا قال فراشا ومهادا * قوله تعالى (ان هذا القرآن) الآية * أخرج ابن جرير وابن زيد في قوله ان هذا القرآن يهدى للتى هي أقوم قال للتى هي أصوب * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في الآية قال ان هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم فاما داؤكم فالذنوب والخطايا وأما دواؤكم فالاستغفار * وأخرج الحاكم عن ابن مسعود رضى الله عنه انه كان يتلو كثيرا ان هذا القرآن يهدى للتى هي أقوم ويبشر المؤمنين خفيف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله ان لهم أجرا كبيرا قال الجنة وكل شئ في القرآن أجر كبير وزق كبير ورزق كريم فهو الجنة * قوله تعالى (ويدع الانسان) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ويدع لانسان بالشر دعاءه بالخير يعنى قول الانسان اللهم العنه واغضب عليه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عه في قوله يدع الانسان بالشر دعاءه بالخير قال ذلك دعاء الانسان بالشر على ولده وعلى امرأته يغضب أحدهم فيدعو عليه فيسب نفسه ويسب زوجته وماله وولده فان أعطاه الله ذلك شق عليه فيمنعه ذلك ثم يدعو بالخير فيعطيه * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ويدعو الانسان بالشر دعاءه بالخير قال ذلك دعاء الانسان بالشر على ولده وعلى امرأته يعجل فيه فيدعو عليه لا يحب أن يصيبه * وأخرج أبو داود والبزار عن عن جابر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدعوا على أنفسكم لا تدعوا على أولادكم لا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة فيها اجابة فيستجيب لكم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وكان الانسان عجولا قال ضجرا لا صبر له على سراء ولا ضراء * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن أبى حاتم وابن المنذر وابن عساكر عن سلمان الفارسى رضى الله عنه قال أول ما خلق الله من آدم عليه السلام رأسه فجعل ينظر وهو بخلق وبقيت رجلاه فلما كان بعد العصر قال يا رب اعجل قبل الليل فذلك قوله وكان الانسان عجولا * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد قال لما خلق الله آدم خلق عينيه قبل بقية جسده فقال أي رب أتم بقية خلقي قبل غيبوبة الشمس فانزل الله وكان الانسان عجولا * قوله تعالى (وجعلنا الليل والنهار آيتين) الآية * أخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه بسندواه عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله خلق شمسين من نور عرشه فاما ما كان في سابق علمه انه يدعها شمسا فانه خلقها مثل الدنيا على قدرها ما بين مشارقها ومغاربها وأما ما كان في سابق علمه انه يطمسها ويجعلها قمرا فانه خلقها دون الشمس في العظم ولكن انما يرى صغرها لشدة ارتفاع السماء وبعدها من الارض فلو ترك الشمس كما كان خلقها أول مرة لم يعرف الليل من النهار ولا النهار من الليل ولم يدر الصائم إلى متى يصوم ومتى يفطر ولم يدر المسلمون متى وقت حجهم وكيف عدد الايام والشهور والسنين والحساب فارسل جبريل فامر جناحه على وجه القمر وهو يومئذ شمس ثلاث مرات فطمس عنه الضوء وبقى فيه النور فذلك قوله وجعلنا الليل والنهار آيتين الآية * وأخرج البيهقى في دلائل النبوة وابن عساكر عن سعيد المقبرى أن عبد الله بن سلام رضى الله عنه سال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السواد الذى في القمر فقال كانا شمسين فقال قال الله وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل فالسواد الذى رأيت هو المحو * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري في المصاحف عن على رضى الله عنه في قوله فمحونا آية الليل قال هو السواد الذى في القمر * وأخرج ابن مردويه عن على رضى الله عنه في الآية قال كان الليل والنهار سواء فمحا الله آية الليل فجعلها مظلمة وترك آية النهار كما هي * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فمحونا آية الليل قال هو السواد بالليل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وجعلنا الليل والنهار آيتين قال كان القمر يضئ كما تضئ الشمس والقمر آية الليل والشمس آية النهار فمحونا آية الليل قال السواد الذى في القمر
[ 167 ]
* وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه قال كتب هرقل إلى معاوية يساله عن ثلاثة أشياء أي مكان إذا صليت فيه ظننت انك لم تصل إلى قبلة وأى مكان طلعت فيه الشمس مرة لم تطلع فيه قبل ولا بعد وعن السواد الذى في القمر فسال ابن عباس رضى الله عنهما فكتب إليه أما المكان الاول فهو ظهر الكعبة وأما الثاني فالبحر حين فرقه الله لموسى عليه السلام واما السواد الذى في القمر فهو المحو * واخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه في الآية قال خلق الله نور الشمس سبعين جزأ ونور القمر سبعين جزأ فمحا من نور القمر تسعة وستين جزأ فجعله مع نور الشمس فالشمس على مائة وتسعة وثلاثين جزأ والقمر على جزء واحد * وأخرج ابن ابى حاتم عن محمد بن كعب القرظى رضى الله عنه في الآية قال كانت شمس بالليل وشمس بالنهار فمحا الله شمس الليل فهو المحو الذى في القمر * وأخرج ابن ابى شيبة عن سعيد بن جبير في قوله فمحونا آية الليل قال انظر إلى الهلال ليلة ثلاث عشرة أو اربع عشرة فانك ترى فيه كهيئة الرجل آخذا برأس رجل * واخرج ابن ابى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة قال ظلمة الليل وسدف النهار لتبتغوا فضلا من ربكم قال جعل لكم سبحا طويلا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فصلناه يقول بيناه * وأخرج ابن ابى شيبة عن عطاء بن السائب رضى الله عنه قال أخبرني غير واحد ان قاضيا من قضاة الشام اتى عمر رضى الله عنه فقال يا امير المؤمنين رايت رؤيا افظعتني قال وما رأيت قال رأيت الشمس والقمر يقتتلان والنجوم معهما نصفين قال فمع ايهما كنت قال مع القمر على الشمس قال عمر رضى الله عنه وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة فانطلق فو الله لا تعمل لى عملا ابدا قال عطاء رضى الله عنه فبلغني انه قتل مع معاوية يوم صفين * وأخرج ابن عساكر عن على زيد رضى الله عنه قال سال ابن الكوا عليا رضى الله عنه عن السواد الذى في القمر قال هو قول الله تعالى فمحونا آية الليل * قوله تعالى (وكل انسان الزمناه طائره في عنقه) * أخرج احمد وعبد بن حميد وابن جرير بسند حسن عن جابر رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول طائر كل انسان في عنقه * واخرج ابن مردويه عن حذيفة بن اسيد رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان النطفة التى يخلق منها النسمة تطير في المرأة اربعين يوما واربعين ليلة فلا يبقى منها شعر ولا بشر ولا عرق ولا عظم الا دخله حتى انها لتدخل بين الظفر واللحم فإذا مضى لها اربعون ليلة واربعون يوما اهبطه الله إلى الرحم فكان علقة اربعين يوما واربعين ليلة ثم يكون مضغة أربعين يوما واربعين ليلة فإذا تمت لها اربعة اشهر بعث الله إليها ملك الارحام فيخلق على يده لحمها ودمها وشعرها وبشرها ثم يقول صور فيقول يا رب ما اصور أزائد ام ناقص اذكر ام انثى اجميل ام ذميم اجعد ام سبط اقصير ام طويل ابيض أم آدم اسوى ام غير سوى فيكتب من ذلك ما يامره الله به ثم يقول الملك يا رب اشقى ام سعيد فان كان سعيدا نفخ فيه بالسعادة في آخر اجله وان كان شقيا نفخ فيه بالشقاوة في آخر اجله ثم يقول اكتب أثرها ورزقها ومصيبتها وعملها بالطاعة والمعصية فيكتب من ذلك ما يامره الله به ثم يقول الملك يا رب ما اصنع بهذا الكتاب فيقول علقه في عنقه إلى قضائي عليه فذلك قوله وكل انسان ألزمناه طائرة في عنقه * واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله الزمناه طائرة في عنقه قال سعادته وشقاوته وما قدره الله له وعليه فهو لازمه اينما كان * وأخرج ابن ابى حاتم من طريق جوبير عن الضحاك رضى الله عنه في قوله طائره في عنقه قال قال عبد الله رضى الله عنه الشقاء والسعادة والرزق والاجل * وخرج ابن ابى شيبة وابن المنذر عن انس رضى الله عنه في قوله طائره في عنقه قال كتابه * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وكل انسان الزمناه طائره في عنقه أي عمله * وأخرج أبو داود في كتاب القدر وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عن في قوله وكل انسان الزمناه طائره في عنقه قال ما من مولود يولد الا وفى عنقه ورقة مكتوب فيها شقى أو سعيد * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله الزمناه طائره قال عمله ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا قال هو عمله الذى عمل احصى عليه فاخرج له يوم القيامة ما كتب عليه من العمل فقرأه منشورا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في الآية قال
[ 168 ]
الكافر يخرج له يوم القيامة كتاب فيقول رب انك قد قضيت انك لست بظلام للعبيد فاجعلني احاسب نفسي فيقال له اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هرون قال في قراءة ابى ابن كعب رضى الله عنه وكل انسان الزمناه طائره في عنقه يقرؤه يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا * واخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه انه قرا ويخرج له يوم القيامة كتابا بفتح الياء يعنى يخرج الطائر كتابا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله اقرا كتابك قال سيقرا يومئذ من لم يكن قارئا في الدنيا * وأخرج ابن جرير عن الحسن رضى الله عنه قال يا ابن آدم بسطت لك صحيفة ووكل بك ملكان كريمان احدهما عن يمينك والآخر عن يسارك حتى إذا مت طويت صحيفتك فجعلت في عنقك معك في قبرك حتى تخرج يوم القيامة فعند ذلك يقول وكل انسان الزمناه طائره في عنقه حتى بلغ عليك حسيبا * قوله تعالى (ولا تزر وازرة وزر أخرى) * أخرج ابن عبد البر في التمهيد بسند ضعيف عن عائشة رضى الله عنها قالت سالت خديجة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين فقال هم مع آبائهم ثم سألته بعد ذلك فقال الله أعلم بما كانوا عاملين ثم سألته بعد ما استحكم الاسلام فنزلت ولا تزر وازرة وزر أخرى فقال هم على الفطرة أو قال في الجنة * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن أبى شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال حدثنى الصعب بن جثامة رضى الله عنه قال قلت يا رسول الله أنى قضيت في البنات من ذرارى المشركين قال هم منهم * وأخرج ابن سعد وأحمد وقاسم بن أصبغ وابن عبد البر عن خنسناء بنت معاوية الضمرية عن عمها قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول النبي في الجنة والشهيد في الجنة والمولود في الجنة والوئيد في الجنة * وأخرج قاسم بن أصبغ وابن عبد البر عن أنس رضى الله عنه قال سالنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين قال هم خدم أهل الجنة * وأخرج عن سلمان رضى الله عنه قال أطفال المشركين خدم أهل الجنة * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول وابن عبد البر وضعفه عن عائشة رضى الله عنها قالت سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المسلمين أين هم قال في الجنة وسالته عن ولدان المشركين أين هم قال في النار قلت يا رسول الله لم يدركوا الاعمال ولم تجر عليهم الاقلام قال ربك أعلم بما كانوا عاملين والذى نفسي بيده لئن شئت أسمعتك تضاغيهم في النار * وأخرج أحمد وقاسم بن أصبغ وابن عبد البر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كنت أقول في أطفال المشركين هم مع آبائهم حتى حدثنى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه سئل عنهم فقال ربهم أعلم بهم وبما كانوا عاملين فامسكت عن قوله * وأخرج قاسم بن أصبغ وابن عبد البر عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أولاد المشركين فقال الله أعلم بما كانوا عاملين والله أعلم * قوله تعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال إذا كان يوم القيامة جمع الله أهل الفترة المعتوه والاصم والابكم والشيوخ الذين لم يدركوا الاسلام ثم أرسل إليهم رسولان ان ادخلوا النار فيقولون كيف ولم تأتنا رسل قال وايم الله لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما ثم يرسل إليهم فيطيعه من كان يريد أن يطيعه قال أبو هريرة رضى الله عنه اقرؤا ان شئتم وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا * وأخرج اسحق بن راهويه وأحمد وابن حبان وأبو نعيم في المعرفة والطبراني وابن مردويه والبيهقي في كتاب الاعتقاد عن الاسود بن سريع رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أربعة يحتجون يوم القيامة رجل أصم لا يسمع شيأ ورجل أحمق ورجل هرم ورجل مات في الفطرة فاما الاصم فيقول رب لقد جاء الاسلام وما أسمع شيأ وأما الاحمق فيقول رب جاء الاسلام والصبيان يحذفوننى بالبعر وأما الهرم فيقول رب لقد جاء الاسلام وما أعقل شيا وأما الذى مات في الفترة فيقول رب ما اتانى لك رسول فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه ويرسل إليهم رسولا ان ادخلوا النار قال فو الذى نفس محمد بيده لو دخلوها كانت عليهم بردا وسلاما ومن لم يدخلها سحب إليها * وأخرج ابن راهويه وأحمد وابن مردويه والبيهقي عن أبى هريرة رضى الله عنه مثله غير انه قال في آخره فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ومن لم يدخلها سحب إليها * وأخرج قاسم بن أصبغ والبزار وأبو يعلى وابن عبد البرفى التمهيد عن أنس رضى الله عنه
[ 169 ]
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى يوم القيامة باربعة بالمولود والمعتوه ومن مات في الفترة والشيخ الهرم الفاني كلهم يتكلم بحجته فيقول الرب تبارك وتعالى لعنق من جهنم ابرزى ويقول لهم انى كنت أبعث إلى عبادي رسلا من أنفسهم وانى رسول نفسي اليكم فيقول لهم ادخلوا هذه فيقول من كتب عليه الشقاء يا رب أندخلها ومنها كنا نفر قال وأما من كتب له السعادة فيمضى فيقتحم فيها فيقول الرب قد عاينتموني فعصيتموني فانتم لرسلي أشد تكذيبا ومعصية فيدخل هؤلاء الجنة هؤلاء النار * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول والطبراني وأبو نعيم عن معاذ بن جبل رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يؤتى يوم القيامة بالممسوخ عقلا وبالهالك في الفترة وبالهالك صغيرا فيقول الممسوخ عقلا يا رب لو آتيتني عقلا ما كان من آتيته عقلا باسعد بعقله منى ويقول الهالك في الفترة رب لو أتانى منك عهد ما كان من أتاه منك عهد باسعد بعهدك منى ويقول الهالك صغيرا يا رب أو آتيتني عمرا ما كان من آتيته عمرا باسعد بعمره منى فيقول الرب تبارك وتعالى فانى آمركم بامر أفتطيعوني فيقولون نعم وعزتك فيقول لهم فاذهبوا فادخلوا جهنم ولو دخلوها ما ضرتهم شيأ فخرج عليهم قوابص من نار يظنون انها قد أهلكت ما خلق الله من شئ فيرجعون سراعا ويقولون يا ربنا خرجنا وعزتك نريد دخولها فخرجت علينا قوابص من نار ظننا ان قد أهلكت ما خلق الله من شئ ثم يامرهم ثانية فيرجعون كذلك ويقولون كذلك فيقول الرب خلقنكم على علمي والى علمي تصيرون ضميمهم فتأخذهم النار * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى صالح رضى الله عنه قال يحاسب يوم القيامة الذين أرسل إليهم الرسل فيدخل الله الجنة من أطاعه ويدخل النار من عصاه ويبقى قوم من الولدان الذين هلكوا في الفترة فيقول وانى آمرك ان تدخلوا هذه النار فيخرج لهم عنق منها فمن دخلها كانت نجاته ومن نكص فلم يدخلها كانت هلكته * واخرج احكيم الترمذي في نوادر الاصول عن عبد الله بن شداد رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه رجل فسأله عن ذرارى المشركين الذين هلكوا صغارا فوضع رأسه ساعة ثم قال اين السائل فقال ها أنا يا رسول الله فقال ان الله تبارك وتعالى إذا قضى بين أهل الجنة والنار لم يبق غيرهم عجوا فقالوا اللهم ربنا لم تاتنا رسلك ولم نعلم شيأ فارسل إليهم ملكا والله أعلم بما كانوا عاملين فقال انى رسول ربكم اليكم فانطلقوا فاتبعوا حتى أتوا النار فقال ان الله يامركم ان تقتحموا فيها فاقتحمت طائفة منهم ثم أخرجوا من حيث لا يشعر أصحابهم فجعلوا في السابقين المقربين ثم جاءهم الرسول فقال ان الله يامركم ان تقتحموا في النار فاقتحمت طائفة أخرى ثم خرجوا من حيث لا يشعرون فجعلوا في أصحاب اليمين ثم جاء الرسول فقال ان الله يامركم ان تقتحموا في النار فقالوا ربنا لا طاقة لنا بعذابك فامر بهم فجمعت نواصيهم وأقدامهم ثم ألقوا في النار والله أعلم * قوله تعالى (وإذا أرادنا ان نهلك قرية) * اخرج ابن جرير من طريق ابن جريج عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أمرنا مترفيها قال بطاعة الله فعصوا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله أمرنا مترفيها قال أمروا بالطاعة فعصوا * وأخرج ابن أبى حاتم عن شهر بن حوشب رضى الله عنه قال سمعت ابن عباس رضى الله عنهما يقول في قوله وإذا أردنا ان نهلك قرية الآية قال أمرنا مترفيها بحق فخالفوه فحق عليهم بذلك التدمير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وإذا أردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها قال سلطنا شرارها فعصوا فيها فإذا فعلوا ذلك أهلكناهم بالعذاب وهو قوله وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله عزوجل أمرنا مترفيها قال سلطنا عليهم الجبابرة فساموهم سوء العذاب قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول ان يعطبوا يبرموا وان أمروا * يوما يصير والله لك والفقد * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى العالية رضى الله عنه كان يقرأ أمرنا مترفيها مثقلة يقول أمرنا عليهم أمراء * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قرأ آمرنا مترفيها يعنى بالمد قال أكثرنا فساقها * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه انه قرأ أمرنا مترفيها
[ 170 ]
قال اكثرناهم * واخرج ابن أبى حاتم عن أبى الدرداء رضى الله عنه أمرنا مترفيها قال أكثرنا * وأخرج البخاري وابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال كنا نقول للجى إذا كثروا في الجاهلية قد أمروا بنى فلان * قوله تعالى (من كان يريد العاجلة) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه في قوله من كان يريد العاجلة قال من كان يريد بعمله الدنيا عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ذاك به * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله من كان يريد العاجلة من كانت الدنيا همه ورغبته وطلبته ونيته عجل الله له فيها ما يشاء ثم اضطره إلى جهنم يصلاها مذموما في نقمة الله مدحورا في عذاب الله وفى قوله ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا قال شكر الله له اليسير وتجاوز عنه الكثير وفى قوله كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك أي ان الله قسم الدنيا بين البر والفاجر والآخرة خصوصا عند ربك للمتقين * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو نعيم في الحلية عن الحسن رضى الله عنه في قوله كلا نمد الآية قال كلا ترزق في الدنيا والبر والفاجر * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله كلا نمد هؤلاء وهؤلاء يقول نمد الكفار والمؤمنين من عطاء ربك يقول من الرزق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله كلا نمد الآية قال نرزق من أراد الدنيا ونرزق من أراد الآخرة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله كلا نمد هؤلاء وهؤلاء قال هؤلاء أصحاب الدنيا وهؤلاء أصحاب الآخرة * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله كلا نمد هؤلاء وهؤلاء هؤلاء أهل الدنيا وهولاء أهل الآخرة وما كان عطاء ربك محظورا قال ممنوعا * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه في قوله محظورا قال ممنوعا * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض أي في الدنيا والآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا وان المؤمنين في الجنة منازل وان لهم فضائل باعمالهم وذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم قال بين أعلى أهل الجنة وأسفلهم درجة كالنجم يرى في مشارق الارض ومغاربها * واخرج ابن المنذر وابن ابى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه في قوله وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا قال ان أهل الجنة بعضهم فوق بعض درجات الاعلى يرى فضله على من هو أسفل منه والاسفل لا يرى ان فوقه أحدا * وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الحليسة عن سلمان رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد يريد ان يرتفع في الدنيا درجة فارتفع الا وضعه الله في الآخرة درجة أكبر منها وأطول ثم قرأ وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وأحمد في الزهد وهناد وابن أبى الدنيا في صفة الجنة والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر رضى الله عنهما قال لا يصيب عبد من الدنيا شيا الا نقص من درجاته عند الله وان كان على الله كريما * قوله تعالى (لا نجعل مع الله الها آخر) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله مذموما يقول ملوما * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله فتقعد مذموما يقول في نقمة الله مخذولا في عذاب الله * قوله تعالى (وقضى ربك أن لا تعبدوا الا اياه) الآية * أخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن الانباري في المصاحف من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وقضى ربك أن لا تعبدوا الا اياه قال التزقت الواو بالصاد وأنتم تقرؤنها وقضى ربك * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس رضى الله عنهما * وأخرج أبو عبيد وابن منيع وابن المنذر وابن مردويه من طريق ميمون بن مهران عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أنزل الله هذا الحرف على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم ووصى ربك أن لا تعبدوا الا اياه فالتصقت احدى الواوين بالصاد فقرأ الناس وقضى ربك ولو نزلت على القضاء ما اشرك به أحد * وأخرج الطبراني عن الاعمش قال كان عبد الله بن مسعود رضى الله عنه يقرأ ووصى ربك ان لا تعبدوا الا اياه * وأخرج ابن جرير عن حبيب بن ابى ثابت رضى الله عنه قال اعطاني ابن عباس رضى الله عنهما مصحفا فقال هذا على قراءة ابى بن كعب رضى الله عنه فرأيت فيه ووصى ربك * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة قال في حرف ابن مسعود رضى الله عنه ووصى ربك ان لا تعبدوا الا اياه * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن
[ 171 ]
المنذر عن الضحاك بن مزاحم رضى الله عنه انه قرأها ووصى ربك قال انهم الصقوا احدى الواوين بالصاد فصارت قافا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق على بن ابى طلحة عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وقضى ربك قال امر * وأخرج المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وقضى ربك ان لا تعبدوا الا اياه قال عهد ربك ان لا تعبدوا الا اياه * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله وبالوالدين احسانا يقول برا * وأخرج ابن أبى حاتم وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله اما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف فيما تميط عنهما من الاذى الخلاء والبول كما كانا لا يقولانه فيما كان يمطيان عنك من الخلاء والبول * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في الآية قال لا تقل لهما أف فما سواه * وأخرج الديلمى عن الحسن بن على رضى الله عنهما مرفوعا لو علم الله شيا من العقوق أدنى من أف لحرمه * وأخرج سعيد ابن منصور وابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عروة رضى الله عنه في قوله وقل لهما قولا كريما قال لا تمنعهما شيا أرادا * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن الحسن رضى الله عنه انه سئل ما بر الوالدين قال ان تبذل لهما ما ملكت وان تطيعهما فيما أمراك به الا أن يكون معصية * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن رضى الله عنه انه قيل له الام ينتهى العقوق قال ان يحرمهما ويهجرهما ويحد النظر إلى وجههما * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله وقل لهما قولا كريما قال يقول يا أبت يا أمه ولا يسميهما باسمائها * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه شيخ فقال من هذا معك قال ابى قال لا تمشين أمامه ولا تقعد قبله ولا تدعه باسمه ولا تستب له * وأخرج ابن ابى حاتم عن زهير بن محمد رضى الله عنه في قوله وقل لهما قولا كريما قال إذا دعواك فقل لبيكما وسعديكما * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وقل لهما قولا كريما قال قولا لينا سهلا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابى الهداج التجيبى قال قلت لسعيد بن المسيب رضى الله عنه كلما ذكر الله في القرآن من بر الوالدين فقد عرفته الا قوله وقل لهما قولا كريما ما هذا القول الكريم قال ابن المسيب قول العبد المذنب للسيد الفظ * وأخرج البخاري في الادب المفرد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن عروة في قوله واخفض لهما جناح الذل من الرحمة قال تلين لهما حتى لا يمتنعا من شئ أحباه * وأخرج ابن ابى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله واخفض لهما جناح الذل من الرحمة يقول اخضع لوالديك كما يخضع العبد للسيد الفظ الغليظ * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن عطاء بن ابى رباح رضى الله عنهما في قوله واخفض لهما جناح الذل من الرحمة قال لا ترفع يديك عليهما إذا كلمتهما * وأخرج ابن أبى حاتم عن عروة رضى الله عنه في قوله واخفض لهما جناح الذل من الرحمة قال ان اغضباك فلا تنظر اليهما شزرا فانه اول ما يعرف غضب المرء بشدة نظره إلى من غضب عليه * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن عائشة رضى الله عنهما قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بر أباه من حد إليه الطرف * وأخرج ابن أبى حاتم عن زهير بن محمد رضى الله عنه في قوله واخفض لهما جناح الذل من الرحمة قال ان سباك أو لعناك فقل رحمكما الله غفر الله لكما * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير رضى الله عنه انه قرأ واخفض لهما جناح الذل بكسر الدال * وأخرج عن عاصم الجحدرى رضى الله عنه مثله * وأخرج البخاري في الادب المفرد عن ابى مرة مولى عقيل ان أبا هريرة رضى الله عنه كانت أمه في بيت وهو في آخر فكان يقف على بابها ويقول السلام عليك يا أمتاه ورحمة الله وبركاته فتقول وعليك يا بنى فيقول رحمك الله كما ربيتني صغيرا فتقول رحمك الله كما بررتنى كبيرا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وقل رب ارحمهما كم ربياني صغيرا ثم أنزل الله بعد هذا ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى * وأخرج البخاري في الادب المفرد وابو داود وابن جرير وابن المنذر من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله اما يبلغن عندك الكبر إلى قوله كما ربياني صغيرا قد نسختها الآية التى في براءة ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين الآية * وأخرج ابن المنذر والنحاس وابن الانباري في المصاحف عن قتادة رضى الله عنه قال نسخ من هذه الآية
[ 172 ]
حرف واحد لا ينبغى لاحد من المسلمين ان يستغفر لوالديه إذا كانوا مشركين ولم يقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ولكن ليخفض لهما جناح الذل من الرحمة وليقل لهما قولا معروفا قال الله تعالى ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله ربكم أعلم بما في نفوسكم قال تكون البادرة من الولد إلى الوالد فقال الله ان تكونوا صالحين أي تكون النية صادقة ببرهما فانه كان للاوابين غفورا للبادرة التى بدرت منه * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن سعيد ابن جبير رضى الله عنه في قوله انه كان للاوابين غفورا قال الرجاعين إلى الخير * وأخرج سعيد بن منصور وهناد وابن أبى حاتم والبيهقي عن الضحاك رضى الله عنه في قوله انه كان للاوابين قال الرجاعين من الذنب إلى التوبة ومن السيآت إلى الحسنات * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله للاوابين قال للمطيعين المحسنين * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله للاوابين قال للتوابين * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال الاواب التواب * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال سالت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله قال الصلاة على وقتها قلت ثم أي قال ثم برا الوالدين قلت ثم أي قال ثم الجهاد في سبيل الله * وأخرج البخاري في الادب المفرد عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال رضا الله في رضا الوالد وسخط الله في سخط الوالد * وأخرج أحمد والبخاري في الادب المفرد وأبو داود والترمذي وحسنه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن بهز بن حكيم عن بيه عن جده قال قلت يا رسول الله من أبر قال أمك قلت من أبر قال أمك قلت من أبر قال أمك قلت من أبر قال أباك ثم الاقرب فالاقرب * وأخرج البخاري في الادب المفرد والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما انه أتا رجل فقال انى خطبت امرأة فابت ان تنكحني وخطبها غيرى فاحبت أن تنكحه فغرت عليها فقتلتها فهل لى من توبة قال أمك حية قال لا قال تب إلى الله وتقرب إليه ما استطعت فذهبت فسالت ابن عباس رضى الله عنهما لم سالت عن حياه أمه فقال انى لا أعلم عملا أقرب إلى الله من بر الوالدة * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم وابن ماجه والبيهقي عن أبى هريرة رضى الله عنه قال أتى رجل نبى الله صلى الله عليه وسلم قال ما تأمرني قال بر أمك ثم عاد فقال بر أمك ثم عاد فقال بر أمك ثم عاد الرابعة فقال بر أباك وأخرج البخاري في الادب المفرد عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ما من مسلم له والدان يصبح اليهما محسنا الا فتح الله بابين يعنى من الجنة وان كان واحدا فواحد وان أغضب أحدهما لم يرض الله عنه حتى يرضى عنه قيل وان ظلماه قال وان ظلماه * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري في الادب المفرد ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن المنذر والبيهقي عن ابى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يجزى ولد والده الا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبخاري في الادب والحاكم وصححه والبيهقي عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبايعه على الهجرة وترك أبويه يبكيان قال فارجع اليهما وأضحكهما كما أبكيتهما * وأخرج عبد الرزاق وابن ابى شيبة والبخاري ومسلم عن عبد الله ابن عمر رضى الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد الجهاد فقال ألك والدان قال نعم قال ففيهما فجاهد * وأخرج البخاري في الادب ومسلم والبيهقي عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رغم أنفه رغم أنفه رغم أنفه قالوا يا رسول الله من قال من أدرك والديه عنده الكبر أو أحدهما فدخل النار * وأخرج البخاري في الادب والحاكم والبيهقي في شعب الايمان عن معاذ بن أنس رضى الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من بر والديه طوبى له زاد الله في عمره * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبخاري في الادب والبيهقي عن أبى هريرة رضى الله عنه انه أبصر رجلين فقال لاحدهما ما هذا منك فقال أبى فقال لا تسمه وفى لفظ لا تدعه باسمه ولا تمش امامه ولا تجلس قبله حتى يجلس ولا تستسب له * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين * وأخرج سعيد وابن أبى شيبة وأحمد والنسائي وابن ماجه والحاكم وصححه والبيهقي عن معاوية بن جابر عن
[ 173 ]
أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أستشيره في الجهاد فقال ألك والدة قلت نعم قال اذهب فالزمها فان الجنة عند رجليها * وأخرج عبد الرزاق عن طلحة رضى الله عنه ان رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى أريد الغزو وقد جئت اليك أستشيرك فقال هل لك من أم قال نعم قال فالزمها فان الجنة عند رجليها ثم الثانية ثم الثالثة كمثل ذلك * وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن أنس رضى الله عنه أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان أشتهى الجهاد ولا أقدر عليه فقال هل بقى أحد من والديك قال أمي قال فاتق الله فيها فإذا فعلت ذلك فانت حاج ومعتمر ومجاهد فإذا دعتك أمك فاتق الله وبرها * وأخرج البيهقى عن ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنومك على السرير بين والديك تضحكهما ويضحكانك أفضل من جهادك بالسيف في سبيل الله * وأخرج ابن أبى شيبة والحاكم والبيهقي عن خداش بن سلامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى امرأ بامه ثلاث مرار وأوصى امرأ بابيه مرتين وأوصى امرأ بمولاه الذى يليه وان كان عليه منه أذى يؤذيه * وأخرج ابن أبى شيبة والحاكم وصححه والبيهقي عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الوالد وسط أبواب الجنة فاحفظ ذلك الباب أو ضيعه * وأخرج البيهقى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى أرانى في الجنة فبينا أنا فيها إذ سمعت صوت رجل بالقرآن فقلت من هذا قالوا حارثة بن النعمان كذلك البر كذلك البر * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن عائشة رضى الله عنهما قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نمت فرأيتني في الجنة فسمعت قارئا يقرأ فقلت من هذا قالوا حارثة ابن النعمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك البر كذلك البر كذلك البر قال وكان أبر الناس بامه * وأخرج البيهقى عن ابن عمر رضى الله عنهما قال مر رجل له جسم يعنى خلقا فقالوا لو كان هذا في سبيل الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعله يكد على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله لعله يكد على صبية صغار فهو في سبيل الله لعله يكد على نفسه ليغنيها عن الناس فهو في سبيل الله * وأخرج البيهقى عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب أن يمد الله في عمره ويزيد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه * وأخرج البيهقى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من ولد بار ينظر إلى والديه نظرة رحمة الا كتب الله له بكل نظرة حجة مبرورة قالوا وان نظر كل يوم مائة مرة قال نعم الله أكبر وأطيب * وأخرج البيهقى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر الولد إلى والده يعنى فسر به كان للولد عتق نسمة قيل يا رسول الله وان نظر ثلاثمائة وستين نظرة قال الله أكبر من ذلك * وأخرج البيهقى عن ابن مسعود رضى الله عنه قال النظر إلى الوالد عبادة والنظر إلى الكعبة عبادة والنظر إلى المصحف عبادة والنظر إلى أخيك حبا له في الله عبادة * وأخرج البيهقى وضعفه عن ابن عباس رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قبل بين عينى أمه كان له سترا من النار * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عمر رضى الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى أذنبت ذنبا عظيما فهل لى من توبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألك والدان قال لا قال ألك خالة قال نعم قال فبرها اذن * وأخرج البيهقى عن أم أيمن رضى الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بعض أهل بيته فقال لا تشرك بالله وان عذبت وان حرقت وأطع ربك ووالديك وان أمراك ان تخرج من كل شئ فاخرج ولا تترك الصلاة متعمدا فان من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله اياك والخمر فانها مفتاح كل شر واياك والمعصية فانها تسخط الله لا تنازعن الامر أهله وان رأيت انه لك لا تفر من الزحف وان أصاب الناس موت وأنت فيهم فاثبت انفق على أهلك من طولك ولا ترفع عصاك عنهم وأخفهم في الله عزوجل * وأخرج أحمد والبخاري في الادب وأبو داود وابن ماجه والحاكم وصححه والبيهقي عن أبى أسيد الساعدي رضى الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل يا رسول الله هل بقى على من بر أبوى شئ بعد موتهما أبرهما به قال نعم خصال أربع الدعاء لهما والاستغفار لهما وانفاذ عهدهما واكرام صديقهما وصلة الرحم التى لا رحم لك الا من قبلهما * وأخرج البخاري في الادب ومسلم وأبو داود والترمذي وابن حبان والبيهقي عن ابن عمر رضى الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
[ 174 ]
ان أبر البران يصل الرجل أهل ود أبيه بعد ان يولى الادب * وأخرج البخاري في الادب عن عبد الله بن سلام رضى الله عنه قال والذى بعث محمدا بالحق انه لفى كتاب الله لا تقطع من كان يصل أباك فتطفئ بذلك نورك * وأخرج الحاكم والبيهقي من طريق محمد بن طلحة عن عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق ان أبا بكر الصديق رضى الله عنه قال لرجل من العرب كان يصحبه يقال له عفير يا عفير كيف سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الود قال سمعته يقول الود يتوارث والعداوة كذلك * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري والحاكم والبيهقي عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة عاق ولا ولد زنا ولا مدمن خمر ولا منان * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة والنسائي والبيهقي عن ابن عمر رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة عاق والديه ولا منان ولا ولد زنية ولا مدمن خمر ولا قاطع رحم ولا من أتى ذات رحم * وأخرج البيهقى وضعفه عن طلق بن على قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو أدركت والدى أو أحدهما وأنا في صلاة العشاء وقد قرأت فيه بفاتحة الكتاب فنادى يا محمد لاجبتهما لبيك * وأخرج البيهقى وضعفه من طريق الليث بن سعد حدثنى يزيد بن حوشب الفهرى عن أبيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو كان جريج الراهب فقيها عالما لعلم ان اجابته امه أفضل من عبادته ربه * وأخرج البيهقى عن مكحول قال إذا دعتك والدتك وأنت في الصلاة فاجبها وإذا دعاك أبوك فلا تجبه حتى تفرغ من صلاتك * وأخرج ابن أبى شيبة عن محمد بن المنكدر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعتك أمك في الصلاة فاجبها وإذا دعاك أبوك فلا تجبه * وأخرج أحمد والبيهقي عن أبى مالك رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار من بعد ذلك فابعده الله وأسحقه * وأخرج أحمد والبيهقي عن سهل بن معاذ عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من العباد عباد لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولا يطهرهم قيل من أولئك يا رسول الله قال المتبرئ من والديه رغبة عنهما والمتبرئ من ولده ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم وتبرأ منهم * وأخرج البيهقى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أشد الناس عذابا يوم القيامة من قتل نبيا أو قتله نبى أو قتل أحد والديه والمصورون وعالم لم ينتفع بعلمه * وأخرج الحاكم وصححه وتعقبه الذهبي والبيهقي والطبراني والخرائطي في مساوى الاخلاق من طريق بكار بن عبد العزيز بن أبى بكرة عن أبيه عن جده أبى بكة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة الا عقوق الوالدين فانه يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات ومن رايا رايا الله به ومن سمع سمع الله به * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي عن طاوس رضى الله عنه قال ان من السنة أن توقر أربعة العالم وذو الشيبة والسلطان والوالد قال ويقال ان من الجفاء ان يدعو الرجل والده باسمه * وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن كعب رضى الله عنه انه سئل عن العقوق ما تجدونه في كتاب الله عقوق الوالدين قال إذا أقسم عليه لم يبره وإذا ساله لم يعطه وإذا ائتمنه خان فذلك العقوق * وأخرج البيهقى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث دعوات مستجابات دعاء الوالد على ولده ودعوة المظلوم ودعوة المسافر * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن محمد بن النعمان يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال من زار قبر أبويه أو أحدهما في كل جمعة غفر له وكتب برا * وأخرج البيهقى عن محمد بن سيرين رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الرجل ليموت والداه وهو عاق لهما فيدعو لهما من بعدهما فيكتبه الله من البارين * وأخرج البيهقى عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان العبد ليموت والده أو أحدهما وانه لهما لعاق فلا يزال يدعو لهما ويستغفر لهما حتى يكتبه الله بارا * وأخرج البيهقى عن الاوزاعي رضى الله عنه قال بلغني ان من عق والديه في حياتهما ثم قضى دينا ان كان عليهما واستغفر لهما ولم يستسب لهما كتب بارا ومن بر والديه في حياتهما ثم لم يقض دينا إذا كان عليهم ولم يستغفر لهما واستسب لهما كتب عاقا * وأخرج ابن أبى شيبة والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصبح مطيعا لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من الجنة وان كان واحدا فواحدا ومن أمسى
[ 175 ]
عاصيا لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من النار وان كان واحدا فواحدا قال رجل وان ظلماه قال وان ظلماه وان ظلماه وان ظلماه * وأخرج البيهقى عن المنكدر بن محمد بن المنكدر رضى الله عنه قال كان أبى يبيت على السطح يروح على أمه وعمى يصلى إلى الصباح فقال له أبى ما يسرنى ان ليلتى بليلتك * وأخرج ابن سعد وأحمد في الزهد والبيهقي عن عبد الله بن المبارك قال قال محمد بن المنكدر بات عمر أخى يصلى وبت أغمز رجل أمي وما أحب ان ليلتى بليلته * وأخرج ابن سعد عن محمد بن المنكدر انه كان يضع خده على الارض ثم يقول لامه يا أمه قومي فضعى قدمك على خدى * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي عن طاوس قال كان رجل له أربعة بنين فمرض فقال أحدهم اما ان تمرضوه وليس لكم من ميراثه شئ واما أن أمرضه وليس لى من ميراثه شئ قالوا بل مرضه وليس لك من ميراثه شئ فمرضه حتى مات ولم ياخذ من ماله شيأ فاتى في النوم فقيل له أنت مكان كذا وكذا فخذ منه مائة دينار فقال في نومه أفيها بركة قالوا لا فاصبح فذكر ذلك لامرأته فقالت له خذها فان من بركتها ان تكتسي منها وتعيش بها فابى فلما أمسى أتى في النوم فقيل له أئت مكان كذا وكذا فخذ منه عشرة دنانير فقال فيها بركة قالو لا فاصبح فذكر ذلك لامرأته فقالت له مثل ذلك فابى ان ياخذها فاتى في النوم في الليلة الثالثة ان ائت مكان كذا وكذا فخذ منه دينارا فقال أفيه بركة قالوا نعم فذهب فاخذ الدينار ثم خرج به إلى السوق فإذا هو برجل يحمل حوتين فقال بكم هذان فقال بدينار فاخذهما منه بالدينار ثم انطلق بهما فلما دخل بيته شق الحوتين فوجد في بطن كل واحد منهما درة لم ير الناس مثلها فبعث الملك بدرة ليشتريها فلم توجد الا عنده فباعها بوقر ثلاثين بغلا ذهبا فلما رآها الملك قال ما تصلح هذه الا باخت فاطلبوا مثلها وان أضعفتم قال فجاؤا فقالوا عندك أختها نعطيك ضعف ما أعطيناك قال أو تفعلون قالوا نعم فاعطاهم أختها بضعف ما أخذوا الاولى * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي عن يحيى بن أبى كثير رضى الله عنه قال لما قدم أبو موسى وأبو عامر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه وأسلموا قال ما فعلت امرأة منكم تدعى كذا وكذا قالوا تركناها في أهلها قال فانها قد غفر لها قالوا بم يا رسول الله قال ببرها والدتها قال كانت لها أم عجوز كبيرة فجاءهم النذير ان العدو يريد أن يغير عليكم الليلة فارتحلوا ليلحقوا بعظيم قومهم ولم يكن معها ما تحتمل إليه فعمدت إلى أمها فجعلت تحملها على ظهرها فإذا أعيت وضعتها ثم الصقت بطنها ببطن أمها وجعلت رجليها تحت رجلى أمها من الرمضاء حتى نجت * وأخرج البيهقى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلع شاب فقلنا لو كان هذا الشاب جعل شبابه ونشاطه وقوته في سبيل الله فسمع النبي صلى الله عليه وسلم مقالتنا فقال وما في سبيل الله الا من قتل ومن سعى على والديه فهو في سبيل الله ومن سعى على عياله فهو في سبيل الله ومن سعى على نفسه يغنيها فهو في سبيل الله تعالى * وأخرج الحاكم عن عائشة رضى الله عنها قالت قلت يا رسول الله أي الناس أعظم حقا على المرأة قال زوجها قلت فاى الناس أعظم حقا على الرجل قال أمه * وأخرج الحاكم عن على رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعن الله من ذبح لغير الله ثم تولى غير مولاه ولعن الله العاق لوالديه ولعن الله من نقص منار الارض * وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي عن أبى هريرة رضى الله عنه مرفوعا عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم ومن أتاه أخوه متنصلا فليقبل ذلك منه محقا كان أو مبطلا فان لم يفعل لم يرد على الحوض * وأخرج الحاكم عن جابر رضى الله عنه مرفوعا بروا آباؤكم * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه ان رجلا هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قد هاجرت من الشرك ولكنه الجهاد هل لك أحد باليمن قال أبواي قال اذنا لك قال لا قال فارجع فاستأذنهما فان اذنا لك فجاهد والا فيرهما * وأخرج أحمد في الزهد عن وهب بن منبه رضى الله عنه ان موسى عليه الصلاة والسلام سأل ربه عزوجل فقال يا رب بم تأمرني قال بان لا تشرك بى شيأ قال وبم قال وتبر والدتك قال وبم قال وبوالدتك قال وبم قال بوالدتك قال وهب رضى الله عنه ان البر بالوالدين يزيد في العمر والبر بالوالدة ينبت الاصل * وأخرج أحمد في الزهد عن عمرو بن ميمون رضى الله عنه قال رأى موسى عليه السلام رجلا عند العرش فغبطه بمكانه فسأل عنه فقالوا نخبرك بعمله لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله ولا
[ 176 ]
يمشى بالنميمة ولا يعق والديه قال أي رب ومن يعق والديه قال يستسب لهما حتى يسبا * وأخرج أحمد والترمذي وصححه وابن ماجه عن أبى الدرداء رضى الله عنه ان رجلا أتاه فقال ان امرأتي بنت عمر وانى أحبها وان والدتى تأمرني أن أطلقها فقال لا آمرك ان تطلقها ولا آمرك ان تعصى والدتك ولكن أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول ان الوالدة أوسط باب من أبواب الجنة فان شئت فامسك وان شئت فدع * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن رضى الله عنه قال للام ثلثا البر وللاب الثلث * وأخرج أحمد وابن ماجه عن أبى الدرداء رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر ولا مكذب بقدر * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بر الوالدين يجزئ من الجهاد * وأخرج ابن أبى شيبة عن معاذ بن جبل رضى الله عنه انه قيل له ما حق الوالد على الولد قال لو خرجت من أهلك ومالك ما أديت حقهما * وأخرج ابن أبى شيبة وهناد عن على بن أبى طالب قال إذا مالت الافياء وراحت الارواح فاطلبوا الحوائج إلى الله فانها ساعة الاوابين وقرأ فانه كان للاوابين غفورا * وأخرج هناد عن سعيد بن المسيب رضى الله عنه في قوله فانه كان للاوابين غفورا قال الاواب الذى يذنب ثم يستغفر ثم يذنب ثم يستغفر ثم يذنب ثم يستغفر * وأخرج هناد عن عبيد بن عمير رضى الله عنه في قوله انه كان للاوابين غفورا قال الاواب الذى يتذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر منها * قوله تعالى (وآت ذا القربى حقه) الآيات * وأخرج البخاري في تاريخه وابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وآت ذا القربى حقه قال أمره باحق الحقوق وعلمه كيف يصنع إذا كان عنده وكيف يصنع إذا لم يكن فقال واما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك قال إذا سالوك وليس عندك شئ انتظرت رزقا من الله فقل لهم قولا ميسورا يكون ان شاء الله يكون شبه العدة قال سفيان رحمه الله والعدة من النبي صلى الله عليه وسلم دين * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وآت ذا القربى حقه الآية قال هو ان تصل ذا القرابة وتطعم المسكين وتحسن إلى ابن السبيل * وأخرج ابن جرير عن على بن الحسين رضى الله عنه انه قال لرجل من أهل الشام أقرأت القرآن قال نعم قال أفما قرأت في بنى اسرائيل وآت ذا القربى حقه قال وانكم للقرابة الذى أمر الله ان يؤتى حقه قال نعم * وأخرج ابن ابى حاتم عن السدى رضى الله عنه في الآية قال كان ناس من بنى عبد المطلب ياتون النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه فإذا صادفوا عنده شيأ أعطاهم وان لم يصادفوا عنده شيأ سكت لم يقل لهم نعم ولا لا والقربى قربى بنى عبد المطلب * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه في قوله وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل قال هو ان توفيهم حقهم ان كان يسيرا وان لم يكن عندك فقل لهم قولا ميسورا وقل لهم الخير * وأخرج البخاري في الادب المفرد وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وآت ذا القربى حقه الآية قال بدأ فأمره باوجب الحقوق ودله على أفضل الاعمال إذا كان عنده شئ فقال وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل وعلمه إذا لم يكن عنده شئ كيف يقول فقال واما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا عدة حسنة كانه قد كان ولعله ان يكون ان شاء الله ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك لا تعطى شيأ ولا تبسطها كل البسط تعطى ما عندك فتقعد ملوما يلومك من ياتيك بعد ولا تجد عندك شيأ محسورا قال قد حسرك من قد أعطيته * وأخرج البخاري في الادب عن كليب ابن منفعة رضى الله عنه قال قال جدى يا رسول الله من أبر قال أمك وأباك وأختك وأخاك ومولاك الذى يلى ذاك حق واجب ورحم موصولة * وأخرج أحمد والبخاري في الادب وابن ماجه والحاكم والطبراني والبيهقي في شعب الايمان عن المقدام بن معدى كرب رضى الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يوصيكم بامهاتكم ثم يوصيكم بآبائكم ثم يوصيكم بالاقرب فالاقرب * وأخرج البخاري في الادب عن ابن عمر رضى الله عنهما قال ما أنفق الرجل نفقة على نفسه وأهله يحتسبها الا آجره الله فيها وابدأ بمن تعول فان كان فضل فالاقرب الاقرب وان كان فضل فناول * وأخرج البخاري في الادب والبيهقي في شعب الايمان واللفظ له عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احفظوا أنسابكم تصلوا أرحامكم فانه لا بعد للرحم إذا قربت
[ 177 ]
وان كانت بعيدة ولا قرب لها إذا بعدت وان كانت قريبة وكل رحم آتية يوم القيامة امام صاحبها تشهد له بصلته ان كان وصلها وعليه بقطيعة ان كان قطعها * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن ابن مسعود رضى الله عنه ان أعرابيا قال يا رسول الله انى رجل موسر وان لى أما وأبا وأختا وأخا وعما وعمة وخالا وخالة فايهم أولى بصلتي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك أدناك * وأخرج أحمد والحاكم والبيهقي عن أبى رمثة التيمى تيم الرباب قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب ويقول يد المعطى العليا أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك * واخرج الطبراني والحاكم والشيرازي في الالقاب والبيهقي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عزوجل ليسر للقوم الديار ويكثر لهم الاموال وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضا قيل يا رسول الله وبم ذاك قال بصلتهم أرحامهم * وأخرج البيهقى وابن عدى وابن لال في مكارم الاخلاق وابن عساكر عن ابن عباس رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان أهل البيت إذا تواصلوا أحرى الله عليهم الرزق وكانوا في كنف الرحمن عزوجل * وأخرج البيهقى وابن جرير والخرائطي في مكارم الاخلاق من طريق أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان أعجل الطاعة ثوابا صلة الرحم حتى ان أهل البيت ليكونون فجارا فتنمو أموالهم ويكثر عددهم إذا وصلوا الرحم وان أعجل المعصية عقابا البغى واليمين الفاجرة تذهب المال وتعقم الرحم وتدع الديار بلاقع * وأخرج ابن أبى شيبة عن ثعلبة بن زهدم رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب يد المعطى العليا ويد السائل السفلى وابدأ بمن تعول أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك فادناك * وأخرج البزار وأبو يعلى وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال لما نزلت هذه الآية وآت ذا القربى حقه دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فاعطاها فدك * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما نزلت وآت ذا القربى حقه أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فدكا * واخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعطى وكيف يعطى وبمن يبدأ فانزل الله وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل فامر الله ان يبدأ بذى القربى ثم بالمسكين وابن السبيل ومن بعدهم قال ولا تبذر تبذيرا يقول الله عزوجل ولا تعط مالك كله فتقعد بغير شئ قال ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك فتمنع ما عندك فلا تعطى أحدا ولا تبسطها كل البسط فنهاه ان يعطى الا ما بين له وقال له واما تعرض عنهم يقول تمسك عن عطائهم فقل لهم قولا ميسورا يعنى قولا معروفا لعله ان يكون عسى ان يكون * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أنس ان رجلا قال يا رسول الله انى ذو مال كثير وذو أهل وولد وحاضرة فاخبرني كيف أنفق وكيف أصنع قال تخرج الزكاة المفروضة فانها طهرة تطهرك وتصل أقاربك وتعرف حق السائل والجار والمسكين فقال يا رسول الله أقلن لى قال فلت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا قال حسبى يا رسول الله * واخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة والبخاري في الادب وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله ولا تبذر تبذيرا قال التبذير انفاق المال في غير حقه * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود رضى الله عنه قال كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نتحدث ان التبذير النفقة في غير حقه * وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في الادب وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله المبذرين قال هم الذين ينفقون المال في غير حقه * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله ولا تبذر تبذيرا يقول لا تعط مالك كله * وأخرج ابن أبى حاتم عن وهب بن منبه رضى الله عنه قال من السرف ان يكتسى الانسان وياكل ويشرب مما ليس عنده وما جاوز الكفاف فهو التبذير * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال ما أنفقت على نفسك وأهل بيتك في غير سرف ولا تبذير وما تصدقت فلك وما أنفقت رياء وسمعة فذلك حظ الشيطان * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن عطاء الخراساني رضى الله عنه قال جاء ناس من مزينة يستحملون رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ظنوا
[ 178 ]
ذلك من غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فانزل الله تعالى واما نعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك الآية قال الرحمة الفئ * وأخرج ابن جرير من طريق عطاء الخراساني عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ابتغاء رحمة قال رزق * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله واما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها قال انتظار رزق الله * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه في قوله واما تعرضن عنهم يقول لا نجد شيأ تعطيهم ابتغاء رحمة من ربك يقول انتظار رزق الله من ربك نزلت فيمن كان يسال النبي صلى الله عليه وسلم من المساكين * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله فقل لهم قولا ميسورا قال لينا سهلا سيكون ان شاء الله تعالى فافعل سنصيب ان شاء الله فافعل * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله فقل لهم قولا ميسورا يقول قل لهم نعم وكرامة وليس عندنا اليوم فان ياتنا شئ نعرف حقكم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله قولا ميسورا قال قولا جميلا رزقنا الله واياك بارك الله فيك * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فقل لهم قولا ميسورا قال العدة قال سفيان والعدة من رسول الله صلى الله عليه وسلم دين والله أعلم * قوله تعالى (ولا تجعل يدك مغلولة) الآية * أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن يسار بن الحكم رضى الله عنه قال اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بزمن العراق وكان معطاء كريما فقسمه بين الناس فبلغ ذلك قوما من العرب فقالوا ناتى النبي صلى الله عليه وسلم فنسأله فوجدوه قد فرغ منه فانزل الله ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك قال محبوسة ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما يلومك الناس محسورا ليس بيدك شئ * وأخرج ابن أبى حاتم عن المنهال بن عمرو قال بعثت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بابنها فقالت قل له اكسني ثوبا فقال ما عندي شئ فقالت ارجع إليه فقل له اكسني قميصك فرجع إليه فنزع قميصه فاعطاه اياه فنزلت ولا تجعل يدك مغلولة الآية * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود رضى الله عنه قال جاء غلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان أمي تسالك كذا وكذا فقال ما عندنا اليوم شئ قال فتقول لك اكسني قميصك فخلع قميصه فدفعه إليه فجلس في البيت حاسرا فانزل الله ولا تجعل يدك مغلولة الاية * وأخرج ابن مردويه عن أبى امامة رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة وضرب بيده انفقي ما ظهر 7 كفى قالت إذا لا يبقى شئ قال ذلك ثلاث مرات فانزل الله تعالى ولا تجعل يدك مغلولة الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما ولا تجعل يدك مغلولة قال يعنى بذلك النحل * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك قال هذا في النفقة يقول لا تجعلها مغلولة لا تبسطها بخير ولا تبسطها كل البسط يعنى التبذير فتقعد ملوما يلوم نفسه على ما فاته من ماله محسورا ذهب ماله كله * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط قال نهاه عن السرف والبخل * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فتقعد ملوما محسورا قال ملوما عند الناس محسورا من المال * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله ملوما محسورا قال مستحيا خجلا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر ما فاد من منى يموت جوادهم * الا تركت جوادهم محسورا * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرفق في المعيشة خير من نض التجارة * وأخرج ابن عدى والبيهقي عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من فقه الرجل أن يصلح معيشته قال وليس من حبك الدنيا طلب ما يصلحك * وأخرج ابن عدى والبيهقي عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فقهك رفقك في معيشتك * وأخرج البيهقى عن ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاقتصاد في التفقه نصف المعيشة * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبيهقي عن ابن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عال من اقتصد * وأخرج ابن عدى والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول
[ 179 ]
الله صلى الله عليه وسلم ما عال مقتصد قط * وأخرج البيهقى عن عبد الله بن شبيب رضى الله عنه قال يقال حسن التدبير مع العفاف خير من الغنى مع الاسراف * وأخرج البيهقى عن مطرف رضى الله عنه قال خير الامور أوسطها * وأخرج الديلمى عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التدبير نصف المعيشة والتودد نصف العقل والهم نصف الهرم وقلة العيال أحد اليسارين * وأخرج أحمد في لزهد عن يونس بن عبيد رضى الله عنه قال كان يقال التودد إلى الناس نصف العقل وحسن المسألة نصف العلم والاقتصاد في المعيشة يلقى عنك نصف المؤنة * قوله تعالى (ان ربك يبسط الرزق) * أخرج ابن ابى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه قال ثم اخبرنا كيف يصنع بنا فقال ان ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ثم اخبر عباده انه لا يرزؤه ولا يؤده أن لو بسط الرزق عليهم ولكن نظر الهم منه فقال تبارك وتعالى ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض ولكن ينزل بقدر ما يشاء انه بعباده خبير بصير قال والعرب إذا كان الخصب وبسط عليهم أسروا وقتل بعضهم بعضا وجاء الفساد وإذا كان السنة شغلوا عن ذلك * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله ان ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر قال ينظر له فان كان الغنى خيرا له اغناه وان كان الفقر خيرا له أفقره * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله ان ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر قال يبسط لهذا مكرا به ويقدر لهذا نظرا له * وأخرج ابن أبى حاتم عن زيد قال كل شئ في القرآن يقدر فمعناه يقال * قوله تعالى (ولا تقتلوا أولادكم) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ولا تقتلوا أولادكم خشية املاق أي خشية الفاقة وكان أهل الجاهلية يقتلون البنات خشية الفاقة فوعظهم الله في ذلك وأخبرهم أن رزقهم ورزق أولادهم على الله فقال نحن نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خطأ كبيرا أي اثما كبيرا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله خشية املاق قال مخافة الفاقة والفقر * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله خشية املاق قال مخافة الفقر قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول وانى على الاملاق يا قوم ماجد * اعد لاضيافي الشواء المطهيا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنه في قوله خطأ قال خطيئة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه انه قرأ خطأه كبيرا مهمورة من قبل الخطا والصواب * وأخرج أحمد وأبو يعلى عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات اتقى الله وقام عليهن كان معى في الجنة هكذا وأشار باصابعه الاربع * وأخرج أحمد وابن منيع عن جابر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كن له ثلاث بنات يمونهن ويرحمهن ويكفلهن وجبت له الجنة ألبتة قيل يا رسول الله فان كن اثنتين قال وان كن اثنتين * وأخرج أحمد والترمذي عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكون لاحد ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو بنتان أو أختان فيتقى الله فيهن ويحسن اليهن الا دخل الجنة * وأخرج أحمد والطبراني والحاكم عن سراقة بن مالك رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا سراقة الا أدلك على أعظم الصدقة قال بلى يا رسول الله قال ان ابنتك مردودة اليك ليس لها كاسب غيرك * قوله تعالى (ولا تقربوا الزنا) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله ولا تقربوا الزنا قال يوم نزلت هده الآية لم تكن حدود فجاءت بعد ذلك الحدود في سورة النور * وأخرج أبو يعلى وابن مردويه عن ابى بن كعب رضى الله عنه انه قرأ ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا الا من تاب فان الله كان غفورا رحيما فذكر لعمر رضى الله عنه فاتاه فسأله فقال أخذتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لك عمل الا الصفق بالبقيع * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة قال قتادة عن الحسن رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لا يزنى العبد حين يزنى وهو مؤمن ولا ينتهب حين ينتهب وهو مؤمن من لا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يغل حين يغل وهو مؤمن قيل يا رسول الله والله ان كنا لنرى انه ياتي ذلك وهو مؤمن فقال
[ 180 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فعل شيأ من ذلك نزع الايمان من قلبه فان تاب تاب الله عليه * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع المؤمنون إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن * وأخرج أبو داود والحاكم والبيهقي في شعب الايمان عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زنى المؤمن خرج منه الايمان فكان عليه كالظلة فإذا انقلع منها رجع إليه الايمان * وأخرج ابن أبى شيبة والبيهقي عن أبى هريرة رضى الله عنه قال الايمان نور فمن زنى فارقه الايمان فمن لام نفسه فراجع راجعه الايمان * وأخرج البيهقى وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الايمان سربال يسربله الله من يشاء فإذا زنى العبد نزع منه سربال الايمان فان تاب رد عليه * وأخرج البيهقى عن أبى صالح رضى الله عنه عن أبى هريرة رضى الله عنه وسأله عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن فاين يكون الايمان منه قال أبو هريرة رضى الله عنه يكون هكذا عليه وقال بكفه فوق رأسه فان تاب ونزع رجع إليه * وأخرج ابن سعد وابن أبى شيبة والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان يسمى عبيده باسماء العرب عكرمة وسميع وكريب وقال لهم تزوجوا فان العبد إذا زنى نزع منه نور الايمان رد الله عليه بعد أو أمسكه * وأخرج البيهقى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا شباب قريش احفظوا فروجكم لا تزنوا ألا من حفظ الله له فرجه دخل الجنة * وأخرج الطبراني والحاكم والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بانفسهم كتاب الله * وأخرج الطبراني والحاكم وابن عدى والبيهقي عن ابن عمر رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الزنا يورث الفقر * وأخرج الحاكم وصححه عن بريدة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نقض قوم العهد قط الا كان القتل بينهم ولا ظهرت الفاحشة في قوم قط الا سلط الله عليهم الموت ولا منع قوم الزكاة الا حبس الله عنهم القطر * وأخرج أحمد وابن أبى الدنيا عن الهيثم بن مالك الطائى رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له * وأخرج أحمد عن ابن عمرو بن العاصى رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من قوم يظهر فيهم الزنا الا أخذوا بالسنة وما من قوم يظهر فيهم الرشا الا أخذوا بالرعب * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لم يزن عبد قط الا نزع الله نور الايمان منه ان شاء رده وان شاء منعه * وأخرج الحكيم الترمذي عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزنى الزانى حين يزنى هو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ولا يقتل وهو مؤمن فإذ فعل ذلك نزع منه نور الايمان كما ينزع منه قميصه فان تاب تاب الله عليه * وأخرج أحمد ومسلم والنسائي والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر * وأخرج ابن أبى شيبة عن عائشة رضى الله عنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب حين يشرب وهو مؤمن * وأخرج ابن أبى شيبة عن أسامة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تركت على أمتى بعدى فتنة أضر على الرجال من النساء * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لم يكن كفر من مضى الا من قبل النساء وهو كائن كفر من بقى من قبل النساء * واخرج ابن أبى شيبة عن أبان بن عثمان رضى الله عنه قال تعرف الزناة بنتن فروجهن يوم القيامة * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى صالح رضى الله عنه قال بلغني ان أكثر ذنوب أهل النار النساء * قوله تعالى (ولا تقتلوا النفس) الآية أخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك رضى الله عنه في قوله ولا تقتلوا النفس التى حرم الله الا بالحق الآية قال كان هذا بمكة والنبى صلى الله عليه وسلم بها وهو أول شئ نزل من القرآن في شأن القتل كان المشركون من أهل مكة يغتالون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال من
[ 181 ]
قتلكم من المشركين فلا يحملنكم قتله اياكم على ان تقتلوا له أبا أو أخا أو احدا من عشيرته وان كانوا مشركين فلا تقتلوا الا قاتلكم وهذا قبل ان تنزل براءة وقبل ان يؤمروا بقتال المشركين فذلك قوله فلا يسرف في القتل يقول لا تقتل غير قاتلك وهى اليوم على ذلك الموضع من المسلمين لا يحل لهم أن يقتلوا الا قاتلهم * وأخرج البيهقى في سننه عن زيد بن أسلم رضى الله عنه ان الناس في الجاهلية كانوا إذا قتل الرجل من القوم رجلا لم يرضوا حتى يقتلوا به رجلا شريفا إذا كان قاتلهم غير شريف لم يقتلوا قاتلهم وقتلوا غيره فوعظوا في ذلك بقول الله ولا تقتلوا النفس إلى قوله لا يسرف في القتل * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا قال بينة من الله أنزلها يطلبها ولى المقتول القود أو العقل وذلك السلطان * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس رضى الله عنهما فلا يسرف في القتل قال لا يكثر من القتل * وأخرج ابن المنذر من طريق أبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فلا يسرف في القتل قال لا يقتل الا قاتل رحمه * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن طلق بن حبيب في قوله فلا يسرف في القتل قال لا يقتل غير قاتله ولا يمثل به * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله فلا يسرف في القتل قال لا يقتل اثنين بواحد * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فلا يسرف في القتل قال لا يقتل غير قاتله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه فلا يسرف في القتل قال من قتل بحديدة قتل بحديدة ومن قتل بخشبة قتل بخشبة ومن قتل بحجر قتل بحجر ولا يقتل غير قاتله * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن شداد بن أوس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله كتب الاحسان على كل شئ فإذا قتلتم فاحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة * وأخرج ابن ابى شيبة وابو داود وابن ماجه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعق الناس قتلة اهل الايمان * واخرج ابن ابى شيبة وابو داود عن سمرة بن جندب وعمران بن حصين قالا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المثلة * واخرج ابن أبى شيبة عن يعلى بن مرة رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله لا تمثلوا بعبادي * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فلا يسرف في القتل انه كان منصورا يقول ينصره السلطان حتى ينصفه من ظالمه ومن انتصر لنفسه دون السلطان فهو عاص مسرف قد عمل بحمية أهل الجاهلية ولم يرض بحكم الله تعالى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله انه كان منصورا قال ان المقتول كان منصورا * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن الكسائي قال هي في قراءة ابى ابن كعب فلا تسرفوا في القتل ان وليه كان منصورا * واخرج الطبراني وابن عساكر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال انه لما كان من امر هذا الرجل ما كان يعنى عثمان قلت لعلى رضى الله عنه اعتزل فلو كنت في حجر طلبت حتى تستخرج فعصاني وأيم الله ليتامرن عليكم معاوية وذكر ان الله تعالى يقول ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا * قوله تعالى (ولا تقربوا مال اليتيم) * أخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتى هي احسن قال كانوا لا يخالطونهم في مال ولا ماكل ولا مركب حتى نزلت وان تخالطوهم فاخوانكم * قوله تعالى (وأوفوا بالعهد) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله وأوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا قال يوم انزلت هذه كان انما يسال عنه ثم يدخل الجنة فنزلت ان الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك الاخلاق لهم في الآخرة * وأخرج ابن ابى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله ان العهد كان مسئولا قال يسال الله ناقض العهد عن نقضه * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله ان العهد كان مسئولا قال لا يسال عهده من أعطاه اياه * وأخرج ابن أبى حاتم عن ميمون بن مهران رضى الله عنه قال ثلاث تؤدى إلى البر والفاجر العهد يوفى إلى البر والفاجر وقرأ وأوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤلا * وأخرج ابن ابى حاتم عن كعب الاحبار رضى الله عنه قال من ثكث بيعة كانت سترا بينه وبين الجنة قال وانما تهلك هذه الامة بنكثها عهودها * وأخرج قوله تعالى (وأوفوا الكيل) الآية * أخرج
[ 182 ]
ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله وأوفوا الكيل إذا كلتم يعنى لغيركم وزنوا بالقسطاس المستقيم يعنى الميزان وبلغة الروم الميزان القسطاس ذلك خير يعنى وفاء الكيل والميزان خير من النقصان وأحسن تأويلا عاقبة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وذلك خير وأحسن تأويلا أي خير ثوابا وعاقبة وأخبرنا أن ابن عباس رضى الله عنهما كان يقول يا معشر الموالى انكم وليتم أمرين بهما هلك الناس قبلكم هذا المكيال وهذا الميزان قال وذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول لا يقدر رجل على حرام ثم يدعه ليس به الا مخافة الله الا أبدله الله في عاجل الدنيا قبل الآخرة ما هو خير له من ذلك * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال القسطاس العدل بالرومية * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة وزنوا بالقسط قال العدل * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضى الله عنه وزنوا بالقسطاس قال القنان * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه وزنوا بالقسطاس قال بالحديد والله أعلم * قوله تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم) الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولا تقف قال لا تقل * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ولا تقف ما ليس لك به علم يقول لا ترم أحدا بما ليس لك به علم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن الحنفية رضى الله عنه في قوله ولا تقف ما ليس لك به علم قال شهادة الزور * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله ولا تقف ما ليس لك به علم قال هذا في الفرية يوم نزلت هذه الآية لم يكن فيها حد انما كان يسال عنه يوم القيامة ثم يغفر له حتى نزلت هذه آية الفرية جلد ثمانين * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عند مسؤلا يقول سمعه وبصره يشهد عليه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله ولا تقف ما ليس لك به علم قال لا تقل سمعت ولم تسمع ولا تقل رأيت ولم تر فان الله سائلك عن ذلك كله * وأخرج ابن أبى حاتم عن عمرو بن قيس رضى الله عنه في قوله كل أولئك كان عنه مسؤلا قال يقال للاذن يوم القيامة هل سمعت ويقال للعين هل رأيت ويقال للفؤاد مثل ذلك * وأخرج الفريابى عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله كل أولئك كان عنه مسؤلا قال يوم القيامة يقال أكذاك كان أم لا * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى ذر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما رجل أشاع على رجل مسلم بكلمة وهو منها برئ كان حقا على الله ان يذيبه يوم القيامة في النار حتى ياتي بنفاذ ما قال * وأخرج أبو داود وابن أبى الدنيا في الصمت عن معاذ بن أنس رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من حمى مؤمنا من منافق بعث الله ملكا يحمى لحمه يوم القيامة من نار جهنم ومن قفا مؤمنا بشئ يريد شينه حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال * قوله تعالى (ولا تمش في الارض مرحا) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ولا تمش في الارض مرحا قال لا تمش فخرا وكبرا فان ذلك لا يبلغ بك الجبال ولا أن تخرق الارض بفخرك وكبرك * وأخرج ابن أبى الدنيا في كتاب التواضع عن 7 محبس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مشيت أمتى المطيطا وخدمتهم فارس والروم سلط بعضهم على بعض * وأخرج ابن ابى الدنيا عن ابن عمر رضى الله عنهما انه رأى رجلا يخطر في مشيه فقال ان للشيطان اخوانا * وأخرج ابن أبى الدنيا عن خالد بن معدان رضى الله عنه قال اياكم والخطر فان الرجل قد تنافق يده من دون سائر جسده * قوله تعالى (كل ذلك) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن عبد الله بن كثير رضى الله عنه انه كان يقرأ كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها على واحد يقول هذه الاشياء التى نهيت عنها كل سيئة * قوله تعالى (ذلك مما أوحى اليك ربك) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ان التوراة كلها في خمس عشرة آية من بنى اسرائيل ثم تلا ولا تجعل مع الله الها آخر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على رضى الله عنه عن ابن عباس رضى الله عنه في قوله مدحورا قال مطرودا * قوله تعالى (أفاصفاكم ربكم) الآيات * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله واتخذ من الملائكة اناثا قالت اليهود الملائكة بنات الحق وفى قوله قل لو كان معه آلهة الآية يقول لو كان معه آلهة إذا لعرفوا فضله ومريته عليهم
[ 183 ]
فابتغوا ما يقربهم إليه انهم ليس كما يقولون * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله إذا لابتغوا إلى ذى العرش سبيلا قال على أين ينزلوا ملكه * قوله تعالى (تسبح له السموات والارض ومن فيهن) * أخرج سعيد بن منصور وابن أبى حاتم والطبراني وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الاسماء والصفات عن عبد الرحمن بن قرط رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به إلى المسجد الاقصى كان جبريل عليه السلام عن يمينه وميكائيل عليه السلام عن يساره فطارا به حتى بلغ السموات العلى فلما رجع قال سمعت تسبيحا في السموات العلى مع تسبيح كثير سبحت السموات العلى من ذى المهابة مشفقات لذى العلو بما علا سبحان العلى الاعلى سبحانه وتعالى * وأخرج ابن أبى حاتم عن لوط بن أبى لوط قال بلغني ان تسبيح سماء الدنيا سبحان ربنا الاعلى والثانية سبحانه وتعالى والثالثة سبحانه وبحمده والرابعة سبحانه لا حول ولا قوة الا به والخامسة سبحان محيى الموتى وهو على كل شئ قدير والسادسة سبحان الملك القدوس والسابعة سبحان الذين ملا السموات السبع والارضين السبع عزة ووقارا * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو جالس مع أصحابه إذ سمع هزة فقال أطت السماء وحق لهان ان تئط قالوا وما الاطيط قال تناقضت السماء ويحقها ان تنقض والذى نفس محمد بيده ما فيها موضع شبر الا فيه جبهة ملك ساجد يسبح الله بحمده * وأخرج ابن مردويه عن على رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ تسبح له السموات السبع والارض بالتاء * قوله تعالى (وان من شئ الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بشئ أمر به نوح ابنه ان نوحا قال لابنه يا بنى آمرك ان تقول سبحان الله فانها صلاة الخلق وتسبيح الخلق وبها يرزق الخلق قال الله تعالى وان من شئ الا يسبح بحمده * وأخرج أحمد وابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان نوحا لما حضرته الوفاة قال لابنيه آمركما بسبحان الله وبحمده فانها صلاة كل شئ وبها يرزق كل شئ * وأخرج ابن مروديه وأبو نعيم في فضائل الذكر عن عائشة رضى الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صوت الديك صلاته وضربه بجناحيه سجوده وركوعه ثم تلا هذه الآية وان من شئ الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ينادى مناد من السماء اذكروا الله يذكركم فلا يسمعها أول من الديك فيصيح فذلك تسبيحه * وأخرج أبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تضربوا وجوه الدواب فان كل شئ يسبح بحمده * وأخرج أبو الشيخ عن عمر رضى الله عنه قال لا تلطموا وجوه الدواب فان كل شئ يسبح بحمده * وأخرج أحمد عن معاذ بن أنس رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه مر على قوم وهم وقوف على دواب لهم ورواحل فقال لهم اركبوها سالمة ودعوها سالمة ولا تتخذوها كراسي لاحاديثكم في الطرق والاسواق فرب مركوبة خير من راكبها وأكثر ذكر الله منه * وأخرج ابن مردويه عن عمرو بن عبسة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما تستقل الشمس فيبقى شئ من خلق الله تعالى الا سبح الله بحمده الا ما كان من الشيطان وأغنياء بنى آدم * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى امامة رضى الله عنه قال ما من عبد يسبح الله تسبيحة الا سبح ما خلق الله من شئ قال الله تعالى وان شئ الا يسبح بحمده * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان النمل يسبحن * وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قرصت نملة نبيا من الانبياء فامر بقرية النمل فاحرقت فأوحى الله إليه من أجل نملة واحدة أحرقت أمة من الامم تسبح * وأخرج النسائي وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الضفدع وقال نعيقها تسبيح * وأخرج أبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وان من شئ الا يسبح بحمده قال الزرع يسبح بحمده وأجره لصاحبه والثوب يسبح ويقول الوسخ ان كنت مؤمنا فاغسلني إذا * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى قبيل رضى الله عنه قال
[ 184 ]
الزرع يسبح وثوابه للذى زرع * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كل شئ يسبح بحمده الا الحمار والكلب * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله وان من شئ الا يسبح بحمده قال الاسطوانة تسبح والشجرة تسبح * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه قال لا يعيبن أحدكم دابته ولا ثوبه فان كل شئ يسبح بحمده * وأخرج ابن المنذر وابن ابى حاتم وأبو الشيخ والخطيب عن أبى صالح رضى الله عنه قال ذكر لنا ان صرير الباب تسبيحه * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى غالب الشيباني رضى الله عنه قال صوت البحر تسبيحه وأمواجه صلاته * وأخرج ابن أبى حاتم عن النخعي رضى الله عنه قال الطعام تسبيح * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد وأبو الشيخ عن ميمون بن مهران رضى الله عنه قال أتى أبو بكر الصديق رضى الله عنه بغراب وافر الجناحين فجعل ينشر جناحه ويقول ماصيد من صيد ولا عضدت من شجرة الا بما ضيعت من التسبيح * وأخرج ابن راهويه في مسنده من طريق الزهري رضى الله عنه قال أتى أبو بكر الصديق رضى الله عنه بغراب وافر الجناحين فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما صيد من صيد ولا عضدت عضاة ولا قطعت وشيجة الا بقلة التسبيح * واخرج أبو نعيم في الحلية وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صيد من صيد ولا وشج من وشج الا بتضييعه التسبيح * واخرج عن ابن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صيد من طير في السماء ولا سمك في الماء حتى يدع ما افترض الله عليه من التسبيح * وأخرج أبو الشيخ عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخذ طائر ولا حوت الا بتضييع التسبيح * وأخرج أبو الشيخ عن مرثد بن أبى مرثد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يصطاد شئ من الطير والحيتان الا بما يضيع من تسبيح الله * وأخرج ابن عساكر من طريق يزيد بن مرثد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما اصطيد طير في بر ولا بحر الا بتضييعه التسبيح * وأخرج العقيلى في الضعفاء وأبو الشيخ والديلمي عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آجال البهائم كلها وخشاش الارض والنمل والبراغيث والجراد والخيل والبغال والدواب كلها وغير ذلك آجالها في التسبيح فإذا انقضى تسبيحها قبض الله أرواحها وليس إلى ملك الموت منها شئ * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وان من شئ الا يسبح بحمده قال ما من شئ في أصله الاول لن يموت الا وهو يسبح بحمده * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله وان من شئ الا يسبح بحمده قال ما من شئ في أصله الاول لن يموت الا وهو يسبح بحمده * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن شوذب قال جلس الحسن مع أصحابه على مائدة فقال بعضهم هذه المائدة تسبح الآن فقال الحسن كلا انما ذاك كل شئ على أصله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابراهيم قال الطعام تسبيح * وأخرج ابن المنذر وابن ابى حاتم عن عبد الله بن عمر وبن العاصى قال لا تقتلوا الضفادع فان أصواتها تسبيح * وأخرج ابن أبى الدنيا وابن ابى حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الايمان عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال ظن داود عليه السلام ان أحدا لم يمدح خالقه أفضل مما مدحه وان ملكا نزل وهو قاعد في المحراب والبركة إلى جانبه فقال يا داود افهم إلى ما تصوت به الضفدع فانصت داود عليه السلام فإذا الضفدع يمدحه بمدحة لم يمدحه بها داود عليه السلام فقال له الملك كيف ترى يا داود أفهمت ما قالت قال نعم قال ماذا قالت قال قالت سبحانك وبحمدك منتهى علمك يا رب قال داود عليه السلام والذى جعلني نبيه انى لم أمدحه بهذا * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن صدقة بن يسار رضى الله عنه قال كان داود عليه السلام في محرابه فابصر درة صغيرة ففكر في خلقها وقال ما يعبا الله بخلق هذه فانطقها الله فقال يا داود أتعجبك نفسك لانا على قدر ما آتانى الله أذكر الله وأشكر له منك على ما آتاك الله قال الله وان من شئ الا يسبح بحمده * وأخرج ابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه قال هذه الآية في التوراة كقدر ألف آية وان من شئ الا يسبح بحمده قال في التوراة تسبح له الجبال ويسبح له الشجر ويسبح له كذا ويسبح له كذا * وأخرج أحمد في الزهد وأبو الشيخ عن شهر بن حوشب رضى الله عنه قال كان داود عليه السلام يسمى النواح في كتاب الله عزوجل وانه انطلق حتى أتى البحر فقال أيها البحراني هارب قال من الطالب الذى لا ينادى طلبه قال فاجعلني قطرة من مائك أو دابة مما فيك أو
[ 185 ]
تربة من تربتك أو صخرة من صخرك قال أيها العبد الهارب الفار من الطالب الذى لا ينادى طلبه ارجع من حيث جئت فانه ليس منى شئ الا بارز ينظر الله عزوجل إليه قد أحصاه وعده عدا فلست أستطيع ذلك ثم انطلق حتى أتى الجبل فقال أيها الجبل اجعلني حجرا من حجارتك أو تربة من تربتك أو صخرة من صخرك أو شيأ في جوفك فقال أيها العبد الهارب الفار من الطالب الذى لا ينادى طلبه انه ليس منى شئ الا يراه الله وينظر إليه قد أحصاه وعده عدا فلست أستطيع ذلك ثم انطلق حتى أتى على الارض يعنى الرمل فقال أيها الرمل اجعلني تربة من تربك أو صخرة من صخرك أو شيأ مما في جوفك فأوحى الله إليه أجبه فقال أيها العبد الفار من الطالب الذى لا ينادى طلبه ارجع من حيث جئت فاجعل عملك لقسمين لرغبة أو لرهبة فعلى أيهما أخذك ربك لم تبال وخرج فاتى البحر في ساعة فصلى فيه فنادته ضفدعة فقالت يا داود انك حدثت نفسك انك قد سبحت في ساعة يذكر الله فيها غيرك وانى في سبعين ألف ضفدعة كلها قائمة على رجل تسبح الله تعالى وتقدسه * وأخرج أحمد وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما قال صلى داود عليه السلام ليلة حتى أصبح فلما ان أصبح وجد في نفسه مسرورا فنادته ضفدعة يا داود كنت أدأب منك قد أغفيت اغفاء * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبى بردة عن أبى موسى رضى الله عنه قال بلغني انه ليس شئ أكثر تسبيحا من هذه الدودة الحمراء * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه قال التراب يسبح فإذا بنى به الحائط سبح * وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضى الله عنه قال إذا سمعت نغيضا من البيت أو من الخشب والجدر فهو تسبيح * وأخرج أبو الشيخ عن خيثمة رضى الله عنه قال كان أبو الدرداء يطبخ قدرا فوقعت على وجهها فجعلت تسبح * وأخرج أبو الشيخ عن سليمان بن المغيرة قال كان مطرف رضى الله عنه إذا دخل بيته فسبح سبحت معه آنية بيته * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه قال لو لا ما غمى عليكم من تسبيح ما معكم في البيوت ما تقاررتم * وأخرج أبو الشيخ عن مسعر رضى الله عنه قال لو لا ما غمى الله عليكم من تسبيح خلقه ما تقاررتم * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه في قوله وان من شئ الا يسبح بحمده قال كل شئ فيه الروح يسبح * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه وان من شئ الا يسبح بحمده قال صلاة الخلق وتسبيحهم سبحان الله وبحمده * وأخرج النسائي وابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نعد الآيات بركة وأنتم تعدونها تخويفا بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس معنا ماء فقال لنا اطلبوا من معه فضل ماء فاتى بماء فوضعه في اناء ثم وضع يده فيه فجعل الماء يخرج من بين أصابعه قال حى على الطهور المبارك والبركة من الله فشربنا منه قال عبد الله كنا نسمع صوت الماء وتسبيحه وهو يشرب * وأخرج أبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن ابن مسعود قال كنا ناكل مع النبي صلى الله عليه وسلم فنسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل * وأخرج أبو الشيخ عن أنس قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام ثريد فقال ان هذا الطعام يسبح قالوا يا رسول الله وتفقه تسبيحه قال نعم ثم قال الرجل ادن هذه القصعة من هذا الرجل فادناها منه فقال نعم يا رسول الله هذا الطعام يسبح فقال ادنها من آخر وأدناها منه فقال هذا الطعام يسبح ثم قال ردها فقال رجل يا رسول الله لو أمرت على القوم جميعا فقال لا انها لو سكتت عند رجل لقالوا من ذنب ردها فردها * وأخرج أبو الشيخ وأبو نعيم في الحلية عن أبى حمزة الثمالى قال قال محمد بن على بن الحسين رضى الله عنه وسمع عصافير يصحن قال تدرى ما يقلن قلت لا قال يسبحن ربهن عزوجل ويسألن قوت يومهن * وأخرج الخطيب عن أبى حمزة قال كنا مع على بن الحسين رضى الله عنه فمر بنا عصافير يصحن فقال أتدرون ما تقول هذه العصافير فقلنا لا قال اما انى ما أقول انا نعلم الغيب ولكني سمعت أبى يقول سمعت على بن أبى طالب أمير المؤمنين رضى الله عنه يقول ان الطير إذا أصبحت سبحت ربها وسألته قوت يومها وان هذه تسبح ربها وتسأله قوت يومها * وأخرج الخطيب في تاريخه عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لى يا عائشة اغسلي هذين البردين فقلت يا رسول الله بالامس غسلتهما فقال لى أما علمت ان الثوب يسبح فإذا اتسخ انقطع تسبيحه * قوله تعالى (انه كان حليما غفورا) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله انه كان حليما غفورا قال حليما عن خلقه فلا يعجل كعجلة بعضهم على بعض غفورا لهم إذا تابوا
[ 186 ]
* قوله تعالى (وإذا قرأت القرآن) * أخرج أبو يعلى وابن أبى حاتم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنهما قالت لما نزلت تبت يدا أبى لهب اقبلت العوراء أم جميل ولها ولولة وفى يدها فهر وهى تقول مذمما أبينا * ودينه قلينا * وأمره عصينا ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأبو بكر رضى الله عنه إلى جنبه فقال أبو بكر لقد أقبلت هذه وانا أخاف ان تراك فقال انها لن تراني وقرأ قرآنا اعتصم به كما قال تعالى وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا فجاءت حتى قامت على أبى بكر رضى الله عنه فلم تر النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا أبا بكر بلغني ان صاحبك هجاني فقال أبو بكر رضى الله عنه لا ورب هذا البيت ما هجاك فانصرفت وهى تقول قد علمت قريش أنى بنت سيدها * واخرج ابن مردويه والبيهقي في الدلائل من وجه آخر عن أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنهما ان أم جميل دخلت على أبى بكر وعنده رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا ابن أبى قحافة ما شأن صاحبك ينشد في الشعر فقال والله ما صاحبي بشاعر وما يدرى ما الشعر فقالت أليس قد قال في جيدها حبل من مسد فما يدريه ما في جيدي فقال النبي صلى الله عليه وسلم قل لها هل ترين عندي أحدا فانها لن تراني جعل بينى وبينها حجاب فقال لها أبو بكر رضى الله عنه فقالت أتهزأ بى والله ما أرى عندك أحدا * وأخرج ابن مردويه عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه قال كنت جالسا عند المقام ورسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل الكعبة بين يديه إذ جاءت أم جميل بنت حرب بن أمية زوجة أبى لهب ومعها فهران فقالت أين الذى هجاني وهجا زوجي والله لئن رأيته لارضن أنثييه بهذين الفهرين وذلك عند نزول تبت يدا أبى لهب قال أبو بكر رضى الله عنه فقلت لها يا أم جميل ما هجاك ولا هجا زوجك قالت والله ما أنت بكذاب وان الناس ليقولون ذلك ثم ولت ذاهبة فقلت يا رسول الله انها لم ترك فقال النبي صلى الله عليه وسلم حال بينى وبينها جبريل * وأخرج ابن أبى شيبة والدارقطني في الافراد وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما نزلت تبت يدا أبى لهب جاءت امرأة أبى لهب فقال أبو بكر رضى الله عنه يا رسول الله لو تنحيت عنها فانها امرأة بذية فقال انه سيحال بينى وبينها فلم ترنى فقالت يا أبا بكر هجانا صاحبك قال والله ما ينطق بالشعر ولا يقوله فقالت انك لمصدق فاندفعت راجعة فقال أبو بكر رضى الله عنه يا رسول الله ما رأتك قال كان بينى وبينها ملك يسترنى بجناحه حتى ذهبت * وأخرج ابن اسحق وابن المنذر عن ابن شهاب رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تلا القرآن على مشركي قريش ودعاهم إلى الله قالوا يهزؤن به قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفى آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فانزل الله في ذلك من قولهم وإذا قرأت القرآن الآيات * وأخرج ابن عساكر وولده القاسم في كتاب آيات الحرز عن العباس بن محمد المنقرى رضى الله عنه قال قدم حسين بن زيد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنه المدينة حاجا فاحتجنا إلى ان نوجه رسولا وكان في الخوف فابى الرسول ان يخرج وخاف على نفسه من الطريق فقال الحسين رضى الله عنه انا أكتب لك رقعة فيها حرز لن يضرك شئ ان شاء الله تعالى فكتب له رقعة وجعلها الرسول في صورته فذهب الرسول فلم يلبث ان جاء سالما فقال مررت بالاعراب يمينا وشمالا فما هيجني منهم احد والحرز عن جعفر بن محمد بن على بن الحسين عن أبيه عن جده عن على بن أبى طالب وان هذا الحرز كان الانبياء يتحرزون به من الفراعنة بسم الله الرحمن الرحيم قال اخسؤا فيها ولا تكلمون انى أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا أخذت بسمع الله وبصره وقوته على أسماعكم وأبصاركم وقوتكم يا معشر الجن والانس والشياطين والاعراب والسباع والهوام واللصوص مما يخاف ويحذر فلان بن فلان سترت بينه وبينكم بستر النبوة التى استتروا بها من سطوات الفراعنة جبريل عن ايمانكم وميكائيل عن شمائلكم ومحمد صلى الله عليه وسلم امامكم والله سبحانه وتعالى من فوقكم يمنعكم من فلان بن فلان في نفسه وولده واهله وشعره وبشره وماله وما عليه وما معه وما تحته وما فوقه وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا وجعلنا على قلوبهم أكنة إلى قوله نفورا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا قال الحجاب المستور أكنه على قلوبهم أن
[ 187 ]
يفقهوه وأن ينتفعوا به أطاعوا الشيطان فاستحوذ عليهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن زهير بن محمد وإذا قرأت القرآن الآية قال ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ القرآن على المشركين بمكة سمعوا ولا يرونه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا قال بغضا لما تكلم به لئلا يسمعوه كما كان قوم نوح يجعلون أصابعهم في آذانهم لئلا يسمعوا ما يامرهم به من الاستغفار والتوبة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا قال الشياطين * وأخرج البخاري في تاريخه عن أبى جعفر محمد بن على انه قال لم كتمتم بسم الله الرحمن الرحيم فنعم الاسم والله كتموا فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل منزله اجتمعت عليه قريش فيجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويرفع صوته بها فتولى قريش فرارا فانزل الله وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله إذ يستمعون اليك قال عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله إذا يستمعون اليك قال هي في مثل قول الوليد بن المغيرة ومن معه في دار الندوة وفى قوله فلا يستطيعون سبيلا قال مخرجا يخرجهم من الامثال التى ضربوا لك الوليد بن المغيرة وأصحابه * وأخرج ابن اسحق والبيهقي في الدلائل عن الزهري رضى الله عنه قال حدثت أن أبا جهل وأبا سفيان والاخنس بن شريق خرجوا ليلة يستمعون من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى بالليل في بيته فاخذ كل رجل منهم مجلسا يستمع فيه وكل لا يعلم بمكان صاحبه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعتهم الطريق فتلاوموا فقال بعضهم لبعض لا تعودوا فلو رأكم بعض سفهائكم لاوقعتم في نفسه شيا ثم انصرفوا حتى إذا كان الليلة الثانية دعا كل رجل منهم إلى مجلسه فباتوا يستمعون له حتى طلع الفجر تفرقوا فجمعتهم الطريق فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة ثم انصرفوا حتى إذا كانت الليلة الثالة أخذ كل رجل منهم مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعتهم الطريق فقال بعضهم لبعض لا نبرح حتى نتعاهد لا نعود فتعاهدوا على ذلك ثم تفرقوا فلما أصبح الاخنس أتى ابا سفيان في بيته فقال أخبرني عن رأيك فيما سمعت من محمد قال والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها وسمعت أشياء ما عرفت معناها ولا ما يراد بها قال الاخنس وانا والذى حلفت به ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل فقال ما رأيك فيما سمعت من محمد قال ماذا سمعت تنازعنا نحن وبنو عبد مناف في الشرف أطعموا فأطعمنا وحملوا فحملنا وأعطوا فاعطينا حتى إذا تجاثينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا منا نبى ياتيه الوحى من السماء فمتى ندرك هذه والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه فقام عنه الاخنس وتركه والله أعلم * قوله تعالى (وقالوا أئذا كنا عظاما) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ورفاتا قال غبارا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ورفاتا قال ترابا وفى قوله قل كونوا حجارة وحديدا قال ما شئتم فكونوا فسيعيدكم الله كما كنتم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عمر رضى الله عنهما في قوله أو خلقا مما يكبر في صدوركم قال الموت قال لو كنتم موتى لاحييتكم * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير والحاكم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أو خلقا مما يكبر في صدوركم قال الموت * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن الحسن رضى الله عنه مثله * وأخرج عبد الله بن أحمد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله أو خلق مما يكبر في صدوركم قال هو الموت ليس شئ أكبر في نفس ابن آدم من الموت فكونوا الموت ان استطعتم فان الموت سيموت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فسينغضون اليك رؤسهم قال يحركون رؤسهم استهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما أن نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله تعالى فسينغضون اليك رؤسهم قال يحركون رؤسهم استهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر وهو يقول
[ 188 ]
اتنغض لى يوم الفخار وقد ترى * خيولا عليها كالاسود ضواريا * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ويقولون متى هو قال الاعادة والله تعالى أعلم * قوله تعالى (يوم يدعوكم) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فتستجيبون بحمده قال بامره * واخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله فتستجيبون بحمده قال يخرجون من قبورهم وهم يقولون سبحانك اللهم وبحمدك * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده أي بمعرفته وطاعته وتظنون ان لبثتم الا قليلا أي في الدنيا تحاقرت الاعمار في أنفسهم وقلت حين عاينوا يوم القيامة * وأخرج الحكيم الترمذي وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه وأبو يعلى والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس على أهل لا اله الا الله وحشة في قبورهم ولا في منشرهم وكأني باهل لا اله الا الله ينفضون التراب عن رؤسهم ويقولون الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس على أهل لا اله الا الله وحشة عند الموت ولا في القبور ولا في الحشر كأنى باهل لا اله الا الله قد خرجوا من قبورهم ينفضون رؤسهم من التراب يقولون الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن * وأخرج الخطيب في التاريخ عن موسى بن هرون الحمال قال حدثنا محمد بن أحمد بن ابراهيم الموصلي رضى الله عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت يا رسول الله ان يحيى الحمانى حدثنا عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن ابيه عن ابن عمر عنك صلى الله عليك أنك قلت ليس على أهل لا اله الا الله وحشة في قبورهم ولا في منشرهم وكانى باهل لا اله الا الله ينفضون التراب عن رؤسهم ويقولون الحمد لله الذى اذهب عنا الحزن فقال صدق الحمانى * قوله تعالى (وقل لعبادي يقولوا التى هي أحسن) * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن سيرين رضى الله عنه في قوله وقل لعبادي يقولوا التى هي أحسن قال لا اله الا الله * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله وقل لعبادي يقولوا التى هي أحسن قال يعفوا عن السيئة * وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله وقل لعبادي يقولوا التى هي أحسن قال لا يقول له مثل ما يقول بل يقول له يرحمك الله يغفر الله لك * قوله تعالى (ان الشيطان ينزغ بينهم) * أخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه قال نزع الشيطان تحريشه * وأخرج البخاري ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشيرن أحدكم إلى أخيه بالسلاح فانه لا يدرى أحدكم لعل الشيطان ينزغ في يده فيقع في حفرة من نار * قوله تعالى (ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا) * أخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا قال عادوه فانه يحق على كل مسلم عداوته وعداوته أنه تعاديه بطاعة الله * قوله تعالى (ربكم أعلم بكم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ربكم أعلم بكم ان يشأ يرحمكم قال فتؤمنوا وان يشأ يعذبكم فتموتوا على الشرك كما أنتم * قوله تعالى (ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض قال اتخذ الله ابراهيم خليلا وكلم موسى تكليما وجعل عيسى كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فكان وهو عبد الله ورسوله من كلمة الله وروحه وآتى سليمان ملكا عظيما لا ينبغى لاحد من بعده وآتى داود زبورا وغفر لمحمد صلى الله عليه وسلم ما تقدم من ذنبه وما تأخر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله لقد فضلنا بعض النبيين على بعض قال كلم الله موسى وأرسل محمدا إلى الناس كافة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وآتينا داود زبورا قال كنا نحدث انه دعاء علمه داود وتحميد أو تمجيد الله عزوجل ليس فيه حلال ولا حرام ولا فرائض ولا حدود * وأخرج ابن ابى حاتم عن الربيع بن أنس رضى الله عنه قال الزبور ثناء على الله ودعاء وتسبيح * وأخرج أحمد في الزهد عن عبد الرحمن بن مردويه قال في زبور آل داود ثلاثة أحرف طوبى لرجل لا يسلك سبيل الخطائين وطوبى لمن لم ياتمر بامر الظالمين وطوبى لمن لم يجالس البطالين * وأخرج أحمد في الزهد عن وهب بن منبه رضى الله عنه قال في أول شئ من مزامير داود عليه السلام طوبى لرجل لا يسلك طريق
[ 189 ]
الخطائين ولم يجالس البطالين ويستقيم على عبادة ربه عزوجل فمثله كمثل شجرة نابتة على ساقية لا يزال فيها الماء يفضل ثمرها في زمان الثمار ولا تزال خضراء في غير زمان الثمار * واخرج أحمد عن مالك بن دينار رضى الله عنه قال قرأت في بعض زبور داود عليه السلام تساقطت القرى وأبطل ذكرهم وأنا دائم الدهر مقعد كرسى للقضاء وأخرج أحمد عن وهب رضى الله عنه قال وجدت في كتاب داود عليه السلام ان الله تبارك وتعالى يقول بعزتي وجلالى انه من أهان لى وليا فقد بارزنى بالمحاربة وما ترددت عن شئ أريد ترددي عن موت المؤمن قد علمت انه يكره الموت ولابد له منه وأنا أكره ان أسوءه قال وقرأت في كتاب آخر ان الله تبارك وتعالى يقول كفانى لعبدي مالا إذا كان عبدى في طاعتي أعطيته قبل ان يسالنى واستجبت له من قبل ان يدعوني فانى أعلم بحاجته التى ترفق به من نفسه قال وقرأت في كتاب آخر ان الله عزوجل يقول بعزتي انه من اعتصم بى وان كادته السموات بمن فيهن والارضون بمن فيهن فانى أجعل له من بين ذلك مخرجا ومن لم يعتصم بى فانى أقطع يديه من أسباب السماء وأخسف به من تحت قدميه الارض فاجعله في الهواء ثم أكله إلى نفسه * وأخرج أحمد عن وهب بن منبه رضى الله عنه قال في حكمة آل داود وحق على العاقل ان لا يشتغل عن أربع ساعات ساعة يناجى ربه وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يفضى فيها إلى اخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه وساعة يخلى بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل فان هذه الساعات عون على هذه الساعات واجماع للقلوب وحق على العاقل ان يكون عارفا بزمانه حافظا للسانه مقبلا عن شأنه وحق على العاقل ان لا يظعن الا في احدى ثلاثا زاد لمعاد أو مرمة لمعاش أو لذة في غير محرم * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن خالد الربعي رضى الله عنه قال وجدت فاتحة الزبور الذى يقال له زبور داود عليه السلام ان رأس الحكمة خشية الله تعالى * وأخرج أحمد عن أيوب الفلسطيني رضى الله عنه قال مكتوب في مزامير داود عليه السلام أتدرى لمن أغفر له قال لمن يا رب قال للذى إذا أذنب ذنبا ارتعدت لذلك مفاصله فذلك الذى آمر ملائكتي ان لا يكتبوا عليه ذلك الذنب * وأخرج أحمد عن مالك بن دينار رضى الله عنه قال مكتوب في الزبور بطلت الامانة والرجل مع صاحبه بشفتين مختلفتين يهلك الله عزوجل كل ذى شفتين مختلفتين قال ومكتوب في الزبور بنار المنافق تحترق المدينة * وأخرج أحمد عن مالك بن دينار رضى الله عنه قال مكتوب في الزبور وهو أول الزبور طوبى لمن لم يسلك سبيل الاثمة ولم يجالس الخطائين ولم يفئ في هم المستهزئين ولكن همه سنة الله عزوجل واياها يتعلم بالليل والنهار مثله مثل شجرة تنبت على شط تؤتى ثمرتها في حينها ولا يتناثر من ورقها شئ وكل عمله بامرى ليس ذلك مثل عمل المنافقين * وأخرج أحمد عن مالك بن دينار رضى الله عنه قال قرأت في الزبور بكبر المنافق يحترق المسكين * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن وهب بن منبه رضى الله عنه قال قرأت في آخر زبور داود عليه الصلاة والسلام ثلاثين سطرا يا داود هل تدرى أي المؤمنين أحب إلى ان أطيل حياته الذى إذا قال لا اله الا الله اقشعر جلده وانى أكره لذلك الموت كما تكره الوالدة لولدها ولابد له منه انى اريد ان أسره في دار سوى هذه الدار فان نعيمها بلاء ورخاءها شدة فيها عد ولا يالوهم خبالا يجرى منهم مجرى الدم من أجل ذلك عجلت أوليائي إلى الجنة * وأخرج ابن أبى شيبة عن مالك بن مغول قال في زبور داود مكتوب انى أنا الله لا اله الا أنا ملك الملوك قلوب الملوك بيدى فايما قوم كانوا على طاعة جعلت الملوك عليهم رحمة وايما قوم كانوا على معصية جعلت الملوك عليهم نقمة لا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك ولا تتوبوا إليهم توبوا إلى أعطف قلوبهم عليكم * قوله تعالى (قل ادعوا الذين زعمتم من دونه) الآيتين * أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة والبخاري والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله قل ادعوا الذين زعتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا قال كان نفر من الانس يعبدون نفرا من الجن فاسلم النفر من الجن وتمسك الانسيون بعبادتهم فانزل الله اولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة كلاهما بالياء * وأخرج ابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن مسعود رضى الله عنه قال نزلت هذه الآية في نفر من العرب كانوا يعبدون نفرا من الجن فاسلم الجنيون والنفر من العرب لا يشعرون ذلك * وأخرج ابن جرير عن ابن
[ 190 ]
مسعود رضى الله عنه قال كان قبائل من العرب يعبدون صنفا من الملائكة يقال لهم الجن ويقولون هم بنات الله فانزل الله أولئك الذين يدعون الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في الآية قال كان أهل الشرك يعبدون الملائكة والمسيح وعزيرا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فلا يملكون كشف الضر عنكم قال عيسى وأمه وعزيز * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أولئك الذين يدعون قال هم عيسى وعزيز والشمس والقمر * وأخرج الترمذي وابن مردويه واللفظ له عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلوا الله لى الوسيلة قالوا وما الوسيلة قال القرب من الله ثم قرأ يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب * قوله تعالى (وان من قرية) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة قال مبيدوها أو معذبوها قال بالقتل والبلاء كل قرية في الارض سيصيبها بعض هذا * وأخرج ابن جرير من طريق سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله رضى الله عنه قال إذا ظهر الزنا والربا في قرية أذن الله في هلاكها * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابراهيم التيمى في قوله كان ذلك في الكتاب مسطورا قال في اللوح المحفوظ * قوله تعالى (وما منعنا أن نرسل بالآيات) الآية * أخرج أحمد والنسائي والبزار وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة عن ابن عباس رضى الله عنهما قال سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعل لهم الصفا ذهبا وان ينحى عنهم الجبال فيزرعون فقيل له ان شئت ان تتأنى بهم وان شئت ان نؤتيهم الذى سالوا فان كفروا أهلكوا كما أهلكت من قبلهم من الامم قال لا بل استانى بهم فانزل الله وما منعنا ان نرسل بالآيات الا ان كذب بها الاولون * وأخرج أحمد والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قالت قريش للنبى صلى الله عليه وسلم ادع لنا ربك ان يجعل لنا الصفا ذهبا ونؤمن لك قال وتفعلون قالوا نعم فدعا فاتاه جبريل عليه السلام فقال ان ربك يقرئك السلام ويقول لك ان شئت أصبح الصفا لهم ذهبا فمن كفر منهم بعد ذلك عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين وان شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة قال باب التوبة والرحمة * وأخرج البيهقى في الدلائل عن الربيع بن أنس رضى الله عنه قال قال الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم لو جئتنا بآية كما جاء بها صالح والنبيون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان شئتم دعوت الله فانزلها عليكم وان عصيتم هلكتم فقالوا لا نريدها * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال قال أهل مكة للنبى صلى الله عليه وسلم ان كان ما تقول حقا ويسرك ان نؤمن فحول لنا الصفا ذهبا فاتاه جبريل فقال ان شئت كان الذى سالك قومك ولكنه ان كان ثم لم يؤمنوا لم ينظروا وان شئت استانيت بقومك قال بل استانى بقومي فانزل الله وما منعنا أن نرسل بالآيات الا ان كذب بها الاولون وأنزل الله ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون * وأخرج ابن جرير عن الحسن رضى الله عنه في قوله وما منعنا أن نرسل بالآيات الا ان كذب بها الاولون قال رحمة لكم أيتها الامة قال انا لو أرسلنا بالآيات فكذبتم بها أصابكم ما أصاب من قبلكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في الآية قال لم تؤت قرية بآية فكذبوا بها الا عذبوا وفى قوله وآتينا ثمود الناقة مبصرة قال آية * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وما نرسل بالآيات الا تخويفا قال الموت * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد في الزهد وابن أبى الدنيا في ذكر الموت وابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه في قوله وما نرسل بالآيات الا تخويفا قال الموت الذريع * وأخرج ابن أبى داود في البعث عن قتادة رضى الله عنه في قوله وما نرسل بالآيات تخويفا قال الموت من ذلك * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله وما نرسل بالآيات الا تخويفا قال ان الله يخوف الناس بما شاء من آياته لعلهم يعتبون أو يذكرون أو يرجعون ذكر لنا ان الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود رضى الله عنه فقال يا أيها الناس ان ربكم يستعتبكم فاعتبوه * قوله تعالى (واذ قلنا لك ان ربك أحاط بالناس) * أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله واذ قلنا لك ان ربك أحاط بالناس قال
[ 191 ]
عصمك من الناس * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ان ربك أحاط بالناس قال فهم في قبضته * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله انه ربك أحاط بالناس قال أحاط بهم فهو مانعك منهم وعاصمك حتى تبلغ رسالته * قوله تعالى (وما جعلنا الرؤيا التى أريناك الا فتنة للناس) * أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وأحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وجعلنا الرؤيا التى أريناك الا فتنة للناس قال هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به إلى بيت المقدس وليست برؤيا منام والشجرة الملعونة في القرآن قال هي شجرة الزقوم * وأخرج سعيد ابن منصور عن أبى مالك رضى الله عنه في قوله وما جعلنا الرؤيا التى أريناك قال ما أرى في طريقه إلى بيت المقدس * وأخرج ابن سعد وأبو يعلى وابن عساكر عن أم هانئ رضى الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى به أصبح يحدث نفرا من قريش وهم يستهزؤن به فطلبوا منه آية فوصف لهم بيت المقدس وذكر لهم قصة العير فقال الوليد بن المغيرة هذا ساحر فانزل الله تعالى وما جعلنا لرؤيا التى أريناك الا فتنة للناس * وأخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح يحدث بذلك فكذب به أناس فانزل الله فيمن ارتد وما جعلنا الرؤيا التى أريناك الا فتنة للناس * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في الآية قال هو ما رأى في بيت المقدس ليلة أسرى به * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه وما جعلنا الرؤيا التى أريناك الا فتنة للناس يقول أراه من الآيات والعبر في مسيره إلى بيت المقدس ذكر لنا ان ناسا ارتدوا بعد اسلامهم حين حدثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمسيره أنكروا ذلك وكذبوا به وعجبوا منه وقالوا أتحدثنا انك سرت مسيرة شهرين في ليلة واحدة * وأخرج ابن جرير عن سهل بن سعد رضى الله عنه قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى فلان ينزون على منبره نزو القردة فساءه ذلك فما استجمع ضاحكا حتى مات وأنزل الله وما جعلنا الرؤيا التى أريناك الا فتنة للناس * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عمر رضى الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت ولد الحكم بن أبى العاص على المنابر كأنهم القردة وأنزل الله في ذلك وما جعلنا الرؤيا التى أريناك الا فتنة للناس والشجرة الملعونة يعنى الحكم وولده * وأخرج ابن أبى حاتم عن يعلى بن مرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أريت بنى أمية على منابر الارض وسيتملكونكم فتجدونهم أرباب سوء واهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك فانزل الله وما جعلنا الرؤيا التى أريناك الا فتنة للناس * وأخرج ابن مردويه عن الحسين بن على رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح وهو مهموم فقيل مالك يا رسول الله فقال انى أريت في المنام كان بنى أمية يتعاورون منبرى هذا فقيل يا رسول الله لا تهتم فانها دنيا تنالهم فانزل الله وما جعلنا الرؤيا التى أريناك الا فتنة للناس * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن سعيد بن المسيب رضى الله عنه قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى أمية على المنابر فساءه ذلك فأوحى الله إليه انما هي دنيا أعطوها فقرت عينه وهى قوله وما جعلنا الرؤيا التى أريناك الا فتنة للناس يعنى بلاء للناس * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها انها قالت لمروان بن الحكم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لابيك وجدك انكم الشجرة الملعونة في القرآن * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وما جعلنا الرؤيا التى أريناك الآية قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرى انه دخل مكة هو وأصحابه وهو يومئذ بالمدينة فسار إلى مكة قبل الاجل فرده المشركون فقال اناس قد رد وقد كان حدثنا انه سيدخلها فكانت رجعته فتنتهم * وأخرج ابن اسحق وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال أبو جهل لما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم شجرة الزقوم تخويفا لهم يا معشر قريش هل تدرون ما شجرة الزقوم التى يخوفكم بها محمد قالوا لا قال عجوة يثرب بالزبد والله لئن استمكنا منها لنتزقمنها تزقما فانزل الله ان شجرة الزقوم طعام الاثيم وانزل الله والشجرة الملعونة في القرآن لآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وعن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله والشجرة الملعونة في القرآن قال هي شجرة
[ 192 ]
الزقوم خوفوا بها قال أبو جهل أيخوفني ابن أبى كبشة بشجرة الزقوم ثم دعا بتمر وزبد فجعل يقول زقمونى فانزل الله تعالى طلعها كانه رؤس الشياطين وأنزل الله ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله والشجرة الملعونة قال ملعونة لان طلعها كانه رؤس الشياطين وهم ملعونون * واخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وتخوفهم قال أبو جهل بشجرة الزقوم فما يزيدهم قال ما يزيد أبا جهل الا طغيانا كبيرا * قوله تعالى (واذ قلنا للملائكة) الآيات * اخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في الآية قال حسد ابليس آدم عليه السلام على ما أعطاه الله من الكرامة وقال انا نارى وهذا طيني فكان بدء الذنوب الكبر * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال ابليس ان آدم خلق من تراب ومن طين خلق ضعيفا وانى خلقت من نار والنار تحرق كل شئ لاحتنكن ذريته الا قليلا فصدق ظنه عليهم * واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لاحتنكن قال لاستولين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله لاحتنكن ذريته قال لاحتوينهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله لاحتنكن ذريته يقول لاضلنهم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله جزاء موفورا قال وافرا * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله فان جهنم جزاؤكم جزاء موفورا يقول يوفر عذابها للكافر فلا يدخر عنهم منها شئ * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله واستفزز من استطعت منهم بصوتك قال صوته كل داع دعا إلى معصية الله واجلب عليهم بخيلك قال كل راكب في معصية الله وشاركهم في الاموال قال كل مال في معصية الله والاولاد قال ما قتلوا من أولادهم وأتوا فيهم الحرام * وأخرج الفريابى وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد قال كل خيل تسير في معصية الله وكل رجل يمشى في معصية الله وكل مال أخذ بغير حقه وكل ولد زنا * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى الدنيا في ذم الملاهي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله واستفزز من استطعت منهم بصوتك قال استزل من استطعت منهم بالغناء والمزامير واللهو والباطل واجلب عليهم بخيلك ورجلك قال كل راكب وماش في معاصي الله وشاركهم في الاموال قال كل مال أخذ بغير بطاعة الله تعالى وأنفق في غير حقه والاولاد أولاد الزنا * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وشاركهم في الاموال والاولاد قال الاموال ما كانوا يحرمون من انعامهم والاولاد أولاد الزنا * واخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في الآية قال مشاركته في الاموال جعلوا البحيرة والسائبة والوصيلة لغير الله ومشاركته اياهم في الاولاد سموا عبد الحارث وعبد شمس * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه رفعه قال قال ابليس يا رب انك لعنتنى واخرجتني من الجنة من أجل آدم وانى لا أستطيعه الا بك قال فانت المسلط قال أي رب زدنى قال اجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد * وأخرج البيهقى في شعب الايمان وابن عساكر عن ثابت رضى الله عنه قال بلغنا ان ابليس قال يا رب انك خلقت آدم وجعلت بينى وبينه عداوة فسلطني قال صدورهم مساكن لك قال رب زدنى قال لا يولد لآدم ولد الا ولد لك عشرة قال رب زدنى قال تجرى منهم مجرى الدم قال رب زدنى قال اجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد فشكا آدم عليه السلام ابليس إلى ربه قال يا رب انك خلقت ابليس وجعلت بينى وبينه عداوة وبغضا وسلطته على وأنا لا أطيقه الا بك قال لا يولد لك ولدا الا وكلت به ملكين يحفظانه من قرناء السوء قال رب زدنى قال الحسنة بعشر أمثالها قال رب زدنى قال لا أحجب عن أحد من ولدك التوبة ما لم يغرغر والله أعلم * قوله تعالى (ان عبادي) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ان عبادي ليس لك عليهم سلطان قال عبادي الذين قضيت لهم بالجنة ليس لك عليهم ان يذنبوا ذنبا الا أغفر لهم * قوله تعالى (ربكم الذى يزجى لكم) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يزجى قال يجرى * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر
[ 193 ]
وابن أبى حاتم عن عطاء الخراساني رضى الله عنه في قوله يزجى لكم الفلك قال يسيرها في البحر * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء الخراساني رضى الله عنه قال الفلك السفن * وأخرج ابن أبى حاتم عن الاوزاعي رضى الله عنه في قوله انه كان بكم رحيما قال نزلت في المشركين * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أو يرسل عليكم حاصبا قال مطر الحجارة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله أو يرسل عليكم خاصبا قال حجارة من السماء ثم لا تجدوا لكم وكيلا أي منعة ولا ناصرا أم أمنتم ان نعيدكم فيه تارة أخرى أي مرة أخرى في البحر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فيرسل عليكم قاصفا من الريح قال التى تغرق * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن عبد الله بن عمر رضى الله عنه قال القاصف والعاصف في البحر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله قاصفا قال عاصفا وفى قوله ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا قال نصيرا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله تبيعا قال ثائرا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا قال لا يتبعنا أحد بشئ من ذلك * قوله تعالى (ولقد كرمنا بنى آدم) الآية * أخرج الطبراني والبيهقي في شعب الايمان والخطيب في تاريخه عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من شئ أكرم على الله من بنى آدم يوم القيامة قيل يا رسول الله ولا الملائكة المقربون قال ولا الملائكة الملائكة مجبورون بمنزلة الشمس والقمر وأخرجه البيهقى من وجه آخر عن ابن عمر رضى الله عنهما موقوفا وقال هو الصحيح * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن أبى هريرة رضى الله عنه قال المؤمن أكرم على الله من ملائكته * واخرج الطبراني عن ابن عمر رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الملائكة قالت يا رب أعطيت بنى آدم الدنيا ياكلون فيها ويشربون ويلبسون ونحن نسبح بحمدك ولا ناكل ولا نشرب ولا نلهو فكما جعلت لهم الدنيا فاجعل لنا الآخرة قال لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدى كمن قلت له كن فكان * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن زيد بن أسلم مثله * وأخرج ابن عساكر من طريق عروة بن رويم قال حدثنى أنس بن مالك رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الملائكة قالوا ربنا خلقتنا وخلقت بنى آدم فجعلتهم ياكلون الطعام ويشربون الشراب ويلبسون الثياب وياتون النساء ويركبون الدواب وينامون ويستريحون ولم تجعل لنا من ذلك شيا فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة فقال الله لا أجعل من خلقته بيدى ونفخت فيه من روحي كمن قلت له كن فكان وأخرجه البيهقى في شعب الايمان عن عروة بن رويم مرسلا * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات من طريق عروة بن رويم الانصاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما خلق الله آدم وذريته قالت الملائكة يا رب خلقتهم ياكلون ويشربون وينكحون ويركبون فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة فقال الله تعالى لا أجعل من خلقته بيدى ونفخت فيه من روحي كمن قلت له كن فكان * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات من وجه آخر عن عروة بن رويم اللخمى عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه الا انه قال ويركبون الخيل ولم يذكر ونفخت فيه من روحي * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولقد كرمنا بنى آدم قال جعلناهم ياكلون بايديهم وسائر الخلق ياكلون بافواههم * وأخرج الحاكم في التاريخ والديلمي عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ولقد كرمنا بنى آدم قال الكرامة الاكل بالاصابع * وأخرج ابن أبى شيبة عن عمر رضى الله عنه قال ما من رجل يرى مبتلى فيقول الحمد لله الذى عافاني مما ابتلاك به وفضلني عليك وعلى كثير من خلقه تفضيلا الا عافاه الله من ذلك البلاء كائنا ما كان * وأخرج أبو نعيم والبيهقي في الدلائل عن عمر رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله خلق السموات سبعا فاختار العليا منها فاسكنها من شاء من خلقه ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بنى آدم واختار من بنى آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من قريش بنى هاشم واختارني من بنى هاشم فانا من خيار الاخيار * قوله تعالى (يوم ندعو كل اناس بامامهم) * أخرج ابن أبى
[ 194 ]
شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يوم ندعو كل اناس بامامهم قال امام هدى وامام ضلالة * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه والخطيب في تاريخه عن أنس رضى الله عنه في قوله يوم ندعو كل اناس بامامهم قال بنبيهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه مثله * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يوم ندعو كل اناس بامامهم قال بكتاب أعمالهم * وأخرج ابن مردويه عن على رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ندعو كل اناس بامامهم قال يدعى كل قوم بامام زمانهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم * وأخرج الترمذي وحسنه والبزار وابن أبى حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله يوم ندعو كل اناس بامامهم قال يدعى أحدهم فيعطى كتابه بيمينه ويمد له في جسمه ستين ذراعا ويبيض وجهه ويجعل على رأسه تاج من نور يتلالا فينطلق إلى أصحابه فيرونه من بعيد فيقولون اللهم ائتنا بهذا وبارك لنا في هذا حتى ياتيهم فيقول ابشروا لكل رجل منكم مثل هذا واما الكافر فيسود وجهه ويمد له في جسمه ستين ذراعا على صورة آدم ويلبس تاجا من نار فيراه أصحابه فيقولون نعوذ بالله من شر هذا اللهم لا تاتنا بهذا قال فيأتيهم فيقولون ربنا أخره فيقول أبعدكم الله فان لكل رجل منكم مثل هذا * وأخرج الفريابى وابن أبى حاتم عن عكرمة قال جاء نفر من أهل اليمن إلى ابن عباس فسأله رجل أرأيت قوله تعالى ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى فقال ابن عباس رضى الله عنهما لم تصب المسألة اقرأ ما قبلها ربكم الذى يزجى لكم الفلك في البحر حتى بلغ وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا فقال ابن عباس رضى الله عنهما فمن كان أعمى عن هذا النعيم الذى قد رأى وعاين فهو في أمر الآخرة التى تر ولم تعاين أعمى وأضل سبيلا * وأخرج ابن أبى حاتم وابو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضى الله عنهما ومن كان في الدنيا أعمى عما يرى من قدرتي من خلق السماء والارض والجبال والبحار والناس والدواب وأشباه هذا فهو عما وصفت له في الآخرة ولم يره أعمى واضل سبيلا يقول أبعد حجة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس من عمى عن قدرة الله في الدنيا فهو في الآخرة اعمى * واخرج أبو الشيخ في العظمة عن قتادة في الآية قال من عمى عما يراه من الشمس والقمر والليل والنهار وما يرى من الآيات ولم يصدق بها فهو عما غاب عنه من آيات الله أعمى وأضل سبيلا * قوله تعالى (وان كادوا ليفتنونك) الآية * أخرج ابن اسحق وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال ان أمية بن خلف وأبا جهل بن هشام ورجالا من قريش أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا تعال فاستلم آلهتنا وندخل معك في دينك وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه فراق قومه ويحب اسلامهم فرق لهم فانزل الله وان كادوا ليفتنونك إلى قوله نصيرا * وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبى عن باذان عن جابر ابن عبد الله مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلم الحجر فقالوا لا ندعك تستلمه حتى تستلم آلهتنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما على لو فعلت والله يعلم منى خلافه فانزل الله وان كادوا ليفتنونك إلى قوله نصيرا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن شهاب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طاف يقول له المشركون استلم آلهتنا كى لا نضرك فكاد يفعل فانزل الله وان كادوا ليفتنونك الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن جبير بن نفير رضى الله عنه ان قريشا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له ان كنت أرسلت الينا فاطرد الذين اتبعوك من سقاط الناس ومواليهم لنكون نحن أصحابك فركن إليهم فأوحى الله إليه وان كادوا ليفتنونك الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن كعب القرظى رضى الله عنه قال انزل الله والنجم إذا هوى فقرأ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية أفرأيتم اللات والعزى فالقى عليه الشيطان كلمتين تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجي فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم ما بقى من السورة وسجد فانزل الله وان كادوا ليفتنونك عن الذى أوحينا اليك الآية فما زال مغموما مهموما حتى أنزل الله تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى الآية * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما أن ثقيفا قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم أجلنا سنة حتى نهدى لآلهتنا فإذا قبضنا الذى يهدى للآلهة أحرزناه ثم أسلمنا وكسرنا الآلهة فهم أن يؤجلهم فنزلت وان كادوا ليفتنونك الآية * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله
[ 195 ]
ضعف الحياة وضعف الممات يعنى ضعف عذاب الدنيا والآخرة * وأخرج البيهقى في كتاب عذاب القبر عن الحسن رضى الله عنه في قوله ضعف الحياة قال هو عذاب القبر * وأخرج البيهقى عن عطاء رضى الله عنه في قوله وضعف الممات قال عذاب القبر * قوله تعالى (وان كادوا ليستفزونك) الآيتين * أخرج ابن أبى حاتم عن سعيد ابن جبير رضى الله عنه قال قال المشركون للنبى صلى الله عليه وسلم كانت الانبياء عليهم الصلاة والسلام يسكنون الشام فمالك والمدينة فهم ان يشخص فانزل الله تعالى وان كادوا ليستفزونك من الارض الآية * وأخرج ابن جرير عن حضرمى رضى الله عنه أنه بلغه أن بعض اليهود قال للنبى صلى الله عليه وسلم ان أرض الانبياء أرض الشام وان هذه ليست بارض الانبياء فانزل الله تعالى وان كادوا ليستفزونك الآية * وأخرج ابن ابى حاتم والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن عبد الرحمن بن غنم رضى الله عنه أن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ان كنت نبيا فالحق بالشام فان الشام أرض المحشر وأرض الانبياء عليهم الصلاة والسلام فصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قالوا فغزا غزوة تبوك لا يريد الا الشام فلما بلغ تبوك أنزل الله عليه آيات من سورة بنى اسرائيل بعد ما ختمت السورة وان كادوا ليستفزونك من الارض إلى قوله تحويلا فأمره بالرجوع إلى المدينة وقال فيها محياك وفيها مماتك وفهيا نبعث وقال له جبريل عليه السلام سل ربك فان لكل بنى مسألة فقال ما تأمرني أن أسال قال قل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجنى مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا فهؤلاء نزلن عليه في رجعته من تبوك * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وان كادوا ليستفزنك من الارض قال هم أهل مكة باخراج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة وقد فعلوا بعد ذلك فاهلكهم الله تعالى يوم بدر ولم يلبثوا بعده الا قليلا حتى أهلكهم الله يوم بدر وكذلك كانت سنة الله تعالى في الرسل عليهم الصلاة والسلام إذا فعل بهم قومهم مثل ذلك * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وإذا لا يلبسون خلفك الا قليلا قال يعنى بالقليل يوم أخذهم ببدر فكان ذلك هو القليل الذى كان كثيرا بعده * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال القليل ثمانية عشر شهرا * قوله تعالى (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) * أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه من طرق عن ابن مسعود رضى الله عنه قال دلوك الشمس غروبها تقول العرب إذا غربت الشمس دلكت الشمس * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن على رضى الله عنه قال دلوكها غروبها * وأخرج ابن مردويه عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله أقم الصلاة لدلوك الشمس قال لزوال الشمس * واخرج البزار وأبو الشيخ وابن مردويه والديلمي بسند ضعيف عن ابن عمر رضى الله عنهما قال دلوك الشمس زوالها * وأخرج عبد الرزاق عن ابن عمر رضى الله عنهما قال دلوك الشمس زياغها بعد نصف النهار * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال دلوكها زوالها * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لدلوك الشمس قال إذا فاء الفئ * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتانى جبريل عليه السلام لدلوك الشمس حين زالت فصلى بى الظهر * وأخرج ابن جرير عن أبى برزة الاسلمي رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى الظهر إذا زالت الشمس ثم تلا أقم الصلاة لدلوك الشمس * وأخرج ابن سعد وابن أبى شيبة وابن مردويه عن مجاهد رضى الله عنه قال كنت أقود مولاى قيس بن السائب فيقول لى أدلكت الشمس فإذا قلت نعم صلى الظهر * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضى الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى الظهر عند دلوك الشمس * وأخرج الطبراني عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله إلى غسق الليل قال العشاء الآخرة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال غسق الليل اجتماع الليل وظلمته * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود رضى الله عنه قال غسق الليل بدو الليل * وأخرج ابن الانباري في الوقف عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله إلى غسق الليل قال ما الغسق دخول الليل بظلمته قال فيه زهير بن أبى سلمى
[ 196 ]
ظلت تجوب يداها وهى لاهية * حتى إذا جنح الاظلام في الغسق * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد رضى الله عنه قال دلوك الشمس حين تزيغ وغسق الليل غروب الشمس * وأخرج عبد الرزاق عن أبى هريرة رضى الله عنه قال دلوك الشمس إذا زالت عن بطن السماء وغسق الليل غروب الشمس والله سبحانه أعلم * قوله تعالى (وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وقرآن الفجر قال صلاة الصبح * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وقرآن الفجر قال صلاة الفجر * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى حاتم عن عطاء رضى الله عنه في قوله ان قرآن الفجر كان مشهودا قال تشهده الملائكة والجن * وأخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبى هريرة رضى الله عنه في قوله وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا قال تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار تجتمع فيها * وأخرج عبد الرزاق والبخاري ومسلم وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر ثم يقول أبو هريرة رضى الله عنه اقرؤا ان شئتم وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن ابن مسعود رضى الله عنه قال يتدارك الحرسان من ملائكة الله تعالى حارس الليل وحارس النهار عند صلاة الصبح اقرؤا ان شئم وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا ثم قال تنزل ملائكة الليل وملائكة النهار * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قرآن الفجر كان مشهودا قال يشهده الله وملائكة الليل وملائكة النهار * وأخرج عبد الرزاق عن قتادة رضى الله عنه ان قرآن الفجر كان مشهودا قال تشهد ملائكة الليل وملائكة النهار * وأخرج ابن أبى شيبة عن القاسم عن أبيه قال دخل عبد الله بن مسعود رضى الله عنه المسجد لصلاة الفجر فإذا قوم قد أسندوا ظهورهم إلى القبلة فقال نحوا عن القبلة لا تحولوا بين الملائكة وبين صلاتها فان هاتين الركعتين صلاة الملائكة * قوله تعالى (ومن الليل فتهجد به نافلة لك) * أخرج ابن جرير وابن المنذر ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة عن علقمة والاسود رضى الله عنهما قال التهجد بعد نومة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك قال نسخ قيام الليل الا عن النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله نافلة لك يعنى خاصة للنبى صلى الله عليه وسلم أمر بقيام الليل وكتب عليه * وأخرج الطبراني في الاوسط والبيهقي في سننه عن عائشة رضى الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث هن على فرائض وهن لكم سنة الوتر والسواك وقيام الليل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر ومحمد بن نصر والبيهقي في الدلائل عن مجاهد رضى الله عنه في قوله نافلة لك قال لم تكن النافلة لاحد الا للنبى صلى الله عليه وسلم خاصة من أجل انه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فما عمل من عمل مع المكتوب فهو نافلة له سوى المكتوب من أجل انه لا يعمل ذلك في كفارة الذنوب فهى نوافل له وزيادة والناس يعملون ما سوى المكتوب في كفارة ذنوبهم فليس للناس نوافل انما هي للنبى صلى الله عليه وسلم خاصة * وأخرج ابن ابى حاتم عن قتادة رضى الله عنه مثله * وأخرج ابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه مثله * وأخرج محمد بن نصر عن الحسن رضى الله عنه في قوله ومن الليل فتهجد به نافلة لك قال لا تكون نافلة الليل الا للنبى صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم ومحمد بن نصر عن قتادة رضى الله عنه نافلة لك قال تطوعا وفضيلة لك * وأخرج أحمد وابن جرير وابن ابى حاتم والطبراني وابن مردويه عن أبى امامة رضى الله عنه في قوله نافلة لك قال كانت للنبى صلى الله عليه وسلم نافلة ولكم فضيلة وفى لفظ انما كانت النافلة خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج الطيالسي وابن نصر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان والخطيب في تاريخه عن أبى امامة رضى الله عنه انه قال إذا توضأ الرجل المسلم فاحسن الوضوء فان قعد قعد مغفورا له وان قام يصلى كانت له فضيلة قيل له نافلة قال انما النافلة للنبى صلى الله عليه وسلم
[ 197 ]
كيف يكون له نافلة وهو يسعى في الخطايا والذنوب ولكن فضيلة * قوله تعالى (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) * أخرج سعيد بن منصور والبخاري وابن جرير وابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما قال ان الناس بصيرون يوم القيامة جثاء كل أمة تتبع نبيها يقولون يا فلان اشفع لنا حتى تنتهى الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا وسئل عنه قال هو المقام الذى أشفع فيه لامتي * وأخرج ابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن أبى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المقام المحمود الشفاعة * وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا قال مقام الشفاعة * وأخرج ابن مردويه عن سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المقام المحمود فقال هو الشفاعة * وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبى حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه عن كعب بن مالك رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يبعث الناس يوم القيامة فاكون أنا وأمتى على تل ويكسوني ربى حلة خضراء ثم يؤذن لى ان أقول ما شاء الله ان أقول فذلك المقام المحمود * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طريق على بن حسين قال أخبرني رجل من أهل العلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تمد الارض يوم القيامة مد الاديم ولا يكون لبشر من بنى آدم فيها الا موضع قدمه ثم أدعى أول الناس فاخر ساجدا ثم يؤذن لى فاقول يا رب اخبرني هذا لجبريل وجبريل عن يمين الرحمن والله ما رأه جبريل قط قبلها انك أرسلته إلى وجبريل عليه السلام ساكت لا يتكلم حتى يقول الرب صدقت ثم يؤذن لى في الشفاعة فاقول أي رب عبادك عبدوك في أطراف الارض فذلك المقام المحمود * وأخرج ابن أبى شيبة والنسائي والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه والبيهقي في البعث والخطيب في المتفق والمفترق عن حذيفة رضى الله عنه قال يجمع الناس في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر حفاة عراة كما خلقوا قياما لا تكلم نفس الا باذنه ينادى يا محمد فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس اليك والمهدى من هديت وعبدك بين يديك وبك واليك لا ملجأ ولا منجا منك الا اليك تباركت وتعاليت سبحانك رب البيت فهذا المقام المحمود * وأخرج البخاري وابن جرير وابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الشمس لتدنو حتى يبلغ العرق نصف الاذن فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم عليه السلام فيقول لست بصاحب ذلك ثم موسى عليه السلام فيقول كذلك ثم محمد صلى الله عليه وسلم فيشفع فيقضى الله بين الخلائق فيمشي حتى ياخذ بحلة باب الجنة فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا يحمده أهل الجمع كلهم * وأخرج أحمد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انى لاقوم المقام المحمود قيل وما المقام المحمود قال ذلك إذا جئ بكم حفاة عراة غرلا فيكون أول من يكسى ابراهيم عليه السلام فيقول اكسوا خليلي فيؤتى بريطتين بيضاوين فيلبسهما ثم يقعد مستقبل العرش ثم أوتى بكسوة فالبسها فاقوم عن يمينه مقاما لا يقومه أحد فيغبطني به الاولون والآخرون ثم يفتح نهر من الكوثر إلى الحوض * وأخرج ابن مردويه من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل ما المقام المحمود الذى ذكر لك ربك قال يحشر الله الناس يوم القيامة عراة غرلا كهيئتكم يوم ولدتم هالهم الفزع الاكبر وكظمهم الكرب العظيم وبلغ الرشح أفواههم وبلغ بهم الجهد والشدة فاكون أول مدعى وأول معطى ثم يدعى ابراهيم عليه السلام قد كسى ثوبين أبيضين من ثياب الجنة ثم يؤمر فيجلس في قبل الكرسي ثم أقوم عن يمين العرش فما من الخلائق قائم غيرى فاتكلم فيسمعون وأشهد فيصدقون * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضى الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ عسى وان يبعثك ربك مقاما محمودا قال يجلسه على السرير * وأخرج الترمذي وحسنه وابن جرير وابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قال رسول الله
[ 198 ]
صلى الله عليه وسلم أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر وما من نبى يومئذ آدم فمن سواه الا تحت لوائى وأنا أول من تنشق عنه الارض ولا فخر فيفزع الناس ثلاث فزعات فيأتون آدم عليه السلام فيقولون انت أبونا فاشفع لنا إلى ربك فيقول انى أذنبت ذنبا أهبطت منه إلى الارض ولكن ائتوا نوحا فيأتون نوحا فيقول انى دعوت على أهل الارض دعوة فاهلكوا ولكن اذهبوا إلى ابراهيم فيأتون ابراهيم فيقول ائتوا موسى فيأتون موسى عليه الصلاة والسلام فيقول انى قتلت نفسا ولكن ائتوا عيسى فيأتون عيسى عليه السلام فيقول انى عبدت من دون الله ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فيأتوني فانطلق معهم فآخذ بحلقة باب الجنة فاقعقعها فيقال من هذا فاقول محمد فيفتحون لى ويقولون مرحبا فاخر ساجدا فيلهمني الله عزوجل من الثناء والحمد والمجد فيقال ارفع رأسك سل تعط واشفع تشفع وقل يسمع لقولك فهو المقام المحمود الذى قال الله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا * وأخرج ابن مردويه عن أبى سعيد رضى الله عنه في قوله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا قال يخرج الله قوما من النار من أهل الايمان والقبلة بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فذلك المقام المحمود * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه انه ذكر حديث الجهنميين فقيل له ما هذا الذى تحدث والله تعالى يقول انك من تدخل النار فقد أخزيته وكلما أرادوا ان يخرجوا منها أعيدوا فيها فقال هل تقرأ القرآن قال نعم قال فهل سمعت فيه بالمقام المحمود قال نعم قال فانه مقام محمد صلى الله عليه وسلم الذى يخرج الله به من يخرج * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال ياذن الله تعالى في الشفاعة فيقوم روح القدس جبريل عليه السلام ثم يقوم ابراهيم خليل الله عليه الصلاة والسلام ثم يقوم عيسى أو موسى عليهما السلام ثم يقوم نبيكم صلى الله عليه وسلم واقفا ليشفع لا يشفع أحد بعده أكثر مما شفع وهو المقام المحمود الذى قال الله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا * وأخرج ابن مردويه عن أبى سعيد رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سألتم الله فاسألوه ان يبعثنى المقام المحمود الذى وعدني * وأخرج البخاري عن جابر رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذى وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة * وأخرج ابن أبى شيبة عن سلمان رضى الله عنه قال يقال له سل تعطه يعنى النبي صلى الله عليه وسلم واشفع تشفع وادع تجب فيرفع رأسه فيقول أمتى مرتين أو ثلاثا فقال سلمان رضى الله عنه يشفع في كل من في قلبه مثقال حبة حنطة من ايمان أو مثقال شعيرة من ايمان أو مثقال حبة خردل من ايمان قال سلمان رضى الله عنه فذلكم المقام المحمود * وأخرج الديلمى عن ابن مسعود رضى الله عنه قال قيل يا رسول الله ما المقام المحمود قال ذاك يوم ينزل الله تعالى عن عرشه فيئط كما يئط الرحل الجديد من تضايقه * وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا قال يجلسه بينه وبين جبريل عليه السلام ويشفع لامته فذلك المقام المحمود * وأخرج الديلمى عن ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا قال يجلسني معه على السرير * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في قوله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا قال ذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم خير بين ان يكون عبدا نبيا أو ملكا نبيا فاوما إليه جبريل عليه السلام ان تواضع فاختار ان يكون عبدا نبيا فاعطى به نبى الله صلى الله عليه وسلم ثنتين انه أول من تنشق عنه الارض وأول شافع فكان أهل العلم يرون انه المقام المحمود * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا قال يجلسه معه على عرشه * قوله تعالى (وقل رب ادخلني مدخل صدق) الآية * أخرج أحمد والترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل والضياء في المختارة عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ثم أمر بالهجرة فانزل الله تعالى وقل رب ادخلني مدخل صدق وأخرجنى مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن قتادة رضى الله عنه في قوله وقل رب ادخلني مدخل صدق الآية قال أخرجه الله من مكة
[ 199 ]
مخرج صدق وأدخله المدينة مدخل صدق قال وعلم نبى الله صلى الله عليه وسلم انه لا طاقة له بهذا الامر الا بسلطان فسأل سلطانا نصيرا لكتاب الله تعالى وحدوده وفرائضه واقامة كتاب الله تعالى فان السلطان عزة من الله تعالى جعلها بين عباده ولولا ذلك لغار بعضهم على بعض وأكل سيدهم ضعيفهم * وأخرج الخطيب عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال والله لما يزع الله بالسلطان أعظم مما يزع بالقرآن * وأخرج الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن زيد بن أسلم رضى الله عنه في الآية قال جعل الله مدخل صدق المدينة ومخرج صدق مكة وسلطانا نصيرا الانصار * وأخرج الحاكم عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قرأ ادخلني مدخل صدق وأخرجنى مخرج صدق بفتح الميم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى اله عنهما في قوله ادخلني مدخل صدق يعنى الموت وأخرجنى مخرج صدق يعنى الحياة بعد الموت * قوله تعالى (وقل جاء الحق وزهق الباطل) الآيتين * أخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وحول البيت ستون وثلثمائة نصب فجعل بطعنها بعود في يده ويقول جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد * وأخرج ابن أبى شيبة وأبو يعلى وابن المنذر عن جابر رضى الله عنه قال دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وحول البيت ثلثمائة وستون صنما فامر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكبت لوجهها وقال جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا * وأخرج الطبراني في الصغير وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وعلى الكعبة ثلثمائة وستون صنما فشد لهم ابليس أقدامها بالرصاص فجاء ومعه قضيب فجعل يهوى به إلى كل صنم منها فيخر لوجهه فيقول جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا حتى مر عليها كلها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ان الباطل كان زهوقا قال ذاهبا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وقل جاء الحق قال القرآن وزهق الباطل قال هلك وهو الشيطان وفى قوله وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة قال الله تعالى جعل هذا القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين إذا سمعه المؤمن انتفع به وحفظه ووعاه ولا يزد الظالمين الا خسارا لا ينتفع به ولا يحفظه ولا يعيه * وأخرج ابن عساكر عن أويس القرنى رضى الله عنه قال لم يجالس هذا القرآن أحد الا قام عنه بزيادة أو نقصان قضاء من الله الذى قضى شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا * قوله تعالى (وإذا أنعمنا على الانسان) الآيتين * أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في في قوله ونأى بجانبه قال تباعد منا * واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله كان يؤسا قال قنوطا وفى قوله قل كل يعمل على شاكلته قال على ناحيته * وأخرج هناد وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه في قوله على شاكلته قال على نيته * قوله تعالى (ويسألونك عن الروح) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر والبخاري وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ويسألونك عن الروح قال يهود يسألونه * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن حبان وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن مسعود رضى الله عنه قال كنت أمشى مع النبي صلى الله عليه وسلم في حزب المدينة وهو متكئ على عسيب فمر بقوم من اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح وقال بعضهم لا تسالوه فسألوه فقالوا يا محمد ما الروح فما زال يتوكأ على العسيب وظننت انه يوحى إليه فانزل الله ويسالونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم الا قليلا * وأخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن المنذر وابن حبان وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قالت قريش لليهود اعطونا شيا نسأل هذا الرجل فقالوا سلوه عن الروح فسألوه فنزلت ويسالونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم الا قليلا قالوا أوتينا علما كثيرا أوتينا التوراة ومن أوتى التوراة فقد أوتى خيرا كثيرا فانزل الله تعالى قل لو كان
[ 200 ]
البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا * وأخرج ابن مردويه من طريق العوفى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان اليهود قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم أخبرنا ما الروح وكيف تعذب الروح التى في الجسد وانما الروح من الله ولم يكن نزل عليه فيه شئ فلم يجر إليهم شيا فاتاه جبريل عليه السلام فقال قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم الا قليلا فاخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقالوا من جاءك بهذا قال جبريل قالوا والله ما قاله لك الا عدو لنا فانزل الله تعالى قل من كان عدوا لجبريل الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري في كتاب الاضداد وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الاسماء والصفات عن على بن أبى طالب رضى الله عنه في قوله ويسالونك عن الروح قال هو ملك من الملائكة له سبعون ألف وجه لكل وجه منها سبعون ألف لسان لكل لسان منها سبعون ألف لغة يسبح الله تعالى بتلك اللغات كلها يخلق الله تعالى من كل تسبيحة ملكا يطير مع الملائكة إلى يوم القيامة * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ من طريق عطاء عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ويسالونك عن الروح قال هو ملك واحد له عشرة آلاف جناح جناحان منهما ما بين المشرق والمغرب له ألف وجه لكل وجه لسان وعينان وشفتان يسبحان الله تعالى إلى يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الروح أمر من أمر الله وخلق من خلق الله وصورهم على صور بنى آدم وما ينزل من السماء ملك الا ومعه واحد من الروح ثم تلا يوم يقوم الروح والملائكة صفا * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن عكرمة رضى الله عنه قال سئل ابن عباس رضى الله عنهما عن قوله ويسالونك عن الروح قل الروح من أمر ربى لا تنال هذه المنزلة فلا تزيدوا عليها قولوا كما قال الله وعلم نبيه صلى الله عليه وسلم وما أوتيتم من العلم الا قليلا * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن عبد الله بن بريدة رضى الله عنه قال لقد قبض النبي صلى الله عليه وسلم وما يعلم الروح * وأخرج ابن أبى حاتم عن يزيد ابن زياد انه بلغه ان رجلين اختلفا في هذه الآية وما أوتيتم من العلم الا قليلا فقال أحدهما انما أريد بها أهل الكتاب وقال الآخر بل انه محمد صلى الله عليه وسلم فانطلق أحدهما إلى ابن مسعود رضى الله عنه فسأله فقال ألست تقرأ سورة البقرة فقال بلى فقال وأى العلم ليس في سورة البقرة انما أريد بها أهل الكتاب * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ويسالونك عن الروح قال الروح ملك * وأخرج ابن عساكر عن عبد الرحمن بن عبد الله ابن أم الحكم الثقفى رضى الله عنه قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض سكك المدينة إذ عرض اليهود فقالوا يا محمد ما الروح وبيده عسيب نخل فاعتمد عليه ورفع رأسه إلى السماء ثم قال ويسئلونك عن الورح إلى قوله قليلا قال ابن عساكر عن عبد الرحمن بن عبد الله ابن ام الحكم قيل ان له صحبة * وأخرج ابن الانباري في كتاب الاضداد عن مجاهد رضى الله عنه قال الروح خلق مع الملائكة لا يراهم الملائكة كما لا ترون أنتم الملائكة والروح حرف استاثر الله تعالى بعلمه ولم يطلع عليه أحدا من خلقه وهو قوله تعالى ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربى * وأخرج أبو الشيخ عن سلمان رضى الله عنه قال الانس والجن عشرة أجزاء فالانس جزء والجن تسعة أجزاء والملائكة والجن عشرة اجزاء فالجن من ذلك جزء والملائكة تسعة والملائكة والروح عشرة أجزاء فالملائكة من ذلك جزء والروح تسعة أجزاء والروح والكروبيون عشرة أجزاء فالروح من ذلك جزء والكروبيون تسعة أجزاء * وأخرج ابن اسحق وابن جرير عن عطاء بن يسار قال نزلت بمكة وما أوتيتم من العلم الا قليلا فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أتاه أحبار يهود فقالوا يا محمد ألم يبلغنا انك تقول وما أوتيتم من العلم الا قليلا أفعنيتنا أم قومك قال كلا قد عنيت قالوا فانك تتلو أنا أوتينا التوراة وفيها تبيان كل شئ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي في علم الله قليل وقد آتاكم الله ما عملتم به انتفعتم فانزل الله ولو ان ما في الارض من شجرة أقلام إلى قوله ان الله سميع بصير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله وما أوتيتم من العلم قال يا محمد والناس أجمعون * وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله وما أوتيتم من العلم الا قليلا يعنى اليهود * قوله تعالى (ولئن شئنا لنذهبن) الآية * أخرج الحكيم الترمذي عن ابن عباس قال لما قدم وفد اليمن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أبيت اللعن فقال رسول الله صلى الله
[ 201 ]
عليه وسلم سبحان الله انما يقال هذا للملك ولست ملكا أنا محمد بن عبد الله فقالوا انا لا ندعوك باسمك قال فانا أبو القاسم فقالوا يا أبا القاسم انا قد خبانا لك خبيأ فقال سبحان الله انما يفعل هذا بالكاهن والكاهن والمتكهن والكهانة في النار فقال له أحدهم فمن يشهد لك انك رسول الله فضرب بيده إلى حفنة حصا فاخذها فقال هذا يشهد انى رسول الله فسبحن في يده فقلن نشهد انك رسول الله فقالوا له أسمعنا بعض ما أنزل عليك فقرأ والصافات صفا حتى انتهى إلى قوله فاتبعه شهاب ثاقب فانه لساكن ما ينبض منه عرق وان دموعه لتسبقه إلى لحيته فقالوا له انا نراك تبكى أمن خوف الذى بعثك تبكى قال بل من خوف الذى بعثنى أبكى انه بعثنى على طريق مثل حد السيف ان زغت عنه هلكت ثم قرأ ولئن شئنا لنذهبن بالذى أوحينا اليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال ان هذا القرآن سيرفع قبل كيف يرفع وقد أثبته الله في قلوبنا وأثبتناه في المصاحف قال يسرى عليه في ليلة واحدة فلا يترك منه آية في قلب ولا مصحف الا رفعت فتصبحون وليس فيكم منه شئ ثم قرأ ولئن شئنا لنذهبن بالذى أوحينا اليك * وأخرج ابن أبى داود في المصاحف عن ابن مسعود رضى الله عنه قال ليسرين على القرآن في ليلة فلا يترك آية في مصحف أحد الا رفعت * وأخرج الطبراني عن ابن مسعود رضى الله عنه قال يسرى على القرآن ليلا فيذهب به من أجواف الرجال فلا يبقى في الارض منه شئ * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن ابن مسعود رضى الله عنه قال اقرؤا القرآن قبل ان يرفع فانه لا تقوم الساعة حتى يرفع قالوا هذه المصاحف ترفع فكيف بما في صدور الناس قال يعدى عليه ليلا فيرفع من صدورهم فيصبحون فيقولون لكأنا كنا نعلم شيا ثم يقعون في الشعر * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن حذيفة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدرس الاسلام كما يدرس وشى الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صدقة ولا نسك ويسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الارض منه آية ويبقى الشيخ الكبير والعجوز يقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا اله الا الله فنحن نقولها * وأخرج الخطيب في تاريخه عن حذيفة رضى الله عنه قال يوشك ان يدرس الاسلام كما يدرس وشى الثوب ويقرأ الناس القرآن لا يجدون له حلاوة فيبيتون ليلة فيصبحون وقد أسرى بالقرآن وما قبله من كتاب حتى ينتزع من قلب شيخ كبير وعجوز كبيرة فلا يعرفون وقت صلاة ولا صيام ولا نسك حتى يقول القائل منهم انا سمعنا الناس يقولون لا اله الا الله فنحن نقول لا اله الا الله * وأخرج ابن أبى داود وابن أبى حاتم عن شمر بن عطية رضى الله عنه قال يسرى على القرآن في ليلة فيقوم المتهجدون في ساعاتهم فلا يقدرون على شئ فيفزعون إلى مصاحفهم فلا يقدرون عليها فيخرج بعضهم إلى بعض فيلتقون فيخبر بعضهم بعضا بما قد لقوا * وأخرج ابن عدى عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ياتي الناس زمان يرسل إلى القرآن ويرفع من الارض * وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة عن عبد الله بن عمر وبن العاص رضى الله عنه قال لا تقوم الساعة حتى يرفع القرآن من حيث نزل له دوى حول العرش كدوى النحل يقول أتلى ولا يعمل بى * وأخرج محمد بن نصر عن الليث بن سعد رضى الله عنه قال انما يرفع القرآن حيث يقبل الناس على الكتب ويكبون عليها ويتركون القرآن * وأخرج الديلمى في مسند الفردوس عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أطيعوني مادمت بين أظهركم فإذا ذهبت فعليكم بكتاب الله أحلوا حلاله وحرموا حرامه فانه سيأتي على الناس زمان يسرى على القرآن في ليلة فينسخ من القلوب والمصاحف * وأخرج ابن ابى حاتم والحاكم وصححه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال يسرى على كتاب فيرفع إلى السماء فلا يبقى على الارض من القرآن ولا من التوراة والانجيل والزبور فينزع من قلوب الرجال فيصبحون في الصلاة لا يدرون ما هم فيه * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه والديلمي عن حذيفة وأبى هريرة رضى الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرى على كتاب الله ليلا فيصبح الناس ليس في الارض ولا في جوف مسلم منه آية * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يرفع الذكر والقرآن * وأخرج ابن مردويه
[ 202 ]
عن ابن عباس وابن عمر رضى الله عنهما قالا خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس ما هذه الكتب التى بلغني انكم تكتبونها مع كتاب الله يوشك ان يغضب الله لكتابه فيسرى عليه ليلا لا يترك في قلب ولا ورق منه حرفا الا ذهب به فقيل يا رسول الله فكيف بالمؤمنين والمؤمنات قال من أراد الله به خيرا أبقى في قلبه لا اله الا الله * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده قال يسرى على القرآن في جوف الليل يجئ جبريل عليه السلام فيذهب به ثم قرأ ولئن شئنا لنذهبن الآية * قوله تعالى (قل لئن اجتمعت) الآية * أخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم محمود بن سيحان ونعيمان بن أصى ومجزئ بن عمر وسلام بن مشكم فقالوا يا محمد هذا الذى جئت به حق من عند الله فانا لا نراه متناسقا كما تتناسق التوراة فقال لهم أما والله انكم لتعرفون انه من عند الله قالوا انا نجيئك بمثل ما تأتى به فانزل الله قل لئن اجتمعت الانس والجن الآية * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله قل لئن اجتمعت الانس والجن الاآية قال يقول لو برزت الجن وأعانهم الانس فتظاهروا لم ياتوا بمثل هذا القرآن * قوله تعالى (وقالوا لن نؤمن لك) الآيات * وأخرج ابن جرير وابن اسحق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما ان عتبة وشيبة ابني ربيعة وأبا سفيان بن حرب ورجلا من بنى عبد الدار وأبا البخترى أخا بنى أسد والاسود بن المطلب وزمعة بن الاسود والوليد بن المغيرة وأبا جهل بن هشام وعبد الله بن أبى أمية وأمية بن خلف والعاص بن وائل ونبيها ومنبها ابني الحجاج السهميين اجتمعوا بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة فقال بعضهم لبعض ابعثوا إلى محمد وكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه فبعثوا إليه ان أشراف قومك قد اجتمعوا اليك ليكلموك فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا وهو يظن انهم قد بدا لهم في أمره بدء وكان عليهم حريصا يحب رشدهم ويعز عليه عنتهم حتى جلس إليهم فقالوا يا محمد انا قد بعثنا اليك لنعذرك وانا والله ما نعلم رجلا من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك لقد شتمت الآباء وعبت الدين وسفهت الاحلام وشتمت الآلهة وفرقت الجماعة فما بقى من قبيح الا وقد جئته فيما بيننا وبينك فان كنت انما جئت بهذا الحديث تطلب مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا وان كنت انما تطلب الشرف فينا سودناك علينا وان كنت تريد ملكا ملكناك علينا وان كان هذا الذى ياتيك بما ياتيك رئيا تراه قد غلب عليك وكانوا يسمون التابع من الجن الرئى فربما كان ذلك بذلنا أموالنا في طلب الطب حتى نبرئك منه أو نعذر فيك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بى ما تقولون ما جئتكم بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا فيئكم ولا الملك عليكم ولكن الله بعثنى اليكم رسولا وأنزل على كتابا وأمرني ان أكون لكم بشيرا ونذيرا فبلغتكم رسالة ربى ونصحت لكم فان تقبلوا منى ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وان تردوه على أصبر لامر الله حتى يحكم الله بينى وبينكم فقالوا يا محمد فان كنت غير قابل منا ما عرضنا عليك فقد علمت انه ليس أحد من الناس أضيق بلادا ولا أقل مالا ولا أشد عيشا منا فاسال ربك الذى بعثك بما بعثك به فليسير عنا هذه الجبال التى قد ضيقت علينا وليبسط لنا بلادنا وليجر فيها أنهارا كأنهار الشام والعراق وليبعث لنا من قد مضى من آبائنا وليكن فيمن يبعث لنا منهم قصى بن كلاب فانه كان شيخا صدوقا فنسألهم عما تقول حق هو أم باطل فان صنعت ما سألناك وصدقوك صدقناك وعرفنا به منزلتك عند الله وانه بعثك رسولا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بهذا بعثت انما جئتكم من عند الله بما بعثنى به فقد بلغتكم ما أرسلت به اليكم فان تقبلوه فهو حظكم في الدنيا والآخرة وان تردوه على أصبر لامر الله حتى يحكم الله بينى وبينكم قالوا فان لم تفعل لنا هذا فخر لنفسك فاسال ربك أن يبعث ملكا يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك وتساله ان يجعل لك جنانا وكنوزا وقصورا من ذهب وفضة ويغنيك بها عما نراك تبتغى فانك تقوم بالاسواق وتلتمس المعاش كما نلتمسه حتى نعرف منزلتك من ربك ان كنت رسولا كما تزعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنا بفاعل ما أنا بالذى يسأل ربه هذا وما بعثت اليكم بهذا ولكن الله بعثنى بشيرا ونذيرا فان تقبلوا ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وان تردوه على أصبر لامر الله حتى يحكم الله بينى وبينكم قالوا فاسقط السماء كما زعمت ان ربك ان شاء فعل فانا لن نؤمن لك الا ان تفعل فقال
[ 203 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك إلى الله ان شاء فعل بكم ذلك قالوا يا محمد قد علم ربك انا سنجلس معك ونسالك عما سالناك عنه وتطلب منك ما نطلب فيتقدم اليك ويعلمك ما تراجعنا به ويخبرك بما هو صانع في ذلك بنا إذا لم نقبل منك ما جئتنا به فقد بلغنا انه انما يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له الرحمن وانا والله لا نؤمن بالرحمن أبدا فقد أعذرنا اليك يا محمد اما والله لا نتركك وما فعلت بنا حتى نهلكك أو تهلكنا وقال قائلهم لن نؤمن لك حتى تأتى بالله والملائكة قبيلا فلما قالوا ذلك قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم وقام معه عبد الله بن أبى أمية فقال يا محمد عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم ثم سالوك لانفسهم أمورا ليعرفوا بها منزلتك عند الله فلم تفعل ذلك ثم سالوك ان تعجل ما تخوفهم به من العذاب فو الله ما أو من لك أبدا حتى تتخذ إلى السماء سلما ثم ترقى فيه وأنا أنظر حتى تأتيها وتاتى معك بنسخة منشورة معك أربعة من الملائكة يشهدون لك انك كما تقول وأيم الله لو فعلت ذلك لظننت انى لا أصدقك ثم انصرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله حزينا أسفا لما فاته مما كان طمع فيه من قومه حين دعوه ولما رأى من متابعتهم اياه وأنزل عليه فيما قال له عبد الله بن أبى أمية وقالوا لن نؤمن لك إلى قوله بشرا رسولا وأنزل عليه في قولهم لن نؤمن بالرحمن كذلك أرسلناك في أمة قد خلت الآية وأنزل عليه فيما ساله قومه لانفسهم من تسيير الجبال وتقطيع الجبال وبعث من مضى من آبائهم من الموتى ولو أن قرآنا سيرت به الجبال الآية * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله وقالوا لن نؤمن لك قال نزلت في أخى أم سلمة عبد الله بن أبى أمية * وأخرج ابن جرير عن ابراهيم النخعي رضى الله عنه انه قرأ حتى تفجر لنا خفيفة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا أي ببلدنا هذا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ينبوعا قال عيونا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه قال الينبوع هو الذى يجرى من العين * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أو يكون لك جنة من نخيل وعنب يقول صيعة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا قال قطعا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أو تأتى بالله والملائكة قبيلا قال عيانا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أو يكون لك بيت من زخرف قال من ذهب * وأخرج أبو عبيد في فضائله وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري في المصاحف وأبو نعيم في الحلية عن مجاهد رضى الله عنه قال لم اكن أحسن ما لزخرف حتى سمعتها في قراءة عبد الله أو يكون لك بيت من زخرف قال من ذهب * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه قال الزخرف الذهب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قال من عند رب العالمين إلى فلان بن فلان يصبح عند كل رجل منا صحيفة عند رأسه موضوعة يقرؤها * قوله تعالى (ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم) الآية * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم وأبو نعيم في المعرفة وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن أنس رضى الله عنه قال قيل يا رسول الله كيف يحشر الناس على وجوههم قال الذى أمشاهم على أرجلهم قادر أن يمشيهم على وجوههم * وأخرج ابن جرير عن الحسن رضى الله عنه قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية الذين يحشرون على وجوههم الآية فقالوا يا نبى الله وكيف يمشون على وجوههم قال أرأيت الذى أمشاهم على أقدامهم أليس قادرا على أن يمشيهم على وجوههم * وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه وابن جرير وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثة أصناف صنف مشاة وصنف ركبان وصنف على وجوههم قيل يا رسول الله وكيف يمشون على وجوههم قال ان الذى أمشاهم على أقدامهم قادر أن يمشيهم على وجوههم أما انهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوك * وأخرج أحمد والنسائي والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبى ذر رضى الله عنه انه تلا هذه الآية ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما فقال حدثنى الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ان الناس يحشرون
[ 204 ]
يوم القيامة على ثلاثا افواج طاعمين كاسين راكبين وفوج يمشون ويسعون وفوج تسحبهم الملائكة على وجوههم * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والترمذي وحسنه والنسائي وابن مردويه والحاكم عن معاوية بن حيدة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم تحشرون رجالا وركبانا وتجرون على وجوهكم ههنا ونحى بيده نحو الشام * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله عميا قال لا يرون شيا يسرهم وبكما قال لا ينطقون بحجة وصما قال لا يسمعون شيا يسرهم * وأخرج البخاري في تاريخه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغبطن فاجرا بنعمة فان من ورائه طالبا حثيثا وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا * وأخرج البيهقى في الشعب عن ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا خضرة حلوة من اكتسب فيها مالا من غير حله وأنفقه في غير حله أحله دار الهوان ورب متخوض في مال الله ورسوله له النار يوم القيامة يقول الله كلما خبت زدناهم سعيرا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ماواهم جهنم يعنى انهم وقودها * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن المندر من طريق على عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله كلما خبت قال سكنت * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله كلما خبت زدناهم سعيرا قال كلما طفئت أسعرت وأوقدت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم وابن الانباري في كتاب الاضداد عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله كلما خبت زدناهم سعيرا قال كلما أحرقتهم سعر بهم حطبا فإذا حرقتهم فلم يبق منهم شئ صارت حمراء تتوهج فذلك خبؤها فإذا بدلوا خلقا جديدا عاودتهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن الانباري عن قتادة رضى الله عنه في قوله كلما خبت زدناهم سعيرا يقول كلما احترقت جلودهم بدلوا جلودا غيرها ليذوقوا العذاب * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله كلما خبت قال الخب ء الذى يطفأ مرة ويشعل أخرى قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول وتخبو النار عن أدنى أذاهم * وأضرمها إذا ابتردوا سعيرا * وأخرج ابن الانباري عن أبى صالح في قوله كلما خبت قال معناه كلما حميت * قوله تعالى (قل لو أنتم تملكون) الآية * أخرج ابن أبى حاتم ععطاء في قوله خزائن رحمة ربى قال الرزق * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله إذا لامستكم خشية الانفاق قال اذن ما أطعمتم أحدا شيأ * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله خشية الانفاق قال الفقر وفى قوله وكان الانسان قتورا قال بخيلا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله خشية الانفاق قال خشية الفاقة وكان الانسان قتورا قال بخيلا ممسكا * قوله تعالى (ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات) الآيات * أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات قال اليد والعصا والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والسنين ونقص من الثمرات * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله تسع آيات بينات قال يده وعصاه ولسانه والبحر والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم * وأخرج الطيالسي وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وأحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه وابو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن قانع والحاكم وصححه وابن مردويه وابو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن صفوان بن عال أن يهوديين قال أحدهما لصاحبه انطلق بنا إلى هذا النبي نساله فاتياه فسالاه عن قول الله ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تشركوا بالله شيأ ولا تزنوا ولا تقتلوا النفس التى حرم الله الا بالحق ولا تسرقوا ولا تسحروا ولا تمشوا ببرئ إلى ذى سلطان فيقتله ولا تأكلوا الربا ولا تقذفوا محصنة وقال ولا تفروا من الزحف شك شعبة وعليكم يا يهود خاصة ان تعتدوا في السبت فقبلا يديه ورجليه وقالا نشهد انك نبى قال فما يمنعكما ان تسلما قالا ان داود دعا الله ان لا يزال في ذريته نبى وانا نخاف ان أسلمنا أن تقتلنا اليهود * وأخرج
[ 205 ]
ابن ابى الدنيا في ذم الغضب عن أنس بن مالك رضى الله عنه انه سئل عن قول الله تعالى وان لاظنك يا فرعون مثبورا قال مخالفا وقال الانبياء أكرم من أن تلعن أو تسب * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان يقرأ فسأل بنى اسرائيل يقول سال موسى فرعون بنى اسرائيل ان أرسلهم معى قال مالك بن دينار وانما كتبوا فسل بلا ألف كما كتبوا قال قل * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم عن على رضى الله عنه انه كان يقرأ لقد علمت يعنى بالرفع قال على والله ما علم عدو الله ولكن موسى هو الذى علم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قرأ لقد علمت بالنصب يعنى فرعون ثم تلا وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما مثبورا قال ملعونا * وأخرج ابن جرير من طريق على عن ابن عباس رضى الله عنهما مثله * وأخرج الشيرازي في الالقاب وابن مردويه من طريق ميمون بن مهران عن ابن عباس رضى الله عنهما مثبورا قال قليل العقل * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع ابن الازرق قال له اخبرني عن قوله مثبورا قال ملعونا محبوسا عن الخير قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت عبد الله بن الزبعرى يقول إذ أتانى الشيطان في سنة النوم * ومن مال ميلة مثبورا * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس رضى الله عنهما لفيفا قال جميعا * قوله تعالى (وقرآنا فرقناه) الآية * أخرج النسائي وابن جرير وابن ابى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قرأ وقرآنا فرقناه مثقلة قال نزل القرآن إلى سماء الدنيا في ليلة القدر من رمضان جملة واحدة فكان المشركون إذا أحدثوا شيأ أحدث الله لهم جوابا ففرقه الله في عشرين سنة * وأخرج ابن أبى حاتم ومحمد بن نصر وابن الانباري في المصاحف من طريق الضحاك عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزل القرآن جملة واحدة من عند الله من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا فنجمته السفرة على جبريل عشرين ليلة ونجمه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة فقال المشركون لو لا نزل عليه القرآن جمله واحدة فقال الله كذلك لنثبت به فؤادك أي أنزلناه عليك متفرقا ليكون عندك جواب ما يسالونك عنه ولو أنزلناه عليك جملة واحدة ثم سالوك لم يكن عندك جواب ما يسالونك عنه * وأخرج البزار والطبراني عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أنزل القرآن جملة واحدة حتى وضع في بيت العزة في السماء الدنيا ونزله جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم بجواب كلام العباد وأعمالهم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر من طريق ابى العالية عن ابن عباس انه قرأها مثقلة يقول أنزل آية آية * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن عمر رضى الله عنه قال تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات فان جبريل كان ينزل بالقرآن على النبي صلى الله عليه وسلم خمسا خمسا * وأخرج ابن عساكر من طريق أبى نضرة قال كان أبو سعيد الخدرى رضى الله عنه يعلمنا القرآن خمس آيات بالغداة وخمس آيات بالعشى ويخبر ان جبريل نزل بالقرآن خمس آيات خمس آيات * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن أبى بن كعب رضى الله عنه انه قرأ وقرآنا فرقناه مخففا يعنى بيناه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما وقرآنا فرقناه قال فصلناه على مكث بامد يخرون للاذقان يقول للوجوه * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد على مكث في ترسل * وأخرج ابن الضريس عن قتادة في قوله وقرآنا فرقناه الآية قال لم ينزل في ليلة ولا ليلتين ولا شهر ولا شهرين ولا سنة ولا سنتين وكان بين اوله وآخره عشرون سنة وما شاء الله من ذلك * وأخرج ابن الضريس من طريق قتادة عن الحسن رضى الله عنه قال كان يقال أنزل القرآن على نبى الله صلى الله عليه وسلم ثمان سنين بمكة وعشرا بعدما هاجر وكان قتادة يقول عشر بمكة وعشر بالمدينة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه ان الذين أوتوا العلم من قبله هم ناس من أهل الكتاب حين سمعوا ما أنزل الله على محمد * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله من قبله من قبل النبي صلى الله عليه وسلم إذا يتلى ما أنزل عليهم من عند الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد إذا يتلى
[ 206 ]
عليهم قال كتابهم * وأخرج ابن المبارك وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عبد الاعلى التيمى قال ان من أوتى من العلم ما لا يبكيه لخليق أن قد أوتى من العلم ما لا ينفعه لان الله نعت أهل العلم فقال ويخرون للاذقان يبكون * وأخرج أحمد في الزهد عن أبى الجراح عن أبى حازم ان النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليه جبريل وعنده رجل يبكى فقال من هذا قال فلان قال جبريل انا نزن أعمال بنى آدم كلها الا البكاء فان الله يطفئ بالدمعة نهورا من نيران جهنم * وأخرج الحكيم الترمذي عن النضر بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن عبدا بكى في أمة من الامم لانجى الله تلك الامة من النار ببكاء ذلك العبد وما من عمل الا له وزن وثواب الا الدمعة فانها تطفئ بحورا من النار وما اغرورقت عين بمائها من خشية الله الا حرم الله جسدها على النار وان فاضت على خده لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة * وأخرج ابن أبى شيبة عن الجعد أبى عثمان قال بلغنا ان داود عليه السلام قال الهى ما جزاء من فاضت عيناه من خشيتك قال جزاؤه ان أؤمنه يوم الفزع الاكبر * قوله تعالى (قل ادعوا الله) الآية * أخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر بالدعاء فجعل يقول يا الله يا رحمن فسمعه أهل مكة فاقبلوا عليه فانزل الله قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن الآية * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ذات يوم فدعا الله فقال في دعائه يا الله يا رحمن فقال المشركون انظروا إلى هذا الصابئ ينهانا ان ندعو الهين وهو يدعو الهين فانزل الله قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابراهيم النخعي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في حرث في يده جريدة فسأله اليهود عن الرحمن وكان لهم كاهن باليمامة يسمونه الرحمن فانزلت قل دعوا الله أو ادعوا الرحمن الآية * وأخرج ابن جرير عن مكحول ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتهجد بمكة ذات ليلة يقول في سجوده يا رحمن يا رحيم فسمعه رجل من المشركين فلما أصبح قال لاصحابه أنظروا ما قال ابن أبى كبشة يزعم الليلة الرحمن الذى باليمن وكان باليمن رجل يقال له رحمن فنزلت قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن الآية * وأخرج البيهقى في الدلائل من طريق نهشل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس رضى الله عنهما قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الاسماء الحسنى إلى آخر الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أمان من السرق وان رجلا من المهاجرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تلاها حيث أخذ مضجعه فدخل عليه سارق فجمع ما في البيت وحمله والرجل ليس بنائم حتى انتهى إلى الباب فوجد الباب مردودا فوضع الكارة ففعل ذلك ثلاث مرات فضحك صاحب الدار ثم قال انى أحصت بيتى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد أيا ما تدعوا قال باسم من أسمائه والله أعلم * قوله تعالى (ولا تجهر بصلاتك) الآية * أخرج سعيد بن منصور وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن أبى حاتم وابن حبان وابن مردويه والطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولا تجهر بصلاتك الآية قال نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة متوار فكان إذا صلى باصحابه رفع صوته بالقرآن فإذا سمع ذلك المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم لا تجهر بصلاتك أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن ولا تخافت بها عن أصحابك فلا تسمعهم القرآن حتى ياخذوه عنك وابتغ بين ذلك سبيلا يقول بين الجهر والمخافتة * وأخرج ابن اسحق وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جهر بالقرآن وهو يصلى تفرقوا عنه وأبوا ان يستمعوا منه فكان الرجل إذا أراد ان يسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض ما يتلو وهو يصلى استرق السمع دونهم فرقا منهم فان رأى انهم قد عرفوا انه يستمع ذهب خشية اذاهم فلم يستمع فان خفض رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستمع الذين يستمعون من قراءته شيا فانزل الله تعالى ولا تجهر بصلاتك فيتفرقوا عنك ولا تخافت بها فلا تسمع من أراد ان يسمعها ممن يسترق ذلك لعله يرعوى إلى بعض ما يستمع فينتفع به وابتغ بين ذلك سبيلا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يجهر بالقراءة بمكة فيؤذي فانزل الله ولا تجهر بصلاتك * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف عن ابن عباس رضى الله
[ 207 ]
عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى عند البيت جهر بقراءته فكان المشركون يؤذونه فنزلت ولا تجهر بصلاتك الآية * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى يجهر بصلاته فاذى ذلك المشركين فاخفى صلاته هو وأصحابه فلذلك قال الله ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وقال في الاعراف واذكر ربك في نفسك الآية * واخرج الطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قال كان الرجل إذا دعا في الصلاة رفع صوته * وأخرخ الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان مسيلمة الكذاب قد تسمى الرحمن فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم قال المشركون يذكر اله اليمامة فانزل الله ولا تجهر بصلاتك * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف عن سعيد رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع صوته ببسم الله الرحمن الرحيم وكان مسيلمة قد تسمى الرحمن فكان المشركون إذا سمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم قالوا قد ذكر مسيلمة اله اليمامة ثم عارضوه بالمكاء والتصدية والصفير فانزل الله ولا تجهر بصلاتك الآية * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جهر بالقرآن شق ذلك على المشركين فيؤذون النبي صلى الله عليه وسلم بالشتم وذلك بمكة فانزل الله يا محمد لا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها لا تخفض صوتك حتى لا تسمع اذنيك وابتغ بين ذلك سبيلا يقول اطلب بين الاعلان والجهر وبين التخافت والجهر طريقا لا جهرا شديدا ولا خفضا حتى لا تسمع اذنيك فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ترك هذا كله * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن محمد بن سيرين قال نبئت ان أبا بكر رضى الله عنه كان إذا قرأ خفض وكان عمر رضى الله عنه إذا قرأ جهر فقيل لابي بكر رضى الله عنه لم تصنع هذا قال اناجي ربى وقد علم حاجتى وقيل لعمر رضى الله عنه لم تصنع هذا قال اطرد الشيطان واوقظ الوسنان فلما نزلت ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قيل لابي بكر رضى الله عنه ارفع شيا وقيل لعمر رضى الله عنه اخفض شيأ * وأخرج بن أبى حاتم عن الربيع بن أنس رضى الله عنه قال كان أبو بكر رضى الله عنه إذا صلى من الليل خفض صوته جدا وكان عمر رضى الله عنه إذا صلى رفع صوته جدا فقال عمر رضى الله عنه يا أبا بكر لو رفعت من صوتك شيا وقال أبو بكر رضى الله عنه يا عمر لو خفضت من صوتك شيأ فاتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبراه بامرهما فانزل الله ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها الآية فارسل النبي صلى الله عليه وسلم اليهما فقال يا أبا بكر ارفع من صوتك شيا وقال لعمر رضى الله عنه اخفض من صوتك شيأ * وأخرج سعيد بن منصور وابن ابى شيبة في المصنف والبخاري ومسلم وابو داود في الناسخ والبزار والنحاس وابن نصر وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عائشة رضى الله عنها قالت انما نزلت هذه الآية ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها في الدعاء * وأخرج ابن جرير والحاكم عن عائشة رضى الله عنها قالت نزلت هذه الآية في التشهد ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها في قوله ولا تجهر بصلاتك قال نزلت في المسألة والدعاء * وأخرج محمد بن نصر وابن مردويه عن ابى هريرة رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى عند البيت رفع صوته بالدعاء وأذاه المشركون فنزل ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها * وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في تاريخه وابن المنذر وابن مردويه عن دراج ابى السمح ان شيخا من الانصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها انما نزلت في الدعاء لا ترفع صوتك في دعائك فتذكر ذنوبك فتسمع منك فتعير بها * وأخرج ابن أبى شبية وابن منيع وابن جرير ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولا تجهر بصلاتك قال نزلت في الدعاء كانوا يجهرون بالدعاء اللهم ارحمنى فلما نزلت أمروا ان لا يخافتوا ولا يجهروا * واخرج ابن أبى شيبة في المصنف وابن جرير وابن المنذر عن عبد الله بن شداد رضى الله عنه قال كان اعراب من بنى تميم إذا سلم النبي صلى الله عليه وسلم قالوا اللهم ارزقنا ابلا وولدا فنزلت هذه الآية ولا تجهر بصلاتك * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ولا تجهر بصلاتك قال ذلك في الدعاء والمسألة * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني عن
[ 208 ]
ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولا تجهر بصلاتك ولا تصل مراياة الناس ولا تخافت بها قال لا تدعها مخافة الناس * وأخرج ابن عساكر عن الحسن رضى الله عنه في قوله ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قال لا تصلها رياء ولا تدعها حياء * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ولا تجهر بصلاتك ولا تجعلها كلها جهرا ولا تخافت بها قال لا تجعلها كلها سرا * وأخرج ابن ابى داود في المصاحف عن أبى رزين رضى الله عنه قال في قراءة عبد الله بن عمر ولا تخافت بصوتك ولا تعال به * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن ابن مسعود قال لم يخافت من اسمع أذنيه * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن أبى حاتم عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال العلم خير من العمل وخير الامور اوسطها والحسنة بين تلك السيئتين وذلك لان الله تعالى يقول ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابى قلابة قال خير الامور اوسطها * قوله تعالى (وقل الحمد لله) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن محمد بن كعب القرظى رضى الله عنه قال ان اليهود والنصارى قالوا اتخذ الله ولدا وقالت العرب لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك وقال الصابئون والمجوس لولا أولياء الله لذل فانزل الله هذه الآية وقل الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ولم يكن له ولى من الذل قال لم يخف أحدا ولم يبتغ نصر أحد * وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن كعب في قوله وكبره تكبيرا قال كبره أنت يا محمد على ما يقولون تكبيرا * وأخرج أحمد والطبراني عن معاذ بن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آية العز وقل الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا الآية كلها * وأخرج أبو يعلى وابن السنى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال خرجت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ويدى في يده فاتى على رجل رث الهيئة فقال أي فلان ما بلغ بك ما أرى قال السقم والضر قال ألا اعلمك كلمات تذهب عنك السقم والضر قل توكلت على الحى الذى لا يموت والحمد لله الذى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا فاتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حسنت حالته فقال مهيم فقال لم أزل أقول الكلمات التى علمتني * وأخرج ابن أبى الدنيا في كتاب الفرج والبيهقي في الاسماء والصفات عن اسمعيل بن أبى فديك رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كربنى أمر الا تمثل لى جبريل عليه السلام فقال يا محمد قل توكلت على الحى الذى لا يموت والحمد لله الذى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك الآية * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه قال ذكر لنا أن نبى الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم أهله هذه الآية الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا إلى آخرها الصغير من أهله والكبير * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عبد الكريم بن أبى أمية قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم الغلام من بنى هاشم إذا أفصح سبع مرات الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف من طريق عبد الكريم عن عمرو بن شعيب رضى الله عنه قال كان الغلام إذا أفصح من بنى عبد المطلب علمه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية سبع مرات الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا الآية وأخرجه ابن السنى في عمل اليوم والليلة من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده * وأخرج ابن السنى والديلمي عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها إذا أخذت مضجعك فقولي الحمد لله الكافي سبحان الله الاعلى حسبى الله وكفى ما شاء الله قضى سمع الله لمن دعا ليس من الله ملجأ ولا وراء الله ملتجا توكلت على ربى وربكم ما من دابة الا هو آخذ بناصيتها ان ربى على صراط مستقيم الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا من يقولها عند منامه ثم ينام وسط الشياطين والهوام فلا نضره * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ان التوراة كلها في خمس عشرة آية من بنى اسرائيل ثم تلا لا تجعل مع الله الها آخر والله أعلم * (سورة الكهف) * * وأخرج النحاس في ناسخه وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة الكهف بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير رضى الله عنه قال نزلت سورة الكهف بمكة * وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود
[ 209 ]
والترمذي والنسائي وابن الضريس وابن حبان والحاكم والبيهقي في سننه وابن مردويه عن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال * وأخرج أحمد ومسلم والنسائي وأبو عبيد في فضائله عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ العشر الاواخر من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال * وأخرج أبو عبيد وابن مردويه عن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف ثم أدركه الدجال لم يضره ومن حفظ خواتيم سورة الكهف كانت له نورا يوم القيامة * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن الضريس والنسائي وابن أبى حاتم وابن حبان وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبى العالية قال قرأ رجل سورة الكهف وفى الدار دابة فجعلت تنفر فينظر فإذا ضبابة أو سحابة قد غشيته فذكر للنبى صلى الله عليه وسلم قال اقرأ فلان فانها السكينة نزلت للقرآن * وأخرج الطبراني عن أسيد بن حضير انه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى كنت اقرأ البارحة سورة الكهف فجاء فجاء شئ حتى غطى فمى فقال النبي صلى الله عليه وسلم مه تلك السكينة جاءت حين تلوت القرآن * وأخرج الترمذي وصححه عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ ثلاثا آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال * وأخرج ابن الضريس والنسائي وأبو يعلى والرويانى عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ العشر الاواخر من سورة الكهف فانه عصمة له من الدجال * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ من سورة الكهف عشر آيات عند منامه عصم من فتنة الدجال ومن قرأ خاتمتها عند رقاده كان له نورا من لدن قرنه إلى قدمه يوم القيامة * وأخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ الكهف يوم الجمعة فهو معصوم إلى ثمانية أيام من كل فتنة تكون وان خرج الدجال عصم منه * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في السنن والطبراني في الاوسط وابن مردويه والضياء عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الكهف كانت له نورا من مقامه إلى مكة ومن قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يضره * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن أبى سعيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الكهف كما أنزلت كانت له نورا يوم القيامة * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في السنن عن أبى سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين * وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور والدارمى وابن الضريس والحاكم والبيهقي في شعب الايمان عن أبى سعيد الخدرى قال من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة اضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الكهف كما أنزلت ثم خرج الدجال لم يسلط عليه ولم يكن له عليه سبيل * وأخرج أحمد والطبراني وابن مردويه عن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأها كلها كانت له نورا ما بين الارض إلى السماء * وأخرج ابن مردويه عن عمر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضئ له يوم القيامة وغفر له ما بين الجمعتين * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بسورة ملا عظمتها ما بين السماء والارض ولكاتيها من الاجر مثل ذلك ومن قرأها يوم الجمعة غفر له ما بينه وبين الجمعة الاخرى وزيادة ثلاثة أيام ومن قرأ العشر الاواخر منها عند نومه بعثه الله أي الليل شاء قالوا بلى يا رسول الله قال سورة أصحاب الكهف * وأخرج سعيد بن منصور عن خالد بن معدان قال من قرأ سورة الكهف في كل يوم جمعة قبل ان يخرج الامام كانت له كفارة ما بينه وبين الجمعة وبلغ نورها البيت العتيق * وأخرج ابن الضريس عن أبى المهلب قال من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة كانت له كفارة إلى الجمعة الاخرى * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سورة الكهف تدعى في التوراة الحائلة تحول بين قارئها وبين النار * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مغفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت الذى تقرأ فيه سورة الكهف لا يدخله شيطان تلك الليلة * وأخرج أبو عبيد والبيهقي في شعب الايمان عن أم موسى قالت
[ 210 ]
كان الحسن بن على يقرأ سورة الكهف كل ليلة وكانت مكتوبه له في لوح يدار بلوحه حيثما دار من نسائه في كل ليلة * وأخرج ابن أبى شيبة عن زيد بن وهب أن عمر رضى الله عنه قرأ في الفجر بالكهف * وأخرج ابن سعد عن صفية بنت أبى عبيد انها سمعت عمر بن الخطاب يقرأ في صلاة الفجر بسورة أصحاب الكهف * وأخرج الديلمى في مسند الفردوس عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نزلت سورة الكهف جملة معها سبعون ألفا من الملائكة * وأخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن ابن عباس قال بعثت قريش النضر بن الحارث وعقبة بن أبى معيط إلى أحبار يهود بالمدينة فقالوا لهم سلوهم عن محمد وصفوا لهم صفته واخبروهم بقوله فانهم اهل الكتاب الاول وعندهم علم ما ليس عندنا من علم الانبياء فخرجا حتى أتيا المدينة فسألوا احبار يهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفوا لهم أمره وبعض قوله وقالا انكم أهل التوراة وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا فقالوا لهم سلوه عن ثلاثا فان أخبركم بهن فهو نبى مرسل وان لم يفعل فالرجل متقول فروا فيه رأيكم سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الاول ما كان من أمرهم فانه قد كان لهم حديث عجيب وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الارض ومغاربها ما كان نبؤه وسلوه عن الروح ما هو فان أخبركم بذلك فانه نبى فاتبعوه والا فهو متقول فاقبل النضر وعقبة حتى قدما على قريش فقالا يا معشر قريش قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد قد امرنا احبار يهود ان نسأله عن أمور فاخبروهم بها فجاؤا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد أخبرنا فسألوه عما أمروهم به فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبركم غدا بما سألتم عنه ولم يستثن فانصرفوا عنه ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة لا يحدث الله إليه في ذلك وحيا ولا ياتيه جبريل حتى أرجف اهل مكة واحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث الوحى عنه وشق عليه ما يتكلم به اهل مكة ثم جاء جبريل من الله عزوجل بسورة اصحاب الكهف فيها معاتبته اياه على حزنه عليهم وخبر ما سألوه عنه من امر الفتية والرجل الطواف وقول الله ويسئلونك عن الروح الآية * وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق السدى الصغير عن الكلبى عن ابى صالح عن ابن عباس ان قريشا بعثوا خمسة رهط منهم عقبة بن ابى معطى والنضر بن الحارث إلى المدينة يسالون اليهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفوا لهم صفته فقالوا لهم نجد نعته وصفته ومبعثه في التوراة فان كان كما وصفتم لنا فهو نبى مرسل وامره حق فاتبعوه ولكن سلوه عن ثلاث خصال فانه يخبركم بخصلتين ولا يخبركم بالثالثة ان كان نبيا فانا قد سالنا مسيلمة الكذاب عن هؤلاء الثلاث فلم يدر ما هي فرجعت الرسل إلى قريش بهذا الخبر من اليهود فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد اخبرنا عن ذى القرنين الذى كان بلغ المشرق والمغرب وأخبرنا عن الروح وأخبرنا عن اصحاب الكهف فقال اخبركم بذلك غدا ولم يقل ان شاء الله فابطا عليه جبريل خمسة عشر يوما فلم ياته لترك الاستثناء فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتاه جبريل عليه السلام بما سألوه فقال يا جبريل أبطات على فقال بتركك الاستثناء ألا تقول ان شاء الله قال ولا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا أن يشاء الله ثم أخبره بخبر ذى القرنين وخبر الروح وأصحاب الكهف ثم أرسل إلى قريش فاتوه فاخبرهم عن حديث ذى القرنين وقال لهم الروح ومن أمر ربى يقول من علم ربى لا علم لى به فلما وافق قول اليهود انه لا يخبركم بالثالث قالوا ساحران تظاهرا تعاونا يعنون التوراة والفرقان وقالوا انا بكل كافرون وحدثهم بحديث أصحاب الكهف * وأخرج الطبراني عن أبى امامة قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فكان أكثر خطبته ذكر الدجال فكان فيما قال لنا يومئذ ان الله عزوجل لم يبعث نبيا الا حذر أمته وانى آخر الانبياء وأنتم آخر الامم وهو خارج فيكم لا محالة فان يخرج وأنا بين أظهركم فانا حجيج كل مسلم وان يخرج فيكم بعدى فكل امرئ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم انه يخرج من خلة بين العراق والشام وعاث يمينا وعاث شمالا يا عباد الله اثبتوا فانه يبدأ يقول أنا نبى ولا نبى بعدى وانه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن فمن لقيه منكم فليتفل في وجهه وليقرأ بقوارع سورة أصحاب الكهف وانه يسلط على نفس من بنى آدم فيفتلها ثم يحييها وانه لا يعدو ذلك ولا يسلط على نفس غيرها وان من فتنته ان معه جنة ونارا فناره جنة وجنته نار فمن ابتلى بناره فليغمض عينيه وليستعن بالله تكون عليه بردا وسلاما كما كانت النار بردا وسلاما
[ 211 ]
على ابراهيم وان أيامه اربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة ويوم كالايام وآخر أيامه كالسراب يصبح الرجل عند باب المدينة فيمسى قبل ان يبلغ بابها الآخر قالوا وكيف نصلى يا رسول الله في تلك الايام القصار قال تقدرون فيها كما تقدرون في الايام الطوال والله أعلم * قوله تعالى (الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه من طريق على عن ابن عباس في قوله الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما قال انزل الكتاب عدلا قيما ولم يجعل له عوجا ملتبسا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قال هذا من التقديم والتاخير أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله قيما قال مستقيما * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله لينذر باسا شديدا قال عذابا شديدا * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله من لدنه أي من عنده * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا يعنى الجنة وفى قوله وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا قال هم اليهود والنصارى * قوله تعالى (فلعلك باخع نفسك) الآية * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال اجتمع عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل ابن هشام والنضر بن الحارث وأمية بن خلف والعاص بن وائل والاسود بن المطلب وأبو البخترى في نفر من قريش وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كبر عليه ما يرى من خلاف قومه اياه وانكارهم ما جاء به من النصيحة فاحزنه حزنا شديدا فانزل الله فلعلك باخع نفسك الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله فلعلك باخع نفسك قال قاتل نفسك * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله فلعلك باخع نفسك يقول قاتل نفسك * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله فلعلك باخع نفسك قال قاتل نفسك ان لم يؤمنوا بهذا الحديث قال القرآن أسفا قال حزنا ان لم يؤمنوا * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله أسفا قال جزعا * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فلعلك باخع نفسك على آثارهم ان لم يؤمنوا الحديث أسفا قال حزنا عليهم نهى الله نبيه ان ياسف على الناس في ذنوبهم * وأخرج ابن الانباري في الوقف عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله فلعلك باخع نفسك ما الباخع فقال يقول قاتل نفسك قال فيه لبيد بن ربيعة لعلك يوما ان فقدت مزارها * على بعده يوما لنفسك باخع * قوله تعالى (انا جعلنا ما على الارض) الآيتين * أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله انا جعلنا ما على الارض زينة لها قال ما عليها من شئ * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله انا جعلنا ما على الارض زينة لها قال الرجال * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله انا جعلنا ما على الارض زينة لها قال الرجال * وأخرج أبو نصر السجزى في الابانة عن ابن عباس في قوله انا جعلنا ما على الارض زينة لها قال العلماء زينة الارض * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله انا جعلنا ما على الارض زينة لها قال هم الرجال العباد العمال بالطاعة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه والحاكم في التاريخ عن ابن عمر قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية لنبلونهم أيهم أحسن عملا فقلت ما معنى ذلك يا رسول الله قال ليبلوكم أيكم أحسن عقلا وأورع عن محارم الله وأسرعكم في طاعة الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله لنبلوهم قال لتختبرهم أيهم أحسن عملا قال أيهم أتم عقلا * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله لنبلوهم أيهم أحسن عملا قال أشدهم للدنيا تركا * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان الثوري في قوله لنبلوهم أيهم أحسن عملا قال أزهدهم في الدنيا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وانا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا قال يهلك كل شئ عليها ويبيد * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله صعيدا جرزا قال الصعيد التراب والجرز التى ليس فيها زرع * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله جرزا قال يعنى بالجرز الخراب والله أعلم * قوله تعالى (أم حسبت) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك قال الكهف هو غار في الوادي * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس قال الرقيم الكتاب
[ 212 ]
* وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس قال الرقيم واد دون فلسطين قريب من ايلة * وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج عن ابن عباس قال والله ما أدرى ما الرقيم لكتاب أم بنيان * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن مجاهد قال الرقيم منهم من يقول كتاب قصصهم ومنهم من يقول الوادي * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن أبى صالح قال الرقيم لوح مكتوب * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال الرقيم لوح من حجارة كتبوا فيه قصة أصحاب الكهف وأمرهم ثم وضع على باب الكهف * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال الرقيم حين رقمت أسماؤهم في الصخرة كتب الملك فيها أسماءهم وكتب انهم هلكوا في زمان كذا وكذا في ملك يبوس ثم ضربها في سور المدينة على الباب فكان من دخل أو خرج قرأها فذلك قوله أصحاب الكهف والرقيم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد الرزاق والفريابي وابن المنذر وابن أبى حاتم والزجاجى في أماليه وابن مردويه عن ابن عباس قال لا أدرى ما الرقيم وسالت كعبا فقال اسم القرية التى خرجوا منها * وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس قال كل القرآن أعلمه الا أربعا غسلين وحنانا والاواه والرقيم * وأخرج ابن أبى حاتم عن أنس بن مالك قال الرقيم الكلب * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله أم حسبت ان أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا يقول الذى آتيتك من العلم والسنة والكتاب أفضل من شان أصحاب الكهف والرقيم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا كانوا بقولهم أعجب آياتنا ليسوا باعجب أياتنا * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا قال ليسوا باعجب آياتنا كانوا من أبناء الملوك * وأخرج ابن ابى حاتم عن أبى جعفر قال كان أصحاب الكهف صيارفة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن النعمان بن بشير انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عن أصحاب الرقيم ان ثلاثة نفر دخلوا إلى الكهف فوقع من الجبل حجر على الكهف فاوصد عليهم فقال قائل منهم تذكروا أيكم عمل حسنة لعل الله ان يرحمنا فقال أحدهم نعم قد عملت حسنة مرة انه كان لى عمال أستأجرتهم في عمل لى كل رجل منهم باجر معلوم فجاءني رجل ذات يوم وذلك في شطر النهار فاستاجرته بقدر ما بقى من النهار بشطر أصحابه الذين يعملون بقية نهارهم ذلك كل رجل منهم نهاره كله فرأيت من الحق ان لا أنقصه شيأ مما استاجرت عليه أصحابه فقال رجل منهم يعطى هذا مثل ما يعطينى ولم يعمل الا نصف نهاره فقلت له انى لا أبخسك شيا من شرطك وانما هو مالى أحكم فيه بما شئت فغضب وترك أجره فلما رأيت ذلك عزلت حقه في جانب البيت ما شاء الله ثم مر بى بعد ذلك بقر فاشتريت له فصيلا من البقر حتى بلغ ما شاء الله ثم مر بى الرجل بعد حين وهو شيخ ضعيف وانا لا اعرفه فقال لى ان لى عندك حقا فلم اذكره حتى عرفني ذلك فقلت له نعم اياك ابغى فعرضت عليه ما قد اخرج الله له من ذلك الفصيل من البقر فقلت له هذا حقك من البقر فقال لى يا عبد الله لا تسخر بى ان لا تتصدق على اعطني حقى فقلت والله ما اسخر منك ان هذا لحقك فدفعته إليه اللهم فان كنت تعلم انى قد كنت صادقا وانى فعلت ذلك لوجهك فاخرج عنا هذا الحجر فانصدع حتى رأوا الضوء وابصروا وقال الآخر قد عملت حسنة مرة وذلك انه كان عندي فضل فاصاب الناس شدة فجاءتني امرأة فطلبت منى معروفا فقلت لا والله ما هو دون نفسك فابت على ثم رجعت فذكرتني بالله فابيت عليها وقلت لا والله ما هو دون نفسك فابت على ثم رجعت فذكرتني بالله فابيت عليها وقلت لا والله ما هو دون نفسك فابت على فذكرت ذلك لزوجها فقال اعطيه نفسك واغن عيالك فلما رأيت ذلك سمحت بنفسها فلما هممت بها قالت انى أخاف الله رب العالمين فقلت لها تخافين الله في الشدة ولم اخفه في الرخاء فاعطيتها ما استغنت هي وعيالها اللهم فان كنت تعلم انى قد فعلت ذلك لوجهك فافرج عنا هذا الحجر فانصدع الحجر حتى رأوا الضوء وايقنوا الفرج ثم قال الثالث قد عملت حسنة مرة كان لى أبوان شيخان كبيران قد بلغهما الكبر وكانت لى غنم فكنت أرعاها واختلف فيما بين غنمي وبين أبوى أطعمهما وأشبعهما وأرجع إلى غنمي فلما كان ذات يوم أصابني غيث شديد فحبسني فلم أرجع الا مؤخرا فاتيت أهلى فلم أدخل منزلي حتى حلبت غنمي ثم مضيت إلى أبوى اسقيهما فوجدتهما قد ناما فشق على أن أوقظهما وشق على أن أترك غنمي فلم أبرح جالسا ومحلبي على يدى
[ 213 ]
حتى أيقظهما الصبح فسقيتهما اللهم ان كنت تعلم انى فعلت ذلك لوجهك فافرج عنا هذا الحجر ففرح الله عنهم وخرجوا إلى أهليهم راجعين * وأخرج أحمد وابن المنذر عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم ان ثلاثة نفر فيما سلف من الناس انطلقوا يرتادون لاهليهم فاخذتهم السماء فدخلوا غارا فسقط عليهم حجر فجاف حتى ما يرون منه خصاصة فقال بعضهم لبعض قد وقع الحجر وعفا الاثر ولا يعلم مكانكم الا الله فادعوا الله عزوجل باوثق أعمالكم فقال رجل منهم اللهم ان كنت تعلم انه كان لى والدان فكنت أحلب لهما في انائهما فآتيهما فإذا وجدتهما راقدين قمت على رؤسهما كراهة ان أرد سنتهما في رؤسهما حتى يستيقظا متى استيقظا اللهم ان كنت تعلم انى انما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ففرج عنا فزال ثلث الحجر وقال الثاني اللهم ان كنت تعلم انى استأجرت أجيرا على عمل يعمله فأتاني يطلب أجره وأنا غضبان فزبرته فانطلق وترك أجره فجمعته وثمرته حتى كان منه كل المال فأتاني يطلب أجره فدفعت إليه ذلك كله ولو شئت لم أعطه الا أجره الاول اللهم ان كنت تعلم انى انما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك فافرج عنا فزال ثلثا الحجر وقال الثالث اللهم ان كنت تعلم انه أعجبته امرأة فجعل لها جعلا فلما قدر عليها وفر لها نفسها وسلم لها جعلها اللهم ان كنت تعلم انى انما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ففرج عنا فزال الحجر وخرجوا معاتيق يمشون * وأخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن المنذر عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يمشون إذ أصابهم مطر فاووا إلى غار فانطبق عليهم فقال بعضهم لبعض انه والله يا هؤلاء لا ينجيكم الا الصدق فليدع كل رجل منكم بما يعلم انه قد صدق فيه فقال واحد منهم اللهم ان كنت تعلم انه كان لى أجير يعمل لى على فرق من أرز فذهب وتركه وانى عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته فصار من أمره انى اشتريت منه بقرا وانه أتأتي يطلب أجره فقلت له اعمد إلى تلك البقر فسقها فقال لى انما لى عندك فرق من ارز فقلت له اعمد إلى تلك البقر فانها من ذلك الفرق فساقها فان كنت تعلم انى فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا فانساخت عنهم الصخرة فقال الآخر اللهم ان كنت تعلم انه كان لى أبوان شيخان كبيران فكنت آتيهما كل ليلة بلبن غنم لى فابطأت عليهما ليلة فجئت وقد رقدوا أهلى وعيالي يتضاغون من الجوع فكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي فكرهت أن أوقظهما وكرهت أن أدعهما فيستكنا بشربتهما فلم أزل أنتظر حتى طلع الفجر فان كنت تعلم انى فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا فانساخت عنهم الصخرة حتى نظروا إلى السماء فقال الآخر اللهم ان كنت تعلم انه كان لى ابنة عم من أحب الناس إلى وانى راودتها عن نفسها فابت الا ان آتيها بمائة دينار فطلبتها حتى قدرت فاتيتها بها فدفعتها إليها فامكنتني من نفسها فلما قعدت بين رجليها قالت اتق الله ولا تفض الخاتم الا بحقه فقمت وتركت المائة دينار فان كنت تعلم انى فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا ففرج الله عنهم فخرجوا * وأخرج البخاري في تاريخه من حديث ابن عباس مثله * قوله تعالى (إذ أوى الفتية إلى الكهف) * أخرج ابن أب شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال غزونا مع معاوية غزوة المضيق نحو الروم فمررنا بالكهف الذى فيه أصحاب الكهف الذى ذكر الله في القرآن فقال معاوية لو كشف لنا عن هؤلاء فنظرنا إليهم فقال له ابن عباس ليس ذلك لك قد منع الله ذلك من هو خير منك فقال لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا فقال معاوية لا أنتهى حتى أعلم علمهم فبعث رجالا فقال اذهبوا فادخلوا الكهف فانظروا فذهبوا فلما دخلوا الكهف بعث الله عليهم ريحا فاخرجتهم فبلغ ذلك ابن عباس فانشا يحدث عنهم فقال انهم كانوا في مملكة ملك من الجبابرة فجعلوا يعبدون حتى عبدوا الاوثان وهؤلاء الفتية في المدينة فلما رأوا ذلك خرجوا من تلك المدينة فجمعهم الله على غير ميعاد فجعل بعضهم يقول لبعض أين تريدون أن تذهبون فجعل بعضهم يخفى على بعض لانه لا يدرى هذا على ما خرج هذا ولا يدرى هذا فاخذوا العهود والمواثيق ان يخبر بعضهم بعضا فان اجتمعوا على شئ والا كتم بعضهم بعضا فاجتمعوا على كلمة واحدة فقالوا ربنا رب السموات والارض إلى قوله مرفقا قال فقعدوا فجاء أهلهم يطلبونهم لا يدرون أين ذهبوا فرفع أمرهم إلى الملك فقال ليكونن لهؤلاء القوم بعد اليوم شان ناس خرجوا لا يدرى أين ذهبوا في غير خيانة ولا شئ يعرف فدعا بلوح من رصاص فكتب فيه أسماءهم ثم طرح في خزانته فذلك قول الله أم حسبت أن أصحاب الكهف
[ 214 ]
والرقيم والرقيم هو اللوح الذى كتبوا فانطلقوا حتى دخلوا الكهف فضرب الله على آذانهم فقاموا فلو ان الشمس تطلع عليهم لاحرقتهم ولولا أنهم يقلبون لاكلتهم الارض وذلك قول الله وترى الشمس الآية قال ثم ان ذلك الملك ذهب وجاء ملك آخر فعبد الله وترك تلك الاوثان وعدل في الناس فبعثهم الله لما يريد فقال قائل منهم كم لبثتم فقال بعضهم يوما وقال بعضهم يومين وقال بعضهم أكثر من ذلك فقال كبيرهم لا تختلفوا فانه لم يختلف قوم قط الا هلكوا فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فرأى شارة أنكرها ورأى بتيانا أنكره ثم دنا إلى خباز فرمى إليه بدرهم وكانت دراهمهم كخفاف الربع يعنى ولد الناقة فانكر الخباز الدرهم فقال من أين لك هذا الدرهم لقد وجدت كنزا لتدلني عليه أو لارفعنك إلى الامير فقال أو تخوفنى بالامير وأتى الدهقان الامير قال من أبوك قال فلان فلم يعرفه قال فمن الملك قال فلان فلم يعرفه فاجتمع عليهم الناس فرفع إلى عالمهم فسأله فاخبره فقال على باللوح فجئ به فسمى أصحابه فلانا وفلانا وهم مكتوبون في اللوح فقال للناس ان الله قد دلكم على اخوانكم وانطلقوا وركبوا حتى أتوا إلى الكهف فلما دنوا من الكهف قال الفتى مكانكم انتم حتى أدخل أنا على أصحابي ولا تهجموا فيفزعون منكم وهم لا يعلمون ان الله قد أقبل بكم وتاب عليكم فقالوا لتخرجن علينا قال نعم ان شاء الله فدخل فلم يدروا أين ذهب وعمى عليهم فطلبوا وحرضوا فلم يقدروا على الدخول عليهم فقالوا لنتخذن عليهم مسجدا فاتخذوا عليهم مسجدا فجعلوا يصلون عليهم ويستغفرون لهم * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه قال كان أصحاب الكهف أبناء ملوك رزقهم الله الاسلام فتعوذوا بدينهم واعتزلوا قومهم حتى انتهوا إلى الكهف فضرب الله على صماخاتهم فلبثوا دهرا طويلا حتى هلكت أمتهم وجاءت أمة مسلمة وكان ملكهم مسلما واختلفوا في الروح والجسد فقال قائل يبعث الروح والجسد جميعا وقال قائل يبعث الروح وأما الجسد فتأكله الارض فلا يكون شيأ فشق على ملكهم اختلافهم فانطلق فلبس المسوح وجلس على الرماد ثم دعا الله فقال أي رب قد ترى اختلاف هؤلاء فابعث لهم آية تبين لهم فبعث الله أصحاب الكهف فبعثوا أحدهم ليشترى لهم طعاما فدخل السوق فلما نظر جعل ينكر الوجوه ويعرف الطرق ورأى الايمان ظاهرا بالمدينة فانطلق وهو مستخف حتى أتى رجلا يشترى منه طعاما فلما نظر الرجل إلى الورق أنكرها حسبت انه قال كأنها أخفاف الربع يعنى الابل الصغار فقال الفتى أليس ملككم فلان قال الرجل بل ملكنا فلان فلم يزل ذلك بينهما حتى رفعه إلى الملك فنادى في الناس فجمعهم فقال انكم اختلفتم في الروح والجسد وان الله قد بعث لكم آية فهذا الرجل من قوم فلان يعنى ملكهم الذى قبله فقال الفتى انطلقوا بى إلى أصحابي فركب الملك وركب معه الناس حتى انتهى إلى الكهف فقال الفتى دعوني أدخل إلى أصحابي فلما أبصروه وأبصرهم ضرب على آذانهم فلما استبطؤه دخل الملك ودخل الناس معه فإذا أجساد لا يبلى منها شئ غير انها لا أرواح فيها فقال الملك هذه آية بعثها الله لكم فغزا ابن عباس مع حبيب بن مسلمة فمروا بالكهف فإذا فيه عظام فقال رجل هذه عظام أهل الكهف فقال ابن عباس ذهبت عظامهم أكثر من ثلثمائة سنة * واخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال كان أصحاب الكهف أبناء عظماء أهل مدينتهم وأهل شرفهم خرجوا فاجتمعوا وراء المدينة على غير ميعاد فقال رجل منهم هو أشبههم انى لاجد في نفسي شيا ما أظن أحدا يجده قالوا ما تجد قال أجد في نفسي ان ربى رب السموات والارض فقاموا جميعا فقالوا ربنا رب السموات والارض لن ندعو من دونه الها لقد قلنا إذا شطاطا وكان مع ذلك من حديثهم وأمرهم ما قد ذكر الله في القرآن فاجمعوا أن يدخلوا الكهف وعلى مدينتهم إذ ذاك جبار يقال له دقيوس فلبثوا في الكهف ما شاء الله رقودا ثم بعثهم الله فبعثوا أحدهم ليبتاع لهم طعاما فلما خرج إذا هم بحظيرة على باب الكهف فقال ما كانت هذه ههنا عشية أمس فسمع كلاما من كلام المسلمين يذكر الله وكان الناس قد أسلموا بعدهم وملك عليهم رجل صالح فظن انه أخطا الطريق فجعل ينظر إلى مدينته التى خرج منها والى مدينتين وجاهها أسماؤهن اقسوس وايديوس وشاموس فيقول ما أخطات الطريق هذه اقسوس وايديوس وشاموس فعمد إلى مدينته التى خرج منها ثم عمد حتى جاء السوق فوضع ورقة في يد رجل فنظر فإذا ورق ليست بورق الناس فانطلق به إلى الملك وهو خائف فسأله وقال لعل هذا من الفتية الذين خرجوا
[ 215 ]
على عهد دقيوس فانى قد كنت أدعو الله ان يرينيهم وان يعلمنى مكانهم ودعا مشيخة أهل القرية وكان رجل منهم قد كان عنده أسماؤهم وأنسابهم فسألهم فاخبروه فسال الفتى فقال صدق وانطلق الملك وأهل المدينة معه لان يدلهم على أصحابه حتى إذا دنوا من الكهف سمع الفتية حس الناس فقالوا أتيتم ظهر على صاحبكم فاعتنق بعضهم بعضا وجعل يوصى بعضهم بعضا بدينهم فلما دنا الفتى منهم أرسلوه فلما قدم إلى أصحابه ماتوا عند ذلك ميتة الحق فلما نظر إليهم الملك شق عليه ان لم يقدر عليهم أحياء وقال لا أدفنهم إذا فائتوني بصندوق من ذهب فاتاه آت منهم في المنام فقال أردت أن تجعلن في صندوق من ذهب فلا تفعل ودعنا في كهفنا فمن التراب خلقنا واليه نعود فتركهم في كهفهم وبنى على كهفهم مسجدا * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن وهب بن منبه رضى الله عنه قال جاء رجل من حوارى عيسى عليه السلام إلى مدينة أصحاب الكهف فاراد أن يدخلها فقيل على بابها صنم لا يدخلها أحدا الا سجد له فكره ان يدخل فاتى حماما فكان فيه قريبا من تلك المدينة وكان يعمل فيه يؤاجر نفسه من صاحب الحمام ورأى صاحب الحمام في حمامه البركة والرزق وجعل يسترسل إليه وعلقه فتية من أهل المدينة فجعل يخبرهم عن خبر السماء والارض وخبر الآخرة حتى آمنوا به وصدقوه وكانوا على مثل حاله في حسن الهيئة وكان يشترط على صاحب الحمام ان الليل لى ولا تحول بينى وبين الصلاة إذا حضرت حتى أتى ابن الملك بامرأة يدخل بها الحمام فعيره الحوارى فقال أنت ابن الملك وتدخل مع هذه الكداء فاستحيا فذهب فرجع مرة أخرى فسبه وانتهره فلم يلتفت حتى دخل ودخلت معه المرأة فباتا في الحمام جميعا فماتا فيه فاتى الملك فقيل له قتل ابنك صاحب الحمام فالتمس فلم يقدر عليه وهرب من كان يصحبه فسموا الفتية فالتمسوا فخرجوا من المدينة فمروا بصاحب لهم في زرع له وهو على مثل أمرهم فذكروا له انهم التمسوا فانطلق معهم ومعه كلب حتى أواهم الليل إلى الكهف فدخلوا فيه فقالوا نبيت ههنا الليلة حتى نصبح ان شاء الله ثم تروا رأيكم فضرب على آذانهم فخرج الملك باصحابه يبتغونهم حتى وجدوهم قد دخلوا الكهف فلما أراد الرجل منهم ان يدخل أرعب فلم يطق أحد أن يدخله فقال له قائل ألست قلت لو قدرت عليهم قتلتهم قال بلى قال فابن عليهم باب الكهف ودعهم يموتوا عطشا وجوعا ففعل ثم صبروا زمانا ثم ان راعى غنم أدركه المطر عند الكهف فقال لو فتحت هذا الكهف وأدخلت غنمي من المطر فلم يزل يعالجه حتى فتح لغنمه فادخلها فيه ورد الله أرواحهم في أجسادهم من الغد حين أصبحوا فبعثوا أحدهم بورق ليشتر لهم طعاما فكلما أتى باب مدينتهم لا يرى أحد من ورقهم شيأ الا استنكرها حتى جاء رجلا فقال بعنى بهذه الدراهم طعاما فقال ومن اين لك هذه الدراهم قال انى رحت وأصحابي أمس فاتى الليل ثم اصبحنا فارسلوني قال فهذه الدراهم كانت على عهد ملك فلان فانى لك هذه الدراهم فرفعه إلى الملك وكان رجلا صالحا فقال ومن أين لك هذا الورق قال خرجت انا واصحابي أمس حتى إذا أدركنا الليل في كهف كذا وكذا ثم أمروني ان اشترى لهم طعاما قال وأين اصحابك قال في الكهف فانطلق معه حتى أتوا باب الكهف فقال دعوني أدخل إلى أصحابي قبلكم فلما رأوه ودنا منهم ضرب على أذنه وآذانهم فارادوا ان يدخلوا فجعل كلما دخل رجل منهم رعب فلم يقدروا أن يدخلوا إليهم فبنوا عندهم مسجدا يصلون فيه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحاب الكهف أعوان المهدى * وأخرج الزجاجي في أماليه عن ابن عباس في قوله أم حسبت ان أصحاب الكهف والرقيم قال ان الفتية لما هربو من أهليهم خوفا على دينهم فقدوهم فخبروا الملك خبرهم فامر بلوح من رصاص فكتب فيه أسماءهم والقاه في خزانته وقال انه سيكون لهم شان وذلك اللوح هو الرقيم والله أعلم * قوله تعالى (فضربنا على آذانهم) * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله فضربنا على آذانهم يقول أرقدناهم بعثناهم لنعلم أي الحزبين من قوم الفتية أهل الهدى وأهل الضلالة أحصى لما لبثوا انهم كتبوا اليوم الذى خرجوا فيه والشهر والسنة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله أي الحزبين قال من قوم الفتية أحصى لما لبثوا أمدا قال عددا * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا يقول ما كان لواحد من الفريقين علم لا لكفارهم ولا لمؤمنيهم * قوله تعالى (نحن نقص) الآيتين * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم
[ 216 ]
والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما ما بعث الله نبيا الا وهو شاب ولا أوتى العلم عالم الا وهو شاب وقرأ قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم واذ قال موسى لفتاه وانهم فتية أمنوا بربهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع بن أنس في قوله وزدناهم هدى قال اخلاصا * وأخرج ابن ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وربطنا على قلوبهم قال بالايمان وفى قوله لقد قلنا إذا شططا قال كذبا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله لقد قلنا إذا شططا قال جورا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في الآية قال الشطط الخطا من القول * قوله تعالى (واذ اعتزلتموهم) الآية * أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عطاء الخراساني في قوله واذ اعتزلتموهم وما يعبدون الا الله قال كان قوم الفتية يعبدون الله ويعبدون معه آلهة شئ فاعتزلت الفتية عبادة تلك الآلهة ولم تعتزل عبادة الله * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن قتادة رضى الله عنه واذ اعتزلتموهم وما يعبدون الا الله قال هي في مصحف ابن مسعود وما يعبدون من دون الله فهذا تفسيرها * وأخرج ابن ابى حاتم عن مجاهد في قوله فاووا إلى الكهف قال كان كهفهم بين جبلين * وأخرج ابن ابى حاتم عن السدى في قوله ويهئ لكم من أمركم مرفقا يقول غذاء * قوله تعالى (وترى الشمس) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن عباس في قوله تزاور قال تميل وفى قوله تقرضهم قال تذرهم * وأخرج ابن ابى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله تقرضهم قال تتركهم وهم في فجوة منه قال المكان الداخل * وأخرج ابن ابى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله وهم في فجوة منه قال يعنى بالفجوة الخلوة من الارض ويعنى بالخلوة الناحية من الارض * وأخرج ابن المنذر عن أبى مالك في قوله وهم فجوة منه قال في ناحية * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة وتحسبهم يا محمد أيقاظا وهم رقود يقول في رقدتهم الاولى ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال قال وهذا التقليب في رقدتهم الاولى كانوا يقلبون في كل عام مرة * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال قال ستة أشهر على ذى الجنب وستة أشهر على ذى الجنب * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عياض في قوله ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال قال في كل عام مرتين * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله نقلبهم قال في التسع سنين ليس فيما سواه * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال قال كى لا تأكل الارض لحومهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وكلبهم قال اسم كلبهم قطمور * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن قال اسم كلب أصحاب الكهف قطمير * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال قلت لرجل من أهل العلم زعموا ان كلبهم كان اسدا قال لعمر الله ما كان أسدا ولكنه كان كلبا أحمر خرجوا به من بيوتهم يقال له قطمور * وأخرج ابن أبى حاتم عن كثير النواء قال كان كلب أصحاب الكهف اصفر * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق سفيان قال قال رجل بالكوفة يقال له عبيد وكان لا يتهم بكذب قال رأيت كلب أصحاب الكهف أحمر كانه كساء انبجانى * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق جويبر عن عبيد السواق قال رأيت كلب أصحاب الكهف صغير ازنبيا يعنى صيفيا باسطا ذراعيه بفناء باب الكهف وهو يقول هكذا يضرب باذنيه * وأخرج ابن أبى حاتم عن عبد الله بن حميد المكى في قوله وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد قال جعل رزقه في لحس ذراعيه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله بالوصيد قال بالفناء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله بالوصيد قال بالباب * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطية في قوله بالوصيد قال بفناء باب الكهف * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله بالوصيد قال بالصعيد * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد قال ممسك عليهم باب الكهف * وأخرج ابن أبى حاتم عن شهر بن حوشب رضى الله عنه قال كان لى صاحب مات شديد النفس فمر بجانب كهفهم فقال لا انتهى حتى أنظر إليهم فقيل له لا تفعل اما تقرأ لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا فابى الا ان ينظر فاشرف عليهم فابيضت عيناه وتغير شعره وكان يخبر الناس بعد يقول عدتهم سبعة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله أزكى طعاما قال أحل ذبيحة وكانوا يذبحون للطواغيت * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن ابن عباس في قوله أزكى
[ 217 ]
طعاما يعنى أطهر لانهم كانوا يذبحون الخنازير * قوله تعالى (وكذلك أعثرنا عليهم) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وكذلك أعثرنا عليهم قال اطلعنا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال دعا الملك شيوخا من قومه فسألهم عن أمرهم فقالوا كان ملك يدعى دقيوس وان فتية فقدوا في زمانه وانه كتب أسماءهم في الصخرة التى كانت على باب المدينة فدعا بالصخرة فقرأها فإذا فيها اسماؤهم ففرح الملك فرحا شديدا وقال هؤلاء قوم كانوا قد ماتوا فبعثوا ففشا فيهم ان الله يبعث الموتى فذلك قوله وكذلك اعثرنا عليهم ليعلموا ان وعد الله حق وان الساعة لا ريب فيها فقال الملك لاتخذن عند هؤلاء القوم الصالحين مسجدا فلاعبدن الله فيه حتى اموت فذلك قوله قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا * وأخرج عبد الرزاق وابن ابى حاتم عن قتادة في قوله قال الذين غلبوا على امرهم قال هم الامراء أو قال السلاطين * وأخرج ابن ابى حاتم عن سعيد بن جبير قال بنى عليهم الملك بيعة فكتب في أعلاها ابناء الاراكنة ابناء الدهاقين * قوله تعالى (سيقولون ثلاثة) الآية * أخرج ابن ابى حاتم عن السدى في قوله سيقولون ثلاثة قال اليهود ويقولون خمسة قال النصارى * وأخرج ابن أبى حاتم وعبد الرزاق عن قتادة في قوله رجما بالغيب قال قذفا بالظن * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى مسعود رضى الله عنه في قوله ما يعلمهم الا قليل قال نامن القليل كانوا سبعة * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن سعد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله ما يعلمهم الا قليل قال انا من القليل كانوا سبعة * وأخرج الطبراني في الاوسط بسند صحيح عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ما يعلمهم الا قليل قال انا من القليل مكسلمينا وتمليخا وهو المبعوث بالورق إلى المدينة ومرطوس ونينونس ودردونس وكفاشطهواس ومنطفوا سيسوس وهو الراعى والكلب اسمه قطمير دون الكردى وفوق القبطى الالطم فوق القبطى قال أبو عبد الرحمن بلغني ان من كتب هذه الاسماء في شئ وطرحه في حريق سكن الحريق * وأخرج ابن أبى حاتم عن وهب بن منبه قال كل شئ في القرآن قليل والا قليل فهو دون العشرة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فلا تمار فيهم يقول حسبك ما قصصت عليك * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله فلا تمار فيهم الامراء ظاهرا قال يقول الا ما أظهرنا لك من أمرهم ولا تستفت فيهم منهم أحدا قال يقول لا تسال اليهود عن أصحاب الكهف الا ما قد أخبرناك من أمرهم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فلا تمار فيهم الآية قال حسبك ما قصصنا عليك * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس في قوله ولا تستفت فيهم منهم أحدا قال اليهود والله أعلم * قوله تعالى (ولا تقولن لشئ انى فاعل) الآية * أخرج ابن المنذر عن مجاهد أن قريشا اجتمعت فقالوا يا محمد قد رغبت عن ديننا ودين آبائنا فما هذا الدين الذى جئت به قال هذا دين جئت به من الرحمن فقالوا انا لا نعرف الرحمن الا رحمن اليمامة يعنون مسيلمة الكذاب ثم كاتبوا اليهود فقالوا قد نبع فينا رجل يزعم أنه نبى وقد رغب عن ديننا ودين آبائنا ويزعم أن الذى جاء به من الرحمن قلنا لا نعرف الرحمن الا رحمن اليمامة وهو أمين لا يخون وفى لا يغدر صدوق لا يكذب وهو في حسب وثروة من قومه فاكتبوا الينا باشياء نساله عنها فاجتمعت يهود فقالوا ان هذا لوصفه وزمانه الذى يخرج فيه فكتبوا إلى قريش ان سلوه عن أمر أصحاب الكهف وعن ذى القرنين وعن الروح فان يكن الذى أتاكم به من الرحمن فان الرحمن هو الله عزوجل وان يكن من رحمن اليمامة فينقطع فلما أتى ذلك قريشا أتى الظفر في أنفسها فقالوا يا محمد قد رغبت عن ديننا ودين آبائك فحدثنا عن أمر أصحاب الكهف وذى القرنين والروح قال ائتونى غدا ولم يستثن فمكث جبريل عنه ما شاء الله لا ياتيه ثم أتاه فقال سألوني عن أشياء لم يكن عندي بها علم فاجيب حتى شق ذلك على قال ألم ترنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة وكان في البيت جرو كلب ونزلت ولا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربى لاقرب من هذا رشدا من علم الذى سألتموني عنه أن ياتي قبل غد ونزل ما ذكر من أصحاب الكهف ونزل ويسئلونك عن الروح الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم حلف على يمين فمضى له أربعون ليلة فانزل الله ولا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا أن يشاء الله واستثنى النبي صلى الله عليه وسلم بعد أربعين ليلة * وأخرج
[ 218 ]
سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وابن مردويه عن ابن عباس أنه كان يرى الاستثناء ولو بعد سنة ثم قرأ واذكر ربك إذا نسيت قال إذا ذكرت * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني عن ابن عباس في هذه الآية قال إذا نسيت أن تقول لشئ انى أفعله فنسيت أن تقول ان شاء الله فقل إذا ذكرت ان شاء الله * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن أبى العالية في قوله واذكر ربك إذا نسيت قال تستثنى إذا ذكرت * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في رجل حلف ونسى أن يستثنى قال له ثنياه إلى شهر وقرأ واذكر ربك إذا نسيت * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق عمرو بن دينار عن عطاء أنه قال من حلف على يمين فله الثنيا حلب ناقة قال وكان طاوس يقول اما دام في مجلسه * واخرج ابن أبى حاتم عن ابراهيم قال يستثنى مادام في كلامه * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله واذكر ربك إذا نسيت قال إذا نسيت الاستثناء فاستثن إذا ذكرت قال هي خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لاحدنا أن يستثنى الا في صلة يمينه * واخرج سعيد بن منصور عن ابن عمر قال كل استثناء موصول فلا حنث على صاحبه وإذا كان غير موصول فهو حانث * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف فقال ان شاء الله فان شاء مضى وان شاء رجع غير حانت * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سليمان بن داود عليهما السلام لاطوفن الليلة على تسعين امرأة تلد كل امرأة منهن غلاما يقاتل في سبيل الله فقال له الملك قل ان شاء الله فلم يقل فطاف فلم تلد منهن الا امرأة واحدة نصف انسان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى نفسي بيده لو قال ان شاء الله لم يحنث وكان دركا لحاجته * وأخرج ابن ابى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن عكرمة في قوله واذكر ربك إذا نسيت قال إذا غضبت * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات عن الحسن في قوله واذكر ربك إذا نسيت قال إذا لم تقل ان شاء الله * وأخرج البيهقى من طريق المعتمر بن سليمان قال سمعت أبا الحارث عن رجل من أهل الكوفة كان يقرأ القرآن في الآية قال إذا نسى الانسان أن يقول ان شاء الله فتوبته من ذلك أن يقول عسى أن يهدينى ربى لاقرب من هذا رشدا * قوله تعالى (ولبثوا في كهفهم) الآية * أخرج الخطيب في تاريخه عن حكيم بن عقال قال سمعت عثمان بن عفان يقرأ ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين منونة * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال ان الرجل ليفسر الآية يرى أنها كذلك فيهوى أبعد ما بين السماء والارض ثم تلا ولبثوا في كهفهم الآية ثم قال كم لبث القوم قالوا ثلاثمائة وتسع سنين قال لو كانوا لبثوا كذلك لم يقل الله قل الله أعلم بما لبثوا ولكنه حكى مقالة القوم فقال سيقولون ثلاثة إلى قوله رجما بالغيب وأخبر أنهم لا يعلمون قال سيقولون ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة قال في حرف ابن مسعود وقالوا لبثوا في كهفكم الآية يعنى انما قاله الناس ألا ترى انه قال قل الله أعلم بما لبثوا * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ولبثوا في كهفهم ثلثمائة سنين وازدادوا تسعا قال هذا قول أهل الكتاب فرد الله عليهم قل الله أعلم بما لبثوا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك قال لما نزلت هذه الآية ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة قيل يا رسول الله اياما أم شهورا أم سنين فانزل الله سنين وازدادوا تسعا * وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن الضحاك عن ابن عباس موصولا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ثلثمائة سنين وازدادوا تسعا يقول عدد ما لبثوا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله أبصر به وأسمع قال الله يقوله * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله أبصر به وأسمع قال لا أحد أبصر من الله ولا أسمع تبارك وتعالى والله أعلم بالصواب والحمد لله وحده * قوله تعالى (واتل ما أوحى اليك) الآيات * أخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ملتحدا قال ملجأ * وأخرج ابن الانباري في الوقف عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله ولن تجد من دونه ملتحدا ما الملتحد قال المدخل في الارض قال فيه خصيب الضمرى يا لهف نفسي ولهف غير محدثه * على وما عن قضاء الله ملتحد
[ 219 ]
* وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الايمان عن سلمان قال جاءت المؤلفة قلوبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة بن بدر والاقرع بن حابس فقالوا يا رسول الله لو جلست في صدر المجلس وتغيبت عن هؤلاء وأرواح جبابهم يعنون سلمان وأبا ذر وفقراء المسلمين وكانت عليهم جباب الصفوف جالسناك أو حادثناك وأخذنا عنك فانزل الله واتل ما أوحى اليك من كتاب ربك إلى قوله أعتدنا للظالمين نارا يهددهم بالنار * واخرج أبو الشيخ عن سلمان قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتمسهم حتى أصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله فقال الحمد لله الذى لم يمتنى حتى أمرنى ان أصبر نفسي مع رجال من أمتى معكم المحيا والممات * وأخرج عبد بن حميد عن سلمان قال نزلت هذه الآية في وفى رجل دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ومعى شن خوص فوضع مرفقه في صدري فقال تنح حتى القاني على البساط ثم قال يا محمد انا ليمنعنا كثير من أمرك هذا وضرباؤه ان ترى لى قدما وسوادا فلو نحيتهم إذا دخلنا عليك فإذا خرجنا أذنت لهم إذا شئت فلما خرج أنزل الله واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم إلى قوله وكان أمره فرطا * وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف قال نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بعض أبياته واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي فخرج يلتمسهم فوجد قوما يذكرون الله فيهم ثائر الرأس وجاف الجلد وذو الثوب الواحد فلما رآهم جلس معهم وقال الحمد لله الذى جعل في أمتى من أمرنى ان أصبر نفسي معهم * وأخرج البزار عن أبى هريرة وأبى سعيد قالا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقرأ سورة الحجر أو سورة الكهف فسكت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المجلس الذى أمرت ان أصبر نفسي معهم * وأخرج ابن ابى حاتم وابن عساكر من طريق عمر بن ذر عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى إلى نفر من أصحابه منهم عبد الله ابن رواحة يذكرهم بالله فلما رآه عبد الله سكت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أصحابك فقال يا رسول الله أنت أحق فقال أما انكم الملا الذين أمرنى الله ان أصبر نفسي معهم ثم تلا واصبر نفسك الآية * وأخرج الطبراني في الصغير وابن مردويه من طريق عمر بن ذر حدثنى مجاهد عن ابن عباس قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن رواحة وهو يذكر أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما انكم للملا الذين أمرنى الله ان أصبر نفسي معهم ثم تلا واصبر نفسك الآية قال انه ما جلس عدتكم الا جلس معهم عدتهم جليسهم من الملائكة ان سبحوا الله سبحوه وان حمدوا الله حمدوده وان كبروا الله كبروه يصعدون إلى الرب وهو أعلم فيقولون ربنا ان عبادك سبحوك فسبحنا وكبروك فكبرنا وحمدوك فحمدنا فيقول ربنا يا ملائكتي أشهدكم انى قد غفرت لهم فيقولون فيهم فلان الخطاء فيقول هم القوم لا يشقى بهم جليسهم * وأخرج أحمد عن أبى امامة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قاص يقص فامسك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قص فلان أقعد غدوة إلى ان تشرق الشمس احب إلى من ان أعتق أربع رقاب * وأخرج أبو يعلى وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وأبو نصر السجزى في الابانة عن أبى سعيد قال أتى علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن ناس من ضعفة المسلمين ورجل يقرأ علينا القرآن ويدعو لنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذى جعل في أمتى من أمرت ان أصبر نفسي معه ثم قال بشر فقراء المسلمين بالنور التام يوم القيامة يدخلون الجنة قبل الاغنياء بنصف يوم مقدار خمسمائة عام هؤلاء في الجنة يتنعمون وهؤلاء يحاسبون * وأخرج أحمد في الزهد عن ثابت قال كان سلمان في عصابة يذكرون الله فمر النبي صلى الله عليه وسلم فكفوا فقال ما كنتم تقولون قلنا نذكر الله قال فانى رأيت الرحمة تنزل عليكم فاحببت ان أشارككم فيها ثم قال الحمد لله الذى جعل في امتى من أمرت من أصبر نفسي معهم * وأخرج أحمد عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله لا يريدون بذلك الا وجهه الا ناداهم مناد من السماء ان قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيأتكم حسنات * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن نافع قال أخبرني عبد الله بن عمر في هذه الآية واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم انهم الذين يشهدون الصلوات المكتوبة * وأخرج ابن ابى شيبة وابن المنذر عن ابن عباس مثله * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في قوله واصبر نفسك
[ 220 ]
الآية قال نزلت في صلاة الصبح وصلاة العصر * وأخرج ابن ابى حاتم عن عبيد الله بن عبد الله بن عدى بن الخيار في هذه الآية قال هم الذين يقرؤن القرآن * واخرج ابن مردويه من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس في قوله ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا قال نزلت في امية بن خلف وذلك انه دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمر كرهه الله من طرد الفقراء عنه وتقريب صناديد أهل مكة فانزل الله ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا يعنى من ختمنا على قلبه يعنى التوحيد واتبع هواه يعنى الشرك وكان أمره فرطا يعنى فرطا في أمر الله وجهالة بالله * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن بريدة قال دخل عيينة بن حصن على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم حار وعنده سلمان عليه جبة من صوف فثار منه ريح العرق في الصوف فقال عيينة يا محمد إذا نحن أتيناك فاخرج هذا وضرباء من عندك لا يؤذونا فإذا خرجنا فانت وهم أعلم فانزل الله ولا تطع من أغفلنا قلبه الآية * وأخرج ابن ابى حاتم عن الربيع قال حدثنا ان النبي صلى الله عليه وسلم تصدى لامية بن خلف وهو ساه غافل عما يقال له فانزل الله ولا تطع من أغفلنا قلبه الآية فرجع إلى أصحابه وخلى عن أمية فوجد سلمان يذكرهم فقال الحمد لله الذى لم أفارق الدنيا حتى أرانى أقواما من امتى أمرنى ان أصبر نفسي معهم * وأخرج ابن ابى حاتم من طريق مغيرة عن ابراهيم في قوله واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي قال هم أهل الذكر * وأخرج ابن ابى شيبة وابن المنذر من طريق منصور عن ابراهيم في قوله واصبر نفسك الآية قال لا تطردهم عن الذكر * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن ابى جعفر في الآية قال أمر ان يصبر نفسه مع أصحابه يعلمهم القرآن * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس في قوله مع الذين يدعون ربهم قال يعبدون ربهم وقوله ولا تعد عيناك عنهم يقول لا تتعداهم إلى غيرهم * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابى هاشم في الآية قال كانوا يتفاضلون في الحلال والحرام * وأخرج الحكيم الترمذي عن سعيد بن جبير في قوله واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي قال المفاضلة في الحلال والحرام * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن ابراهيم ومجاهد واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي قال الصلوات الخمس وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال نزلت ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا في عيينة ابن حصن قال للنبى صلى الله عليه وسلم قبل ان يسلم لقد آذانى ريح سلمان الفارسى فاجعل لنا مجلسا معك لا يجامعنا فيه واجعل لهم مجلسا منك لا نجامعهم فيه فنزلت * وأخرج ابن ابى شيبة وابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد في قوله وكان أمره فرطا قال ضياعا * قوله تعالى (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) * أخرج ابن ابى حاتم عن قتادة في قوله وقل الحق من ربكم قال الحق وهو القرآن * وأخرج حنيش في الاستقامة وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس في قوله فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر يقول من شاء الله له الايمان آمن ومن شاء الله له الكفر كفر وهو قوله وما تشاؤن الا ان يشاء الله رب العالمين * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس في قوله فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر قال هذا تهديد ووعيد * واخرج ابن ابى حاتم عن رباح بن زيد قال سالت عمر بن حبيب عن قوله فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر قال حدثنى داود بن رافع ان مجاهدا كان يقول فليس بمعجزى وعيد من الله * قوله تعالى (انا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله أحاط بهم سرادقها قال حائط من نار * وأخرج أحمد والترمذي وابن ابى الدنيا في صفة النار وابن جرير وابو يعلى وابن ابى حاتم وابن حبان وابو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابى سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسرادق النار أربعة جدر كافة كل جدار منها أربعون سنة * وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه وابن ابى الدنيا وابن جرير وابن ابى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن يعلى بن امية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان البحر من جهنم ثم تلا نارا أحاط بهم سرادقها * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن قتادة الاحنف بن قيس كان لا ينام في السرادق ويقول لم يذكر السرادق الا لاهل النار * قوله تعالى (وان يستغيثوا) الآية * أخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وأبو يعلى وابن جرير وابن أبى حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أبى سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله بماء كالمهل قال كعكر الزيت فإذا قرب إليه
[ 221 ]
سقطت فروة وجهه فيه * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله كالمهل يقول أسود كعكر الزيت * وأخرج ابن ابى شيبة وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عطية قال سئل ابن عباس عن المهل قال ماء غليظ كدردى الزيت * وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله كالمهل قال كدردى الزيت * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال المهل دردى الزيت * وأخرج عبد بن حميد عن أبى مالك في قوله كالمهل قال دردى الزيت * واخرج هناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني عن ابن مسعود انه سئل عن المهل فدعا بذهب وفضة فإذا به فلما ذاب قال هذا أشبه شئ بالمهل الذى هو شراب أهل النار ولونه لون السماء غير ان شراب أهل النار أشد حرا من هذا * وأخرج ابن ابى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله كالمهل قال القيح والدم أسود كعكر الزيت * واخرج ابن ابى حاتم عن الضحاك في قوله كالمهل قال أسود وهى سوداء وأهلها سود * وأخرج ابن المنذر عن خصيف قال المهل النحاس إذا أديب فهو أشد حرا من النار * وأخرج عبد بن حميد عن الحكم في قوله كالمهل قال مثل الفضة إذا أذيبت * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في قوله كالمهل اشد ما يكون حرا * وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال هل تدرون ما المهل مهل الزيت يعنى آخره * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وساءت مرتفقا قال مجتمعا * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وساءت مرتفقا قال منزلا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله وساءت مرتفقا قال عليها مرتفقون على الحميم حين يشربون ولارتفاق هو المتكا * قوله تعالى (ان الذين آمنوا) الآية * اخرج ابن المبارك وابن أبى حاتم عن المقبرى قال بلغني ان عيسى بن مريم كان يقول يا ابن آدم إذا عملت الحسنة فاله عنها فانها عند من لا يضيعها ثم تلا انا لا نضيع أجر من أحسن عملا وإذا عملت سيئة فاجعلها نصب عينيك * قوله تعالى (يحلون فيها من أساور من ذهب) * أخرج ابن مردويه عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدت أساوره لطمس ضوءه ضوء الشمس كما يطمس ضوء النجوم * وأخرج الطبراني في الاوسط والبيهقي في البعث عن أبى هريرة رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن أدنى أهل الجنة حلية عدلت حليته بحلية أهل الدنيا جميعا لكان ما يحليه الله به في الآخرة أفضل من حلية أهل الدنيا جميعا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن كعب الاحبار قال ان الله ملكا وفى لفظ في الجنة ملك لو شئت ان أسميه لسميته يصوغ حلى أهل الجنة من يوم خلق إلى أن تقوم الساعة ولو أن حليا منها أخرج لرد شعاع الشمس وان لاهل الجنة أكاليل من در لو ان أكليلا منها دلى من السماء الدنيا لذهب بضوء الشمس كما تذهب الشمس بضوء القمر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال ان أهل الجنة يحلون اسورة من ذهب ولؤلؤ وفضة هي أخف عليهم من كل شئ انما هي نور * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله أساور من ذهب قال الاساور المسك * وأخرج البخاري ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء * وأخرج النسائي والحاكم عن عقبة بن عامر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمنع أهله الحلية والحرير ويقول ان كنتم تحبون حلية الجنة وحريرها فلا تلبسوهما في الدنيا * قوله تعالى (ويلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق) * أخرج الطيالسي والبخاري في تاريخه والنسائي والبزار وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عمرو قال قال رجل يا رسول الله أخبرنا عن ثياب أهل الجنة أخلقا تخلق أم نسجا تنسج قال بل يشقق عنها ثمر الجنة * وأخرج ابن مردويه من حديث جابر نحوه * وأخرج البيهقى عن أبى الخير مرثد بن عبد الله قال في الجنة شجرة تنبت السندس منه يكون ثياب أهل الجنة * وأخرج ابن ابى شيبة وابن ابى حاتم عن الضحاك قال الاستبرق الديباج الغليظ وهو بلغة العجم استبره * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن عكرمة قال الاستبرق الديباج الغليظ * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال الاستبرق الغليظ من الديباج * وأخرج ابن ابى حاتم عن عبد الرحمن بن سابط قال يبعث الله إلى العبد من أهل الجنة بالكسوة فتعجبه فيقول لقد رأيت الجنان فما رأيت مثل هذه الكسوة قط فيقول الرسول
[ 222 ]
الذى جاء بالكسوة ان ربك يامر ان تهيئ لهذا العبد مثل هذه الكسوة ما شاء * وأخرج ابن أبى حاتم عن كعب قال لو ان ثوبا من ثياب أهل الجنة نشر اليوم في الدنيا لصعق من ينظر إليه وما حملته أبصارهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن سليم بن عامر قال ان الرجل من أهل الجنة يلبس الحلة من حلل أهل الجنة فيضعها بين أصبعيه فما يرى منها شئ وانه يلبسها فيتعفر حتى تغطى قدميه يكسى في الساعة الواحدة سبعين ثوبا ان أدناها مثل شقيق النعمان وانه يلبس سبعين ثوبا يكاد ان يتوارى وما يستطيع أحد في الدنيا يلبس سبعة أثواب ما يسعه عنقه * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى رافع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كفن ميتا كساه الله من سندس واستبرق الجنة * قوله تعالى (متكئين فيها على الارائك) * أخرج ابن أبى حاتم عن الهيثم بن مالك الطائى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل ليتكئ المتكا مقدار أربعين سنة ما يتحول عنه ولا يمله ياتيه ما اشتهت نفسه ولذت عينه * وأخرج ابن أبى حاتم عن ثابت قال بلغنا أن الرجل يتكئ في الجنة سبعين سنة عنده من أزواجه وخدمه وما أعطاه الله من الكرامة والنعيم فإذا حانت منه نظرة فإذا أزواج له لم يكن يراهم من قبل ذلك فيقلن قد آن لك أن تجعل لنا منك نصيبا * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الارائك السرر في جوف الحجال عليها الفرش منضود في السماء فرسخ * وأخرج البيهقى في البعث عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لا تكون أريكة حتى يكون السرير في الحجلة فان كان سرير بغير حجلة لم يكن أريكة وان كانت حجلة بغير سرير لم تكن أريكة فإذا اجتمعا كانت أريكة * وأخرج ابن أبى شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله على الارائك قال السرر عليها الحجال * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي عن مجاهد رضى الله عنه قال الارائك من لؤلؤ وياقوت * وأخرج عبد بن حميد وابن الانباري في الوقف والابتداء عن الحسن رضى الله عنه قال لم نكن ندرى ما الارائك حتى لقينا رجلا من أهل اليمن فاخبرنا أن الاريكة عندهم الحجلة إذا كان فيها سرير * وأخرج عبد بن حميد عن أبى رجاء قال سئل الحسن رضى الله عنه عن الارائك فقال هي الحجال أهل اليمن يقولون أريكة فلان * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير عن عكرمة رضى الله عنه انه سئل عن الارائك فقال هي الحجال على السرر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه قال الارائك الحجال فيها السرر * قوله تعالى (واضرب لهم مثلا) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله جعلنا لاحدهما جنتين من أعناب قال ان الجنة هي البستان فكان له بستان واحد وجدار واحد وكان بينهما نهر ولذلك كان جنتين فلذلك سماه جنة من قبل الجدار الذى يليها * وأخرج ابن أبى حاتم عن يحيى بن أبى عمرو الشيباني قال نهر أبى فرطس نهر الجنتين قال ابن أبى حاتم وهو نهر مشهور بالرملة * وأخرج ابن ابى حاتم وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله آتت أكلها ولم تظلم منه شيأ قال لم تنقص كل شجر الجنة أطعم * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله وفجرنا خلالهما نهرا يقول وسطهما * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وكان له ثمر يقول مال * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه قال قرأها ابن عباس وكان له ثمر بالضم يعنى أنواع المال * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وكان له ثمر قال ذهب وفضة * وأخرج ابن أبى حاتم عن بشير بن عبيد انه كان قرأ وكان له ثمر برفع الثاء وقال الثمر المال والولدان والرقيق والثمر الفاكهة * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى يزيد المدنى انه كان يقرؤها وكان له ثمر قال الاصل والثمر الثمرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ودخل جنته وهو ظالم لنفسه يقول كفور لنعمة ربه * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله قال ما أظن ان تبيد هذه أبدا يقول تهلك وما أظن الساعة قائمة ولئن كانت قائمة ثم رددت إلى ربى لاجدن خيرا منها منقلبا * قوله تعالى (لكنا هو الله ربى) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن أسماء بنت عميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب الله الله ربى لا أشرك به شيا * قوله تعالى (ولو لا إذ دخلت جنتك) * أخرج سعيد بن منصور وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن عروة انه كان إذا رأى من ماله
[ 223 ]
شيا يعجبه أو دخل حائطا من حيطانه قال ما شاء الله لا قوة الا بالله ويتأول قول الله ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن زياد بن سعد قال كان ابن شهاب إذا دخل أمواله قال ما شاء الله لا قوة الا بالله ويتاول قوله ولولا إذ دخلت جنتك الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن مطرف قال كان مالك إذا دخل بيته قال ما شاء الله قلت لمالك لم تقول هذا قال ألا تسمع الله يقول ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن حفص بن ميسرة قال رأيت على باب وهب بن منبه مكتوبا ما شاء الله وذلك قول الله ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن عمر بن مرة قال ان من أفضل الدعاء قول الرجل ما شاء الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابراهيم بن أدهم قال ما سال رجل مسألة أنجح من أن يقول ما شاء الله * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن يحيى بن سليم الطائفي عمن ذكره قال طلب موسى عليه السلام من ربه حاجة فابطات عليه فقال ما شاء الله فإذا حاجته بين يديه فقال يا رب أنا أطلب حاجتى منذ كذا وكذا أعطيتنيها الآن فأوحى الله إليه يا موسى أما علمت أن قولك ما شاء الله أنجح ما طلبت به الحوائج * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والنسائي عن معاذ بن جبل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا ادلك على باب من أبواب الجنة قال ما هو قال لا حول ولا قوة الا بالله * واخرج ابن سعد وأحمد والترمذي وصححه والنسائي عن قيس بن سعد بن عبادة ان أباه دفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخدمه قال فخرج على النبي صلى الله عليه وسلم وقد صليت ركعتين واضطجعت فضربني برجله وقال ألا ادلك على باب من أبواب الجنة قلت بلى قال لا حول ولا قوة الا بالله * وأخرج أحمد عن أبى امامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابي ذر يا أبا ذر أعلمك كلمة من كنز الجنة قال بلى قال قل لا حول ولا قوة الا بالله * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة لا حول ولا قوة الا بالله * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى أيوب الانصاري قال أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أكثر من قول لا حول ولا قوة الا بالله فانه كنز من كنوز الجنة * وأخرج ابن أبى شيبة عن زيد بن ثابت ان رسول الله صلى اله عليه وسلم كان يقول ألا أدلكم على كنز من كنوز الجنة تكثرون من لا حول ولا قوة الا بالله * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا حول ولا قوة الا بالله كنز من كنوز الجنة * وأخرج أبو يعلى وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنعم الله على عبد نعمة في أهل أو مال أو ولد فيقول ما شاء الله لا قوة الا بالله الا دفع الله عنه كل آفة حتى تأتيه منيته وقرأ ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله * وأخرج ابن أبى حاتم من وجه آخر عن أنس رضى الله عنه قال من رأى شيا من ماله فاعجبه فقال ما شاء الله لا قوة الا بالله لم يصب ذلك المال آفة أبدا وقرأ ولولا إذ دخلت جنتك الآية وأخرجه البيهقى في الشعب عن أنس رضى الله عنه مرفوعا * وأخرج ابن مردويه عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنعم الله عليه نعمة فاراد بقاءها فليكثر من لا حول ولا قوة الا بالله ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله * وأخرج أحمد عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا ادلك على كنز من كنوز الجنة تحت العرش قلت نعم قال ان تقول لا قوة الا بالله قال عمرو بن ميمون قلت لابي هريرة رضى الله عنه لا حول ولا قوة الا بالله فقال لا انها في سورة الكهف ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله * وأخرج ابن منده في الصحابة من طريق حماد بن سلمة عن سماك عن جرير قال خرجت إلى فارس فقلت ما شاء الله لا قوة الا بالله فسمعني رجل فقال ما هذا الكلام الذى لم أسمعه من أحد منذ سمعته من السماء فقلت ما أنت وخبر السماء قال انى كنت مع كسرى فارسلني في بعض أموره فخرجت ثم قدمت فإذا شيطان خلفنى في أهلى على صورتي فبدا لى فقال شارطني على أن يكون لى يوم ولك يوم والا أهلكتك فرضيت بذلك فصار جليسى يحادثنى وأحادثه فقال لى ذات يوم انى ممن يسترق السمع والليلة نوبتي قلت فهل لك ان أختبئ معك قال نعم فتهيا ثم أتانى فقال خذ بمعرفتي واياك أن تتركها فتهلك فاخذت بمعرفته فعرج بى حتى لمست السماء فإذا قائل يقول ما شاء الله لا حول ولا قوة الا بالله فسقطوا لوجوههم وسقطت فرجعت إلى أهلى فإذا أنا به يدخل بعد أيام فجعلت أقول ما شاء الله لا حول ولا قوة الا بالله قال فيذوب لذلك حتى يصير مثل الذباب ثم قال انى قد حفظته
[ 224 ]
فانقطع عنا * وأخرج أحمد في الزهد عن يحيى بن سليم الطائفي عن شيخ له قال الكلمة التى تزجر بها الملائكة الشياطين حين يسترقون السمع ما شاء الله * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن صفوان بن سليم قال ما نهض ملك من الارض حتى يقول لا حول ولا قوة الا بالله * واخرج ابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حول ولا قوة الا بالله دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم * وأخرج ابن مردويه والخطيب والديلمي من طرق عن ابن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أخبرني جبريل أن تفسير لا حول ولا قوة الا بالله انه لا حول عن معصية الله الا بقوة الله ولا قوة على طاعة الله الا بعون الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في لا حول ولا قوة الا بالله قال لا حول بنا على العمل بالطاعة الا بالله ولا قوة لنا على ترك المعصية الا بالله * وأخرج ابن أبى حاتم عن زهير بن محمد أنه سئل عن تفسير لا حول ولا قوة الا بالله قال لا تأخذ ما تحب الا بالله ولا تمتنع مما تكره الا بعون الله * قوله تعالى (ويرسل عليها حسبانا من السماء) الآيات * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الحسبان العذاب * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما أن نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله حسبانا من السماء قال نارا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول بقية معشر صبت عليهم * شآبيب من الحسبان شهب * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله حسبانا من السماء قال نارا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فتصبح صعيدا زلقا قال مثل الجرز * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله حسبانا من السماء قال عذابا فتصبح صعيدا زلقا أي قد حصد ما فيها فلم يترك فيها شئ أو يصبح ماؤها غورا أي ذاهبا قد غار في الارض وأحيط بثمره فاصبح يقلب كفيه قال يصفق على ما أنفق فيها متلهفا على ما فاته * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله صعيدا زلقا قال الصعيد الاملس والزلق التى ليس فيها نبات وأحيط بثمره قال بثمر الجنتين فاهلكت فاصبح يقلب كفيه يقول ندامة عليها وهى خاوية على عروشها قال قلت أسفلها أعلاها * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله أحيط بثمره قال أحاط به أمر الله فهلك * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ولم تكن له فئة قال عشيرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ولم تكن له فئة قال عشيرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ولم تكن له فئة أي جند يعينونه من دون الله وما كان منتصرا أي ممتنعا * قوله تعالى (هنالك الولاية لله الحق) * أخرج ابن أبى حاتم عن مبشر بن عبيد قال الولاية الدين والولاية ما أتولى * قوله تعالى (فاصبح هشيما تذروه الرياح) * أخرج الحاكم وصححه عن صهيب ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد دخولها الا قال حين يراها اللهم رب السموات السبع وما أظللن ورب الارضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما ذرين فانا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها ونعوذ بك من شرها وشر ما فيها * قوله تعالى (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) * أخرج ابن أبى حاتم والخطيب عن سفيان الثوري قال كان يقال انما سمى المال لانه يميل بالناس وانما سميت الدنيا لانها دنت * وأخرج ابن أبى حاتم عن عياض بن عقبة انه مات له ابن يقال له يحيى فلما نزل في قبره قال له رجل والله ان كان لسيد الجيش فاحتسبه فقال وما يمنعنى أن أحتسبه وكان أمس من زينة الدنيا وهو اليوم من الباقيات الصالحات * وأخرج ابن أبى حاتم عن على بن أبى طالب قال المال والبنون حرث الدنيا والعمل الصالح حرث الآخرة وقد يجمعهما الله لاقوام * قوله تعالى (والباقيات الصالحات خير) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله والباقيات الصالحات قال سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وأبو يعلى وابن جرير وابن أبى حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال استكثروا من الباقيات الصالحات قيل وما هن يا رسول الله قال التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد ولا حول ولا قوة الا بالله * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وابن مردويه عن النعمان بن بشير ان
[ 225 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا وان سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر من الباقيات الصالحات * وأخرج النسائي وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني في الصغير والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا جنتكم قيل يا رسول الله أمن عدو قد حضر قال لا بل جنتكم من النار قول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر فانهن ياتين يوم القيامة مقدمات معقبات محسنات وهن الباقيات الصالحات * واخرج الطبراني وابن شاهين في الترغيب في الذكر وابن مردويه عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله هن الباقيات الصالحات وهن يحططن الخطايا كما تحط الشجرة ورقها وهن من كنوز الجنة * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشجرة يابسة فتناول عودا من اعوادها فتناثر كل ورق عليها فقال والذى نفسي بيده ان قائلا يقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر لتتناثر الذنوب عن قائلها كما يتناثر الورق عن هذه الشجرة قول الله في كتابه هن الباقيات الصالحات * وأخرج أحمد عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم والنسائي والبيهقي في الاسماء والصفات عن سمرة بن جندب ما من الكلام شئ أحب إلى الله من الحمد لله وسبحان الله ولا اله الا الله والله أكبر هن أربع فلا تكثر على لا يضرك بايهن بدأت * واخرج ابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عجزتم عن الليل ان تكابدوه والعدو ان تجاهدوه فلا تعجزوا عن قول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر فانهن الباقيات الصالحات * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا جنتك من النار قولوا سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله فانهن المقدمات وانهن المؤخرات وهن المنجيات وهن الباقيات الصالحات * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن مردويه عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لاصحابه خذوا جنتكم مرتين أو ثلاثا قالوا من عدو حضر قال بل من النار قولوا سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله فانهن يجئن يوم القيامة مقدمات ومحسنات ومعقبات وهن الباقيات الصالحات * وأخرج ابن مردويه عن على ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الباقيات الصالحات من قال لا اله الا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله ولا حول ولا قوة الا بالله * وأخرج ابن مردويه من طريق الضحاك عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يثبطكم الليل فلم تقوموه وعجزتم عن النهار فلم تصوموه وبخلتم بالمال فلم تعطوه وجبنتم عن العدو فلم تقاتلوه فاكثروا من سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر فانهن الباقيات الصالحات * وأخرج الطبراني عن سعد بن جنادة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاسلمت وعلمني قل هو الله أحد وإذا زلزلت وقل يا أيها الكافرون وعلمني هؤلاء الكلمات سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر وقال هن الباقيات الصالحات * واخرج أحمد وابن جرير وابن المنذر عن عثمان بن عفان انه سئل عن الباقيات الصالحات قال هي لا اله الا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله * وأخرج البخاري في تاريخه وابن جرير عن ابن عمر انه سئل عن الباقيات الصالحات قال لا اله الا الله والله أكبر وسبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال والباقيات الصالحات قال هي ذكر الله لا اله الا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله وتبارك الله ولا حول ولا قوة الا بالله واستغفر الله وصلى الله على محمد رسول الله والصلاة والصيام والحج والصدقة والعتق والجهاد والصلة وجميع أعمال الحسنات وهن الباقيات الصالحات التى تبقى لاهلها في الجنة وأخرج ابن ابى شيبة وأحمد في الزهد عن سعيد بن المسيب قال كنا عند سعد بن ابى وقاص فسكت سكتة فقال لقد قلت في سكتتى هذه خير مما سقى النيل والفرات قلنا له وما قلت قال قلت سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر واخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس والباقيات الصالحات قال الكلام الطيب * وأخرج ابن ابى شيبة عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يذكرون من جلال الله من تسبيحه وتحميده وتكبيره وتهليله يتعاطفن حول العرش لهن دوى كدوى النحل يذكرن بصاحبهن أو لا يحب
[ 226 ]
أحدكم ان لا يزال عند الرحمن شئ يذكر به وأخرج ابى شيبة عن عبد الله بن ابى اوفى قال أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فذكر انه لا يستطيع ان ياخذ من القرآن شيأ وساله شيأ يجزئ من القرآن فقال له قل سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله * وأخرج ابن ابى شيبة ومسلم عن موسى بن طلحة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات إذا قالهن العبد وضعهن ملك في جناحه ثم عرج بهن فلا يمر على ملا من الملائكة الا صلوا عليهن وعلى قائلهن حتى توضعن بيدى الرحمن سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله وسبحان الله ابرئه عن السوء * وأخرج ابن ابى شيبة عن الحسن البصري قال رأى رجل في المنام ان مناديا نادى في السماء ايها الناس خذوا سلاح فزعكم فعمد الناس وأخذوا السلاح حتى ان الرجل ليجئ وما معه عصا فنادى مناد من السماء ليس هذا سلاح فزعكم فقال رجل من الارض ما سلاح فزعنا فقال سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان أقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر أحب إلى من ان أتصدق بعددها دنانير * وأخرج ابن ابى شيبة عن عبد الله بن عمرو قال لان أقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر أحب إلى من ان أحمل على عدتها من خيل بارسانها * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبى هريرة قال من قال من قبل نفسه الحمد لله رب العالمين كتب الله له ثلاثين حسنة ومحى عنه ثلاثين سيئة ومن قال الله أكبر كتب الله له بها عشرين حسنة ومحا عنه بها عشرين سيئة ومن قال لا اله الا الله كتب الله له بها عشرين حسنة ومحا عنه بها عشرين سيئة * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس أنه قال في قوله والباقيات الصالحات والحسنات يذهبن السيآت الصلوات الخمس * وأخرج ابن المنذر وابن أبى شيبة وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله والباقيات الصالحات قال كل شئ من طاعة الله فهو من الباقيات الصالحات * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن قتادة أنه سئل عن الباقيات الصالحات فقال كل ما أريد به وجه الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله خير عند ربك ثوابا قال خير جزاء من جزاء المشركين * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وخير أملا قال ان لكل عامل أملا يؤمله وان المؤمن من خير الناس أملا * قوله تعالى (ويوم نسير الجبال) * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وترى الارض بارزة قال لا عمران فيها ولا علامة * وأخرج ابن ابى حاتم عن قتادة في قوله وترى الارض بارزة قال ليس عليها بناء ولا شجر * قوله تعالى (وعرضوا على ربك صفا) * أخرج ابن منده في التوحيد عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله ينادى يوم القيامة يا عبادي أنا الله لا اله الا أنا أرحم الراحمين وأحكم الحاكمين وأسرع الحاسبين احضروا حجتكم ويسروا جوابا فانكم مسؤلون محاسبون يا ملائكتي أقيموا عبادي صفوفا على أطراف أنامل أقدامهم للحساب * قوله تعالى (ووضع الكتاب) الآية * أخرج البزار عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج لابن آدم يوم القيامة ثلاثة دواوين ديوان فيه العمل الصالح وديوان فيه ذنوبه وديوان فيه النعم من الله عليه * وأخرج الطبراني عن سعد بن جنادة قال لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين نزلنا قفرا من الارض ليس فيه شئ فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجمعوا من وجد عودا فليات به ومن وجد عظما أو شيأ فليات به قال فما كان الا ساعة حتى جعلناه ركاما فقال النبي صلى الله عليه وسلم أترون هذا فكذلك تجتمع الذنوب على الرجل منكم كما جمعتم هذا فليتق الله رجل لا يذنب صغيرة ولا كبيرة فانها محصاة عليه * وأخرج ابن مردويه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اياك ومحفرات الذنوب فان لها من الله طالبا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله لا يغادر صغيرة ولا كبيرة قال الصغيرة التبسم والكبيرة الضحك * وأخرج ابن أبى الدنيا في ذم الغيبة وابن أبى حاتم عن ابن عباس في الآية قال الصغيرة التبسم بالاستهزاء بالمؤمنين والكبيرة القهقهة بذلك * وأخرج ابن ابى حاتم عن قتادة في قوله ويقولون يا ويلتنا الآية قال يشتكى القوم كما تسمعون الاحصاء ولم يشتك أحد ظلما فاياكم والمحقرات من الذنوب فانها تجتمع على صاحبها حتى تهلكه * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان الثوري في الآية قال سئلوا حتى عن التبسم فقيل فيم تبسمت يوم كذا وكذا * قوله تعالى (واذ قلنا للملائكة اسجدوا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في شعب الايمان
[ 227 ]
عن ابن عباس قال ان من الملائكة قبيلة يقال لهم الجن فكان ابليس منهم وكان يوسوس ما بين السماء والارض فعصى فسخط الله عليه فمسخه الله شيطانا رجيما * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله الا ابليس كان من الجن قال كان خازن الجنان فسمى بالجن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن الضحاك قال اختلف ابن عباس وابن مسعود في ابليس فقال أحدهما كان من سبط من الملائكة يقال لهم الجن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال ان ابليس كان من أشرف الملائكة وأكرمهم قبيلة وكان خازنا على الجنان وكان له سلطان السماء الدنيا وكان له مجمع البحرين بحر الروم وفارس أحدهما قبل المشرق والاآخر قبل المغرب وسلطان الارض وكان مما سولت نفسه مع قضاء الله انه يرى ان له بذلك عظمة وشرفا على أهل السماء فوقع في نفسه من ذلك كبر لم يعلم ذلك أحد الا الله فلما كان عند السجود لآدم حين أمره الله ان يسجد لآدم استخرج الله كبره عند السجود فلعنه إلى يوم القيامة وكان من الجن قال ابن عباس انما سمى بالجنان لانه كان خازنا عليها * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله الا ابليس كان من الجن قال كن من قبيل من الملائكة يقال لهم الجن وكان ابن عباس يقول لو لم يكن من الملائكة لم يؤمر بالسجود وكان على خزانة السماء الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن الانباري في كتاب الاضداد وابو الشيخ في العظمة عن الحسن قال ما كان ابليس من الملائكة طرفة عين وانه لاصل الجن كما ان آدم أصل الانس * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن قال قاتل الله أقواما يزعمون ان ابليس كان من ملائكة الله والله تعالى يقول كان من الجن * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير في قوله كان من الجن قال من خزنة الجنان * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن الانباري في الاضداد من وجه آخر عن سعيد بن جبير في قوله كان من الجن قال هم حى من الملائكة لم يزالوا يصوغون حلى أهل الجنة حتى تقوم الساعة * وأخرج البيهقى في الشعب عن سعيد بن جبير في قوله كان من الجن قال من الجنانين الذين يعملون في الجنة * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن شهاب في قوله الا ابليس كان من الجن قال ابليس أبو الجن كما أن آدم أبو الأنس وآدم من الانس وهو أبوهم وابليس من الجن وهو أبوهم وقد تبين للناس ذلك حين قال الله أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن المسيب رضى الله عنه قال كان ابليس رئيسا من الملائكة في سماء الدنيا * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن منصور قال كانت الملائكة تقاتل الجن فسبى ابليس وكان صغيرا فكان مع الملائكة فتعبد معها * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن شهر بن حوشب قال كان ابليس من الجن الذين طردتهم الملائكة فاسره بعض الملائكة فذهب به إلى السماء * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن قتادة في قوله الا ابليس كان من الجن قال أجن من طاعة الله * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال لما لعن ابليس تغيرت صورته عن صورة الملائكة فجزع لذلك فرن رنة فكل رنة في الدنيا إلى يوم القيامة من رنته * وأخرج أبو الشيخ عن نوف قال كان ابليس رئيس سماء الدنيا * واخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ففسق عن أمر ربه قال في السجود لآدم * وأخرج ابن المنذر عن الشعبى انه سئل عن ابليس هل له زوجه فقال ان ذلك لعرس ما سمعت به * وأخرج ابن أبى الدنيا في مكايد الشيطان وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله أفتتخذونه وذريته قال ولد ابليس خمسة ثبر والاعور وزلنبور ومسوط وداسم فمسوط صاحب الصخب والاعور وداسم لا أدرى ما يفعلان والثبر صاحب المصائب وزلنبور الذى يفرق بين الناس ويبصر الرجل عيوب أهله * وأخرج ابن أبى الدنيا وابو الشيخ عن مجاهد في قوله أفتتخذونه وذريته قال باض ابليس خمس بيضات زلنبور وداسم وثبر ومسوط والاعور فاما الاعور فصاحب الزنا وأما ثبر فصاحب المصائب وأما مسوط فصاحب أخبار الكذب يلقيها على أفواه الناس ولا يجدون لها أصلا وأما داسم فهو صاحب البيوت إذا دخل بيته ولم يسلم دخل معه وإذا أكل أكل معه ويريه من متاع البيت ما لا يحصى موضعه وأما زلنبور فهو صاحب الاسواق ويضع رأسه في كل سوق بين السماء والارض * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله أفتتخذونه وذريتة قال هم أولاده يتوالدون كما يتوالد بنو آدم وهم أكثر عددا * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان قال باض ابليس خمس بيضات
[ 228 ]
وذريته من ذلك قال وبلغني انه ؟ ؟ ؟ ؟ على مؤمن واحد أكثر من ربيعة ومضر * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله بئس للظالمين بدلا قال بئسما استبدلوا بعبادة ربهم إذ أطاعوا ابليس لعنه الله تعالى * قوله تعالى (ما أشهدتهم) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله ما أشهدتهم خلق السموات والارض ولا خلق أنفسهم قال يقول ما أشهدت الشياطين الذين اتخذتم معى هذا وما كنت متخذ المضلين قال الشياطين عضدا قال ولا اتخذتهم عضدا على شئ عضدوني عليه فاعانوني * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وما كنت متخذ المضلين عضدا قال أعوانا * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله وما كنت متخذ المضلين عضدا قال أعوانا * قوله تعالى (وجعلنا بينهم موبقا) * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله وجعلنا بينهم موبقا يقول مهلكا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن مجاهد في قوله موبقا يقول مهلكا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن مجاهد في قوله موبقا قال واد في جهنم * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في البعث عن أنس في قوله وجعلنا بينهم موبقا قال واد في جهنم من قيح ودم * وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي عن ابن عمر في قوله وجعلنا بينهم موبقا قال هو واد عميق في النار فرق الله به يوم القيامة بين أهل الهدى والضلالة * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن عمرو البكالى قال الموبق الذى ذكر الله واد في النار بعيد القعر يفرق به يوم القيامة بين أهل الاسلام وبين سواهم من الناس * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله موبقا قال هو نهر في النار يسيل نارا على حافتيه حيات أمثال البغال الدهم فإذا ثارت إليهم لتأخذهم استغاثوا بالاقتحام في النار منها * وأخرج ابن أبى حاتم عن كعب قال ان في النار أربعة أودية يعذب الله بها أهلها غليظ وموبق وأثام وغى * قوله تعالى (ورأى المجرمون النار) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فظنوا انهم مواقعوها قال علموا * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن جرير وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينصب الكافر يوم القيامة مقدار خمسين ألف سنة كما لم يعمل في الدنيا وان الكافر ليرى جهنم ويظن انها مواقعته من مسيرة أربعين سنة والله أعلم * قوله تعالى (وكان الانسان أكثر شئ جدلا) * أخرج البخاري ومسلم وابن المنذر وابن أبى حاتم عن على رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة ليلا فقال ألا تصليان فقلت يا رسول الله انما أنفسنا بيد الله ان شاء ان يبعثنا بعثنا وانصرف حين قلت ذلك ولم يرجع إلى شيأ ثم سمعته يضرب فخذه ويقول وكان الانسان أكثر شئ جدلا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله وكان الانسان أكثر شئ جدلا قال الجدل الخصومة خصومة القوم لانبيائهم وردهم عليهم ما جاؤا به وكل شئ في القرآن من ذكر الجدل فهو من ذلك الوجه فيما يخاصمونهم من دينهم يردون عليهم ما جاؤا به والله أعلم * قوله تعالى (وما منع الناس ان يؤمنوا) لآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله الا ان تأتيهم سنة الاولين قال عقوبة الاولين * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد انه قرأ أو ياتيهم العذاب قبلا قال قبائل * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله أو ياتيهم العذاب قليلا قال فجاة * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة انه قرأ أو ياتيهم العذاب قبلا أي عيانا * وأخرج ابن أبى حاتم عن الاعمش في قوله قبلا قال جهارا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله أو ياتيهم العذاب قبلا قال مقابلهم فينظرون إليه * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ونسى ما قدمت يداه أي نسى ما سلف من الذنوب الكثيرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله بما كسبوا يقول بما عملوا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله بل لهم موعد قال الموعد يوم القيامة * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله لن يجدوا من دونه موئلا قال ملجأ * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله لن يجدوا من دونه موئلا قال مجوزا وفى قوله وجعلنا لمهلكهم موعدا قال أجلا * وأخرج ابن أبى حاتم عن العباس بن غزوان أسنده في قوله وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا قال قضى الله العقوبة حين عصى ثم أخرها حتى جاء أجلها ثم
[ 229 ]
أرسلها * قوله تعالى (واذ قال موسى لفتاه) الآية * أخرج ابن عساكر من طريق ابن سمعان عن مجاهد قال كان ابن عباس يقول في هذه الآية واذ قال موسى لفتاه لا أبرح يقول لا أنفك ولا أزال حتى أبلغ مجمع البحرين يقول ملتقى البحرين أو أمضى حقبا يقول أو أمضى سبعين خريفا فلما بلغا مجمع بينهما يقول بين البحرين نسيا حوتهما يقول ذهب منهما وأخطاهما وكان حوتا مليحا معهما يحملانه فوثب من المكتل إلى الماء فكان سبيله في البحر سربا فانسى الشيطان فتى موسى ان يذكره وكان فتى موسى يوشع بن نون واتخذ سبيله في البحر عجبا يقول موسى عجب من أثر الحوت ودوراته التى غار فيها قال ذلك ما كنا نبغى قول موسى فذاك حيث أخبرت انى أجد الخضر حيث يفارقنى الحوت فارتدا على آثارهما قصصا يقول اتبع موسى ويوشع اثر الحوت في البحر وهما راجعان على ساحل البحر فوجدا عبدا من عبادنا يقول فوجدا خضرا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما قال الله تعالى وفوق كل ذى علم عليم فصحب موسى الخضر وكان من شانهما ما قص الله في كتابه * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات من طريق سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس ان نوفا البكالى يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس موسى صاحب بن اسرائيل قا لابن عباس كذب عدو الله حدثنا أبى بن كعب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان موسى قام خطيبا في بنى اسرائيل فسئل أي الناس أعلم فقال أنا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه فأوحى الله إليه ان لى عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك قال موسى يا رب كيف لى به قال تأخذ معك حوتا تجعله في مكتل فحيثما فقدت الحوت فهو ثم فاخذ حوتا فجعله في مكتل ثم انطلق وانطلق معه فتاه يوشع بن نون حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤسهما فناما واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه فسقط في البحر فاتخذ سبيله في البحر سربا وأمسك الله عن الحوت جريه الماء فصار عليه مثل الطاق فلما استيقظ نسى صاحبه أن يخبره بالحوت فانطلقا بقية يومهما وليلتهما حتى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال ولم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذى أمره الله به فقال له فتاه أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فانى نسيت الحوت وما أنسانيه الا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا قال فكان للحوت سربا ولموسى ولفتاه عجبا فقال موسى ذلك ما كنا نبغى فارتدا على آثارهما قصصا قال سفيان يزعم ناس ان تلك الصخرة عندها عين الحياة ولا يصيب ماؤها ميتا الا عاش قال وكان الحوت قد أكل منه فلما قطر عليه الماء عاش قال فرجعا يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة فإذا رجل مسجى بثوب فسلم عليه موسى فقال الخضر وانى بارضك السلام قال انا موسى قال موسى بنى اسرائيل قال نعم أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا قال انك لن تستطيع معى صبرا يا موسى انى على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت وأنت على علم من علم الله علمك الله لا أعلمه فقال موسى ستجدني ان شاء الله صابرا ولا أعصى لك أمرا فقال له الخضر فان اتبعتنى فلا تسألني عن شئ حتى احدث لك منه ذكرا فانطلقا يمشيان على ساحل البحر فمرت بهم سفينة فكلموهم أن يحملوهم فعرفا الخضر فحملوه بغير نول فلما ركبا في السفينة فلم يفجأه الا والخضر قد قلع لوحا من ألواح السفينة بالقدوم فقال له موسى قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيأ امرا فقال ألم أقل انك لن تستطيع معى صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمرى عسرا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت الاولى من موسى نسيانا قال وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر في البحر نقرة فقال له الخضر ما علمي وعلمك من علم الله الا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر ثم خرجا من السفينة فبينما هما يمشيان على الساحل إذ ابصر الخضر غلاما يلعب مع
[ 230 ]
الغلمان فاخذ الخضر رأسه بيده فاقتلعه بيده فقتله فقال له موسى أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيأ نكرا قال ألم أقل لك انك لن تستطيع معى صبرا قال وهذه أشد من الاولى قال ان سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدنى عذرا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فابوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقص قال مائل فاخذ الخضر بيده هكذا فاقامه فقال موسى قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا لو شئت لاتخذت عليه أجرا فقال هذا فراق بينى وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما قال سعيد بن جبير وكان ابن عباس يقرأ وكان أمامهم ملك ياخذ كل سفينة صالحة غصبا وكان يقرأ وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه من طريق آخر عن سعيد بن جبير قال انا لعند ابن عباس في بيته إذ قال سلونى قلت أي أبا عباس جعلني الله فدءك بالكوفة رجل قاص يقال له نوف يزعم أنه ليس بموسى بنى اسرائيل قال كذب عدو الله حدثنى أبى بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان موسى عليه السلام ذكر الناس يوما حتى إذا فاضت العيون ورقت القلوب ولى فادركه رجل فقال أي رسول الله هل في الارض أحد أعلم منك قال لا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إلى الله تعالى قيل بلى قال أي رب فاين قال بمجمع البحرين قال أي رب اجعل لى علما أعلم به ذلك قال خذ حوتا ميتا حيت ينفخ فيه الروح فاخذ حوتا فجعله في مكتل فقال لفتاه لا اكلفك الا أن تخبرني بحيث يفارقك الحوت قال ما كلفت كثيرا قال فبينا هو في ظل صخرة في مكان سريان أن تضرب الحوت وموسى نائم فقال فتاه لا اوقظه حتى إذا استيقظ نسى أن يخبره وتضرب الحوت حتى دخل البحر فامسك الله عنه جرية البحر حتى كان أثره في حجر قال موسى لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال قد قطع الله عنك النصب فرجعا فوجدا خضرا على طنفسة خضراء على كبد البحر مسجى بثوبه قد جعل طرفه تحت رجليه وطرفه تحت رأسه فسلم عليه موسى فكشف عن وجهه وقال هل بارض من سلام من أنت قال أنا موسى قال موسى بنى اسرائيل قال نعم قال فما شأنك قال جئت لتعلمني مما علمت رشدا قال أما يكفيك ان التوراة بيديك وان الوحى ياتيسك يا موسى ان لى علما لا ينبغى ان تعلمه وان لك علما لا ينبغى لى ان أعلمه فاخذ طائر بمنقاره من البحر فقال والله ما علمي وعلمك في جنب على الله الا كما أخذ الطير منقاره من البحر حتى إذا ركبا في السفينة وجدا معابر صغارا تحمل أهل الساحل إلى أهل هذا الساحل الآخر فعرفوه فقالوا عبد الله الصالح لا نحمله باجر فخرقها ووتد فيها وتدا قال موسى أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيا امرا قال ألم أقل انك لن تستطيع معى صبرا كانت الاولى نسيانا والوسطى والثالثة عمدا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمرى عسرا فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله ووجد غلمانا يلعبون فاخذ غلاما كافرا ظريفا فاضجعه ثم ذبحه بالسكين فقال أقتلت نفسا زكية لم تعمل الحنث قال ابن عباس قرأها زكية زاكية مسلمة كقولك غلاما زكيا فانطلقا فوجدا جدارا يريد ان ينقض فاقامه قال بيده هكذا ورفع يده فاستقام قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال أجرا تأكله وكان وراءهم ملك قرأها ابن عباس وكان امامهم ملك يزعمون مدد بن ندد والغلام المقتول اسمه يزعمون جيسور ملك ياخذ كل سفينة صالحة غصبا فاردت إذا هي مرت به ان يدعها لعيبها فإذا جاوزوا أصلحوها فانتفعوا بها ومنهم من يقول سدوها بالقار وكان أبواه مؤمنين وكان كافرا فخشينا ان يرهقهما طغيانا وكفرا أي يحملهما حبه على ان يتابعاه على دينه فاردنا ان يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحماهما به أرحم منهما بالاول الذى قتل خضر وزعم غير سعيد انهما أبدلا جارية * وأخرج عبد بن حميد ومسلم وابن مردويه من وجه آخر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وكنا عنده فقال القوم ان نوفا الشامي يزعم ان الذى ذهب يطلب العلم ليس بموسى بنى اسرائيل فكان ابن عباس متكئا فاستوى جالسا فقال كذب نوف حدثنى أبى بن كعب انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول رحمة الله علينا وعلى موسى لولا انه عجل واستحيا وأخذته دمامة من صاحبه فقال له ان سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني لرأى من صاحبه عجبا قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر نبيا من الانبياء يدأ بنفسه فقال رحمة الله علينا وعلى صالح رحمة الله علينا وعلى أخى عاد ثم قال ان موسى بينا هو يخطب
[ 231 ]
قومه ذات يوم إذ قال لهم ما في الارض أحدا أعلم منى فأوحى الله إليه ان في الارض من هو أعلم منك وآية ذلك ان تزود حوتا مالحا فإذا فقدته فهو حيث تفقده فتزود حوتا مالحا فانطلق هو وفتاه حتى إذا بلغا المكان الذى أمروا به فلما انتهوا إلى الصخرة انطلق موسى يطلبه ووضع فتاه الحوت على الصخرة فاضطرب فاتخذ سبيله في البحر سربا قال فتاه إذا جاء نبى الله حدثته فانساه الشيطان فانطلقا فأصابهما ما يصيب المسافر من النصب والكلال حين جاوز ما أمر به فقال موسى لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال فتاه يا نبى الله أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فانى نسيت الحوت ان أحدثك وما أنسانيه الا الشيطان فاتخذ سبيله في البحر سربا قال ذلك ما كنا نبغى فرجعا على آثارهما قصصا يقصان الاثر حتى انتهينا إلى الصخرة فاطاف فإذا هو برجل مسجى بثوب فسلم عليه فرفع رأسه فقال له من انت قال موسى قال من موسى قال موسى بنى اسرائيل قال فما لك قال أخبرت ان عندك علما فاردت ان أصحبك قال انك لن تستطيع معى صبرا قال ستجدني ان شاء الله صابرا ولا أعصى لك أمرا قال كيف تصبر على ما لم تحط به خبرا قال قد أمرت ان أفعله قال فان اتبعتنى فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة فخرج من كان فيها وتخلف ليخرقها فقال له موسى تخرقها لتغرق أهلها لقد جئت شيا امرا قال ألم أقل انك لن تستطيع معى صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمرى عسرا فانطلقا حتى إذا أتوا على غلمان يلعبون على ساحل البحر وفيهم غلام ليس في الغلمان أحسن ولا ألطف منه فاخذه فقتله فنفر موسى عند ذلك وقال أقتلت نفسا زاكية بغير نفس لقد جئت شيا نكرا قال ألم أقل لك انك لن تستطيع معى صبرا قال فاخذته دمامة من صاحبه واستحيا فقال ان سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدنى عذرا فانطلقا حتى أتيا أهل قرية وقد أصاب موسى جهد شديد فلم يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد ان ينقض فاقامه قال له موسى مما نزل به من الجهد لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بينى وبينك سانبئك بتأويل ما لم تستطيع عليه صبرا فاخذ موسى بطرف ثوبه فقال حدثنى أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر وكان وراءهم ملك ياخذ كل سفينة غصبا فإذا مر عليها فرآها متخرقة تركها ورقعها أهلها بقطعة من خشب فانتفعوا بها وأما الغلام فانه كان طبع يوم طبع كافرا وكان قد ألقى عليه محبة من أبويه ولو عصياه شيا لارهقهما طغيانا وكفرا فاراد ربك ان يبدلهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما فوقع أبوه على أمه فعلقت خيرا منه زكاة وأقرب رحما وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين إلى آخر الآية * وأخرج من وجه آخر عن سعيد بن جبير قال جلست عند ابن عباس وعنده نفر من أهل الكتاب فقال بعضهم ان نوفا يزعم عن أبى بن كعب ان موسى النبي الذى طلب العلم انما هو موسى بن ميشا فقال ابن عباس كذب نوف حدثنى أبى بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان موسى بنى اسرائيل سال ربه فقال أي رب ان كان في عبادك أحد أعلم منى فدلني قال نعم في عبادي من هو أعلم منك فنعت له مكانه فاذن له في لقيه فخرج موسى ومعه فتاه ومعه حوت مليح قد قيل إذا حيى هذا الحوت في مكان فصاحبك هنالك وقد أدركت حاجتك فخرج موسى ومعه فتاه ومعه ذلك الحوت يحملانه فسار حتى جهده السير وانتهى إلى الصخرة والى ذلك الماء ماء الحياة من شرب منه خلد ولا يقاربه شئ ميت الا حيى فلما نزلا ومس الحوت الماء حيى فاتخذ سبيله في البحر سربا فانطلقا فلما جاوزا قال موسى لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال الفتى وذكر أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فانى نسيت الحوت وما انسانية الا الشيطان أن اذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا قال ابن عباس فظهر موسى على الصخرة حين انتهيا إليها فإذا رجل ملتف في كسائه فسلم موسى فرد عليه ثم قال له ما جاء بك ان كان لك في قومك لشغل قال له موسى جئتك لتعلمني مما علمت رشدا قال انك لن تستطيع معى صبرا وكان رجلا يعلم علم الغيب قد علم ذلك فقال موسى بلى قال وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا أي ان ما تعرف ظاهر ما ترى من العدل ولم تحط من علم الغيب بما أعلم قال ستجدني ان شاء الله صابرا ولا أعصى لك أمرا وان رأيت ما يخالفني قال فان اتبعتنى فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا فانطلقا يمشيان على ساحل البحر يتعرضان الناس يلتمسان من يحملهما حتى مرت بها سفينة جديدة وثيقة لم يمر بهما من السفن شئ أحسن منها ولا أجمل ولا أوثق منها فسالا أهلها ان يحملوهما فحملوهما فلما
[ 232 ]
اطمانا فيها ولجت بهما مع أهلها أخرج منقارا له ومطرقة ثم عمد إلى ناحية منها فضرب فيها بالمنقار حتى خرقها ثم أخذ لوحا فطبقه عليها ثم جلس عليها يرقعها قال له موسى ورأى أمرا أفظع به أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيأ امرا قال ألم أقل انك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت أي بما تركت من عهدك ولا ترهقني من أمرى عسرا ثم خرجا من السفينة فانطلقا حتى أتيا قرية فإذا غلمان يلعبون فيهم غلام ليس في الغلمان غلام أظرف منه ولا أوضأ منه فاخذ بيده وأخذ حجرا فضرب به رأسه حتى دمغه فقتله فرأى موسى عليه السلام أمرا فظيعا لا صبر عليه صبى صغير قتله لا ذنب له قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس أي صغيرة لقد جئت شيا نكرا قال ألم أقل لك انك لن تستطيع معى صبرا قال ان سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدنى عذرا أي قد عذرت في شانى فانطلقا حتى أتيا أهل قرية استطعما أهلها فابوا ان يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد ان ينقض فهدمه ثم قعد يبنيه فضجر موسى مما يراه يصنع من التكليف وما ليس عليه صبر فقال لو شئت لاتخذت عليه أجرا أي قد استطعمناهم فلم يطعمونا واستضفناهم فلم يضيفونا ثم قعدت تعمل في غير صنيعة ولو شئت لاعطيت عليه أجرا في عملك قال هذا فراق بينى وبينك سانبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فاردت ان أعيبها وكان وراءهم ملك ياخذ كل سفينة صالحة غصبا في قراءة أبى بن كعب كل سفينة صالحة وانما عيبها لطرده عنها فسلمت منه حين رأى العيب الذى صنعت بها وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا ان يرهقهما طغيانا وكفرا فاردنا ان يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فاراد ربك ان يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمرى أي ما فعلته عن نفسي ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا فكان ابن عباس يقول ما كان الكنز الا علما * وأخرج ابن عساكر من وجه آخر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قام موسى خطيبا لبنى اسرائيل فابلغ في الخطبة وعرض في نفسه ان أحدا لم يؤت من العلم ما أوتى وعلم الله الذى حدث نفسه من ذلك فقال له يا موسى ان من عبادي من قد آتيته من العلم ما لم أوتك قال فادللني عليه حتى أتعلم منه قال يدلك عليه بعض زادك فقال لفناه يوشع لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضى حقبا قال فكان فيما تزوداه حوت مملوح وكانا يصيبان منه عند العشاء والغداء فلما انتهينا إلى الصخرة على ساحل البحر وضع فتاه المكتل على ساحل البحر فاصاب الحوت ندى الماء فتحرك في المكتل فقلب المكتل وأسرب في البحر فلما جاوز احضر الغداء فقال آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا فذكر الفتى قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فانى نسيت الحوت وما انسانية الا الشيطان أن اذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا فذكر موسى ما كان عهد إليه انه يدلك عليه بعض زادك قال ذلك ما كنا نبغى أي هذه حاجتنا فارتدا على آثارهما قصصا يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة التى فعل فيها الحوت ما فعل فابصر موسى أثرا الحوت فاخذ أثر الحوت يمشيان على الماء حتى انتهيا إلى جزيرة من جزائر العرب فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما قال له موسى هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا فاقر له بالعلم قال انك لن تستطيع معى صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا قال ستجدني ان شاء الله صابرا ولا أعصى لك أمرا قال فان اتبعتنى فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا يقول حتى أكون أنا أحدث ذلك لك فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها إلى قوله فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما على ساحل البحر في غلمان يلعبون فعهد إلى أجودهم وأصبحهم فقتله قال أقتلت نفسا زاكية بغير نفس لقد جئت شيا نكرا قال ألم أقل لك انك لن تستطيع معى صبرا قال ابن عباس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستحى نبى الله موسى عند ذلك فقال ان سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدنى عذرا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها إلى قوله سانبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فاردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك ياخذ كل سفينة غصبا قال وهى في قراءة أبى بن كعب يأخذ كل سفينة صالحة غصبا فاردت أن أعيبها حتى لا ياخذها الملك فإذا جاوزوا الملك رقعوها فانتفعوا بها وبقيت لهم وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين إلى قوله ذلك تأويل ما لم تسطع
[ 233 ]
عليه صبرا قال فجاء طائر هذه الحمرة فيلع فجعل يغمس منقاره في البحر فقال له يا موسى ما يقول هذا الطائر قال لا أدرى قال هذا يقول ما علمكما الذى تعلمان في علم الله الا كما أنقص بمنقارى من جميع ما في هذا البحر * وأخرج الرويانى وابن عساكر من وجه آخر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال بينما موسى عليه السلام يذكر بنى اسرائيل إذ حدث نفسه انه ليس أحد من الناس أعلم منه فأوحى الله إليه انى قد علمت ما حدثت به نفسك فان من عبادي رجلا أعلم منك يكون على ساحل البحر فأته فتعلم منه واعلم انه الآية الدالة لك على مكانه زادك الذى تزود به فاينما فقدته فهناك مكانه ثم خرج موسى وفتاه قد حملا حوتا مالحا في مكتل وخرجا يمشيان لا يجدان لغوبا ولا عنتا حتى انتهيا إلى العين الذى كان يشرب منها الخضر فمضى موسى وجلس فتاه فشرب منها فوثب الحوت من المكتل حتى وقع في الطين ثم جرى فيه حتى وقع في البحر فذلك قوله تعالى فاتخذ سبيله في البحر سربا فانطلق حتى لحق موسى فلما لحقه أدركه العياء فجلس وقال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال ففقد الحوت فقال انى نسيت الحوت الآية يعنى فتى موسى اتخذ سبيله في البحر عجبا قال ذلك ما كنا نبغى إلى قصصا فانتهيا إلى الصخرة فاطاف بها موسى فلم ير شيا ثم صعد فإذا على ظهرها رجل متلفف بكسائه نائم فسلم عليه موسى فرفع رأسه فقال أنى السلام بهذا المكان من أنت قال موسى بنى اسرائيل قال فما كان لك في قومك شغل عنى قال انى أمرت بك قال فقال الخضر انك لن تستطيع معى صبرا قال ستجدني ان شاء الله صابرا الآية قال فان اتبعتنى فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا فخرجا يمشيان حتى انتهيا إلى ساحل البحر فإذا قوم قد ركبوا في سفينة يريدون ان يقطعوا البحر ركبوا معهم فلما كانوا في ناحية البحر أخذ الخضر حديدة كانت معه فخرق بها السفينة قال أخرقتها لتغرق أهلها الآية قال ألم أقل الآية قال لا تؤاخذني الآية فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية فوجدا صبيانا يلعبون يريدون القرية فاخذ الخضر غلاما منهم وهو أحسنهم والطفهم فقتله قال له موسى أقتلت نفسا زكية الآية قال ألم أقل لك الآية قال ان سألتك الآية فانطلقا حتى انتهيا إلى قرية لئام وبهما جهد فاستطعموهم فلم يطعموهم فرأى الجدار مائلا فمسحه الخضر بيده فاستوى فقال لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال له موسى قد ترى جهدنا وحاجتنا لو سألتهم عليه أجرا اعطوك فنتعشى به قال هذا فراق بينى وبينك قال فاخذ موسى بثوبه فقال أنشدك الصحبة الا أخبرتني عن تأويل ما رأيت قال أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر الآية خرقتها لاعيبها فلم تؤخذ فاصلحها أهلها فامتنعوا بها وأما الغلام فان الله جعله كافرا وكان أبواه مؤمنين فلو عاش لارهقهما طغيانا وكفرا فاردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس قال لما ظهر موسى وقومه على مصر أنزل قومه بمصر فلما استقرت بهم الدار أنزل الله وذكرهم بايام الله فخطب قومه فذكر ما آتاهم الله من الخير والنعم وذكرهم إذ نجاهم الله من آل فرعون وذكرهم هلاك عدوهم وما استخلفهم الله في الارض وقال كلم الله موسى نبيكم تكليما واصطفانى لنفسه وأنزل على محبة منه وآتاكم من كل شئ سالتموه ونبيكم أفضل أهل الارض وأنتم تقرون اليوم فلم يترك نعمة أنعمها الله عليهم الا عرفهم اياها فقال له رجل من بنى اسرائيل فهل على الارض أعلم منك يا نبى الله قال لا فبعث الله جبريل إلى موسى فقال ان الله يقول وما يدريك أين أضع على بلى على ساحل البحر رجل أعلم قال ابن عباس هو الخضر فسال موسى ربه انه يريه اياه فأوحى الله إليه أن ائت البحر فانك تجد على ساحل البحر حوتا فخذه فادفعه إلى فتاك ثم الزم شط البحر فإذا نسيت الحوت وذهب منك فثم تجد العبد الصالح الذى تطلب فلما طال صعود موسى ونصب فيه سأل فتاه عن الحوت قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فانى نسيت الحوت وما أنسانيه الا الشيطان ان أذكره لك قال الفتى لقد رأيت الحوت حين اتخذ سبيله في البحر سربا فاعجب ذلك موسى فرجع حتى أتى الصخرة فوجد الحوت فجعل الحوت يضرب في البحر ويتبعه موسى يقدم عصاه يفرج بها عنه الماء ويتبع الحوت وجعل الحوت لا يمس شيأ من البحر الا يبس حتى يكون صخرة فجعل نبى الله يعجب من ذلك حتى انتهى الحوت إلى جزيرة من جزائر البحر فلقى الخضر بها فسلم عليه فقال الخضر وعليك السلام وانى يكون هذا السلام بهذا الارض ومن أنت قال أنا موسى فقال له
[ 234 ]
الخضر أصاحب بنى اسرائيل فرحب به وقال ما جاء بك قال جئتك على أن تعلمني مما علمت رشدا قال انك لن تستطيع معى صبرا يقول لا تطيق ذلك قال موسى ستجدني ان شاء الله صابرا ولا أعصى لك أمرا فانطلق به وقال له لا تسألني عن شئ أصنعه حتى أبين لك شانه فذلك قوله حتى أحدث لك منه ذكرا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والخطيب وابن عساكر من طريق هرون بن عنترة عن أبيه عن ابن عباس قال سال موسى ربه فقال رب أي عبادك أحب اليك قال الذى يذكرنى ولا ينساني قال فاى عبادك أقضى قال الذى يقضى بالحق ولا يتبع الهوى قال فاى عبادك أعلم قال الذى يبتغى علم الناس إلى علمه عسى أن يصيب كلمة تهديه إلى هدى أو ترده عن ردى قال وقد كان حدث موسى نفسه انه ليس أحد أعلم منه قال رب فهل أحد أعلم منى قال نعم قال فاين هو قيل له عند الصخرة التى عندها العين فخرج موسى يطلبه حتى كان ما ذكر الله وانتهى موسى إليه عند الصخرة فسلم كل واحد منهما على صاحبه فقال له موسى انى أريد ان تصحبني قال انك لن تطيق صحبتي قال بلى قال فان صحبتني فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا فسار به في البحر حتى انتهى إلى مجمع البحرين وليس في البحر مكان أكثر ماء منه قال وبعث الله الخطاف فجعل يستقى منه بمنقاره فقال لموسى كم ترى هذا الخطاف رزأ بمنقاره من الماء قال ما أقل ما رزا قال فان علمي وعلمك في علم الله كقدر ما استقى هذا الخطاف من هذا الماء وذكر تمام الحديث في خرق السفينة وقتل الغلام واصلاح الجدار فكان قول موسى في الجدار لنفسه شيا من الدنيا وكان قوله في السفينة وفى الغلام لله عزوجل * وأخرج الدارقطني في الافراد وابن عساكر من طريق مقاتل بن سلميان عن الضحاك عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الخضر ابن آدم لصلبه ونسئ له في أجله حتى يكذب الدجال * وأخرج البخاري وأحمد والترمذي وابن أبى حاتم عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انما سمى الخضر لانه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من خلفه خضراء * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انما سمى الخضر خضرا لانه صلى على فروة بيضاء فاهتزت خضراء * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن عساكر عن مجاهد قال انما سمى الخضر لانه إذا صلى اخضر ما حوله * وأخرج ابن عساكر عن ابن اسحق قال حدثنا أصحابنا ان آدم عليه السلام لما حضره الموت جمع بنيه فقال يا بنى ان الله سينزل عليه أهل الارض عذابا فليكن جسدي معكم في المغارة حتى إذا هبطتم فابعثوني وادفنوني بارض الشام فكان جسده معهم فلما بعث الله نوحا ضم ذلك الجسد وأرسل الله الطوفان على الارض فغرقت الارض زمانا فجاء نوح حتى نزل بابل وأوصى بنيه الثلاثة وهم سام وحام ويافث ان يذهبوا بجسده إلى المغار الذى أمرهم أن يدفنوه به فقالوا الارض وحشية لا أنيس بها ولا نهتدي لطريق ولكن كف حتى يعظم الناس ويكثروا فقال لهم نوح ان آدم قد دعا الله ان يطيل عمر الذى يدفنه إلى يوم القيامة فلم يزل جسد آدم حتى كان الخضر عليه السلام هو الذى تولى دفنه فانجز الله له ما وعده فهو يحيا ما شاء الله له ان يحيا * وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن المسيب ان الخضر عليه السلام أمه رومية وأبوه فارسي * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لما لقى موسى الخضر جاء طير فالقى منقاره في الماء فقال الخضر لموسى تدرى ما يقول هذا الطائر قال وما يقول قال يقول ما علمك وعلم موسى في علم الله الا كما أخذ منقاري من الماء * وأخرج البخاري في تاريخه والترمذي والبزار وحسنه وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه عن أبى الدرداء في قوله وكان تحته كنز لهما قال أحلت لهم الكنوز وحرمت عليهم الغنائم وأحلت لنا الغنائم وحرمت علينا الكنوز * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه والبزار عن أبى ذر رفعه قال ان الكنز الذى ذكره الله في كتابه لوح من ذهب مضمن عجبت لمن أيقن بالقدر ثم نصب وعجبت لمن ذكر النار ثم ضحك وعجبت لمن ذكر الموت ثم غفل لا اله الا الله محمد رسول الله * وأخرج الشيرازي في الالقاب عن عطاء بن أبى رياح عن ابن عباس قال كان اللوح الذى ذكر الله تعالى في كتابه وكان تحته كنز لهما حجرا منقورا فيه بسم الله الرحمن الرحيم عجبا لمن يعلم ان القدر حق كيف يحزن وعجبا لمن يعلم ان الموت حق كيف يفرح وعجبا لمن يرى الدنيا وغرورها وتقلبها باهلها كيف يطمئن إليها لا اله الا الله محمد رسول الله * وأخرج الخرائطي في قمع الحرص وابن عساكر من طريق أبى حازم عن ابن عباس في قوله تعالى وكان
[ 235 ]
تحته كنز لهما قال لوح من ذهب مكتوب فيه بسم الله الرحمن الرحيم عجبا لمن يعرف الموت كيف يفرح وعجبا لمن يعرف النار كيف يضحك وعجبا لمن يعرف الدنيا وتقلبها باهلها كيف يطمئن إليها وعجبا لمن أيقن بالقضاء والقدر كيف ينصب في طلب الرزق وعجبا لمن يؤمن بالحساب كيف يعمل الخطايا لا اله الا الله محمد رسول الله * وأخرج ابن مردويه عن على عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وكان تحته كنز لهما قال لوح من ذهب مكتوب فيه شهدت ان لا اله الا الله شهدت أن محمدا رسول الله عجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن عجبت لمن يؤمن بالموت كيف يفرح عجبت لمن تفكر في تقلب الليل والنهار ويامن فجأتهما حالا فحالا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس وكان تحته كنز لهما قال ما كان ذهبا ولا فضة كان صحفا عليه * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن على بن أبى طالب في قول الله عزوجل وكان تحته كنز لهما قال كان لوح من ذهب مكتوب فيه لا اله الا الله محمد رسول الله عجبا لمن يذكر ان الموت حق كيف يفرح وعجبا لمن يذكر ان النار حق كيف يضحك وعجبا لمن يذكر ان القدر حق كيف يحزن وعجبا لم يرى الدنيا وتصرفها باهلها حالا بعد حال كيف يطمئن إليها * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله وكان أبوهما صالحا قال كان يؤدى الامانات والودائع إلى أهلها * وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وأحمد في الزهد وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله وكان أبوهما صالحا قال حفظ الصلاح لابيهما وما ذكر عنهما صلاحا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال ان الله يصلح بصلاح الرجل ولده وولد ولده ويحفظه في ذريته والدويرات حوله فما يزالون في ستر من الله وعافية * وأخرج ابن مردويه عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يصلح بصلاح الرجل الصالح ولده وولد ولده وأهل دويرات حوله فما يزالون في حفظ الله مادام فيهم * وأخرج ابن المبارك وابن أبى شيبة عن محمد بن المنكدر موقوفا * وأخرج أحمد في الزهد عن كعب قال ان الله يخلف العبد المؤمن في ولده ثمانين عاما * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات عن ابن عباس قال بينما موسى يخاطب الخضر يقول ألست نبى بنى اسرائيل فقد أوتيت من العلم ما تكتفى به وموسى يقول له ادنى قد أمرت باتباعك والخضر يقول انك لن تستطيع معى صبرا فبينما هو يخاطبه إذ جاء عصفور فوقع على شاطئ البحر فنقر منه نقرة ثم طار فذهب فقال الخضر لموسى يا موسى هل رأيت الطير أصاب من البحر قال نعم قال ما أصبت أنا وأنت من العلم في علم الله الا بمنزلة ما أصاب هذا الطير من هذا البحر * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين قال حتى أنتهى * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله مجمع البحرين قال بحر فارس والروم وهما بحر المشرق والمغرب * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع بن أنس مثله * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى بن كعب في قوله مجمع البحرين قال افريقية * وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن كعب في قوله مجمع البحرين قال طنجة * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله مجمع البحرين قال الكر والرس حيث يصبان في البحر * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله أو أمضى حقبا قال دهرا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله أو أمضى حقبا قال سبعين خريفا وفى قوله فلما بلغا مجمع بينهما قال بين البحرين نسيا حوتهما قال أضلاه في البحر فاتخذ سبيله في البحر عجبا قال موسى يعجب من أثر الحوت ودوراته التى غاب فيها فارتدا على آثارهما قصصا قال اتباع موسى وفتاه أثر الحوت حيث يشق البحر راجعين * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله نسيا حوتهما قال كان مملوحا مشقوق البطن * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله فاتخذ سبيله في البحر سربا قال أثره يابس في البحر كانه في حجر * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما انجاب ماء منذ كان الناس غير بيت ماء كان الحوت دخل منه صار منجابا كالكرة حتى رجع إليه موسى فرأى امساكه قال ذلك ما كنا نبغى فارتدا على آثارهما قصصا أي يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى مدخل الحوت * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فاتخذ سبيله في البحر سربا قال جاء فرأى جناحيه في الطين حين وقع في الماء * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله فاتخذ سبيله في البحر سربا قال دخل الحوت في البطحاء بعد موته حين أحياه الله فاتخذ فيها سربا حتى
[ 236 ]
وصل إلى البحر والسرب طريق حتى وصل إلى الماء وهى بطحاء يابسة في البر بعد ما أكل منه دهرا طويلا وهو زاده ثم أحياه الله * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس ان موسى عليه السلام شق الحوت وملحه وتغدى منه وتعشى فلما كان من الغد قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة قال في قراءة أبى وما أنسانيه الا الشيطان ان أذكر له * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة قال أتى الحوت على عين في البحر يقال لهما عين الحياة فلما أصاب تلك العين رد الله إليه روحه وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فارتدا على آثارهما قصصا قال عودهما على بدئهما * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فوجدا عبدا من عبادنا قال لقيا رجلا عالما يقال له خضر * واخرج ابن عساكر عن ابى بن كعب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول شممت ليلة أسرى بى رائحة طيبة فقلت يا جبريل ما هذه الرائحة الطيبة قال ريح قبر الماشطة وابنيها وزوجها وكان بدء ذلك ان الخضر كان من أشراف بنى اسرائيل وكان ممره براهب في صومعته فيطلع عليه الراهب فيعلمه الاسلام وأخذ عليه ان لا يعلمه أحدا ثم ان أباه زوجه امرأة فعلمها الاسلام وأخذ عليها ان لا تعلمه أحدا وكان لا يقرب النساء ثم زوجه أخرى فعلمها الاسلام وأخذ عليها ان لا تعلمه أحدا ثم طلقها فافشت عليه احداهما وكتمت الاخرى فخرج هاربا حتى أتى جزيرة في البحر فرآه رجلا فافشى عليه أحدهما وكتم الآخر فقيل له ومن رآه معك قال فلان وكان في دينهم ان من كذب قتل فسئل فكتم فقتل الذى أفشى عليه ثم تزوج الكاتم عليه المرأة الماشطة فبينما هي تمشط ابنة فرعون إذ سقط المشط من يدها فقالت تعس فرعون فاخبرت الجارية أباها فارسل إلى المرأة وابنيها وزوجها فارادهم ان يرجعوا عن دينهم فابوا فقال انى قاتلكم قالوا أحببنا منك ان أنت قتلتنا ان تجعلنا في قبر واحد فقتلهم وجعلهم في قبر واحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شممت رائحة اطيب منها وقد دخلت الجنة * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة قال انما سمى الخضر لانه كان إذا جلس في مكان اخضر ما حوله وكانت ثيابه خضرا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله آتيناه رحمة من عندنا قال اعطيناه الهدى والنبوة * وأخرج ابن ابى حاتم عن السدى قال انما سمى الخضر لانه إذا قام في مكان نبت العشب تحت رجليه حتى يغطى قدميه * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله ركبا في السفينة قال انما كانت معبرا في ماء الكر فرسخ في فرسخ * واخرج ابن مردويه عن ابى بن كعب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ ليغرق أهلها بالياء * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن ابن عباس في قوله لقد جئت شيأ امرا يقول منكرا * وأخرج ابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد في قوله شيا امرا يقول منكرا * وأخرج عبد الله بن احمد في زوائد الزهد وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله شيا امرا قال عجبا * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابى صخر في قوله شيا امرا قال عظيما * وأخرج ابن جرير عن ابى بن كعب في قوله لا تؤاخذني بما نسيت قال لم يئس ولكنها من معاريض الكلام * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابى العالية ومن طريق حماد بن زيد عن شعيب بن الحجاب قالا كان الخضر عبدا لا تراه الاعين الا من أراد الله أن يريه اياه فلم يره من القوم الا موسى ولو رآه القوم لحالوا بينه وبين خرق السفينة وبين قتل الغلام قال حماد وكانوا يرون أن موت الفجاة من ذلك * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن عبد العزيز في قوله لقيا غلاما قال كان غلاما ابن عشرين سنة * وأخرج ابن مردويه عن ابى بن كعب قال لما قتل الخضر الغلام ذعر موسى ذعرة منكرة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله نفسا زاكية قال تائبة * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس انه كان يقرأ قتلت نفسا زاكية قال سعيد زكية مسلمة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله نفسا زكية قال لم تبلغ الخطايا * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطية انه كان يقرأ زكية ويقول تائبة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الحسن في قوله نفسا زاكية قال تائبة يعنى صبيا لم يبلغ * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله لقد جئت شيا نكرا قال النكر أنكر من العجب * وأخرج أحمد عن عطاء قال كتب نجدة الحروري إلى ابن عباس يساله عن قتل الصبيان فكتب إليه ان كنت الخضر تعرف الكافر من المؤمن فاقتلهم * وأخرج ابن أبى شيبة عن يزيد بن جرير قال كتب نجدة إلى ابن عباس يساله عن قتل الولدان ويقول
[ 237 ]
في كتابه ان العالم صاحب موسى قد قتل الوليد قال يزيد انا كتبت كتاب ابن عباس بيدى إلى نجدة انك كتبت تسال عن قتل الولدان وتقول في كتابك ان العالم صاحب موسى قد قتل الوليد ولو كنت تعلم من الولدان ما علم ذلك العالم من ذلك الوليد قتلته ولكنك لا تعلم قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتلهم فاعتزلهم * وأخرج ابن أبى حاتم والحاكم عن ابن أبى مليكة قال سئل ابن عباس عن الولدان في الجنة قال حسبك ما اختصم فيه موسى والخضر * وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن مردويه عن أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الغلام الذى قتله الخضر طبع يوم طبع كافرا ولو أدرك لارهق أبويه طغيانا وكفرا * وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلام الذى قتله الخضر طبع كافرا * وأخرج أبو داود عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلام الذى قتله الخضر طبع كافرا ولو عاش لارهق أبويه طغيانا وكفرا * وأخرج ابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابى ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ان سألتك عن شئ بعدها مهموزتين * وأخرج أبو داود والترمذي وعبد الله بن احمد والبزار وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن ابى ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ من لدنى عذرا مثقلة * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن السدى في قوله أتيا أهل قرية قال كانت القرية تسمى باجروان وكان أهلها لئاما * وأخرج ابن ابى حاتم عن محمد بن سيرين قال أتيا الابلة وهى أبعد أرض الله من السماء * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق قتادة عن ابن عباس في قوله أتيا أهل قرية قال هي ابرقة قال وحدثني رجل انها انطاكية * وأخرج ابن ابى حاتم عن ايوب بن موسى قال بلغني ان المسألة للمحتاج حسنة ألا تسمع ان موسى وصاحبه استطعما أهلها * وأخرج النسائي وابن مردويه عن ابى ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ فابوا أن يضيفوهما مشددة * وأخرج الديلمى عن أبى بن كعب رفعه في قوله فابوا أن يضيفوهما قال كانوا أهل قرية لئاما * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله يريد ان ينقض قال يسقط * وأخرج ابن الانباري في المصاحف عن أبى بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قرأ فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فهدمه ثم قعد يبنيه * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله فاقامه قال رفع الجدار بيده فاستقام * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هرون قال في حرف عبد الله لو شئت لتخذت عليه أجرا * وأخرج البغوي في معجمه وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبى ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ لو شئت لتخذت عليه أجرا مخففة * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق محمد بن كعب القرظى قال قال عمر بن الخطاب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثهم بهذا الحديث حتى فرغ من القصة يرحم الله موسى وددنا أنه لو صبر حتى يقص علينا من حديثهما * وأخرج ابن أبى شيبة وأبو داود والترمذي والنسائي والحاكم وصححه وابن مردويه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رحمة الله علينا وعلى موسى فبدأ بنفسه لو كان صبر لقص علينا من خبره ولكن قال ان سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد في قوله فاردت أن أعيبها قال أخرقها * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ وكان امامهم ملك ياخذ كل سفينة صالحة غصبا * وأخرج ابن الانباري عن أبى بن كعب رضى الله عنه انه قرأ ياخذ كل سفينة صالحة غصبا * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة قال كانت تقرأ في الحرف الاول كل سفينة صالحة غصبا قال وكان لا ياخذ الاخيار السفن * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن أبى الزاهرية قال كتب عثمان وكان وراءهم ملك ياخذ كل سفينة صالحة غصبا * وأخرج ابن أبى حاتم عن شعيب الجبائى قال كان اسم الغلام الذى قتله الخضر جيسور * وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري عن ابن عباس انه كان يقرأ وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة قال حرف أبى وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله فخشينا قال فاشفقنا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة قال هي في مصحف عبد الله فخاف ربك ان يرهقهما طغيانا وكفرا * وأخرج ابن
[ 238 ]
المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا قال خشينا ان يحملهما حبه على ان يتابعاه على دينه * وأخرج ابن أبى حاتم عن مطرفى الآية قال لو بقى كان فيه بورهما واستئصالهما * وأخرج ابن أبى حاتم والبيهقي في الشعب عن قتادة قال قال مطرف بن الشخير انا لنعلم انهما قد فرحا به يوم ولد وحزنا عليه يوم قتل ولو عاش لكان فيه هلاكهما فرضى رجل بما قسم الله له فان قضاء الله للمؤمن خير من قضائه لنفسه وقضاء الله لك فيما تكره خير من قضائه لك فيما تحب * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن جريج في قوله خيرا منه زكاة قال اسلاما * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عطية في قوله خيرا منه زكاة قال دينا وأقرب رحما قال مودة فابدلا جارية ولدت نبيا * وأخرج ابن المنذر من طريق بسطام بن جميل عن عمر بن يوسف في الآية قال أبدلهما جارية مكان الغلام ولدت نبيين * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وكان تحته كنز لهما قال كان الكنز لمن قبلنا وحرم علينا وحرمت الغنيمة على من كان قبلنا وأحلت لنا فلا تعجبن للرجل يقول ما شان الكنز أحل لمن كان قبلنا وحرم علينا فان الله يحل من أمره ما يشاء ويحرم ما يشاء وهى السنن والفرائض تحل لامة وتحرم على أخرى * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد وابن أبى حاتم عن خيثمة قال قال عيسى بن مريم عليه السلام طوبى لذرية المؤمن ثم طوبى لهم كيف يحفظون من بعده وتلا خيثمة وكان أبوهما صالحا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن وهب قال ان الله يصلح بالعبد الصالح القبيل من الناس * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق شيبة عن سليمان بن سليم سلمة قال مكتوب في التوراة ان الله ليحفظ القرن إلى القرن إلى سبعة قرون وان الله يهلك القرن إلى القرن إلى سبعة قرون * وأخرج أحمد في الزهد عن وهب قال ان الرب تبارك وتعالى قال في بعض ما يقول لبنى اسرائيل انى إذا أطعت رضيت وإذا رضيت باركت وليس لبركتي ناهية وإذا عصيت غضبت ولعنت ولعنتي تبلغ السابع من الولد * وأخرج أحمد عن وهب قال يقول الله اتقوا غضبى فان غضبى يدرك إلى ثلاثة آباء وأحبوا رضاى فان رضاى يدرك في الامة * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وما فعلته عن أمرى قال كان عبدا مامورا مضى لامر الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع بن أنس قال قال موسى لفتاه يوشع بن نون لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين فاصطادا حوتا فاتخذاه زادا وسارا حتى انتهيا إلى الصخرة التى أرادها فهاجت ريح فاشتبه عليه المكان ونسيا عليه الحوت ثم ذهبا فسارا حتى اشتهيا الطعام فقال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا يعنى جهدا في السير قال الفتى لموسى أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فانى نسيت الحوت وما انسانية الا الشيطان أن اذكره قال فسمعنا عن ابن عباس انه حدث عن رجال من علماء أهل الكتاب ان موسى دعا ربه فسأله ومعه ماء عذب في سقاء فصب من ذلك الماء في البحر وانصب على أثره فصار حجرا أبيض أجوف فاخذ فيه حتى انتهى إلى الصخرة التى أراد فصعدها وهو متشوف هل يرى ذلك الرجل حتى كاد يسيئ الظن ثم رآه فقال السلام عليك يا خضر قال عليك السلام يا موسى قال من حدثك انى أنا موسى قال حدثنى الذى حدثك انى أنا الخضر قال انى أريد ان أصحبك على ان تعلمني مما علمت رشدا وانه تقدم إليه فنصحه فقال انك لن تستطيع معى صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا وذلك بان أحدهم لو رأى شيا لم يكن رآه قط ولم يكن شهده ما كان يصبر حتى يسأل ما هذا فلما أبى عليه موسى الا ان يصحبه قال فان اتبعتنى فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا ان عجلت على في ثلاثا فذلك حين أفارقك فهم قيام ينظرون إذ مرت سفينة ذاهبة إلى ابلة فناداهم خضر يا أصحاب السفينة هم الينا فاحملونا في سفينتكم وان أصحاب السفينة قالوا لصاحبهم انا نرى رجالا في مكان مخوف انما يكون هؤلاء لصوصا فلا تحملهم فقال صاحب السفينة انى أرى رجالا على وجوههم النور لاحملنهم فقال الخضر بكم حملت هؤلاء كل رجل حملت في سفينتك فلك لكل رجل منا الضعف فحملهم فساروا حتى إذا شارفوا على الارض وقد أمر صاحب القرية ان أبصرتم كل سفينة صالحة ليس بها عيب فائتوني بها وان الخضر أمر ان يجعل فيها عيبا لكى لا يسخروها فخرقها فنبع فيها الماء وان موسى امتلا غضبا قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيأ امرا وان موسى عليه السلام شد عليه ثيابه وأراد ان يقذف الخضر في البحر فقال أردت هلاكهم فتعلم انك أول هالك فجعل موسى كلما ازداد غضبا استقر البحر وكلما سكن كان البحر
[ 239 ]
كالدهر وان يشوع بن نون قال لموسى عليه السلام ألا تذكر العهد والميثاق الذى جعلت على نفسك وان الخضر أقبل عليه قال ألم أقل انك لن تستطيع معى صبرا وان موسى أدركه عند ذلك الحلم فقال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمرى عسرا فلما انتهوا إلى القرية قال خضر ما خلصوا اليكم حتى خشوا الغرق وان الخضر اقبل على صاحب السفينة فقال انما أردت الذى هو خير لك فحمدوا رأيه في آخر الحديث وأصلحها الله كما كانت ثم انهم خرجوا حتى انتهوا إلى غلام شاب عهد إلى الخضر ان أقتله فقتله قال أقتلت نفسا زاكية بغير نفس إلى قوله قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا وان خضرا أقبل عليه فقال قد وفيت لك بما جعلت على نفسي هذا فراق بينى وبينك وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فكان لا يغضب أحدا الا دعا عليه وعلى أبويه فطهر الله أبويه ان يدعو عليهما أحد وأبدلهما مكان الغلام آخر خيرا منه وأبر بوالديه وأقرب رحما وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما فسمعنا ان ذلك الكنز كان علما فورثا ذلك العلم * وأخرج ابن جرير من طريق الحسن بن عمارة عن أبيه قال قيل لابن عباس لم نسمع يعنى موسى يذكر من حديث فتاه وقد كان معه فقال ابن عباس فيما يذكر من حديث الفتى قال شرب الفتى من الماء فخلد فاخذه العالم فطابق به سفينة ثم أرسله في البحر فانها لتموج به إلى يوم القيامة وذلك انه لم يكن له ان يشرب منه قال كثير الحسن متروك وأبوه غير معروف * وأخرج ابن أبى حاتم وابن عساكر عن يوسف بن اسباط قال بلغني ان الخضر قال لموسى لما أراد ان يفارقه يا موسى تعلم العلم لتعمل به ولا تعلمه لتحدث بن وبلغني ان موسى قال للخضر ادع لى فقال الخضر يسر الله عليك طاعته * وأخرج أحمد في الزهد عن وهب قال قال الخضر لموسى حين لقيه يا موسى انزع عن اللجاجة ولا تمش في غير حاجة ولا تضحك من غير عجب والزم بيتك وابك على خطيئتك * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي في شعب الايمان وابن عساكر عن أبى عبد الله أظنه الملطى قال أراد موسى ان يفارق الخضر فقال له موسى اوصني قال كن نفاعا ولا تكن ضرارا كن بشاشا ولا تكن غصبانا ارجع عن اللجاجة ولا تمش في غير حاجة ولا تعير امرأ بخطيئته وابك على خطيئتك يا ابن عمران * وأخرج ابن عساكر عن وهب ان الخضر قال لموسى يا موسى ان الناس يعذبون في الدنيا على قدر همومهم بها * وأخرج العقيلى عن كعب قال الخضر على منبر بين البحر الاعلى والبحر الاسفل وقد أمرت دواب البحر ان تسمع له وتطيع وتعرض عليه الارواح غدوة وعشية * وأخرج ابن شاهين عن خصيف قال أربعة من الانبياء أحباء اثنان في السماء عيسى وادريس واثنان في الارض الخضر والياس فاما الخضر فانه في البحر وأما صاحبه فانه في البر * وأخرج الخطيب وابن عساكر عن على بن أبى طالب قال بينا أنا أطوف إذا أنا برجل متعلق باستار الكعبة وهو يقول يا من لا يشغله سمع عن سمع ويا من لا تغلطه المسائل ويا من يتبرم بالحاح الملحين اذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك قلت يا عبد الله أعد الكلام قال وسمعته قلت نعم قال والذى نفس الخضر بيده وكان هو الخضر لا يقولهن عبد دبر الصلاة المكتوب الا غفرت ذنوبه وان كانت مثل رمل عالج وعدد المطر وورق الشجر * وأخرج أبو الشيخ في العظمة وأبو نعيم في الحلية عن كعب الاحبار قال ان الخضر بن عاميل ركب في نفر من أصحابه حتى بلغ بحر الهند وهو بحر الصين فقال لاصحابه يا أصحابي أدلوني فدلوه في البحر أياما وليالي ثم صعد فقالوا له يا خضر ما رأيت فلقد أكرمك الله وحفظ لك نفسك في لجة هذا البحر فقال استقبلني ملك من الملائكة فقال لى أيها الآدمى الخطاء إلى أين ومن أين فقلت انى أردت ان أنظر عمق هذا البحر فقال لى كيف وقد أهوى رجل من زمان داود عليه السلام لم يبلغ ثلث قعره حتى الساعة وذلك منذ ثلثمائة سنة * وأخرج ابن أبى حاتم عن بقية قال حدثنى أبو سعيد قال سمعت ان آخر كلمة أوصى بها الخضر موسى حين فارقه اياك ان تعير مسيئا باساءته فتبتلي * وأخرج الطبراني وابن عساكر عن أبى اسامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه الا أحدثكم على الخضر قالوا بلى يا رسول الله قال بينما هو ذات يوم يمشى في سوق بنى اسرائيل أبصره رجل مكاتب فقال تصدق على بارك الله فيك فقال الخضر آمنت بالله ما شاء الله من أمر يكون ما عندي شئ أعطيكه فقال المسكين أسالك بوجه الله لما تصدقت على فانى نظرت السماحة في وجهك ووجدت البركة عندك فقال الخضر آمنت بالله عندي شئ أعطيكه الا ان تأخذني فتبيعني فقال المسكين وهل يستقيم هذا قال نعم الحق أقول لقد سألتني بامر عظيم أما
[ 240 ]
انى لا أخيبك بوجه ربى تعالى فقدمه إلى السوق فباعه باربعمائة درهم فمكث عند المشترى زمانا لا يستعمله في شئ فقال له انك انما ابتعتنى التماس خير عندي فاوصني بعمل قال أكره ان أشق عليك انك شيخ كبير ضعيف قال ليس يشق على قال فقم فانقل هذه الحجارة وكان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم فخرج الرجل لبعض حاجته ثم انصرف وقد نقل الحجارة في ساعة فقال احسنت وأجملت وأطقت ما لم أرك تطيقه ثم عرض للرجل سفرة فقال انى احتسبتك أمينا فاخلفني في أهلى خلافة حسنة قال فاوصني بعمل قال انى أكره ان أشق عليك قال ليس يشق على قال فاضرب من اللبن لنبني حتى أقدم عليك فمر الرجل لسفره فرجع وقد شيد بناءه فقال أسالك بوجه الله ما سبيلك وما أمرك فقال سألتني بوجه الله ووجه الله أوقعني في العبودية أنا الخضر الذى سمعت به سألني مسكين صدقة ولم يكن عندي شئ أعطيه فسألني بوجه الله فامكنته من نفسي فباعنى فاخبرك أنه من سئل بوجه الله فرد سائله وهو يقدر وقف يوم القيامة جلدة ولا لحم له ولا عظم ليتقصع فقال الرجل آمنت بالله شققت عليك يا نبى الله ولم أعلم فقال لا بأس أحسنت وأتقنت فقال الرجل بابى أنت وأمى يا نبى الله احكم في أهلى ومالى بما أراك الله أو اخيرك فاخلى سبيلك فقال احب أن تخلى سبيلى أعبد ربى فخلى سبيله فقال الخضر الحمد لله الذى أوقعني في العبودية ثم نجاني منها * وأخرج البيهقى في الشعب عن الحجاج بن فرافصة أن رجلين كانا يتبايعان عند عبد الله ابن عمر فكان أحدهما يكثر الحلف فبينما هو كذلك إذ مر عليهما رجل فقام عليهما فقال للذى يكثر الحلف مه يا عبد الله اتق الله ولا تكثر الحلف فانه لا يزيد في رزقك ولا ينقص من رزقك ان لم تحلف قال امض لما يعنيك قال ذا مما يعنينى قالها ثلاث مرات ورد عليه قوله فلما أراد أن ينصرف قال اعلم ان من آية الايمان بان تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك ولا يكن في قولك فضل على فضلك ثم انصرف فقال عبد الله بن عمر الحقه فاستكتبه هذه الكلمات فقال يا عبد الله اكتبني هذه الكلمات يرحمك الله فقال الرجل ما يقدر الله من أمر يكن فاعادهن عليه حتى حفظهن ثم شهده حتى وضع احدى رجليه في المسجد فما أدرى أرض لفظته أو سماء اقتلعته قال كأنهم يرونه الخضر أو الياس عليه السلام * وأخرج الحارث بن أبى اسامة في مسنده بسندواه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الخضر في البحر واليسع في البر يجتمعان كل ليلة عند الردم الذى بناه ذو القرنين بين الناس وبين ياجوج ومأجوج ويحجان ويعتمران كل عام ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى قابل * وأخرج ابن عساكر عن ابن أبى داود قال الياس والخضر يصومان شهر رمضان في بيت المقدس ويحجان في كل سنة ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى مثلها من قابل * وأخرج العقيلى والدارقطني في الافراد وابن عساكر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يلتقى الخضر والياس كل عام في الموسم فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه ويتفرقان عن هؤلاء الكلمات بسم الله ما شاء الله لا يسوق الخير الا الله ما شاء الله لا يصرف السؤ الا الله ما شاء الله ما كان من نعمة فمن الله ما شاء الله لا حول ولا قوة الا بالله قال ابن عباس من قالهن حين يصبح وحين يمسى ثلاثا مرات أمنه الله من الغرق والحرق والسرق ومن الشياطين والسلطان والحية والعقرب * قوله تعالى (ويسئلونك عن ذى القرنين) * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال قالت اليهود للنبى صلى الله عليه وسلم يا محمد انما تذكر ابراهيم وموسى وعيسى والنبيين انك سمعت ذكرهم منا فاخبرنا عن نبى لم يذكره الله في التوراة الا في مكان واحد قال ومن هو قالوا ذو القرنين قال ما بلغني عنه شئ فخرجوا فرحين وقد غلبوا في انفسهم فلم يبلغوا باب البيت حتى نزل جبريل بهؤلاء الآيات ويسئلونك عن ذى القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا * وأخرج ابن أبى حاتم عن عمر مولى غفرة قال دخل بعض أهل الكتاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه فقالوا يا أبا القاسم كيف تقول في رجل كان يسيح في الارض قال لا علم لى به فبينما هم على ذلك إذ سمعوا نقيضا في السقف ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم غمة الوحى ثم سرى عنه فتلا ويسئلونك عن ذى القرنين الآية فلما ذكر السد قالوا أتاك خبره يا أبا القاسم حسبك * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أدرى أتبع كان لعينا أم لا وما أدرى أذو القرنين كان نبيا أم لا وما أدرى الحدود كفارات لاهلها أم لا * وأخرج ابن مردويه عن سالم بن أبى الجعد قال
[ 241 ]
سئل على عن ذى القرنين أنبى هو فقال سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول هو عبد ناصح الله فنصحه * وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري في المصاحف وابن مردويه من طريق ابى الطفيل ان ابن الكواء سأل على بن أبى طالب عن ذى القرنين أنبيا كان أم ملكا قال لم يكن نبيا ولا ملكا ولكن كان عبدا صالحا أحب الله فاحبه ونصح لله فنصحه بعثه الله إلى قوله فضربوه على قرنه فمات ثم أحياه الله لجهادهم ثم بعثه إلى قومه فضربوه على قرنه الآخر فمات فاحياه الله لجهادهم فلذلك سمى ذا القرنين وان فيكم مثله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال ذو القرنين نبى * وأخرج ابن أبى حاتم عن الاحوص بن حكيم عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ذى القرنين فقال هو ملك مسح الارض بالاحسان * وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن خالد بن معدان الكلاعى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ذى القرنين فقال ملك مسح الارض من تحتها بالاسباب * وأخرج ابن عبد الحكم وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري في كتاب الاضداد وأبو الشيخ عن عمر انه سمع رجلا ينادى بمنى يا ذا القرنين فقال له عمر رضى الله عنه ها أنتم قد سميتم باسماء الانبياء فما بالكم وأسماء الملائكة * وأخرج ابن أبى حاتم عن جبير بن نفير أن ذا القرنين ملك من الملائكة أهبطه الله إلى الارض وآتاه من كل شئ سببا * واخرج الشيرازي في الالقاب عن جبير بن نفير ان أحبارا من اليهود قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم حدثنا عن ذى القرنين ان كنت نبيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ملك مسح الارض بالاسباب * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد قال كان نذيرا واحد بلغ ما بين المشرق والمغرب ذو القرنين بلغ السدين وكان نذيرا ولم أسمع بحق انه كان نبيا * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبى الورقاء قال قلت لعلى بن أبى طالب ذو القرنين ما كان قرناه قال لعلك تحسب ان قرنيه ذهب أو فضة كان نبيا فبعثه الله إلى أناس فدعاهم إلى الله تعالى فقام رجل فضرب قرنه الايسر فمات ثم بعثه الله فاحياه ثم بعثه إلى ناس فقام رجل فضرب قرنه الايمن فمات فسماه الله ذا القرنين * وأخرج أبو الشيخ عن ابراهيم بن على بن عبد الله بن جعفر قال انما سمى ذا القرنين ذا القرنين لشجتين شجهما على قرنيه في الله وكان أسود * وأخرج أبو الشيخ عن وهب بن منبه ان ذا القرنين أول من لبس العمامة وذاك انه كان في رأسه قرنان كالظلفين متحركان فلبس العمامة من أجل ذلك وانه دخل الحمام ودخل كاتبه معه فوضع ذو القرنين العمامة فقال لكاتبه هذا أمر لم يطلع عليه خلق غيرك فان سمعت به من أحد قتلتك فخرج الكاتب من الحمام فاخذه كهيئة الموت فاتى الصحراء فوضع فمه بالارض ثم نادى الا ان للملك قرنين فانبت الله من كلمته قصبتين فمر بهما راع فاعجب بهما فقطعهما واتخذهما مزمارا فكان إذا زمر خرج من القصبتين الا ان للملك قرنين فانتشر ذلك في المدينة فارسل ذو القرنين إلى الكاتب فقال لتصدقني أو لاقتلنك فقص عليه الكاتب القصة فقال ذو القرنين هذا أمر أراد الله ان يبديه فوضع العمامة عن رأسه * وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الدلائل عن عقبة بن عامر الجهنى قال كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت ذات يوم فإذا أنا برجال من أهل الكتاب بالباب معهم مصاحف فقالوا من يستأذن لنا على النبي صلى الله عليه وسلم فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فاخبرته فقال مالى ولهم سألوني عما لا أدرى انما انا عبد لا أعلم الا ما أعلمني ربى عزوجل ثم قال ابغنى وضوأ فاتيته بوضوء فتوضأ ثم صلى ركعتين ثم انصرف فقال وأنا أرى السرور والبشر في وجهه أدخل القوم على ومن كان من أصحابي فادخله أيضا على فاذنت لهم فدخلوا فقال ان شئتم أخبرتكم بما جئتم تسألوني عنه من قبل ان تتكلموا وان شئتم فتكلموا قبل ان أقول قالوا بلى فاخبرنا قال جئتم تسألوني عن ذى القرنين ان أول أمره انه كان غلاما من الروم أعطى ملكا فسار حتى أتى ساحل أرض مصر فابتنى مدينة يقال لها اسكندرية فلما فرغ من شانها بعث الله عزوجل إليه ملكا فعرج به فاستعلى بين السماء ثم قال له انظر ما تحتك فقال أرى مدينتي وأرى مدائن معها ثم عرج به فقال انظر فقال قد اختلطت مع المدائن فلا أعرفها ثم زاد فقال انظر قال أرى مدينتي وحدها ولا أرى غيرها قال له الملك انها تلك الارض كلها والذى ترى يحيط بها هو البحر وانما أراد ربك يريك الارض وقد جعل لك سلطانا فيها فسر فيها فعلم الجاهل وتثبت العالم فسار
[ 242 ]
حتى بلغ مغرب الشمس ثم سار حتى بلغ مطلع الشمس ثم أتى السدين وهما جبلان لينان يزلق عنهما كل شئ فبنى السد ثم اجتاز ياجوج وماجوج فوجد قوما وجوههم وجوه الكلاب يقاتلون ياجوج وماجوج ثم قطعهم فوجد أمة فصارا يقاتلون القوم الذين وجوههم وجوه الكلاب ووجد أمة من الغرانيق يقاتلون القوم القصار ثم مضى فوجد أمة من الحيات تلتقم الحية منها الصخرة العظيمة ثم مضى إلى البحر الدائر بالارض فقالوا نشهد ان امره هكذا كما ذكرت وانا نجده هكذا في كتابنا * وأخرج ابن عساكر عن سليمان بن الاشج صاحب كعب الاحبار ان ذا القرنين كان رجلا طوافا صالحا فلما وقف على جبل آدم الذى هبط عليه ونظر إلى اثره هاله فقال له الخضر وكان صاحب لوائه الاكبر مالك أيها الملك قال هذا أثر الآدميين أرى موضع الكفين والقدمين وهذه القرحة وأرى هذه الاشجار حوله قائمة يابسة يسيل منها ماء أحمر ان لها لشانا فقال له الخضر وكان قد أعطى العلم والفهم أيها الملك الا ترى الورقة المعلقة من النخلة الكبيرة قال بلى قال فهى تخبرك بشان هذا الموضع وكان الخضر يقرأ كل كتاب فقال أيها الملك أرى كتابا فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من آدم أبى البشر أوصيكم ذريتي وبناتي ان تحذروا عدوى وعدوكم ابليس الذى كان يلين كلامه وفجور أمنيته انزلني من الفردوس إلى تربة الدنيا والقيت على موضعي هذا لا يلتفت إلى مائتي سنة بخطيئة واحدة حتى درست في الارض وهذا أثرى وهذه الاشجار من دموع عيسى فعلى في هذه التربة أنزلت التوبة فتوبوا من قبل أن تندموا وبادروا من قبل أن يبادر بكم وقدموا من قبل ان يقدم بكم فنزل ذو القرنين فمسح موضع جلوس آدم فإذا هو ثمانون ومائة ميل ثم أحصى الاشجار فإذا هي تسعمائة شجرة كلها من دموع آدم نبتت فلما قتل قابيل هابيل تحولت يابسة وهى تبكى دما أحمر فقال ذو القرنين للخضر ارجغ بنا فلا طلبت الدنيا بعدها * وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر عن السدى قال كان أنف الاسكندر ثلاثا اذرع * وأخرج ابن عبد الحكم عن الحسن قال كان أنف الاسكندر ثلاثة أذرع * وأخرج ابن عبد الحكم وابن أبى حاتم والشيرازي في الالقاب عن عبيد بن يعلى قال انما سمى ذا القرنين لانه كان له قرنان صغيران تواريهما العمامة * وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه انه سئل عن ذى القرنين فقال لم يوح إليه وكان ملكا قيل فلم سمى ذا القرنين فقال اختلف فيه أهل الكتاب فقال بعضهم ملك الروم وفارس وقال بعضهم انه كان في رأسه شبه القرنين * وأخرج ابن أبى حاتم عن بكر ابن مضر ان هشام بن عبد الملك ساله عن ذى القرنين اكان نبيا فقال لا ولكنه انما أعطى ما أعطى باربع خصال كن فيه كان إذا قدر عفا وإذا وعد وفى وإذا حدث صدق ولا يجمع اليوم لغد * وأخرج ابن عبد الحكم عن يونس ابن عبيد قال انما سمى ذا القرنين لانه كان له غديرتان من رأسه من شعر يطؤ فيهما * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن أبى العالية قال انما سمى ذا القرنين لانه قرن ما بين مطلع الشمس ومغربها * وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر عن ابن شهاب قال انما سمى ذا القرنين لانه بلغ قرن الشمس من مغربها وقرن الشمس من مطلعها * وأخرج عن قتادة قال الاسكندر هو ذو القرنين * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ من طريق ابن اسحق عمن يسوق أحاديث الاعاجم من أهل الكتاب ممن قد أسلم فيما توارثوا من علمه ان ذا القرنين كان رجلا صالحا من أهل مصر اسمه مرزيا بن مرزية اليونانى من ولد يونن بن يافث بن نوح * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن عبيد بن عمير ان ذا القرنين حج ماشيا فسمع به ابراهيم فتلقاه * وأخرج الشيرازي في الالقاب عن قتادة قال انما سمى ذا القرنين لانه كان له عقيصتان * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة ان ذا القرنين كان من سواس الروم يسوس أمرهم فخبر بين ذلال السحاب وصعابها فاختار ذلا لها فكان يركب عليها * وأخرج ابن اسحق وابن المنذر وابن أبى حاتم والشيرازي في الالقاب وأبو الشيخ عن وهب بن منبه اليماني وكان له علم الاحاديث الاولى انه كان يقول كان ذو القرنين رجلا من الروم ابن عجوز من عاجائزهم ليس لها ولد غيره وكان اسمه الاسكندر وانما سمى ذا القرنين ان صفحتي رأسه كانتا من نحاس فلما بلغ وكان عبدا صالحا قال الله له يا ذا القرنين انى باعثك إلى أمم الارض منهم أمتان بينهما طول الارض كلها ومنهم أمتان بينهما عرض الارض كلها في وسط الارض منهم الانس والجن وياجوج وماجوج فاما اللتان بينهما طول الارض فامة عند مغرب الشمس
[ 243 ]
يقال لها ناسك وأما الاخرى فعند مطلعها يقال لها منسك وأما اللتان بينهما عرض الارض فامة في قطر الارض الايمن يقال لها هاويل وأما الاخرى التى في قطر الارض الايسر فامة يقال لها تأويل فلما قال الله له ذلك قال له ذو القرنين يا الهى أنت قد ندبتنى لامر عظيم لا يقدر قدره الا أنت فاخبرني عن هذه الامم التى تبعثني إليها باى قوة أكابرهم وباى جمع أكاثرهم وباى حيلة أكايدهم وباى انسان أناطقهم وكيف لى بان أحاربهم وباى سمع أعى قولهم وباى بصر أنفذهم وباى حجة أخاصمهم وباى قلب أعقل عنهم وباى حكمة أدبر أمرهم وباى قسط أعدل بينهم وباى حلم أصابرهم وباى معرفة أفصل بينهم وباى علم أتقن أمرهم وباى يد أسطو عليهم وباى رجل أطؤهم وباى طاقة أخصمهم وبأى جند أقاتلهم وباى رفق أستالفهم وانه ليس عندي يا الهى شئ مما ذكرت يقرن لهم ولا يقوى عليهم ولا يطيقهم وأنت الرب الرحيم الذى لا يكلف نفسا ولا يحملها الا طاقتها ولا يعنتها ولا يفدحها بل يرأفها ويرحمها فقال له الله عز وجل انى ساطوقك ما حملتك أشرح لك صدرك فيتسع لكل شئ واشرح لك فهمك فتفقه كل شئ وابسط لك لسانك فتنطق بكل شئ وافتح لك سمعك فتعى كل شئ وأمد لك بصرك فتنفد كل شئ وأدبر لك أمرك فتتقن كل شئ وأحصر لك فلا يفوتك شئ واحفظ عليك فلا يعزب عنك شئ وأشد ظهرك فلا يهدك شئ وأشد لك ركبك فلا يغلبك شئ وأشد لك قلبك فلا يروعك شئ وأشد لك عقلك فلا يهولك شئ وأبسط لك يديك فيسطوان فوق كل شئ وألبسك الهيبة فلا يروعك شئ وأسخر لك النور والظلمة فاجعلهما جندا من جنودك يهديك النور من امامك وتحوطك الظلمة من ورائك فلما قيل له ذلك انطلق يؤم الامة التى عند مغرب الشمس فلما بلغهم وجد جمعا وعددا لا يحصيه الا الله تعالى وقوة وباسا لا يطيقه الا الله وألسنة مختلفة وأمورا مشتبهة واهواء مشتتة وقلوبا متفرقة فلما رأى ذلك كابرهم بالظلمة وضرب حولهم ثلاثة عساكر منها وأحاطت بهم من كل جانب وحاشدهم حتى جمعهم في مكان واحد ثم دخل عليهم بالنور فدعاهم إلى الله وعبادته فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه فعمد إلى الذين تولوا عنه فادخل عليهم الظلمة فدخلت في أفواههم وأنفهم وآذانهم وأجوافهم ودخلت في بيوتهم ودورهم وغشيتهم من فوقهم ومن تحتهم ومن كل جانب منهم فماجوا فيها وتحيروا فلما أشفقوا ان يهلكوا فيها عجوا إليه بصوت واحد فكشف عنهم وأخذهم عنوة فدخلوا في دعوته فجند من أهل المغرب أمما عظيمة فجعلهم جند واحدا ثم انطلق بهم يقودهم والظلمة تسوقهم من خلفهم وتحرسهم من حولهم والنور من أمامه يقوده ويدله وهو يسير في ناحية الارض اليمنى وهو يريد الامة التى في قطر الارض الايمن التى يقال لها هاويل وسخر الله يده وقلبه ورأيه ونظره وائتماره فلا يخطئ إذا ائتمر وإذا عمل عملا أتقنه فانطلق يقود تلك الامم وهى تتبعه فإذا انتهى إلى بحر أو مخاضة بنى سفنا من ألواح صغار أمثال البغال فنظمها في ساعة واحدة ثم حمل فيها جميع من معه من تلك الامم وتلك الجنود فإذا قطع الانهار والبحار فتقها ثم دفع إلى كل انسان لوحا فلا يكربه حمله فلم يزل ذلك دأبه حتى انتهى إلى هاويل فعمل فيهم كعمله في ناسك فلما فرغ منهم مضى على وجهه في ناحية الارض اليمنى حتى انتهى إلى منسك عند مطلع الشمس فعمل فيها وجند منها جنودا كفعله في لامتين اللتين قبلهما ثم كر مقبلا في ناحية الارض اليسرى وهو يريد تأويل وهى الامة التى بحيال هاويل وهما متقابلتان بينهما عرض الارض كلها فلما بلغها عمل فيها وجند منها كفعله فيما قبلها فلما فرغ منها عطف منها إلى الامم التى في وسط الارض من الجن وسائر الانس وياجوج وماجوج فلما كان في بعض الطريق مما يلى منقطع أرض الترك نحو المشرق قالت له أمة من الانس صالحة يا ذا القرنين ان بين هذين الجبلين خلقا من خلق الله كثيرا فيهم مشابهة من الانس وهم أشباه البهائم وهم ياكلون العشب ويفترسون الدواب والوحش كما يفترسها السباع وياكلون خشاش الارض كلها من الحيات والعقارب وكل ذى روح مما خلق الله في الارض وليس لله خلق ينمو نماءهم في العام الواحد ولا يزداد كزيادتهم ولا يكثر ككثرتهم فان كانت لهم كثرة على ما يرى من نمائهم وزيادتهم فلا شك انهم سيملؤن الارض ويجلون أهلها ويظهرون عليها فيفسدون فيها وليست تمر بنا سنة منذ جاورناهم ورأيناهم الا ونحن نتوقعهم ونظر ان يطلع الينا أوائلهم من هذين الجبلين فهل نجعل لك خرجا على ان تجعل بيننا وبينهم سدا قال ما مكنى فيه ربى خير فأعينوني بقوة أجعل
[ 244 ]
بينكم وبينهم ردما اغدو إلى الصخور والحديد والنحاس حتى ارتاد بلادهم واعلم علمهم وأقيس ما بين جبليهم ثم انطلق يؤمهم حتى دفع إليهم وتوسط بلادهم فإذا هم على مقدار واحد أنثاهم وذكرهم مبلغ طول الواحد منهم مثل نصف الرجل الربوع منا لهم مخاليب في مواضع الاظفار من أيدينا ولهم أنياب وأضراس كاضراس السباع وأنيابها وأحناك كاحناك الابل فوه يسمع له حركة إذا أكل كحركة الجرة من الابل أو كقضم الفحل المسن أو الفرس القوى وهم صلب عليهم من الشعر في أجسادهم ما يواريهم وما يتقون به من الحر والبرد إذا أصابهم ولكل واحد منهم أذنان عظيمتان احداهما وبرة ظهرها وبطنها والاخرى زغبة ظهرها وبطنها تسعانه إذا لبسهما يلبس احداهما ويفترش الاخرى ويصيف في احداهما ويشتو في الاخرى وليس منهم ذكر ولا أنثى الا وقد عرف أجله الذى يموت فيه ومنقطع عمره وذلك انه لا يموت ميت من ذكورهم حتى يخرج من صلبه ألف ولد ولا تموت الانثى حتى يخرج من رحمها ألف ولد فإذا كان ذلك ايقن بالموت وتهيأ له وهم يرزقون التنين في زمان الربيع ويستمطرونه إذا تحينوه كما يستمطر الغيث لحينه فيقذفون منه كل سنة بواحد فيأكلونه عامهم كله إلى مثلها من قابل فيعينهم على كثرتهم وما هم فيه فإذا أمطروا اخصبوا وعاشوا وسهؤا ورؤى أثره عليهم فدرت عليهم الاناث وشبقت منهم الذكور وإذا أخطاهم هزلوا وأحدثوا وجفلت منهم الذكور واحالت الاناث وتبين اثر ذلك عليهم وهم يتداعون تداعى الحمام ويعوون عوى الذئاب ويتسافدون حيثما التقوا تسافد البهائم ثم لما عاين ذلك منهم ذو القرنين انصرف إلى ما بين الصدفين فقاس ما بينهما وهى في منقطع أرض الترك مما يلى الشمس فوجد بعد ما بينهما مائة فرسخ فلما أنشا في عمله حفر له أساسا حتى بلغ الماء ثم جعل عرضه خمسين فرسخا وجعل حشوه الصخور وطينه النحاس يذاب ثم يصب عليه فصار كانه عرق من جبل تحت الارض ثم علاه وشرفه بزبر الحديد والنحاس المذاب وجعل خلاله عرقا من نحاس أصفر فصار كانه برد محبر من صفرة النحاس وحمرته وسواد الحديد فلما فرغ منه وأحكم انطلق عامدا إلى جماعة الانس والجن فبينما هو يسير إذ رفع إلى أمة صالحة يهتدون بالحق وبه يعدلون فوجد أمة مقسطة يقتسمون بالسوية ويحكمون بالعدل ويتأسون ويتراحمون حالهم واحدة وكلمتهم واحدة وأخلاقهم مشتبهة وطريقتهم مستقيمة وقلوبهم مؤتلفة وسيرتهم مستوية وقبورهم بابواب بيوتهم وليس على بيوتهم أبواب وليس عليهم أمراء وليس بينهم قضاة وليس فيهم أغنياء ولا ملوك ولا أشراف ولا يتفاوتون ولا يتفاضلون ولا يتنازعون ولا يستبون ولا يقتتلون ولا يقحطون ولا يحر دون ولا تصيبهم الآفات التى تصيب الناس وهم أطول الناس أعمارا وليس فيهم مسكين ولا فقير ولا فظ ولا غليظ فلما رأى ذلك ذو القرنين من أمرهم أعجب منهم وقال لهم اخبروني ايها القوم خبركم فاتى قد أحصيت الارض كلها برها وبحرها وشرقها وغربها ونورها وظلمتها فلم أجد فيها أحدا مثلكم فاخبروني خبركم قالوا نعم سلنا عما تريد قال اخبروني ما بال قبوركم على أبواب بيوتكم قالوا عمدا فعلنا ذلك لئلا ننسى الموت ولا يخرج ذكره من قلوبنا قال فما بال بيوتكم ليس عليها أبواب قالوا ليس فينا متهم وليس فينا الا أمين مؤتمن قال فما بالكم ليس عليكم امراء قالوا ليس فينا مظالم قال فما بالكم ليس بينكم حكام قالوا لا نختصم قال فما بالكم ليس فيكم أغنياء قالوا لا نتكاثر قال فما بالكم ليس فيكم أشراف قالوا لا نتنافس قال فما بالكم لا تتفاوتون ولا تتفاضلون قالوا من قبل انا متواصلون متراحمون قال فما بالكم لا تتنازعون ولا تختلفون قالوا من قبل الفة قلوبنا وصلاح ذات بيننا قال فما بالكم لا تقتتلون ولا تستبون قالوا من قبل انا غلبنا طبائعنا بالعزم وسسنا أنفسنا بالحلم قال فما بال كلمتكم واحدة وطريقتكم مستقيمة قالوا من قبل انا لا نتكاذب ولا نتخادع فلا يغتاب بعضنا بعضا قال فاخبروني من أين تشابهت قلوبكم واعتدلت سيرتكم قالوا صحت صدورنا فنزع الله بذلك الغل والحسد من قلوبنا قال فما بالكم ليس فيكم مسكين ولا فقير قالوا من قبل انا نقسم بالسوية قال فما بالكم ليس فيكم فظ ولا غليظ قالوا من قبل الذل والتواضع قال فما بالكم جعلتم أطول الناس أعمارا قالوا من قبل انا نتعاطى الحق ونحكم بالعدل قال فما بالكم لا تقحطون قالوا لا لا نغفل عن الاستغفار قال فما بالكم لا تحردون قالوا من قبل انا وطنا أنفسنا للبلاء منذ كنا وأحببناه وحرصنا عليه فعرينا منه قال فما بالكم لا تصيبكم الآفات كما تصيب الناس قالوا لا نتوكل على غير الله ولا نعمل بانواء النجوم قال
[ 245 ]
حدثوني أهكذا وجدتم آباءكم يفعلون قالوا نعم وجدنا آباءنا يرحمون مساكينهم ويواسون فقراءهم ويعفون عمن ظلمهم ويحسنون إلى من أساء إليهم ويحملون على من جهل عليهم ويستغفرون لمن سبهم ويصلون أرحامهم ويردون أماناتهم ويحفظون وقتهم لصلاتهم ويوفون بعهودهم ويصدقون في مواعيدهم ولا يرغبون عن أكفائهم ولا يستنكفون عن أقاربهم فاصلح الله بذلك أمرهم وحفظهم به ما كانوا أحياء وكان حقا عليه ان يخلفهم في تركتهم فقال لهم ذو القرنين لو كنت مقيما لاقمت فيكم ولكني لم اومر بالاقامة * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن أبى جعفر محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب قال كان لذى القرنين صديق من الملائكة يقال له زرافيل وكان لا يزال يتعاهده بالسلام فقال له ذو القرنين يا زرافيل هل تعلم شنا يزيد في طول العمر لنزداد شكرا وعبادة قال ما لى بذلك علم ولكن سأسال لك عن ذلك في السماء فعرج زرأفيل إلى السماء فلبث ما شاء الله ان يلبث ثم هبط فقال انى سالت عما سألتني عنه فاخبرت ان الله عينا في ظلمة هي أشد بياضا من اللبن وأحلى من الشهد من شرب منها شربة لم يمت حتى يكون هو الذى يسال الله الموت قال فجمع ذو القرنين علماء الارض إليه فقال هل تعلمون ان لله عينا في ظلمة فقالوا ما نعلم ذلك فقام إليه رجل شاب فقال وما حاجتك إليها أيها الملك قال لى بها حاجة قال فانى أعلم مكانها قال ومن أين علمت مكانها قال قرأت وصية آدم عليه السلام فوجدت فيها ان الله عينا خلف مطلع الشمس في ظلمة ماؤها أشد بياضا من اللبن وأحلى من الشهد من شرب منها شربة لم يمت حتى يكون هو الذى يسأل الله الموت فسار ذو القرنين من موضعه الذى كان فيه اثنتى عشرة سنة حتى انتهى إلى مطلع الشمس عسكر وجمع العلماء فقال انى أريد ان أسلك هذه الظلمة بكم فقالوا انا نعيذك بالله ان تسلك مسلكا لم يسكله أحد من بنى آدم قط قبلك قال لابد ان أسلكها قالوا انا نعيذك بالله أن تسلك بنا هذه الظلمة فانا لا نامن ان ينفتق علينا بها أمر يكون فيه فساد الارض قال لابد ان أسلكها قالوا فشانك فسألهم أي الدواب أبصر قالوا الخيل قال فاى الخيل أبصر قالوا الاناث قال فاى الاناث أبصر قالوا الابكار فانتقى ستة آلاف فرس انثى بكر ثم انتخب من عسكره ستة آلاف رجل فدفع إلى كل رجل منهم فرسا وولى الخضر منها على ألفى فارس ثم جعله على مقدمته ثم قال سر امامى فقال له الخضر أيها الملك انى لست آمن هذه الامة الضلال فيتفرق الناس منى فدفع إليه خرزة حمراء فقال إذا تفرق الناس فارم هذه الخرزة فانها ستضئ لك وتصوت حتى تجمع اليك أهل الضلال واستخلف على الناس خليفة وأمره ان يقيم في عسكره ثنتى عشرة سنة فان هو رجع إلى ذلك والا أمر الناس ان يتفرقوا في بلدانهم ثم أمر الخضر فسار امامه فكان الخضر إذا أتاه ذو القرنين رحل من منزله ونزل ذو القرنين في منزل الخضر الذى كان فيه فبينا الخضر يسير في تلك الظلمة إذ تفرق الناس عنه فطرح الخرزة من يده فإذا هي على شفير العين والعين في واد فاضاء له ما حول البئر فنزل الخضر ونزع ثيابه ودخل العين فشرب منها واغتسل ثم خرج فجمع عليه ثيابه ثم أخذ الخرزة وركب وخالفه ذو القرنين في غير الطريق الذى أخذ فيه الخضر فساروا في تلك الظلمة في مقدار ست ليال وأيامهن ولم تكن ظلمة كظلمة الليل انما كانت ظلمة كهيئة ضباب حتى خرجوا إلى أرض ذات نور ليس فيها شمس ولا قمر ولا نجم فعسكر ثم نزل الناس ثم ركب ذو القرنين وحده فسار حتى انتهى إلى قصر طوله فرسخ في فرسخ فدخل القصر فإذا هو بعمود على حافتى القصر وإذا طائر مذموم بانفه سلسلة معلقة في ذلك العمود شبه الخطاف أو قريب من الخطاف فقال له الطير من أنت قال أنا ذو القرنين قال له الطير يا ذا القرنين أما كفاك وما وراءك حتى تناولت الظلمة انبئنى يا ذا القرنين قال سل قال هل كثر بنيان من الجص والآخر في الناس قال نعم فانتفخ الطير حتى سد ثلث ما بين الحائطين ثم قال يا ذا القرنين أنبئني قال سل قال هل كثرت المعازف في الناس قال نعم فانتفخ حتى سد ثلثى ما بين الحائطين ثم قال يا ذا القرنين أنبئني قال سل قال هل كثرت شهادة الزور في الناس قال نعم فانتفخ حتى سد ما بين الحائطين واجث ذو القرنين منه فرقا قال له الطير يا ذا القرنين لا تخف أنبئني قال سل قال هل ترك الناس شهادة أن لا اله الا الله قال لا قال هل ترك الناس الغسل من الجنابة قال لا قال فانضم ثلثاه قال يا ذا القرنين أنبئني قال سل قال هل ترك الناس المكتوبة قال لا فانضم الطير حتى عاد كما كان ثم قال يا ذا القرنين انطلق إلى تلك الدرجة فاصعدها فانك ستلقى من تسأله ويخبرك
[ 246 ]
فسار حتى انتهى إلى درجة مدرجة فصعد عليها فإذا هو بسطح ممدود لا يرى طرفاه وإذا رجل شاب قائم شاخص ببصره إلى السماء واضع يده على فمه قد قدم رجلا وأخر أخرى فسلم عليه ذو القرنين فرد عليه السلام ثم قال له من أنت قال أنا ذو القرنين قال يا ذا القرنين أما كفاك ما وراءك حتى قطعت الظلمة ووصلت إلى قال ومن أنت قال أنا صاحب الصور قد قدمت رجلا وأخرت أخرى ووضعت الصور على فمى وأنا شاخص ببصرى إلى السماء أنتظر أمر ربى ثم تناول حجرا فدفعه فقال انصرف فان هذا الحجر سيخبرك بتأويل ما أردت فانصرف ذو القرنين حتى أتى عسكره فنزل وجمع إليه العلماء فحدثهم بحديث القصر وحديث العمود والطير وما قال له وما رد عليه وحديث صاحب الصور وانه قد دفع إليه هذا الحجر وقال انه سيخبرني بتأويل ما جئت به فاخبروني عن هذا الحجر ما هو وأى شئ أراد بهذا قال فدعوا بميزان ووضع حجر صاحب الصور في احدى الكفتين ووضع حجر مثله في الكفة الاخرى فرجح به ثم وضع معه حجر آخر رجح به ثم وضع مائة حجر فرجح بها حتى وضع ألف حجر فرجح بها فقال ذو القرنين هل عند أحد منكم في هذا الحجر من علم قال والخضر قاعد بحاله لا يتكلم فقال له يا خضر هل عندك في هذا الحجر من علم قال نعم قال وما هو قال الخضر أيها الملك ان الله ابتلى العالم بالعالم وابتلى الناس بعضهم ببعض وان الله ابتلاك بى وابتلاني بك فقال له ذو القرنين ما أراك الا قد ظفرت بالامر الذى جئت أطلبه قال له الخضر قد كان ذلك قال فائتني فاخذ الميزان ووضع حجر صاحب الصور في احدى الكفتين ووضع في الكفة الاخرى حجرا وأخذ قبضة من تراب فوضعها مع الحجر ثم رفع الميزان فرجح الحجر الذى معه التراب على حجر صاحب الصور فقالت العلماء سبحان الله ربنا وضعناه مع ألف حجر فمال بها ووضع الخضر معه حجرا واحدا وقبضة من تراب فمال به فقال له ذو القرنين أخبرني بتأويل هذا قال أخبرك انك مكنت من مشرق الارض ومغربها فلم يكفك ذلك حتى تناولت الظلمة حتى وصلت إلى صاحب الصور وانه لا يملا عينك الا التراب قال صدقت ورحل ذو القرنين فرجع في الظلمة راجعا فجعلوا يسمعون خشخشة تحت سنابك خيلهم فقالوا ايها الملك ما هذه الخشخشة التى نسمع تحت سنابك خيلنا قال من أخذ منه ندم ومن تركه ندم فاخذت منه طائفة وتركت طائفة فلما برزوا به إلى الضوء نظروا فإذا هو الزبرجد فندم الآخذان لا يكون ازدادو ندم التارك أن لا يكون أخذ فقال النبي صلى الله عليه وسلم رحم الله أخى ذا القرنين دخل الظلمة وخرج منها زاهدا أما انه لو خرج منها راغبا لما ترك منها حجرا الا أخرجه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقام بدومة الجندل فعبد الله فيها حتى مات ولفظ ابى الشيخ قال أبو جعفر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رحم الله أخى ذا القرنين لو ظفر بالزبرجد في مبداه ما ترك منه شيا حتى يخرجه إلى الناس انه كان راغبا في الدنيا ولكنه ظفر به وهو زاهد في الدنيا لا حاجة له فيها * وأخرج ابن اسحق والفريابي وابن أبى الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت وابن المنذر وابن أبى حاتم من طرق عن على بن أبى طالب رضى الله عنه انه سئل عن ذى القرنين فقال كان عبدا أحب الله فاحبه وناصح الله فناصحه فبعثه إلى قوم يدعوهم إلى الله فدعاهم إلى الله والى الاسلام فضربوه على قرنه الايمن فمات فامسكه الله ما شاء ثم بعثه فارسله إلى أمة أخرى يدعوهم إلى الله والى الاسلام فضربوه على قرنه الايسر فمات فامسكه الله ما شاء ثم بعثه فسخر له السحاب وخيره فيه فاختار صعبه على ذلوله وصعبه الذى لا يمطر وبسط له النور ومد له الاسباب وجعل الليل والنهار عليه سواء فبذلك بلغ مشارق الارض ومغاربها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه ان ذا القرنين لما بلغ الجبل الذى يقال له قاف ناداه ملك من الجبل أيها الخاطئ ابن الخاطئ جئت حيث لم يجئ أحد قبلك ولا يجئ أحد بعدك فاجابه ذو القرنين وأين انا قال له الملك انت في الارض السابعة فقال ذو القرنين ما ينجيني فقال ينجيك اليقين فقال ذو القرنين اللهم ارزقني يقينا فانجاه الله قال له الملك انه ستأتي إلى قوم فتبنى لهم سدا فإذا أنت بنيته وفرغت منه فلا تحدث نفسك انك بنيته بحول منك أو قوة فيسلط الله على بنيانك أضعف خلقه فيهدمه ثم قال له ذو القرنين ما هذا الجبل قال هذا الجبل الذى يقال له قاف وهو أخضر والسماء بيضاء وانما خضرتها من هذا الجبل وهذا الجبل أم الجبال والجبال كلها من عروقه فإذا أراد الله أن يزلزل قرية حرك منه عرقا ثم ان الملك ناوله عنقودا من عنب وقال له حبة ترويك وحبة تشبعك وكلما أخذت منه حبة عادت مكانها حبة ثم خرج من عنده فجاء البنيان الذى أراد الله فقالوا له
[ 247 ]
يا ذا القرنين ان ياجوج وماجوج مفسدون في الارض إلى قوله اجعل بينكم وبينهم ردما قال عكرمة رضى الله عنه هم منسك وناسك وتاويل وراحيل وقال أبو سعيد رضى الله عنه هم خمسة وعشرون قبيلة من وراء ياجوج وما جوج * وأخرج الحاكم عن معاوية رضى الله عنه قال ملك الارض أربعة سليمان وذو القرنين ورجل من أهل حلوان ورجل آخر فقيل له الخضر قال لا * وأخرج ابن أبى حاتم وابن عساكر عن مجاهد رضى الله عنه قال ان ذا القرنين ملك الارض كلها الا بلقيس صاحبة مأرب فان ذا القرنين كان يلبس ثياب المساكين ثم يدخل المدائن فينظر من عورتها قبل أن يقتل أهلها فاخبرت بذلك بلقيس فبعثت رسولا ينظر إليه فيصور لها صورته في ملكه حين يقعد وصورته في ثياب المساكين ثم جعلت كل يوم تطعم المساكين وتجمعهم فجاءها رسولها في صورته فجعلت احدى صورتيه تليها والاخرى على باب الاسطوانة فكانت تطعم المساكين كل يوم فإذا فرغوا عرضتهم واحدا واحدا فيخرجون حتى جاء ذو القرنين في ثياب المساكين فدخل مدينتها ثم جلس مع المساكين إلى طعامها فقربت إليهم الطعام فلما فرغوا أخرجتهم واحدا واحدا وهى تنظر إلى صورته في ثياب المساكين حتى مر ذو القرنين فنظرت إلى صورته فقالت أجلسوا هذا وأخرجوا من بقى من المساكين فقال لها لم أجلستيني وانما أنا مسكين قالت لا أنت ذو القرنين هذه صورتك في ثياب المساكين والله لا تفارقني حتى تكتب لى أمانا بملكي أو أضرب عنقك فلما رأى ذلك كتب لها أمانا فلم ينج أحد منه غيرها * وأخرج ابن أبى حاتم عن وهب بن منبه رضى الله عنه قال ملك ذو القرنين ثنتى عشرة سنة * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن عبيد الله ابن أبى جعفر رضى الله عنه قال كان ذو القرنين في بعض مسيره فمر بقوم قبورهم على أبواب بيوتهم وإذا ثيابهم لون واحد وإذا هم رجال كلهم ليس فيهم امرأة فتوسم رجلا منهم فقال له لقد رأيت شيأ ما رأيت في شئ من مسيرى قال وما هو فوصف له ما رأى منهم قالوا أما هذه القبور على أبوابنا فانا جعلناها موعظة لقلوبنا تخطر على قلب أحدنا الدنيا فيخرج فيرى القبور ويرجع إلى نفسه فيقول إلى هذا المصير واليها صار من كان قبلى وأما هذه الثياب فانه لا يكاد الرجل منا يلبس ثيابا أحسن من صاحبه الا رأى له بذلك فضلا على جليسه وأما قولك رجال كلكم ليس معكم نساء فلعمري لقد خلقنا من ذكر وأنثى ولكن هذا القلب لا يشغل بشئ الا شغل به فجعلنا نساءنا وذريتنا في قرية قريبة وإذا أراد الرجل من أهله ما يريد الرجل أتاها فكان معها الليلة والليلتين ثم يرجع إلى ما ههنا لانا خلونا ههنا للعبادة فقال ما كنت لاعظكم بشئ أفضل مما وعظتم به أنفسكم سلنى ما شئت قال من أنت قال أنا ذو القرنين قال ما أسألك وأنت لا تملك لى شيا قال وكيف وقد آتانى الله من كل شئ سببا قال لا تقدر على أن تأتيني بما لم يقدر لى ولا تصرف عنى ما قدر لى * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن وهب بن منبه رضى الله عنه قال لما بلغ ذو القرنين مطلع الشمس قال له ملكها يا ذا القرنين صف لى الناس قال ان محادثتك من لا يعقل بمنزلة من يضع الموائد لاهل القبور ومحادثتك من يعقل بمنزلة من بل الصخرة حتى تبتل أو يطبخ الحديد يلتمس أدما ونقل الحجارة من رؤس الجبال أيسر من محادثتك من لا يعقل * قوله تعالى (انا مكنا له في الارض) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وآتيناه من كل شئ سببا قال علما * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فاتبع سببا قال المنزل * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله وآتيناه من كل شئ سببا قال علما من ذلك تعليم الالسنة كان لا يعرف قوما الا كلمهم بلسانهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن أبى هلال رضى الله عنه ان معاوية بن أبى سفيان قال لكعب الاحبار تقول ان ذا القرنين كان يربط خيله بالثنايا قال له كعب رضى الله عنه ان كنت قلت ذاك فان الله قال وآتينا من كل شئ سببا * واخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وآتيناه من كل شئ سببا قال منازل الارض واعلامها * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فاتبع سببا قال منزلا وطرفا من المشرق إلى المغرب * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله فاتبع سببا قال هذه لان الطريق كما قال فرعون لهامان ابن لى صرحا لعلى أبلغ الاسباب أسباب السموات طريق السموات قال والشئ يكون اسمه واحدا وهو متفرق في المعنى
[ 248 ]
وقرأ وتقطعت بهم الاسباب قال أسباب الاعمال * قوله تعالى (حتى إذا بلغ مغرب الشمس) الآية * أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق عثمان بن أبى حاضر أن ابن عباس رضى الله عنهما ذكر له أن معاوية بن أبى سفيان قرأ الآية التى في سورة الكهف تغرب في عين حامية قال ابن عباس رضى الله عنهما فقلت لمعاوية رضى الله عنه ما نقرؤها الا حمئة فسأل معاوية عبد الله بن عمرو كيف تقرؤها فقال عبد الله كما قرأتها قال ابن عباس رضى الله عنهما فقلت لمعاوية في بيتى نزل القرآن فارسل إلى كعب فقال له أين تجد الشمس تغرب في التوراة فقال له كعب رضى الله عنه سل أهل العربية فانهم أعلم بها وأما أنا فانى أجد الشمس تغرب في التوراة في ماء وطين وأشار بيده إلى المغرب قال ابن أبى حاضر رضى الله عنه لو أنى عندكما أيدتك بكلام تزداد به بصيرة في حمئة قال ابن عباس وما هو قلت فيما تأثر قول تبع فيما ذكر به ذا القرنين في كلفه بالعلم واتباعه اياه قد كان ذو القرنين عمر مسلما * ملكا تدين له الملوك وتحسد فاتى المشارق والمغارق يبتغى * أسباب ملك من حكيم مرشد فرأى مغيب الشمس عند غروبها * في عين ذى خلب وثاط حرمد فقال ابن عباس ما الخلب قلت الطين بكلامهم قال فما الثاط قلت الحماة قال فما الحرمد قلت الاسود فدعا ابن عباس رضى الله عنهما غلاما فقال له اكتب ما يقول هذا الرجل * وأخرج الترمذي وابن جرير وابن مردويه عن أبى بن كعب رضى الله عنه انه النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في عين حمئة * وأخرج الحاكم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في عين حمئة * وأخرج الحافظ عبد الغنى بن سعيد رضى الله عنه في ايضاح الاشكال من طريق مصداع بن يحيى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أقرأنيه أبى بن كعب رضى الله عنه كما أقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم تغرب في عين حمئة مخففة * وأخرج ابن جرير من طريق الاعرج قال كان ابن عباس رضى الله عنهما يقرؤها في عين حمئة ثم قرأها ذات حمئة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان يقرأ في عين حمئة قال كعب رضى الله عنه ما سمعت أحدا يقرؤها كما هي في كتاب الله غير ابن عباس فانا نجدها في التوراة تغرب في حمئة سوداء * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر من طريق عطاء عن ابن عباس رضى الله عنهما قال خالفت عمرو بن العاص عند معاوية في حمئة وحامية قرأتها في عين حمئة فقال عمر وحامية فسالنا كعبا فقال انها في كتاب الله المنزل تغرب في طينة سوداء * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن أبى حاتم من طريق ابن حاضر عن ابن عباس قال كنا عند معاوية فقرأ تغرب في عين حامية فقلت له ما نقرؤها الا في عين حمئة فارسل معاوية إلى كعب فقال أين تجد الشمس في التوراة تغرب قال أما العربية فلا علم لى بها واما أنا فاجد الشمس في التوراة تغرب في ماء وطين * وأخرج سعيد بن منصور عن طلحة بن عبيد الله انه كان يقرأ في عين حامية * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس في عين حامية يقول حارة * وأخرج أحمد وابن أبى شيبة وابن منيع وأبو يعلى وابن جرير وابن مردويه عن عبد الله بن عمرو قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشمس حين غابت فقال في نار الله الحامية لولا ما يزعها من أمر الله لاحرقت ما على الارض * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن مردويه والحاكم وصححه عن أبى ذر قال كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حمار فرأى الشمس حين غربت فقال أتدرى أين تغرب قلت الله ورسوله أعلم قال فانها تغرب في عين حامية غير مهموزة * وأخرج سعيد بن منصور عن أبى العالية قال بلغني ان الشمس تغرب في عين تقذفها العين إلى المشرق * وأخرج أبو يعلى وابن المنذر وابن أبى حاتم وابو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن ابن جريج في قوله ووجد عندها قوما قال مدينة لها اثنا عشر ألف باب لولا أصوات أهلها لسمع الناس دوى الشمس حين تجب * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعد بن أبى صالح قال كان يقال لولا لغط أهل الرومية سمع الناس وجبة الشمس حين تقع * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن المسيب قال لولا أصوات الصنافر لسمع وجبة الشمس حين تقع عند غروبها
[ 249 ]
* قوله تعالى (قال أما من ظلم) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله قال أما من ظلم قال من أشرك * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فسوف نعذبه قال القتل * وأخرج ابن ابى حاتم عن السدى قال كان عذابه ان يجعلهم في بقر من صفر ثم توقد تحتهم النار حتى يتقطعوا فيها * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى حاتم وابن المنذر عن مسروق رضى الله عنه في قوله فله جزاء الحسنى قال الحسنى له جزاء * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد في قوله وسنقول له من أمرنا يسرا قال معروفا والله تعالى أعلم * قوله تعالى (لم نجعل لهم من دونها سترا) * أخرج ابن المنذر وابن ابى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن جريج في قوله حتى إذا بلغ مطلع الشمس الآية قال حدثت عن الحسن عن سمرة بن جندب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لم نجعل لهم من دونها سترا أنها لم يبن فيها بناء قط كانوا إذا طلعت الشمس دخلوا أسرا بالهم حتى نزول الشمس * وأخرج الطيالسي والبزار في أماليه وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا قال أرضهم لا تحمل البناء فإذا طلعت الشمس تغور في المياه فإذا غابت خرجوا يتراعون كما ترعى البهائم ثم قال الحسن هذا حديث سمرة * وأخرج ابن ابى حاتم عن قتادة في الآية قال ذكر لنا انهم بارض لا يثبت لهم فيها شئ فهم إذا طلعت في أسراب حتى إذا زالت الشمس خرجوا إلى حروثهم ومعايشهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن سلمة بن كهيل في الآية قال ليست لهم أكناف إذا طلعت الشمس طلعت عليهم ولاحدهم أذنان يفترش واحدة ويلبس الاخرى * وأخرج عبد الرزاق وابن ابى حاتم عن قتادة في قوله وجدها تطلع على قوم الآية قال يقال لهم الزنج * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال تطلع على قوم حمر قصار مساكنهم الغيران فيلقى لهم سمك أكثر معيشتهم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله بما لديه خبرا قال علما * قوله تعالى (حتى إذا بلغ بين السدين) * أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله حتى إذا بلغ بين السدين قال الجبلين أرمينية وأذربيجان * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله قوما لا يكادون يفقهون قولا قال الترك * وأخرج سعيد بن منصور عن تميم بن جذيم انه كان يقرأ لا يكادون يفقهون قولا * قوله تعالى (ان ياجوج وماجوج) * أخرج ابن أبى حاتم عن عبد الله بن مسعود قال أتينا نبى الله صلى الله عليه وسلم يوما وهو في قبة ادم له فخرج الينا فحمد الله ثم قال أبشركم انكم ربع أهل الجنة فقلنا نعم يا رسول الله فقال أبشركم انكم ثلث أهل الجنة فقلنا نعم يا نبى الله قال والذى نفسي بيده انى لا رجو ان تكونوا نصف أهل الجنة ان مثلكم في سائر الامم كمثل شعرة بيضاء في جنب ثور اسود أو شعرة سوداء في جنب ثور أبيض ان بعدكم يأجوج وماجوج ان الرجل منهم ليترك بعده من الذرية ألفا فما زاد وان وراءهم ثلاث أمم منسك وتاويل وتاريس لا يعلم عدتهم الا الله * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحكم وصححه من طريق البكالى عن عبد الله بن عمر قال ان الله جزأ الملائكة والانس والجن عشرة أجزاء تسعة أجزاء منهم الملائكة وجزء واحد الجن والانس وجزأ الملائكة عشرة أجزاء تسعة أجزاء منهم الكروبيون الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون وجزء واحد لرسالاته ولخزائنا وما يشاء من أمره وجزأ الانس والجن عشرة أجزاء تسعة منهم الجن والانس جزء واحد فلا يولد من الانس ولد الا ولد من الجن تسعة وجزأ الانس عشرة أجزاء تسعة منهم ياجوج وماجوج وجزء سائر الناس والسماء ذات الحبك قال السماء السابعة والحرم بحيالة العرش * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى العالية أن ياجوج ومأجوج يزيدون على الانس الضعفين وان الجن يزيدون على الانس الضعفين وان يأجوج ومأجوج رجلان اسمهما ياجوج ومأجوج * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى حاتم عن قتادة قال ان الله جزأ الانس عشرة أجزاء تسعة منهم ياجوج ومأجوج وجزء سائر الناس * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال صورت الدنيا على خمس صور على صورة الطير برأسه والصدر والجناحين والذنب فالمدينة ومكة واليمن الرأس والصدر مصر والشام والجناح الايمن العراق وخلف العراق أمة يقال لها واق وخلف واق أمة يقال لها وقواق وخلف ذلك من الامم مالا يعلمه الا الله تعالى والجناح الايسر السند وخلف السند الهند وخلف الهند أمة يقال لها ناسك وخلف ذلك أمة يقال لها منسك
[ 250 ]
وخلف ذلك من الامم ما لا يعلمه الا الله تعالى والذنب من ذات الحمام إلى مغرب الشمس وشر ما في الطير الذنب * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عبدة بن أبى لبابة ان الدنيا سبعة أقاليم فيأجوج وماجوج في ستة أقاليم وسائر الناس في اقليم واحد * وأخرج ابن جرير عن وهب بن جابر الحيوانى قال سألت عبد الله بن عمرو عن ياجوج ومأجوج أمن آدم هم قال نعم ومن بعدهم ثلاث أمم لا يعلم عددهم الا لله تأويل وتاريس ومنسك * وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن عمرو قال يأجوج ومأجوج لهم أنهار يلقون ما شاؤا ونساء يجامعون ما شاؤا وشجر يلقحون ما شاؤا ولا يموت رجل الا ترك من ذريته ألفا فصاعدا * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن حسان بن عطية قال يأجوج ومأجوج أمتان في كل أمة أربعمائة ألف أمة لا تشبه واحدة منهم الاخرى ولا يموت الرجل منهم حتى ينظر في مائة عين من ولده * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن كعب قال خلق ياجوج ومأجوج ثلاثة أصناف صنف أجسامهم كالارز وصنف أربعة أذرع طول وأربعة أذرع عرض وصنف يفترشون آذانهم ويلتحفون بالاخرى ياكلوم مشائم نسائهم * واخرج ابن المنذر عن خالد الاشج قال ان بنى آدم وبنى ابليس ثلاثة أثلاث فثلثان بنو ابليس وثلث بنو آدم وبنو آدم ثلاثة أثلاث ثلثان ياجوج ومأجوج وثلث سائر الناس والناس بعد ثلاثة أثلاث ثلث الاندلس وثلث الحبشة وثلث سائر الناس العرب والعجم * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة قال ياجوج ومأجوج ثنتان وعشرون قبيلة فسد ذو القرنين على احدى وعشرين قبيلة وترك قبيلة وهم الاتراك * وأخرج ابن المنذر عن على بن أبى طالب انه سئل عن الترك فقال هم سيارة ليس لهم أصل هم من ياجوج ومأجوج لكنهم خرجوا يغيرون على الناس فجاء ذو القرنين فسد بينهم وبين قومهم فذهبوا سيارة في الارض * وأخرج ابن المنذر عن حسان بن عطية قال ان ياجوج ومأجوج خمس وعشرون أمة ليس منها أمة تشبه الاخرى * وأخرج ابن ابى حاتم عن أبى المثنى الاملوكى قال ان الله ذرأ لجهنم ياجوج وماجوج لم يكن فيهم صديق قط ولا يكون أبدا * وأخرج ابن جرير وابن أبى شيبة عن عبد الله بن سلام قال ما مات رجل من ياجوج وماجوج الا ترك ألف ذرية لصلبه فصاعدا * وأخرج ابن المنذر وابن ابى حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ان ياجوج وماجوج شبر وشبران وأطولهم ثلاثة أشبار وهم من ولد آدم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والطبراني والبيهقي في البعث وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان ياجوج وماجوج من ولد آدم ولو أرسلوا لافسدوا على الناس معايشهم ولا يموت رجل منهم الا ترك من ذريته ألفا فصاعدا وان من ورائهم ثلاث أمم تأويل وتاريس ومتسك * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عمر قال الجن والانس عشرة أجزاء فتسعة أجزاء ياجوج وماجوج وجزء واحد سائر الناس * وأخرج النسائي وابن مردويه من طريق عمرو بن أوس عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ياجوج وماجوج لهم نساء يجامعون ما شاؤا وشجر يلقحون ما شاؤا ولا يموت رجل منهم الا ترك من ذريته ألفا فصاعدا * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه وابن عدى وابن عساكر وابن النجار عن حذيفة قال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ياجوج وماجوج فقال ياجوج أمة وماجوج أمة كل أمة باربعمائة ألف أمة لا يموت أحدهم حتى ينظر إلى ألف رجل من صلبه كل قد حمل السلاح قلت يا رسول الله صفهم لنا قال هم ثلاثة أصناف صنف منهم أمثال الارز قلت وما الارز قال شجر بالشام طول الشجرة عشرون ومائة ذراع في السماء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الذين لا يقوم لهم جبل ولا حديد وصنف منهم يفترش احدى أذنيه ويلتحف بالاخرى لا يمرون بفيل ولا وحش ولا جمل ولا خنزير الا أكلوه ومن مات منهم أكلوه مقدمتهم بالشام وساقتهم يشربون أنهار المشرق وبحيرة طبرية * واخرج نعيم بن حماد في الفتن وابن مردويه بسندواه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثنى الله ليلة أسرى بى إلى ياجوج وماجوج فدعوتهم إلى دين الله وعبادته فابوا ان يجيبوني فهم في النار مع من عصى من ولد آدم وولد ابليس * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن أبى بكرة النسفى ان رجلا قال يا رسول الله قد رأيت سد ياجوج وماجوج قال انعته لى قال كالبرد المحبر طريقة سوداء وطريقة حمراء قال قد رأيته * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن
[ 251 ]
حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان ياجوج وماجوج يحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذى عليهم ارجعوا فستفتحونه غدا ولا يستثنى فإذا أصبحوا وجدوه وقد رجع كما كان فإذا أراد الله بخروجهم على الناس قال الذى عليهم ارجعوا فتستفتحونه ان شاء الله ويستثنى فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس فيستقون المياه ويتحصن الناس منهم في حصونهم فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع مخضبة بالدماء فيقولون قهرنا من في الارض وعلونا من في السماء قسوا وعلوا فيبعث الله عليهم نغفا في أعناقهم فيهلكون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فو الذين نفس محمد بيده ان دواب الارض لتسمن ونبطر وتشكر شكرا من لحومهم * وأخرج البخاري ومسلم عن زينب بنت جحش قالت استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم من نومه ومحمر وجهه وهو يقول لا اله الا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم ياجوج وماجوج مثل هذه وحلق قلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فتح اليوم من ردم ياجوج وماجوج مثل هذه وعقد بيده تسعين * قوله تعالى (مفسدون في الارض) الآيات * أخرج ابن المنذر وابن ابى حاتم عن حبيب الارجانى في قوله ان ياجوج وماجوج مفسدون في الارض قال كان فسادهم انهم كانوا ياكلون الناس * واخرج ابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قول فهل نجعل لك خرجا قال أجرا عظيما * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة قال ما صنع الله فهو السد وما صنع الناس فهو السد * وأخرج ابن ابى حاتم عن السدى في قوله ما مكنى فيه ربى خير قال الذى أعطاني ربى هو خير من الذى تبذلون لى من الخراج * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله أجعل بينكم وبينهم ردما قال هو كاشد الحجاب * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله زبر الحديد قال قطع الحديد * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال أخبرني عن قوله زبر الحديد قال قطع الحديد قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول كعب بن مالك رضى الله عنه وهو يقول تلظى عليهم حين شد حميمها * بزبر الحديد والحجارة شاجر * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله بين الصدفين قال الجبلين * وأخرج سعيد بن منصور عن ابراهيم النخعي انه كان يقرأ بين الصدفين بفتحتين قال يعنى بين الجبلين * وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن انه كان يقرأ بين الصدفين بضمتين * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله بين الصدفين قال رأس الجبلين * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله قطرا قال النحاس * واخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن مجاهد في قوله قطرا قال نحاسا * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله آتونى افرغ عليه قطرا قال نحاسا * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله آتونى افرغ عليه قطرا قال نحاسا ليلزم بعضه بعضا * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله قما اسطاعوا أن يظهروه قال ما ستطاعوا أن يرتقوه * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن جريج في قوله فما اسطاعوا أن يظهروه يقول ان يعلوه وما استطاعوا له نقبا قال من أسفله * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فما اسطاعوا أن يظهروه قال من فوقه وما استطاعوا له نقبا قال من أسفله * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فما اسطاعوا أن يظهروه قال من فوقه وما استطاعوا له نقبا قال من أسفله * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله فإذا جاء وعد ربى جعله دكاء قال جعله طريقا كما كان * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فإذا جاء وعد ربى جعله دكاء قال لا أدرى الجبلين يعنى به أم ما بينهما * وأخرج سعيد بن منصور عن الربيع بن خثيم انه كان يقرأ جعله دكاء ممدودا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال قال على بن أبى طالب ان ياجوج ومأجوج خلف السد لا يموت الرجل منهم حتى يولد له ألف لصلبه وهم يغدون كل يوم على السد فيلحسونه وقد جعلوه مثل قشر البيض فيقولون نرجع غدا ونفتحه فيصيحون وقد عاد إلى ما كان عليه قبل ان يلحس فلا يزالون كذلك حتى يولد فيهم مولود مسلم فإذا غدوا يلحسون قال لهم قولوا بسم الله فإذا قالوا بسم الله فارادوا ان يرجعوا حين يمسون فيقولون نرجع غدا فنفتحه
[ 252 ]
فيصبحون وقد عاد إلى ما كان عليه فيقول قولوا ان شاء الله فيقولون ان شاء الله فيصبحون وهو مثل قشر البيض فينقبونه فيخرجون منه على الناس فيخرج أول من يخرج منهم سبعون ألفا عليهم التيجان ثم يخرجون من بعد ذلك أفواجا فيأتون على النهر مثل نهركم هذا يعنى الفرات فيشربونه حتى لا يبقى منه شئ ثم يجئ الفوج منهم حتى ينتهوا إليه فيقولون لقد كان ههنا ماء مرة وذلك قول الله فإذا جاء وعد ربى جعله دكا والدك التراب وكان وعد ربى حقا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن كعب قال ان ياجوج وماجوج ينقرون السد بمناقرهم حتى إذا كادوا أن يخرقوه قالوا نرجع إليه غدا فنفرع منه فيرجعون إليه وقد عاد كما كان فيرجعون فهم كذلك وإذا بلغ الامر ألقى على بعض ألسنتهم يقولون ناتى ان شاء الله غدا فنفرغ منه فيأتونه وهو كما هو فيخرقونه فيخرجون فيأتى أولهم على البحيرة فيشربون ما كان فيها من ماء وياتى أوسطهم عليها فيلحسون ما كان فيها من الطين وياتى آخرهم عليها فيقولون قد كان ههنا مرة ماء فيرمون بسهامهم نحو السماء فترجع مخضبة بالدماء فيقولون قهرنا من في الارض وظهرنا على من في السماء فيدعو عليهم عيسى بن مريم فيقول اللهم لا طاقة لنا بهم ولا يد فاكفناهم بما شئت فيبعث الله عليهم دودا يقال له النغف فيأخذهم في أقفائهم فيقتلهم حتى تنتن الارض من ريحهم ثم يبعث الله عليهم طيرا فتنقل أبدانهم إلى البحر ويرسل الله إليهم السماء أربعين يوما فينبت الارض حتى ان الرمانة لتشبع أهل البيت * وأخرج ابن المنذر عن كعب قال عرض أسكفة ياجوج وماجوج التى تفتح لهم أربعة وعشرون ذراعا تحفيها حوافر خيلهم والعليا اثنا عشر ذراعا تحفيها أسنة رماحهم * وأخرج ابن المنذر عن عبد الله بن عمرو قال إذا خرج ياجوج وماجوج كان عيسى بن مريم في ثلثمائة من المسلمين في قصر بالشام يشتد عليهم أمرهم فيدعون الله ان يهلكهم فيسلط عليهم النغف فتنتن الارض منهم فيدعون الله ان يطهر الارض منهم فيرسل الله مطرا فيسيل منهم إلى البحر ثم يخصب الناس حتى ان العنقود يشبع منه أهل البيت * وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال ياجوج وماجوج يمر أولهم بنهر مثل دجلة ويمر آخرهم فيقول قد كان في هذا النهر مرة ماء ولا يموت رجل الا ترك الفا من ذريته فصاعدا ومن بعدهم ثلاثة أمم ما يعلم عدتهم الا الله تاريس وتاويل وناسك أو منسك * وأخرج أبو يعلى والحاكم وصححه وابن عساكر عن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في السد قال يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه قال الذى عليهم ارجعوا فستخرقونه غدا قال فيعيده الله كاشد ما كان حتى إذا بلغوا مدتهم واراد الله قال الذى عليهم ارجعوا فستخرقونه غدا ان شاء الله واستثنى فيرجعون وهو كهيئته حين تركوه فيخرقونه ويخرجون على الناس فيسقون المياه وينفر الناس منهم فيرمون سهامهم في السماء فترجع مخضبة بالدماء فيقولون قهرنا أهل الارض وغلبنا من في السماء قسوة وعلوا فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فيهلكهم قال والذى نفسي بيده ان دواب الارض لتسمن وتبطر وتشكر شكرا من لحومهم * وأخرج الحاكم وصححه عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا أعلم بما مع الدجال منه معه نهران أحدهما نار تاجج في عين من رآه والآخر ماء أبيض فان أدركه أحد منكم فليغمض ويشرب من الذى يراه نارا فانه ماء بارد واياكم والآخر فانه الفتنة واعلموا انه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه من يكتب ومن لا يكتب وان احدى عينيه ممسوحة عليها ظفرة انه يطلع من آخر أمره على بطن الاردن على ثنية افيق وكل أحد يؤمن بالله واليوم الآخر ببطن الاردن وانه يقتل من المسلمين ثلثا ويهزم ثلثا ويبقى ثلث ويجن عليهم الليل فيقول بعض المؤمنين لبعض ما تنتظرون ان تلحقوا اخوانكم في مرضات ربكم من كان عنده فضل طعام فليغد به على أخيه وصلوا حتى ينفجر الفجر وعجلوا الصلاة ثم أقبلوا على عدوكم فلما قاموا يصلون نزل عيسى بن مريم امامهم فصلى بهم فلما انصرف قال هكذا فرجوا بينى وبين عدو الله فيذوب وسلط الله عليهم من المسلمين فيقتلونهم حتى ان الشجر والحجر لينادي يا عبد الله يا عبد الرحمن يا مسلم هذا يهودى فاقتله فيقتلهم الله وينصر المسلمون فيكسرون الصليب ويقتلون الخنزير ويضعون الجزية فبينما هم كذلك أخرج الله ياجوج وماجوج فيشرب أولهم البحيرة ويجئ آخرهم وقد انتشفوه ولا يدعوا فيه قطرة فيقولون ظهرنا على أعدائنا قد كان ههنا أثر ماء فيجئ نبى الله وأصحابه وراءه حتى يدخلوا مدينة من مدائن فلسطين يقال لها لد فيقولون ظهرنا
[ 253 ]
على من في الارض فتعالوا نقاتل من في السماء فيدعو الله نبيه عند ذلك فيبعث الله عليهم قرحة في حلوقهم فلا يبقى منهم بشر فيؤذي ريحهم المسلمين فيدعو عيسى فيرسل الله عليهم ريحا فتقذفهم في البحر أجمعين * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى الزاهرية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مقفل المسلمين من الملاحم دمشق ومقفلهم من الدجال بيت المقدس ومقفلهم من ياجوج وماجوج بيت الطور والله أعلم * قوله تعالى (وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض) * أخرج ابن ابى حاتم عن السدى عن في قوله وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض قال ذلك حين يخرجون على الناس * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض قال هذا أول يوم القيامة ثم ينفخ في الصور على أثر ذلك * واخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق هارون بن عنترة عن ابن عباس رضى الله عنه في قوله وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض قال الجن والانس يموج بعضهم في بعض * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن هرون بن عنترة عن شيخ من بنى فزارة في قوله وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض قال إذا ماج الجن والانس بعضهم في بعض قال ابليس انا أعلم لكم علم هذا الامر فيظعن إلى المشرق فيجد الملائكة قد نطقوا الارض ثم يظعن إلى المغرب فيجد الملائكة قد نطقوا الارض ثم يظعن يمينا وشمالا حتى ينتهى إلى اقصى الارض فيجد الملائكة قط نطقوا الارض فيقول ما من محيص فبينما هو كذلك إذ عرض له طريق كانه شواظ فاخذ عليه هو وذريته فبينما هو كذلك إذ هجم على النار فخرج إليه خازن من خزان النار فقال يا ابليس الم تكن لك المنزلة عند ربك الم تكن في الجنان فيقول ليس هذا يوم عتاب لو أن الله افترض على عبادة لعبدته عبادة لم يعبده أحد من خلقه فيقول ان الله قد فرض عليك فريضة فيقول ما هي فيقول يامرك ان تدخل النار فيتلكأ عليه فيقول به وبذريته بجناحه فيقذفهم في النار فتزفر جهنم زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبى مرسل الا جثا لركبتيه * قوله تعالى (الذين كانت أعينهم) الآية * أخرج ابن ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكرى وكانوا لا يستطيعون سمعا قال كانوا عميا عن الحق فلا يبصرونه صما عنه فلا يسمعونه * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله لا يستطيعون سمعا قال يعقلون سمعا والله أعلم * قوله تعالى (أفحسب الذين كفروا) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء قال ظن كفرة بنى آدم أن يتخذوا الملائكة من دونه أولياء * وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن المنذر عن على بن أبى طالب انه قرأ أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني اولياء قال أبو عبيد بجزم السين وضم الباء * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة انه قرأ أفحسب الذين كفروا يقول أفحسبهم ذلك * قوله تعالى (قل هل ننبئكم بالاخسرين أعمالا) الآية * أخرج عبد الرزاق والبخاري والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وابن مردويه من طريق مصعب بن سعد قال سالت أبى قل هل أنبئكم بالاخسرين أعمالا أهم الحرورية قال لا هم اليهود والنصارى أما اليهود فكذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم واما النصارى فكذبوا بالجنة وقالوا لا طعام فيها ولا شراب والحرورية الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه وكان سعد يسميهم الفاسقين * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن مصعب قال قلت لابي قل هل أنبئكم بالاخسرين أعمالا الحروية هم قال لا ولكنهم أصحاب الصوامع والحرورية قوم زاغوا فازاغ الله قلوبهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى خميصة عبد الله بن قيس قال سمعت على بن أبى طالب يقول في هذه الآية قل هل أنبئكم بالاخسرين أعمالا انهم الرهبان الذين حبسوا أنفسهم في السوارى * وأخرج ابن مردويه عن أبى الطفيل قال سمعت على بن أبى طالب وساله ابن الكواء فقال من هل أنبئكم بالاخسرين أعمالا قال فجرة قريش * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه من طريق 8 عن على أنه سئل عن هذه الآية قل هل أنبئكم بالاخسرين أعمالا قال لا أظن الا أن الخوارج منهم * قوله تعالى (فلا نقيم يوم لهم القيامة وزنا) * أخرج البخاري ومسلم وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة وقال
[ 254 ]
اقرؤا ان شئتم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا * وأخرج ابن عدى والبيهقي في شعب الايمان عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليؤتين يوم القيامة بالعظيم الطويل الاكول الشروب فلا يزن عند الله تبارك وتعالى جناح بعوضة اقرؤا ان شئتم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا * وأخرج ابن أبى شبية وابن الضريس عن كعب قال يمثل القرآن لمن كان يعمل به في الدنيا يوم القيامة كاحسن صورة رآها وجها حسنة وأطيبه ريحا فيقوم بجنب صاحبه فكلما جاءه روع هدأ روعه وسكنه وبسط له امله فيقول له جزاك الله خيرا من صاحب فما أحسن صورتك وأطيب ريحك فيقول له أما تعرفني تعال فاركبني فطالما ركبتك في الدنيا أنا عملك ان عملك كان حسنا فترى صورتي حسنة وكان طيبا فترى ريحى طيبة فيحمله فيوافى به الرب تبارك وتعالى فيقول يا رب هذا فلان وهو أعرف به منه قد شغلته في أيام حياته في الدنيا ظالما اظمات نهاره وأسهرت ليله فشفعني فيه فيوضع تاج الملك على رأسه ويكسى حلة الملك فيقول يا رب قد كنت أرغب له عن هذا وأرجو له منك أفضل من هذا فيعطى الخلد بيمينه والنعمة بشماله فيقول يا رب ان كل تاجر قد دخل على أهله من تجارته فيشفع في أقاربه وإذا كان كافرا مثل له عمله في أقبح صورة رآها وأنتنه فكلما جاء روع زاده روعا فيقول قبحك الله من صاحب فما أقبح صورتك وما أنتن ريحك فيقول ما أنت قال أما تعرفني أنا عملك ان عملك كان قبيحا فترى صورتي قبيحة وكان منتنا فترى ريحى منتنة فيقول تعال حتى أركبك فطالما ركبتني في الدنيا فيركبه فيوافى به الله فلا يقيم له وزنا * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن عمير قال يؤتى بالرجل العظيم الطيول يوم القيامة فيوضع في الميزان فلا يزن عند الله جناح بعوضة ثم تلا فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا * وأخرج هناد عن كعب بن عجرة في قوله فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا قال يجاء بالرجل يوم القيامة فيوزن فلا يزن حبة حنطة ثم يوزن فلا يزن شعيرة ثم يوزن فلا يزن جناح بعوضة ثم قرأ فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا يقول ليس لهم وزن * قوله تعالى (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه والحكم وصححه عن أبى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلوا الله الفردوس فانها سرة الجنة وان أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش * وأخرج البخاري ومسلم وابن أبى حاتم عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فانه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة * وأخرج أحمد وابن أبى شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير والحاكم والبيهقي في البعث وابن مردويه عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان في الجنة مائة درجة بين كل درجتين كما بين السماء والارض والفردوس أعلاها درجة ومن فوقها يكون العرش ومنها تفجر أنهار الجنة الاربعة فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس * وأخرج أحمد والترمذي وابن ماجه وابن جرير وابن مردويه والبيهقي في البعث عن معاذ ابن جبل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الجنة مائة درجة كل درجة منها ما بين السماء والارض وأعلاها الفردوس وعليها يكون العرش وهى أوسط شئ في الجنة ومنها تفجر أنهار الجنة فإذا سألتم الله فسألوه الفردوس * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والبزار والطبراني عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جنة الفردوس هي ربوة الجنة العليا التى هي أوسطها وأحسنها * وأخرج البزار عن العرباض بن سارية إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فانه أعلى الجنة * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الفردوس أعلى درجة في الجنة وفيها يكون عرش الرحمن ومنها تفجر أنهار الجنة الاربعة وجنة عدن قصبة الجنة وفيها مقصورة الرحمن ومنها يسمع أطيط العرش فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى موسى الاشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الفردوس مقصورة الرحمن فيها خيار الانهار والاثمار * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد قال الفردوس بستان بالرومية * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال الفردوس هو الكرم بالنبطية وأصله فرداسا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن عبد الله ابن الحارث ان ابن عباس سال كعبا عن الفردوس قال هي جنات الاعناب بالسريانية * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير الفردوس يعنى الجنة قال والجنة بلسان الرومية الفردوس * وأخرج النجاد في جزاء التزاحم عن
[ 255 ]
أبى عبيدة بن الجراح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والارض والفردوس أعلى الجنة فإذا سألتم الله عزوجل فسألوه الفردوس * قوله تعالى (خالدين فيها لا يبغون عنها حولا) * أخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله لا يبغون عنها حولا قال متحولا * قوله تعالى (قل لو كان البحر) الآية * أخرج ابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد في قوله قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى يقول علم ربى * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربى يقول ينفد ماء البحر قبل ان ينفد كلام الله وحكمته * وأخرج أحمد في الزهد عن أبى البخترى قال صحب سلمان رجل ليتعلم منه فانتهى إلى دجلة وهى تطفح فقال له سلمان انزل فاشرب فشرب قال له ازدد فازداد قال كم نقصت منه قال ما عسى ان أنقص من هذه قال سلمان فكذلك العلم تأخذ منه ولا تنقصه * قوله تعالى (فمن كان يرجو القاربه) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله فمن كان يرجو لقاء ربه الآية قال نزلت في المشركين الذين عبدوا مع الله الها غيره وليست هذه في المؤمنين * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى الدنيا في الاخلاص وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم عن طاوس قال قال رجل يا نبى الله انى أقف مواقف ابتغى وجه الله وأحب أن يرى موطنى فلم يرد عليه شيأ حتى نزلت هذه الآية فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا وأخرجه الحاكم وصححه والبيهقي موصولا عن طاوس عن ابن عباس * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد قال كان من المسلمين من يقاتل وهو يحب ان يرى مكانه فانزل الله فمن كان يرجو لقاء ربه الآية * وأخرج ابن منده وأبو نعيم في الصحابة وابن عساكر من طريق السدى الصغير عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس قال كان جندب بن زهير إذا صلى أو صام أو تصدق فذكر بخير ارتاح له فزاد في ذلك لمقالة الناس فلامه الله فنزل في ذلك فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا * وأخرج هناد في الزهد عن مجاهد قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أتصدق بالصدقة والتمس بها ما عند الله وأحب أن يقال لى خيرا فنزلت فمن كان يرجو لقاء ربه الآية * وأخرج هناد وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي عن سعيد في قوله فمن كان يرجو لقاء ربه قال ثواب ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك قال لا يرائى بعبادة ربه أحدا * وأخرج ابن أبى حاتم من وجه آخر عن سعيد بن جبير في قوله فمن كان يرجو لقاء ربه قال من كان يخشى البعث في الآخرة فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا من خلقه قال النبي صلى الله عليه وسلم ان ربكم يقول أنا خير شريك فمن أشرك معى في عمله أحدا من خلقي تركت العمل كله له ولم أقبل الا ما كان لى خالصا ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا * وأخرج ابن ابى حاتم عن كثير بن زياد قال قلت للحسن قول الله فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا قال في المؤمن نزلت قلت أشرك بالله قال لا ولكن أشرك بذلك العمل عملا يريد الله به والناس فذلك يرد عليه * وأخرج ابن أبى حاتم عن عبد الواحد بن زيد قال قلت للحسن أخبرني عن الرياء أشرك هو قال نعم يا بنى وما تقرأ فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا * وأخرج الطبراني عن شداد بن أوس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا جمع الله الاولين والآخرين ببقيع واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي قال أنا خير شريك كل عمل عمل لى في دار الدنيا كان لى فيه شريك فانا أدعه اليوم ولا أقبل اليوم الا خالصا ثم قرأ الا عباد الله المخلصين فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا * وأخرج ابن سعد وأحمد والترمذي وابن ماجه والبيهقي عن أبى سعد بن أبى فضالة الانصاري وكان من الصحابة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا جمع الله الاولين والآخرين ليوم لا ريب فيه نادى مناد من كان أشرك في عمل عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عند غير الله فان الله أغنى الشركاء عن الشرك * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن أبى هريرة ان رجلا قال يا رسول الله الرجل يجاهد في سبيل الله وهو يبتغى عرضا من الدنيا قال لا أجر له فاعظم الناس هذه فعاد الرجل فقال لا أجر له * وأخرج ابن أبى الدنيا في الاخلاص وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي عن شداد بن أوس قال كنا نعد الرياء على عهد رسول الله
[ 256 ]
صلى الله عليه وسلم الشرك الاصغر * وأخرج أحمد وابن أبى الدنيا وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي عن شداد بن أوس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى يرائى فقد أشرك ومن صام يرائى فقد أشرك ومن تصدق يرائى فقد أشرك ثم قرأ فمن كان يرجو لقاء ربه الآية * وأخرج الطيالسي وأحمد وابن مردويه عن شداد بن أوس رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يقول أنا خير قسيم لمن أشرك بى من أشرك بى شيأ فان عمله قليله وكثيره لشريكه الذى أشرك به أنا عنه غنى * وأخرج البرار وابن منده والبيهقي وابن عساكر عن عبد الرحمن بن غنم انه قيل له أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صام رياء فقد أشرك ومن صلى رياء فقد أشرك ومن تصدق رياء فقد أشرك قال بلى ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية فمن كان يرجو لقاء ربه فشق ذلك على القوم واشتد عليهم فقال ألا أفرجها عنكم قالوا بلى يا رسول الله فقال هي مثل الآية التى في الروم وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله فمن عمل رياء لم يكتب لا له ولا عليه * وأخرج أحمد والحكيم الترمذي والحاكم وصححه والبيهقي عن أبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك الخفى ان يقوم الرجل يصلى لمكان رجل * وأخرج أحمد وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي عن شداد بن أوس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أخاف على أمتى الشرك والشهوة الخفية قلت أتشرك أمتك من بعدك قال نعم أما انهم لا يعبدون شمسا ولا قمرا ولا حجرا ولا وثنا ولكن يراؤن الناس باعمالهم قلت يا رسول الله فالشهوة الخفية فقال يصبح أحدهم صائما فتعرض له شهوة من شهواته فيترك صومه ويواقع شهوته * وأخرج أحمد ومسلم وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه قال أنا خير الشركاء فمن عمل عملا أشرك فيه غيرى فانا برئ منه وهو للذى أشرك * وأخرج أحمد والبيهقي عن محمود بن لبيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان أخوف ما أخاف عليكم الشرك الاصغر قالوا وما الشرك الاصغر يا رسول الله قال الرياء يقول الله يوم القيامة إذا جزى الناس باعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤن في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء * وأخرج البزار والبيهقي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض أعمال بنى آدم بين يدى الله عزوجل يوم القيامة في صحف مختتمة فيقول الله القوا هذا واقبلوا هذا فتقول الملائكة يا رب والله ما رأينا منه الا خيرا فيقول ان عمله كان لغير وجهى ولا أقبل اليوم من العمل الا ما أريد به وجهى * وأخرج البزار وابن مردويه والبيهقي بسند لا باس به عن الضحاك بن قيس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله أنا خير شريك فمن أشرك معى أحدا فهو لشريكي يا أيها الناس اخلصوا الاعمال لله فان الله لا يقبل من الاعمال الا ما خلص له ولا تقولوا هذا لله وللرحم فانه للرحم وليس لله منه شئ * واخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو انه قال يا رسول الله اخبرني عن الجهاد والغزو قال يا عبد الله ان قاتلت صابرا محتسبا بعثك الله صابرا محتسبا وان قتلت مرائيا مكاثرا على أي حال قاتلت أو قتلت بعثك الله على تلك الحال * وأخرج أحمد والدارمى والنسائي والرويانى وابن حبان والطبراني والحاكم وصححه عن يحيى بن الوليد بن عبادة عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من غزى وهو لا ينوى في غزاته الا عقالا فله ما نوى * وأخرج الحاكم عن يعلى بن منبه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعثنى في سراياه فبعثني ذات يوم وكان رجل يركب فقلت له ارحل قال ما أنا بخارج معك قلت لم قال حتى تجعل لى ثلاثة دنانير قلت الآن حين ودعت النبي صلى الله عليه وسلم ما أنا براجع إليه ارحل ولك ثلاثة دنانير فلما رجعت من غزاتي ذكرت ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فقال اعطها اياه فانها حظه من غزاته * وأخرج أبو داود والنسائي والطبراني بسند جيد عن أبى امامة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت رجلا غزا يلتمس الاجر والذكر ما له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شئ له فاعادها ثلاث مرات يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شئ له ثم قال ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتغى به وجهه * وأخرج الطبراني بسند لا باس به عن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ما ابتغى به وجه الله عزوجل * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وابن ماجه والبيهقي في الاسماء والصفات عن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 257 ]
من يسمع يسمع الله به ومن يرائى يرائى الله به * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن عبد الله بن عمر وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قام بخطبة لا يلتمس بها الا رياء وسمعة أوقفه الله عزوجل يوم القيامة في موقف رياء وسمعة * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن أبى سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من يرائى يرائى الله به ومن يسمع يسمع الله به * وأخرج ابن أبى شيبة عن محمود بن لبيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم وشرك السرائر قالوا وما شرك السرائر قال ان يقوم أحدكم يريد صلاته جاهدا لينظر الناس إليه فذلك شرك السرائر * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود قال من صلى صلاة والناس يرونه فليصل إذا خلا مثلها والا فانما هي استهانة يستهين بها ربه * وأخرج ابن أبى شيبة عن حذيفة مثله * وأخرج البيهقى عن عمرو ابن عبسة قال إذا كان يوم القيامة جئ بالدنيا فيميز منها ما كان لله وما كان لغير الله رمى به في نار جهنم * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى موسى الاشعري قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال أيها الناس اتقوا الشرك فانه اخفى من دبيب النمل فقالوا وكيف نتقيه وهو اخفى من دبيب النمل يا رسول الله قال قولوا اللهم انا نعوذ بك ان نشرك بك شيأ نعلمه ونستغفرك لما لا نعلم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن عبادة بن الصامت قال يجاء بالدنيا يوم القيامة فيقال ميزوا ما كان لله فيميز ثم يقول القوا سائرها في النار * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن معاذ بن جبل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان يسيرا من الرياء شرك وان من عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة وان الله يحب الابرار الاخفياء الاتقياء الذين ان غابوا لم يفتقدوا وان حضروا لم يدعوا ولم يعرفوا قلوبهم مصابيح الدجا يخرجون من كل غبراء مظلمة * وأخرج البيهقى وضعفه عن أبى الدرداء ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الاتقاء على العمل أشد من العمل ان الرجل ليعمل فيكتب له عمل صالح معمول به في السر يضعف أجره سبعين ضعفا فلا يزال به الشيطان حتى يذكره الناس ويعلنه فيكتب علانية ويمحى تضعيف أجره كله ثم لا يزال به الشيطان حتى يذكره للناس الثانية ويحب ان يذكر ويحمد عليه فيمحى من العلانية ويكتب رياء فاتقى الله امرؤ صان دينه فان الرياء شرك * وأخرج أحمد والبيهقي عن أبى امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان أحسن أوليائي عندي منزلة رجل ذو حظ من صلاة أحسن عبادة ربه في السر وكان غامضا في الناس لا يشار إليه بالاصابع عجلت منيته وقل تراثه وقلت بواكيه * وأخرج ابن سعد وأحمد والبيهقي عن أبى هند الدارى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قام مقام رياء أو سمعة رايا الله به يوم القيامة وسمع به * وأخرج البيهقى عن عمر ابن النضر قال بلغني ان في جهنم واديا تعوذ منه جهنم كل يوم أربعمائة مرة أعد ذلك للمرائين من القراء * وأخرج البيهقى عن أبى هريرة قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال تعوذ بالله من جب الحزن قبل من يسكنه قال المراؤن باعمالهم * وأخرج البيهقى عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عزوجل كل من عمل عملا أراد به غيرى فانا منه برئ * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا الشرك الاصغر قالوا وما الشرك الاصغر قال الرياء يوم يجازى الله العباد باعمالهم يقول اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤن في الدنيا أنظروا هل تصيبون عندهم جزاء * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن محمد بن الحنفية قال كل مالا يبتغى به وجه الله يضمحل * أخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد عن أبى العالية قال قال لى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يا أبا العالية لا تعمل لغير الله فيكلك الله عزوجل إلى من عملت له * وأخرج ابن أبى شيبة عن ربيع بن خثيم قال ما لم يرد به وجه الله عزوجل يضمحل * وأخرج ابن الضريس في فضائل القرآن عن اسمعيل بن أبى واقع قال بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم بسورة ملا عظمتها ما بين السماء والارض شيعها سبعون ألف ملك سورة الكهف من قرأها يوم الجمعة غفر الله له بها إلى الجمعة الاخرى وزيادة ثلاثة أيام من بعدها وأعطى نورا يبلغ السماء ووفى من فتنة الدجال ومن قرأ الخمس آيات من خاتمتها حين ياخذ مضجعه من فراشه حفظ وبعث من أي الليل شاء * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن معاوية بن أبى سفيان انه تلا هذه الآية فمن كان يرجو لقاء ربه الآية قال انها آخر آية نزلت من القرآن * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبى حكيم قال
[ 258 ]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم ينزل على أمتى الا خاتمة سورة الكهف لكفتهم * وأخرج ابن راهويه والبزار وابن مردويه والحاكم وصححه والشيرازي في الالقاب عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ في ليلة فمن كان يرجو لقاء ربه الآية كان له نور من عدن اببن إلى مكة حشوه الملائكة * وأخرج ابن الضريس عن أبى الدرداء قال من حفظ خاتمة الكهف كان له نور يوم القيامة من لدن قرنه إلى قدمه والله أعلم بالصواب * (سورة مريم عليها السلام) * * أخرج النحاس وابن مردويه عن ابن الزبير قال نزلت سورة مريم بمكة * واخرج ابن مردويه عن عائشة قالت نزلت سورة مريم بمكة * وأخرج الطبراني وأبو نعيم والديلمي من طريق أبى بكر بن عبد الله بن أبى مريم الغساني عن أبيه عن جده قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ولدت لى الليلة جارية فقال والليلة أنزلت علي سورة مريم سمها مريم * وأخرج أحمد وابن ابى حاتم والبيهقي في الدلائل عن أم سلمة ان النجاشي قال لجعفر ابن أبى طالب هل معك مما جاء به يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الله من شئ قال نعم فقرأ عليه صدرا من كهيعص فبكى النجاشي حتى أخضل لحيته وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلى عليهم ثم قال النجاشي ان هذا والذى جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة * وأخرج ابن أبى شيبة عن مورق العجلى قال صليت خلف ابن عمر الظهر فقرأ بسورة مريم * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد قال سمعت عبد الله بن عمر يقرأ في الظهر بكهيعص * وأخرج ابن سعد عن هاشم بن عاصم الاسلمي عن أبيه قال لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة فانتهى إلى الغميم أتاه بريدة بن الخصيب فاسلم قال هاشم فحدثني المنذر بن جهضم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم بريدة ليلتئذ صدرا من سورة مريم * وأخرج ابن سعد عن أبى هريرة قال قدمت المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فوجدت رجلا من غفار يؤم الناس في صلاة الفجر فسمعته يقرأ في الركعة الاولى سورة مريم وفى الثانية ويل للمطففين * قوله تعالى (كهيعص) * أخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس في قوله كهيعص قال كبير هاد أمين عزيز صادق وفى لفظ كاف بدل كبير * وأخرج عبد الرزاق وآدم بن أبى اياس وعثمان بن سعيد الدارمي في التوحيد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس كهيعص قال كاف من كريم وهاء من هاد وياء من حكيم وعين من عليم وصاد من صادق * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن مسعود وناس من الصحابة كهيعص هو الهجاء المقطع الكاف من الملك والهاء من الله والياء والعين من العزيز والصاد من المصور * وأخرج ابن مردويه عن الكلبى انه سئل عن كهيعص فحدث عن أبى صالح عن أم هانئ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كاف هاد عالم صادق * وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي وابن ماجه وابن جرير عن فاطمة بنت على قالت كان ابن عباس يقول في كهيعص وحم ويس وأشباه هذا هو اسم الله الاعظم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله كهيعص قسم أقسم الله به وهو من أسماء الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله كهيعص قال يقول أنا الكبير الهادى على أمين صادق * وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن كعب في قوله كهيعص قال الكاف من الملك والهاء من الله والعين من العزيز والصاد من الصمد * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس في قوله كهيعص قال الكاف مفتاح اسمه كافى والهاء مفتاح اسمه هادى والعين مفتاح اسمه عالم والصاد مفتاح اسمه صادق * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع بن أنس في قوله كهيعص قال يا من يجير ولا يجار عليه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله كهيعص قال اسم من أسماء القرآن والله أعلم * قوله تعالى (ذكر رحمة ربك عبده زكريا) * أخرج ابن أبى حاتم عن يحيى بن يعمر انه كان يقرأ ذكر رحمة ربك عبده زكريا بنقل يقول لما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء فقال ذكر رحمة ربك * وأخرج أحمد وأبو يعلى والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان زكريا نجارا
[ 259 ]
* وأخرج اسحق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس قال ان زكريا بن دان أبا يحيى كان من أبناء الانبياء الذين كانوا يكتبون الوحى ببيت المقدس * قوله تعالى (إذ نادى ربه نداء خفيا) * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله إذ نادى ربه نداء خفيا قال لا يريد رياء * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله إذ نادى ربه نداء خفيا أي بقلبه سرا قال قتادة ان الله يحب الصوت الخفى والقلب النقى * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود قال كان آخر أنبياء بنى اسرائيل زكريا بن ادريس من ذرية يعقوب دعا ربه سرا قال ربى انى وهن العظم منى إلى قوله خفت الموالى من ورائي وهم العصبة يرثنى ويرث نبوة آل يعقوب فنادته الملائكة وهو جبريل ان الله يبشرك بغلام اسمه يحيى فلما سمع النداء جاءه الشيطان فقال يا زكريا ان الصوت الذى سمعت ليس من الله انما هو من الشيطان يسخر بك فشك وقال أنى يكون لى غلام يقول من أين يكون وقد بلغني الكبر وامرأتى عاقر قال الله وقد خلقتك من قبل ولم تك شيا * قوله تعالى (قال رب انى وهن العظم منى) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله وهن العظم منى يقول ضعف * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وهن العظم منى قال نحول العظم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ولم أكن بدعائك رب شقيا قال قد كنت تعودني الاجابة فيما مضى * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عيينة في قوله ولم أكن بدعائك رب شقيا يقول سعدت بدعائك وان لم تعطنى * قوله تعالى (وانى خفت المولى من ورائي) الآيتين * أخرج أبو عبيد ابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن العاص قال أملى على عثمان بن عفان من فيه وانى خفت الموالى بنقلها يعنى بنصب الخاء والفاء وكسر التاء يقول قلت الموالى * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وانى خفت الموالى من ورائي قال الورثة وهم عصبة الرجل * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وانى خفت الموالى من ورائي قال العصبة من آل يعقوب وكان من ورائه غلام وكان زكريا من ذرية يعقوب وفى لفظ أيوب * وأخرج الفريابى عن ابن عباس قال كان زكريا لا يولد له فسال ربه فقال رب هب لى من لدنك وليا يرثنى ويرث من آل يعقوب قال يرثنى مالى ويرثنى ويرث من آل يعقوب النبوة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله يرثنى ويرث من آل يعقوب قال نبوته وعمله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله أخى زكريا ما كان عليه من ورثة ويرحم الله لوطا ان كان ليأوى إلى ركن شديد * وأخرج ابن ابى حاتم عن السدى في قوله يرثنى ويرث من آل يعقوب يقول يرث نبوتى ونبوة آل يعقوب * وأخرج ابن أبى حاتم عن صالح في قوله ويرث من آل يعقوب قال النبوة يكون نبيا كما كان أبوه * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله ويرث من آل يعقوب قال السنة والعلم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن يحيى بن يعمر انه قرأها وانى خفت الموالى من ورائي مشددة بنصب الخاء وكسر التاء وقرأها يرثنى ويرث من آل يعقوب * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس انه كان يقرأ يرثنى ويرث من آل يعقوب * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ يرثنى مثقل مرفوع * وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن كعب قال قال داود عليه السلام يا رب هب لى ابنا فولد له ابن خرج عليه فبعث إليه داود جيشا فقال ان أخذتموه سليما فابعثوا إلى رجل أعرف السرور في وجهه وان قتلتموه فابعثوا إلى رجلا أعرف الشر في وجهه فقتلوه فبعثوا إليه رجلا اسود فلما رآه علم انه قتل فقال رب سألت ان تهب لى ابنا فخرج على فقال انك لم تستثن قال محمد بن كعب لم يقل كما قال زكريا واجعله رب رضيا * قوله تعالى (يا زكريا انا نبشرك) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد قال لما دعا زكريا ربه ان يهب له غلاما هبط جبريل عليه السلام فبشره بيحيى فقال زكريا عندها أنى يكون لى غلام وأخبر بكبر سنه وعلة زوجته فاخذ جبريل عودا يابسا فجعله بين كفى زكريا فقال ادرجه بين كفيك ففعل فإذا في رأسه عود بين ورقتين يقطر منهما الماء فقال جبريل ان الذى أخرج هذا الورق من هذا العود قادر ان يخرج من صلبك ومن امرأتك العاقر غلاما * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله لم نجعل له من قبل سميا قال لم يسم أحد يحيى قبله * وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد وعبد بن حميد عن قتادة في قوله لم نجعل له من قبل سميا قال لم يسم أحد يحيى قبله * وأخرج أحمد في الزهد عن عكرمة مثله * وأخرج
[ 260 ]
ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لم نجعل له من قبل سميا قال لم تلد العواقر مثله ولدا * وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله لم نجعل له من قبل سميا قال مثلا * وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله لم نجعل له من قبل سميا قال شبيها * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء مثله * وأخرج البخاري في تاريخه عن يحيى بن خلاد الزرقى انه لما ولد أتى به النبي صلى الله عليه وسلم فحنكه وقال لاسمينه اسما لم يسم بعد يحيى بن زكريا فسماه يحيى * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود وابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس قال لا أدرى كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذا الحرف عتيا أو عييا * وأخرج ابن الانباري في الوقف والابتداء والحاكم عن ميمون بن مهران ان نافع بن الازرق سأل ابن عباس فقال اخبرني عن قول الله وقد بلغت من الكبر عتيا ما العتى قال اليؤس من الكبر قال الشاعر انما يعذر الوليد ولا يع‍ * ذر من كان في الزمان عتيا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وقد بلغت من الكبر عتيا قال نحول العظم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وقد بلغت من الكبر عتيا يقول هرما * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد وقد بلغت من الكبر عتيا قال العتى الذى قد عتا من الولد فيما يرى في نفسه لا ولادة فيه * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى حاتم عن الثوري قال بلغني ان زكريا كان ابن سبعين سنة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن المبارك وقد بلغت من الكبر عتيا قال ستين سنة * وأخرج الرامهرزى في الاسناد عن وهب ابن منبه وقد بلغت من الكبر عتيا قال هذه المقالة وهو ابن ستين أو خمس وستين * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ عتيا برفع العين * وأخرج عبد بن حميد عن يحيى بن وثاب انه قرأها عتيا وصليا بكسر العين والصاد * وأخرج ابن أبى حاتم عن عبد الله بن عقيل انه قرأ وقد بلغت من الكبر عسيا بالسين ورفع العين * قوله تعالى (قال رب اجعل لى آية) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر والحاكم عن نوف في قوله قال رب اجعل لى آية قال اعطني آية انك قد استجبت لى فقال آيتك أن لا تكلم الناس ثلاث ليال سويا قال ختم على لسانه وهو صحيح سوى ليس من مرض فلم يتكلم ثلاثة أيام * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ان لا تكلم الناس ثلاث ليال سويا قال اعتقل لسانه من غير مرض * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ثلاث ليال سويا قال من غير خرس * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة والضحاك مثله * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله ثلاث ليال سويا قال صحيحا لا يمنعك الكلام مرض * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في الآية قال حبس لسانه فكان لا يستطيع يكلم أحدا وهو في ذلك يسبح ويقرأ التوراة فإذا أراد كلام الناس لم يستطع ان يكلمهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله فخرج على قومه من المحراب قال المحراب مصلاه * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فأوحى إليهم قال كتب لهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن الحكم فأوحى إليهم قال كتب لهم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد فأوحى إليهم قال فاشار زكريا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن محمد بن كعب فأوحى إليهم أن سبحوا قال أشار إليهم اشارة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير فأوحى إليهم قال أومأ إليهم * وأخرج ابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله فأوحى إليهم ان سبحوا قال صلوا * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى العالية في قوله بكرة وعشيا قال أمرهم بالصلاة بكرة وعشيا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا قال البكرة صلاة الفجر وعشيا صلاة العصر * قوله تعالى (يا يحيى خذ الكتاب) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله يا يحيى خذ الكتاب بقوة قال بجد وآتيناه الحكم صبيا قال الفهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله خذ الكتاب بقوة يقول اعمل بما فيه من فرائضه * وأخرج ابن المنذر عن مالك بن دينار قال سألنا عكرمة عن قوله وآتيناه الحكم صبيا قال اللب * وأخرج أبو نعيم وابن مردويه والديلمي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وآتيناه الحكم صبيا قال أعطى الفهم والعبادة وهو ابن سبع سنين * وأخرج عبد الله بن أحمد في زائد الزهد وابن أبى
[ 261 ]
حاتم عن قتادة في قوله وآتيناه الحكم صبيا قال وهو ابن ثلاث سنين * واخرج أحمد في الزهد وابن المنذر وابن أبى حاتم والخرائطي وابن عساكر عن معمر بن راشد في قوله وآتيناه الحكم صبيا قال بلغني ان الصبيان قالوا ليحيى بن زكريا اذهب بنا نلعب قال ما للعب خلقت فهو قوله وآتيناه الحكم صبيا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد من طريق معمر عن قتادة قال جاء الغلمان إلى يحيى بن زكريا فقال ما للعب خلقت قال فانزل الله وآتيناه الحكم صبيا وأخرجه ابن عساكر عن معاذ بن جبل مرفوعا * وأخرج الحاكم في تاريخه من طريق سهل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الغلمان ليحيى بن زكريا اذهب بنا نلعب فقال يحيى ما للعب خلقنا اذهبوا نصلى فهو قول الله وآتيناه الحكم صبيا * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ القرآن قبل ان يحتلم فقد اوتى الحكم صبيا وأخرجه ابن أبى حاتم عن ابن عباس موقوفا * قوله تعالى (وحنانا من لدنا) الآيات * أخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والزجاجى في اماليه والحاكم وصححه والبيهقي في الاسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله وحنانا قال لا أدرى ما هو الا انى أظنه تعطف الله على خلقه بالرحمة * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال سألت ابن عباس عن قوله وحنانا فلم يجر فيها شيا * وأخرج ابن المنذر وابن ابى حاتم من طريق على بن أبى طلحة عن ابن عباس في قوله وحنانا من لدنا قال رحمة من عندنا * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله وحنانا من لدنا قال رحمة من عندنا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت طرفة بن العبد البكري وهو يقول ابا منذر افنيت فاستبق بعضنا * حنانيك بعض الشر أهون من بعض * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وحنانا من لدنا قال تعطفا من ربه عليه * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وحنانا من لدنا قال الرحمة * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع وحنانا من لدنا قال رحمة من عندنا لا يملك عطاءها أحد غيرنا * وأخرج الحكيم الترمذي عن سعيد الجهنى في قوله وحنانا من لدنا قال الحنان المحبب * واخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة وحنانا من لدنا قال رحمة من عندنا وزكاة قال صدقة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وزكاة قال بركة وفى قوله وكان تقيا قال طهر فلم يعمل بذنب * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان بن عيينة انه سئل عن قوله وكان تقيا قال لم يعصه ولم يهم بها * وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ولم يكن جبارا عصيا قال كان سعيد بن المسيب يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من أحد يلقى الله يوم القيامة الا ذا ذنب الا يحيى بن زكريا قال قتادة وقال الحسن قال النبي صلى الله عليه وسلم ما أذنب يحيى بن زكريا قط ولا هم بامرأة * وأخرج اسحق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس في قوله ذكر رحمت ربك عبده زكريا قال ذكره الله برحمة منه حيث دعاه إذ نادى ربه نداء خفيا يعنى دعا ربه دعاء خفيا في الليل لا يسمع أحدا أو يسمع أذنيه فقال رب انى وهن العظم منى يعنى ضعف العظم منى واشتعل الرأس شيبا يعنى غلب البياض السواد ولم أكن بدعائك رب شقيا أي لم أدعك قط فخيبتني فيما مضى فتخيبنى فيما بقى فكما لم أشق بدعائي فيما مضى فكذلك لا أشقى فيما بقى عودتني الاجابة من نفسك وانى خفت الموالى من ورائي فلم يبق لى وارث وخفت العصبة ان ترثني فهب لى من لدنك وليا يعنى من عندك ولدا يرثنى يعنى يرث محرابي وعصاى وبرنس العربان وقلمي الذى أكتب به الوحى ويرث من آل يعقوب النبوة واجعله رب رضيا يعنى مرضيا عندك زاكيا بالعمل فاستجاب الله له فكان قد دخل في السن هو وامرأته فبينا هو قائم يصلى في المحراب حيث يذبح القربان إذا هو برجل عليه البياض حياله وهو جبريل فقال يا زكريا ان الله يبشرك بغلام اسمه يحيى هو اسم من أسماء الله اشتق من حى سماه الله فوق عرشه لم نجعل له من قبل سميا لم يجعل لزكريا من قبل يحيى ولد له هل تعلم له سميا يعنى هل تعلم له ولدا ولم يكن لزكريا قبله ولد ولم يكن قبل يحيى أحد يسمى يحيى قال وكان اسمه حيا فلما وهب الله لسارة اسحق فكان اسمها يسارة ويسارة من النساء التى لا تلد وسارة من النساء الطالقة الرحم التى تلد فسماها الله سارة وحول الياء من سارة إلى حى فسماه يحيى فقال رب انى يكون لى غلام
[ 262 ]
وكانت امرأتي عاقرا خاف انها لا تلد قال كذلك قال ربك يا زكريا هو على هين وقد خلقتك من قبل ان أهب لك يحيى ولم تك شيأ وكذلك أقدر ان أخلق من الكبير والعاقر وذلك ان ابليس أتاه فقال يا زكريا دعاؤك كان خفيا فاجبت بصوت رفيع وبشرت بصوت عال ذلك الصوت من الشيطان ليس من جبريل ولا من ربك قال رب اجعل لى آية حتى أعرف ان هذه البشرى منك قال آيتك ان لا تكلم الناس ثلاث ليال سويا يعنى صحيحا من غير خرص فخاضت زوجته فلما طهرت طاف عليها فاستحملت فاصبح لا يتكلم وكان إذا أراد التسبيح والصلاة أطلق الله لسانه فإذا أراد ان يكلم الناس اعتقل لسانه فلا يستطيع ان يتكلم وكانت عقوبة له لانه بشر بالولد فقال انى يكون لى ولد فخاف ان يكون الصوت من غير الله فخرج على قومه من المحراب يعنى من مصلاه الذى كان يصلى فيه فأوحى إليهم بكتاب كتبه بيده ان سبحوا بكرة وعشيا يعنى صلوا صلاة الغداة والعصر فولد له يحيى على ما بشره الله نبيا تقيا صالحا يا يحيى خذ الكتاب بقوة يعنى بجد وطاعة واجتهاد وشكر وبالعمل بما فيه وآتيناه الحكم يعنى الفهم صبيا صغيرا وذلك انه مر على صبية أتراب له يلعبون على شاطئ نهر بطين وبماء فقالوا يا يحيى تعال حتى نلعب فقال سبحان الله أو للعب خلقنا وحنانا يعنى ورحمة منا وعطفا وزكاة يعنى وصدقة على زكريا وكان تقيا يعنى مطهرا مطيعا لله وبرا بوالديه كان لا يعصيهما ولم يكن جبارا يعنى قتال النفس التى حرم الله قتلها عصيا يعنى عاصيا لبره وسلام عليه يعنى حين سلم الله عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق عبد الرحمن بن القاسم قال قال مالك بلغني ان عيسى بن مريم ويحيى زكريا عليهما السلام ابنا خالة وكان حملهما جميعا معا فبلغني ان أم يحيى قالت لمريم انى أرى ما في بطني يسجد لما في بطنك قال مالك أرى ذلك لتفضيل الله عيسى لان الله جعله يحيى الموت ويبرئ الاكمة والابرص ولم يكن ليحيى عيشة الا عشب الارض وان كان ليبكي من خشية الله حتى لو كان على خده القار لاذابه ولقد كان الدمع اتخذ في وجهه مجرى * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه وابن خزيمة والدارقطني في الافراد وأبو نصر السجزى في الابانة والطبراني عن ابن عباس قال كنا في حلقة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم نتذاكر فضائل الانبياء فذكرنا نوحا وطول عبادته وذكرنا ابراهيم وموسى وعيسى ورسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما تذاكرون بينكم فذكرنا له فقال أما انه لا ينبغى ان يكون أحد خيرا من يحيى بن زكريا أما سمعتم الله كيف وصفه في القرآن يا يحيى خذ الكتاب بقوة إلى قوله وكان تقيا لم يعمل سيئة قط ولم يهم بها * وأخرج ابن عساكر عن ابن شهاب ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه يوما وهم يتذاكرون فضل الانبياء فقال قائل موسى كلمه الله تكليما وقال قائل عيسى روح الله وكلمته وقال قائل ابراهيم خليل الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم أين الشهيد ابن الشهيد يلبس الوبر وياكل الشجر مخافة الذنب يحيى بن زكريا * وأخرج أحمد والحكيم الترمذي في نوادر الاصول والحاكم وابن مردويه عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من أحد من ولد آدم الا وقد أخطا أو هم بخطيئة الا يحيى بن زكريا لم يهم بخطيئة ولم يعملها * وأخرج ابن اسحق وابن أبى حاتم والحاكم عن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل نبى آدم ياتي يوم القيامة وله ذنب الا ما كان من يحيى بن زكريا * وأخرج أحمد في الزهد وابن عساكر عن يحيى بن جعدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغى لاحد ان يقول أنا خير من يحيى بن زكريا ما هم بخطيئة ولا حاكت في صدره امرأة * وأخرج ابن عساكر عن ضمرة بن حبيب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما بعلت النساء عن ولد ينبغى له ان يقول أنا أفضل من يحيى بن زكريا لم يحك في صدره خطيئة ولم يهم بها * وأخرج ابن عساكر عن على بن أبى طلحة رفعه قال ما ارتكض في النساء من جنين ينبغى له ان يقول أنا أفضل من يحيى بن زكريا لانه لم يحك في صدر خطيئة ولم يهم بها * وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن قال ان عيسى ويحيى التقيا فقال يحيى لعيسى استغفر لى أنت خير منى فقال له عيسى بل أنت خير منى سلم الله عليك وسلمت أنا على نفسي فعرف والله فضلها * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن حبان والطبراني والحاكم والضياء عن أبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة الا ابني
[ 263 ]
الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا * وأخرج الحاكم من طريق سمرة عن كعب قال كان يحيى لا يقرب النساء ولا يشتهيهن وكان شابا حسن الوجه لين الجناح قليل الشعر قصير الاصابع طويل الانف أقرن الحاجبين رقيق الصوت كثير العبادة قويا في الطاعة * وأخرج البيهقى في الشعب وضعفه وابن عساكر عن أبى بن كعب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان من هوان الدنيا على الله ان يحيى بن زكريا قتلته امرأة * وأخرج الحاكم عن عبد الله بن الزبير قال من أنكر البلاء فانى لا أنكره فقد ذكر لى انما قتل يحيى بن زكريا في زانية * وأخرج اسحق بن بشر وابن عساكر من طريقه انا أبو يعقوب الكوفى عن عمرو بن ميمون عن أبيه عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به رأى زكريا في السماء فسلم عليه فقال له يا أبا يحيى خبرني عن قتلك كيف كان ولم قتلك بنو اسرائيل قال يا محمد ان يحيى كان خير أهل زمانه وكان أجملهم وأصبحهم وجها وكان كما قال الله سيدا وحصورا وكان لا يحتاج إلى النساء فهويته امرأة ملك بنى اسرائيل وكانت بغية فارسلت إليه وعصمه الله وامتنع يحيى وأبى عليها وأجمعت على قتل يحيى ولهم عيد يجتمعون في كل عام وكانت سنة الملك ان يوعد ولا يخلف ولا يكذب فخرج الملك للعيد فقامت امرأته فشيعته وكان بها معجبا ولم تكن تسأله فيما مضى فلما ان شيعته قال الملك سلينى فما تسالينى شيأ الا أعطيتك قالت أريد دم يحيى بن زكريا قال لها سلينى غيره قالت هو ذاك قال هو لك فبعثت جلاوزتها إلى يحيى وهو في محرابه يصلى وانا إلى جانبه أصلى فذبح في طست وحمل رأسه ودمه إليها فقال النبي صلى الله عليه وسلم فما بلغ من صبرك قال ما انفتلت من صلاتي فلما حمل رأسه إليها ووضع بين يديها فلما أمسوا خسف الله بالملك وأهل بيته وحشمه فلما أصبحوا قالت بنو اسرائيل لقد غضب اله زكريا لزكريا فتعالوا حتى تغضب لملكنا فنقتل زكريا فخرجوا في طلبى ليقتلوني فجاءني النذير فهربت منهم وابليس امامهم يدلهم على فلما ان تخوفت ان لا أعجزهم عرضت لى شجرة فنادتني فقالت إلى إلى وانصدعت لى فدخلت فيها وجاء ابليس حتى أخذ بطرف ردائي والتأمت الشجرة وبقى طرف ردائي خارجا من الشجرة وجاء بنو اسرائيل فقال ابليس أما رأيتموه دخل هذه الشجرة هذا طرف ردائه دخل به الشجرة فقالوا نحرق هذه الشجرة فقال ابليس شقوه بالمنشار شقا قال فشققت مع الشجرة بالمنشار فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا زكريا هل وجدت له مسا أو وجعا قال لا انما وجدت تلك الشجرة جعل الله روحي فيها * وأخرج ابن عساكر عن وهب بن منبه ان زكريا هرب ودخل جوف شجرة فوضع على الشجرة المنشار وقطع بنصفين فلما وقع المنشار على ظهره أن فأوحى الله يا زكريا اما ان تكف عن أنينك أو أقلب الارض ومن عليها فسكت حتى قطع نصفين * وأخرج أحمد في الزهد وابن عساكر عن يزيد بن ميسرة قال كان طعام يحيى بن زكريا الجراد وقلوب الشجر وكان يقول من أنعم منك يا يحيى طعامك الجراد وقلوب الشجر * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد وابن عساكر عن أبى ادريس الخولانى وابن المبارك وأحمد في الزهد وأبو نعيم عن مجاهد قالا كان طعام يحيى بن زكريا الشعب وان كان ليبكي من خشية الله حتى لو كان القار على عينه لاحرقه ولقد كانت الدموع اتخذت مجرى في وجهه * واخرج ابن عساكر عن يونس بن ميسرة قال مر يحيى بن زكريا على دينار فقال قبح هذا الوجه يا دينار يا عبد العبيد ويا معبد الاحرار * وأخرج البيهقى في سننه عن مجاهد قال سأل يحيى بن زكريا ربه قال رب اجعلني أسلم على السنة الناس ولا يقولون في الا خيرا فأوحى الله إليه يا يحيى لم أجعل هذا لى فكيف أجعله لك * وأخرج أحمد والبيهقي في الشعب وابن عساكر عن ثابت البنانى قال بلغنا ان ابليس ظهر ليحيى بن زكريا فرأى عليه معاليق من كل شئ فقال له يحيى ما هذه قال هذه الشهوات التى أصيب بها بنى آدم قال له يحيى هل لى فيها شئ قال لا قال فهل تصيب منى شيأ قال ربما شبعت فثقلناك عن الصلاة والذكر قال هل غيره قال لا قال لا جرم لا أشبع أبدا * وأخرج ابن عساكر من طريق على بن زيد بن جدعان عن على بن الحسين عن الحسين بن على قال كان ملك مات وترك امرأته وابنته فورث ملكه أخوه فاراد أن يتزوج امرأة أخيه فاستشار يحيى بن زكريا في ذلك وكانت الملوك في ذلك الزمان يعملون بامر الانبياء فقال له لا تتزوجها فانها بغى فبلغ المرأة ذلك فقالت ليقتلن يحيى أو ليخرجن من ملكه فعمدت إلى ابنتها فصيغتها قالت اذهبي إلى عمك عند الملا فانه إذا رآك سيدعوك ويجلسك في حجره ويقول
[ 264 ]
سلينى ما شئت فانك لن تسأليني شيا الا أعطيتك فإذا قال لك قولى فقولي لا أسألك شيأ الا رأس يحيى وكانت الملوك إذا تكلم أحدهم بشئ على رؤس الملا ثم لم يمض له نزع من ملكه ففعلت ذلك فجعل يأتيه الموت من قتله يحيى وجعل يأتيه الموت من خروجه من ملكه فاختار ملكه فقتله فساخت بامها الارض قال ابن جدعان فحدثت بهذا الحديث ابن المسيب فقال أما أخبرك كيف كان قتل زكريا قلت لا قال ان زكريا حيث قتل ابنه انطلق هاربا منهم وابتعوه حتى أتى على شجرة ذات ساق فدعته إليها فانطوت عليه وبقيت من ثوبه هدبة تلعبها الريح فانطلقوا إلى الشجرة فلم يجدوا أثره عندها فنظروا تلك الهدبة فدعوا المنشار فقطعوا الشجرة فقطعوه فيها * وأخرج ابن عساكر عن ابن عمرو قال التى قتلت يحيى بن زكريا امرأة ورثت الملك عن آبائها فاتيت برأس يحيى وهى على سريرها فقال للارض خذيها فاخذتها وسريرها فذهب بها * وأخرج اسحق بن بشر وابن عساكر عن عبد الله بن الزبير ان ملكا أراد أن يتزوج ابنة أخيه فاستفتى يحيى بن زكريا فقال لا تحل لك فسألت قتله فبعث إليه وهو في محرابه يصلى فذبحوه ثم خروا رأسه وأتوا به الملك فجعل الرأس يقول لا يحل لك ما تريد * وأخرج ابن عساكر عن ابن شوذب قال قال يحيى بن زكريا للذى جاء يحز رأسه أما تعلم انى نبى قال بلى ولكني مأمور * وأخرج الحاكم وابن عساكر عن ابن عباس قال أوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم انى قتلت بيحيى بن زكريا سبعين الفا وانى قاتل بابن ابنتك سبعين الفا وسبعين الفا * وأخرج ابن عساكر عن شمر بن عطية قال قتل على الصخرة التى في بيت المقدس سبعون نبيا منهم يحيى بن زكريا * وأخرج ابن عساكر عن قرة قال ما بكت السماء على أحد الا على يحيى بن زكريا والحسين بن على وحمرتها بكاؤها * وأخرج احمد في الزهد عن خالد بن ثابت الربعي قال لما قتل فجرة بنى اسرائيل يحيى بن زكريا أوحى الله إلى نبى من أنبيائهم أن قل لبنى اسرائيل إلى متى تجترؤن على ان تعصوا أمرى وتقتلوا رسلي وحتى متى أضممكم في كنفى كما تضم الدجاجة أولادها في كنفها فتجترؤن على اتقوا لا أواخذكم بكل دم كان بين ابني آدم ويحيى بن زكريا واتقوا ان أصرف عنكم وجهى فانى ان صرفت عنكم وجهى لا أقبل عليكم إلى يوم القيامة * وأخرج أحمد عن سعيد بن جبير قال لما قتل يحيى عليه السلام قال بعض أصحابه لصاحب له ابعث إلى بقميص نبى الله يحيى أشمه فيبعث به إليه فإذا سداه ولحمته ليف * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن يونس بن عبيد قال بلغنا أنه كان رجل يجور على مملكته ويعدى عليهم فائتمروا بقتله فقالوا نبى الله زكريا بين أظهرنا فلو أتيناه فاتوا منزله فإذا فتاة جميلة رائعة قد أشرق لها البيت حسنا فقالوا من أنت قالت امرأة زكريا فقالوا فيما بينهم كنا نرى نبى الله لا يريد الدنيا فإذا هو عنده امرأة من أجمل النساء ثم انهم رواه في عمل عند قوم يعمل لهم حتى إذا حضر غداؤه قرب رغيفين فاكل ولم يدعهم ثم قام فعمل بقية عمله ثم علق خفيه على عنقه والمسحاة والكساء قال ما حاجتكم قالوا قد جئنا لامر ولقد كاد يغلبنا ما رأينا على ما جئنا له قال فهاتوا قالوا أتينا منزلك فإذا امرأة جميلة رائعة وكنا نرى نبى الله لا يريد الدنيا فقال انى انما تزوجت امرأة جميلة رائعة لاكف بها بصرى وأحفظ بها فرجى فخرج نبى الله مما قالوا قالوا ورأيناك قدمت رغيفين فاكلت ولم تدعنا قال ان القوم استأجروني على عمل فخشيت أن اضعف عن عملهم ولو أكلتم معى لم يكفنى ولم يكفكم فخرج نبى الله مما قالوا قالوا ورأيناك وضعت خفيك على عنقك والمسحاة والكساء فقال ان هذه الارض جديدة وكرهت أن أنقل تراب هذه في هذه فخرج نبى الله مما قالوا قالوا ان هذا الملك يجور علينا ويظلمنا وقد ائتمرنا لقتاله قال أي قوم لا تفعلوا فان ازالة جبل من أصله أهون من ازالة ملك مؤجل والله أعلم * قوله تعالى (واذكر في الكتاب مريم) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله إذ انتبذت أي انفردت من أهلها مكانا شرقيا قال قبل المشرق شاسعا متنحيا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله انتبذت من أهلها مكانا شرقيا قال مكانا أظلتها الشمس أن يراها أحد منهم * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال انما اتخذت النصارى المشرق قبلة لان مريم اتخذت من أهلها مكانا شرقيا فاتخذوا ميلاده قبلة وانما سجدت اليهود على حرف حين نتق فوقهم الجبل فجعلوا يتخوفون وهم ينظرون إليه يتخوفون أن يقع عليهم فسجدوا سجدة رضيها الله فاتخذوها سنة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن
[ 265 ]
عباس قال ان أهل الكتاب كتب عليهم الصلاة إلى البيت والحج إليه وما صرفهم عنه الا قيل ربك فانتبذت من أهلها مكانا شرقيا قال خرجت منهم مكانا شرقيا فصلوا قبل مطلع الشمس * وأخرج ابن عساكر من طريق داود بن أبى هند عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما بلغت مريم فإذا هي في بيتها منفصلة إذ دخل عليها رجل بغير اذن فخشيت أن يكون دخل عليها ليغتالها فقالت انى أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا قال انما أنا رسول ربك لاهب لك غلاما زكيا قالت أنى يكون لى غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا قال كذلك قال ربك فجعل جبريل يردد ذلك عليها وتقول أنى يكون لى غلام وتغفلها جبريل فنفخ في جيب درعها ونهض عنها واستمر بها حملها فقالت ان خرجت نحو المغرب فالقوم يصلون نحو المغرب ولكن اخرج نحو المشرق حين لا يرانى أحد فخرجت نحو المشرق فبينما هي تمشى إذ جاءها المخاض فنظرت هل تجد شيأ تستر به فلم تر الا جذع نخلة فقالت أستتر بهذا الجذع من الناس وكان تحت الجذع نهر يجرى فانضمت إلى النخلة فلما وضعته خر كل شئ يعبد من دون الله في مشارق الارض ومغاربها ساجدا لوجهه وفزع ابليس فخرج فصعد فلم ير شيأ ينكره وأتى المشرق فلم ير شيأ ينكره وجعل لا يصبر فاتى المغرب لينظر فلم ير شيأ ينكره فبينا هو يطرف إذ مر بالنخلة فإذا هو بامرأة معها غلام قد ولدته وإذا بالملائكة قد أحدقوا بها أو بابنها وبالنخلة فقال ههنا حدث الامر فمال إليهم فقال أي شئ هذا الذى حدث فكلمته الملائكة فقالوا نبى ولد بغير ذكر قال أما والله لاضلن به أكثر العالمين أضل اليهود فكفروا به وأضل النصارى فقالوا هو ابن الله قال وناداها ملك من تحتها قد جعل ربك تحتك سريا قال ابليس ما حملت أنثى الا بعلمي ولا وضعته الا على كفى ليس هنا ؟ الغلام لم أعلم به حين حملته أمه ولم أعلم به حين وضعته * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الاسماء والصفات وابن عساكر من طريق السدى عن أبى مالك عن ابن عباس وعن مرة بن مسعود رضى الله عنهما قالا خرجت مريم إلى جانب المحراب لحيض أصابها فلما طهرت إذا هي برجل معها فتمثل لها بشرا ففزعت وقالت انى أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا فخرجت وعليها جلبابها فاخذ بكمها فنفخ في جيب درعها وكان مثقوقا من قدامها فدخلت النفخة صدرها فحملت فاتتها أختها امرأة زكريا ليلة تزورها فلما فتحت لها الباب التزمتها فقالت امرأة زكريا يا مريم أشعرت أنى حبلى قالت مريم أشعرت أيضا أنى حبلى فقالت امرأة زكريا فانى وجدت ما في بطني يسجد للذى في بطنك فذلك قوله مصدقا بكلمة من الله فولدت امرأة زكريا يحيى ولما بلغ أن تضع مريم خرجت إلى جانب المحراب فاجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتنى مت قبل هذا الآية فناداها جبريل من تحتها أن لا تحزني فلما ولدته ذهب الشيطان فاخبر بنى اسرائيل أن مريم ولدت فلما أرادوها على الكلام أشارت إلى عيسى فتكلم فقال انى عبد الله آتانى الكتاب الآيات فلما ولد لم يبق في الارض صنم الا خر لوجهه * وأخرج اسحق بن بشر وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك رضى الله عنه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله واذكر في الكتاب مريم يقول قص ذكرها على اليهود والنصارى ومشركى العرب إذ انتبذت يعنى خرجت من أهلها مكانا شرقيا قال كانت خرجت من بيت المقدس مما يلى المشرق فاتخذت من دونهم حجابا وذلك ان الله لما أراد أن يبتدئها بالكرامة ويبشرها بعيسى وكانت قد اغتسلت من المحيض فتشرفت وجعلت بينها وبين قومها حجابا يعنى جبلا فكان الجبل بين مجلسها وبين المقدس فارسلنا إليها روحنا يعنى جبريل فتمثل لها بشرا في صورة الآدميين سويا يعنى معتدلا شابا أبيض الوجه جعدا قططا حين اخضر شاربه فلما نظرت إليه قائما بين يديها قالت انى أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا وذلك أنها شبهته بشاب كان يراها ويمشى معها يقال له يوسف من بنى اسرائيل وكان من خدم بيت المقدس فخافت أن يكون الشيطان قد استزله فمن ثم قالت انى أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا يعنى ان كنت تخاف الله قال جبريل وتبسم انما أنا رسول ربك لاهب لك غلاما زكيا يعنى لله مطيعا من غير بشر قالت أنى يكون لى غلام ولم يمسسني بشر يعنى زوجا ولم أك بغيا أي مومسة قال جبريل كذلك يعنى هكذا قال ربك هو على هين يعنى خلقه من غير بشر ولنجعله آية للناس يعنى عبرة والناس هنا للمؤمنين خاصة ورحمة لمن صدق بانه رسول الله وكان أمرا مقضيا يعنى كائنا أن يكون من غير بشر فدنا جبريل فنفخ في جيبها فدخلت النفخة جوفها فاحتملت كما تحمل النساء في الرحم والمشيمة ووضعته كما تضع النساء فأصابها العطش فاجرى
[ 266 ]
الله لها جدولا من الاردن فذلك قوله قد جعل ربك تحتك سريا والسرى الجدول وحمل الجذع من ساعته رطبا جنيا فناداها من تحتها جبريل هزى إليه بجذع النخلة لم يكن على رأسها سقف وكانت قد يبست منذ دهر طويل فاحياها الله لها وحملت فذلك قوله تساقط عليك رطبا جنيا يعنى طريا بغباره فكلى من الرطب واشربي من الجدول وقرى عينا بولدك فقالت فكيف بى إذا سألوني من أين هذا قال لها جبريل فاما ترين يعنى فإذا رأيت من البشر أحدا فاعنتك في أمرك انى نذرت للرحمن صوما يعنى صمتا في أمر عيسى فلن أكلم اليوم انسيا في أمره حتى يكون هو الذى يعبر عنى وعن نفسه قال ففقدوا مريم من محرابها فسألوا يوسف فقال لا علم لى بها وان مفتاح محرابها مع زكريا فطلبوا زكريا وفتحوا الباب وليست فيه فاتهموه فاخذوه ووبخوه فقال رجل انى رأيتها في موضع كذا فخرجوا في طلبها فسمعوا صوت عقيق في رأس الجذع الذى مريم من تحته فانطلقوا إليه فذلك قول الله فاتت به قومها تحمله قال ابن عباس لما رأت بان قومها قد أقبلوا إليها احتملت الولد إليهم حتى تلقنهم به فذلك قوله فاتت به قومها تحمله أي لا تخاف ريبة ولا تهمة فلما نظروا إليها شق أبوها مدرعته وجعل التراب على رأسه واخوتها وآل زكريا فقالوا يا مريم لقد جئت شيأ فريا يعنى عظيما يا أخت هرون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا يعنى زانية فانى أتيت هذا الامر مع هذا الاخ الصالح والاب الصالح والام الصالحة فاشارت إليه تقول لهم ان كلموه فانه سيخبركم فانى نذرت للرحمن صوما أن لا أكلمكم في أمره فانه سيعبر عنى فيكون لكم آية وعبرة قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا يعنى من هو في الخرق طفلا لا ينطق فانطقه الله فعبر عن أمه وكان عبرة لهم فقال انى عبد الله فلما ان قالها ابتدأ يحيى وهو ابن ثلاث سنين فكان أول من صدق به فقال انى أشهد انك عبد الله ورسوله لتصديق قول الله ومصدقا بكلمة من الله فقال عيسى آتانى الكتاب وجعلني نبيا اليكم وجعلني مباركا أينما كنت قال ابن عباس رضى الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البركة التى جعلها الله لعيسى انه كان معلما مؤدبا حيث ما توجه وأوصاني بالصلاة والزكاة يعنى وأمرني وبرا بوالدتي فلا أعقها قال ابن عباس حين قال وبرا بوالدتي قال زكريا الله أكبر فاخذه فضمه إلى صدره فعلموا انه خلق من غير بشر ولم يجعلني جبارا شقيا يعنى متعظما سفاكا للدم والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا يقول الله ذلك عيسى بن مريم قول الحق الذى فيه يمترون يعنى يشكون بقوله لليهود ثم امسك عيسى عن الكلام حتى بلغ مبلغ الناس * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى حاتم وأبو نعيم عن مجاهد رضى الله عنه قال قالت مريم كنت إذا خلوت حدثنى عيسى وكلمني وهو في بطني وإذا كنت مع الناس سبح في بطني وكبر وأنا أسمع * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال حين حملت وضعت * وأخرج ابن عساكر عن الحسن رضى الله عنه قال بلغني ان مريم حملت لسبع أو تسع ساعات ووضعته من يومها * وأخرج ابن عساكر من طريق عكرمة رضى الله عنه عن ابن عباس قال وضعت مريم لثمانية أشهر ولذلك لا يولد مولود لثمانية أشهر الا مات لئلا تسب مريم بعيسى * وأخرج الحاكم عن زيد العمى قال ولد عيسى يوم عاشوراء * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن نوف قال كانت مريم عليها السلام فتاة بتولا وكان زكريا زوج أختها كفلها فكانت معه فكان يدخل عليها يسلم عليها فتقرب إليه فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء فدخل عليها زكريا مرة فقربت إليه بعض ما كانت تقرب قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب هنالك دعا زكريا ربه إلى قوله آيتك أن لا تكلم الناس ثلاث ليال سويا صحيحا فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم كتب لهم أن سبحوا بكرة وعشيا قال فبينما هي جالسة في منزلها إذا رجل قائم بين يديها قد هتك الحجب فلما أن رأته قالت انى أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا قال فلما ذكرت الرحمن فزع جبريل عليه السلام قال انما أنا رسول ربك ليهب لك غلاما زكيا إلى قوله وكان أمرا مقضيا فنفخ في جيبها جبريل فحملت حتى إذا أثقلت وجعت ما يجع النساء وكانت في بيت النبوة فاستحيت وهربت حياء من قومها فاخذت نحو المشرق وأخذ قومها في طلبها فجعلوا يسألون رأيتم فتاة كذا وكذا فلا يخبرهم أحد واخذها المخاض إلى جذع النخلة فتساندت إلى النخلة قالت يا ليتنى مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا قال حيضة من حيضة فناداها من تحتها قال
[ 267 ]
جبريل من أقصى الوادي أن لا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا قال جدولا وهزى اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فلما قال لها جبريل اشتد ظهرها وطابت نفسها فقطعت سرته ولفته في خرقة وحملته فلقى قومها راعى بقر وهم في طلبها قالوا يا راعى هل رأيت فتاة كذا وكذا قال لا ولكن رأيت الليلة من بقرى شيأ لم أره منها قط فيما خلى قالوا وما رأيت منها قال رأيتها باتت سجدا نحو هذا الوادي فانطلقوا حيث وصف لهم فلما رأتهم مريم جلست وجعلت ترضع عيسى فجاؤا حتى وقفوا عليها فقالوا يا مريم لقد جئت شيأ فريا قال أمرا عظيما فاشارت إليهم أن كلموه فعجبوا منها قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال أنا عبد الله آتانى الكتاب والمهد حجرها فلما قالوا ذلك ترك عيسى ثديها واتكأ على يساره ثم تكلم قال انى عبد الله آتانى الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حيا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا قال واختلف الناس فيه * قوله تعالى (فاتخذت من دونهم حجابا) * أخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قال لعمر بن الخطاب لم استحب النصارى الحجب على مذابحهم قال انما يستحب النصارى الحجب على مذابحهم ومناسكهم لقول الله سبحانه وتعالى فاتخذت من دونهم حجابا * قوله تعالى (فارسلنا إليها روحنا) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن ابى حاتم عن أبى صالح رضى الله عنه في قوله فارسلنا إليها روحنا قال بعث الله إليها ملكا فنفخ في جيبها فدخل في الفرج * وأخرج ابن ابى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله فارسلنا إليها روحنا قال جبريل * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله فارسلنا إليها روحنا الآية قال نفخ جبريل في درعها فبلغت حيث شاء الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء بن يسار ان جبريل أتاها في صورة رجل فكشف الحجاب فلما رأته تعوذت منه فنفخ في جيب درعها فبلغت فذكر ذلك في المدينة فهجر زكريا وترك وكان قبل ذلك يستفتى ويأتيه الناس حتى ان كان ليسلم على الرجل فما يكلمه * وأخرج ابن ابى حاتم عن والحاكم وصححه والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى بن كعب في قوله فتمثل لها بشرا سويا قال تمثل لها روح عيسى في صورة بشر فحملته قال حملت الذى خاطبها دخل في فيها * قوله تعالى (قالت انى أعوذ بالرحمن منك) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى وائل في قوله قالت انى أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا قال لقد علمت مريم ان التقى ذو نهية * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله قالت انى أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا قال انما خشيت أن يكون انما يريدها عن نفسها قال انما أنا رسول ربك ليهب لك غلاما زكيا زعموا انه نفخ في جيب درعها وكمها * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ لاهب لك مهموزة بالالف وفى قراءة عبد الله ليهب لك بالياء * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله غلاما زكيا قال صالحا * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ولم أك بغيا قال زانية * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله مكانا قصيا قال نائيا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله مكانا قصيا قال قصيا وفى قوله فاجاها المخاض قال الجأها * وأخرج الطستى عن ابن عباس أن نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله عزوجل فاجاها المخاض قال ألجأها قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول إذا شددنا شدة صادقة * فاجأناكم إلى سفح الجبل * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فاجاءها المخاض قال اضطرها * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله فاجاءها لمخاض قال فاداها * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فاجاءها المخاض إلى جذع النخلة قال كان جذعا يابسا * وأخرج عبد بن حميد من طريق هلال بن خباب عن أبى عبيد الله فاجاءها المخاض إلى جذع نخلة يابسة قد جئ به ليبنى به بيت يقال له بيت لحم فحركته فإذا هو نخلة * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى قدامة قال انبت لمريم نخلة تعلق بها كما تعلق المرأة بالمرأة عند الولادة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله وكنت نسيا منسيا قال لم أخلق ولم أك شيأ * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله وكنت نسيا منسيا قال حيضة ملقاة * وأخرج عبد بن حميد وابن
[ 268 ]
المنذر عن مجاهد في قوله وكنت نسيا منسيا قال حيضة * وأخرج عبد بن حميد عن نوف البكالى عن الضحاك في قوله وكنت نسيا منسيا قال حيضة ملقاة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وكنت نسيا منسيا قال تقول لا أعرف ولا أدرى من أنا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن الربيع بن أنس رضى الله عنه في قوله وكنت نسيا منسيا قال هو السقط والله تعالى أعلم بالصواب * قوله تعالى (فناداها من تحتها) * أخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن ابى حاتم عن علقمة أنه قرأ فخاطبها من تحتها * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله فناداها من تحتها قال جبريل ولم يتكلم عيسى حتى أتت به قومها * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال الذى ناداها هو جبريل * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك وعمرو ابن ميمون مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن البراء فناداها من تحتها قال ملك * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله فناداها من تحتها قال جبريل من أسفل الوادي * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله فناداها من تحتها قال عيسى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن فناداها من تحتها قال هو عيسى * وأخرج ابن المنذر عن أبى بن كعب قال الذى خاطبها هو الذى حملته في جوفها دخل من فيها * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن زر بن حبيش انه قرأ فناداها من تحتها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة فناداها من تحتها أي الملك من تحت النخلة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن قال من قرأ من تحتها فهو جبريل ومن قرأ من تحتها فهو عيسى * وأخرج عبد بن حميد عن أبى بكر بن عياش قال قرأ عاصم بن أبى النجود فناداها من تحتها بالنصب قال وقال عاصم من قرأ بالنصب فهو عيسى ومن قرأ بالخفض فهو جبريل * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله جعل ربك تحتك سريا قال نبيا وهو عيسى * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن جرير بن حازم قال سألني محمد بن عباد بن جعفر ما يقول أصحابكم في قوله قد جعل ربك تحتك سريا قال فقلت له سمعت قتادة يقول الجدول قال فاخبر قتادة عنى فانما نزل القرآن بلغتنا انه الرجل السرى * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله قد جعل ربك تحتك سريا يريد نفسه أي سرى اسرى منه قيل فالذين يقولون السرى البحر قال ليس كذلك لو كان كذلك لكان يكون إلى جنبها ولا يكون النهر تحتها * وأخرج الطبراني وابن مردويه وابن النجار عن ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان السرى الذى قال الله لمريم قد جعل ربك تحتك سريا نهرا خرجه الله لها لتشرب منه * وأخرج الطبراني في الصغير وابن مردويه عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله قد جعل ربك تحتك سريا قال النهر * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن البراء في قوله قد جعل ربك تحتك سريا قال هو الجدول وهو النهر الصغير * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله قد جعل ربك تحتك سريا قال نهر عيسى * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن عثمان بن محصن قال سئل ابن عباس عن قوله سريا قال الجدول أما سمعت قول الشاعر وهو يقول سلم ترالد إلى منه أزورا * إذا يعج في السرى هرهرا * وأخرج ابن الانباري في الوقف والطستي عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله عزوجل تحتك سريا قال السرى النهر الصغير وهو الجدول قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر سهل الخليقة ما جد ذو نائل * مثل السرى تمده الانهار * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك في قوله سريا قال الجدول * وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن ميمون وابراهيم النخعي مثله * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ان الحسن تلا هذه الآية والى جنبه حميد بن عبد الرحمن الحميرى قد جعل ربك تحتك سريا قال ان كان لسريا وان كان لكريما فقال حميد يا أبا سعيد انه الجدول فقال له لم تزل تعجبنا مجالستك ولكن غلبتنا عليك الامراء * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال السرى الماء * وأخرج ابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد في قوله سريا قال نهرا بالسريانية * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد
[ 269 ]
ابن جبير في قوله سريا قال نهرا بالقبطية * وأخرج ابن عساكر عن سفيان بن حسين في قوله قد جعل ربك تحتك سريا قال تلاها الحسن فقال كان والله سريا يعنى عيسى عليه السلام فقال له خالد بن صفوان يا أبا سعيد ان العرب تسمى الجدول السرى فقال صدقت * قوله تعالى (وهزى اليك) الآيتين * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله وهزى اليك بجذع النخلة قال حركيها * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري في المصاحف عن مجاهد وهزى اليك بجذع النخلة قال كانت عجوة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن البراء انه قرأ يساقط عليك بالياء * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن انه قرأ يساقط عليك بالياء يعنى الجذع * وأخرج عبد بن حميد عن مسروق انه قرأ تساقط عليك رطبا جنيا بالتاء * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ تساقط مثقلة بالتاء * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن طلحة الايابى انه قرأ تساقط عليك رطبا مثقلة * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى نهيك انه قرأ تسقط عليك رطبا * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس في قوله رطبا جنيا قال طريا * وأخرج الخطيب في تالى التلخيص عن ابن عباس في قوله تساقط عليك رطبا جنيا قال بغباره * وأخرج ابن الانباري والخطيب عن أبى حباب مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى روق قال انتهت مريم إلى جذع ليس له رأس فانبت الله له رأسا وأنبت فيه رطبا وبسرا ومدببا وموزا فلما هزت النخلة سقط عليها من جميع ما فيها * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبى قدام قال أنبتت لمريم نخلة تعلق بها كما تعلق المرأة عند الولادة * وأخرج أبو يعلى وابن أبى حاتم وابن السنى وأبو نعيم معا في الطب النبوى والعقيلي وابن عدى وابن مردويه وابن عساكر عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكرموا عمتكم النخلة فانها خلقت من الطين الذى خلق منه آدم عليه السلام وليس من الشجر شجرة تلقح غيرها وقال صلى الله عليه وسلم اطعموا نساءكم الولد الرطب فان لم يكن رطب فتمر فليس من الشجر شجرة أكرم من شجرة نزلت تحتها مريم بنت عمران * وأخرج ابن عساكر عن أبى سعيد الخدرى قال سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مماذا خلقت النخلة قال خلقت النخلة والرمان والعنب من فضل طينة آدم عليه السلام * وأخرج ابن عساكر عن سلمة بن قيس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اطعموا نساءكم في نفاسهن التمر فانه من كان طعامها في نفاسها التمر خرج ولدها ولدا حليما فانه كان طعام مريم حيث ولدت عيسى ولو علم الله طعاما هو خير لها من التمر لاطعمها اياه * وأخرج عبد بن حميد عن شقيق قال لو علم الله ان شيأ للنفساء خير من الرطب لامر مريم به * وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن ميمون قال ليس للنفساء خير من الرطب أو التمر وقال ان الله قال وهزى اليك يجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع بن خيثم قال ليس للنفساء عندي دواء مثل الرطب ولا للمريض مثل العسل * وأخرج ابن عساكر عن الشعبى قال كتب قيصر إلى عمر بن الخطاب ان رسلا أتتنى من قبلك فزعمت ان قبلكم شجرة ليست بخليقة لشئ من الخير تخرج مثل أذان الحمير ثم تشقق عن مثل اللؤلؤ الابيض ثم تصير مثل الزمرد الاخضر ثم تصير مثل الياقوت الاحمر ثم تينع وتنضج فتكون كاطيب فالوذج أكل ثم تيبس فتكون عصمة للمقيم وزاد للمسافر فان لم تكن رسلي صدقتني فلا أرى هذه الشجرة الا من شجر الجنة فكتب إليه عمر ان رسلك قد صدقتك هذه الشجرة عندنا وهى التى أنبتها الله على مريم حين نفست بعيسى * قوله تعالى (فاما ترين من البشر) الآية * أخرج ابن مردويه وابن المنذر وابن عساكر عن ابن عباس في قوله انى نذرت للرحمن صوما قال صمتا * وأخرج عبد بن حميد عن الشعبى مثله * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري في المصاحف وابن مردويه عن أنس ابن مالك انه كان يقرأ انى نذرت للرحمن صوما صمتا * وأخرج عبد بن حميد وابن الانباري عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قرأها انى نذرت للرحمن صوما صمتا وقال ليس الا ان حملت فوضعت * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله انى نذرت للرحمن صوما قال كان من بنى اسرائيل من إذا اجتهد صام من الكلام كما يصوم من الطعام الا من ذكر الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن حارثة بن مضرب قال كنت عند ابن مسعود فجاء رجلان فسلم أحدهما ولم يسلم الآخر ثم جلسا فقال القوم ما لصاحبك لم يسلم قال انه نذر صوما لا يكلم اليوم انسيا فقال عبد الله بئس
[ 270 ]
ما قلت انما كانت تلك المرأة فقالت ذلك ليكون عذرا لها إذا سئلت وكانوا ينكرون ان يكون ولد من غير زوج الا زنا فتكلم وأمر بالمعروف وانه عن المنكر فانه خير لك * وأخرج ابن الانباري عن الشعبى قال في قراءة أبى بن كعب انى نذرت للرحمن صوما صمتا * قوله تعالى (فاتت به قومها تحمله) الآية * أخرج سعيد بن منصور وابن عساكر عن ابن عباس في قوله فاتت به قومها تحمله قال بعد أربعين يوما بعد ما تعالت من نفاسها * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله لقد جئت شيأ فريا قال عظيما * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن قتادة في قوله لقد جئت شيأ فريا قال عظيما * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن عبد العزيز قال كان في زمان بنى اسرائيل في بيت المقدس عند عين سلوان عين فكانت المرأة إذا قارفت أتوها بها فشربت منها فان كانت برية لم تضرها والا ماتت فلما حملت مريم أتوها بها على بغلة فعثرت بها فدعت الله ان يعقم رحمها فعقم من يومئذ فلما أتتها شربت منها فلم تزدد الا خيرا ثم دعت الله أن لا يفضح بها امرأة مؤمنة فغارت العين * قوله تعالى (يا أخت هارون) * أخرج ابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد ومسلم والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن حبان والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن المغيرة بن شعبة قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل نجران فقالوا أرأيت ما تقرؤن يا أخت هارون وموسى قبل عيسى بكذا وكذا قال فرجعت فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الا أخبرتهم انهم كانوا يسمون بالانبياء والصالحين قبلهم * وأخرج الخطيب وابن عساكر عن مجاهد في قوله يا أخت هارون الآية قال كانت من أهل بيت يعرفون بالصلاح ولا يعرفون بالفساد في الناس وفى الناس من يعرف بالصلاح ويتوالدون به وآخرون يعرفون بالفساد ويتوالدون به وكان هارون مصلحا محببا في عشيرته وليس بهرون أخى موسى ولكن هرون آخر ذكر لنا انه تبع جنازته يوم مات أربعون ألفا من بنى اسرائيل كلهم يسمون هرون * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان في قوله يا أخت هرون قال سمعنا انه اسم وافق اسما * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن سيرين قال نبئت ان كعبا قال ان قوله يا أخت هرون ليس بهرون أخى موسى فقالت له عائشة كذبت فقال يا أم المؤمنين ان كان النبي صلى الله عليه وسلم قال فهو أعلم وأخبر والا فانى أجد بينهما ستمائة سنة فسكتت * وأخرج ابن أبى حاتم عن على بن أبى طلحة في قوله يا أخت هرون قال نسبت إلى هرون بن عمران لانها كانت من سبطه كقولك يا أخا الانصار * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال كانت من سبط هرون فقيل لها يا أخت هرون فدعيت إلى سبطه كالرجل يقول للرجل يا أخا بنى ليث يا أخا بنى فلان * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله يا أخت هرون قال كان هرون من قوم سوء زناة فنسبوها إليهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى بكر بن عياش قال في قراءة أبى قالوا يا ذا المهد * قوله تعالى (فاشارت إليه) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله فاشارت إليه ان كلموه * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فاشارت إليه قال أمرتهم بكلامه وفى قوله في المهد قال في الحجر * وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن ميمون قال ان مريم لما ولدت أتت به قومها فاخذوا لها الحجارة ليرموها فاشارت إليه فتكلم فتركوه * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال المهد المرباة قال ابراهيم المرباة المرحجة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن هلال بن يساف قال لم يتكلم في المهد الا ثلاثة صاحب جريج وعيسى وصاحب الحبشية * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال تكلم في المهد أربعة عيسى وصاحب يوسف وصاحب جريج وابن ماشطة ابنة فرعون * قوله تعالى (قال انى عبد الله) الآيات * أخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله قال انى عبد الله آتانى الكتاب الآية قال قضى فيما قضى ان أكون كذلك * وأخرج ابن أبى حاتم عن أنس قال كان عيسى قد درس الانجيل وأحكمه في بطن أمه فذلك قوله انى عبد الله آتانى الكتاب * وأخرج الاسمعيلى في معجمه وأبو نعيم في الحلية وابن لال في مكارم الاخلاق وابن مردويه وابن النجار في تاريخه عن أبى هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم قول عيسى عليه السلام وجعلني مباركا أينما كنت قال جعلني نفاعا للناس أين أتجهت * وأخرج ابن عدى وابن عساكر عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم وجعلني مباركا أينما كنت قال معلما ومؤدبا * وأخرج عبد الله بن أحمد
[ 271 ]
في زوائد الزهد وابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد في قوله وجعلني مباركا أينما كنت قال معلما للخير * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال الذى يعلم الناس الخير يستغفر له كل دابة حتى الحوت في البحر * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وجعلني مباركا قال هاديا مهديا * وأخرج البيهقى في الشعب وابن عساكر عن مجاهد وجعلني مباركا قال نفاعا للناس * وأخرج ابن أبى حاتم عن نوف وبرا بوالدتي أي ليس لى اب * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ولم يجعلني جبارا شقيا يقول عصيا * وأخرج ابن ابى حاتم عن سفيان قال الجبار الشقى الذى يقبل على الغضب * وأخرج ابن أبى حاتم عن العوام بن حوشب قال انك لا تكاد تجد عاقا الا تجده جبارا ثم قرأ وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا * وأخرج ابن أبى حاتم عن الشعبى قال فقرات ابن آدم ثلاث يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث وهى التى ذكر عيسى في قوله والسلام على الآية * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى حاتم وابن عساكر من طريق مجاهد عن ابن عباس قال ما تكلم عيسى بعد الآيات التى تكلم بها حتى بلغ مبلغ الصبيان * وأخرج ابن عساكر عن أبى سعيد الخدرى وأبى هريرة ان الله أطلق لسان عيسى مرة أخرى في صباه فتكلم ثلاث مرات حتى بلغ ما يبلغ الصبيان يتكلمون فتكلم محمدا بتحميد لم تسمع الآذان بمثله حيث أنطقه طفلا فقال اللهم أنت القريب في غلوك المتعالى في دنوك الرفيع على كل شئ من خلقك أنت الذى نفذ بصرك في خلقك وحارت الابصار دون النظر اليك أنت الذى غشيت الابصار دونك تسبح لك العليا في النور وتشعشع بك البناء الرفيع في المتباعدات التى جلبت حندس الظلم بنورك أنت الذى أشرقت بضوء نورك دج الظلام وتلالات بعظمتك أركان العرش نورا فلم يبلغ أحد بصفته صفتك فتباركت اللهم خالق الخلق بعزتك مقدر الامور بحكمتك مبتدئ الخلق بعظمتك ثم أمسك الله لسانه حتى بلغ * قوله تعالى (ذلك عيسى بن مريم) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ذلك عيسى بن مريم قول الحق قال لله عزوجل الحق * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله الذى فيه يمترون قال اجتمع بنو اسرائيل فاخرجوا منهم أربعة نفر اخرج من كل قوم عالمهم فاشتوروا في عيسى حين رفع فقال أحدهم هو الله هبط إلى الارض فاحيى من أحيى وأمات من أمات ثم صعد إلى السماء وهم اليعقوبية فقالت الثلاثة كذبت ثم قال اثنان منهم للثالث قل فيه فقال هو ابن الله وهم النسطورية فقال اثنان كذبت ثم قال أحد الاثنين للآخر قل فيه قال هو ثالث ثلاثة الله اله وعيسى اله وأمه اله وهم الاسرائيلية وهم ملوك النصارى فقال الرابع كذبت هو عبد الله ورسوله وروحه من كلمته وهم المسلمون فكان لكل رجل منهم اتباع على ما قال فاقتتلوا فظهر على المسلمين فذلك قول الله ويقتلون الذين يامرون بالقسط من الناس قال قتادة وهم الذين قال الله فاختلف الاحزاب من بينهم قال اختلفوا فيه فصاروا أحزابا فاختلف القوم فقال المرء المسلم أنشدكم هل تعلمون ان عيسى كان يطعم الطعام وان الله لا يطعم الطعام قالوا اللهم نعم قال فهل تعلمون ان عيسى كان ينام وان الله لا ينام قالوا اللهم نعم فخصمهم المسلمون فانسل القوم فذكر لنا ان اليعقوبية ظهرت يومئذ وأصيب المسلمون فانزل الله في ذلك القرآن فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله فاختلف الاحزاب من بينهم قال هم أهل الكتاب * قوله تعالى (أسمع بهم وأبصر) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس اسمع بهم وأبصر يقول الكفار يومئذ اسمع شئ وأبصره وهم اليوم لا يسمعون ولا يبصرون * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله اسمع بهم وابصر قال اسمع قوم وأبصر قوم يوم ياتوننا قال ذلك والله يوم القيامة * وأخرج ابن أبى حاتم في قوله أسمع بهم وأبصر يوم ياتوننا قال والله ذلك يوم القيامة سمعوا حين لم ينفعهم السمع وابصروا حين لم ينفعهم البصر * قوله تعالى (وانذرهم يوم الحسرة) * أخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو يعلى وابن المنذر وابن ابى حاتم وابن حبان وابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار يجاء بالموت كانه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار فيقال يا أهل الجنة هل تعرفون هذا فيشرفون وينظرون ويقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه ثم يقال له يا أهل النار هل تعرفون هذا فيشرفون وينظرون ويقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه فيؤمر
[ 272 ]
به فيذبح فيقال يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وانذرهم يوم الحسرة إذ قضى الامر وهم في غفلة وأشار بيده وقال أهل الدنيا في غفلة * وأخرج النسائي وابن ابى حاتم وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وانذرهم يوم الحسرة قال ينادى أهل الجنة فيشرفون وينادى أهل النار فيشرفون وينظرون فيقال ما تعرفون هذا فيقولون نعم فيجاء بالموت في صورة كبش أملح فيقال هذا الموت فيقرب ويذبح ثم يقال يا أهل الجنة خلود ولا موت ويا أهل النار خلود ولا موت ثم قرأ وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضى الامر * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وانذرهم يوم الحسرة قال يصور الله الموت في صورة كبش أملح فيذبح فيئس أهل النار من الموت فيما يرجونه فتأخذهم الحسرة من أجل الخلود في النار * وأخرج ابن ابى حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضى الامر قال إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ياتي الموت في صورة كبش أملح حتى يوقف بين الجنة والنار ثم ينادى مناديا أهل الجنة هذا الموت الذى كان يميت الناس في الدنيا ولا يبقى أحد في عليين ولا في أسفل درجة من الجنة الا نظر إليه ثم ينادى يا أهل النار هذا الموت الذى كان يميت الناس في الدنيا فلا يبقى أحد في ضحضاح من النار ولا في أسفل درك من جهنم الا نظر إليه ثم يذبح بين الجنة والنار ثم ينادى يا أهل الجنة هو الخلود أبد الآبدين ويا أهل النار هو الخلود أبد الآبدين فيفرح أهل الجنة فرحة لو كان أحد ميتا من فرحة ماتوا ويشهق أهل النار شهقة لو كان أحد ميتا من شهقة ماتوا فذلك قوله وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضى الامر يقول إذا ذبح الموت * وأخرج ابن جرير من طريق على عن ابن عباس يوم الحسرة هو من أسماء يوم القيامة وقرأ أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن عمر بن عبد العزيز انه كتب إلى عامله بالكوفة أما بعد فان الله كتب على خلقه حين خلقهم الموت فجعل مصيرهم إليه فقال فيما أنزل في كتابه الصادق الذى أنزله بعلمه وأشهد ملائكته على خلقه انه يرث الارض ومن عليها واليه يرجعون * قوله تعالى (واذكر في الكتاب ابراهيم انه كان صديقا نبيا إذ قال لابيه يا أبت) * أخرج أبو نعيم والديلمي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حق الوالد على ولده ان لا يسميه الا بما سمى ابراهيم أباه يا أبت ولا يسميه باسمه * قوله تعالى (قال أراغب أنت) الآيات * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لارجمنك قال لاشتمنك واهجرني مليا قال حينا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله واهجرني مليا قال اجتنبني سالما قبل ان يصيبك منى عقوبة * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة مثله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله واهجرني مليا قال سالما * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن مثله * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد واهجرني مليا قال حينا * وأخرج ابن الانباري في الوقف عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله واهجرني مليا ما الملى قال طويلا قال فيه الهلهل وتصدعت شم الجبال لموته * وبكث عليه المرملات مليا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله انه كان بى حفيا قال لطيفا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله انه كان بى حفيا قال عوده الاجابة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ووهبنا له اسحق ويعقوب قال يقول وهبنا له اسحق ولدا ويعقوب ابن ابنه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن عباس في قوله وجعلنا لهم لسان صدق عليا قال الثناء الحسن * قوله تعالى (واذكر في الكتاب موسى) الآيات * أخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ انه كان مخلصا بنصب اللام * وأخرج عبد ابن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وكان رسولا نبيا قال النبي وحده الذى تكلم وينزل عليه ولا يرسل ولفظ ابن أبى حاتم الانبياء الذين ليسوا برسل يوحى إلى أحدهم ولا يرسل إلى أحدهم والرسل الانبياء الذين يوحى إليهم ويرسلون * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله جانب الطور الايمن قال جانب الجبل الايمن وقربناه نجيا قال نجا بصدقه * وأخرج عبد بن حميد عن أبى العالية في قوله وقربناه نجيا قال قربه حتى سمع صرير القلم * وأخرج ابن أبى شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر عن ميسرة وقربناه نجيا قال
[ 273 ]
أدنى حتى سمع صرير القلم في الالواح وهو يكتب التوراة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير وقربناه نجيا قال أردفه جبريل حتى سمع صرير القلم والتوراة تكتب له * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى وقربناه نجيا قال ادخل في السماء فكلم * وأخرج ابن ابى حاتم وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الاسماء والصفات عن مجاهد في قوله وقربناه نجيا قال بين السماء السابعة وبين العرش سبعون ألف حجاب حجاب نور وحجاب ظلمة حجاب نور وحجاب ظلمة حجار نور وحجاب ظلمة فمازل موسى يقرب حتى كان بينه وبينه حجاب فلما رأى مكانه وسمع صريف القلم قال رب ارنى أنظر اليك * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة في المصنف وهناد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس وقربناه نجيا حتى سمع صريف القلم يكتب في اللوح * وأخرج ابن أبى حاتم عن عمرو بن معدى كرب قال لما قرب الله موسى نجيا بطور سينا قال يا موسى إذا خلقت لك قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وزوجة تعين على الخير فلم أخزن عنك من الخير شيأ ومن أخزن عنه هذا فلم أفتح له من الخير شيا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ووهبنا له من رحمتنا أخاه هرون نبيا قال كان هرون أكبر من موسى ولكن انما وهب له نبوته * قوله تعالى (واذكر في الكتاب اسمعيل) * أخرج الحاكم من طريق سمرة عن كعب قال كان اسمعيل نبى الله الذى سماه صادق الوعد وكان رجلا فيه حدة مجاهدا أعداء الله ويعطيه الله النصر عليهم والظفر وكان شديد الحرب على الكفار لا يخاف في الله لومة لائم صغير الرأس غليظ العنق طويل اليدين والرجلين يضرب بيديه ركبتيه وهو قائم صغير العينين طويل الانف عريض الكتف طويل الاصابع بارز الخلق قوى شديد عنيف على الكفار وكان يامر أهله بالصلاة والزكاة وكانت زكاته القربات إلى الله من أموالهم وكان لا يعد أحدا شيأ الا أنجزه فسماه الله صادق الوعد * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج انه كان صادق الوعد قال لم يعد ربه عدة قط الا أنفذها * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان الثوري قال بلغني ان اسماعيل وصاحبا له أتيا قرية فقال له صاحبه اما أن أجلس وتدخل فتشتري طعاما زادنا واما أن أدخل فاكفيك ذلك فقال له اسمعيل بل ادخل أنت وأنا أجلس أنتظرك فدخل ثم نسى فخرج فاقام مكانه حتى كان الحول من ذلك اليوم فمر به الرجل فقال له أنت ههنا حتى الساعة قال قلت لك لا أبرح حتى تجئ فقال تعالى واذكر في الكتاب اسمعيل انه كان صادق الوعد * وأخرج ابن جرير عن سهل بن سعد قال ان اسمعيل عليه السلام وعد رجلا أن يأتيه فجاء ونسى الرجل فظل به اسمعيل وبات حتى جاء الرجل من الغد فقال ما برحت من ههنا قال لا قال انى نسيت قال لم أكن لابرح حتى تأتيني ولذلك كان صادق الوعد * وأخرج مسلم عن واثلة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله اصطفى من ولد ابراهيم اسمعيل واصطفى من ولد اسمعيل كنانة * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا سيد الخلائق يوم القيامة في اثنى عشر نبيا منهم ابراهيم واسمعيل واسحق ويعقوب * وأخرج الحاكم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال أول من نطق بالعربية ووضع الكتاب على لفظه ومنطقه ثم جعله كتابا واحدا مثل بسم الله الرحمن الرحيم الوصول حتى فرق بينه ولده اسمعيل * وأخرج ابن سعد عن عقبة بن بشير أنه سال محمد بن على من أول من تكلم بالعربية قال اسمعيل بن ابراهيم وهو ابن ثلاثة عشرة سنة قلت فما كان كلام الناس قبل ذلك قال العبرانية * وأخرج ابن سعد عن الواقدي عن غير واحد من أهل العلم ان اسمعيل ألهم من يوم ولد لسان العرب وولد ابراهيم أجمعون على لسان ابراهيم * وأخرج ابن سعد عن على بن رباح اللخمى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل العرب من ولد اسمعيل * وأخرج ابن سعد عن اسحق بن عبد الله بن أبى طلحة قال قبر أم اسمعيل تحت الميزاب بين الركن والبيت * قوله تعالى (واذكر في الكتاب ادريس) الآية * أخرج الحاكم عن سمرة قال كان ادريس أبيض طويلا ضخم البطن عريض الصدر قليل شعر الجسد كثير شعر الرأس وكانت احدى عينيه أعظم من الاخرى وكانت في صدره نكتة بيضاء من غير برص فلما رأى الله من أهل الارض ما رأى من جورهم واعتدائهم في أمر الله رفعه الله إلى السماء السادسة فهو حيث يقول ورفعناه مكانا عليا * وأخرج ابن أبى حاتم عن عبد الله بن عمرو بن العاص ان ادريس أقدم من نوح بعثه الله إلى قومه فامرهم الله أن يقولوا لا اله الا الله ويعملوا
[ 274 ]
بما شاء فابوا فاهلكهم الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ورفعناه مكانا عليا قال كان ادريس خياطا وكان لا يغرز الا قال سبحان الله فكان يمسى حين يمسى وليس في الارض أحد أفضل منه عملا فاستأذن ملك من الملائكة ربه فقال يا رب ائذن لى فاهبط إلى ادريس فاذن له فأتى ادريس فسلم عليه وقال انى جئتك لاحدثك فقال كيف تحدثني وأنت ملك وأنا انسان ثم قال ادريس هل بينك وبين ملك الموت شئ قال الملك ذاك أخى من الملائكة فقال هل يستطيع أن ينسئنى عند الموت قال اما ان يؤخر شيأ أو يقدمه فلا ولكن سأكلمه لك فيرفق بك عند الموت فقال اركب بين جناحى فركب ادريس فصعد إلى السماء العليا فلقى ملك الموت ادريس بين جناحيه فقال له الملك ان لى اليك حاجة قال علمت حاجتك تكلمني في ادريس وقد محى اسمه من الصحيفة ولم يبق من أجله الا نصف طرفة عين فمات ادريس بين جناحى الملك * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال سألت كعبا عن رفع ادريس مكانا عليا فقال كان عبدا تقيا رفع له من العمل الصالح ما رفع لاهل الارض في زمانه فعجب الملك الذى كان يصعد عليه عمله فاستأذن ربه قال يا رب ائذن لى آتى عبدك هذا فازوره فاذن له فنزل قال يا ادريس ابشر فانه رفع لك من العمل الصالح مالا رفع لاهل الارض قال وما علمك قال انى ملك قال وان كنت ملكا قال فانى على الباب الذى يصعد عليه عملك قال افلا تشفع إلى ملك الموت فيؤخر من أجلى لازداد شكرا وعبادة قال الملك لا يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها قال قد علمت ولكنه أطيب لنفسي فحمله الملك على جناحه فصعد به إلى السماء فقال يا ملك الموت هذا عبد تقى نبى رفع له من العمل الصالح مالا يرفع لاهل الارض وانى أعجبني ذلك فاستاذنت ربى عليه فلما بشرته بذلك سألني لاشفع له اليك لتؤخر له من أجله ليزداد شكرا وعبادة قال ومن هذا قال ادريس فنظر في كتاب معه حتى مر باسمه فقال والله ما بقى من أجل ادريس شئ فمحاه فمات مكانه * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ورفعناه مكانا عليا قال رفع إلى السماء السادسة فمات فيها * وأخرج الترمذي وصححه وابن المنذر وابن مرديه عن قتادة في قوله ورفعناه مكانا عليا قال حدثنا أنس بن مالك ان نبى الله صلى الله عليه وسلم قال لما عرج بى رأيت ادريس في السماء الرابعة * وأخرج ابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ورفعناه مكانا عليا قال في السماء الرابعة * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه والربيع مثله * وأخرج ابن ابى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في الآية قال رفع ادريس كما رفع عيسى ولم يمت * وأخرج ابن أبى حاتم بسند حسن عن ابن مسعود رضى الله عنه قال ادريس هو الياس * وأخرج ابن المنذر عن عمر مولى غفرة يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال ان ادريس كان نبيا تقيا زكيا وكان يقسم دهره على نصفين ثلاثة أيام يعلم الناس الخير وأربعة أيام يسيح في الارض ويعبد الله مجتهدا وكان يصعد من عمله وحده إلى السماء من الخير مثل ما يصعد من جميع أعمال بنى آدم وان ملك الموت أحبه في الله فاناه حين خرج للسياحة فقال له يا نبى الله انى أريد ان تأذن لى في صحبتك فقال له ادريس وهو لا يعرفه انك لن تقوى على صحبتي قال بلى انى أرجو ان يقوينى الله على ذلك فخرج معه يومه ذلك حتى إذا كان من آخر النهار مر براعى غنم فقال ملك الموت لادريس يا نبى الله انا لا ندرى حيث نمسي فلو أخذنا جفرة من هذه الغنم فافطرنا عليها فقال له ادريس لا تعد إلى مثل هذا تدعوني إلى أخذ ما ليس لنا من حيث نمسي ياتي الله برزق فلما أمسى أتاه الله بالرزق الذى كان ياتيه فقال لملك الموت تقدم فكل فقال ملك الموت لا والذى أكرمك بالنبوة ما اشتهى فاكل ادريس وقاما جميعا إلى الصلاة ففتر ادريس وكل ومل ونعس وملك الموت لا يفتر ولا يمل ولا ينعس فعجب منه وقال قد كنت أظن انى أقوى الناس على العبادة فهذا أقوى منى فصغرت عنده عبادته عند ما رأى منه ثم أصبحا فساحا فلما كان آخر النهار مرا بحديقة عنب فقال ملك الموت لادريس يا نبى الله لو أخذنا قطفا من هذا العنب لانا لا ندرى حيث نمسي فقال ادريس ألم أنهك عن هذا وانت حيث تمسى ياتينا الله برزق فلما أمسى اتاه الله الرزق الذى كان ياتيه فاكل ادريس فقال لملك الموت هلم فكل فقال لا والذى أكرمك بالنبوة يا نبى الله لا اشتهى فعجب ثم قاما إلى الصلاة ففتر ادريس أيضا وكل ومل وملك الموت لا يكل ولا يفتر ولا ينعس فقال له عند ذلك ادريس لا والذى نفسي بيده ما أنت من بنى آدم فقال له ملك الموت عند ذلك أجل لست من بنى آدم فقال له ادريس
[ 275 ]
فمن أنت قال أنا ملك الموت فقال له ادريس أمرت في بامر فقال له لو أمرت فيك بامر ما ناظرتك ولكني أحبك في الله وصحبتك فقال له ادريس يا ملك الموت انك معى ثلاثة أيام بلياليها لم تقبض روح أحد من الخلق قال بلى والذى أكرمك بالنبوة يا نبى الله انى معك من حين رأيت وانى أقبض نفس من أمرت بقبض نفسه في مشارق الارض ومغاربها وما الدنيا كلها عندي الا بمنزلة المائدة بين يدى الرجل يمد يده ليتناول منها ما شاء فقال له ادريس يا ملك الموت أسألك بالذى أحببتني له وفيه الا قضيت لى حاجة أسالكها فقال له ملك الموت سلنى ما أحببت يا نبى الله فقال أحب أن تذيقني الموت وتفرق بين روحي وجسدى حتى أجد طعم الموت ثم ترد إلى روحي فقال له ملك الموت عليه السلام ما أقدر على ذلك الا أن استأذن فيه ربى فقال له ادريس عليه السلام فاستأذنه في ذلك فعرج ملك الموت إلى ربه فاذن له فقبض نفسه وفرق بين روحه وجسده فلما سقط ادريس عليه السلام ميتا رد الله إليه روحه وطفق يمسح وجهه وهو يقول يا نبى الله ما كنت أريد ان يكون هذا حظك من صحبتي فلما أفاق قال له ملك الموت يا نبى الله كيف وجدت قال يا ملك الموت قد كنت أحدث واسمع فإذا هو أعظم مما كنت أحدث واسمع ثم قال يا ملك الموت أريد منك حاجة أخرى قال وما هي قال ترينى النار حتى انظر إلى لمحة منه فقال له ملك الموت وما لك والنار انى لارجو ان لا تراها ولا تكون من أهلها قال بلى أريد ذلك لكون أشد لرهبتي وخوفي منها فانطلق إلى باب من أبواب جهنم فنادى بعض خزنتها فأجابوه وقالوا من هذا قال أنا ملك الموت فارتعدت فرائصهم قالوا أمرت فينا بامر فقال لو أمرت فيكم بامر ما ناظرتكم ولكن نبى الله ادريس عليه السلام سألني أن تروه لمحة من النار ففتحوا له قدر ثقب المخيط فأصابه من حرها ولهبها وزفيرها ما صعق فقال ملك الموت أغلقوا فاغلقوا فمسح ملك الموت وجهه وهو يقول يا نبى الله ما كنت أحب ان يكون هذا حظك من صحبتي فلما أفاق قال له ملك الموت يا نبى الله كيف رأيت قال يا ملك الموت كنت أحدث واسمع فإذا هو أعظم مما كنت أحدث واسمع فقال له يا ملك الموت قد بقيت لى حاجة أخرى لم يبق غيرها قال وما هي قال ترينى لمحة من الجنة قال له ملك الموت عليه السلام يا نبى الله ابشر فانك ان شاء الله من خيار أهلها وانها ان شاء الله مقيلك ومصيرك فقال يا ملك الموت انى أحب أنظر إليها ولعل ذلك ان يكون أشد لشوقي وحرصنى وطلبي فذهب به إلى باب من أبواب الجنة فنادى بعض خزنتها فأجابوه فقالوا من هذا قال ملك الموت فارتعت فرائصهم وقالوا أمرت فينا بشئ فقال لو أمرت فيكم بشئ ما ناظرتكم ولكن نبى الله ادريس عليه السلام سال أن ينظر إلى لمحة من الجنة فافتحوا فلما فتح أصابه من بردها وطيبها وريحانها ما أخذ بقلبه فقال يا ملك الموت انى أحب أن أدخل الجنة فآكل أكلة من ثمارها وأشرب شربة من مائها فلعل ذلك أن يكون أشد لطلبتي ورغبتي وحرصي فقال ادخل فدخل فاكل من ثمارها وشرب من مائها فقال له ملك الموت اخرج يا نبى الله قد أصبت حاجتك حتى يردك الله مع الانبياء يوم القيامة فاحتضن بساق شجرة من شجر الجنة وقال ما أنا بخارج منها وان شئت ان أخاصمك خاصمتك فأوحى الله إلى ملك الموت قاضيه الخصومة فقال له ملك الموت ما الذى تخاصمني به يا نبى الله فقال ادريس قال الله تعالى كل نفس ذائقة الموت فقد ذقت الموت الذى كتبه الله على خلقه مرة واحدة وقال الله وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا وقد وردتها أفاردها مرة بعد مرة وانما كتب الله ورودها على خلقه مرة واحدة وقال لاهل الجنة وما هم منها بمخرجين أفاخرج من شئ ساقه الله إلى فأوحى الله إلى ملك الموت خصمك عبدى ادريس وعزتي وجلالى أن في سابق علمي قبل أن أخلقه انه لا موت عليه الا الموتة التى ماتها وانه لا يرى جهنم الا الورد الذى وردها وانه يدخل الجنة في الساعة التى دخلها وانه ليس بخارج منها فدعه يا ملك الموت فقد خصمك وانه احتج عليك بحجة قوية فلما قر قرار ادريس في الجنة وألزمه الله دخولها قبل الخلائق عجت الملائكة إلى ربهم فقالوا ربنا خلقنا قبل ادريس بكذا وكذا ألف سنة ولم نعصك طرفة عين وانما خلقت ادريس منذ أيام قلائل فادخلته الجنة قبلنا فأوحى الله إليهم يا ملائكتي انما خلقتكم لعبادتي وتسبيحى وذكرى وجعلت فيها لذتكم ولم أجعل لكم لذة في مطعم ولا مشرب ولا في شئ سواها وقويتكم عليها وجعلت في الارض الزينة والشهوات واللذات والمعاصي والمحارم وانه اجتنب ذلك كله من أجلى وآثر هواى على هواه ورضاي ومحبتى على رضاه ومحبته فمن أراد منكم أن يدخل
[ 276 ]
مدخل ادريس فليهبط إلى الارض فليعبدني بعبادة ادريس ويعمل بعمل ادريس فان عمل مثل ادريس أدخله مدخل ادريس وان غير أو بدل استوجب مدخل الظالمين فقالت الملائكة ربنا لا نطلب ثوابا ولا تصيبنا بعقاب رضينا بمكاننا منك يا رب وفضيلتك ايانا وانتدب ثلاثة من الملائكة هاروت وماروت وملك آخر رضوا به فأوحى الله إليهم أما إذا اجتمعتم على هذا فاحذروا ان نفعكم الحذر فانى أنذركم اعلموا أن أكبر الكبائر عندي أربع فما عملتم وسواها غفرته لكم وان عملتموها لم أغفر لكم قالوا وما هي قال أن لا تعبدوا صنما ولا تسفكوا دما ولا تشربوا خمرا ولا تطؤا محرما فهبطوا إلى الارض على ذلك فكانوا في الارض على مثل ما كان عليه ادريس يقيمون أربعة أيام في سياحتهم وثلاثة أيام يعلمون الناس الخير ويدعونهم إلى عبادة الله تعالى وطاعته حتى ابتلاهم الله بالزهرة وكانت من أجمل النساء فلما نظروا إليها فتنوا بها لما أراد الله ولما سبق عليهم في علمه مع خذلان الله اياهم فنسوا ما تقدم إليهم فسألوها نفسها قالت لهم نعم ولكن لى زوج لا أقدر على ما تريدون منى الا أن تقتلوه وأكون لكم فقال بعضهم لبعض انا قد أمرنا أن لا نسفك دما ولا نطأ محرما ولكن نفعل هذا مع هذا ثم نتوب من هذا كله فلما أحس الثالث بالفتنة عصمه الله من ذلك كله بالسماء فدخلها فنجا وأقام هاروت وماروت لما كتب عليهما فشدا على زوجها فقتلاه فلما أراداها قالت لى صنم أعبده وأنا أكره معصيته وخلافه فان أردتما فاسجدا له سجدة واحدة فدعتهما الفتنة إلى ذلك فقال أحدهما لصاحبه انا قد أمرنا أن لا نسفك دما ولا نطا محرما ولكنا نفعله ثم نتوب من جميعه فسجدوا لذلك الصنم فلما أراداها قالت لهما بقيت لى حاجة أخرى قالا وما هي قالت لى شراب لا يطيب لى شئ من العيش الا به قالا وما هو قالت الخمر فدعتهما الفتنة إلى ذلك فقال أحدهما لصاحبه انا قد أمرنا أن لا نشرب خمرا فقال الآخر انا قد أمرنا أن لا نسفك دما ولا نطأ محرما ولكنا نفعله ثم نتوب من جميعه فشربا الخمر فلما أراداها قالت قد بقيت لى حاجة أخرى قالا وما هي قالت تعلماني الكلام الذى تعرجان به إلى السماء فعلماها اياه فلما تكلمت به عرجت إلى السماء فلما انتهت إلى السماء مسخت نجما فلما ابتليا بما ابتليا به عرجا إلى السماء فغلقت أبواب السماء دونهما وقيل لهما ان السماء لا يدخلها خطاء فلما منعا من دخول السماء وعلما أنهما قد افتتنا وابتليا عجا إلى الله بالدعاء والتضرع والابتهال فأوحى الله اليهما حل عليكما سخطى ووجبت فيما تعرضتما واستوجبتما وقد كنتما مع ملائكتي في طاعتي وعبادتي حتى عصيتما فصرتما بذلك إلى ما صرتما إليه من معصيتى وخلاف أمرى فاختارا ان شئتما عذاب الدنيا وان شئتما عذاب الآخرة فعلما أن عذاب الدنيا وان طال فمصيره إلى زوال وأن عذاب الآخرة ليس له زوال ولا انقطاع فاختارا عذاب الدنيا فهما ببابل معلقين منكوسين مقرنين إلى يوم القيامة * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق داود بن أبى هند عن بعض أصحابه قال كان ملك الموت صديقا لادريس عليه السلام فقال له ادريس يوما يا ملك الموت قال لبيك قال أمتنى فارنى كيف الموت قال له ملك الموت سبحان الله يا ادريس انما يفر أهل السموات والارض من الموت وتسألني ان أريك كيف الموت قال انى أحب ان أراه فلما ألح عليه قال له يا ادريس أنا عبد مملوك مثلك وليس إلى من الامر شئ قال فصعد ملك الموت فقال رب ان عبدك سألني ان أريه الموت كيف هو قال الله له فامته فقال له ملك الموت يا ادريس انما يفر الخلق من الموت قال فارنى فلما مات بقى ملك الموت لا يستطيع ان يرد نفسه إليه فقال يا رب قد ترى ما ادريس فيه فرد الله إليه روحه فمكث ما شاء الله حيا ثم قال يا ملك الموت ادخلني الجنة فانظر إليها قال له يا ادريس انما أنا عبد مملوك مثلك ليس إلى من الامر شئ فالح عليه فقال ملك الموت يا رب ان عبدك ادريس قد ألح على فسألني ان أدخله الجنة فيراها وقد قلت له انما أنا عبد مملوك مثلك وليس إلى من الامر شئ قال الله فادخله الجنة قال ان الله علم من ادريس مالا أعلم انا فاحتمله ملك الموت فادخله الجنة فكان فيها ما شاء الله فقال له ملك الموت أخرج بنا قال لا قال الله وما نحن بميتين الا موتتنا الاولى وقال الله وما هم منها بمخرجين وما أنا بخارج منها قال ملك الموت يا رب قد تسمع ما يقول عبدك ادريس قال الله له صدق عبدى هو أعلم منك فاخرج منها ودعه فيها فقال الله ورفعناه مكانا عليا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله واذكر في الكتاب ادريس انه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا قال كان ادريس أول نبى بعثه الله في الارض وانه كان يعمل فيرفع عمله مثل نصف أعمال الناس ثم ان ملكا من الملائكة أحبه فسأل الله
[ 277 ]
ان ياذن له فيأتيه فاذن له فاتاه فحدثه بكرامته على الله فقال يا أيها الملك أخبرني كم بقى من أجلى لعلى أجتهد لله في العمل قال يا ادريس لا يعلم هذا الا الله قال فهل تستطيع ان تصعد بى إلى السماء فانظر في ملك الله فاجتهد لله في لعمل قال لا الا ان تشفع فتشفع فامر به فحمله تحت جناحه فصعد به حتى إذا بلغ السماء السادسة استقبل ملك الموت نازلا من عند الله فقال يا ملك الموت أين تريد قال اقبض نفس ادريس قال وأين أمرت ان تقبض نفسه قال في السماء السادسة فذهب الملك ينظر إلى ادريس فإذا هو برجليه يخفقان قد مات فوضعه في السماء السادسة * قوله تعالى (أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين قال هذه تسمية الانبياء الذين ذكرهم أما من ذرية ادم فادريس ونوح وأما من حمل مع نوح فابراهيم وأما ذرية ابراهيم فاسمعيل واسحق ويعقوب وأما من ذرية اسرائيل فموسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله واجتبينا قال خلصنا * وأخرج عبد بن حميد عن قيس بن سعد قال جاء ابن عباس حتى قام على عبيد بن عمير وهو يقص فقال واذكر في الكتاب ابراهيم انه كان صديقا نبيا واذكر في الكتاب اسمعيل الآية واذكر في الكتاب ادريس الآية حتى بلغ أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين قال ابن عباس ذكر بايام الله واثن على من أثنى الله عليه * واخرج ابن أبى الدنيا في البكاء وابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن عمر بن الخطاب أنه قرأ سورة مريم فسجد ثم قال هذا السجود فاين البكاء * قوله تعالى (فخلف من بعدهم خلف) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله فخلف من بعدهم خلف قال هم اليهود والنصارى * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد فخلف من بعدهم خلف قال من هذه الامة يتراكبون في الطرق كما تراكب الانعام لا يستحيون من الناس ولا يخافون من الله في السماء * وأخرج عبد ابن حميد عن مجاهد في قوله فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة قال عند قيام الساعة ذهاب صالح أمة محمد ينزو بعضهم إلى بعض في الازقة زناة * وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن كعب القرظى في قوله أضاعوا الصلاة يقول تركوا الصلاة * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود في قوله فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة قال ليس أضاعتها تركها قد يضيع الانسان الشئ ولا يتركه ولكن اضاعتها إذا لم يصلها لوقتها * وأخرج سعيد بن منصور عن ابراهيم في قوله أضاعوا الصلاة قال صلوها لغير وقتها * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن القاسم بن مخيمرة في قوله أضاعوا الصلاة قال أخروا الصلاة عن ميقاتها ولو تركوها كفروا * وأخرج ابن أبى حاتم والخطيب في المتفق والمفترق عن عمر بن عبد العزيز في قوله أضاعوا الصلاة قال لم يكن اضاعتهم تركها ولكن أضاعوا المواقيت * وأخرج ابن أبى حاتم عن كعب قال والله انى لاجد صفة المنافقين في التوراة شرابين للقهوات تباعين للشهوات لعانين للكعبات رقادين عن العتمات مفرطين في الغدوات تراكين للصلوات تراكين للجمعات ثم تلا هذه الآية فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن الاشعث قال أوحى الله إلى داود عليه السلام ان القلوب المعلقة بشهوات الدنيا عنى محجوبة * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال اغتسلت أنا وآخر فرآنا عمر بن الخطاب وأحدنا ينظر إلى صاحبه فقال انى لاخشى ان تكونا من الخلف الذين قال الله فيهم فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا * وأخرج أحمد وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبى سعيد الخدرى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلا هذه الآية فخلف من بعدهم خلف فقال يكون خلف من بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ثم يكون خلف يقرؤن القرآن لا يعدو تراقيهم ويقرأ القرآن ثلاثة مؤمن ومنافق وفاجر * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن عقبة بن عامر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيهلك من أمتى أهل الكتاب وأهل اللين قلت يا رسول الله ما أهل الكتاب قال قوم يتعلمون الكتاب يجادلون به الذين آمنوا فقلت ما أهل اللين قال قوم يتبعون الشهوات ويضيعون الصلوات * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه عن عائشة أنها كانت ترسل بالصدقة لاهل الصدقة وتقول لا تعطوا منها بربريا ولا بربرية فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هم
[ 278 ]
الخلف الذين قال الله فخلف من بعدهم خلف * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في أمتى من يقتل على الغضب ويرتشى في الحكم ويضيع الصلوات ويتبع الشهوات ولا ترد له راية قيل يا رسول الله أمؤمنون هم قال بالايمان يقرون * قوله تعالى (فسوف يلقون غيا) الآيات * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فسوف يلقون غيا قال خسرا * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وهناد وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في البعت من طرق عن ابن مسعود في قوله فسوف يلقون غيا قال الغى نهر أو واد في جهنم من قيح بعيد القعر خبيث الطعم تقذف فيه الذين يتبعون الشهوات * وأخرج ابن المنذر والبيهقي في البعث عن البراء بن عازب في الآية قال الغى واد في جهنم بعيد القعر منتن الريح * وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن صخرة زنة عشر أواق قذف بها من شفير جهنم ما بلغت قعرها سبعين خريفا ئم تنتهى إلى غى وأثام قلت وما غى وأثام قال نهران في أسفل جهنم يسيل فيهما صديد أهل النار وهما اللذان ذكر الله في كتابه فسوف يلقون غيا ومن يفعل ذلك يلق أثاما * وأخرج ابن مردويه من طريق تهشل عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الغى واد في جهنم * وأخرج البخاري في تاريخه عن عائشة في قوله غيا قال نهر في جهنم * وأخرج ابن المنذر عن شقى بن ماتع قال ان في جهنم واديا يسمى غيا يسيل دما وقيحا فهو لمن خلق له * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله يلقون غيا قال سوأ الا من تاب قال من ذنبه وآمن قال بربه وعمل صالحا قال بينه وبين الله * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لا يسمعون فيها لغوا قال باطلا * وأخرج عبد بن حميد وهناد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله لا يسمعون فيها لغوا قال لا يستبون وفى قوله ولهم رزقهم فيه بكرة وعشيا قال ليس فيها بكرة ولا عشى يؤتون به على النحو الذى يحبون من البكرة والعشي * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا قال يؤتون به في الآخرة على مقدار ما كانوا يؤتون به في الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الوليد ابن مسلم قال سألت زهير بن محمد عن قوله ولم رزقهم فيها بكرة وعشيا قال ليس في الجنة ليل ولا شمس ولا قمر هم في نور أبدا ولهم مقدار الليل والنهار يعرفون مقدار الليل بارخاء الحجب واغلاق الابواب ويعرفون مقدار النهار برفع الحجب وفتح الابواب * واخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول من طريق أبان عن الحسن وأبى قلابة قالا قال رجل يا رسول الله هل في الجنة من ليل قال وما هيجك على هذا قال سمعت الله يذكر في الكتاب ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا فقلت الليل من البكرة والعشي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس هناك ليل وانما هو ضوء ونور يرد الغدو على الرواح والرواح على الغدو وتاتيهم طرف الهدايا من الله لمواقيت الصلوات التى كانوا يصلون فيها في الدنيا وتسلم عليهم الملائكة * وأخرج ابن المنذر عن يحيى بن أبى كثير قال كانت العرب في زمانها انما لها أكلة واحدة فمن أصاب أكلتين سمى فلانا الناعم فانزل الله تعالى يرغب عباده فيما عنده ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن قال كانوا يعدون النعيم أن يتعدى الرجل ثم يتعشى قال الله لاهل الجنة ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من غداة من غدوات الجنة وكل الجنة غدوات الا أنه يزف إلى ولى الله تعالى فيها زوجة من الحور العين أدناهن التى خلقت من زعفران * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ تلك الجنة التى نورث بالنون مخففة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن شودب في قوله تلك الجنة التى نورث من عبادنا قال ليس من أحد الا وله في الجنة منزل وأزواج فإذا كان يوم القيامة ورث الله المؤمن كذا وكذا منزلا من منازل الكفار فذلك قوله من عبادنا * وأخرج ابن أبى حاتم عن داود بن أبى هند في قوله من كان تقيا قال موحدا * قوله تعالى (وما نتنزل الا بامر ربك) * أخرج أحمد والبخاري ومسلم وعبد بن حميد والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والحاكم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا فنزلت ما نتنزل الا بامر ربك إلى آخر الآية زاد ابن المنذر وابن جرير وابن أبى حاتم فكان ذلك الجواب
[ 279 ]
لمحمد * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي البقاع أحب إلى الله وأيها أبغض إلى الله قال ما أدرى حتى أسال جبريل وكان قد أبطأ عليه فقال لقد أبطأت على حتى ظننت أن بربي على موجدة فقال وما نتنزل الا بامر ربك * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن عكرمة قال أبطأ جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم أربعين يوما ثم نزل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما نزلت حتى اشتقت اليك فقال له جبريل أنا كنت اليك أشوق ولكني مامور فأوحى الله إلى جبريل أن قل له وما نتنزل الا بامر ربك * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال احتبس جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم بمكة حتى حزن واشتد عليه فشكى ذلك إلى خديجة فقالت خديجة لعل ربك قد ودعك أو قلاك فنزل جبريل بهذه الآية ما ودعك ربك وما قلى قال يا جبريل احتبست عنى حتى ساء ظنى فقال جبريل وما نتنزل الا بامر ربك * وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال لبث جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم اثنتى عشرة ليلة فلما جاءه قال لقد رثت حتى ظن المشركون كل ظن فنزلت الآية * واخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد قال أبطأت الرسل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتاه جبريل فقال له ما حبسك عنى قال كيف ناتيكم وأنتم لا تقصون أظفاركم ولا تنقون يرجمكم ولا تأخذون شواربكم ولا تستاكون وقرأ وما نتنزل الا بامر ربك * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال احتبس جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك وحزن فاتاه جبريل وقال يا محمد وما نتنزل الا بامر ربك له ما بين أيدينا يعنى من الدنيا وما خلفنا يعنى من الآخرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة له ما بين أيدينا قال الدنيا وما خلفنا قال الآخرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه له ما بين أيدينا قال من أمر الآخرة وما خلفنا من أمر الدنيا وما بين ذلك ما بين الدنيا والآخرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه وما بين ذلك قال ما بين النفختين * وأخرج هناد وابن المنذر عن أبى العالية وما بين ذلك قال ما بين النفختين * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى وما كان ربك نسيا قال قال ما كان ربك لينساك يا محمد * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والبزار والطبراني وابن مردويه والبيهقي في سننه والحاكم وصححه عن أبى الدرداء رفع الحديث قال ما أحل الله في كتابه فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عافية فاقبلوا من الله عافيته فان الله لم يكن لينسى شيا ثم تلا وما كان ربك نسيا * وأخرج ابن مردويه من حديث جابر مثله * وأخرج الحاكم عن سلمان سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن 7 والفراء فقال الحلال ما أحل الله في كتابه والحرام ما حرم الله في كتابه وما سكت عنه فهو مما عفا عنه * قوله تعالى (هل تعلم له سميا) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله هل تعلم له سميا قال هل تعلم للرب مثلا أو شبها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضى الله عنهما هل تعلم له سميا قال ليس أحد يسمى الرحمن غيره * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله هل تعلم له سميا يا محمد هل تعلم لالهك من ولد * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله هل تعلم له سميا قال هل تعلم له ولدا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول أما السمى فانت منه مكثر * والمال مال يغتدى ويروح * قوله تعالى (ويقول الانسان) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ويقول الانسان الآية قال قالها العاصى بن وائل * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ لسوف أخرج برفع الالف أو لا يذكر الانسان خفيفه بنصب الياء ورفع الكاف * قوله تعالى (فوربك) الآيات أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله جثيا قال قعودا وفى قوله عتيا قال معصية * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله عتيا قال عصيا * وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال لا أدرى كيف قرأ النبي صلى الله عليه وسلم عتيا أو جثيا فانهما جميعا بالضم * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد والبيهقي في البعث عن عبد الله بن باباه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كانى أراكم بالكوم دون جهنم جاثين * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه أنه قرأ جثيا برفع الجيم وعتيا برفع العين وصليا برفع الصاد * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه
[ 280 ]
في قوله حول جهنم جثيا قال قياما * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج ثم لننزعن قال لنبدأن * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ثم لننزعن الآية قال لننزعن من كل أهل دين قادتهم ورؤسهم في الشر * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله انهم أشد على الرحمن عتيا قال في الدنيا * وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى الاحوص ثم لننزعن من كل شيعة الآية قال يبدأ بالاكابر فالاكابر جرما * وأخرج ابن أبى حاتم والبيهقي في البعث عن ابن مسعود قال يحشر الاول على الآخر حتى إذا تكاملت العدة آثارهم جميعا ثم بدئ بالاكابر فالاكابر جرما ثم قرأ فوربك لنحشرنهم إلى قوله عتيا * وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي عن مجاهد في قوله لننزعن من كل شيعة قال من كل أمة أشد على الرحمن عتيا قال كفرا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا يقول انهم أولى بالخلود في جهنم * وأخرج الحرث بن أبى أسامة وابن جرير بسند حسن عن ابن عباس قال إذا كان يوم القيامة مدت الارض مدا لاديم وزيد في سعتها كذا وكذا وجمع الخلائق بصعيد واحد جنهم وانسهم فإذا كان ذلك اليوم قيضت هذه السماء الدنيا عن أهلها على وجه الارض ولاهل السماء وحدهم أكثر من أهل الارض جنهم وانسهم بضعف فإذا نثروا على وجه الارض فزعوا إليهم فيقولون أفيكم ربنا فيفزعون من قولهم ويقولون سبحان ربنا ليس فينا وهو آت ثم تقاض السماء الثانية ولاهل السماء الثانية وحدهم أكثر من أهل السماء الدنيا ومن جميع أهل الارض بضعف جنهم وانسهم فإذا نثروا على وجه الارض فزع إليهم أهل الارض فيقولون أفيكم ربنا فيفزعون من قولهم ويقولون سبحان ربنا ليس فينا وهو آت ثم تقاض السموات سماء سماء كلما قيضت سماء عن أهلها كانت أكثر من أهل السموات التى تحتها ومن جميع أهل الارض بضعف فإذا نثروا على أهل الارض يفزع إليهم أهل الارض فيقولون لهم مثل ذلك فيرجعون إليهم مثل ذلك حتى تقاض السماء السابعة فلاهل السماء السابعة أكثر من أهل ست سموات ومن جميع أهل الارض بضعف فيجئ الله فيهم والامم جثى صفوف فينادى مناد ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ليقم الحمادون لله على كل حال فيقومون فيسرحون إلى الجنة ثم ينادى الثانية ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فيقومون فيسرحون إلى الجنة ثم ينادى الثالثة ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم أين لذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار فيقومون فيسرحون إلى الجنة فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة خرج عنق من النار فاشرف على الخلائق له عينان تبصران ولسان فصيح فيقول انى وكلت منكم بثلاثة بكل جبار عنيد فتلقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم فتحبس بهم في جهنم ثم تخرج ثانية فتقول انى وكلت منكم بمن آذى الله تعالى ورسوله فتلقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم فتحبس بهم في جهنم ثم تخرج ثالثة فتقول انى وكلت باصحاب التصاوير فتلقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم فتحبس بهم في جهنم فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة ومن هؤلاء ثلاثة نشرب الصحف ووضعت الموازين ودعى الخلائق للحساب * قوله تعالى (وان منكم الا واردها) * أخرج أحمد وعبد بن حميد والحكيم الترمذي وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبى سمية قال اختلفنا في الورود فقال بعضنا لا يدخلها مؤمن وقال بعضهم يدخلونها جميعا ثم ينجى الله الذين اتقوا فلقيت جابر بن عبد الله فذكرت له فقال واهوى باصبعيه إلى أذنيه صمتا ان لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يبقى بر ولا فاجر الا دخلها فتكون على المؤمن بردا وسلاما كما كانت على ابراهيم حتى ان للنار ضجيجا من بردهم ثم ينجى الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جتيا * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في البعث عن مجاهد قال خاصم نافع بن الازرق ابن عباس فقال ابن عباس الورود الدخول وقال نافع لا فقرأ ابن عباس انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون وقال وردوا أم لا وقرأ يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار أورد أم لا اما أنا وأنت فسندخلها فانظر هل نخرج منه أم لا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وان منكم الا واردها قال يردها البر والفاجر ألم تسمع قوله
[ 281 ]
فاوردهم النار وبئس الورد المورود قوله ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا * وأخرج الحاكم عن ابن مسعود انه سئل عن قوله وان منكم الا واردها قال وان منكم الا داخلها * وأخرج البيهقى في البعث عن ابن عباس في الآية قال لا يبقى أحد الا دخلها * وأخرج هناد والطبراني عن ابن مسعود في قوله وان منكم الا واردها قال وردها الصراط * وأخرج أحمد وابن أبى حاتم وابن الانباري والترمذي والحاكم وصححه والبيهقي في البعث وابن مردويه عن ابن مسعود في قوله وان منكم الا واردها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد الناس كلهم النار ثم يصدرون عنها باعمالهم فاولهم كلمح البرق ثم كالريح ثم كحضر الفرس ثم كالراكب في رحله ثم كشد الرجل ثم كمشيه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود قال يرد الناس الصراط جميعا وورودهم قيامهم حول النار ثم يصدرون عن الصراط باعمالهم فمنهم من يمر مثل البرق ومنهم من يمر مثل الريح ومنهم من يمر مثل الطير ومنهم من يمر كاجود الخيل ومنهم من يمر كاجود الابل ومنهم من يمر كعدو الرجل حتى ان آخرهم مرا رجل نوره على موضع ابهام قدميه يمر متكفيا به الصراط * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله وان منكم الا واردها قال الصراط على جهنم مثل حد السيف فتمر الطبقة الاولى كالبرق والثانية كالريح والثالثة كاجود الخيل والرابعة كاجود الابل ومنهم من يمر كعدو الرجل والبهائم ثم يمرون على منازلهم والملائكة يقولون رب سلم سلم * وأخرج ابن أبى شيبة والحاكم وصححه عن المغيرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شعار المسلمين على الصراط يوم القيامة اللهم سلم سلم * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وان منكم الا واردها يقول مجتاز فيها * وأخرج هناد في الزهد وعبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال الصراط على جهنم يردون عليه * وأخرج ابن ابى شيبة وهناد وعبد بن حميد والحكيم وابن الانباري في المصاحف عن خالد بن معدان قال إذا دخل أهل الجنة الجنة قالوا يا ربنا ألم تعدنا ان نرد النار قال بلى ولكنكم مررتم عليها وهى خامدة * وأخرج عبد بن حميد وابن الانباري والبيهقي في البعث عن الحسن في قوله وان منكم الا واردها قال الورود الممر عليها من غير أن يدخلها * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله وان منكم الا واردها قال هو الممر عليها * وأخرج ابن الانباري عن أبى نضرة في قوله وان منكم الا واردها قال يحملون على الصراط إلى جهنم وهى كأنها متن اهالة فتميل بهم فيقول الله لجهنم خذى أصحابك ودعى أصحابي فيخسف بهم الصراط وينجو المؤمنون وهو قول الله فاستبقوا الصراط فانى يبصرون * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن أبى العوام قال قال كعب هل تدرون ما قوله وان منكم الا واردها قالوا ما كنا نرى ورودها الا دخولها قال لا ولكن ورودها ان يحاء بجهنم كأنها متن اهالة حتى استوت عليها أقدام الخلائق برهم وفاجرهم ناداها مناد خذى أصحابك وذرى أصحابي فنخسف بكل ولى لها لهى أعلم بهم من الوالد بولده وينجو المؤمنون ندية ثيابهم قال وان الخازن من خزنة جهنم ما بين منكبيه مسيرة سنة معه عمود من حديد له شعبتان يدفع الدفعة فيكب في النار تسعمائة ألف أو كما قال * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله وان منكم الا واردها قال ورود المسلمين المرور على الجسر بين ظهريها وورود المشركين ان يدخلوها وقد أحاط بالجسر من الملائكة دعاؤهم يومئذ يا الله سلم سلم * وأخرج عبد بن حميد عن عبيد بن عمير قال حضورها ورودها * وأخرج ابن الانباري في المصاحف عن مرزوق بن أبى سلامة قال قال نافع بن الازرق لابن عباس ما الورود قال الدخول قال لا الورود الوقوف على شفيرها فقال ويحك أما تقرأ كتاب الله وما أمر فرعون برشيد يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار أفتر له ويحك انما أوقفهم على شفيرها والله تعالى يقول ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبى أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من يختصم يوم القيامة الرجل وامرأته وما ينطق لسانها ولا لسانه ولكن يداها ورجلاها يشهدان عليها بما كانت تصيب له ويداه ورجلاه يشهدان عليه بما كان يوليها ثم يدعى الرجل وحوله كمثل ذلك ثم يؤتى باهل الاسواق فما هي بقراريط تؤخذ منهم ولا دوانق الا حسنات ذا تدفع إلى ذا وسيآت ذا تدفع إلى ذا ثم يؤتى بالجبابرة في مقامع من
[ 282 ]
حديد فيوقفون عند رب العالمين فيقول سوقوهم إلى النار فما أدرى أيدخلونها أو كما قال الله وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا * وأخرج ابن سعد عن ابن عباس ان عمر لما طعن قال والله لو أن لى ما على الارض من شئ لافتديت به من هول المطلع فقال ابن عباس فقلت له والله انى لارجو ان لا تراها الا مقدار ما قال الله وان منكم الا واردها * وأخرج الحكيم الترمذي والطبراني وابن مردويه والخطيب والبيهقي في الشعب عن يعلى ابن أمية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تقول النار للمؤمن يوم القيامة جزيا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبى * وأخرج ابن سعد وأحمد وهناد وابن ماجه وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري والطبراني وابن مردويه عن أم مبشر قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل النار أحد شهد بدرا والحديبية قالت حفصة أليس الله يقول وان منكم الا واردها قال ألم تسمعيه يقول ثم ننجي الذين اتقوا * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن ابى حاتم وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار الا تحلة القسم ثم قرأ سفيان وان منكم الا واردها * وأخرج الطبراني عن عبد الرحمن بن بشير الانصاري رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث لم يرد النار الا عابر سبيل يعنى الحواز على الصراط * وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه وأبو يعلى والطبراني وابن مردويه عن معاذ بن أنس رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حرس من وراء المسلمين في سبيل الله متطوعا لا ياخذه سلطان لم ير النار بعينه الا تحلة القسم فان الله يقول وان منكم الا واردها * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم وابن الانباري والبيهقي في البعث عن ابن عباس انه قرأ وان منهم الا واردها يعنى الكفار قال لا يردها مؤمن كذا قرأها * وأخرج ابن ابى حاتم عن عكرمة انه قرأ وان منهم الا وادها قال وهم الظلمة كذلك كنا نقرؤها * وأخرج ابن المبارك واحمد في الزهد وابن عساكر عن بكر بن عبد الله المزني قال لما نزلت هذه الآية وان منكم الا واردها ذهب عبد الله بن رواحة إلى بيته فبكى فجاءت المرأة فبكت وجاءت الخادم فبكت وجاء أهل البيت فجعلوا يبكون فلما انقطعت عبرتهم قال يا أهلاه ما الذى أبكاكم قالوا لا ندرى ولكن رأيناك بكيت فبكينا قال انه أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم آية ينبئنى فيها ربى تبارك وتعالى انى وارد النار ولم ينبئنى انى صادر عنها فذك الذى أبكاني * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عروة بن الزبير قال لما أراد ابن رواحة الخروج إلى أرض مؤتة من الشام أتاه المسلمون يودعونه فبكى فقال اما والله ما بى حب الدنيا ولا صبابة لكم ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا فقد علمت انى وارد النار ولا أدرى كيف الصدر بعد الورود * وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وابن أبى شيبه وأحمد وهناد بن السرى معا في الزهد وعبد بن حميد والحاكم والبيهقي في البعث عن قيس بن أبى حازم قال بكى عبد الله بن رواحة فقالت امرأته ما يبكيك قال انى أنبئت أنى وارد النار ولم أنبأ انى صادر * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يقول الرجل لصاحبه هل أتاك أنك وارد فيقول نعم فيقول هل أتاك أنك خارج فيقول لا فيقول ففيم الضحك اذن * وأخرج ابن المبارك وهناد عن أبى ميسرة انه أوى إلى فراشه فقال يا ليت أمي لم تلدني فقالت أمرأته يا أبا ميسرة ان الله قد هداك إلى الاسلام فقال أجل ولكن الله قد بين لنا انا واردو النار ولم يبين لنا أنا صادرون عنها * وأخرج ابن المبارك عن الحسن قال قال رجل لاخيه يا أخى هل أتاك انك وارد النار قال نعم قال فهل أتاك انك خارج منها قال لا قال ففيم الضخك فما رؤى ضاحكا حتى مات * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال الحمى حظ كل مؤمن من النار ثم قرأ وان منكم الا واردها * وأخرج ابن ابى حاتم عن مجاهد قال الحمى في الدنيا حظ المؤمن من الورود في الآخرة * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن مجاهد في الآية قال من حم من المسلمين فقد وردها * وأخرج ابن جرير عن أبى هريرة رضى الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود رجلا من أصحابه وعكا وأنا معه فقال ان الله يقول هي نارى أسلطها على عبدى المؤمن لتكون حظه من النار في الآخرة * وأخرج الخطيب في تالى التلخيص عن عكرمة في قوله وان منكم الا واردها قال الدخول كان على ربك حتما مقضيا قال
[ 283 ]
قسما واجبا * وأخرج ابن ابى حاتم وابن ابى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله حتما مقضيا قال قضاء من الله * وأخرج ابن الانباري في الوقف والابتداء والطستي عن ابن عباس رضى الله عنهما ان نافع ابن الازرق قال له أخبرني عن قوله حتما مقضيا قال الحتم الواجب قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت أمية بن أبى الصلت وهو يقول عبادك يخطؤن وأنت رب * بكفيك المنايا والحتوم * وأخرج ابن الانباري عن أبى سلامة عن ابن عباس انه قرأ ثم ننجي الذين اتقوا بضم التاء * وأخرج ابن الانباري من طرق عن ابن عباس انه كان يقرأ ثم ننجي الذين اتقوا بفتح التاء * وأخرج ابن الانباري عن ابن أبى ليلى انه كان يقرأ ثم ننجي الذين اتقوا بفتح التاء يقول الورود الدخول * واخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ونذر الظالمين فيها حبيا وكذلك كان يقرؤها * وأخرج ابن ابى حاتم عن مجاهد في وقوله ونذر الظالمين فيها جثيا قال جثيا على ركبهم * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في الآية قال الجثى شر الجلوس ولا يجلس الرجل جاثيا الا عند كرب نزلت * وأخرج عبد بن حميد و عبد الرزاق وابن المنذر وابن ابى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله جثيا قال على ركبهم * قوله تعالى (وإذا تتلى عليهم) الآيات * أخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد في قوله أي الفريقين خير قال قريش تقوله لها ولاصحاب محمد * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله خير مقاما قال المنازل وأحسن نديا قال المجالس وفى قوله أحسن أثاثا قال المتاع والمال ورئيا قال المنظر * وأخرج الطستى عن ابن عباس رضى الله عنهما أن نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عزوجل وأحسن نديا قال النادى المجلس والمنكاة قال فهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت الشاعر وهو يقول يومان يوم مقامات وأندية * ويوم سير إلى الاعداء تاويب قال أخبرني عن قوله أثاثا ورئيا قال الاثاث المتاع والرئى من الشراب قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت الشاعر وهو يقول كأن على الحمول غداة ولوا * من الرئى الكريم من الاثاث * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله خير مقاما وأحسن نديا قال مجالسهم وفى قوله أحسن أثاثا قال زينة ورئيا قال فيما يرى الناس * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله خير مقاما وأحسن نديا قال خير مكانا وأحسن مجلسا وفى قوله أحسن أثاثا ورئيا قال أكثر أموالا وأحسن صورا * قوله تعالى (قل من كان في الضلالة فليمدد له) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن فليدعه الله في طغيانه * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن حبيب بن أبى ثابت قال في حرف أبى قل من كان في الضلالة فانه يزيده الله ضلالة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع ويزيد الله الذين اهتدوا هدى قال يزيدهم اخلاصا * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله خير عند ربك ثوابا يعنى خير جزاء من جزاء المشركين وخير مردا يعنى مرجعا مرجعهم إلى النار * قوله تعالى (أفرأيت الذى كفر بآياتنا) الآيات * أخرج أحمد والبخاري ومسلم وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والترمذي والبيهقي في الدلائل وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن حبان وابن مردويه عن خباب بن الارت قال كنت رجلا فينا وكان لى على العاصى بن وائل دين فاتيته أتقاضاه فقال والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد فقلت لا والله لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث قال فانى إذا مت ثم بعثت جئتني ولى ثم مال وولد فاعطيك فانزل الله أفرأيت الذى كفر بآياتنا إلى قوله وياتينا فردا * وأخرج الطبراني عن خباب قال عملت للعاصي بن وائل عملا فاتيته أتقاضاه فقال انكم تزعمون انكم ترجعون إلى مال وولد وانى راجع إلى مال وولد فإذا رجعت إليه ثم أعطيك فانزل الله أفرأيت الذى كفر بآياتنا الآية * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس ان رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا
[ 284 ]
يطلبون العاصى بن وائل بدين فاتوه يتقاضونه فقال ألستم تزعمون ان في الجنة ذهبا وفضة وحريرا ومن كل الثمرات قالوا بلى قال فان موعدكم الآخرة والله لاوتين مالا وولدا ولاوتين مثل كتابكم الذى جئتم به فقال الله أفرأيت الذى كفر بآياتنا الآيات * وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن قال كان لرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دين على رجل من المشركين فاتاه يتقاضاه فقال ألست مع هذا الرجل قال نعم قال أليس يزعم ان لكم جنة ونارا وأموالا وبنين قال بلى قال اذهب فلست بقاضيك الا ثمة فانزلت أفرأيت الذى كفر بآياتنا إلى قوله وياتينا فردا * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله أطلع الغيب يقول أطلعه الله الغيب يقول ماله فيه أم اتخذ عند الرحمن عهدا بعمل صالح قدمه * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما أم اتخذ عند الرحمن عهدا قال لا اله الا الله يرجو بها والله أعلم * قوله تعالى (ونرثه ما يقول) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ونرثه ما يقول قال ماله وولده * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ونرثه ما يقول قال ماله وولده وذاك الذى قال العاصى بن وائل * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ونرثه ما يقول قال ما عنده وهو قوله لاوتين مالا وولدا وفى حرف ابن مسعود ونرثه ما عنده وياتينا فردا لا مال له ولا ولد * قوله تعالى (كلا سيكفرون) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن أبى نهيك انه قرأ كلا سيكفرون بعبادتهم برفع الكاف قال يعنى الآلهة كلها انهم سيكفرون بعبادتهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ويكونون عليهم ضدا قال أعوانا * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ويكونون عليهم ضدا قال أوثانهم يوم القيامة في النار تكون عليهم عونا يعنى أوثانهم تخاصمهم وتكذبهم يوم القيامة في النار * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ويكونون عليهم ضدا قال حسرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة مثله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ويكونون عليهم ضدا قال قرناء في النار يلعن بعضهم بعضا ويتبرأ بعضهم من بعض * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه في قوله ويكونون عليهم ضدا قال أعداء * وأخرج ابن الانباري في الوقف عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ويكونون عليهم ضدا ما الضد قال قال فيه حمزة بن عبد المطلب وان تكونوا لهم ضدا نكن لكم * ضدا بغلباء مثل الليل مكتوم * قوله تعالى (ألم تر انا أرسلنا الشياطين) الآيتين * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله انا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا قال تغويهم اغواء * واخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله تؤزهم قال تحرض المشركين على محمد وأصحابه * واخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله تؤزهم أزا تشليهم اشلاء * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله تؤزهم أزا قال تزعجهم ازعاجا إلى معاصي الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله ألم تر انا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا قال كقوله ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا * واخرج ابن الانباري في الوقف عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله تؤزهم أزا قال توقدهم وقودا قال فيه الشاعر حكيم أمين لا يبالى بخبلة * إذا أزه الاقوام لم يترمرم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله انما نعد لهم عدا يقول أنفاسهم التى يتنفسون في الدنيا فهي معدودة كسنهم وآجالهم * وأخرج عبد بن حميد عن أبى جعفر محمد بن على في قوله انما نعد لهم عدا قال كل شئ حتى النفس * قوله تعالى (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا قال ركبانا * وأخرج ابن جرير وابن ابى شيبة وابن المنذر عن أبى هريرة يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا قال على الابل * وأخرج عبد بن حميد عن أبى سعيد رضى الله عنه يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا قال على نجائب رواحلها من زمرد وياقوت ومن أي لون شاء وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في قوله يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا قال إلى
[ 285 ]
الجنة * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا قال يفدون إلى ربهم فيكرمون ويعطون ويحيون ويشفعون * وأخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثا طرائق راغبين وراهبين واثنان على بعير وثلاثة على بعير وأربعة على بعير وعشرة على بعير ونحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا * وأخرج ابن مردويه عن على عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا قال أما والله ما يحشرون على أقدامهم ولا يساقون سوقا ولكنهم يؤتون بنوق من الجنة لم تنظر الخلائق إلى مثلها رحالها الذهب وأزمتها الزبرجد فيقعدون عليها حتى يقرعوا باب الجنة * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن على رضى الله عنه انه قرأ هذه الآية يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا فقال أما والله ما يحشر الوفد على أرجلهم ولا يساقون سوقا ولكنهم يؤتون بنوق من نوق الجنة لم تنظر الخلائق إلى مثلها عليها رحال الذهب وأزمتها الزبرجد فيركبون عليها حتى يطرقوا باب الجنة * وأخرج ابن أبى الدنيا في صفة الجنة وابن أبى حاتم وابن مردويه من طرق عن على قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا قلت يا رسول الله هل الوفد الا الركب قال النبي صلى الله عليه وسلم والذى نفسي بيده انهم إذا خرجوا من قبورهم استقبلوا بنوق بيض لها أجنحة وعليها رحال الذهب شرك نعالهم نور يتلالا كل خطوة منها مثل مد البصر وينتهون إلى باب الجنة فإذا حلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب وإذا شجرة على باب الجنة ينبع من أصلها عينان فإذا شربوا من احدى العينين فتغسل ما في بطونهم من دنس ويغتسلون من الاخرى فلا تشعث أبشارهم ولا أشعارهم بعدها أبدا فيضربون بالحلقة على الصفيحة فلو سمعت طنين الحلقة يا على فيبلغ كل حوراء أن زوجها قد أقبل فتستخفها العجلة فتبعث قيمها فيفتح له الباب فإذا رآه خر له ساجدا فيقول ارفع رأسك فانما أنا قيمك وكلت بامرك فيتبعه ويقفو اثره فتستخف الحوراء العجلة فنخرج من خيام الدر والياقوت حتى تعتنقه ثم تقول أنت حبى وأنا حبك وأنا الراضية فلا أسخط أبدا وأنا الناعمة فلا أباس أبدا وأنا الخالدة فلا أموت أبدا وأنا المقيمة فلا أظعن أبدا فيدخل بيتا من أساسه إلى سقفه مائة ألف ذراع بنى على جندل اللؤلؤ والياقوت طرائق حمر وطرائق خضر وطرائق صفر ما منها طريقة تشاكل صاحبتها وفى البيت سبعون سريرا على كل سرير سبعون فراشا عليها سبعون زوجة على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء الحلل يقضى جماعهن في مقدار ليلة من لياليكم هذه تجرى من تحتهم الانهار أنهار مطردة أنهار من ماء غير آسن صاف ليس فيه كدور وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ولم يخرج من ضروع الماشية وأنهار من خمر لذة للشاربين لم يعصرها الرجال باقدامها وأنهار من من عسل مصفى لم يخرج من بطون النحل فيستحلى الثمار فان شاء أكل قائما وان شاء أكل قاعدا وان شاء أكل متكئا فيشتهى الطعام فيأتيه طير بيض فترفع أجنحتها فيأكل من جنوبها أي لون شاء ثم تطير فتذهب فيدخل الملك فيقول سلام عليكم تلكم الجنة التى أورثتموها بما كنتم تعملون * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق مسلم بن جعفر البجلى قال سمعت أبا معاذ البصري ان عليا قال قال النبي صلى الله عليه وسلم والذى نفسي بيده انهم إذا خرجوا من قبورهم يستقبلون بنوق بيض لها أجنحة عليها رحال الذهب شرك نعالهم نور تلالا كل خطوة منها مد البصر فينتهون إلى شجرة ينبع من أصلها عينان فيشربون من احداهما فيغسل ما في بطونهم من دنس ويغتسلون من الاخرى فلا تشعث أبشارهم ولا أشعارهم بعدها أبدا وتجرى عليهم نضرة النعيم فيأتون باب الجنة فإذا حلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب فيضربون بالحلقة على الصفحة فيسمع لها طنين فيبلغ كل حوراء ان زوجها قد أقبل فتبعث قيمها فيفتح له فإذا رآه خر له ساجدا فيقول ارفع رأسك انما انا قيمك وكلت بامرك فيتبعه ويففو اثره فتستخف الحوراء العجلة فتخرج من خيام الدر والياقوت حتى تعتنقه ثم تقول أنت حبى وأنا حبك وأنا الخالدة التى لا أموت وأنا الناعمة التى لا أباس وأنا الراضية التى لا أسخط وأنا المقيمة التى لا أظعن فيدخل بيتا من أسه إلى سقفه مائة ألف ذراع بناؤه على جندل اللؤلؤ طرائق أصفر وأحمر وأخضر ليس منها طريقة تشاكل صاحبتها في البيت سبعون سريرا على كل سرير
[ 286 ]
سبعون حشية على كل حشية سبعون زوجة على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ ساقها من باطن الحلل يقضى جماعها في مقدار ليلة من لياليكم هذه الانهار من تحتهم تطرد أنهار من ماء غير آسن قال صاف لا كدر فيه وأنهار من لبن لم يتغير طعمه قال يخرج من ضروع الماشية وأنهار من خمر لذة للشاربين قال لم تعصرها الرجال باقدامها وأنهار من عسل مصفى قال لم يخرج من بطون النحل فيستحلى الثمار فان شاء أكل قائما وان شاء أكل قاعدا وان شاء أكل متكئا ثم تلا ودانية عليهم ظلالها الآية فيشتهى الطعام فيأتيه طير أبيض وربما قال أخضر فترفع أجنحتها فيأكل من جنوبها أي الالوان شاء ثم يطير فيذهب فيدخل الملك فيقول سلام عليكم تلكم الجنة التى أورثتموها بما كنتم تعملون * قوله تعالى (ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا قال عطاشا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا قال ظماء إلى النار * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا قال متقطعة أعناقهم من العطش * وأخرج ابن المنذر عن أبى هريرة ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا قال عطاشا * وأخرج هناد عن الحسن مثله * قوله تعالى (لا يملكون الشفاعة الا من اتخذ عند الرحمن عهدا) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس في قوله الا من اتخذ عند الرحمن عهدا قال شهادة أن لا اله الا الله وتبرأ من الحول والقوة ولا يرجو الا الله * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله الا من اتخذ عند الرحمن عهدا قال المؤمنون يومئذ بعضهم لبعض شفعاء * وأخرج ابن أبى شيبة عن مقاتل بن حيان الا من اتخذ عند الرحمن عهدا قال العهد الصلاح * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله الا من اتخذ عند الرحمن عهدا قال من مات لا يشرك بالله شيأ دخل الجنة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدخل على مؤمن سرورا فقد سرنى ومن سرنى فقد اتخذ عند الرحمن عهدا ومن اتخذ عند الرحمن عهدا فلا تمسه النار ان الله لا يخلف الميعاد * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن مسعود انه قرأ الا من اتخذ عند الرحمن عهدا قال ان الله يقول يوم القيامة من كان له عندي عهد فليقم فلا يقوم الا من قال هذا في الدنيا قولوا اللهم فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة انى أعهد اليك في هذه الحياة الدنيا انك ان تكلني إلى نفسي تقربنى من الشر وتباعدني من الخير وانى لا أثق الا برحمتك فاجعله لى عندك عهدا تؤديه إلى يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد * وأخرج الطبراني في الاوسط عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جاء بالصلوات الخمس يوم القيامة قد حافظ عن وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها لم ينقص منها شيأ جاء وله عند الله عهد ان لا يعذبه ومن جاء قد انتقص منهن شيأ فليس له عند الله عهد ان شاء رحمه وان شاء عذبه * وأخرج الحكيم والترمذي عن أبى بكر الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال في دبر كل صلاة بعد ما سلم هؤلاء الكلمات كتبه ملك في رق فختم بخاتم ثم دفعها إلى يوم القيامة فإذا بعث الله العبد من قبره جاء الملك ومعه الكتاب ينادى أين أهل العهود حتى تدفع إليهم والكلمات أن تقول اللهم فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم انى أعهد اليك في هذه الحياة الدنيا بانك أنت الله الذى لا اله الا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك فلا تكلني إلى نفسي فانك ان تكلني إلى نفسي تقربنى من الشر وتباعدني من الخير وانى لا أثق الا برحمتك فاجعل رحمتك لى عهدا عنك تؤديه إلى يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد وعن طاوس انه أمر بهذه الكلمات فكتبت في كفنه * قوله تعالى (وقالوا اتخذ) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لقد جئتم شيأ ادا قال قولا عظيما وفى قوله تكاد السموات يتفطرن منه الآية قال ان الشرك فزعت منه السموات والارض والجبال وجميع الخلائق الا الثقلين وكادت تزول منه لعظمة الله وكما لا ينفع مع الشرك احسان المشرك كذلك نرجو أن يغفر الله ذنوب الموحدين وفى قوله وتخر الجبال هدا قال هدما * وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وأحمد في الزهد وابن أبى حاتم وابو الشيخ في العظمة والطبراني والبيهقي في شعب الايمان من طريق عون
[ 287 ]
عن ابن مسعود قال ان الجبل لينادي الجبل باسمه يا فلان هل مر بك اليوم أحد ذكر الله فإذا قال نعم استبشر قال عون أفيسمعن الزور إذا قيل ولا يسمعن الخير هي للخير اسمع وقرأ وقالوا اتخذ الرحمن ولدا الآيات * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن محمد بن المنكدر قال بلغني ان الجبلين إذا أصبحا نادى أحدهما صاحبه يناديه باسمه فيقول أي فلان هل مر بك ذاكر الله فيقول نعم فيقول لقد أقر الله عينك لكن ما مر بى ذاكر لله عزوجل اليوم * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى امامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ تكاد السموات ينفطرن بالياء والنون وتخر الجبال بالتاء * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله ينفطرن منه قال الانفطار الانشقاق * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله تكاد السموات ينفطرن منه قال يتشققن من عظمة الله * وأخرج ابن المنذر عن هرون قال في قراءة ابن مسعود تكاد السموات ينفطرن بالياء * قوله تعالى (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عبد الله بن عوف انه لما هاجر إلى المدينة وجد في نفسه على فراق أصحابه بمكة منهم شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف فانزل الله ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا * وأخرج ابن مردويه والديلمي عن البراء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى قل اللهم اجعل لى عندك عهدا واجعل لى عندك ودا واجعل لى في صدور المؤمنين مودة فأنزل الله ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا قال فنزلت في على * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت في على بن أبى طالب ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا قال محبة في قلوب المؤمنين * وأخرج الحكيم الترمذي وابن مردويه عن على قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله سيجعل لهم الرحمن ودا ما هو قال المحبة في قلوب المؤمنين والملائكة المقربين يا على ان الله أعطى المؤمن ثلاثا المنة والمحبة والحلاوة والمهابة في صدور الصالحين * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس في قوله سيجعل لهم الرحمن ودا قال محبة في الناس في الدنيا * وأخرج هناد عن الضحاك سيجعل لهم الرحمن ودا قال محبة في صدور المؤمنين * واخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وهناد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس سيجعل لهم الرحمن ودا قال يحبهم ويحببهم * وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أحب الله عبدا نادى جبريل انى قد أحببت فلانا فاحبه فينادى في السماء ثم تنزل له المحبة في أهل الارض فذلك قول الله ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا وإذا أبغض الله عبدا نادى جبريل انى قد أبغضت فلانا فينادى في أهل السماء ثم ينزل له البغضاء في أهل الارض * وأخرج ابن مردويه عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العبد ليلتمس مرضاة الله فلا يزال كذلك فيقول الله لجبريل ان عبدى فلانا يلتمس أن يرضينى فرضائي عليه فيقول جبريل رحمة الله على فلان ويقوله حملة العرش ويقوله الذين يلونهم حتى يقوله أهل السموات السبع ثم يهبط إلى الارض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى الآية التى أنزل الله في كتابه ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا وان العبد ليلتمس سخط الله فيقول الله يا جبريل ان فلانا يسخطنى ألا وان غضبى عليه فيقول جبريل غضب الله على فلان ويقوله حملة العرش ويقوله من دونهم حتى يقوله أهل السموات السبع ثم يهبط إلى الارض * وأخرج عبد بن حميد عن كعب قال أجد في التوراة انه لم تكن محبة لاحد من أهل الارض حتى تكون بدؤها من الله تعالى ينزلها على أهل الارض ثم قرأت القرآن فوجدت فيه ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن ابن عباس بسند ضعيف ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله أعطى المؤمن ثلاثة المقة والملاحة والمودة والمحبة في صدور المؤمنين ثم تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قال كتب أبو الدرداء إلى مسلمة بن مخلد سلام عليك أما بعد فان العبد إذا عمل بطاعة الله أحبه الله فإذا أحبه الله حببه إلى عباده وان العبد إذا عمل بمعصية الله أبغضه الله فإذا أبغضه
[ 288 ]
الله بغضه إلى عباده * وأخرج الحكيم الترمذي عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل عبد صيت فان كان صالحا وضع في الارض وان كان سيئا وضع في الارض * وأخرج أحمد والحكيم الترمذي عن أبى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المقة من الله والصيت في السماء فإذا أحب الله عبدا قال لجبريل انئ أحب فلانا فينادى جبريل ان ربكم يحب فلانا فاحبوه فتنزل له المحبة في الارض وإذا أبغض عبدا قال لجبريل انى أبغض فلانا فابغضه فينادى جبريل ان ربكم يبغض فلانا فابغضوه فيجرى له البغض في الارض * قوله تعالى (وتنذر به قوما لدا) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وتنذر به قوما لدا قال فجارا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله لدا قال صما * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله لدا قال خصماء * واخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله قوما لدا قال جدلا بالباطل * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة قوما لدا قال هم قريش * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد لدا قال لا يستقيمون * قوله تعالى (وكم أهلكنا) الآية * اخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله هل تحس منهم من أحد قال هل ترى منهم من أحد * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ هل تحس منهم برفع التاء وكسر الحاء ورفع السين ولا يدغمها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله تعالى هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا قال هل ترى عينا أو تسمع صوتا * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في الآية قال ذهب القوم فلا صوت ولا عين * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ركزا قال صوتا * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق ساله عن قوله ركزا فقال حسا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت قول الشاعر وقد توجس ركزا متفقد ندس * بنية الصوت ما في سمعه كذب * (سورة طه عليه السلام) * * أخرج النحاس وابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت سورة طه بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير قال نزلت سورة طه بمكة * وأخرج الدارمي وابن خزيمة في التوحيد والعقيلي في الضعفاء والطبراني في الاوسط وابن عدى وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى قرأ طه ويس قبل أن يخلق السموات والارض بالفى عام فلما سمعت الملائكة القرآن قالت طوبى لامة ينزل عليها هذا وطوبى لاجواف تحمل هذا وطوبى لالسنة تتكلم بهذا * وأخرج الديلمى عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أعطيت السورة التى ذكرت فيها الانعام من الذكر الاول وأعطيت طه والطواسيم من ألواح موسى وأعطيت فواتح القرآن وخواتيم البقرة من تحت العرش وأعطيت المفصل نافلة * وأخرج ابن مردويه عن أبى امامة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل قرآن بوضع على أهل الجنة فلا يقرؤن منه شيأ الا طه ويس فانهم يقرؤن بهما في الجنة * قوله تعالى (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) * أخرج ابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم أول ما أنزل عليه الوحى كان يقوم على صدور قدميه إذا صلى فانزل الله طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * وأخرج ابن مردويه وابن جرير عن ابن عباس قال قالوا لقد شقى هذا الرجل بربه فانزل الله طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يربط نفسه بحبل كى لا ينام فانزل الله عليه طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يربط نفسه ويضع احدى رجليه على الاخرى فنزلت طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * وأخرج ابن مردويه عن على رضى الله عنه قال لما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم يا أيها المزمل قم الليل الا قليلا قام الليل كله حتى تورمت قدماه فجعل يرفع رجلا ويضع رجلا فهبط عليه جبريل فقال طه يعنى الارض بقدميك يا محمد ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى وأنزل فاقرؤا ما تيسر من القرآن * وأخرج البزار بسند حسن عن على قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يراوح بين قدميه يقوم على كل رجل
[ 289 ]
حتى نزلت ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع بن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام على رجل ورفع الاخرى فانزل الله طه يعنى طا الارض يا محمد ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله طه قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما قرأ القرآن إذا صلى قال على رجل واحدة فانزل الله طه برجليك ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك قال لما أنزل الله القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم قام به وأصحابه فقال له كفار قريش ما أنزل الله هذا القرآن على محمد الا ليشقى به فانزل الله طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله طه قال يا رجل * وأخرج الحارث بن أبى اسامة وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله طه بالنبطية أي طا يا رجل * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله طه بالنبطية أي طأ يا رجل * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله طه قال هو كقولك يا رجل * وأخرج ابن أبى شيبة عن عكرمة قال طه يا رجل بالنبطية * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال طه بالنبطية يا رجل * واخرج ابن أبى شيبة عن الضحاك قال طه يا رجل بالنبطية * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال طه يا رجل بالسريانية * وأخرج الحاكم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله طه قال هو كقولك يا محمد بلسان الحبش * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن ابى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله طه قال هو كقولك يا رجل بلسان الحبشة * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى صالح في قوله طه قال كلمة عربت * واخرج عن مجاهد قال طه فواتح السور * وأخرج عن محمد بن كعب طه قال الطاء من ذى الطول * وأخرج ابن مردويه عن أبى الطفيل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لى عشرة اسماء عند ربى قال أبو الطفيل حفظت منها ثمانية محمد وأحمد وأبو القاسم والفاتح والخاتم والماحي والعاقب والحاشر وزعم سيف ان أبا جعفر قال الاسمان الباقيان طه ويس * وأخرج ابن مردويه والحاكم وصححه عن زر قال قرأ رجل على ابن مسعود طه مفتوحة فاخذها عليه عبد الله طه مكسورة فقال له الرجل انها بمعنى ضع رجلك فقال عبد الله هكذا قرأها النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا أنزلها جبريل * وأخرج ابن عساكر عن عائشة رضى الله عنها قالت أول سورة تعلمتها من القران طه وكنت إذا قرأت طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى قال النبي صلى الله عليه وسلم لا شقيت يا عائس * وأخرج البيهقى في الدلائل عن ابى صالح عن ابن عباس في قوله طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى وكان يقوم الليل على رجليه فهى لغة لعك ان قلت لعكى يا رجل لم يلتفت وإذا قلت طه التفت اليك * وأخرج عبد بن حميد عن عروة بن خالد رضى الله عنه قال سمعت الضحاك وقال رجل من بنى مازن بن مالك ما يخفى على شئ من القرآن وكان قارئا للقرآن شاعرا فقال له الضحاك أنت تقول ذلك أخبرني ما طه قال هي من أسماء الله الحسنى نحو طسم وحم فقال الضحاك انما هي بالنبطية يا رجل * وأخرج ابن المنذر وابن مسعود عن ابن عباس قال طه قسم أقسمه الله وهو من أسماء الله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى يقول في الصلاة هي مثل قوله فاقرؤا ما تيسر منه قال وكانوا يعلقون الحبال بصدورهم في الصلاة * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى يا رجل ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى لا والله ما جعله الله شقيا ولكن جعله الله رحمة ونورا ودليلا إلى الجنة الا تذكرة لمن يخشى قال ان الله أنزل كتابه وبعث رسله رحمة رحم بها العباد ليذكر ذاكر وينتفع رجل بما سمع من كتاب الله وهو ذكر أنزله الله فيه حلاله وحرامه * قوله تعالى (وما تحت الثرى) * أخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن كعب وما تحت الثرى قال ما تحت سبع أرضين * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة قال الثرى كل شئ مبتل * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى وما تحت الثرى قال هي الصخرة التى تحت الارض السابعة وهى صخرة خضراء وهو سجين الذين فيه كتاب الكفار * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك قال الثرى ما حفر من التراب مبتلا * وأخرج أبو يعلى عن جابر بن عبد الله ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل ما تحت هذه الارض قال الماء قيل فما تحت الماء قال ظلمة قيل فما تحت الظلمة قال الهواء قيل فما تحت الهواء قال الثرى قيل فما تحت الثرى قال انقطع علم المخلوقين عند علم الخالق
[ 290 ]
* وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك إذ عارضنا رجل مترجب يعنى طويلا فدنا من النبي صلى الله عليه وسلم فاخذ بخطام راحلته فقال أنت محمد قال نعم قال انى أريد ان أسألك عن خصال لا يعلمها أحد من أهل الارض الا رجل أو رجلان فقال سل عما شئت قال يا محمد ما تحت هذه يعنى الارض قال خلق قال فما تحتهم قال أرض قال فما تحتها قال خلق قال فما تحتهم قال أرض حتى انتهى إلى السابعة قال فما تحت السابعة قال صخرة قال فما تحت الصخرة قال الحوت قال فما تحت الحوت قال الماء قال فما تحت الماء قال الظلمة قال فما تحت الظلمة قال الهواء قال فما تحت الهواء قال الثرى قال فما تحت الثرى ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء فقال انقطع علم المخلوقين عند علم الخالق ايها السائل ما المسؤل باعلم من السائل قال صدقت أشهد انك رسول الله يا محمد اما انك لو ادعيت تحت الثرى شيأ لعلمت انك ساحر كذاب أشهد انك رسول الله ثم ولى الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها الناس هل تدرون ما هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا جبريل * قوله تعالى (وان تجهر بالقول فانه يعلم السر وأخفى) * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يعلم السر وأخفى قال السر ما أسره ابن آدم في نفسه وأخفى ما خفى عن ابن آدم مما هو فاعله قبل أن يعلمه فانه يعلم ذلك كله فعلمه فيما مضى من ذلك وما بقى علم واحد وجميع الخلائق عنده في ذلك كنفس واحدة وهو كقوله ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله يعلم السر وأخفى قال السر ما علمته أنت وأخفى ما قذف الله في قلبك مما لم تعلمه * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي بلفظ يعلم ما تسر في نفسك ويعلم ما تعمل غدا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله يعلم السر وأخفى قال أخفى من السر ما حدثت به نفسك وما لم تحدث به نفسك أيضا مما هو كائن * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله يعلم السر وأخفى قال الوسوسة والسر العمل الذى تسرون من الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن قال السر ما أسر الرجل إلى غيره وأخفى من ذلك ما أسر في نفسه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير في الآية قال السر ما تسر في نفسك واخفى من السر ما لم يكن بعد وهو كائن * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في الآية قال السر ما حدث به الرجل أهله وأخفى ما تكلمت به في نفسك * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك في قوله يعلم السر وأخفى قال السر ما أسررت في نفسك وأخفى ما لم تحدث به نفسك * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن زيد بن أسلم في قوله يعلم السر وأخفى قال يعلم أسرار العباد وأخفى سره فلا نعلمه والله أعلم * قوله تعالى (وهل أتاك حديث موسى) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله انى آنست نارا أي أحسست نارا أو أجد على النار هدى قال من يهدينى * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أو أجد على النار هدى قال من يهدينى إلى الطريق وكانوا شاتين فضلوا الطريق * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله أو أجد على النار هدى يقول من يدل على الطريق * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله أو أجد على النار هدى قال يهديه الطريق * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله أو أجد على النار هدى قال هاد يهدينى إلى الماء * وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن وهب ابن منبه قال لما رأى موسى النار انطلق يسير حتى وقف منها قريبا فإذا هو بنار عظيمة تفور من ورق شجرة خضراء شديدة الخضرة يقال لها العليق لا تزداد النار فيما يرى الا عظما وتضرما ولا تزداد الشجرة على شدة الحريق الا خضرة وحسنا فوقف ينظر لا يدرى ما يصنع الا انه قد ظن انها شجرة تحترق وأوقد إليها موقد فنالها فاحترقت وانه انما يمنع النار شدة خضرتها وكثرة مائها وكثافة ورقها وعظم جذعها فوضع أمرها على هذا فوقف وهو يطمع ان يسقط منها شئ فيقتبسه فلما طال عليه ذلك أهوى إليها بضغث في يده وهو يريد ان يقتبس من لهبها فلما فعل ذلك موسى مالت نحوه كأنها تريده فاستاخر عنها وهاب ثم عاد فطاف بها ولم تزل تطمعه ويطمع بها ثم لم يكن شئ باوشك من خمودها فاشتد عند ذلك عجبه وفكر موسى في أمرها فقال هي نار ممتنعة
[ 291 ]
لا يقتبس منها ولكنها تتضرم في جوف شجرة فلا تحرقها ثم خمودها على قدر عظمها في أوشك من طرفة عين فلما رأى ذلك موسى قال ان لهذه شأنا ثم وضع أمرها على انها مامورة أو مصنوعة لا يدرى من أمرها ولا بما أمرت ولا من صنعها ولا لم صنعت فوقف متحيرا لا يدرى أيرجع أم يقيم فبينا هو على ذلك إذ رمى بطرفه نحو فرعها فإذا هو أشد مما كان خضرة ساطعة في السماء ينظر إليها يغشى الظلام ثم لم تزل الخضرة تنور وتصفر وتبيض حتى صارت نورا ساطعا عمودا بين السماء والارض عليه مثل شعاع الشمس تكل دونه الابصار كلما نظر إليه يكاد يخطف بصره فعند ذلك اشتد خوفه وحزنه فرد يده على عينيه ولصق بالارض وسمع الحنين والوجس الا انه سمع حينئذ شيأ لم يسمع السامعون بمثله عظما فلما بلغ موسى الكرب واشتد عليه الهول نودى من الشجرة فقيل يا موسى فأجاب سريعا وما يدرى من دعاه وما كان سرعة اجابته الا استئناسا بالانس فقال لبيك مرارا انى لاسمع صوتك وأحس حسك ولا أرى مكانك فاين انت قال أنا فوقك ومعك وخلفك وأقرب اليك من نفسك فلما سمع هذا موسى علم انه لا ينبغى هذا الا لربه فايقن به فقال كذلك انت يا الهى فكلامك اسمع أم رسولك قال بل أنا الذى أكلمك فادن منى فجمع موسى يديه في العصا ثم تحامل حتى استقل قائما فرعدت فرائصه حتى اختلفت واضطربت رجلاه وانقطع لسانه وانكسر قلبه ولم يبق منه عظم يحمل آخر فهو بمنزلة الميت الا ان روح الحياة تجرى فيه ثم زحف على ذلك وهو مرعوب حتى وقف قريبا من الشجرة التى نودى منها فقال له الرب تبارك وتعالى ما تلك بيمينك يا موسى قال هي عصاي قال ما تصنع بها ولا أحد أعلم منه بذلك قال موسى أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولى فيها مآرب أخرى قد علمتها وكان لموسى في العصا ماآرب كان لها شعبتان ومحجن تحت الشعبتين فإذا طال الغصن حناه بالمحجن وإذا أراد كسره لواه بالشعبتين وكان يتوكأ عليها ويهش بها وكان إذا شاء ألقاها على عاتقه فعلق بها قوسه وكنانته ومرجامه ومخلاته وثوبه وزادا ان كان معه وكان إذا ارتع في البرية حيث لا ظل له ركزها ثم عرض بالوتد بين شعبتيها وألقى فوقها كساءه فاستظل بها ما كان مرتعا وكان إذا ورد ماء يقصر عنه رشاؤه وصل بها وكان يقاتل بها السباع عن غنمه قال له الرب القها يا موسى فظن موسى انه يقول ارفضها فالقاها على وجه الرفض ثم حانت منه نظرة فإذا باعظم ثعبان نظر إليه الناظرون يرى يلتمس كانه يبتغى شيأ يريد أخذه يمر بالصخرة مثل الخلفة من الابل فيلتقمها ويطعن بالناب من أنيابه في أصل الشجرة العظيمة فيجتتها عيناه توقدان نارا وقد عاد المحجن عرقا فيه شعر مثل النيارك وعاد الشعبتان فما مثل القليب الواسع فيه أضراس وأنياب لها صريف فلما عاين ذلك موسى ولى مدبرا ولم يعقب فذهب حتى أمعن ورأى أنه قد أعجز الحية ثم ذكر ربه فوقف استحياء منه ثم نودى يا موسى أن ارجع حيث كنت فرجع وهو شديد الخوف فقال خذها بيمينك ولا تخف سنعيدها سيرتها الاولى قال وكان على موسى حينئذ مدرعة فجعلها على يده فقال له ملك أرأيت يا موسى لو أذن الله بما تحاذر أكانت المدرعة تغنى عنك شيأ قال لا ولكني ضعيف ومن ضعف خلقت فكشف عن يده ثم وضعها على فم الحية ثم سمع حس الاضراس والانياب ثم قبض فإذا هي عصاه التى عهدها وإذا يده في موضعها الذى كان يضعها إذا توكأ بين الشعبتين قال له ربه ادن فلم يزل يدنيه حتى شد ظهره بجذع الشجرة فاستقر وذهبت عنه الرعدة وجمع يديه في العصا وخضع برأسه وعنقه ثم قال له انى قد أقمتك اليوم في مقام لا ينبغى لبشر بعدك أن يقوم مقامك إذ أدنيتك وقربتك حتى سمعت كلامي وكنت باقرب الامكنة منى فانطلق برسالتى فانك بعينى وسمعي وان معك يدى وبصرى وانى قد ألبستك جبة من سلطان لتكمل بها القوة في أمرى فانت جند عظيم من جنودي بعثتك إلى خلق ضعيف من خلقي بطر من نعمتي وأمن مكرى وغرته الدنيا حتى جحد حقى وأنكر ربوبيتي وعده من دوني وزعم أنه لا يعرفني وانى لاقسم بعزتي لولا العذر والحجة التى وضعت بينى وبين خلقي لبطشت به بطشة جبار يغضب لغضبه السموات والارض والجبال والبحار فان أمرت السماء حصبته وان أمرت الارض ابتلعته وان أمرت البحار غرقته وان أمرت الجبال دمرته ولكنه هان على وسقط من عينى وسعه حلمي واستغنيت بما عندي وحق لى أنى انا الغنى لا غنى غيرى فبلغه رسالتي وادعه إلى عبادتي وتوحيدي واخلاص اسمى وذكره بآياتى وحذره نقمتى وباسى واخبره انه لا يقوم شئ لغضبى وقل له فيما بين ذلك قولا لينا لعله يتذكر أو
[ 292 ]
يخشى واخبره انى إلى العفو والمغفرة أسرع منى إلى الغضب والعقوبة ولا يرو عنك ما ألبسته من لباس الدنيا فان ناصيته بيدى ليس بطرف ولا ينطق ولا يتنفس الا باذنى وقل له أجب ربك فانه واسع المغفرة فانه قد أمهلك أربعمائة سنة في كلها أنت مبارزه بالمحاربة تتشبه وتتمثل به وتصد عباده عن سبيله وهو يمطر عليك السماء وينبت لك الارض لم تسقم ولم تهرم ولم تفتقر ولم تغلب ولو شاء أن يجعل لك ذلك أو يسلبكه فعل ولكنه ذو اناة وحلم عظيم وجاهده بنفسك وأخيك وانتما محتسبان بجهاده فانى لو شئت ان آتيه بجنود لا قبل له بها فعلت ولكن ليعلم هذا العبد الضعيف الذى قد أعجبته نفسه وجموعه ان الفئة القليلة ولا قليل منى تغلب الفئة الكثيرة باذنى ولا يعجبنكما زينته ولا ما متع به ولا تمدان إلى ذلك أعينكما فانها زهرة الحياة الدنيا وزينة المترفين وانى لو شئت أن أزينكما من الدنيا بزينة يعلم فرعون حين ينظر إليها ان مقدرته تعجز عن مثل ما أوتيتما فعلت ولكن أرغب بكما عن ذلك وأزويه عنكما وكذلك أفعل باوليائى وقد نما ما حويت لهم من ذلك فانى لاذودهم عن نعيمها ورخائها كما يذود الراعى الشفيق غنمه عن مواقع الهلكة وانى لاجنبهم شكوها وغنمها كما يجنب الراعى الشفيق ابله عن مبارك الغرة وما ذاك لهوانهم على ولكن ليستكملوا نصيبهم من كرامتي سالما موفرا لم تكلمه الدنيا ولم يطغه الهوى واعلم انه لم يتزين إلى العباد بزينة هي أبلغ فيما عندي من الزهد في الدنيا فانه زينة المتقين عليهم منه لباس يعرفون به من السكينة والخشوع سيماهم في وجوههم من أثر السجود أولئك هم أوليائي حقا فإذا لقيتهم فاخفض لهم جناحك وذلل لهم قلبك ولسانك واعلم انه من أهان لى وليا أو أخافه فقد بارزنى بالمحاربة وبادأنى وعرض لى نفسه ودعانى إليها وانا أسرع شئ إلى نصرة أوليائي فيظن الذى يحاربني أو يعاديني أن يعجزنى أو يظن الذى يبارزني أن يسبقنى أو يفوتنى وكيف وأنا الثائر لهم في الدنيا والآخرة لا أكل نصرتهم إلى غيرى قال فاقبل موسى إلى فرعون في مدينة قد جعل حولها الاسد في غيضة قد غرسها والاسد فيها مع ساستها إذا أرسلها على أحد أكلته وللمدينة أربعة أبواب في الغيضة فاقبل موسى من الطريق الاعظم الذى يراه فرعون فلما رأته الاسد صاحت صياح الثعالب فانكر ذلك الساسة وفرقوا من فرعون فاقبل موسى حتى انتهى إلى الباب الذى فيه فرعون فقرعه بعصاه وعليه جبة من صوف وسراويل فلما رآه البواب عجب من جراءته فتركه ولم ياذن له فقال هل تدرى باب من أنت تضرب انما أنت تضرب باب سيدك قال أنت وأنا وفرعون عبيد لربى فانا ناصره فاخبر البواب الذى يليه من البوابين حتى بلغ ذلك أدناهم ودونه سبعون حاجبا كل حاجب منهم تحت يده من الجنود ما شاء الله حتى خلص الخبر إلى فرعون فقال أدخلوه على فادخل فلما أتاه قال له فرعون أعرفك قال نعم قال ألم نربك فينا وليدا قال فرد إليه موسى الذى رد قال فرعون خذوه فبادر موسى فالقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين فحملت على الناس فانهزموا منها فمات منهم خمسة وعشرون ألفا قتل بعضهم بعضا وقام فرعون منهزما حتى دخل البيت فقال لموسى اجعل بيننا وبينك اجلا ننظر فيه قال موسى لم أومر بذلك انما أمرت بمناجزتك وان أنت لم تخرج إلى دخلت عليك فأوحى الله إلى موسى ان اجعل بينك وبينه أجلا وقل له ان يجعله هو قال فرعون اجعله إلى أربعين يوما ففعل قال وكان فرعون لا ياتي الخلاء الا في كل أربعين يوما مرة فاختلف ذلك اليوم أربعين مرة قال وخرج موسى من المدينة فلما مر بالاسد خضعت له باذنابها وسارت مع موسى تشيعه ولا تهيجه ولا أحدا من بنى اسرائيل * قوله تعالى (فاخلع نعليك) الآية * أخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن على رضى الله عنه في قوله فاخلع نعليك قال كانتا من جلد حمار ميت فقيل له اخلعهما * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه قال ما بال خلع النعلين في الصلاة انما أمر موسى بخلع نعليه انهما كانا من جلد حمار ميت * وأخرج عبد بن حميد عن كعب رضى الله عنه قوله فاخلع نعليك قال كان نعلا موسى من جلد حمار ميت فاراد ربك أن بمسه القدس كله * وأخرج ابن أبى حاتم عن الزهري في قوله فاخلع نعليك قال كانتا من جلد حمار أهلى * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال كانت نعلا موسى التى قيل له اخلعهما من جلد خنزير * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله فاخلع نعليك قال كى تمس راحة قدميك الارض الطيبة * وأخرج الطبراني عن علقمة ان ابن مسعود أتى ابا موسى الاشعري في منزله فحضرت الصلاة فقال أبو موسى
[ 293 ]
رضى الله عنه تقدم يا أبا عبد الرحمن فانك أقدم سنا واعلم قال لا بل تقدم أنت فانما أتيناك في منزلك فتقدم أبو موسى رضى الله عنه فخلع نعليه فلما صلى قال له ابن مسعود رضى الله عنه لم خلعت نعليك أبالواد المقدس أنت لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى في الخفين والنعلين * قوله تعالى (انك بالواد المقدس طوى) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله انك بالوادي المقدس قال المبارك طوى قال اسم الوادي * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله بالوادي المقدس قال الطاهر * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله بالوادي المقدس قال واد بفلسطين قدس مرتين * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله بالواد المقدس طوى يعنى الارض المقدسة وذلك انه مر بواديها ليلا فطوى يقال طويت وادى كذا وكذا والطاوى من الليل وارتفع إلى أعلى الوادي وذلك نبى الله موسى عليه السلام * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى لله عنه في قوله انك بالواد المقدس قال المبارك طوى قال اسم الوادي * وأخرج ابن أبى حاتم عن مبشر بن عبيد طوى بغير نون واد بايلة زعم انه طوى بالبركة مرتين * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله طوى قال طا الوادي * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن أبى نجيح رضى الله عنه في قوله طوى قال طا الارض حافيا كما تدخل الكعبة حافيا يقول من بركة الوادي هذا قول سعيد بن جبير قال وكان مجاهد رضى الله عنه يقول طوى اسم الوادي * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في قوله بالواد المقدس طوى قال واد قدس مرتين واسمه طوى * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ طوى برفع الطاء وينون فيها * قوله تعالى (اننى أنا الله لا اله الا أنا فاعبدنى) * أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مكتوب على باب الجنة اننى أنا الله لا اله الا أنا لا اعذب من قالها * وأخرج ابن سعد وأبو يعلى والحاكم والبيهقي في الدلائل عن أنس رضى الله عنه قال خرج عمر متقلدا بالسيف فلقيه رجل من بنى زهرة فقال له أين تغدو يا عمر قال أريد ان أقتل محمدا قال وكيف تأمن بنى هاشم وبنى زهرة فقال له عمر ما أراك الا قد صبوت وتركت دينك قال أفلا ادلك على العجب ان أختك وختنك قد صبوا وتركا دينك فمشى عمر زائرا حتى أتاهما وعندهما خباب فلما سمع خباب بحس عمر توارى في البيت فدخل عليهما فقال ما هذه الهينمة التى سمعتها عندكم وكانوا يقرؤن طه فقالا ما عدا حديثا تحدثنا به قال فلعلكما قد صبوتما فقال له ختنه يا عمر ان كان الحق في غير دينك فوثب عمر على ختنه فوطئه وطا شديدا فجاءت أخته لتدفعه عن زوجها فنفحها نفحه بيده فدمي وجهها فقال عمر أعطوني الكتاب الذى هو عندكم فاقرؤه فقالت أخته انك رجس وانه لا يمسه الا المطهرون فقم فتوضأ فقام فتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأ طه حتى انتهى إلى اننى انا الله لا اله الا أنا فاعبدنى وأقم الصلاة لذكرى فقال عمر دلوني على محمد فلما سمع خباب قول عمر خرج من البيت فقال ابشر يا عمر فانى أرجو ان تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لك ليلة الخميس اللهم أعز الاسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام فخرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام قال قال الله عز وجل انى أنا الله لا اله الا أنا فاعبدنى من جاءني منكم بشهادة أن لا اله الا الله بالاخلاص دخل في حصنى ومن دخل حصنى أمن عذابي * قوله تعالى (وأقم الصلاة) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وأقم الصلاة لذكرى قال إذا صلى عبد ذكر ربه * وأخرج عبد بن حميد عن ابراهيم في قوله أقم الصلاة لذكرى قال حين تذكر * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود وابن مردويه عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا رقد أحدكم عن الصلاة أو غفل عنها فليصلها إذا ذكرها فان الله قال أقم الصلاة لذكرى * وأخرج الترمذي وابن ماجه وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن حبان وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر أسرى ليلة حتى أدركه الكرى أناخ فعرس ثم قال يا بلال اكلانا الليلة قال فصلى بلال ثم تساند إلى راحلته مستقبل الفجر فغلبته عيناه فنام فلم يستيقظ أحد منهم حتى ضربتهم الشمس وكان أولهم استيقاظا النبي صلى الله عليه
[ 294 ]
وسلم فقال أي بلال فقال بلال بابى أنت يا رسول الله أخذ بنفسى الذى أخذ بنفسك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتادوا ثم أناخ فتوضأ وأقام الصلاة ثم صلى مثل صلاته للوقت في تمكث ثم قال من نسى صلاة فليصلها إذا ذكرها فان الله قال أقم الصلاة لذكرى وكان ابن شهاب يقرؤها للذكرى * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن عبادة بن الصامت قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل غفل عن الصلاة حتى طلعت الشمس أو غربت ما كفارتها قال يتقرب إلى الله ويحسن وضوءه ويصلى فيحسن الصلاة ويستغفر الله فلا كفارة لها الا ذلك ان الله يقول أقم الصلاة لذكرى * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن سمرة بن يحيى قال نسيت صلاة العتمة حتى أصبحت فغدوت إلى ابن عباس فاخبرته فقال قم فصلها ثم قرأ أقم الصلاة لذكرى * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضى الله عنهما قال إذا نسيت صلاة فاقضها متى ما ذكرت * وأخرج ابن أبى شيبة عن الشعبى وابراهيم في قوله أقم الصلاة لذكرى قالا صلها إذا ذكرتها وقد نسيتها * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابراهيم قال من نام عن صلاة أو نسيها يصلى متى ما ذكرها عند طلوع الشمس وعند غروبها ثم قرأ أقم الصلاة لذكرى قال إذا ذكرتها فصلها في أي ساعة كنت * وأخرج ابن ابى شيبة عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية فنزلنا دهاسا من الارض والدهاس الرمل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يكلؤنا قال بلال أنا فناموا حتى طلعت عليهم الشمس فقال النبي صلى الله عليه وسلم افعلوا كما كنتم تفغلون كذلك لمن نام أو نسى * وأخرج ابن ابى شيبة عن أبى جحيفة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفره الذى ناموا فيه حتى طلعت الشمس ثم قال انكم كنتم أمواتا فرد الله اليكم أرواحكم فمن نام عن الصلاة أو نسى صلاة فليصلها إذا ذكرها وإذا استيقظ * قوله تعالى (ان الساعة آتية) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ان الساعة آتية أكاد اخغيها يقول لا أظهر عليها أحدا غيرى * وأخرج سعيد ابن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ان الساعة آتية أكاد اخفيها قال اكاد أخفيها من نفسي * وأخرج عبد بن حميد وابن الانباري في المصاحف عن مجاهد رضى الله عنه في قوله أكاد اخفيها قال من نفسي * وأخرج ابن ابى حاتم وابن الانباري عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قرأ أكاد اخفيها من نفسي يقول لانها لا تخفى من نفس الله أبدا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه قال ليس من أهل السموات والارض أحد الا قد أخفى الله عنه علم الساعة وهى في قراءة ابن مسعود أكاد أخفيها من نفسي يقول اكتمها من الخلائق حتى لو استطعت ان أكتمها من نفسي لفعلت * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه قال في بعض القراءة أكاد أخفيها من نفسي قال لعمري لقد أخفاها الله من الملائكة المقربين ومن الانبياء والمرسلين * وأخرج عبد بن حميد عن أبى صالح في قوله أكاد أخفيها قال يخفيها من نفسه * وأخرج ابن أبى حاتم وابن الانباري عن ورقاء أقرأنيها سعيد بن جبير أكاد أخفيها يعنى بنصب الالف وخفض الفاء يقول أظهرها ثم قال أما سمعت قول الشاعر دأت شهرين ثم شهرا دميكا * ما دميكين يخفيان عميرا * وأخرج ابن الانباري عن الفراء قال في قراءة أبى بن كعب رضى الله عنه أكاد اخفيها من نفسي فكيف أطلعكم عليها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله لتجزى كل نفس بما تسعى قال لتعطى ثواب ما تعمل * قوله تعالى (واتبع هواه فتردى وما تلك بيمينك يا موسى) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن الشعبى رضى الله عنه وابن شبرمة قال انما سمى هوى لانه يهوى بصاحبه إلى النار * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس عصا موسى قال أعطاه اياها ملك من الملائكة إذ توجه إلى مدين فكانت تضئ له بالليل ويضرب بها الارض فيخرج له النبات ويهش بها على غنمه ورق الشجر * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله هي عصاي اتوكأ عليها قال إذا مشى مع غنمه * واخرج ابن ابى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله وأهش بها على غنمي قال أضرب بها الشجر فيتساقط منه الورق على غنمي * وأخرج ابن أبى حاتم عن عمرو بن ميمون في قوله وأهش بها على غنمي قال الهش ان يخبط الرجل بعصاه الشجر فيتساقط الورق
[ 295 ]
* وأخرج ابن أبى حاتم عن عمرو بن ميمون قال الهش العصا بين الشعبتين ثم يحركها حتى يسقط الورق والخبط أن يخبط حتى يسقط الورق * وأخرج ابن أبى حاتم عن ملك بن أنس قال الهش ان يضع الرجل المحجن في الغصن ثم يحركه حتى يسقط ورقه وثمره ولا يكسر العود فهذا الهش ولا يخبط * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله وأهش بها على غنمي قال أخبط بها لشجر ولى فيها مآرب أخرى قال حاجات أخرى * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولى فيها مآرب أخرى قال حوائج * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله مآرب أخرى قال حاجات ومنافع * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله مآرب أخرى يقول حوائج أخرى أحمل عليها المزود والسقاء * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ولى فيها مآرب أخرى قال كانت تضئ له بالليل وكانت عصا آدم عليه السلام * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس فالقاها فإذا هي حية تسعى ولم تكن قبل ذلك حية فمرت بشجرة فاكلتها ومرت بصخرة فابتلعتها فجعل موسى يسمع وقع الصخرة في جوفها فولى مدبرا فنودى أن يا موسى خذها فلم ياخذها ثم نودى الثانية ان خذها ولا تخف فقيل له في الثالثة انك من الآمنين فاخذها * واخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما سنعيدها سيرتها الاولى قال حالتها الاولى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله سنعيدها سيرتها الاولى قال هيئتها الاولى واضمم يدك إلى جناحك قال ادخل كفك تحت عضدك تخرج بيضاء من غير سوء قال من غير برص * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله من غير سوء قال من غير برص * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه قال أخرجها كأنها مصباح فعلم موسى انه قد لقى ربه ولهذا قال تعالى لنريك من آياتنا الكبرى * قوله تعالى (قال رب اشرح لى) الآيات * أخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن أسماء بنت عميس قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بازاء ثبير وهو يقول أشرق ثبير أشرق ثبير اللهم انى أسألك بما سألك أخى موسى أن تشرح لى صدري وأن تيسر لى أمرى وان تحل عقدة من لساني يفقهو قولى واجعل لى وزيرا من أهلى هرون أخى اشدد به أزرى وأشركه في أمرى كى نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا انك كنت بنا بصيرا * وأخرج السلفي في الطيوريات بسندواه عن أبى جعفر محمد بن على قال لما نزلت واجعل لى وزيرا من أهلى هرون أخى اشد به أزرى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبل ثم دعا ربه وقال اللهم اشدد أزرى باخى على فاجابه إلى ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد ابن جبير رضى الله عنه في قوله واحلل عقدة من لساني قال عجمة بجمرة نار أدخلها في فيه عن أمر امرأة فرعون تدرأ به عنه عقوبة فرعون حين أخذ موسى بلحيته وهو لا يعقل قال هذا عدو لى فقالت امرأته انه لا يعقل * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله واجعل لى وزيرا من أهلى هرون أخى قال كان أكبر من موسى * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن عطية في قوله اشدد به أزرى قال ظهرى * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله اشدد به أزرى يقول اشدد به أمرى وقونى به فان لى به قوة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وأشركه في أمرى قال نبئ هرون ساعتئذ حين نبئ موسى عليهما السلام * وأخرج ابن أبى حاتم عن عروة أن عائشة سمعت رجلا يقول انى لادرى أي أخ في الدنيا كان أنفع لاخيه موسى حين سأل لاخيه النبوة فقالت صدق والله * وأخرج الحاكم عن وهب قال كان هرون فصيحا بين النطق يتكلم في تؤدة ويقول بعلم وحلم وكان أطول من موسى طولا وأكبرهما في السن وأكثرهما لحما وأبيضهما جسما وأعظمهما الواحا وكان موسى جعدا آدم طوالا كانه من رجال شنوأة ولم يبعث الله نبيا الا وقد كان عليه شامة النبوة في يده اليمنى الا أن يكون نبينا صلى الله عليه وسلم فان شامة النبوة كانت بين كتفيه * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن أبى النجود أنه قرأ كى نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا انك كنت بنا بصيرا بنصب الكاف الاولى في كلهن * وأخرج عبد بن حميد عن الاعمش انه كان يجزم هذه الكافات كلها * قوله تعالى (فاقذفيه في اليم) * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله فاقذفيه في اليم قال هو النيل * قوله تعالى (وألقيت عليك محبة منى) * أخرج
[ 296 ]
عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وألقيت عليك محبة منى قال كان كل من رآه ألقيت عليه منه محبة * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن سلمة بن كهيل رضى الله عنه في قوله وألقيت عليك محبة منى قال حببتك إلى عبادي * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله وألقيت عليك محبة منى قال حيث نظرت آسية وجه موسى فرأت حسنا وملاحة فعندها قالت لفرعون قرة عين لى ولك لا تقتلوه * وأخرج الحكيم الترمذي عن أبى رجاء في قوله وألقيت عليك محبة منى قال الملاحة والحلاوة * وأخرج ابن عساكر عن قتادة في قوله وألقيت عليك محبة منى قال حلاوة في عينى موسى لم ينظر إليه خلق الا أحبه * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه قال كنت مع عبد الله بن عمر رضى الله عنه فتلقاه الناس يسلمون عليه ويحيونه ويثنون عليه ويدعون له فيضحك ابن عمر فإذا انصرفوا عنه أقبل على فقال ان الناس ليجيئون حتى لو كنت أعطيهم الذهب والفضة ما زادوا عليه ثم تلا هذه الآية وألقيت عليك محبة منى * قوله تعالى (ولتصنع على عينى) * أخرج ابن أبى حاتم عن ابى نهيك رضى الله عنه في قوله ولتصنع على عينى قال ولتعمل على عينى * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابى عمران الجونى رضى الله عنه في قوله ولتصنع على عين قال تربى بعين الله * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ولتصنع على عينى يقول ولتغذى على عينى * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية يقول أنت بعينى إذ جعلتك أمك في التابوت ثم في البحر واذ تمشى أختك * قوله تعالى (وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا) * أخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه والخطيب عن ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما قتل موسى الذى قتل من آل فرعون خطأ يقول الله وقتلت نفسا فنجيناك من الغم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فنجيناك من الغم قال من قتل النفس وفتناك فتونا قال أخلصناك اخلاصا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وفتناك فتونا قال ابتليناك ابتلاء * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وفتناك فتونا قال ابتليناك ببلاء نعمة * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وفتناك فتونا قال اختبرناك اختبارا * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله وفتناك فتونا قال بلاء القاؤه في التابوت ثم في اليم ثم التقاط آل فرعون اياه ثم خروجه خائفا يترقب * وأخرج ابن أبى عمر العدنى في مسنده وعبد ابن حميد والنسائي وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال سألت ابن عباس عن قول الله تعالى لموسى عليه السلام وفتناك فتونا فسألت عن الفتون ما هو فقال استأنف النهار يا ابن جبير فان لها حديثا طويلا فلما أصبحت غدوت على ابن عباس لا تنجز ما وعدني من حديث الفتون فقال تذاكر فرعون وجلساؤه ما كان الله عزوجل وعد ابراهيم عليه السلام من ان يجعل في ذريته أنبياء وملوكا فقال بعضهم ان بنى اسرائيل ينتظرون ذلك ما يشكون فيه ولقد كانوا يظنون انه يوسف ابن يعقوب فلما هلك قالوا ليس هذا كان وعد الله ابراهيم قال فرعون فكيف ترون فائتمروا واجمعوا أمرهم على ان يبعث رجالا معهم الشفار يطوفون في بنى اسرائيل فلا يجدون مولودا الا ذبحوه ففعلوا فلما رأوا ان الكبار يموتون بآجالهم وان الصغار يذبحون قالوا يوشك ان يفنى بنو اسرائيل فتصيروا تباشروا الاعمال والخدمة التى كانوا يكفونكم فاقتلوا عاما كل مولود ذكر فتقل أبناؤهم ودعوا عاما لا تقتلوا منهم أحدا فيشب الصغار مكان من يموت من الكبار فانهم لن يكثروا فتخافون مكاثرتهم اياكم ولن يفنوا بمن تقتلون فتحتاجون إليهم فاجمعوا أمرهم على ذلك فحملت أم موسى بهرون في العام الذى لا يذبح فيه الغلمان فولدت علانية آمنة حتى إذا كان في قابل حملت بموسى فوقع في قلبها الهم والحزن فذلك من الفتون يا ابن جبير لما دخل عليه في بطن أمه ما يراد به فأوحى الله إليها ان لا تخافى ولا تحزني انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين وأمرها إذا ولدته ان تجعله في تابوت ثم تلقيه في اليم فلما ولدت فعلت ما أمرت به حتى إذا توارى عنها ابنها أتاها الشيطان وقالت في نفسها ما فعلت بابنى لو ذبح عندي فواريته وكفنته كان أحب إلى من ان ألقيه إلى دواب البحر وحيتانه فانطلق به الماء حتى أوفى به عند مستقى جواري امرأة فرعون فرأينه فاخذنه فهممن ان يفتحن الباب فقال بعضهن لبعض
[ 297 ]
ان في هذا لمالا وانا ان فتحناه لم تصدقنا امرأة الملك بما وجدنا فيه فحملنه بهيئته لم يحركن منه شيأ حتى دفعنه إليها فلما فتحته رأت فيه الغلام فالقى عليها محبة لم تلو منها على أحد من البشر قط وأصبح فؤاد أم موسى فارغا من ذكر كل شئ الا من ذكر موسى فلما سمع الذباحون بامره أقبلوا إلى امرأة فرعون بشفارهم يريدون ان يذبحوه وذلك من الفتون يا ابن جبير فقالت للذباحين ان هذا الواحد لا يزيد في بنى اسرائيل وانى آتى فرعون فاستوهبه منه فان وهبه لى فقد أحسنتم وأجملتم وان أمر بذبحه لم ألمكم فلما أتت به فرعون قالت قرة عين لى ولك لا تقتلوه قال فرعون يكون لك واما لى فلا حاجة لى فيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى يحلف به لو أقر فرعون بان يكون قرة عين له كما قالت امرأته لهداه الله به كما هدى به امرأته ولكن الله عزوجل حرمه ذلك فارسلت إلى من حولها من كل امرأة لها لبن لتختار له ظئرا فكلما أخذته امرأة منهن لترضعه لم يقبل ثديها حتى أشفقت امرأة فرعون ان يمتنع من اللبن فيموت فاحزنها ذلك فأمرت به فاخرج إلى السوق ومحمع الناس ترجو ان تجد له ظئرا ياخذ منها فلم يفعل وأصبحت أم موسى والها فقالت لاخته قصى أثره واطلبيه هل تسمعين له ذكرا أحى أم قد أكلته الدواب ونسيت الذى كان وعد الله فبصرت به أخته عن جنب وهم لا يشعرون والجنب ان يسمو بصر الانسان إلى شئ بعيد وهو إلى جنبه وهو لا يشعر به فقالت من الفرح حين أعياهم الظوائر أنا أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون فاخذوها فقالوا وما يدريك ما نصحهم له هل يعرفونه حتى شكوا في ذلك وذلك من الفتون يا ابن جبير فقالت نصحهم له وشفقتهم عليه رغبتهم في جانب الملك رجاء شفقته فتركوها فانطلقت إلى أمه فاخبرتها الخبر فجاءت فلما وضعته في حجرها نز إلى ثديها فمصه حتى امتلا جنباه ريا وانطلق البشرى إلى امرأة فرعون يبشرونها انا قد وجدنا لابنك ظئرا فارسلت إليها فاتيت بها وبه فلما رأيت ما يصنع قالت لها امكثى عندي ارضعي ابني هذا فانى لم أحب حبه شيأ قط قالت لا أستطيع ان أدع بيتى وولدى فيضيع فان طابت نفسك ان تعطينيه فاذهب به إلى بيتى فيكون معى لا آلوه خيرا فعلت والا فانى غير تاركة بيتى وولدى فذكر أم موسى ما كان الله عزوجل وعدها فتعاسرت على امرأه فرعون لذلك وأيقنت ان الله عزوجل منجز وعده فرجعت بابنها من يومها فانبته الله نباتا حسنا وحفظه لما قد قضى فيه فلم يزل بنو اسرائيل وهم يجتمعون في ناحية القربة يمتنعون به من الظلم والسخرة منذ كان فيهم فلما ترعرع قالت امرأة فرعون لام موسى أريد ان ترينى ابني فوعدتها يوما تزورها فيه به فقالت لخزانها وجواريها وقهارمتها لا يبقى منكم اليوم واحد الا استقبل ابني بهدية وكرامة أرى ذلك فيه وأنا باعثة أمينا يحضر ما صنع كل انسان منكم فلم تزل الهدايا والنحل والكرامة تستقبله من حين خرج من بيت أمه إلى ان دخل عليها فلما دخل عليها أكرمته ونحلته وفرحت به وأعجبها ونحلت أمه لحسن أثرها عليه ثم قالت لانطلقن به إلى فرعون فلينحلنه وليكرمنه فلما دخلت به عليه وجعلته في حجره فتناول موسى لحية فرعون فمدها إلى الارض فقالت له الغواة من أعداء الله الا ترى إلى ما وعد الله ابراهيم انه يرثك ويصرعك ويعلوك فارسل إلى الذباحين ليذبحوه وذلك من الفتون يا ابن جبير بعد كل بلاء ابتلى به وأربد به فتونا فجاءت امرأة فرعون تسعى إلى فرعون فقالت ما بدالك في هذا الصبى الذى وهبته لى قال الا ترينه يزعم انه سيصرعني ويعلوني قالت له اجعل بينى وبينك أمرا تعرف فيه الحق ائت بجمرتين ولؤلؤتين فقربهن إليه فان بطش باللؤلؤتين واجتنب الجمرتين علمت انه يعقل وان هو تناول الجمرتين ولم يرد اللؤلؤتين فاعلم ان أحدا لا يؤثر الجمرتين على اللؤلؤتين وهو يعقل فلما قرب إليه الجمرتين واللؤلؤتين ترك اللؤلؤتين وأخذ الجمرتين فانتزعهما منه مخافة ان يحرقا بدنه فقال للمرأة لا يذبح وصرفه الله عنه بعد ان كان هم به وكان الله بالغ أمره فيه فلما بلغ أشده وكان من الرجال لم يكن أحد من آل فرعون يخلص إلى أحد من بنى اسرائيل معه بظلم ولا بسخرة حتى امتنعوا كل الامتناع فبينما هو يمشى في ناحية المدينة إذا هو برجلين يقتتلان أحدهما من بنى اسرائيل والآخر من آل فرعون فاستغاثه الاسرائيلي على الفرعوني فغضب موسى واشتد غضبه لانه تناوله وهو يعلم منزلة موسى من بنى اسرائيل وحفظه لهم لا يعلم الا ان ذلك من الرضاع من أم موسى الا ان يكون الله تعالى اطلع موسى من ذلك على ما لم يطلع غيره عليه فوكز موسى الفرعوني فقتله وليس يراهما أحد الا الله وموسى
[ 298 ]
والاسرائيلي فقال موسى حين قتل الرجل هذا من عمل الشيطان انه عدو مضل مبين ثم قال ربى انى ظلمت نفسي فاغفر لى فغفر له وأصبح في المدينة خائفا يترقب الاخبار فاتى فرعون فقيل له ان بنى اسرائيل قتلوا رجلا من آل فرعون فخدلنا بحقنا ولا ترخص لهم فقال ائتونى به ومن شهد عليه فان الملك وان كان صفوه مع قومه لا يستقيم له ان يقيد بغير بينة ولا ثبت فاطلبوا علم ذلك آخذ لكم بحقكم فبينما هم يطوفون فلا يجدون بينه ولا ثبتا إذا موسى من الغد قد رأى ذلك الاسرائيلي يقاتل فرعونيا آخر فاستغاثه الاسرائيلي على الفرعوني فصادف موسى قد ندم على ما كان من وكزه الذى رأى فغضب من الاسرائيلي لما فعل بالامس واليوم وقال انك لغوى مبين فنظر الاسرائيلي إلى موسى حين قال له ما قال فإذا هو غضبان كغضبه بالامس فخاف بعد ما قال له انك لغوى مبين ان يكون اياه أراد وانما أراد الفرعوني فقال يا موسى أتريد ان تقتلني كما قتلت نفسا بالامس وانما قال ذلك مخافة ان يكون اياه أراد موسى ليقتله فيتداركا فانطلق الفرعوني إلى قومه فاخبرهم بما سمع من الاسرائيلي حين يقول أتريد ان تقتلني كما قتلت نفسا بالامس فارسل فرعون الذباحين ليقتلوا موسى فاخذ رسل فرعون في الطريق الاعظم يمشون على هينتهم يطلبون موسى وهم لا يخافون أن يفوتهم وجاء رجل من شيعة موسى من أقصى المدينة فاختصر طريقا قريبا حتى سبقهم إلى موسى فاخبره الخبر وذلك من الفتون يا ابن جبير فخرج موسى متوجها نحو مدين لم يلق بلاء مثل ذلك وليس له بالطريق علم الا حسن ظنه بربه فانه قال عسى ربى ان يهدينى سواء السبيل ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان يعنى فلم تسقيا غنمهما قال ما خطبكما معتزلتين لا تسقيان مع الناس قالتا ليست لنا قوة نزاحم القوم وانما ننتظر فضول حياضهم فسقى لهما فجعل يغرف في الدلو ماء كثيرا حتى كانتا أول الرعاة فراغا فائصرفتا إلى أبيهما بغنمهما وانصرف موسى إلى شجرة فاستظل بها وقال رب انى لما أنزلت إلى من خير فقير فاستنكر أبو الجاريتين سرعة صدورهما بغنمهما حفلا بطانا وقال ان لكما اليوم لشانا فحدثناه بما صنع موسى فامر احداهما ان تدعوه له فاتته فدعته فلما كلمه قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين ليس لفرعون ولا لقومه علينا سلطان ولسنا في مملكته قالت ابنته يا أبت استأجره ان خير من استاجرت القوى الامين فحملته الغيرة ان قال وما يدريك ما قوته وما امانته قالت أما قوته فما رأيت منه حين سقى لنا لم أر رجلا قط أقوى في ذلك السقى منه حين سقى لنا وامانته فانه نظر حين أقبلت إليه وشخصت له فلما علم انى امرأة صوب رأسه ولم يرفعه ولم ينظر إلى حين أقبلت إليه حتى بلغته رسالتك فقال لى امش خلفي وانعتى لى الطريق فلم يقل هذا الا وهو أمين فسرى عن أبيها وصدقها وظن به الذى قالت فقال هل لك ان أنكحك احدى ابنتى هاتين على ان تاجرنى ثمانى حجج فان أتممت عشرا فمن عندك وما أريد ان أشق عليك ففعل وكانت على موسى ثمانى حجج واجبة وكانت سنتان عدة منه فقضى الله عدته فاتمها عشرا قال سعيد فسألني رجل من أهل النصرانية من علمائهم هل تدرى أي الاجلين قضى موسى قلت لا وانا يومئذ لا أعلم فلقيت ابن عباس فذكرت له الذى قال النصراني فقال أما كنت تعلم ان ثمانيا واجبة لم يكن موسى لينتقص منها وتعلم ان الله تعالى كان قاضيا عن موسى عدته التى وعد فانه قضى عشرا فاخبرت النصراني فقال الذى أخبرك بهذا هو أعلم منك قلت أجل وأولى فلما سار موسى باهله ورأى من أمر النار ما قص الله عليك في القرآن وأمر العصا ويده فشكا لى ربه ما يتخوف من آل فرعون في القتيل وعقدة لسانه فانه كان في لسانه عقدة تمنعه من كثير من الكلام فسأل ربه ان يعينه باخيه هارون ليكون له ردأ ويتكلم عنه بكثير مما لا يفصح به فاتاه الله سؤله فحل عقدة من لسانه وأوحى إلى هارون وأمره ان يلقى موسى فاندفع موسى بالعصا ولقى هارون فانطلقا جميعا إلى فرعون فاقاما ببابه حينا لا يؤذن لهما ثم أذن لهما بعد حجاب شديد فقالا انا رسولا ربك فقال ومن ربكما يا موسى فاخبراه بالذى قص الله في القرآن قال فما تريدان وذكره القتيل فاعتذر بما قد سمعت قال أريد ان تؤمن بالله وترسل معى بنى اسرائيل فابى عليه ذلك وقال ائت بآية ان كنت من الصادقين فالقى عصاه فتحولت حية عظيمة فاغرة فاها مسرعة إلى فرعون فلما رأى فرعون انها قاصدة إليه خافها فاقتحم عن سريره واستغاث بموسى أن يكفها عنه ففعل وأخرج يده من جيبه بيضاء من غير سوء يعنى برص أعادها إلى كمه فصارت إلى لونها الاول فاستشار الملا فيما رأى فقالوا له هذان
[ 299 ]
ساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى يعنون ملكهم الذى هم فيه والعيش فابوا على موسى ان يعطوه شيأ مما طلب وقالوا له اجمع لهم السحرة فانهم بارضنا كثير حتى تغلب بسحرهم سحرهما فارسل فرعون في المدائن حاشرين فحشر له كل ساحر متعالم فلما أتوا فرعون قالوا بم يعمل هذا الساحر قالوا يعمل بالحيات والحبال قالوا فلا والله ما في الارض قوم يعملون بالحيات والحبال والعصى بالسحر ما نعمل به فما أجرنا ان غلبناه قال لهم أنتم أقاربي وخاصتي وانا صانع بكم كل شئ أحببتهم فتواعدوا ليوم الزينة وان يحشر الناس ضحى قال سعيد فحدثني ابن عباس ان يوم الزينة اليوم الذى أظهر الله فيه موسى على فرعون والسحرة وهو يوم عاشوراء فلما اجتمعوا في صعيد واحد قال الناس بعضهم لبعض اذهبوا بنا فلنحضر هذا الامر ونتبع السحرة ان كانوا هم الغالبين يعنون بذلك موسى وهارون استهزاء بهما فقالوا يا موسى لقدرتهم بسحرهم اما ان تلقى واما ان نكون نحن الملقين قال القوا فالقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون انا لنحن الغالبون فرأى موسى من سحرهم ما أوجس منه خيفة فأوحى الله إليه ان ألقى عصاك فلما ألقاها صارت ثعبانا عظيما فاغرة فاها فجعل العصى بدعوة موسى تلتبس بالحبال حتى صارت جردا إلى الثعبان حتى تدخل فيه حتى ما أبقت عصا ولا حبلا الا بتلعته فلما عاين السحرة ذلك قالوا لو كان هذا سحرا لم تبتلع من سحرنا كل هذا ولكن هذا أمر من الله عزوجل فآمنا بالله وبما جاء به موسى ونتوب إلى الله عزوجل مما كنا فيه فكسر الله ظهر فرعون في ذلك الموطن واشياعه فظهر الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين وامرأة فرعون بارزة متبذلة تدعو الله بالنصر لموسى على فرعون فمن رآها من آل فرعون ظن انها تبذلت شفقة على فرعون واشياعه وانما كان حزنها وهمها لموسى فلما طال مكث موسى لمواعد فرعون الكاذبة كلما جاء بآية وعد عندها أن يرسل معه بنى اسرائيل فإذا كشف ذلك عنه نكث عهده واختلف وعده حتى أمر موسى بقومه فخرج بهم ليلا فلما أصبح فرعون ورأى انهم قد مضوا بعث في المدينة وحولها حاشرين فتبعهم جنود عظيمة كثيرة وأوحى الله إلى البحر إذا ضربك عبدى موسى فانفرق له اثنى عشر فرقا حتى يجوز موسى ومن معه ثم التق بعد على من بقى من قوم فرعون وأشياعه فنسى موسى ان يضرب بعصاه فدفع إلى البحر وله قصيف مخافة ان يضربه موسى بعصاه وهو غافل فيصير عاصيا فلما تراءى الجمعان وتقاربا قال أصحاب موسى انا لمدركون فافعل ما أمرك ربه ربك فانك لم تكذب ولم تكذب قال وعدني ربى إذا انتهيت إلى البحر ان ينفرق لى حتى أجوز ثم ذكر بعد ذلك العصا فضرب البحر حين دنا أوائل جند فرعون من أواخر جند موسى فانفرق البحر كما أمره الله وكما وعد موسى فلما جاز أصحاب موسى كلهم ودخل أصحاب فرعون كلهم التقى البحر عليهم كما أمره الله عزوجل فلما ان جاوز البحر قال أصحاب موسى انا لمدركون انا نخاف أن لا يكون فرعون غرق ولا نامن هلاكه فدعا ربه فاخرجه له ببدنه من البحر حتى استيقنوا ثم مروا بعد ذلك على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا الها كما لهم آلهة قال انكم قوم تجهلون ان هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون قد رأيتم من العبر ما يكفيكم وسمعتم به فمضى حتى أنزلهم منزلا ثم قال لهم أطيعوا هارون فانى قد استخلفته عليكم وانى ذاهب إلى ربى وأجلهم ثلاثين يوما ان يرجع إليهم فيها فلما أتى ربه واراد ان يكلمه في ثلاثين يوما فصامهن ليلهن ونهارهن كره ان يكلم ربه وريح فمه ريح فم الصائم فتناول موسى من نبات الارض شيأ فمضغه فقال له ربه حين أتاه لم افطرت وهو أعلم بالذى كان قال يا رب انى كرهت ان أكلمك الا وفمى طيب الريح قال اوما علمت يا موسى ان ريح فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك ارجع حتى تصوم عشرة أيام ثم ائتنى ففعل موسى الذى أمره الله به فلما رأى قوم موسى انه لم ياتهم للاجل ساءهم ذلك وقد كان هارون خطيهم وقال لهم انكم خرجتم من مصر وعندكم ودائع لقوم فرعون وعوار ولكم فيهم مثل ذلك وانا أرى ان تحتسبوا ما كان لكم عندهم ولا أحل لكم وديعة استودعتموها أو عارية ولسنا نرى أداء شئ من ذلك إليهم ولار ممسكيه فحفر حفرة وأمر كل قوم عندهم شئ من ذلك من متاع أو حلية بان يدفنوه في الحفرة ثم أوقد عليه النار فاحرقه وقال لا يكون لنا ولا لهم وكان السامري رجلا من قوم يعبدون البقر ليس من بنى اسرائيل جار لهم فاحتمل مع بنى اسرائيل حين احتملوا فقضى له ان رأى أثر الفرس فقبض منه قبضة فمر بهارون فقال له هارون
[ 300 ]
يا سامرى الا تلقى ما في يديك وهو قابض عليه لا يره أحد 7 طوال ذلك فقال هذه قبضة من أثر الرسول الذى جاوز بكم البحر فلا ألقيها الشئ الا ان تدعو الله إذا ألقيتها ان يكون ما أريد قال فالقاها ودعا له هارون فقال أريد ان يكون عجلا فاجتمع ما كان في الحفرة من متاع نحاس أو حديد أو حلى فصار عجلا جوف ليس فيه روح له خوار فقال ابن عباس والله كان له ما صوت ولكن الريح كانت تدخل في دبره وتخرج من فيه فكان ذلك الصوت من ذلك فتفرق بنو اسرائيل فرقا فقالت فرقة يا سامرى ما هذا فانك أنت أعلم به فقال هذا ربكم ولكن موسى أخطا الطريق فقالوا لا نكذب بهذا حتى يرجع الينا موسى فان يك ربنا لم يكن ضيعنا وعجزنا حين رأيناه وان لم يكن ربنا فاننا نتبع قول موسى وقال فرقة هذا من عمل الشيطان وليس ربنا ولا نصدق به ولا نؤمن به وأشرب فرقة في قلوبهم التصديق بما قال السامري في العجل واعلنوا التكذيب وقال لهم هارون يا قوم انما فتنتم به وان ربكم الرحمن وليس هكذا قالوا فما بال موسى وعدنا ثلاثين ليلة ثم أخلفنا فهذه أربعون ليلة فقال سفهاؤهم أخطأ ربه فهو يطلبه ويتبعه فلما كلم الله موسى وقال ما قال له وأخبره بما لقى قومه من بعده فرجع إلى قومه غضبان أسفا فقال لهم ما سمعتم في القرآن وألقى الالواح وأخذ برأس أخيه يجره الية من الغضب غير انه عذر أخاه واستغفر ربه ثم انصرف إلى السامري فقال له ما حملك على ما صنعت فقال قبضت قبضة من أثر الرسول وفطنت وعميت عليكم فقذفتها وكذلك سولت لى نفسي قال اذهب فان لك في الحياة ان تقول لا مساس إلى قوله في اليم نسفا ولو كان الها لم يخلص إلى ذلك فاستيقن بنو اسرائيل بالفتنة واغتبط الذين كان رأيهم رأى هارون فقالوا يا موسى سل ربك ان يفتح لنا باب توبة نعملها ونكفر عنا ما عملنا فاختار موسى من قومه سبعين رجلا لذلك لا يالو الخير خيار بنى اسرائيل ومن لم يشرك في العجل فانطلق بهم ليسأل ربهم التوبة فرجفت الارض بهم فاستحيا موسى عليه السلام من قومه ووفده حين فعل بهم ذلك فقال رب لو شئت أهلكتهم من قبل واياى أتهلكنا بما فعل السفهاء الآية ومنهم من قد اطلع الله منه على ما أشرب قلبه العجل والايمان به فلذلك رجفت بهم الارض فقال رحمتى وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون إلى قوله والانجيل فقال رب سألتك التوبة لقومي فقلت ان رحمتك كتبتها لقوم غير قومي فليتك أخرتني حتى أخرج في أمة ذلك الرجل المرحومة قال الله عز وجل فان توبتهم ان يقتل كل رجل منهم كل من لقى من والد أو ولد فيقتله بالسيف ولا يبالى من قبل ذلك الموطن فتاب أولئك الذين كان حفى على موسى وهارون وما اطلع الله عليهم من ذنوبهم فاعترفوا بها وفعلوا ما أمروا به فغفر الله للقاتل والمقتول ثم سار بهم موسى متوجها نحو الارض المقدسة فاخذ الالواح بعد ما سكت عنه الغضب وأمرهم بالذى أمره الله ان يبلغهم من الوظائف فثقلت عليهم وأبوا ان يقروا بها حتى نتق الله عليهم الجبل كانه ظلة ودنا منهم حتى خافوا ان يقع عليهم فاخذوا الكتاب بايمانهم وهم مصغون ينظرون إلى الارض والكتاب الذى أخذوه بايديهم وهم ينظرون إلى الجبل مخافة ان يقع عليهم ثم مضوا حتى أتو الارض المقدسة فوجدوا فيها مدينة جبارين خلقهم خلق منكر وذكروا من ثمارهم أمرا عجيبا من عظمها فقالوا يا موسى ان فيها قوما جبارين لا طاقة لنا اليوم بهم ولا ندخلها ما داموا فيها فان يخرجوا منها فانا داخلون قال رجلان من الجبارين آمنا بموسى فخرجا إليه فقالا نحن أعلم بقومنا ان كنتم تخافون ما رأيتم من أجسامهم وعددهم فانهم ليس لهم قلوب ولا منعة عندهم فادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فانكم غالبون ويقول أناس انهما من قوم موسى وزعم سعيد انهما من الجبارين آمنا بموسى يقول من الذين يخافون أنعم الله عليهما وانما يعنى بذلك الذين يخافهم بنو اسرائيل فقالوا يا موسى انا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون فاغضبوا موسى فدعا عليهم فسماهم فاسقين ولم يدع عليهم قبل ذلك لما رأى فيهم من المعصية واساءتهم حتى كان يومئذ فدعا عليهم فاستجاب الله له وسماهم كما سماهم موسى فاسقين فحرمها عليهم أربعين سنة يتيهون في الارض يصبحون كل يوم فيسيرون ليس لهم قرار ثم ظلل عليهم في التيه بالغمام وأنزل عليهم المن والسلوى وجعل لهم ثيابا لا تبلى ولا تتسخ وجعل بين ظهرانيهم حجرا مربعا وأمر موسى فضربه بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا في كل ناحية ثلاث عيون واعلم كل سبط عينهم التى يشربون منها لا يرتحلون بها من مرحلة الا وجدوا ذلك الحجر منهم بالمكان الذى كان
[ 301 ]
منهم بالمنزل الاول رفع الحديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم وصدق ذلك عندي ان معاوية بن أبى سفيان سمع من ابن عباس هذا الحديث فانكر عليه ان يكون الفرعوني هو الذى أفشى على موسى أمر القتيل وقال انما أفشى عليه الاسرائيلي فاخذ ابن عباس بيده فانطلق به إلى سعد بن ملك الزهري فقال أرأيت يوم حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم عن قتيل موسى من آل فرعون من أفشى عليه الاسرائيلي أو الفرعوني قال أفشى عليه الفرعوني بما سمع من الاسرائيلي الذى شهد ذلك وحضره * قوله تعالى (فلبثت سنين) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله فلبثت سنين في أهل مدين قال عشر سنين ثم جئت على قدر يا موسى قال على موعد * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ثم جئت على قدر قال الميقات * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ثم جئت على قدر قال على موعد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنه في قوله ولا تنيا في ذكرى قال لا تضعفا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه مثله * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه مثله * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله عزوجل ولا تنيا في ذكرى قال ولا تضعفا عن امرى قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول انى وجدك ما ونيت واننى * أبغى الفكاك له بكل سبيل * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنه في قوله ولا تنيا قال لا تبطآ * وأخرج ابن أبى حاتم عن على رضى الله عنه في قوله فقولا له قولا لينا قال كنه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله فقولا له قولا لينا قال كنياه * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن ابى حاتم عن سفيان الثوري فقولا له قولا لينا قال كنياه يا أبا مرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن فقولا له قولا لينا قال اعذرا إليه وقولا له ان لك ربا ولك معاد وان بين يديك جنة ونارا * وأخرج ابن أبى حاتم عن الفضل بن عيسى الرقاشى انه تلا هذه الآية فقولا له قولا لينا فقال يا من يتحبب إلى من يعاديه فكيف بمن يتولى ويناديه * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لعله يتذكر قال هل يتذكر * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس في قوله انا نخاف ان يفرط علينا قال يعجل أو ان يطغى قال يعتدى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله انا نخاف ان يفرط علينا أو ان يطغى قال عقوبة منه * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله قال لا تخافا اننى معكما اسمع وأرى قال أسمع ما يقول وأرى ما يجاوبكما به فأوحى إلى اليكما فتجاوباه * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أب حاتم بسند جيد عن ابن مسعود قال لما بعث الله موسى إلى فرعون قال رب أي شئ أقول قال قل أهيا شراهيا قال الاعمش تفسير ذلك الحى قبل كل شئ والحى بعد كل شئ * وأخرج أحمد في الزهد عن ابن عباس قال لما بعث الله موسى إلى فرعون قال لا يغرنكما لباسه الذى ألبسته فان ناصيته بيدى فلا ينطق ولا يطرف الا باذنى ولا يغرنكما ما متع به من زهرة الدنيا وزينة المترفين فلو شئت ان أزينكما من زينة الدنيا بشئ يعرف فرعون ان قدرته تعجز عن ذلك لفعلت وليس ذلك لهوانكما على ولكني ألبستكما نصيبكما من الكرامة على ان لا تنقصكما الدنيا شيأ وانى لاذود أوليائي عن الدنيا كما يذود الراعى ابله عن مبارك 7 الغيرة وانى لاجنبهم كما يجنب الراعى ابله عن مراتع الهلكة أريد ان أنور بذلك صدورهم وأطهر بذلك قلوبهم في سيماهم الذين يعرفون به وأمرهم الذى يفتخرون به واعلم انه من أخاف لى وليا فقد بارزنى وأنا الثائر لاوليائي يوم القيامة * قوله تعالى (والسلام على من اتبع الهدى) * اخرج عبد الرزاق في المصنف والبخاري ومسلم وابن مردويه من طريق ابن عباس عن أبى سفيان بن حرب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى هرقل من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي في الشعب عن قتادة قال التسليم على أهل الكتاب إذا دخلت عليهم بيوتهم ان تقول السلام على من اتبع الهدى * قوله تعالى (انا قد أوحى الينا) الآية * أخرج ابن ابى حاتم عن قتادة في قوله انا قد أوحى الينا ان العذاب
[ 302 ]
على من كذب وتولى قال من كذب بكتاب الله وتولى عن طاعة الله * قوله تعالى (قال ربنا الذى أعطى كل شئ خلقه ثم هدى) * أخرج ابن المنذر وابن ابى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس في قوله الذى أعطى كل شئ خلقه قال خلق كل شئ روحه ثم هدى قال هداه لمنكحه ومطعمه ومشربه ومسكنه * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله أعطى كل شئ خلقه يقول مثله أعطى الانسان انسانة والحمار حمارة والشاة شاته ثم هدى إلى الجماع * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في قوله اعطى كل شئ خلقه ثم هدى قال اعطى كل شئ ما يصلحه ثم هد به له * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله أعطى كل شئ خلقه ثم هدى قال سوى خلق كل دابة ثم هداها لما يصلحها وعملها اياه لم يجعل خلق الناس كخلق البهائم ولا خلق البهائم كخلق الناس ولكن خلق كل شئ فقدره تقديرا * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله أعطى كل شئ خلقه قال أعطى كل ذى خلق ما يصلحه من خلقه ولم يجعل الانسان في خلق الدابة ولا الدابة في خلق الكلب ولا الكلب في خلق الشاة واعطى كل شئ ما ينبغى له من النكاح وهيا كل شئ على ذلك ليس منها شئ يملك شيأ في فعاله في الخلق والرزق والنكاح ثم هدى قال هدى كل شئ إلى رزقه والى زوجته * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله اعطى كل شئ خلقه قال اعطى كل شئ صورته ثم هدى قال لمعيشته * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله أعطى كل شئ خلقه ثم هدى قال ألم تر إلى البعير كيف يقوم لصاحبه ينتظره حتى يجئ هذا منه * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله ثم هدى قال كيف ياتي الذكر الانثى * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن سابط قال ما ابهمت عليه البهائم فلم تبهم عن أربع تعلم ان الله ربها وياتى الذكر الانثى وتهتدى لمعايشها وتخاف الموت * قوله تعالى (قال فما بال القرون الاولى) * أخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله قال فما بال القرون الاولى يقول فما حال القرون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لا يضل ربى قال لا يخطئ * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله لا يضل ربى ولا ينسى قال هما شئ واحد * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله لا يضل ربى ولا ينسى قال لا يضل ربى الكتاب ولا ينسى ما فيه * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى المليح قال الناس يعيبون علينا الكتاب وقال الله تعالى علمها عند ربى في كتاب * وأخرج ابن سعد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى هلال قال كنا عند قتادة فذكر والكتاب وسألوه عن ذلك فقال وما باس بذلك أليس الله الخبير يخبر قال فما بال القرون الاولى قال عملها عند ربى في كتاب * قوله تعالى (الذى جعل لكم الارض) الآيتين * أخرج ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فاخرجنا به أزواجا يقول أصنافا فكل صنف من نبات الارض أزواج النخل زوج صنف والاعناب زوج صنف وكل شئ تنبته الارض أزواج * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله من نبات شتى قال مختلف وفى قوله لاولى النهى قال لاولى التقى * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لاولى النهى قال لذوى الحجا والعقل * وأخرج ابن ابى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله لاولى النهى قال لاولى الورع * وأخرج ابن المنذر عن سفيان رضى الله عنه في قوله لاولى النهى قال الذين ينتهون عما نهوا عنه * قوله تعالى (منها خلقناكم) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عطاء الخراساني قال ان الملك ينطلق فيأخذ من تراب المكان الذى يدفن فيه فيذره على النطقة فيخلق من التراب ومن النطفة وذلك قوله منها خلقناكم وفيها نعيدكم * وأخرج أحمد والحاكم عن أبى امامة قال لما وضعت أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى بسم الله وفى سبيل الله وعلى ملة رسول الله * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله تارة أخرى قال مرة أخرى * قوله تعالى (مكانا سوى) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله مكانا سوى قال منصفا بينهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في
[ 303 ]
قوله مكانا سوى قال نصفا بينى وبينك * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله مكانا سوى قال عدلا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله مكانا سوى قال مكانا مستويا يتبين الناس سواء فيه لا يكون صوت ولا شئ يتغيب بعض ذلك عن بعض مستوحين يرى * قوله تعالى (قال موعدكم يوم الزينة) الآية * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله موعدكم يوم الزينة قال يوم عاشوراء * وأخرج ابن المنذر عن عبد الله بن عمر وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوم الزينة أدرك ما فاته من صيام تلك السنة ومن تصدق يومئذ بصدقة أدرك ما فاته من صدقة تلك السنة يعنى يوم عاشوراء * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في قوله قال موعدكم يوم الزينة قال هو يوم عيد كان لهم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه في قوله قال موعدكم يوم الزينة قال هو عيدهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال موعدكم يوم الزينة قال يوم السوق * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه قال موعدكم يوم الزينة قال يوم العيد يوم يتفرغ الناس من الاعمال ويشهدون ويحضرون ويرون * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وان يحشر الناس ضحى قال يجتمعون لذلك الميعاد الذى واعدوه * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى نهيك انه قرأ وان تحشر الناس ضحى بالتاء وان تحشر الناس أنت قال فرعون يحشر قومه * قوله تعالى (قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا) الآيات * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ويذهبا بطريقتكم المثلى قالوا أولوا العقل والشرف والاسنان * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم ووكيع في الغرور عن أبى صالح رضى الله عنه في قوله ويذهبا بطريقتكم المثلى قال باشرافكم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله ويذهبا بطريقتكم المثلى قال يذهبا بالذى أنتم عليه * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وقد أفلح اليوم من استعلى قال من غلب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في قوله تلقف ما صنعوا قال ألقاها موسى فتحولت حية تأكل حبالهم وما صنعوا * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن جندب بن عبد الله البجلى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذتم الساحر فاقتلوه ثم قرأ ولا يفلح الساحر حيث اتى قال لا يامن حيث واجد * قوله تعالى (قالوا لن نؤثرك) الآية * أخرج عبد ابن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة ان سحرة فرعون كانوا تسعمائة فقالوا لفرعون ان يكونا هذان ساحرين فانا نغلبهم فانه لا أسحر منا وان كان من رب العالمين فلما كان من أمرهم ان خروا سجدا أراهم الله في سجودهم منازلهم التى إليها يصيرون فعندها قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات إلى قوله والله خير وأبقى * وأخرج ابن أبى حاتم عن القاسم بن أبى بزة قال لما وقعوا سجدا رأوا أهل النار وأهل الجنة وثواب أهليهما فقالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وما أكرهتنا عليه من السحر قال أخذ فرعون أربعين غلاما من بنى اسرائيل فامر أن يعلموا السحر بالعوماء وقال علموهم تعليما لا يغلبهم أحد في الارض قال ابن عباس فهم من الذين قالوا انا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن محمد بن كعب القرظى في وقوله والله خير وأبقى قال خير منك ان أطيع وأبقى منك عذابا ان عصى * قوله تعالى (انه من يأت ربه مجرما) * أخرج مسلم وأحمد وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فاتى على هذه الآية انه من يأت ربه مجرما فان له جهنم لا يموت فيها ولا يحيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما أهلها الذين هم أهلها فانهم لا يموتون فيها ولا يحيون وأما الذين ليسوا بأهلها فان النار تميتهم اماتة ثم يقوم الشفعاء فيشفعون فيؤتى بهم ضبائر على نهر يقال له الحياة أو الحيوان فينبتون كما ينبت القثاء في حميل السيل والله أعلم * قوله تعالى (فاولئك لهم الدرجات العلى) * أخرج الطبراني عن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه لم ينل الدرجات العلى من تكهن أو استقسم أو رده من سفره طيرة * وأخرج الاصبهاني في الترغيب عن أبى الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان وصلة لاخيه إلى سلطان في مبلغ بر أو مدفع مكروه رفعه الله في الدرجات
[ 304 ]
* وأخرج ابن المبارك في الزهد وأبو نعيم في الحلية عن عون بن عبد الله قال ان الله ليدخل خلقا الجنة فيعطيهم حتى يملوا وفوقهم ناس في الدرجات العلى فإذا نظروا إليهم عرفوهم فيقولن يا ربنا اخواننا كنا معهم فبم فضلتهم علينا فيقال هيهات هيهات انهم كانوا يجوعون حين تشبعون ويظمؤن حين تررون ويقومون حين تنامون ويستحصون حين تختصون * وأخرج أحمد في الزهد عن ابن عمير قال ان الرجل وعبده يدخلان الجنة فيكون عبده أرفع درجة منه فيقول يا رب هذا كان عبدى في الدنيا فيقال انه كان أكثر ذكر الله تعالى منك * وأخرج أبو داود وابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون الكوكب الدرى في أفق السماء وان أبا بكر وعمر منهم وانعما * قوله تعالى (ولقد أوحينا) الآيات * أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم عن محمد بن كعب في قوله فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا قال يابسا ليس فيه ماء ولا طين * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله طريقا في البحر يبسا قال يابسا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال قال أصحاب موسى هذا فرعون قد أدركنا وهذا البحر قد عمنا فانزل الله لا تخاف دركا ولا تخشى من البحر غرقا ولا وحلا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لا تخاف دركا قال من آل فرعون ولا تخشى من البحر غرقا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله فغشيهم من اليم قال البحر * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ولا تطغوا فيه قال الطغيان فيه أن يأخذه بغير حله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبى حاتم في قوله فيحل عليكم غضبى قال فينزل عليكم غضبى وأخرج ابن أبى حاتم عن الاعمش انه قرأ ومن يحلل عليه غضبى بكسر اللام على تفسير من يجب عليه غضبى * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى مجلز في قوله ومن يحلل عليه غضبى قال ان غضبه خلق من خلقه يدعوه فيكلمه * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فقد هوى قال شقى * وأخرج ابن أبى حاتم عن سقى بن ماتع ان في جهنم قصرا يرمى الكافر من أعلاه فيهوى في جهنم أربعين قبل أن يبلغ الصلصال فذلك قوله ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس وانى لغفار لمن تاب قال من الشرك وآمن قال وحد الله وعمل صالحا قال ادى الفرائض ثم اهتدى قال لم يشك * وأخرج سعيد بن منصور والفريابي عن ابن عباس في قوله وانى لغفار الآية قال تاب من الذنب وآمن من الشرك وعمل صالحا فيما بينه وبين ربه ثم اهتدى علم ان لعمله ثوابا يجزى عليه * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ثم اهتدى قال ثم استقام لفرقة السنة والجماعة * وأخرج ابن أبى شيبة وسعيد بن منصور والبيهقي في الشعب من طريق عمرو بن ميمون عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال فعجل موسى إلى ربه فقال الله وما أعجلك عن قومك يا موسى قال هم اولاء على أثرى وعجلت اليك رب لترضى قال فرأى في ظل العرش رجلا فعجب له فقال من هذا يا رب قال لا أحدثك حديثه لكن سأحدثك بثلاث فيه كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله ولا يعق والديه ولا يمشى بالنميمة * وأخرج ابن مردويه عن وهب بن مالك رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لما وعد موسى أن يكلمه خرج للوقت الذى وعده فبينما هو يناجى ربه إذ سمع خلفه صوتا فقال الهى انى اسمع خلفي صوتا قال لعل قومك ضلوا قال الهى من أضلهم قال السامري قال كيف أضلهم قال صاغ لهم عجلا جسدا له خوار قال الهى هذا لسامري صاغ لهم العجل فمن نفخ فيه الروح حتى صار له خوار قال أنا يا موسى قال فبعزتك ما أضل قومي أحد غيرك قال صدقت قال يا حكيم الحكماء لا ينبغى حكيم ان يكون أحكم منك * وأخرج ابن جرير في تهذيبه عن راشد بن سعد قال ان موسى لما قدم على ربه واعد قومه أربعين ليلة قال يا موسى ان قومك قد افتتنوا من بعدك قال يا رب كيف يفتتنون وقد نجيتهم من فرعون ونجيتهم من البحر وأنعمت عليهم وفعلت بهم قال يا موسى انهم اتخذوا من بعدك عجلا له خوار قال يا رب فمن جعل فيه الروح قال أنا قال فانت يا رب أضللتهم قال يا موسى يا رأس
[ 305 ]
النبيين ويا أبا الحكام انى رأيت ذلك في قلوبهم فيسرته لهم * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن على رضى الله عنه قال لما تعجل موسى إلى ربه عمد السامري فجمع ما قدر عليه من حلى بنى اسرائيل فضربه عجلا ثم ألقى القبضة في جوفه فإذا هو عجل جسد له خوار فقال لهم السامري هذا الهكم واله موسى فقال لهم هرون يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا فلما ان رجع موسى أخذ برأس اخيه فقال له هرون ما قال فقال موسى للسامري ما خطبك فقال قبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لى نفسي فعمد موسى إلى العجل فوضع عليه المبارد فبرده بها وهو على شط نهر فما شرب أحد من ذلك الماء ممن كان يعبد ذلك العجل الا اصفر وجهه مثل الذهب فقالوا يا موسى ما توبتنا قال يقتل بعضكم بعضا فاخذوا السكاكين فجعل الرجل يقتل أباه وأخاه وابنه لا يبالى من قتل حتى قتل منهم سبعون ألفا فأوحى الله إلى موسى مرهم فليرفعوا أيديهم فقد غفرت لمن قتل وتبت على من بقى * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما هجم فرعون على البحر هو وأصحابه وكان فرعون على فرس أدهم حصان هاب الحصان ان يقتحم البحر فمثل له جبريل على فرس أنثى فلما رآها الحصان هجم خلفها وعرف السامري جبريل لان أمه حين خافت أن يذبح خلفته في غار وأطبقت عليه فكان جبريل ياتيه فيغذوه باصابعه في واحدة لبنا وفى الاخرى عسلا وفى الاخرى سمنا فلم يزل يغذوه حتى نشا فلما عاينه في البحر عرفه فقبض قبضة من أثر فرسه قال أخذ من تحت الحافر قبضة وألقى في روع السامري انك لا تلقيها على شئ فتقول كن كذا الا كان فلم تزل القبضة معه في يده حتى جاوز البحر فلما جاوز موسى وبنو اسرائيل البحر أغرق الله آل فرعون قال موسى لاخيه هرون اخلفنى في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين ومضى موسى لموعد ربه وكان مع بنى اسرائيل حلى من حلى آل فرعون فكأنهم تاثموا منه فاخرجوه لتنزل النار فتأكله فلما جمعوه قال السامري بالقبضة هكذا فقذفها فيه وقال كن عجلا جسدا له خوار فصار عجلا جسدا له خوار فكان يدخل الريح من دبره ويخرج من فيه يسمع له صوت فقال هذا الهكم واله موسى فعكفوا على العجل يعبدونه فقال هارون يا قوم انما فتنتم به وان ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمرى قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موسى * وأخرج ابن اسحق وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان السامري رجلا من أهل ماجرما وكان من قوم يعبدون البقر فكان يحب عبادة البقر في نفسه وكان قد أظهر الاسلام في بنى اسرائيل فلما فصل موسى إلى ربه قال لهم هرون انكم قد حملتم أوزارا من زينة القوم آل فرعون ومتاعا وحليا فتطهروا منها فانها رجس وأوقد لهم نارا فقال اقذفوا ما معكم من ذلك فيها فجعلوا ياتون بما معهم فيقذفون فيها ورأى السامري أثر فرس جبريل فاخذ ترابا من أثر حافره ثم أقبل إلى النار فقال لهرون يا نبى الله القى ما في يدى قال نعم ولا يظن هرون الا انه كبعض ما جاء به غيره من ذلك الحلى والامتعة فقذفه فيها فقال كن عجلا جسدا له خوار فكان للبلاء والفتنة فقال هذا الهكم واله موسى فعكفوا عليه وأحبوه حبا لم يحبوا مثله شيأ قط يقول الله فنسى أي ترك ما كان عليه من الاسلام يعنى السامري أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا وكان اسم السامري موسى بن ظفر وقع في أرض مصر فدخل في بنى اسرائيل فلما رأى هرون ما وقعوا فيه قال يا قوم انما فتنتم به وان ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمرى قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موسى فاقام هرون فيمن معه من المسلمين مخافة أن يقول له موسى فرقت بين بنى اسرائيل ولم ترقب قولى وكان له سامعا مطيعا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ان هرون مر بالسامري وهو يتنحث العجل فقال له ما تصنع قال اصنع ما يضر ولا ينفع فقال هرون اللهم اعطه ما سال على ما في نفسه ومضى هرون فقال السامري اللهم أنى أسالك ان يخور فخار فكان إذا خار سجدوا له وإذا خار رفعوا رؤسهم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ان بنى اسرائيل استعاروا حليا من القبط فخرجوا به معهم فقال لهم هرون قد ذهب موسى إلى السماء اجمعوا هذا الحلى حتى يجئ موسى فيقضى فيه ما قضى فجمع ثم أذيب فلما ألقى السامري القبضة تحول عجلا جسدا له خوار فقال هذا الهكم واله موسى فنسى قال ان موسى ذهب يطلب ربه فضل فلم يعلم مكانه وهو هذا
[ 306 ]
* وأخرج عبد بن حميد وابن ابى حاتم وأبو الشيخ عن على رضى الله عنه قال ان جبريل لما نزل فصعد بموسى إلى السماء بصر به السامري من بين الناس فقبض قبضة من أثر الفرس وحمل جبريل موسى خلفه حتى إذا دنا من باب السماء صعد وكتب الله الالواح وهو يسمع صرير الاقلام في الالواح فلما أخبره ان قومه قد فتنوا من بعده نزل موسى فاخذ العجل فاحرقه * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان السامري من أهل كرمان * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه قال انطلق موسى إلى ربه فكلمه فلما كلمه قال له ما أعجلك عن قومك يا موسى قال هم أولاء على اثرى وعجلت اليك رب لترضى قال فانا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري فلما خبره خبرهم قال يا رب هذا السامري أمرهم أن أتخذوا العجل أرأيت الروح من نفخها فيه قال الرب أنا قال يا رب فانت إذا أضللتهم ثم رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال حزينا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا إلى قوله ما أخلفنا موعدك بملكنا يقول بطافتنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم يقول من حلى القبط فقذفناها فكذلك القى السامري فاخرج لهم عجلا جسدا له خوار فعكفوا عليه يعبدونه وكان يخور ويمشى فقال لهم هرون يا قوم انما فتنتم به يقول ابتليتم بالعجل قال فما خطبك يا سامرى ما بالك إلى قوله وانظر إلى الهك الذى ظلت عليك عاكفا لنحرقنه قال فاخذه فذبحه ثم خرقه بالمبرد يعنى سحكه ثم ذراه في اليم فلم يبق نهر يجرى يومئذ الا وقع فيه منه شئ ثم قال لهم موسى اشربوا منه فشربوا فمن كان يحبه خرج على شاربيه الذهب فذلك حين يقول واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قال فلما سقط في أيدى بنى اسرائيل حين جاء موسى ورأوا انهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين فابى الله أن يقبل توبة بنى اسرائيل الا بالحال التى كرهوا انهم كرهوا ان يقاتلوهم حين عبدوا العجل فقال موسى يا قوم انكم ظلمتم انفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم فاجتلد الذين عبدوه والذين لم يعبدوه بالسيوف فكان من قتل من الفريقين شهيدا حتى كثر القتل حتى كادوا أن يهلكوا حتى قتل منهم سبعون ألفا وحتى دعا موسى وهرون ربنا هلكت بنو اسرائيل ربنا البقية البقية فامرهم أن يضعوا السلاح وتاب عليهم فكان من قتل منهم كان شهيدا ومن بقى كان مكفرا عنه فذلك قوله تعالى فتاب عليكم انه هو التواب الرحيم ثم ان الله تعالى أمر موسى أن ياتيه في ناس من بنى اسرائيل يعتذرون إليه من عبادة العجل فعودهم موعدا فاختار موسى سبعين رجلا ثم ذهب ليعتذروا من عبادة العجل فلما أتوا ذلك قالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فانك قد كلمته فارناه فاخذتهم الصاعقة فماتوا فقام موسى يبكى ويدعو الله ويقول رب ماذا أقول لبنى اسرائيل إذا أتيتهم وقد أهلكت خيارهم رب لو شئت أهلكتهم من قبل واياى أتهلكنا بما فعل السفهاء منا فأوحى الله إلى موسى ان هؤلاء السبعين ممن اتخذوا العجل فذلك حين يقول موسى ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله أفطال عليكم العهد يقول الوعد وفى قوله فاخلفتم موعدى يقول عهدي وفى قوله ما أخلفنا موعدك بملكنا بامر ملكنا ولكنا حملنا أوزارا قال أثقالا من زينة القوم وهى الحلى الذى استعاروه من آل فرعون فقذفناها قال فالقيناها فكذلك ألقى السامري قال كذلك صنع فاخرج لهم عجلا جسدا له خوار قال حفيف الريح فيه فهو خواره والعجل ولد البقرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله تهلكنا قال تأمرنا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله ما أخلفنا موعدك بملكنا قال بطاقتنا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله بملكنا قال بسلطاننا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن يحيى انه قرأ بملكنا وملكنا واحد * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر وابن ابى حاتم في قوله هذا الهكم واله موسى فنسى قال نسى موسى ان يذكر لكم ان هذا الهه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه فنسى قال همم يقولونه قومه أخطأ الرب العجل أفلا يرون ان لا يرجع إليهم قولا قال العجل ولا يملك لهم ضرا قال ضلالة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ان لا تتبعني قال تدعهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال أمره موسى أن يصلح ولا يتبع سبيل المفسدين فكان من اصلاحه أن ينكر
[ 307 ]
العجل فذلك قوله ان لا تتبعني أفعصيت أمرى كذلك أيضا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله انى خشيت ان تقول فرقت بين بنى اسرائيل قال خشيت أن يتبعني بعضهم ويتخلف بعضهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله انى خشيت أن تقول فرقت بين بنى اسرائيل قال قد كره الصالحون الفرقة قبلكم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ولم ترقب قولى قال لم تنتظر قولى وما أنا صانع وقائل قال وقال ابن عباس رضى الله عنهما لم ترقب قولى لم تحفظ قولى * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله قال فما خطبك يا سامرى قال لم يكن اسمه ولكنه كان من قرية اسمها سامرة قال بصرت بما لم يبصروا به يعنى فرس جبريل * وأخرج عبد ابن حميد عن عاصم انه قرأ بما لم يبصروا به بالياء ورفع الصاد * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فقبضت قبضة من أثر الرسول قال من تحت حافر فرس جبريل فنبذتها قال نبذ السامري على حلية بنى اسرائيل فانقلبت عجلا * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فقبضت قبضة من أثر الرسول قال قبض السامري قبضة من أثر الفرس فصره في ثوبه * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن أنه كان يقرؤها فقبضت بالصاد قال والقبص باطراف الاصابع * وأخرج عبد بن حميد عن أبى الاشهب قال كان الحسن يقرؤها فقبضت قبضة بالصاد يعنى باطراف أصابعه وكان أبو رجاء يقرؤها فقبضت قبصة بالصاد هكذا بجميع كفيه * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد قال القبضة مل ء الكف والقبصة باطراف الاصابع * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ فقبضت قبضة بالضاد على معنى القبض * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فان لك في الحياة أن تقول لا مساس قال عقوبة له وان لك موعدا لن تخلفه قال لن تغيب عنه وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وانظر إلى الهك الذى ظلت عليه عاكفا قال أقمت لنحرقنه قال بالنار ثم لننسفنه في اليم نسفا قال لنذرينه في البحر * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس أنه كان يقرأ لنحرقنه خفيفة يقول ان الذهب والفضة لا يحرقان بالنار يسحل بالمبرد ثم يلقى على النار فيصير رمادا * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة قال في بعض القراءة لنذبحنه ثم لنحرقنه خفيفة قال قتادة وكان له لحم ودم * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى نهيك الازدي أنه قرأ لنحرقنه بنصب النون وخفض الراء وخففها * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال اليم البحر * وأخرج ابن أبى حاتم عن على قال اليم النهر * قوله تعالى (انما الهكم الله) الآيات * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وسع كل شئ علما يقول ملا * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى زيد في قوله وقد آتيناك من لدنا ذكرا قال القرآن * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله يحمل يوم القيامة وزرا قال اثما * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وساءلهم يوم القيامة حملا يقول بئس ما حملوا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله وساء لهم يوم القيامة حملا قال ليس هي وسألهم موصولة ينبغى أن يقطع فانك ان وصلت لم تفهم وليس بها خفاء ساء لهم حملا خالدين فيه وساءلهم يوم القيامة حملا قال حمل السوء ويوئ صاحبه النار قال وانما هي وساءلهم مقطوعة وساء بعدها لهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس أن رجلا أتاه فقال أرأيت قوله ونحشر المجرمين يومئذ زرقا وأخرى عميا قال ان يوم القيامة فيه حالات يكونون في حال زرقا وفى حال عميا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله يتخافتون بينهم قال يتسارون * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله إذ يقول امثلهم طريقة قال أعلمهم في نفسه * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله إذ يقول أمثلهم طريقة قال أعدلهم من الكفار ان لبثتم أي في الدنيا الا يوما لما تقاصرت في أنفسهم * قوله تعالى (ويسئلونك عن الجبال) * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال قالت قريش يا محمد كيف يفعل ربك بهذه الجبال يوم القيامة فنزلت ويسئلونك عن الجبال الآية * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فيذرها قاعا قال مستويا صفصفا قال لا نبات فيه لا ترى فيها عوجا قال واديا ولا أمتا قال رابية * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله عزوجل فيذرها قاعا صفصفا قال القاع الاملس والصفصف المستوى قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول
[ 308 ]
ملمومة شهباء لو قذفوا بها * شماريخ من رضوى إذا عاد صفصفا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة أنه سئل عن قوله قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا قال كان ابن عباس يقول هي الارض الملساء التى ليس فيها رابية مرتفعة ولا انخفاض * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله قاعا صفصفا قال مستويا لا ترى فيها عوجا قال خفضا ولا أمتا قال ارتفاعا * وأخرج عبد الرزاق وعبد ابن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله صفصفا قال القاع الارض والصفصف المستوية لا ترى فيها عوجا قال صدعا ولا أمتا قال أكمة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لا ترى فيها عوجا قال ميلا ولا أمتا قال الامت الاثر مثل الشراك * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن الضحاك في الآية قال العوج الارتفاع والامت البسوط * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال يعنى بالامت حفرا * وأخرج ابن الانباري في الوقف عن ابن عباس ان نافع بن الارزق قال له اخبرني عن قوله تعالى لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ما الامت قال الشئ الشاخص من الارض قال فيه كعب بن زهير فابصرت لمحة من رأس عكرشة * في كافر ما به امت ولا شرف * وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن كعب القرظى قال يحشر الله الناس يوم القيامة في ظلمة تطوى السماء وتتناثر النجوم وتذهب الشمس والقمر وينادى مناد فيسمع الناس الصوت ياتونه فذلك قول الله يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى صالح في قوله يتبعون الداعي لا عوج له قال لا عوج عنه * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله لا عوج له لا يميلون عنه * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لا تسمع الا همسا قال الصوت الخفى * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فلا تسمع الا همسا قال صوت وطئ الاقدام * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك في قوله فلا تسمع الا همسا قال أصوات أقدامهم * وأخرج عبد ابن حميد عن عكرمة وسعيد في قوله فلا تسمع الا همسا قالا وطئ الاقدام * وأخرج عبد بن حميد عن حصين بن عبد الرحمن قال كنت قاعدا عند الشعبى فمرت علينا ابل قد كان عليها جص فطرحته فسمعت صوت أخفافها فقال هذا الهمس * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فلا تسمع الا همسا قال هو خفض الصوت بالكلام يحرك لسانه وشفيته ولا يسمع * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه في قوله الا همسا قال سر الحديث وصوت الاقدام والله أعلم * قوله تعالى (وعنت الوجوه) الآيتين * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وعنت الوجوه قال ذلت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وعنت الوجوه قال خشعت * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله وعنت الوجوه قال استاسرت صاروا أسارى كلهم * وأخرج عبد بن حميد عن أبى العالية وعنت الوجوه قال خضعت * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عزوجل وعنت الوجوه للحى القيوم قال استسلمت وخضعت يوم القيامة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول ليبك عليك كل عان بكربه * وآل قصى من مقل وذى وفر * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وعنت الوجوه قال الركوع والسجود * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن طلق بن حبيب رضى الله عنه في قوله وعنت الوجوه للحى القيوم قال هو وضعك جبهتك وكفيك وركبتيك واطراف قدميك في السجود * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله وقد خاب من حمل ظلما قال شركا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في قوله وقد خاب من حمل ظلما قال شركا وفى قوله فلا يخاف ظلما ولا هضما قال ظلما ان يزاد في سيأته ولا هضما قال لا ينقص من حسناته * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فلا يخاف ظلما ولا هضما قال لا يخاف ان يظلم فيزاد في سيأته ولا يهضم من حسناته * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رض الله عنه في قوله فلا يخاف ظلما قال ان يزاد عليه أكثر من ذنوبه
[ 309 ]
ولا هضما قال ان ينتقص من حسناته شيأ * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولا هضما قال غصبا * قوله تعالى (أو يحدث لهم ذكرا) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله أو يحدث لهم ذكرا قال القرآن ذكرا قال حدا وورعا * قوله تعالى (ولا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى اليك وحيه وقل رب زدنى علما) * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه جبريل بالقرآن أتعب نفسه في حفظه حتى يشق على نفسه يتخوف ان يصعد جبريل ولم يحفظه فينسى ما علمه فقال الله ولا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى اليك وحيه وقال لا تحرك به لسانك لتعجل به * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى اليك وحيه يقول لا تعجل حتى نبينه لك * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن الحسن قال لطم رجل امرأته فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تطلب قصاصا فجعل النبي صلى الله عليه وسلم بينهما القصاص فانزل الله ولا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى اليك وحيه وقل رب زدنى علما فوقف النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلت الرجال قوامون على النساء الآية * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن الحسن انه قرأ من قبل ان يقضى اليك وحيه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ولا تعجل بالقرآن قال لا تمله على أحد حتى نتمه لك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في قوله من قبل ان يقضى اليك وحيه قال تبيانه * وأخرج الترمذي وابن ماجه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم انفعنى بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدنى علما والحمد لله على كل حال * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن ابن مسعود انه كان يدعو اللهم زدنى ايمانا وفقها ويقينا وعلما * قوله تعالى (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني في الصغير وابن منده في التوحيد والحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال انما سمى الانسان لانه عهد إليه فنسى * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن عساكر عن أبى امامة الباهلى قال لو ان أحلام بنى آدم جمعت منذ يوم خلق آدم إلى ان تقوم الساعة فوضعت في كفة وحلم آدم في كفة لرجح حلمه باحلامهم ثم قال الله ولم نجد له عزما قال حفظا * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن الحسن قال كان عقل آدم مثل عقل جميع ولده قال الله فنسى ولم نجد له عزما * وأخرج عبد الغنى بن سعيد في تفسير عن ابن عباس رضى الله عنهما ولقد عهدنا إلى آدم قال ان لا يقرب الشجرة * وأخرج ابن جرير وابن منده عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولم نجد له عزما قال حفظا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فنسى قال فترك ولم نجد له عزما يقول لم نجعل له عزما * وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن ابن عباس رضى الله عنهما قال سألت عمر بن الخطاب رضى الله عنه عن قول الله يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبدلكم تسؤكم قال كان رجال من المهاجرين في انسابهم شئ فقالوا يوما والله لوددنا ان الله أنزل قرآنا في نسبنا فانزل الله ما قرأت ثم قال لى ان صاحبكم هذا يعنى على بن أبى طالب ان ولى زهد ولكني أخشى عجب نفسه ان يذهب به قلت يا أمير المؤمنين ان صاحبنا من قد علمت والله ما نقول انه غير ولا عدل ولا أسخط رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام صحبته فقال ولا في بنت أبى جهل وهو يريد ان يخطبها على فاطمة قلت قال الله في معصية آدم عليه السلام ولم نجد له عزما وصاحبنا لم يعزم على اسخاط رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن الخواطر التى لم يقدر أحد على دفعها عن نفسه وربما كانت من الفقيه في دين الله العالم بامر الله فإذا نبه عليها رجع وأناب فقال يا ابن عباس من ظن انه يرد بحوركم فيغوص فيها حتى يبلغ قعرها فقد ظن عجزا * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن ابن عباس انه قال لعمر بن الخطاب يا أمير المؤمنين لم يذكر الرجل ولم ينس فقال ان على القلب طخاة كطخاة القمر فإذا تغشت القلب نسى ابن آدم ما كان يذكر فإذا انجلت ذكر ما نسى * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس رضى الله عنه قال لا تأكلوا بشمائلكم ولا تشربوا بشمائلكم فان آدم أكل بشماله فنسى فاورث ذلك النسيان
[ 310 ]
* وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عطية ولم نجد له عزما قال حفظا لما أمر به * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ولم نجد له عزما قال صبرا * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب قال لو وزن حلم آدم بحلم العالمين لوزنه * وأخرج ابن أبى حاتم عن عبيد بن عمير قال لم يكن آدم من أولى العزم * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله فنسى قال ترك ما قدم إليه ولو كان منه نسيان ما كان عليه شئ لان الله قد وضع عن المؤمنين النسيان والخطأ ولكن آدم ترك ما قدم إليه من أكل الشجرة * قوله تعالى (واذ قلنا للملائكة) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى قال عنى به شقاء الدنيا فلا تلقى ابن آدم الا شقيا ناصبا * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان بن عيينة قال لم يقل فتشقيان لانها دخلت معه فوقع المعنى عليهما جميعا وعلى أولادهما كقوله يا أيها النبي إذا طلقتم ويا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم فدخلوا في المعنى معه وانما كلم النبي وحده * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر عن سعيد بن جبير رضى الله عنهما قال ان آدم عليه السلام لما أهبط إلى الارض استقبله ثور أبلق فقيل له اعمل عليه فجعل يمسح العرق عن جبينه ويقول هذا وما وعدني ربى فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى تم نادى حواء أحواء أنت عملت في هذا فليس أحد من بنى آدم يعمل على ثور الا قال حو دخلت عليهم من قبل آدم عليه السلام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنه في قوله والملك لا تظمأ فيها ولا تضحى قال لا يصيبك فيها عطش ولا حر * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنه في قوله لا تظمأ قال لا تعطش ولا تضحى قال لا يصيبك فيها حر * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق سأله عن قوله وانك لا تظمأ فيها ولا تضحى قال لا تعرق فيها من شدة الشمس قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر يقول رأت 7 شمسا أما إذا الشمس عارضت * فتضحى وأما بالعشاء فتحصر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه في قوله ولا تضحى قال لا يصيبك حر الشمس * قوله تعالى (فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد) * أخرج أحمد وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها وهى شجرة الخلد * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والحكيم الترمذي في نوادر الاصول وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن وهب بن منبه رضى الله عنه قال لما أسكن الله آدم الجنة وزوجته ونهاه عن الشجرة رأى غصونها متشعبة بعضها على بعض وكان لها ثمر تأكله الملائكة لخلدهم وهى الثمرة التى نهى الله آدم عنها وزوجته فلما أراد ابليس ان يستزلهما دخل الحية وكانت الحية لها أربع قوائم كأنها بختية من أحسن دابة خلقها الله فلما دخلت الحية الجنة خرج من جوفها ابليس فاخذ من الشجرة التى نهى الله آدم وزوجته عنها فجاء بها إلى حواء فقال انظري إلى هذه الشجرة ما أطيب ريحها وأطيب طعمها وأحسن لونها فاخذتها حواء فاكلتها ثم ذهبت بها إلى آدم فقالت أنظر إلى هذه الشجرة ما أطيب ريحها وأطيب طعمها وأحسن لونه فاكل منها آدم فبدت لهما سوآتهما فدخل آدم في جوف الشجرة فناداه ربه اين أنت قال ها أنا ذا يا رب قال ألا تخرج قال أستحى منك يا رب قال اهبط إلى الارض ثم قال يا حواء غررت عبدى فانك لا تحملين حملا الا حملت كرها فإذا أردت ان تضعى ما في بطنك أشرفت على الموت مرارا وقال للحية انت الذى دخل الملعون في جوفك حتى غر عبدى انت ملعونة لعنة تتحول قوائمك في بطنك ولا يكون لك رزق الا التراب انت عدو بنى آدم وهم أعداؤك اينما لقيت أحدا منهم أخذت بعقبيه وحيث ما لقيك أحد منهم شرح رأسك قيل لوهب وهل كانت الملائكة تأكل قال يفعل الله ما يشاء * وأخرج الحكيم الترمذي عن علقمة قال اقتلوا الحيات كلها الا الجان الذى كانه ميل فانه جنها ولا يضر أحدكم كافرا قتل أو مسلما * قوله تعالى (وعصى آدم ربه فغوى) * أخرج البيهقى في شعب الايمان عن أبى عبد الله المغربي قال تفكر ابراهيم عليه السلام في شأن آدم قال
[ 311 ]
يا رب خلقته بيدك ونفخت فيه من روحك وأسجدت له ملائكتك ثم بذنب واحد ملات أفواه الناس حتى يقولوا وعصى آدم ربه فغوى فأوحى الله إليه يا ابراهيم أما علمت أن مخالفة الحبيب على الحبيب شديدة * قوله تعالى (فمن اتبع هداى) الآية * أخرج الطبراني والخطيب في المتفق والمفترق وابن مردويه عن أبى الطفيل ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ فمن اتبع هداى * وأخرج ابن أبى شيبة والطبراني وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتبع كتاب الله هداه الله من الضلالة في الدنيا ووقاه سوء الحساب يوم القيامة وذلك ان الله يقول فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان من طرق عن ابن عباس قال أجار الله تابع القرآن من أن يضل في الدنيا أو يشقى في الآخرة ثم قرأ فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى قال لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة * قوله تعالى (ومن أعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا) * أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ومسدد في مسنده وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في كتاب عذاب القبر عن أبى سعيد الخدرى مرفوعا في قوله معيشة ضنكا قال عذاب القبر ولفظ عبد الرزاق قال يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ولفظ ابن أبى حاتم عن ضمة القبر * وأخرج البيهقى عن أبى سعيد الخدرى قال ان المعيشة الضنك ان يسلط عليه تسعة وتسعون تنينا تنهشه في القبر * وأخرج البزار وابن أبى حاتم عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله فانه له معيشة ضنكا قال المعيشة الضنك التى قال الله انه يسلط عليه تسعة وتسعون حية تنهش لحمه حتى تقوم الساعة * وأخرج ابن أبى شيبة والبزار وابن المنذر وابن ابى حاتم وابن مردويه والحاكم من وجه آخر عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله فان له معيشة ضنكا قال عذاب القبر * وأخرج ابن أبى الدنيا في ذكر الموت والحكيم الترمذي وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن حبان وابن مردويه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن في قبره في روضة خضراء ويرحب له قبره سبعين ذرعا ويضئ حتى يكون كالقمر ليلة البدر هل تدرون فيها أنزلت فان له معيشة ضنكا قالوا الله ورسوله أعلم قال عذاب الكافر في قبره يسلط عليه تسعة وتسعون تنينا هل تدرون ما التنين تسعة وتسعون حية لكل حية سبعة رؤس يخدشونه ويلسعونه وينفخون في جسمه إلى يوم يبعثون * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني والبيهقي في كتاب عذاب القبر عن ابن مسعود قال إذا حدثتكم بحديث أنباتكم بتصديق ذلك من كتاب الله ان المؤمن إذا وضع في قبره أجلس فيه فيقال له من ربك وما دينك ومن نبيك فيثبته الله فيقول ربى الله وديني الاسلام ونبيى محمد صلى الله عليه وسلم فيوسع له في قبره ويروح له فيه ثم قرأ عبد الله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة فإذا مات الكافر أجلس في قبره فيقال له من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول لا أدرى قال فيضيق عليه قبره ويعذب فيه ثم قرأ ومن أعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله معيشة ضنكا قال الشقاء * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله معيشة ضنكا قال شدة عليه في النار * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله معيشة ضنكا قال الضنك الشديد من كل وجه قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول والخيل قد لحقت بنا في مارق * ضنك نواحيه شديد المقدم * وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن المنذر والطبراني والبيهقي عن ابن مسعود في قوله فان له معيشة ضنكا قال عذاب القبر * وأخرج ابن أبى شيبة والبيهقي عن ابن مسعود مثله * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي عن أبى صالح والربيع مثله * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن الحسن قال المعيشة الضنك خصم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله معيشة ضنكا قال يقول كل مال أعطيته عبدا من عبادي قل أو كثر لا يطيعني فيه فلا خير فيه وهو الضنك في المعيشة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله معيشة ضنكا قال ضيقة * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله معيشة ضنكا قال الضنك من المعيشة إذا وسع الله على عبده ان يجعل معيشته من الحرام فيجعله الله عليه ضيقا في نار جهنم * وأخرج ابن ابى حاتم عن مالك
[ 312 ]
ابن دينار في قوله معيشة ضنكا قال يحول الله رزقه في الحرام فلا يطعمه الا حراما حتى يموت فيعذبه عليه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله معيشة ضنكا قال العمل السيئ والرزق الخبيث * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله معيشة ضنكا قال في النار شوك وزقوم وغسلين والضريع وليس في القبر ولا في الدنيا معيشة ما المعيشة والحياة الا في الآخرة * وأخرج البيهقى عن مجاهد معيشة ضنكا ضيقة يضيق عليه قبره * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله فان له معيشة ضنكا قال رزقا ونحشره يوم القيامة أعمى قال عن الحجة قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال في الدنيا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى قال تترك في النار * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى صالح في قوله ونحشره يوم القيامة أعمى قال ليس له حجة * وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله ونحشره يوم القيامة أعمى قال عمى عليه كل شئ الا جهنم وفى لفظ قال لا يبصر الا النار * واخرج هناد عن مجاهد في قوله لم حشرتني أعمى قال لا حجة له * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله أتتك آياتنا فنسيتها يقول تركتها ان تعمل بها وكذلك اليوم تنسى قال في النار والله أعلم * قوله تعالى (وكذلك نجزى من أسرف) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن سفيان في قوله وكذلك نجزى من أسرف قال من أشرك * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله أفلم يهد لهم قال ألم نبين لهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله أفلم يهد لهم قال أفلم نبين لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم نحو عاد وثمود ومن أهلك من الامم في قوله ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى قال هذا من مقاديم الكلام يقول لولا كلمة من ربك وأجل مسمى لكان لزاما * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما قال لكان أخذا ولكنا أخرناهم إلى يوم بدر وهو اللزوم وتفسيرها ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى لكان لزاما ولكنه تقديم وتاخير في الكلام * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في الآية قال الاجل المسمى الكلمة التى سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى قال أجل مسمى الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لكان لزاما قال موتا * قوله تعالى (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) * أخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها قال هي الصلاة المكتوبة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس قال هي صلاة الفجر وقبل غروبها قال صلاة العصر ومن آناء الليل قال صلاة المغرب والعشاء وأطراف النهار قال صلاة الظهر * وأخرج الطبراني وابن مردويه وابن عساكر عن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله فسبح بحمد ربك قبل طلوع وقبل غروبها قال قبل طلوع الشمس صلاة الصبح وقبل غروبها صلاة العصر * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها قال كان هذا قبل ان تفرض الصلاة * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان وابن مردويه عن جرير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فان استطعتم ان لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم قرأ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم وأبو داود والنسائي عن عمارة بن رومية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها * وأخرج الحاكم عن فضالة بن وهب الليثى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له حافظ على العصرين قلت وما العصران قال صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار قال بعد الصبح وعند غروب الشمس * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله لعلك ترضى قال الثواب فيما يزيدك الله على ذلك * وأخرج عبد بن حميد عن أبى عبد الرحمن انه قرأ لعلك ترضى برفع التاء * قوله تعالى (ولا تمدن عينيك) * أخرج ابن أبى شيبة وابن راهويه والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والخرائطي في مكارم الاخلاق وأبو نعيم في المعرفة عن أبى
[ 313 ]
رافع قال أضاف النبي صلى الله عليه وسلم ضيفا ولم يكن عند النبي صلى الله عليه وسلم ما يصلحه فارسلني إلى رجل من اليهود ان بعنا أو أسلفنا دقيقا إلى هلال رجب فقال لا الا برهن فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاخبرته فقال أما والله انى لامين في السماء أمين في الارض ولو أسلفني أو باعنى لاديت إليه اذهب بدرعى الحديد فلم أخرج من عنده حتى نزلت هذه الآية ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم كانه يعزيه عن الدنيا * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان في قوله ولا تمدن عينيك الآية قال تعزية لرسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى سعيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان أخوف ما أخاف عليكم ما يفتح الله لكم من زهرة الدنيا قالوا وما زهرة الدنيا يا رسول الله قال بركات الارض * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله زهرة الحياة الدنيا قال زينة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه قال ليتايهم فيه ورزق ربك خير وأبقى قال مما متع به هؤلاء من زهرة الدنيا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله ورزق ربك خير وأبقى يقول رزق الجنة * وأخرج المرهبى في فضل العلم عن زياد الصدى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلب العلم تكفل الله برزقه * وأخرج المرهبى عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غدا في طلب العلم أظلت عليه الملائكة وبورك له في معيشته ولم ينقص من رزقه وكان عليه مباركا * قوله تعالى (وأمر أهلك بالصلاة) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله وأمر أهلك بالصلاة قال قومك * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان الثوري في قوله لا نسئلك رزقا قال لا نكلفك الطلب * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن عروة أنه كان إذا دخل على أهل الدنيا فرأى من دنياهم طرفا فإذا رجع إلى أهله فدخل الدار قرأ ولا تمدن عينيك إلى قوله ونحن نرزقك ثم يقول الصلاة الصلاة رحمكم الله * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر وابن النجار عن أبى سعيد الخدرى قال لما نزلت وامر أهلك بالصلاة كان النبي صلى الله عليه وسلم يجئ إلى باب على صلاة الغداة ثمانية أشهر يقول الصلاة رحمكم الله انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * وأخرج أحمد في الزهد وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ثابت قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابت أهله خصاصة نادى أهله بالصلاة صلوا صلوا قال ثابت وكانت الانبياء إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وعبد بن حميد عن معمر عن رجل من قريش قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على أهله بعض الضيق في الرزق أمر أهله بالصلاة ثم قرأ وأمر أهلك بالصلاة الآية * وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن المنذر والطبراني في الاوسط وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الايمان بسند صحيح عن عبد الله بن سلام قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزلت باهله شدة أو ضيق أمرهم بالصلاة وتلا وأمر أهلك بالصلاة الآية * وأخرج مالك والبيهقي عن أسلم قال كان عمر بن الخطاب يصلى من الليل ما شاء الله أن يصلى حتى إذا كان آخر الليل أيقظ أهله للصلاة ويقول لهم الصلاة الصلاة ويتلو هذه الآية وأمر أهلك بالصلاة * وأخرج ابن أبى شيبة عن هشام بن عروة قال قال لنا أبى إذا رأى أحدكم شيأ من زينة الدنيا وزهرتها فليأت أهله وليأمر أهله بالصلاة وليصطبر عليها فان الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم وقرأ إلى آخر الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله والعاقبة للتقوى قال هي الجنة والله أعلم * قوله تعالى (وقالوا لولا يأتينا) الآيات * أخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله أولم تأتهم بينة ما في الصحف الاولى قال التوراة والانجيل * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطية قال الهالك في الفترة والمعتوه والمولود يقول رب لم يأتنى كتاب ولا رسول وقرأ هذه الآية ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت الينا رسولا الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله أصحاب الصراط السوى قال العدل * (سورة الانبياء عليهم الصلاة والسلام) * * أخرج النحاس في ناسخه وابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت سورة الانبياء بمكة * وأخرج البخاري وابن مردويه عن ابن الزبير قال نزلت سورة الانبياء بمكة * وأخرج البخاري وابن الضريس عن ابن مسعود قال بنو اسرائيل والكهف ومريم وطه والانبياء هن من العتاق الاول وهن من تلادى * وأخرج ابن مردويه
[ 314 ]
وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر عن عامر بن ربيعة أنه نزل به رجل من العرب وأكرم عامر مثواه وكلم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء الرجل فقال انى استقطعت رسول الله صلى الله عليه وسلم واديا ما في العرب أفضل منه وقد أردت أن أقطع لك منه قطعة تكون لك ولعقبك فقال عامر لا حاجة لى في قطيعتك نزلت اليوم سورة أذ هلتنا عن الدنيا اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون * قوله تعالى (اقترب للناس حسابهم) الآيات * أخرج ابن مردويه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون قال من امر الدنيا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى حاتم عن ابن جريج في قوله اقترب للناس حسابهم قال ما يوعدون * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ما ياتيهم من ذكر من ربهم يقول ما ينزل عليهم شئ من القرآن وفى قوله لاهية قلوبهم قال غافلة وفى قوله وأسروا النحوي الذين ظلموا يقول أسروا الذين ظلموا النجوى * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله وأسروا النجوى قال أسروا نجواهم بينهم هل هذا الا بشر مثلكم يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم أفتاتون السحر يقولون ان متابعة محمد صلى الله عليه وسلم متابعة السحر وفى قوله قل ربى يعلم القول قال الغيب وفى قوله بل قالوا أضغاث أحلام قال أباطيل أحلام * وأخرج ابن منده وأبو نعيم في المعرفة والبيهقي في سننه وابن عدى عن جندب البجلى أنه قتل ساحرا كان عند الوليد بن عقبة ثم قال أتأتون السحر وأنتم تبصرون * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله بل قالوا أضغاث أحلام أي فعل الاحلام انما هي رؤيا رآها بل افتراه بل هو شاعر كل هذا قد كان منه فليأتنا بآية كما أرسل الاولون كما جاء موسى وعيسى بالبينات والرسل وما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أي ان الرسل كانوا إذا جاؤا قومهم بالآيات فلم يؤمنوا لم ينظروا * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال قال اهل مكة للنبى صلى الله عليه وسلم ان كان ما تقول حقا ويسرك ان نؤمن فحول لنا الصفا ذهبا فاتاه جبريل فقال ان شئت كان الذى سألت قومك ولكنه ان كان ثم لم يؤمنوا لم ينظروا وان شئت استأنيت بقومك قال بل استأنى بقومي فانزل الله ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله أفهم يؤمنون قال يصدقون بذلك * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وما جعلناهم جسدا لا ياكلون الطعام يقول لم نجعلهم جسد اليس ياكلون الطعام انما جعلناهم جسدا يأكلون الطعام * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وما كانوا خالدين قال لابد لهم من الموت ان يموتوا وفى قوله ثم صدقناهم الوعد إلى قوله وأهلكنا المسرفين قال هم المشركون * قوله تعالى (لقد أنزلنا اليكم كتابا فيه ذكركم) * أخرج عبد بن حميد وابن ابى حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله لقد أنزلنا اليكم كتابا فيه ذكركم قال فيه شرفكم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله كتابا فيه ذكركم قال فيه حديثكم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله كتابا فيه ذكركم قال فيه دينكم أمسك عليكم دينكم كتابكم * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله كتابا فيه ذكركم يقول فيه ذكر ما تعنون به وأمر آخرتكم ودنياكم * قوله تعالى (وكم قصمنا من قرية) * أخرج ابن مردويه من طريق الكلبى عن ابن عباس قال بعث الله نبيا من حمير يقال له شعيب فوثب إليه عبد فضربه بعصى فسار إليهم بختنصر فقاتلهم فقتلهم حتى لم يبق منهم شئ وفيهم أنزل الله وكم أهلكنا من قرية كانت ظالمة إلى قوله خامدين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن الكلبى وكم قصمنا من قرية قال هي حصون بنى أزد * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وكم قصمنا من قرية قال أهلكناها وفى قوله لا تركضوا قال لا تفروا وفى قوله لعلكم تسألون قال تتفهمون * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع في الآية قال كانوا إذا أحسوا بالعذاب وذهبت عنهم الرسل من بعدما أنذروهم فكذبوهم فلما فقدوا الرسل وأحسوا بالعذاب أرادوا الرجعة إلى الايمان وركضوا هاربين من العذاب فقيل لهم لا تركضوا فعرفوا انه لا محيص لهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله إذا هم منها يركضون قال يفرون * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وارجعوا إلى ما اترفتم فيه يقول ارجعوا إلى دنياكم التى أترفتم فيها
[ 315 ]
لعلكم تسألون من دنياكم شيأ استهزاء بهم وفى قوله فما زالت تلك دعواهم قال لما رأوا العذاب وعاينوه لم يكن لهم هجيرى الا قولهم انا كنا ظالمين حتى دمر الله عليهم وأهلكهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله وارجعوا إلى ما أترفتم فيه قال ارجعوا إلى دوركم وأموالكم * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله فما زالت تلك دعواهم قال هم أهل حصون كانوا قتلوا نبيهم فارسل الله عليهم بختنصر فقتلهم وفى قوله حتى جعلناهم حصيدا خامدين قال بالسيف ضربت الملائكة وجوههم حتى رجعوا إلى مساكنهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن وهب قال حدثنى رجل من المحررين قال كان باليمن قريتان يقال لاحداهما حضور وللاخرى فلانة فبطروا وأترفوا حتى كانوا يغلقون أبوابهم فلما أترفوا بعث الله إليهم نبيا فدعاهم فقتلوه فالقى الله في قلب بختنصر ان يغزوهم فجهز إليهم جيشا فقاتلوهم فهزموا جيشه ثم رجعوا منهزمين إليه فجهز إليهم جيشا آخر أكثف من الاول فهزموهم أيضا فلما رأى بختنصر ذلك غزاهم هو بنفسه فقاتلوه فهزمهم حتى خرجوا منها يركضون فسمعوا مناديا يقول لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم فرجعوا فسمعوا مناديا يقول يال ثارات النبي فقتلوا بالسيف فهى التى قال الله وكم قصمنا من قرية إلى قوله خامدين * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله حتى جعلناهم حصيدا قال الحصاد خامدين قال كخمود النار إذا طفئت * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع ابن الازرق قال له اخبرني عن قوله خامدين قال ميتين قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول خلوا ثيابهم على عوراتهم * فهم بافنية البيوت خمود * قوله تعالى (وما خلقنا السماء) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وما خلقنا السماء والارض وما بينهما لاعبين يقول ما خلقناهما عبثا ولا باطلا * قوله تعالى (لو أردنا ان نتخذ لهوا) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله لو أردنا ان نتخذ لهوا قال اللهو الولد * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله لو أردنا ان نتخذ لهوا الآية يقول لو أردت ان أتخذ ولدا لاتخذت من الملائكة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في قوله لو أردنا ان نتخذ لهوا قال النساء * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن قال اللهو بلسان اليمن المرأة * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله لو اردنا ان نتخذ لهوا قال اللهو بلغة أهل اليمن المرأة وفى قوله ان كنا فاعلين أي ان ذلك لا يكون ولا ينبغى * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابراهيم النخعي في قوله لو أردنا ان نتخذ لهوا قال نساء لاتخذناه من لدنا قال من الحور العين * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله لو أردنا ان نتخذ لهوا قال لعبا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله لاتخذناه من لدنا قال من عندنا اكنا فاعلين أي ما كنا فاعلين يقول وما خلقنا جنة ولا نارا ولا موتا ولا بعثا ولا حسابا وكل شئ في القرآن ان فهو انكار * قوله تعالى (بل نقذف بالحق) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله بل نقذف بالحق قال القرآن على الباطل قال اللبس فإذا هو زاهق قال هالك * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن ابى حاتم والبيهقي في البعث عن الحسن رضى الله عنه في قوله ولكم الويل مما تصفون قال هي والله لكل واصف كذب إلى يوم القيامة * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ومن عنده قال الملائكة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ولا يستحسرون يقول لا يرجعون وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ولا يستحسرون قال لا يحسرون * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه في قوله ولا يستحسرون قال لا يعبون * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله ولا يستحسرون قال لا ينقطعون من العبادة * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الشعب عن عبد الله بن الحارث بن نوفل رضى الله عنه أنه سال كعبا عن قوله يسبحون الليل والنهار لا يفترون اما شغلهم رسالة أما شغلهم عمل فقال جعل لهم التسبيح كما جعل لكم النفس ألست تأكل وتشرب وتجئ وتذهب وتتكلم وأنت تتنفس فكذلك جعل لهم التسبيح * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن الحسن رضى الله عنه في قوله يسبحون الليل والنهار لا يفترون قال جعلت أنفاسهم تسبيحا * وأخرج أبو الشيخ عن يحيى بن أبى كثير قال خلق الله الملائكة صمدا ليس لهم أجواف * قوله تعالى (أم اتخذوا آلهة) الآيتين * أخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن أبى حاتم وابن المنذر عن
[ 316 ]
مجاهد رضى الله عنه في قوله أم اتخذوا آلهة من الارض هم ينشرون قال يحيون * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله أم اتخذوا آلهة من الارض هم ينشرون يقول ينشرون الموت من الارض يقول يحيونهم من قبورهم * وأخرج ابن المنذر وابن ابى حاتم عن قتادة في قوله أم اتخذوا آلهة من الارض يعنى مما اتخذوا من الحجارة والخشب وفى قوله لو كان فيهما آلهة الا الله قال لو كان معهما آلهة الا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش يسبح نفسه تبارك وتعالى إذا قيل عليه البهتان * قوله تعالى (لا يسئل عما يفعل) * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله لا يسئل عما يفعل قال بعباده وهم يسئلون قال عن أعمالهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون قال لا يسئل الخلاق عما يقضى في خلقه والخلق مسؤلون عن أعمالهم * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن عباس قال ما في الارض قوم أبغض إلى من القدرية وما ذاك الا لانهم لا يعلمون قدرة الله تعالى قال الله لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في بعص ما أنزل الله في الكتب انى انا الله لا اله الا أنا قدرت الخير والشر فطوبى لمن قدرت على يده الخير ويسرته له وويل لمن قدرت على يده الشر ويسرته له انى أنا الله لا اله الا أنا لا أسأل عما أفعل وهم يسئلون فويل لمن قال كيف وكيف * وأخرج ابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن ميمون بن مهران قال لما بعث الله موسى وكلمه وأنزل عليه التوراة قال اللهم انك رب عظيم لو شئت ان تطاع لاطعت ولو شئت ان لا تعصى ما عصيت وأنت تحب ان تطاع وأنت في ذلك تعصى فكيف هذا يا رب فأوحى الله إليه انى لا أسأل عما أفعل وهم يسئلون * وأخرج ابن أبى حاتم والبيهقي عن نوف البكالى قال قال عزير فيما يناجى ربه يا رب تخلق خلقا تضل من تشاء وتهدى من تشاء فقال له يا عزير اعرض هذا فاعاد فقيل له لتعرضن عن هذا والا محوتك من النبوة انى لا أسئل عما أفعل وهم يسئلون * وأخرج البيهقى عن داود بن أبى هند أن عزيرا سأل ربه عن القدر فقال سألتنى عن علمي عقوبتك ان لا أسميك في الانبياء * وأخرج الطبراني من طريق ميمون بن مهران عن ابن عباس قال لما بعث الله موسى عليه السلام وأنزل عليه التوراة قال اللهم انك رب عظيم ولو شئت أن تطاع لاطعت ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت وأنت تحب ان تطاع وأنت في ذلك تعصى فكيف هذا يا رب فأوحى الله إليه انى لا أسال عما أفعل وهم يسئلون فانتهى وموسى فلما بعث الله عزيرا وأنزل عليه التوراة بعد ما كان رفعها عن بنى اسرائيل حتى قال من قال انه ابن الله قال اللهم انك رب عظيم ولو شئت ان تطاع لاطعت ولو شئت ان لا تعصى ما عصيت وأنت تحب ان تطاع وأنت في ذلك تعصى فكيف يا رب فأوحى الله إليه انى لا أسأل عما أفعل وهم يسئلون فابت نفسه حتى سال أيضا فأوحى الله إليه انى لا أسأل عما أفعل وهم يسئلون فابت نفسه حتى سأل أيضا فقال أتستطيع ان تصر صرة من الشمس قال لا قال أفتستطيع ان تجئ بمكيال من ريح قال لا قال أفتستطيع أن تجئ بمثقال من نور قال لا قال أفتستطيع ان تجئ بقيراط من نور قال لا قال فهكذا ان لا تقدر على الذى سألت انى لا أسأل عما أفعل وهم يسألون أما انى لا أجعل عقوبتك الا ان أمحو اسمك من الانبياء فلا تذكر فيهم فمحى اسمه من الانبياء فليس يذكر فيهم وهو نبى فلما بعث الله عيسى ورأى منزلته من ربه وعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل ويبرئ الاكمه والابرص ويحيى الموتى قال اللهم انك رب عظيم لو شئت ان تطاع لاطعت ولو شئت ان لا تعصى ما عصيت وانت تحب ان تطاع وانت في ذلك تعصى فكيف هذا يا رب فأوحى الله إليه انى لا أسأل عما أفعل وهم يسالون وانت عبدى ورسولي وكلمتي ألقيتك إلى مريم وروح منى خلقتك من تراب ثم قلت لك كن فكنت لئن لم تنته لافعلن بك كما فعلت بصاحبك بين يديك انى لا أسال عما أفعل وهم يسألون فجمع عيسى من تبعه وقال القدر سر الله فلا تكلفوه * قوله تعالى (أم اتخذوا من دونه آلهة) الآيتين * اخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم يقول هاتوا بينتكم على ما تقولون هذا ذكر من معى يقول هذا القرآن فيه ذكر الحلال والحرام وذكر من قبلى يقول فيه ذكر أعمال الامم السالفة وما صنع الله بهم والى ما صاروا بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون عن كتاب الله وما أرسلنا من قبلك من رسول الا يوحى إليه انه لا اله الا أنا فاعبدون قال أرسلت الرسل بالاخلاص
[ 317 ]
والتوحيد لله لا يقبل منهم حتى يقولوه ويقروا به والشرائع تختلف في التوراة شريعة وفى الانجيل شريعة وفى القرآن شريعة حلال وحرام فهذا كله في الاخلاص لله وتوحيد الله * قوله تعالى (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه) الآيات * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه قال قالت اليهود ان الله عزوجل صاهر الجن فكانت بينهم الملائكة فقال الله تكذيبا لهم بل عباد مكرمون أي الملائكة ليس كما قالوا بل هم عباد أكرمهم الله بعبادته لا يسبقونه بالقول يثنى عليهم ولا يشفعون قال لا تشفع الملائكة يوم القيامة الا لمن ارتضى قال لاهل التوحيد * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله الا لمن ارتضى قال لمن رضى عنه * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه في قوله الا لمن ارتضى قال قول لا اله الا الله * واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله الا لمن ارتضى قال الذين ارتضاهم لشهادة ان لا اله الا الله * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن جابر رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قول الله ولا يشفعون الا لمن ارتضى فقال ان شفاعتي لاهل الكبائر من أمتى * وأخرج ابن أبى حاتم عن جابر رضى الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى بى مررت بجبريل وهو بالملا الاعلى ملقى كالحلس البالى من خشية الله * وأخرج ابن ابى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه في قوله ومن يقل منهم يعنى من الملائكة انى اله من دونه قال ولم يقل ذلك أحد من الملائكة الا ابليس دعا إلى عبادة نفسه وشرع الكفر * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ومن يقل منهم انى اله من دونه الآية قال انما كانت هذه خاصة لابليس * قوله تعالى (أولم ير الذين كفروا ان السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما) * أخرج الفريابى وعبد بن حميد والحاكم وصححه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله كانتا رتقا ففتقناهما قال فتقت السماء بالغيث وفتقت الارض بالنبات * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله كانتا رتقا قال لا يخرج منهما شئ ففتقناهما قال فتقت السماء بالمطر وفتقت الارض بالنبات * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو نعيم في الحلية من طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضى الله عنهما ان رجلا أتاه فسأله عن السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما قال اذهب إلى ذلك الشيخ فاسأله ثم تعال فاخبرني ما قال فذهب إلى ابن عباس فسأله قال نعم كانت الارض رتقاء لا تمطر وكانت الارض رتقاء لا تنبت فلما خلق الله الارض فتق هذه بالمطر وفتق هذه بالنبات فرجع الرجل إلى ابن عمر فاخبره فقال ابن عمر الآن علمت ان ابن عباس قد أوتى في القرآن علما صدق ابن عباس هكذا كانت * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنه في قوله كانتا رتقا قال ملتصقتين * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة قال سئل ابن عباس عن الليل كان قبل أم النهار قال الليل ثم قرأ ان السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما فهل تعلمون كان بينهما الا ظلمة * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد رضى الله عنه في قوله كانتا رتقا ففتقناهما قال فتق من الارض ست أرضين معها فتلك سبع أرضين بعضهن تحت بعض ومن السماء سبع سموات منها معها فتلك سبع سموات بعضهن فوق بعض ولم تكن الارض والسماء مماستين * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن أبى صالح رضى الله عنه في قوله كانتا رتقا ففتقناهما قال كانت السماء واحدة ففتق منها سبع سموات وكانت الارض واحدة ففتق منها سبع أرضين * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن وقتادة في قوله كانتا رتقا ففتقناهما قال كانتا جمعا ففصل الله بينهما بهذا الهواء * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال كانت السموات والارضون ملتزقتين فلما رفع الله السماء وابتزها من الارض فكان فتقها الذى ذكر الله * قوله تعالى (وجعلنا من الماء كل شئ حى) * أخرج أحمد وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قلت يا رسول الله انى إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عينى فانبئنى عن كل شئ قال كل شئ خلق من الماء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى العالية
[ 318 ]
رضى الله عنه في قوله وجعلنا من الماء كل شئ حى قال نطفة الرجل * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه في قوله وجعلنا من الماء كل شئ حى قال خلق كل شئ من الماء وهو حياة كل شئ * قوله تعالى (وجعلنا فيها فجاجا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وجعلنا فيها فجاجا سبلا قال بين الجبال * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله فجاجا أي اعلاما سبلا أي طرقا * قوله تعالى (وجعلنا السماء سقفا محفوظا) * أخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وجعلنا السماء سقفا محفوظا قال مرفوعا وهم عن آياتها معرضون قال الشمس والقمر والنجوم من آيات السماء * قوله تعالى (وهو الذى خلق الليل والنهار) * أخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة ان اليهود قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم ما يوم الجمعة قال خلق الله في ساعتين منه الليل والنهار * قوله تعالى (كل في فلك يسبحون) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله كل في فلك قال دوران يسبحون قال يجرون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله كل في فلك قال فلكة كفلكة المغزل يسبحون قال يدورون في أبواب السماء كما تدور الفلكة في المغزل * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله كل في فلك قال هو فلك السماء * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن حسان بن عطية قال الشمس والقمر والنجوم مسخرة في فلك بين السماء والارض * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله كل في فلك قال الفلك الذى بين السماء والارض من مجارى النجوم والشمس والقمر وفى قوله يسبحون قال يجرون * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الكلبى رضى الله عنه قال كل شئ يدور فهو فلك * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضى الله عنه في قوله كل في فلك يسبحون النجوم والشمس والقمر قال كفلكة المغزل قال هو مثل حسبان قال فلا يدور المغزل الا بالفلكة ولا تدور الفلكة الا بالمغزل ولا يدور الرحى الا بالحسبان ولا يدور الحسبان الا بالرحى كذلك النجوم والشمس والقمر لا يدمن الا به ولا يدوم الا بهن قال والحسبان والفلك يصيران إلى شئ واحد غير ان الحسبان في الرحى كالفلكة في المغزل * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله كل في فلك قال الفلك كهيئة حديدة الرحى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتاد كل في فلك يسبحون قال يجرون في فلك السماء كما رأيت * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه كل في فلك يسبحون قال هو الدوران * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله عنه كل في فلك يسبحون قال المغزل قال كما تدور الفلكة في المغزل * وأخرج عبد ابن حميد عن الضحاك رضى الله عنه كل في ذلك يسبحون قال يجرون قال وكان عبد الله يقرأ كل في فلك يعملون * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله كل في فلك يسبحون قال يجرون * قوله تعالى (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال لما نعى جبريل للنبى صلى الله عليه وسلم نفسه قال يا رب فمن لامتي فنزلت وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد الآية * واخرج ابن أبى شيبة عن ابن عمر رضى الله عنه قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبو بكر رضى الله عنه في ناحية المدينة فجاء فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسجى فوضع فاه على جبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يقلبه ويبكى ويقول بابى وأمى طبت حيا وطبت ميتا فلما خرج مر بعمر بن الخطاب رضى الله عنه وهو يقول ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يموت حتى يقتل الله المنافقين وحتى يخزى الله المنافقين قال وكانوا قد استبشروا بموت النبي صلى الله عليه وسلم فرفعوا رؤسهم فقال أيها الرجل اربع على نفسك فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات ألم تسمع الله يقول انك ميت وانهم ميتون وقال وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفائن مت فهم الخالدون قال ثم أتى المنبر فصعده فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس ان كان محمد صلى الله عليه وسلم الهكم الذى تعبدون فان محمدا قد مات وان كان الهكم الذى في السماء فان الهكم لم يمت ثم تلا وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفائن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم حتى ختم الآية ثم نزل وقد استبشر المسلمون بذلك واشتد فرحهم
[ 319 ]
وأخذت المنافقين الكآبة قال عبد الله بن عمر فو الذين نفسي بيده لكأنما كانت على وجوهنا أغطية فكشفت * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عائشة قالت دخل أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وقد مات فقبله وقال وانبياه واخليلاه واصفياه ثم تلا وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد الآية وقوله انك ميت وانهم ميتون * قوله تعالى (ونبلوكم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم واللالكائى في السنة عن ابن عباس في قوله ونبلوكم بالشر والخير فتنة قال نبتليكم بالشدة والرخاء والصحة والسقم والغنى والفقر والحلال والحرام والطاعة والمعصية والهدى والضلالة والله أعلم * قوله تعالى (وإذا رآك الذين كفروا) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على أبى سفيان وأبى جهل وهما يتحدثان فلما رآه أبو جهل ضحك وقال لابي سفيان هذا نبى بنى عبد مناف فغضب أبو سفيان فقال ما تنكرون أن يكون لبنى عبد مناف نبى فسمعها النبي صلى الله عليه وسلم فرجع إلى أبى جهل فوقع به وخوفه وقال ما أراك منتهيا حتى يصيبك ما أصاب عمك وقال لابي سفيان أما انك لم تقل ما قلت الا حمية فنزلت هذه الآية وإذا رآك الذين كفروا ان يتخذونك الا هزوا الآية * قوله تعالى (خلق الانسان من عجل) الآية * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال لما نفخ في آدم الروح ماد في رأسه فعطس فقال الحمد لله فقالت الملائكة يرحمك الله فذهب لينهض قبل أن تمور في رجليه فوقع فقال الله خلق الانسان من عجل * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال أول ما نفخ فيه الروح نفخ في رأسه ثم في ركبتيه فذهب ليقوم قال خلق الانسان من عجل * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد رضى الله عنه في قوله خلق الانسان من عجل قال آدم حين خلق بعد كل شئ آخر النهار من يوم خلق الخلق فلما أجرى الروح في عينيه ولسانه ورأسه ولم يبلغ أسفله قال يا رب استعجل بخلقي قبل غروب الشمس * وأخرج ابن المنذر عن ابن جرير قال نفخ الرب تبارك وتعالى الروح في نافوخ آدم فابصر ولم يعقل حتى إذا بلغ الروح قلبه ونظر فرأى الجنة فعرف أنه ان قام دخلها ولم يبلغ الروح أسفله فتحرك فذلك قوله تعالى خلق الانسان من عجل * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله خلق الانسان من عجل قال خلق عجولا والله أعلم * قوله تعالى (لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار) الآية * أخرج البخاري ومسلم عن عدى بن حاتم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما منكم أحد الا سيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه حجاب يحجبه ولا ترجمان يترجم له فيقول ألم اوتك مالا فيقول بلى فيقول ألم أرسل اليك رسولا فيقول بلى فينظر عن يمينه فلا يرى الا النار وينظر عن يساره فلا يرى الا النار وينظر بين يديه فلا يرى الا النار فليتق أحدكم النار ولو بشق تمرة فان لم يجد فبكلمة طيبة * قوله تعالى (قل من يكلؤكم) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله قل من يكلؤكم قال يحرسكم وفى قوله ولا هم منا يصحبون قال لا ينصرون * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ولا هم منا يصحبون قال لا ينصرون * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله قل من يكلؤكم قال يحفظكم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ولا هم منا يصحبون قال لا يجارون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله ولا هم منا يصحبون قال يمنعون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم يعنى الآلهة ولا هم منا يصحبون يقول لا يصحبون من الله بخير وفى قوله أفلا يرون انا ناتى الارض ننقصها من أطرافها قال كان الحسن يقول ظهور النبي صلى الله عليه وسلم على من قاتله أرضا أرضا وقوما قوما وقوله ألهم لغالبون أي ليسوا بغالبين ولكن الرسول هو الغالب وفى قوله قل انما أنذركم بالوحى أي بهذا القرآن ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون يقول ان الكافر أصم عن كتاب الله لا يسمعه ولا ينتفع به ولا يعقله كما يسمعه أهل الايمان وفى قوله ولئن مستهم نفحة يقول لئن أصابتهم عقوبة * قوله تعالى (ونضع الموازين) الآية * أخرج أحمد والترمذي وابن جرير في تهذيبه وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن عائشة أن رجلا قال يا رسول الله ان لى مملوكين يكذبوننى ويخونونني ويعصونني وأضربهم وأشتمهم فكيف أنا منهم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك
[ 320 ]
وعقابك اياهم فان كان عقابك اياهم دون ذنوبهم كان فضلا لك وان كان عقابك اياهم بقدر ذنوبهم كان كفافا لا لك ولا عليك وان كان عقابك اياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل فجعل الرجل يبكى ويهتف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما تقرأ كتاب الله ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيأ وان كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين فقال الرجل يا رسول الله ما أجد لى ولهم شيأ خيرا من مفارقتهم أشهدك انهم أحرار * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول وابن أبى حاتم عن رفاعة بن رافع الزرقى قال قال رجل يا رسول الله كيف ترى في رقيقنا نضربهم فقال توزن ذنوبهم وعقوبتكم اياهم فان كانت عقوبتكم أكثر من ذنوبهم أخذوا منكم قال أفرأيت سبنا اياهم قال توزن ذنوبهم واذاكم اياهم فان كان اذاكم اياهم أكثر اعطوا منكم قال أرأيت يا رسول الله ولدى أضربهم قال انك لا تتهم في ولدكم ولا تطيب نفسك تشبع ويجوعون وتكسى ويعرون * وأخرج الحكيم عن زيد بن أسلم قال قال رجل يا رسول الله ما تقول في ضرب المماليك قال ان كان ذلك في كنهه والا اقيد منكم يوم القيامة قيل يا رسول الله ما تقول في سبهم قال مثل ذلك قال يا رسول الله فانا نعاقب أولادنا ونسبهم قال انهم ليسوا مثل اولادكم لانكم لا تتهمون على اولادكم * وأخرج الحكيم عن زياد بن ابى زياد قال قال رجل يا رسول الله ان لى مالا وان لى خدما وانى اغضب فاعرم واشتم واضرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم توزن ذنوبه بعقوبتك فان كانت سواء فلا لك ولا عليك وان كانت العقوبة اكثر فانما هو شئ يؤخذ من حسناتك يوم القيامة فقال الرجل اوه أوه يؤخذ من حسناتي اشهدك يا رسول الله ان مماليكى احرارنا لا امسك شيأ يؤخذ من حسناتي له قال فحسبت ماذا ألم تسمع إلى قوله تعالى ونضع الموازين القسط الآية * وأخرج ابن ابى شيبة وأحمد في الزهد والبيهقي في البعث عن ابن مسعود قال يجاء بالناس يوم القيامة إلى الميزان فيتجادلون عنده اشد الجدال * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ونضع الموازين القسط الآية قال هو كقوله الوزن يومئذ الحق * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد انه كان يقرأ وان كان مثقال حبة من خردل آتينا بها بمد الالف قال جازينا بها * وأخرج ابن أبى حاتم عن عاصم بن أبى النجود انه كان يقرا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها على معنى جئنا بها لا يمد أتينا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله وان كان مثقال حبة قال وزن حبة وفى قوله وكفى بنا حاسبين قال محصين * قوله تعالى (ولقد آتينا موسى) الآية * أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن عباس انه كان يقرأ ولقد آتينا موسى وهرون الفرقان وضياء ويقول خذوا هذه الواو واجعلوها ههنا والذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء قال انزعوا هذه الواو واجعلوها في الذين يحملون العرش ومن حوله * وأخرج عبد بن حميد عن أبى صالح ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان قال التوراة * وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان قال الفرقان التوراة حلالها وحرامها مما فرق الله بين الحق والباطل * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان قال الفرقان الحق آتاه الله موسى وهارون فرق بينهما وبين فرعون فصل بينهم بالحق وقرأ وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان قال يوم بدر * قوله تعالى (الذين يخشون ربهم بالغيب) * أخرج الحكيم الترمذي في النوادر الاصول عن الحسن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله تبارك وتعالى وعزتي لا أجمع على عبدى خوفين ولا أجمع له امنين فمن خافني في الدنيا امنته في الآخرة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن قتادة في قوله وهذا ذكر مبارك انزلناه أي هذا القرآن * وأخرج عبد بن حميد وابن ابى حاتم عن ميمون بن مهران قال خصلتان فيهما البركة القرآن والمطر وتلا وأنزلنا من السماء ماء وهذا ذكر مبارك والله اعلم * قوله تعالى (ولقد آتينا ابراهيم رشده) الاآيات * أخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد في قوله ولقد آتينا ابراهيم رشده قال هديناه صغيرا وفى قوله ما هذه التماثيل قال الاصنام * وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله ولقد آتينا ابراهيم رشده يقول آتيناه هداه * وأخرج ابن المنذر وابن ابى حاتم عن قتادة في قوله التى انتم لها عاكفون قال عابدون
[ 321 ]
وفى قوله قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين أي على دين وانا متبعوهم على ذلك * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن ابى الدنيا في ذم اللاهى وابن المنذر وابن ابى حاتم والبيهقي في الشعب عن على بن ابى طالب انه مر على قوم يلعبون بالشطرنج فقال ما هذه التماثيل التى انتم لها عاكفون لامن يمس احدكم جمرا حتى يطفا خير له من ان بمسها * وأخرج ابن عساكر عن على قال لا يسلم على اصحاب النردشير والشطرنج * قوله تعالى (وتالله لاكيدن أصنامكم) الآيات * أخرج ابن ابى حاتم عن ابن مسعود قال لما خرج قوم ابراهيم إلى عيدهم مروا عليه فقالوا يا ابراهيم الا تخرج معنا قال انى سقيم وقد كان بالامس قال تالله لاكيدن اصنامكم بعد ان تولوا مدبرين فسمعه ناس منهم فلما خرجوا انطلق إلى اهله فاخذ طعاما ثم انطلق إلى آلهتهم فقربه إليهم فقال ألا تأكلون فكسرها الا كبيرهم ثم ربط في يده الذى كسر به آلهتهم فلما رجع القوم من عيدهم دخلوا فإذا هم بآلهتهم قد كسرت وإذا كبيرهم في يده الذى كسر به الاصنام قالوا من فعل هذا بآلهتنا فقال الذين سمعوا ابراهيم قال تالله لاكيدن اصنامكم سمعنا فتى يذكرهم فجادلهم عند ذلك ابراهيم * وأخرج ابن ابى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وتالله لاكيدن أصنامكم قال قول ابراهيم حين استتبعه قومه إلى عيدهم فابى وقال انى سقيم فسمع منه وعيده أصنامهم رجل منهم استأخر وهو الذى قال سمعنا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم وجعل ابراهيم الفاس التى أهلك بها أصنامهم مسندة إلى صدر كبيرهم الذى ترك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة أن أنا ابراهيم خليل الرحمن كان يعمل هذه الاصنام ثم يشكها في حبل ويحمل ابراهيم على عنقه ويدفع إليه المشكوك يدور يبيعها فجاء رجل يشترى فقال له ابراهيم ما تصنع بهذا حين تشتريه قال أسجد له قال له ابراهيم أنت شيخ تسجد لهذا الصغير انما ينبغى للصغير أن يسجد للكبير فعندها قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وتالله لاكيدن أصنامكم قال ترى أنه قال ذلك من حيث لا يسمعون فجعلهم جذاذا قال قطعا الا كبيرا لهم يقول الا كبير آلهتهم وأنفسها وأعظمها في أنفسهم لعلهم إليه يرجعون قال كايدهم بذلك لعلهم يتذكرون أو يبصرون وفى قوله قالوا فائتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون قال كرهوا أن يأخذوه بغير بينة وفى قوله أنت فعلت هذا بآلهتنا يا ابراهيم إلى قوله أنتم الظالمون قال وهذه هي الخصلة التى كايدهم بها ثم نكسوا على رؤسهم قال ادركت القوم غيرة سوء فقالوا لقد علمت ما هؤلاء ينطقون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن عباس في قوله جذاذا قال حطاما * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله جذاذا قال فتاتا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله بل فعله كبيرهم هذا قال عظيم آلهتهم * وأخرج أبو داود والترمذي وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكذب ابراهيم في شئ قط الا في ثلاث كلهن في الله قوله انى سقيم ولم يكن سقيما وقوله لسارة أختى وقوله بل فعله كبيرهم هذا * وأخرج أبو يعلى عن أبى سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ياتي الناس ابراهيم فيقولون اشفع لنا إلى ربك فيقول انى كذبت ثلاث كذبات فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما منها كذبة الا ما حل بها عن دين الله قوله انى سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا وقوله لسارة انها أختى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله فرجعوا إلى أنفسهم قال نظر بعضهم إلى بعض * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد ثم نكسوا على رؤسهم قال في الرأى * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى مالك في قوله أف يعنى الردئ من الكلام * قوله تعالى (قالوا حرقوه) الآيات * أخرج ابن جرير عن مجاهد قال تلوت هذه الآية على عبد الله بن عمر فقال أتدرى يا مجاهد من الذى أشار بتحريق ابراهيم بالنار قلت لا قال رجل من أعراب فارسي يعنى الاكراد * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال لما جمع لابراهيم عليه السلام ما جمع وألقى في النار جعل خازن المطر يقول متى اومر بالمطر فارسله فكان أمر الله أسرع قال الله كونى بردا وسلاما فلم يبق في الارض نار الا طفئت * وأخرج أحمد والطبراني وأبو يعلى وابن أبى حاتم عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان ابراهيم حين ألقى في النار لم تكن في الارض دابة الا تطفئ عنه النار غير الوزغ فانه كان ينفخ على ابراهيم فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله * وأخرج ابن مردويه عن أم
[ 322 ]
شريك ان النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الاوزاغ وقال كانت تنفخ على ابراهيم صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد الرزاق في المصنف أخبرنا معمر عن قتادة عن بعضهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كانت الضفدع تطفئ النار عن ابراهيم وكانت الوزغ تنفخ عليه ونهى عن قتل هذا وأمر بقتل هذا أخرجه وابن المنذر قال أيضا أخبرنا أبو سعيد الشامي عن أبان عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الضفدع فان صوته تسبيح وتقديس وتكبير ان البهائم استأذنت ربها في أن تطفئ النار عن ابراهيم فاذن للضفادع فتراكبت عليه فابدلها الله بحر النار برد الماء * وأخرج أبو يعلى وأبو نعيم وابن مردويه والخطيب عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ألقى ابراهيم في النار قال اللهم انك في السماء واحد وأنا في الارض واحد أعبدك * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف وابن المنذر عن ابن عمر وقال أول كلمة قالها ابراهيم حين ألقى في النار حسبنا الله ونعم الوكيل * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن كعب قال ما أحرقت النار من ابراهيم الا وثاقه * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن المنهال بن عمر وقال أخبرت ان ابراهيم ألقى في النار فكان فيها اما خمسين واما أربعين قال ما كنت أياما وليالي قط أطيب عيشا إذ كنت فيها وددت ان عيشي وحياتي كلها مثل عيشي إذ كنت فيها * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال لما ألقى ابراهيم خليل الرحمن في النار قال الملك خازن المطر يا رب ان خليلك ابراهيم رجا أن يؤذن له فيرسل المطر فكان أمر الله أسرع من ذلك فقال يا نار كونى براد وسلاما على ابراهيم فلم يبق في الارض نار الا طفئت * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن شعيب الجبائى قال الذى قال حرقوه هبون فخسف الله به الارض فهو يتجلجل فيها لى يوم القيامة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في قوله قلنا يا نار قال كان جبريل هو الذى قالها * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال لو لم يتبع بردها سلاما لمات ابراهيم من بردها فلم يبق في الارض يومئذ نار الا طفئت ظنت انها هي تعنى * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر عن على في قوله قلنا يا نار كونى بردا وسلاما قال لولا انه قال وسلاما لقتله بردها * وأخرج ابن أبى حاتم عن شمر بن عطية قال لما أرادوا ان يلقوا ابراهيم في النار نادى الملك الذى يرسل المطر رب خليلك رجا أن يؤذن له فيرسل المطر فقال الله يا نار كونى بردا وسلاما على ابراهيم فلم يبق في الارض يومئذ نار الا بردت * وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد من طريق أبى هلال عن بكر ابن عبد الله المزني قال لما أرادوا ان يلقوا ابراهيم في النار جاءت عامة الخليقة فقالت يا رب خليلك يلقى في النار فائذن لنا نطفئ عنه قال هو خليلي ليس لى في الارض خليل غيره وانا الهه ليس له اله غيرى فان استغاثكم فاغيثوه والا فدعوه قال وجاء ملك القطر قال يا رب خليلك يلقى في النار فائذن لى ان أطفئ عنه بالمطر قال هو خليلي ليس لى في الارض خليل غيره وانا الهه ليس له اله غيرى فان استعان بك فاعنه والا فدعه قال فلما ألقى في النار دعا بدعاء نسيه أبو هلال فقال الله عزوجل يا نار كونى بردا وسلاما على ابراهيم قال فبردت في المشرق والمغرب فما انضجت يومئذ كراعا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال قال كعب ما انتفع أحد من أهل الارض يومئذ بنار ولا أحرقت النار يومئذ شيأ الا وثاق ابراهيم وقال قتادة لم تات دابة يومئذ الا أطفأت عنه النار الا الوزغ * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك قال يذكرون ان جبريل كان مع ابراهيم في النار يمسح عنه العرق * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطية قال لما القى ابراهيم في النار قعد فيها فارسلوا إلى ملكهم فجاء ينظر متعجبا فطارت منها شرارة فوقعت على ابهام رجله فاشتعل كما تشتعل الصوفة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال خرج ابراهيم من النار يعرق لم تحرق النار الا وثاقه فاخذوا شيخا منهم فجعلوه على نار كذلك فاحترق * وأخرج عبد بن حميد عن سليمان بن صرد وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ان ابراهيم لما أرادوا ان يلقوه في النار جعلوه يجمعون له الحطب فجعلت المرأة العجوز تحمل على ظهرها فيقال لها أين تريدين فتقول اذهب إلى هذا الذى يذكر آلهتنا فلما ذهب به ليطرح في النار قال انى ذاهب إلى ربى سيهدين فلما طرح في النار قال حسبى الله ونعم الوكيل فقال الله يا نار كونى بردا وسلاما على ابراهيم فقال أبو لوط وكان عمه ان النار لم تحرقه من اجل قرابته منى فارسل الله عنقا من النار فاحرقته * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن جرير عن على بن أبى طالب في قوله قلنا يا نار كونى بردا قال بردت عليه حتى
[ 323 ]
كادت تؤذيه حتى قيل وسلاما قال لا تؤذيه * وأخرج الفريابى وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال لو لم يقل وسلاما لقتله البرد * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى هريرة قال ان أحسن شئ قاله أبو ابراهيم لما رفع عنه الطبق وهو في النار وجده يرشح جبينه فقال عند ذلك نعم الرب ربك يا ابراهيم * وأخرج ابن جرير عن شعيب الجبائى قال ألقى ابراهيم في النار وهو ابن ست عشرة سنة وذبح اسحق وهو ابن سبع سنين * وأخرج ابن جرير عن معتمر بن سليمان التيمى عن بعض أصحابه قال جاء جبريل إلى ابراهيم وهو يوثق ليلقى في النار قال يا ابراهيم ألك حاجة قال أما اليك فلا * وأخرج ابن جرير عن أرقم ان ابراهيم عليه السلام قال حين جعلوا يوثقونه ليلقوه في النار لا اله الا أنت سبحانك رب العالمين لك الحمد ولك الملك لا شريك لك * وأخرج ابن جرير عن أبى العالية في قوله قلنا يا نار كونى بردا وسلاما قال السلام لا يؤذيه بردها ولولا انه قال وسلاما لكان البرد اشد عليه من الحر * واخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله فارادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين قال القوا شيخا في النار منهم لان يصيبوا نجاته كما نجا ابراهيم فاحترق * قوله تعالى (ونجيناه ولوطا إلى الارض التى باركنا فيها للعالمين) * أخرج ابن أبى شيبة عن أبى مالك في قوله إلى الارض التى باركنا فيها للعالمين قال الشام * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى بن كعب في قوله إلى الارض التى باركنا فيها للعالمين قال الشام وما من ماء عذب الا يخرج من تلك الصخرة التى ببيت المقدس يهبط من السماء إلى الصخرة ثم يتفرق في الارض * وأخرج ابن عساكر عن عبد الله بن سالم قال بالشام من قبور الانبياء الفا قبر وسبعمائة قبر وان دمشق معقل الناس في آخر الزمان من الملاحم * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال لوط كان ابن اخى ابراهيم عليهما السلام * وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال لما هرب ابراهيم من كوثى وخرج من النار ولسانه يومئذ سرياني فلما عبر الفرات من حران غير الله لسانه فقلب عبرانيا حيث عبر الفرات وبعث نمرود في نحو أثره وقال لا تدعوا احدا يتكلم بالسريانية الا جئتموني به فلقوا ابراهيم يتكلم بالعبرانية فتركوه ولم يعرفوا لغته * وأخرج ابن عساكر عن حسان بن عطية قال أغار ملك نبط على لوط عليه السلام فسباه وأهله فبلغ ذلك ابراهيم فاقبل في طلبه في عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر فالتقى هو وتلك النبط في صحراء معفور فعبى ابراهيم ميمنة وميسرة وقلبا وكان أول من عبى الحرب هكذا فاقتتلوا فهزمهم ابراهيم واستنقذ لوطا وأهله * وأخرج عبد بن حميد عن أبى العالية ونجيناه يعنى ابراهيم ولوطا إلى الارض التى باركنا فيها للعالمين قال هي الارض المقدسة التى بارك الله فيها للعالمين لان كل ماء عذب في الارض منها يخرج يعنى من أصل الصخرة التى في بيت المقدس يهبط من السماء إلى الصخرة ثم يتفرق في الارض * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن عساكر عن قتادة رضى الله عنه ونجيناه ولوطا قال كانا بارض العراق فانجيا إلى أرض الشام وكان يقال الشام عماد دار الهجرة وما نقص من الارض زيد في الشام وما نقص من الشام زيد في فلسطين وكان يقال هي أرض المحشر والمنشر وفيها ينزل عيسى بن مريم عليه السلام وبها يهلك الله شيخ الضلالة الدجال * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله إلى الارض التى باركنا فيها قال الشام * وأخرج ابن أبى حاتم عن كعب رضى الله عنه في قوله إلى الارض التى باركنا فيها قال إلى حران * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما ووهبنا له اسحق قال ولدا ويعقوب نافلة قال ابن ابن * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه ووهبنا له اسحق قال أعطاه ويعقوب نافلة قال عطية * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الكلبى في الآية قال دعا بالحق فاستجيب له وزيد يعقوب * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحكم قال النافلة ابن الابن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله وجعلناهم أئمة يهدون الآية قال جعلهم الله أئمة يقتدى بهم في أمر الله * قوله تعالى (ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التى كانت تعمل الخبائث) الآيتين * أخرج ابن عساكر عن أبى امامة الباهلى قال كان في قوله لوط عشر خصال يعرفون بها لعب الحمام ورمى البندق والمكاء والخذف في الانداء وتسبيط الشعر وفرقعة العلك واسبال الازار وحبس الاقبية واتيان الرجال والمنادمة على الشراب وستزيد هذه الامة عليها * وأخرج ابن أبى الدنيا في ذم الملاهي وابن عساكر عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال ستة من اخلاق
[ 324 ]
قوم لوط في هذه الامة الجلاهق والصفر والبندق والخذف وحل ازار القباء ومضغ العلك * وأخرج اسحق بن بشر والخطيب وابن عساكر عن الحسن رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر خصال عملتها قوم لوط بها اهلكوا وتزيدها أمتى بخلة اتيان الرجال بعضهم بعضا ورميهم بالجلاهق والخذف ولعبهم بالحمام وضرب الدفوف وشرب الخمور وقص اللحية وطول الشارب والصفر والتصفيق ولباس الحرير وتزيدها أمتى بخلة اتيان النساء بعضهن بعضا * وأخرج ابن عساكر عن الزبير رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سنن قوم لوط قد فقدت الا ثلاثا جر نعال السيوف وقصف الاظفار وكشف العورة * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله وأدخلناه في رحمتنا قال في الاسلام * قوله تعالى (وداود وسليمان) الآية * أخرج الحاكم عن وهب قال داود بن ايشا بن عويد بن عابر من ولد يهوذا بن يعقوب وكان قصيرا أزرق قليل الشعر طاهر القلب * وأخرج ابن جرير عن مرة رضى الله عنه في قوله إذ يحكمان في الحرث قال كان الحرث تبتا فنفشت فيه ليلا فاختصموا فيه إلى داود فقضى بالغنم لاصحاب الحرث فمروا على سليمان فذكروا ذلك له فقال لا تدفع الغنم فيصيبون منه ويقوم هؤلاء على جرثهم فإذا عاد كما كان ردوا عليهم فنزلت ففهمناها سليمان * وأخرج بن جرير وابن مردويه والحاكم والبيهقي في سننه عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم قال كرم قد أنبتت عنا قيده فافسدته الغنم فقضى داود بالغنم لصاحب الكرم فقال سليمان أغير هذا يا نبى الله قال وما ذاك قال تدفع الكرم إلى صاحب الغنم فيقول عليه حتى يعود كما كان وتدفع الغنم إلى صاحب الكرم فيصيب منها حتى إذا عاد الكرم كما كان دفعت الكرم لصاحبه ودفعت الغنم إلى صاحبها فذلك قوله ففهمناها سليمان * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مسروق قال الحرث الذى نفشت فيه غنم القوم انما كان كرما نفشت فيه غنم القوم فلم تدع فيه ورقة ولا عنقودا من عنب الا أكلته فاتوا داود فاعطاهم رقابها فقال سليمان ان صاحب الكرم قد بقى له أصل كرمه وأصل أرضه بل تؤخذ الغنم فيعطاها أهل الكرم فيكون لهم لبنها وصوفها ونفعها ويعطى أهل الغنم الكرم فيعمرونه ويصلحونه حتى يعود كالذى كان ليلة نفشت فيه الغنم ثم يعطى أهل الغنم غنمهم وأهل الكرم كرمهم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وداود وسليمان إلى قوله وكنا لحكمهم شاهدين يقول كنا لما حكما شاهدين وذلك ان رجلين دخلا على داود أحدهما صاحب حرث والآخر صاحب غنم فقال صاحب الحرث ان هذا أرسل غنمه في حرثى فلم تبق من حرثى شيأ فقال له داود اذهب فان الغنم كلها لك فقضى بذلك داود ومر صاحب الغنم بسليمان فاخبره بالذى قضى به داود فدخل سليمان على داود فقال يا نبى الله ان القضاء سوى الذى قضيت فقال كيف قال سليمان ان الحرث لا يخفى على صاحبه ما يخرج منه في كل عام فله من صاحب الغنم أن ينتفع من أولادها وأصوافها وأشعارها حتى يستوفى ثمن الحرث فان الغنم لها نسل كل عام فقال داود قد أصبت القضاء كما قضيت ففهمها الله سليمان * وأخرج ابن جرير وعبد الرزاق عن مجاهد في الآية قال أعطاهم داود رقاب الغنم بالحرث وحكم سليمان بجزة الغنم وألبانها لاهل الحرث وعليهم رعاؤها ويحرث لهم أهل الغنم حتى يكون الحرث كيهئته يوم أكل ثم يدفعونه إلى أهله ويأخذون غنمهم * واخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه في الآية قال النفش بالليل والهمل بالنهار ذكر لنا أن غنم القوم وقعت في زرع ليلا فرفع ذلك إلى داود فقضى بالغنم لاصحاب الزرع فقال سليمان ليس كذلك ولكن له نسلها ورسلها وعوارضها وجزازها حتى إذا كان من العام المقبل كهيئة يوم أكل دفعت الغنم إلى أربابها وقبض صاحب الزرع زرعه قال الله ففهمناها سليمان * وأخرج ابن جرير عن قتداة والزهرى في الآية قال نفشت غنم في حرث قوم فقضى داود أن ياخذوا الغنم ففهمها الله سليمان فلما أخبر بقضاء داود قال لا ولكن خذوا الغنم ولكم ما خرج من رسلها وأولادهما وأصوافها إلى الحول * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كانت امرأة عابدة من بنى اسرائيل وكانت تبتلت وكان لها جاريتان جميلتان وقد تبتلت المرأة لا تريد الرجال فقالت احدى الجاريتين للاخرى قد طال علينا هذا البلاء أما هذه فلا تريد الرجال
[ 325 ]
ولا نزال بشر ما كنا لها فلو انا فضحناها فرجمت فصرنا إلى الرجال فاتيا ماء البيض فاتياها وهى ساجدة فكشفتا عنها ثوبها ونضحتا في دبرها ماء البيض وصرختا انها قد بغت وكان من زنى فيهم حده الرجم فرفعت إلى داود وماء البيض في ثيابها فاراد رجمها فقال سليمان ائتوا بنار فانه ان كان ماء الرجال تفرق وان كان ماء البيض اجتمع فاتى بنار فوضعها عليه فاجتمع فدرأ عنها الرجم فعطف داود على سليمان فاحبه ثم كان بعد ذلك أصحاب الحرث وأصحاب الشياه فقضى داود عليه السلام بالغنم لاصحاب الحرث فخرجوا وخرجت الرعاة معهم الكلاب فقال سليمان كيف قضى بينكم فاخبروه فقال لو وليت أمرهم لقضيت بينهم بغير هذا القضاء فقيل لداود عليه السلام ان سليمان يقول كذا وكذا فدعاه فقال كيف تقضى بينهم فقال ادفع الغنم إلى أصحاب الحرث هذا العام فيكون لهم أولادها وسلالها وألبانها ومنافعها ويذر أصحاب الحرث الحرث هذا العام فإذا بلغ الحرث الذى كان عليه أخذ هؤلاء الحرث ودفعوا إلى هؤلاء الغنم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس ففشت قال رعت * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع ابن الازرق ساله عن قوله نفشت قال النفش الرعى بالليل قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول لبيد بدلن بعد النفش الوجيفا * وبعد طول الحزن الصريفا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبى شيبة وأحمد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وأبو داود وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن حرام بن محيضة ان ناقة البراء بن عازب دخلت حائطا فافسدت فيه فقضى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن على أهل الحوائط حفظها بالنهار وان ما أفسدت المواشى بالليل ضامن على أهلها * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن ناقة البراء بن عازب رضى الله عنه دخلت حائطا لقوم فافسدت عليهم فاتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال على أهل الحائط حفاظ حائطهم بالنهار وعلى أهل المواشى حفظ مواشيهم بالليل ثم تلا هذه الآية وداود وسليمان الآية ثم قال نفشت ليلا * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه انه قرأ فافهمناها سليمان * وأخرج ابن جرير عن الحسن رضى الله عنه قال كان الحكم بما قضى به سليمان ولم يعب داود في حكمه * وأخرج عبد الرزاق عن عكرمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أهون أهل النار عذابا رجل يطأ جمرة يغلى منها دماغه فقال أبو بكر الصديق رضى الله عنه وما جرمه يا رسول الله قال كانت له ماشية يغشى بها الزرع ويؤذيه وحرم الله الزرع وما حوله غلوة سهم فاحذروا أن لا 7 يستحب الرجل ماله في الدنيا ويهلك نفسه في الآخرة * قوله تعالى (وكلا آتينا حكما وعلما) * أخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما امرأتان معهما ابنان لهما جاء الذئب فاخذ أحد الابنين فتحاكما إلى داود فقضى به الكبرى فخرجتا فدعاهما سليمان فقال هاتوا السكين أشقه بينهما فقالت الصغرى يرحمك الله هو ابنها لا تشقه فقضى به للصغرى * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ان امرأة حسنا من بنى اسرائيل راودها عن نفسها أربعة من رؤسائهم فامتنعت على كل واحد منهم فاتفقوا فيها بينهم عليها فشهدوا عليها عند داود انما مكنت من نفسها كلبا لها قد عودته ذلك منها فامر برجمها فلما كان عشية ذلك اليوم جلس سليمان واجتمع معه ولدان مثله فانتصب حاكما وتزيا أربعة منهم بزى أولئك وآخر بزى المرأة وشهدوا عليها بانها مكنت من نفسها كلبا فقال سليمان فرقوا بينهم فسأل أولهم ما كان لون الكلب فقال أسود فعزله واستدعى بالآخر فسأله عن لونه فقال أحمر وقال الآخر أغبش وقال الآخر أبيض فامر عند ذلك بقتلهم فحكى ذلك لداود فاستدعى من فوره باولئك الاربعة فسألهم متفرقين عن لون ذلك الكلب فاختلفوا عليه فامر بقتلهم * وأخرج أحمد في الزهد عن ابن أبى نجيح قال قال سليمان عليه السلام أوتينا ما أوتى الناس ولم يؤتوا وعلمنا ما علم الناس ولم يعلموا فلم يجد شيأ أفضل من ثلاث كلمات الحلم في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى وخشية الله في السر والعلانية * وأخرج أحمد عن يحيى بن أبى كثير قال قال سليمان عليه السلام لابنه يا بنى اياك وغضب الملك الظلوم فان غضبه كغضب ملك الموت * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن خيثمة قال قال سليمان عليه السلام جربنا العيش لينه
[ 326 ]
وشديده فوجدناه يكفى منه أدناه * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن يحيى بن أبى كثير قال قال سليمان لابنه يا بنى لا تكثر الغيرة على أهلك فترمى بالسوء من أجلك وان كانت بريئه يا بنى ان من الحياء صمتا ومنه وقارا يا بنى ان أحببت ان تغيظ عدوك فلا ترفع العصا عن ابنك يا بنى كما يدخل الوتد بين الحجرين وكما تدخل الحية بين الحجرين كذلك تدخل الخطيئة بين البيعين * وأخرج أحمد عن مالك بن دينار قال بلغنا ان سليمان قال لابنه امش وراء الاسد ولا تمش وراء امرأة * وأخرج أحمد عن يحيى بن أبى كثير قال قال سليمان لابنه يا بنى ان من سوء العيش نقلا من بيت إلى بيت وقال لابنه عليك بخشية الله فانها غلبت كل شئ * وأخرج أحمد عن بكر بن عبد الله ان داود عليه السلام قال لابنه سليمان أي شئ أبرد وأى شئ أحلى وأى شئ أقرب وأى شئ أبعد وأى شئ أقل وأى شئ أكثر وأى شئ آنس وأى شئ أوحش قال أحلى شئ روح الله من عباده وأبرد شئ عفو الله عن عباده وعفو العباد بعضهم عن بعض وآنس شئ الروح تكون في الجسد وأوحش شئ الجسد تنزع منه الروح وأقل شئ اليقين وأكثر شئ الشك وأقرب شئ الآخرة من الدنيا وأبعد شئ الدنيا من الآخرة * وأخرج أحمد عن يحيى بن أبى كثير قال قال سليمان لابنه لا تقطعن أمرا حتى تؤامر مرشدا فإذا فعلت ذلك فلا تحزن عليه وقال يا بنى ما أقبح الخطيئة مع المسكنة وأقبح الضلالة بعد الهدى وأقبح من ذلك رجل كان عابدا فترك عبادة ربه * وأخرج أحمد عن قتادة قال قال سليمان عليه السلام عجبا للتاجر كيف يخلص يحلف بالنهار وينام بالليل * وأخرج أحمد عن يحيى بن أبى كثير قال قال سليمان لابنه يا بنى اياك والنميمة فانها كحد السيف * وأخرج ابن المنذر وابن ابى حاتم وابن عساكر من طريق حماد بن سلمة عن حميد الطويل ان اياس بن معاوية لما استقضى أتاه الحسن فرآه حزينا فبكى اياس فقال ما يبكيك فقال يا أبا سعيد بلغني ان القضاة ثلاثة رجل اجتهد فأخطأ فهو في النار ورجل مال به الهوى فهو في النار ورجل اجتهد فاصاب فهو في الجنة فقال الحسن ان فيما قص الله من نبأ داود ما يرد ذلك ثم قرأ وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث حتى بلغ وكلا آتينا حكما وعلمنا فاثنى على سليمان ولم يذم داود ثم قال أخذ الله على الحكام ثلاثة ان لا يشتروا ثمنا قليلا ولا يتبعوا الهوى ولا يخشوا الناس ثم تلا هذه الآية يا داود انا جعلناك خليفة في الارض الآية وقال فلا تخشوا الناس واخشون وقال ولا تشتروا بآياتى ثمنا قليلا * قوله تعالى (وسخرنا مع داود الجبال) الآيتين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن قتادة في قوله وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير قال يصلين مع داود إذا صلى وعلمناه صنعة لبوس لكم قال كانت صفائح فاول من مدها وحلقها داود عليه السلام * وأخرج عن السدى في قوله وعلمناه صنعة لبوس لكم قال هي دروع الحديد لتحصنكم من باسكم قال من رتع السلاح فيكم * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ لنحصنكم بالنون * واخرج الفريابى عن سليمان بن حيان قال كان داود إذا وجد فترة أمر الجبال فسبحت حتى يشتاق * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كان عمر آدم آلف سنة وكان عمر داود ستين سنة فقال آدم أي رب زده من عمرى أربعين سنة فاكمل لآدم ألف سنة وأكمل لداود مائة سنة * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف وابن أبى الدنيا في ذكر الموت والحاكم وصححه عن ابن عباس قال مات داود عليه السلام يوم السبت فجأة فعكفت الطير عليه تظله * قوله تعالى (ولسليمان الريح) * أخرج ابن أبى شيبة والحاكم وصححه عن ابن عباس قال كان سليمان عليه السلام يوضع له ستمائة الف كرسى ثم يجئ أشراف الناس فيجلسون مما يليه ثم يجئ أشراف الجن فيجلسون مما يلى أشرف الانس ثم يدعو الطير فتظلهم ثم يدعو الريح فتحملهم فيسير مسيرة شهر في الغداة الواحدة * وأخرج الحاكم عن محمد بن كعب قال بلغنا ان سليمان عليه السلام كان عسكره مائة فرسخ خمسة وعشرون منها للانس وخمسة وعشرون للجن وخمسة وعشرون للوحش وخمسة وعشرون للطير وكان له ألف بيت من قوارير على الخشب فيها ثلثمائة حرة وسبعمائة سرية فامر الريح العاصف فرفعته فامر الريح فسارت به فأوحى الله إليه انى أزيد في ملكك ان لا يتكلم أحد بشئ الا جاءت الريح فاخبرتك * وأخرج ابن أبى حاتم عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال كان سليمان يامر الريح فتجتمع كالطود العظيم ثم يامر بفراشه فيوضع على أعلى مكان منها ثم يدعو بفرس من ذوات الاجنحة فترتفع حتى تصعد على فراشه ثم يامر الريح
[ 327 ]
فترتفع به كل شرف دون السماء فهو يطاطئ رأسه ما يلتفت يمينا ولا شمالا تعظيما لله وشكرا لما يعلم من صغر ما هو فيه في ملك الله يضعه الريح حيث يشاء ان يضعه * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد قال كان لسليمان مركب من خشب وكان فيه الف ركن في كل ركن الف بيت يركب معه فيه الجن والانس تحت كل ركن ألف شيطان يرفعون ذلك المركب فإذا ارتفع جاءت الريح الرخاء فسارت به وساروا معه فلا يدرى القوم الا قد أظلهم من الجيوش والجنود * وأخرج ابن عساكر عن السدى في قوله ولسليمان الريح عاصفة قال الريح الشديدة تجرى بامره إلى الارض التى باركنا فيها قال أرض الشام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ولسليمان الريح الآية قال ورث الله سليمان داود فورثه نبوته وملكه وزاده على ذلك انه يسخر له الرياح والشياطين * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عمر انه قرأ ولسليمان الريح يقول سخرنا له الريح * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله ومن الشياطين من يغوصون له قال يغوصون في الماء * وأخرج الطبراني والديلمي عن ابن مسعود قال ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رقية الحية فقال اعرضها على فعرضها عليه بسم الله شجنية قرنية ملحة بحر قفطا فقال هذه مواثيق أخذها سليمان على الهوام ولا أرى بها باسا * وأخرج الحاكم عن الشعبى قال أرخ بنو اسحق من مبعث موسى إلى ملك سليمان * قوله تعالى (وأيوب) الآية * أخرج الحاكم من طريق سمرة عن كعب قال كان ايوب بن اموص نبى الله الصابر طويلا جعد الشعر واسع العينين حسن الخلق وكان على جبينه مكتوب المبتلى الصابر وكان قصير العنق عريض الصدر غليظ الساقين والساعدين كان يعطى الارامل ويكسوهم جاهدا ناصحا لله * وأخرج الحاكم عن وهب قال أيوب بن أموص بن رزاح بن عيص بن اسحق بن ابراهيم الخليل * وأخرج ابن سعد عن الكلبى قال أول نبى بعث ادريس ثم نوح ثم ابراهيم ثم اسمعيل واسحق ثم يعقوب ثم يوسف ثم لوط ثم هود ثم صالح ثم شعيب ثم موسى وهارون ثم الياس ثم اليسع ثم يونس ثم أيوب * وأخرج ابن عساكر عن وهب قال كان أيوب أعبد أهل زمانه وأكثرهم مالا فكان لا يشبع حتى يشبع الجائع وكان لا يكتسى حتى يكسى العارى وكان ابليس قد أعياه أمر أيوب لقوته فلا يقدر عليه وكان عبدا معصوما * وأخرج أحمد في الزهد وابن عساكر عن وهب انه سئل ما كانت شريعة قوم أيوب قال التوحيد واصلاح ذات البين وإذا كانت لاحد منهم حاجة خر لله ساجدا ثم طلب حاجته قيل فما كان ماله قال كان له ثلاثة آلاف فدان مع كل فدان عبد مع كل عبد وليدة ومع كل وليدة أتان وأربعة عشر ألف شاة ولم يبت ليلة له الا وضيف وراء بابه ولم ياكل طعامه الا ومعه مسكين * وأخرج البيهقى في الشعب عن سفيان الثوري قال ما أصاب ابليس من أيوب في مرضه الا الانين * وأخرج ابن عساكر عن عقبة بن عامر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله لايوب تدرى ما جرمك إلى حتى ابتليتك فقال لا يا رب قال لانك دخلت على فرعون فداهنت عنده في كلمتين * واخرج ابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال انما كان ذنب ايوب انه استعان به مسكين على ظلم يدرؤه عنه فلم يعنه ولم يامر بمعروف وينه الظالم عن ظلم المسكين فابتلاه الله * وأخرج ابن عساكر عن الليث بن سعد قال كان السبب الذى ابتلى فيه أيوب أنه دخل أهل قريته على ملكهم وهو جبار من الجبابرة وذكر بعض ما كان ظلمه الناس فكلموه فابلغوا في كلامه ورفق أيوب في كلامه له مخافة منه لزرعه فقال الله اتقيت عبدا من عبادي من أجل زرعك فانزل الله به ما أنزل من البلاء * وأخرج ابن عساكر عن أبى ادريس الخولانى قال اجدب الشام فكتب فرعون إلى أيوب أن هلم الينا فان لك عندنا سعة فاقبل بخيله وماشيته وبنيه فاقطعهم فدخل شعيب فقال فرعون أما تخاف ان يغضب غضبة فيغضب لغضبه أهل السموات والارض والجبال والبحار فسكت أيوب فلما خرجا من عنده أوحى الله إلى أيوب أو سكت عن فرعون لذهابك إلى أرضه استعد للبلاء قال فدينى قال أسلمه لك قال لا أبالى * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو نعيم وابن عساكر عن يزيد بن ميسرة قال لما ابتلى الله أيوب بذهاب المال والاهل والولد فلم يبق له شئ أحسن الذكر والحمد لله رب العالمين ثم قال احمدك رب الذى أحسنت إلى قد اعطيتني المال والولد فلم يبق من قلبى شعبة الا قد دخلها ذلك فاخذت ذلك كله منى وفرغت قلبى فليس يحول بينى وبينك شئ لا يعلم عدوى ابليس الذى وصفت إلى حسدني فلقى ابليس من هذا شيا منكرا
[ 328 ]
* وأخرج ابن أبى شيبة واحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو نعيم في الحلية عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال كان لايوب اخوان فجاآ يوما فلم يستطيعا ان يدنوا منه من ريحه فقاما من بعيد فقال أحدهما للآخر لو كان الله علم من أيوب خيرا ما ابتلاه بهذا فجزع أيوب من قولهما جزعا لم يجزع من شئ قط مثله قال اللهم ان كنت تعلم انى لم أبت ليلة قط شبعا وأنا اعلم مكان جائع فصدقني فصدق من السماء وهما يسمعان ثم خر ساجدا وقال اللهم بعزتك لا أرفع رأسي حتى تكشف عنى فما رفع رأسه حتى كشف الله عنه * وأخرج ابن عساكر عن الحسن قال ضرب أيوب بالبلاء ثم بالبلاء بعد البلاء بذهاب الاهل والمال ثم ابتلى في بدنه ثم ابتلى حتى قذف في بعض مزابل بنى اسرائيل فما يعلم أيوب دعا الله يوما أن يكشف ما به ليس الا صبرا واحتسابا حتى مر به رجلان فقال احدهما لصاحبه لو كان لله في هذا حاجة ما بلغ به هذا كله فسمع ايوب فشق عليه فقال رب مسنى الضر ثم رد ذلك إلى ربه فقال وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه اهله ومثلهم معهم قال وآتيناه أهله في الدنيا ومثلهم معهم في الآخرة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وآتيناه أهله ومثلهم معهم قال قيل له يا أيوب ان أهلك لك في الجنة فان شئت أتيناك بهم وان شئت تركناهم لك في الجنة وعوضناك مثلهم قال لا بل اتركهم لى في الجنة قال فتركوا له في الجنة وعوض مثلهم في الدنيا * واخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن نوف البكالى في قوله وآتيناه أهله ومثلهم معهم قال انى أدخرهم في الآخرة واعطى مثلهم في الدنيا فحدث بذلك مطرف فقال ما عرفت وجهها قبل اليوم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن الضحاك قال بلغ ابن مسعود ان مروان قال في هذه الآية وآتيناه أهله ومثلهم معهم قال أوتى باهل غير أهله فقال ابن مسعود بل أوتى باعيانهم ومثلهم معهم * وأخرج ابن المنذر عن الحسن في قوله وآتيناه أهله ومثلهم معهم قال لم يكونوا ماتوا ولكنهم غيبوا عنه فاتاه أهله ومثلهم معهم في الآخرة * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله وآتيناه أهله ومثلهم معهم قال أحياهم باعيانهم وزاد إليهم مثلهم * وأخرج ابن جرير عن الحسن وقتادة في قوله وآتيناه أهله ومثلهم معهم قال أحيا الله له أهله باعيانهم وزاده الله مثلهم * وأخرج ابن جرير عن الحسن ومثلهم معهم قال من نسلهم * وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن قال ما كان بقى من أيوب عليه السلام الا عيناه وقلبه ولسانه فكانت الدواب تختلف في جسده ومكث في الكناسة سبع سنين وأياما * وأخرج أحمد عن نوف البكالى قال مر نفر من بنى اسرائيل بايوب فقالوا ما أصابه ما أصابه الا بذنب عظيم أصابه فسمعها أيوب فعند ذلك قال مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين وكان قبل ذلك لا يدعو * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال لقد مكث أيوب مطروحا على كناسة سبع سنين وأشهرا ما يسأل الله ان يكشف ما به وما على وجه الارض خلق أكرم من أيوب فيزعمون ان بعض الناس قال لو كان لرب هذا فيه حاجة ما صنع به هذا فعند ذلك دعا * وأخرج ابن جرير عن وهب بن منبه قال لم يكن بايوب الا كلة انما يخرج منه مثل ثدى النساء ثم يتفقا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله انى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين قال انه لما مسه الضر أنساه الله الدعاء ان يدعوه فيكشف ما به من ضر غير انه كان يذكر الله كثيرا ولا يزيده البلاء في الله الا رغبة وحسن ايقان فلما انتهى الاجل وقضى الله انه كاشف ما به من ضر اذن له في الدعاء ويسره له كان قبل ذلك يقول تبارك وتعالى لا ينبغى لعبدي أيوب ان يدعوني ثم لا أستجيب له فلما دعا استجاب له وأبدله بكل شئ ذهب له ضعفين رد أهله ومثلهم معهم واثنى عليه فقال انا وجدناه صابرا نعم العبد انه أواب * وأخرج ابن جرير عن ليث قال أرسل مجاهد رجلا يقال له قاسم إلى عكرمة يساله عن قول الله لايوب وآتيناه أهله ومثلهم معهم فقال قيل له ان أهلك لك في الآخرة فان شئت عجلناهم لك في الدنيا وان شئت كانوا لك في الآخرة وآتيناك مثلهم في الدنيا فقال يكونون في الآخرة وأوتى مثلهم في الدنيا فرجع إلى مجاهد فقال أصاب * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظى في قوله رحمة من عندنا وذكرى للعابدين وقوله رحمة منا وذكرى لاولى الالباب قال انما هو من أصابه بلاء فذكر ما أصاب أيوب فليقل انه قد أصاب من هو خير منى نبى من الانبياء * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال بقى أيوب على كناسة لبنى اسرائيل سبع سنين وأشهرا تختلف فيه الدواب * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال ان أيوب آتاه
[ 329 ]
الله تعالى مالا وولدا وأوسع عليه فله من الشياه والبقر والغنم والابل وان عدو الله ابليس قيل له هل تقدر ان تفتن أيوب قال رب ان أيوب أصبح في دنيا من مال وولد فلا يستطيع الا شكرك فسلطني على ماله وولده فسترى كيف يطيعني ويعصيك فسلط على ماله وولده فكان ياتي الماشية من ماله من الغنم فيحرقها بالنيران ثم ياتي أيوب وهو يصلى متشبها براعى الغنم فيقول يا أيوب تصلى لربك ما ترك الله لك من ماشيتك شيأ من الغنم الا أحرقها بالنيران وكنت ناحية فجئت لاخبرك فيقول أيوب اللهم أنت أعطيت وأنت أخذت مهما يبق شئ أحمدك على حسن بلائك فلا يقدر منه على شئ مما يريد ثم ياتي ماشيته من البقر فيحرقها بالنيران ثم ياتي أيوب فيقول له ذلك ويرد عليه أيوب مثل ذلك وكذلك فعل بالابل حتى ما ترك له ماشية حتى هدم البيت على ولده فقال يا أيوب ارسل الله على ولدك من هدم عليهم البيوت حتى يهلكوا فيقول أيوب مثل ذلك وقال رب هذا حين أحسنت إلى الاحسان كله قد كنت قبل اليوم يشغلني حب المال بالنهار ويشغلني حب الولد بالليل شفقة عليهم فالآن أفرغ سمعي لك وبصرى وليلى ونهارى بالذكر والحمد والتقديس والتهليل فينصرف عدو الله من عنده ولم يصب منه شيا مما يريد ثم ان الله تعالى قال كيف رأيت أيوب قال ابليس ان أيوب قد علم انك سترد عليه ماله وولده ولكن سلطني على جسده فان أصابه الضر فيه أطاعنى وعصاك فسلط على جسده فاتاه فنفخ فيه نفخة اقرح من لدن قرنه إلى قدمه فأصابه البلاء بعد البلاء حتى حمل فوضع على مزبلة كناسة لبنى اسرائيل فلم يبقى له مال ولا ولد ولا صديق ولا أحد يقربه غير رحمة صبرت عليه تصدق عليه وتاتيه بطعام وتحمد الله معه إذ حمده وأيوب على ذلك لا يفتر من ذكر الله والتحميد والثناء على الله والصبر على ما ابتلاه الله فصرخ ابليس صرخة جمع فيها جنوده من أقطار الارضين جزعا من صبر أيوب فاجتمعوا إليه وقالوا له اجتمعنا اليك ما أحزنك ما أعياك قال أعيانى هذا العبد الذى سألت ربى ان يسلطني على ماله وولده فلم أدع له مالا ولا ولدا فلم يزد بذلك الا صبرا وثناء على الله تعالى وتحميدا له ثم سلطت على جسده فتركته قرحة ملقاة على كناسة بنى اسرائيل لا تقربه الا امرأته فقد افتضحت بربي فاستعنت بكم لتعينوني عليه فقالوا له أين مكرك أين علمك الذى أهلكت به من مضى قال بطل ذلك كله في أيوب فاشيروا على قالوا نشير عليك أرأيت آدم حين أخرجته من الجنة من أين أتيته قال من قبل امرأته قالوا فشأنك بايوب من قبل امرأته فانه لا يستطيع ان يعصيها وليس أحد يقربه غيرها قال أصبتم فانطلق حتى أتى امرأته وهى تصدق فتمثل لها في صورة رجل فقال أين بعلك يا أمة الله قالت ها هو ذاك يحك قروحه ويتردد الدود في جسده فلما سمعها طمع ان تكون كلمة جزع فوضع في صدرها فوسوس إليها فذكرها ما كانت فيه من النعم والمال والدواب وذكرها جمل أيوب وشبابه وما هو فيه من الضر وان ذلك لا ينقطع عنهم أبدا فصرخت فلما صرخت علم ان قد جزعت فأتاها بسخلة فقال ليذبح هذا إلى أيوب ويبرأ فجاءت تصرخ يا أيوب يا أيوب حتى متى يعذبك ربك الا يرحمك أين المال أين الشباب أين الولد أين الصديق أين لونك الحسن الذى بلى وتلدد فيه الدواب اذبح هذه السخلة واسترح قال أيوب أتاك عدو الله فنفخ فيك فوجد فيك رفقا فاجبته ويلك أرأيت ما تبكين عليه مما تذكرين مما كنا فيه من المال والولد والصحة والشباب من أعطانيه قال الله قال فكم متعنا قالت ثمانين سنة قال فمذ كم ابتلانا الله بهذا البلاء الذى ابتلانا به قالت سبع سنين وأشهرا قال ويلك والله ما عدلت ولا انصعت ربك الا صبرت حتى نكون في هذا البلاء الذى ابتلانا ربنا ثمانين سنة كما كنا في الرخاء ثمانين سنة والله لئن شفاني الله لاجلدنك مائة جلدة حيث أمرتيني ان أذبح لغير الله طعامك وشرابك الذى اتيتينى به على حرام لن أذوق شيأ مما تأتى به بعد إذ قلت لى هذا فاعز بى عنى فلا أراك فطردها فذهبت فقال الشيطان هذا قد وطن نفسه ثمانين سنة على هذا البلاء الذى هو فيه فباء بالغلبة ورفضه ونظر إلى أيوب قد طرد امرأته وليس عنده طعام ولا شراب ولا صديق ومر به رجلان وهو على تلك الحال ولا والله ما على ظهر الارض يومئذ أكرم على الله من أيوب فقال أحد لرجلين لصاحبه لو كان الله في هذا حاجة ما بلغ به هذا فلم يسمع أيوب شيأ كان أشد عليه من هذه الكلمة فقال رب مسنى الضر ثم رد ذلك إلى الله فقال وأنت أرحم الراحمين فقيل له اركض برجلك هذا مغتسل بارد فركض برجله فنبعت عين ماء فاغتسل منها فلم يبق من دائه شئ ظاهر الا سقط فاذهب الله كل الم وكل سقم وعاد إليه شبابه وجماله أحسن ما كان ثم ضرب برجله
[ 330 ]
فنبعت عين أخرى فشرب منها فلم يبق في جوفه داء الا خرج فقام صحيحا وكسى حلة فجعل يلتفت فلا يرى شيأ مما كان له من أهل ومال الا وقد أضعفه الله له حتى ذكر لنا ان الماء الذى اغتسل به تطاير على صدره جراد من ذهب فجعل يضمه بيده فأوحى الله إليه يا أيوب الم اغنك عن هذا قال بلى ولكنها بركتك فمن يشبع منها فخرج حتى جلس على مكان مشرف ثم ان امرأته قالت أرأيت ان كان طردني إلى من أكله أدعه يموت جوعا أو يضيع فتأكله السباع لارجعن إليه فرجعت فلا كناسة ترى ولا تلك الحال التى كانت وإذا الامور قد تغيرت فجعلت تطوف حيث كانت الكناسة وتبكى وذلك بعين أيوب وهابت صاحب الحلة ان تأتيه فتسأل عنه فارسل إليها أيوب فدعاها فقال ما تريدين يا أمة الله فبكت وقالت أريد ذلك المبتلى الذى كان ملقى على الكناسة لا أدرى أضاع أم ما فعل قال لها أيوب ما كان منك فبكت وقالت بعلى فهل رأيته فقال وهل تعرفينه إذا رأيته قالت وهل يخفى على أحد رآه ثم جعلت تنظر إليه ويعرفها به ثم قالت اما انه كان أشبه خلق الله بك إذ كان صحيحا قال فانى أيوب الذى أمرتيني ان أذبح للشيطان وانى أطعت الله وعصيت الشيطان ودعوت الله فرد على ما ترين ثم ان الله رحمها لصبرها معه على البلاء فأمره تخفيفا عنها ان ياخذ جماعة من الشجر فيضربها ضربة واحدة تخفيفا عنها بصبرها معه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن عساكر عن وهب قال لم يكن الذى أصاب أيوب الجذام ولكنه أصابه أشد من ذلك كان يخرج في جسده مثل ثدى المرأة ثم يتفقا * وأخرج أبو نعيم وابن عساكر موسوى عن الحسن قال ان كانت الدودة لتقع من جسد أيوب فيأخذها إلى مكانها ويقول كلى من رزق الله * وأخرج الحاكم والبيهقي في الشعب وابن عساكر عن ابن عباس ان امرأة أيوب قالت له والله قد نزل بى من الجهد والفاقة ما ان بعت قرنى برغيف فاطعمتك وانك رجل مجاب الدعوة فادع الله ان يشفيك فقال ويحك كنا في النعماء سبعين عاما فنحن في البلاء سبع سنين * وأخرج ابن أبى الدنيا وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن عساكر عن طلحة بن مصرف قال قال ابليس ما أصبت من أيوب شيأ قط أفرح به الا انى كنت إذا سمعت أنينه علمت انى أوجعته * وأخرج اسحق بن بشر وابن عساكر عن مجاهد قال ان أول من أصابه الجدرى أيوب عليه السلام * وأخرج ابن أبى الدنيا وأبو يعلى وابن جرير وابن ابى حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان أيوب لبث به بلاؤه ثمانى عشرة سنة فرفضه القريب والبعيد الا رجلين من اخوانه كانا من أخص اخوانه كانا يغدوان إليه ويروحان فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم تعلم والله لقد اذنب أيوب ذنبا ما أذنبه احد قال وما ذاك قال منذ ثمانى عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف عنه ما به فلما جاء إلى ايوب لم يصبر الرجل حتى ذكر له ذلك فقال أيوب لا أدرى ما تقول غير ان الله يعلم انى كنت أمر بالرجلين يتباعدان يذكران الله فارجع إلى بيتى فاؤلف بينهما كراهة ان يذكر الله الا في حق وكان يخرج لحاجته فإذا قضى حاجته امسكت امرأته بيده حتى يبلغ فلما كان ذات يوم أبطأ عليها فأوحى الله إلى أيوب في مكانه ان اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب فاستبطاته فاتته فأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء وهو أحسن ما كان فلما رأته قالت أي بارك الله فيك هل رأيت نبى الله المبتلى والله على ذاك ما رأيت رجلا أشبه به منك إذ كان صحيحا قال فانى انا هو قال وكان له اندران اندر للقمح واندر للشعير فبعث الله سحابتين فلما كانت احداهما على اندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض وافرغت الاخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله ووهبنا له أهله ومثلهم معهم قال رد الله امرأته إليه وزاد في شبابها حتى ولدت له ستة وعشرين ذكرا وأهبط الله إليه ملكا فقال يا أيوب ربك يقرئك السلام بصبرك على البلاء فاخرج إلى اندرك فبعث الله سحابة حمراء فهبطت عليه بجراد الذهب والملك قائم يجمعه فكانت الجراد تذهب فيتبعها حتى يردها في اندره قال الملك يا أيوب أوما تشبع من الداخل حتى تتبع الخارج فقال ان هذه بركة من بركات ربى ولست أشبع منه * وأخرج أحمد والبخاري والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينا أيوب يغتسل عريانا خر عليه جراد من ذهب فجعل أيوب يحثى في ثوبه فناداه ربه يا أيوب الم أكن اغنيتك عما ترى قال بلى وعزتك ولكن لا غنى لى
[ 331 ]
عن بركتك * وأخرج ابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما عافى الله أيوب أمطر عليه جرادا من ذهب فجعل يأخذه بيده ويجعله في ثوبه فقيل له يا أيوب اما تشبع قال ومن يشبع من فضلك ورحمتك * وأخرج اسحق بن بشر وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس ان ايوب عاش بعد ذلك سبعين سنة بارض الروم على دين الحنيفية وعلى ذلك مات وتغيروا بعد ذلك وغيروا دين ابراهيم كما غيره من كان قبلهم * وأخرج الحاكم عن وهب قال عاش ايوب ثلاثا وتسعين سنة وأوصى عند موته إلى ابنه حرمل وقد بعث الله بعده بشر بن أيوب نبيا وسماه ذا الكفل وكان مقيما بالشام عمره حتى مات ابن خمس وسبعين سنة وان بشرا أوصى إلى ابنه عبدان ثم بعث الله بعدهم شعيبا * وأخرج ابن عساكر عن أبى عبد الله الجدلي قال كان أيوب عليه السلام يقول اللهم انى أعوذ بك من جار عينه تراني وقلبه يرعانى ان رأى حسنة اطفاها وان رأى سيئة أذاعها * وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي في الشعب عن مجاهد قال يؤتى بثلاثة يوم القيامة بالغنى والمريض والعبد المملوك فيقال للغنى ما منعك من عبادتي فيقول يا رب أكثرت لى من المال فطغيت فيؤتى بسليمان عليه السلام في ملكه فيقول انت كنت أشد شغلا من هذا فيقول لا بل هذا قال فان هذا لم يمنعه ذلك أن عبدنى ثم يؤتى بالمريض فيقول ما منعك من عبادتي فيقول شغلت على جسدي فيؤتى بايوب في ضره فيقول انت كنت أشد ضرا من هذا قال لا بل هذا قال فان هذا لم يمنعه ذلك أن عبدنى ثم يؤتى بالمملوك فيقول ما منعك من عبادتي فيقول يا رب جعلت على أربابا يملكونني فيؤتى بيوسف في عبوديته فيقول انت كنت أشد عبودية أم هذا قال لا بل هذا قال فان هذا لم يمنعه أن عبدنى والله أعلم * قوله تعالى (وذا الكفل) * أخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وذا الكفل قال رجل صالح غير نبى تكفل لنبى قومه ان يكفيه امر قومه ويقيمهم له ويقضى بينهم بالعدل ففعل ذلك فسمى ذا الكفل * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد قال لما كبر اليسع قال لو انى استخلفت رجلا على الناس يعمل عليهم في حياتي حتى أنظر كيف يعمل فجمع الناس فقال من يتكفل لى بثلاث استخلفه يصوم النهار ويقوم الليل ولا يغضب قال فقام رجل تزدريه العين فقال أنا فقال انت تصوم النهار وتقوم الليل ولا تغضب قال نعم قال فرده من ذلك اليوم وقال مثلها في اليوم الآخر فسكت الناس وقام ذلك الرجل فقال انا فاستخلفه قال فجعل ابليس يقول للشياطين عليكم بفلان فاعياهم ذلك فقال دعوني واياه فاتاه في صورة شيخ كبير فقير فاتاه حين اخذ مضجعه للقائلة وكان لا ينام من الليل والنهار الا تلك النومة فدق الباب فقال من هذا قال شيخ كبير مظلوم قال فقام ففتح الباب فجعل يكثر عليه فقال ان بينى وبين قومي خصومة وانهم ظلموني وفعلوا بى وفعلوا وجعل يطول عليه حتى حضره وقت الرواح وذهبت القائلة وقال إذا رحت فائتني آخذ لك بحقك فانطلق وراح وكان في مجلسه فجعل ينظر هل يرى الشيخ الكبير المظلوم فلم يره فقام يبغيه فلما كان الغد جعل يقضى بين الناس فينتظره فلا يراه فلما راح إلى بيته جاء فدق عليه الباب فقال من هذا قال الشيخ الكبير المظلوم ففتح له فقال ألم أقل لك إذا قعدت فائتني قال انهم أخبث قال قوم إذا رحت فائتني ففاتته القائلة فراح فجعل ينظر ولا يراه وشق عليه النعاس فلما كان تلك الساعة جاء فقال له الرجل ما وراءك قال انى قد أتيته أمس فذكرت له أمرى فقال لا والله لقد أمرنا أن لا يدع أحدا يقر به فلما أعياه نظر فرأى كوة في البيت فتسور منها فإذا هو في البيت فإذا هو يدق الباب من داخل فاستيقظ الرجل فقال يا فلان ألم آمرك قال من قبلى والله لم تؤت فانظر من أين أتيت فقام إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه وإذا برجل معه في البيت فعرفه فقال له عدو الله قال نعم أعيتنى في كل شئ ففعلت ما ترى لاغضبك فسماه الله ذا الكفل لانه تكفل بامر فوفى به * وأخرج ابن أبى عن ابن عباس قال كان قاض في بنى اسرائيل فحضره الموت فقال من يقوم مقامي على أن لا يغضب فقال رجل أنا فسمى ذا الكفل فكان ليله جميعا يصلى ثم يصبح صائما فيه فيقضى بين الناس وله ساعة يقيلها فكان بذلك فاتاه الشيطان عند نومته فقال له أصحابه ما لك قال انسان مسكين له على رجل حق قد غلبنى عليه فقالوا كما أنت حتى يستيقظ قال وهو فوق نائم فجعل يصيح عمدا حتى يغضبه فسمع فقال مالك قال انسان مسكين لى على رجل حق قال اذهب فقل له يعطيك قال قد أبى قال اذهب أنت إليه فذهب ثم جاء من
[ 332 ]
الغد فقال مالك قال ذهبت إليه فلم يرفع بكلامك رأسا قال اذهب إليه أنت فذهب ثم جاء من الغد حين قال فقال له أصحابه اخرج فعل الله بك تجئ كل يوم حين ينام لا تدعه ينام فجعل يصيح من أجل أنى أنسان مسكين لو كنت غنيا فسمع أيضا قال مالك قال ذهبت إليه فضربني قال امش حتى أجئ معك فهو ممسك بيده فلما رآه ذهب معه نثر يده منه فذهب ففر * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى الدنيا في ذم الغضب وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عبد الله بن الحارث قال قال نبى من الانبياء لمن معه أيكم يكفل لى أن يصوم النهار ويقوم الليل ولا يغضب ويكون معى في درجتي ويكون بعدى في مقامي قال شاب من القوم أنا ثم أعاد فقال الشاب أنا ثم أعاد فقال الشاب أنا ثم أعاد فقال الشاب أنا فلما مات قام بعده في مقامه فاتاه ابليس بعد ما قال ليغضبه يستعديه فقال لرجل اذهب معه فجاء فاخبره أنه لم ير شيأ ثم أتاه فارسل معه آخر فجاءه فاخبره انه لم ير شيأ ثم أتاه فقام معه فاخذ بيده فانفلت منه فسمى ذا الكفل لانه كفل أن لا يغضب * واخرج ابن سعيد النقاش في كتاب القضاة عن ابن عباس قال كان نبى جمع أمته فقال أيكم يتكفل لى بالقضاء بين أمتى على ان لا يغضب فقام فتى فقال أنا يا رسول الله ثم عاد فقال الفتى أنا ثم قال لهم الثالثة أيكم يتكفل لى بالقضاء بين الناس على ان لا يغضب فقال الفتى انا فاستخلفه فاتاه الشيطان بعد حين وكان يقضى حتى إذا انتصف النهار ثم رجع ثم راح الناس فاتاه الشيطان نصف النهار وهو نائم فناداه حتى أيقظه فاستعداه فقال ان كتابك رده ولم يرفع به رأسا ثنتين وثلاثا فاخذ الرجل بيده ثم مشى معه ساعة فلما رأى الشيطان ذلك نزع يده من يده ثم فر فسمى ذا الكفل * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن حجيرة الاكبر انه بلغه انه كان ملك من ملوك بنى اسرائيل عتى في ملكه فلما حضرته الوفاة أتاه رؤسهم فقالوا استخلف علينا ملكا نفزع إليه فجمع إليه رؤسهم فقال من رجل تكفل لى بثلاث وأوليه ملكى فلم يتكلم الا فتى من القوم قال انا قال اجلس ثم قالها ثانية فلم يتكلم احد الا الفتى قال تكفل لى بثلاث وأوليك ملكى قال نعم قال تقوم الليل فلا ترقد وتصوم النهار فلا تفطر وتحكم فلا تغضب قال نعم قال قد وليتك ملكى فلما ان كان مكانه قام الليل وصام النهار وحكم فلا يعجل ولا يغضب يغدو فيجلس لهم فتمثل له الشيطان في صورة رجل فاتاه وقد تحين مقيله فقال أعدني على رجل ظلمنى فارسل معه رسولا فجعل يطوف به وذو الكفل ينظره حتى فاتته رقدته ثم انسل من وسط الناس فاتاه رسوله فاخبره فراح للناس فجلس لهم فقال الشيطان لعله يرقد الليل ولم يصم اليوم فلما أمسى صلى صلاته التى كان يصلى ثم أتاه الغد وقد تحين مقيله فقال أعدني على صاحبي فارسل معه وانتظره وتبطأ حتى فات ذو الكفل رقدته ثم أتاه الرسول فاخبره فراح ولم ينم فقال الشيطان الليلة يرقد فامسى يصلى صلاته كما كان يصلى ثم أتاه فقال قد صنعت به ما صنعت لعله يغضب قال أعدني على صاحبي فقال ألم أرسل معك رسولا قال بلى ولكن لم أجده فقال له ذو الكفل انطلق فانا أذهب معك فانطلق فطاف به ثم قال له أتدرى من أنا قال لا قال انا الشيطان كنت تكفلت لصاحبك بامر فاردت ان تدع بعضه وان الله قد عصمك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى موسى الاشعري رضى الله عنه قال ما كان ذو الكفل بنبى ولكن كان في بنى اسرائيل رجل صالح يصلى كل يوم مائة صلاة فتوفى فتكفل له ذو الكفل من بعده فكان يصلى كل يوم مائة صلاة فسمى ذا الكفل * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والترمذي وحسنه وابن المنذر وابن حبان والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طريق سعيد مولى طلحة عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان ذو الكفل من بنى اسرائيل لا يتورع من ذنب عمله فاتته امرأة فاعطاها ستين دينارا على أن يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته ارعدت وبكت فقال ما يبكيك أكرهتك قالت لا ولكنه عمل ما عملته قط وما حملني عليه الا الحاجة فقال تفعلين أنت هذا وما فعلته اذهبي فهى لك وقال والله لا أعصى الله بعدها أبدا فمات من ليلته فاصبح مكتوبا على بابه ان الله قد غفر للكفل وأخرجه ابن مردويه من طريق نافع عن ابن عمرو قال فيه ذو الكفل * قوله تعالى (وذا النون) الآيتين * أخرج ابن جرير والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس في قوله وذا النون إذ ذهب مغاضبا يقول غضب على قومه فظن أن لن نقدر عليه يقول ان لن نقضى عليه عقوبة ولا بلاء فيما صنع بقومه في غضبه عليهم وفراره قال وعقوبته أخذ
[ 333 ]
النون اياه وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله وذا النون إذ ذهب مغاضبا قال مغاضبا لقومه * وأخرج ابن أبى حاتم عن عمرو بن قيس قال كانت تكون أنبياء جميعا يكون عليهم واحد فكان يوحى إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم أرسل فلان إلى بنى فلان فقال الله إذ ذهب مغاضبا قال مغاضبا لذلك النبي * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فظن أن لن نقدر عليه قال ظن ان لن ياخذه العذاب الذى أصابه * واخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه في قوله إذ ذهب مغاضبا قال انطلق آبقا فظن أن لن نقدر عليه فكان له سلف من عمل صالح فلم يدعه الله فبه أدركه * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فظن أن لن نقدر عليه قال ظن أن لن نعاقبه بذلك * وأخرج ابن ابى حاتم عن عطية في قوله فظن أن لن نقدر عليه قال أن لن نقضى عليه * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن الضحاك في قوله فظن أن لن نقدر عليه يقول ظن أن الله لن يقضى عليه عقوبة ولا بلاء في غضبه الذى غضب على قومه وفراقه اياهم * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن الحارث قال لما التقم الحوت يونس نبذ به إلى قرار الارض فسمع تسبيح الارض فذاك الذى حاجه فناداه * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات عن الحسن رضى الله عنه في قوله فظن أن لن نقدر عليه قال ظن أن لن نعاقبه فنادى في الظلمات قال ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت أن لا اله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين قالت الملائكة صوت معروف في أرض غريبة * وأخرج ابن جرير عن قتادة والكلبي فظن أن لن نقدر عليه قالا ظن أن لن نقضى عليه العقوبة * وأخرج ابن جرير من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما فنادى في الظلمات قال ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب وعمرو بن ميمون وقتادة مثله * وأخرج أحمد في الزهد عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج أحمد في الزهد وابن أبى الدنيا في كتاب الفرج بعد الشدة وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضى الله عنه فنادى في الظلمات قال ظلمة الليل وظلمة بطن الحوت وظلمة لبحر * وأخرج ابن جرير عن سالم بن أبى الجعد قال أوحى الله تعالى إلى الحوت أن لا تضر له لحما ولا عظما ثم ابتلع الحوت حوت آخر قال فنادى في الظلمات قال ظلمة الحوت ثم حوت ثم ظلمة البحر * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك قال كل تسبيح في القرآن صلاة لا قوله سبحانك انى كنت من الظالمين * وأخرج الزبير ابن بكار في الموفقيات من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما ان معاوية قال له يوما انى قد ضربتني أمواج القرآن البارحة في آيتين لم أعرف تأويلهما ففزعت اليك قال وما هما قال قول الله وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه وأنه يفوته ان أراده وقول الله حتى إذا استيأس لرسل وطنوا أنهم قد كذبوا كيف هذا يظنون انه قد كذبهم ما وعدهم فقال ابن عباس أما يونس فظن أن لن تبلغ خطيئته أن يقدر الله عليه فيها العقاب ولم يشك ان الله ان أراده قدر عليه وأما الآية الاخرى فان الرسل استيأسوا من ايمان قومهم وظنوا ان من عصاهم لرضا في العلانية قد كذبهم في السر وذلك لطول البلاء عليهم ولم تستيئس الرسل من نصر الله ولم يظنوا انهم كذبهم ما وعدهم فقال معاوية فرجت عنى يا ابن عباس فرج الله عنك * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما دعا يونس قومه أوحى الله إليه أن العذاب يصبحهم فقال لهم فقالوا ما كذب يونس وليصبحنا العذاب فتعالوا حتى نخرج سخال كل شئ فنجعلها مع أولادنا لعل الله أن يرحمهم فاخرجوا النساء مع الولدان وأخرجوا الابل مع فصلانها وأخرجوا البقر مع عجاجيلها وأخرجوا الغنم مع سخالها فجعلوه امامهم وأقبل العذاب فلما رأوه جأروا إلى الله ودعوا وبكى النساء والولدان ورغت الابل وفصلانها وخارت البقر وعجاجيها ونعت الغنم وسخالها فرحمهم الله فصرف ذلك العذاب عنهم وغضب يونس فقال كذبت فهو قوله إذ ذهب مغاضبا فمضى إلى البحر وقوم رست سفينتهم فقال احملوني معكم فحملوه فاخرج الجعل فابوا أن يقبلوه منه فقال إذا أخرج عنكم فقبلوه فلما لجت السفينة في البحر أخذهم البحر والامواج فقال لهم يونس اطرحوني تنجوا قالوا بل نمسكك ننجوا قال فساهموني يعنى قارعوني فساهموه ثلاثا فوقعت عليه القرعة فأوحى إلى سمكة
[ 334 ]
يقال لها النجم من البحر الاخضر ان شقى البحار حتى تأخذي يونس فليس يونس لك رزقا ولكن بطنك له سجن فلا تخدشي له جلدا ولا تكسري له عظما فجاءت حتى استقبلت السفينة فقارعوه الثالثة فوقعت عليه القرعة فاقتحم الماء فالتقمته السمكة فشقت به البحار حتى انتهت به إلى البحر الاخضر * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما التقم الحوت يونس ذهب به حتى أوقفه بالارض السابعة فسمع تسبيح الارض فهيجه على التسبيح فقال لا اله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين فاخرجته حتى ألقته على الارض بلا شعر ولا ظفر مثل الصبى المنفوس فانبتت عليه شجرة تظله وياكل من تحتها من حشرات الارض فبينا هو نائم تحتها إذ تساقط ورقها قد يبست فشكا ذلك إلى ربه فقال تحزن على شجرة يبست ولا تحزن على مائة ألف أو يزيدون يعذبون * وأخرج ابن أبى حاتم وابن أبى الدنيا في الفرج وابن مردويه عن أنس رفعه ان يونس حين بدا له ان يدعو الله بالكلمات حين ناداه في بطن الحوت قال اللهم لا اله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين فاقبلت الدعوة تحف بالعرش فقالت الملائكة هذا صوت ضعيف معروف من بلاد غريبة فقال أما تعرفون ذلك قالوا يا رب ومن هو قال ذاك عبدى يونس قالوا عبدك يونس الذى لم يزل يرفع له عمل متقبل ودعوة مجابة قال نعم قالوا يا رب أفلا ترحم ما كان يصنع في الرخاء فتنجيه من البلاء قال بلى فامر الحوت فطرحه بالعراء فانبت الله عليه اليقطينة * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن مردويه وابن عساكر عن على رضى الله عنه مرفوعا ليس لعبد ان يقول أنا خير من يونس بن متى سبح الله في الظلمات * وأخرج أحمد والترمذي والنسائي والحكيم في نوادر الاصول والحاكم وصححه وابن جرير وابن أبى حاتم والبزار وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دعوة ذى النون إذ هو في بطن الحوت لا اله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين لم يدع بها مسلم ربه في شئ قط الا استجاب له * وأخرج ابن جرير عن سعد رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اسم الله الذى إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى دعوة يونس بن متى قلت يا رسول الله هي ليونس خاصة أم لجماعة المسلمين قال هي ليونس خاصة وللمؤمنين إذا دعوا بها ألم تسمع قول الله وكذلك ننجي المؤمنين فهو شرط من الله لمن دعاه * وأخرج ابن مردويه والديلمي عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذه الآية مفزع للانبياء لا اله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين نادى بها يونس في ظلمة بطن الحوت * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه قال اسم الله الاعظم الذى إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى لا اله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين * وأخرج الحاكم عن سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال هل أدلكم على اسم الله الاعظم دعاء يونس لا اله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين فايما مسلم دعا به في مرضه أربعين مرة فمات في مرضه ذلك أعطى أجر شهيد وان برأ برأ مغفورا له * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى هريرة رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على ثنية فقال ما هذه قالوا ثنية كذا وكذا قال كانى انظر إلى يونس على ناقة خطامها ليف وعليه جبة من صوف وهو يقول لبيك اللهم لبيك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغى لاحد ان يقول أنا خير من يونس بن متى نسبه إلى أبيه أصاب ذنبا ثم اجتباه ربه * وأخرج عبد بن حميد والبخاري والنسائي وابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقولن أحدكم أنا خير من يونس بن متى * وأخرج البخاري ومسلم وابن مردويه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغى لاحد أن يقول أنا خير من يونس بن متى والله أعلم * قوله تعالى (وزكريا إذ نادى ربه) الآيتين * أخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وأصلحنا له زوجه قال كان في لسان أمرأة زكريا طول فاصلحه الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والخرائطي في مساوى الاخلاق وابن عساكر عن عطاء بن أبى رياح في قوله وأصلحنا له زوجه قال كان في خلقها سوء وفى لسانها طول وهو البذاء فاصلح
[ 335 ]
الله ذلك منها * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن عساكر عن محمد بن كعب القرظى في قوله وأصلحنا له زوجه قال كان في خلقها شئ * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن عساكر عن سعيد بن جبير في قوله وأصلحنا له زوجه قال كانت لا تلد * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وأصلحنا له زوجه قال كانت لا تلد * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وأصلحنا له زوجه قال وهبنا له ولدا منها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وأصلحنا زوجه قال كان عاقرا فجعلها الله ولودا ووهب له منها يحيى وفى قوله وكانوا لنا خاشعين قال اذلاء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن جريج في قوله ويدعوننا رغبا ورهبا قال رغبا طمعا وخوفا وليس ينبغى لاحدهما ان يفارق الآخر * وأخرج ابن المبارك عن الحسن في قوله ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين قال الخوف الدائم في القلب * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله ويدعوننا رغبا ورهبا قال دام خوفهم ربهم فلم يفارق خوفه قلوبهم ان نزلت بهم رغبة خافوا ان يكون ذلك استدراجا من الله لهم وان نزلت بهم رهبة خافوا ان يكون الله عزوجل قد أمر باخذهم لبعض ما سلف منهم * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله عزوجل ويدعوننا رغبا ورهبا قال رهبا هكذا وبسط كفيه * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو نعيم في الحلية والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن حكيم قال خطبنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فانى أوصيكم بتقوى الله وان تثنوا عليه بما هو له أهل وان تخلطوا الرغبة بالرهبة فان الله أثنى على زكريا وأهل بيته فقال انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وكانوا لنا خاشعين قال متواضعين * وأخرج ابن أبى شيبة عن الضحاك وكانوا لنا خاشعين قال الذلة لله * قوله تعالى (والتى أحصنت فرجها) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال كتب قيصر إلى معاوية سلام عليك أما بعد فانبئنى باكرم عباد الله عليه وأكرم امائه عليه فكتب إليه أما بعد كتبت إلى تسألني فقلت أما أكرم عباده عليه فآدم خلقه بيده وعلمه الاسماء كلها وأما أكرم امائه عليه فمريم بنت عمران التى أحصنت فرجها * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فنفخنا فيها من روحنا قال نفخ في جيبها * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل قال نفخ في فرجها * قوله تعالى (ان هذه أمتكم) الآيات * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ان هذه أمتكم أمة واحدة قال ان هذا دينكم دينا واحدا * وأخرج ابن جرير عن مجاهد مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة ان هذه أمتكم أمة واحدة أي دينكم دين واحد وربكم واحد والشريعة مختلفة * وأخرج عبد بن حميد عن الكلبى ان هذه أمتكم أمة واحدة قال لسانكم لسان واحد * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله وتقطعوا أمرهم بينهم قال تقطعوا اختلفوا في الدين * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس أنه قرأ وحرم على قرية * وأخرج عبد بن حميد عن ابن الزبير قال ان صبيانا ههنا يقرؤن وحرم على قرية وانما هي وحرام على قرية * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن أنه كان يقرأ وحرام على قرية بالالف * وأخرج الفريابى وابن أبى حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس في قوله وحرام على قرية أهلكناها قال وجب اهلاكها قال دمرناها انهم لا يرجعون قال إلى الدنيا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد ابن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس انه كان يقرأ وحرم على قرية قال وجب على قرية أهلكناها انهم لا يرجعون كما قال ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون انهم إليهم لا يرجعون * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وسعيد بن جبير مثله * وأخرج ابن جرير من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس انه كان يقرأ هذا الحرف وحرم على قرية فقيل لسعيد أي شئ حرم قال يحرم * واخرج ابن المنذر عن عكرمة وحرم قال وحب على قرية اهلكناها قال كتبنا عليها الهلاك في دينها انهم لا يرجعون عما هم عليه * وأخرج ابن ابى حاتم عن عكرمة وحرم قال وجب بالحبشة * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة وحرام على قرية أي وجب عليها انها إذا هلكت لا ترجع إلى دنياها * قوله تعالى (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج) الآية * أخرج عبد ابن حميد عن عاصم انه قرأ حتى إذا فتحت خفيفة يأجوج ومأجوج مهموزة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
[ 336 ]
عن مجاهد في قوله وهم من كل حدب ينسلون قال جميع الناس من كل مكان جاؤا منه يوم القيامة فهو حدب * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله من كل حدب ينسلون قال من كل اكمة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله من كل حدب قال شرف ينسلون قال يقبلون * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق سأله قال له أخبرني عن قوله من كل حدب ينسلون قال ينشرون من جوف الارض من كل ناحية قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت طرفة وهو يقول فاما يومهن فيوم سوء * تخطفهن بالحدب الصقور * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج قال هذا مبتدا يوم القيامة * وأخرج الحاكم عن ابن مسعود انه قرأ من كل جدث بالجيم والثاء مثل قوله فإذا هم من الاجداث إلى ربهم ينسلون وهى القبور * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يفتح ياجوج ومأجوج فيخرجون موسوى على الناس كما قال الله من كل حدب ينسلون فيغشون الناس وينحاز المسلمون عنهم إلى مدائنهم وحصونهم ويضمون إليهم مواشيهم ويشربون مياه الارض حتى يتركوه يبسا حتى ان بعضهم ليمر بذلك النهر فيقول قد كان ههنا مرة ماء حتى إذا لم يبق من الناس أحد الا أخذ في حصن أو مدينة قال قائلهم هؤلاء أهل الارض قد فرغنا منهم وبقى أهل السماء قال يهز أحدهم حربته ثم يرمى بها إلى السماء فترجع إليه مخصبة دما للبلاء والفتنة فبينما هم على ذلك إذ بعث الله دودا في أعناقهم كنغف الجراد يخرج في أعناقه فيصبحون موتى لا يسمع لهم حسن فيقول المسلمون ألا رجل يشرى لنا نفسه فينظر ما فعل هؤلاء العدو فيتجرد رجل منهم محتسبا نفسه قد أوطنها على انه مقتول فينزل فيجدهم موتى بعضهم على بعض فينادى يا معشر المسلمين أبشروا ان الله قد كفاكم عدوكم فيخرجون من مدائنهم وحصونهم ويسرحون مواشيهم فما يكون لها مرعى الا لحومهم فتشكر عنه أحسن ما شكرت عن شئ من النبات أصابته قط * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقيت ليلة أسرى بى ابراهيم وموسى وعيسى فتذاكروا أمر الساعة فردوا أمرهم إلى ابراهيم فقال لا علم لى بها فردوا أمرهم إلى موسى فقال لا علم لى بها فردوا أمرهم إلى عيسى فقال أما وجبتها فلا يعلم بها أحد الا الله وفيما عهد إلى ربى ان الدجال خارج ومعى قضيبا فان فإذا رأني ذاب كما يذوب الرصاص فيهلكه الله إذا رأني حتى ان الحجر والشجر يقول يا مسلم ان تحتي كافرا فتعال فاقتله فيهلكهم الله ثم يرجع الناس إلى بلادهم لا ياتون على شئ الا أهلكوه ولا يمرون على ماء الا شربوه ثم يرجع الناس يشكونهم فادعو الله عليهم فيهلكهم ويميتهم حتى تجرى الارض من نتن ريحهم وينزل الله المطر فيجترف أجسادهم حتى يقذفهم في البحر وفيما عهد إلى ربى إذا كان ذلك ان الساعة كالحامل المتم لا يدرى أهلها حتى تفجأهم بولادتها ليلا أو نهارا قال ابن مسعود فوجدت تصديق ذلك في كتاب الله حتى إذا فتحت ياجوج وماجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق الآية قال جميع الناس من كل مكان كانوا جاؤا منه يوم القيامة فهو حدب * وأخرج أحمد وابن أبى حاتم وابن مردويه من طريق خالد بن عبد الله بن حرملة عن حذيفة قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب أصبعه من لدغة عقرب فقال انكم تقولون لا عدو لكم وانكم لا تزالون تقاتلون عدوا حتى ياتي ياجوج ومأجوج عراض الوجوه صغار العيون صهب الشفار من كل حدب ينسلون كأن وجوههم المجان المطرقة * وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن أبى يزيد قال رأى ابن عباس صبيانا ينزو بعضهم على بعض يلعبون فقال ابن عباس هكذا يخرج ياجوج ومأجوج * وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث عن النواس بن سمعان قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظننا انه في ناحية النخل فقال غير الدجال أخوفني عليكم فان خرج وأنا فيكم فانا حجيجه دونكم وان يخرج ولست فيكم فكل امرئ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم انه شاب جعد قطط عينه طافئة وانه تخرج خيله بين الشام والعراق فعاث يمينا
[ 337 ]
وشمالا يا عباد الله اثبتوا قلنا يا رسول الله ما لبثه في الارض قال أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر الايام كايامكم قلنا يا رسول الله فذلك اليوم الذى هو كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم وليلة قال لا أقدوا له قدره قلنا يا رسول الله ما اسراعه في الارض قال كالغيث يشتد به الريح فيمر بالحى فيدعوهم فيستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والارض فتنبت وتروح عليهم سارحتهم وهى أطول ما كان درا وأمده خواصر وأشبعه ضروعا ويمر بالحى فيدعوهم فيردون عليه قوله فتتبعه أموالهم فيصبحون ممحلين ليس لهم من أموالهم شئ ويمر بالخربة فيقول لها اخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ويامر برجل فيقتل فيضربه ضربة بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل إليه فبينما هم على ذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم فينزل عند المنارة لبيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعايده على أجنحة ملكين فيتبعه فيدركه فيقتله عند باب لد الشرقي فبينما هم كذلك أوحى الله إلى عيسى بن مريم انى قد أخرجت عبادا من عبادي لا يدان لك بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور فيبعث الله ياجوج وماجوج كما قال الله وهم من كل حدب ينسلون فيرغب عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل عليهم نغفا في رقابهم فيصبحون موتى كموت نفس واحدة فيهبط عيسى وأصحابه إلى الارض فيجدون نتن ريحهم فيرغب عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله عليهم طيرا كاعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ويرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر أربعين يوما فتغسل الارض حتى تتركها زلفة ويقال للارض انبتى ثمرتك فيومئذ ياكل النفر من الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك في الرسل حتى ان اللقحة من الابل لتكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر تكفى الفخذ والشاة من الغنم تكفى البيت فبينما هم على ذلك إذ بعث الله ريحا طيبة تحت آباطهم فتقبض روح كل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون تهارج الحمر وعليهم تقوم الساعة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال ذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو نتجت فرس عند خروجهم ما ركب فلوها حتى تقوم الساعة * وأخرج ابن جرير عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول الآيات الدجال ونزول عيسى ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر تقيل معهم إذا قالوا وتبيت معهم إذا باتوا والدخان والدابة وياجوج وماجوج قال حذيفة قلت يا رسول الله ما ياجوج وماجوج قال ياجوج وماجوج أمم كل أمة أربعمائة ألف أمة لا يموت الرجل منهم حتى يرى ألف عين تطوف بين يديه من صلبه وهم ولد آدم فيسيرون إلى خراب الدنيا ويكون مقدمتهم بالشام وساقتهم بالعراق فيمرون بانهار الدنيا فيشربون الفرات ودجلة وبحيرة طبرية حتى ياتوا بيت المقدس فيقولون قد قتلنا اهل الدنيا فقاتلوا من في السماء فيرمون بالنشاب إلى السماء فترجع نشابتهم مخضبة بالدم فيقولون قد قتلنا من في السماء وعيسى والمسلمون بجبل طور سينين فيوحى الله إلى عيسى ان احرز عبادي بالطور وما يلى ايلة ثم ان عيسى يرفع يده إلى السماء ويؤمن المسلمون فيبعث الله عليهم دابة يقال لها النغف تدخل في مناخرهم فيصبحون موتى من حاق الشام إلى حاق المشرق حتى تنتن الارض من جيفهم ويامر الله السماء فتمطر كافواه القرب فتغسل الارض من جيفهم ونتنهم فعند ذلك طلوع الشمس من مغربها * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال يخرج ياجوج ومأجوج فيموجون في الارض فيفسدون فيها ثم قرأ ابن مسعود وهم من كل حدب ينسلون قال ثم يبعث الله عليهم دابة مثل النغف فتلج في أسماعهم ومناخرهم فيموتون منها فتنتن الارض منهم فيرسل الله ماء فيطهر الارض منهم * وأخرج ابن جرير من طريق عطية قال قال أبو سعيد يخرج ياجوج وماجوج فلا يتركون أحدا الا قتلوه الا أهل الحصوم فيمرون على البحيرة فيشربونها فيمر المار فيقول كانه كان ههنا ماء فيبعث الله عليهم النغف حتى يكسر أعناقهم فيصيروا خبالا فيقول أهل الحصون لقد هلك أعداء لله فيرسلون رجلا لينظر ويشرط عليهم ان وجدهم أحياء ان يرفعوه فيجدهم قد هلكوا فينزل الله ماء من السماء فيقذف بهم في البحر فتطهر الارض منهم ويغرس الناس بعدهم الشجر والنخل وتخرج الارض ثمرها كما كانت تخرج في زمن ياجوج وماجوج * وأخرج ابن جرير عن كعب قال إذا كان عند خروج ياجوج وماجوج حفروا حتى يسمع الذين يلونهم قرع فوسهم فإذا كان الليل قالوا نجئ غدا نخرج فيعيده الله كما كان فيجيؤن غدا فيحفرون حتى يسمع الذين يلونهم قرع فوسهم فإذا كان الليل قالوا نجئ فنخرج فيجيئون من الغد فيجدونه قد أعاده الله
[ 338 ]
تعالى كما كان فيحفرونه حتى يسمع الذين يلونهم قرع فوسهم فإذا كان الليل ألقى الله على لسان رجل منهم يقول نجئ غدا فنخرج ان شاء الله فيجيؤن من الغد فيجدون كما تركوه فيخرقون ثم يخرجون فتمر الزمرة الاولى بالبحيرة فيشربون ماءها ثم تمر الزمرة الثانية فيلحسون طينها ثم تمر الزمرة الثالثة فيقولون كان ههنا مرة ماء ويفر الناس منهم ولا يقوم لهم شئ ويرمون بسهامهم إلى السماء فترجع مخضبة بالدماء فيقولون غلبنا أهل الارض وأهل السماء فيدعو عليهم عيسى عليه السلام فيقول اللهم لا طاقة ولا يد لنا بهم فاكفناهم بما شئت فيرسل الله عليهم دودا يقال له النغف فتقرس رقابهم ويبعث الله عليهم طيرا فتأخذهم بمناقيرها فتلقيهم في البحر ويبعث الله تعالى عينا يقال لها الحياة تطهر الارض منهم وينبتها حتى ان الرمانة ليشبع منها السكن قيل وما السكن يا كعب قال أهل البيت قال فبينا الناس كذلك إذ أتاهم الصرايخ أن ذا السويقتين أتى البيت يريده فيبعث عيسى طليعة سبعمائة أو بين السبعمائة والثمانمائة حتى إذا كانوا ببعض الطريق يبعث الله ريحا يمانية طيبة فيقبض فيها روح كل مؤمن ثم يبقى محاح من الناس فيتسافدون كما تتسافد البهائم فمثل الساعة كمثل رجل يطيف حول فرسه ينظرها متى تضع * وأخرج ابن أبى حاتم عن عبد الله بن عمرو بن العاصى قال ما كان منذ كانت الدنيا رأس مائة سنة الا كان عند رأس المائة أمر قال وفتحت ياجوج وماجوج وهم كما قال الله من كل حدب ينسلون فيأتي أولهم على نهر عجاج فيشربونه كله حتى ما يبقى منه قطرة وياتى آخرهم فيمر فيقول قد كان ههنا مرة ماء فيفسدون في الارض ويحاصرون المؤمنين في مدينة ايليا فيقولون لم يبق في الارض أحد الا قد ذبحناه هلموا نرمى من في السماء فيرمون في السماء فترجع إليهم سهامهم في نصلها الدم فيقولن ما بقى في الارض ولا في السماء أحد الا وقد قتلناه فيقول المؤمنون يا روح الله ادع الله عليهم فيدعو عليهم فيبعث الله في آذانهم النغف فيقتلهم جميعا في ليلة واحدة حتى تنتن الارض من جيفهم فيقول المؤمنون يا روح الله ادع الله فانا نخشى أن نموت من نتن جيفهم فيدعو الله فيرسل عليهم وابلا من السماء فيجعلهم سيلا فيقذفهم في البحر * وأخرج ابن جرير عن حذيفة رضى الله عنه قال لو أن رجلا اقتنى فلوا بعد خروج يأجوج ومأجوج لم يركبه حتى تقوم الساعة * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبخاري وابو يعلى وابن المنذر عن أبى سعيد رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحجن هذا البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج * قوله تعالى (واقترب الوعد الحق) * أخرج ابن ابى حاتم عن ابن زيد واقترب الوعد الحق قال اقترب يوم القيامة * وأخرج عن الربيع واقترب الوعد الحق قال قامت عليهم الساعة * قوله تعالى (انكم وما تعبدون) الآيات * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن ابى حاتم والطبراني وابن مردويه وأبو داود في ناسخه والحاكم وصححه من طرق عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما نزلت انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون قال المشركون فالملائكة وعيسى وعزير يعبدون من دون الله فنزلت ان الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون عيسى وعزيز والملائكة * وأخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضى الله عنهما قال جاء عبد الله بن الزبعرى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال تزعم أن الله أنزل عليك هذه الآية انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون قال ابن الزبعرى قد عبدت الشمس والقمر والملائكة وعزير وعيسى ابن مريم كل هؤلاء في النار مع آلهتنا فنزلت ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون ثم نزلت ان الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر وابن مردويه والطبراني من وجه آخر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما نزلت انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون شق ذلك على أهل مكة وقالوا شتم الاآلهة فقال ابن الزبعرى أنا اخصم لكم محمدا ادعوه لى فدعى فقال يا محمد هذا شئ لآلهتنا خاصة أم لكل من عبد من دون الله قال بل لكل من عبد من دون الله فقال ابن لزبعرى خصمت ورب هذه البنية يعنى الكعبة ألست تزعم يا محمد أن عيسى عبد صالح وأن عزيرا عبد صالح وأن الملائكة صالحون قال بلى قال فهذه النصارى تعبد عيسى وهذه اليهود تعبد عزيرا وهذه بنو مليح تعبد الملائكة فضج أهل مكة وفرحوا فنزلت ان الذين سبقت لهم منا
[ 339 ]
الحسنى عزير وعيسى والملائكة أولئك عنها مبعدون ونزلت ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون قال وهو الصحيح * وأخرج البزار عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت هذه الآية انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ثم نسختها ان الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون يعنى عيسى ومن كان معه * وأخرج ابن جرير عن الضحاك انكم وما تعبدون من دون الله يعنى الآلهة ومن يعبدها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله حصب جهنم قال وقودها * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما حصب جهنم قال شجر جهنم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنه في قوله حصب جهنم قال حطب جهنم بالزنجية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة رضى الله عنه في قوله حصب جهنم قال حطب جهنم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه مثله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه حصب جهنم قال يقذفون فيها * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله حصب جهنم قال حطبها قال في بعض القراءة حطب جهنم من قراءة عائشة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الضحاك حصب جهنم يقول ان جهنم تحصب بهم وهو الرمى يقول يرمى بهم فيها * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله حضب جهنم بالضاد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وابن أبى الدنيا في صفة النار والطبراني والبيهقي في البعث عن ابن مسعود رضى الله عنه قال إذا بقى في النار من يخلد فيها جعلوا في توابيت من حديد نار فيها مسامير من حديد نار ثم جعلت تلك التوابيت في توابيت من حديد ثم قذفوا في أسفل الجحيم فما يرى أحدهم انه يعذب في النار غيره ثم قرأ ابن مسعود رضى الله عنه لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ان الذين سبقت لهم منا الحسنى قال عيسى والملائكة وعزير * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه في قوله أولئك عنها مبعدون قال عيسى وعزير والملائكة * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق أصبغ عن على في قوله ان الذين سبقت لهم منا الحسنى الآية قال كل شئ يعبد من دون الله في النار الا الشمس والقمر وعيسى * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما ان الذين سبقت لهم منا الحسنى قال أولئك أولياء الله يمرون على الصراط مرا هو أسرع من البرق فلا تصيبهم ولا يسمعون حسيسها ويبقى الكفار فيها حبيسا * وأخرج ابن أبى حاتم وابن عدى وابن مردويه عن النعمان بن بشير ان عليا قرأ ان الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون فقال أنا منهم وعمر منهم وعثمان منهم والزبير منهم وطلحة منهم وسعد وعبد الرحمن منهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى عثمان النهدي في قوله لا يسمعون حسيسها قال حيات على الصراط تلسعهم فإذا لسعتهم قالوا حس حس * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لا يسمعون حسيسها قال حيات على الصراط تقول حس حس * وأخرج ابن مردويه وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد ان الذين سبقت لهم منا الحسنى قال السعادة * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن محمد بن حاطب قال سئل على عن هذه الآية ان الذين سبقت لهم منا الحسنى قال هو عثمان وأصحابه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لا يسمعون حسيسها يقول لا يسمع هل الجنة حسيس أهل النار إذا نزلوا منازلهم من الجنة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سفيان لا يسمعون حسيسها قال صوتها * وأخرج ابن جرير عن عكرمة والحسن البصري قالا قال في سورة الانبياء انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون إلى قوله وهم فيها لا يسمعون ثم استثنى فقال ان الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون فقد عبدت الملائكة من دون الله وعزير وعيسى * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال يقول ناس من الناس ان الله قال ان الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون يعنى من الناس أجمعين وليس كذلك انما يعنى من يعبد الله تعالى وهو لله مطيع مثل عيسى وأمه وعزير والملائكة واستثنى تعالى هؤلاء من الآلهة المعبودة التى هي مع من يعبدها في النار * وأخرج ابن أبى الدنيا في صفة النار عن ابن عباس في قوله لا يحزنهم الفزع الاكبر قال إذا أطبقت جهنم على أهلها * وأخرج
[ 340 ]
ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لا يحزنهم الفزع الاكبر يعن النفخة الآخرة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله لا يحزنهم الفزع الاكبر قال النار إذا أطبقت على أهلها * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن الحسن لا يحزنهم الفزع الاكبر قال إذا أطبقت النار عليهم يعنى على الكفار * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن لا يحزنهم الفزع الاكبر قال انصراف العبد حين يؤمر به إلى النار * وأخرج ابن جرير في قوله لا يحزنهم الفزع الاكبر قال حين تطبق جهنم وقال حين ذبح الموت * وأخرج البزار وابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان للمهاجرين منابر من ذهب يجلسون عليها يوم القيامة قد أمنوا من الفزع * وأخرج الطبراني عن أبى امامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بشر المدلجين في الظلم بمنابر من نور يوم القيامة يفزع الناس ولا يفزعون * وأخرج الطبراني في الاوسط عن أبى الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المتحابون في الله في ظل الله يوم لا ظل الا ظله على منابر من نور يفزع الناس ولا يفزعون * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة على كثبان المسك لا يهولهم الفزع الاكبر يوم القيامة رجل أم قوما وهم به راضون ورجل كان يؤذن في كل يوم وليلة وعبد أدى حق الله وحق مواليه * وأخرج ابن ابى حاتم عن مجاهد في قوله وتتلقاهم الملائكة قال تتلقاهم الملائكة الذين كانوا قرناءهم في الدنيا يوم القيامة فيقولون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفى الآخرة لا نفارقكم حتى تدخلوا الجنة * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله هذا يومكم الذى كنتم توعدون قال هذا قبل أن يدخلوا الجنة * قوله تعالى (يوم نطوى السماء كطى السجل للكتب) * أخرج عبد بن حميد عن على في قوله كطى السجل قال ملك * وأخرج عبد بن حميد عن عطية قال السجل اسم ملك * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عمر في قوله يوم نطوى السماء كطى السجل قال السجل ملك فإذا صعد بالاستغفار قال اكتبوها نورا * وأخرج ابن أبى حاتم وابن عساكر عن أبى جعفر الباقر قال السجل ملك وكان هاروت وماروت من أعوانه وكان له كل يوم ثلاث لمحات ينظرهن في أم الكتاب فنظر نظرة لم تكن له فابصر فيها خلق آدم وما فيه من الامور فاسر ذلك إلى هاروت وماروت فلما قال تعالى انى جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها قال ذلك استطالة على الملائكة * واخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى قال السجل ملك موكل بالصحف فإذا مات دفع كتابه إلى السجل فطواه ورفعه إلى يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال السجل الصحيفة * وأخرج أبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم والطبراني وابن منده في المعرفة وابن مردويه والبيهقي في سننه وصححه عن ابن عباس قال السجل كاتب للنبى صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن المنذر وابن عدى وابن عساكر عن ابن عباس قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم كاتب يسمى السجل وهو قوله يوم نطوى السماء كطى السجل للكتب * وأخرج النسائي وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس قال السجل هو الرجل زاد ابن مردويه بلغة الحبشة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله كطى السجل للكتب قال كطى الصحيفة على الكتاب * قوله تعالى (كما بدأنا أول خلق نعيده) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله كما بدأنا أول خلق نعيده يقول نهلك كل شئ كما كان أول مرة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله كما بدأنا أول خلق نعيده قال عراة حفاة غرلا * وأخرج ابن جرير عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي عجوز من بنى عامر فقال من هذه العجوز يا عائشة فقلت احدى خالاتي فقالت ادع الله أن يدخلنى الجنة فقال ان الجنة لا يدخلها العجوز فاخذ العجوز ما أخذها فقال ان الله تعالى ينشئهن خلقا غير خلقهن ثم قال تحشرون حفاة عراة غلفا فقالت حاشى لله من ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى ان الله تعالى قال كما بدأنا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين فاول من يكسى ابراهيم خليل الرحمن * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال يبعثهم الله يوم القيامة على قامة آدم وجسمه ولسانه السريانية عراة حفاة غرلا كما ولدوا * قوله تعالى (ولقد كتبنا في الزبور) الآيتين * وأخرج ابن أبى حاتم عن
[ 341 ]
ابن عباس في قوله ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر القرآن ان الارض قال أرض الجنة * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر قال يعنى بالذكر كتبنا في القرآن من بعد التوراة والارض أرض الجنة * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر يعنى بالذكر التوراة يعنى بالزبور الكتب من بعد التوراة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ولقد كتبنا في الزبور قال الكتب من بعد الذكر قال التوراة * وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن ابن عباس في الآية قال الزبور التوراة والانجيل والقرآن والذكر الاصل الذى نسخت منه هذه الكتب الذى في السماء والارض أرض الجنة * وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله ولقد كتبنا في الزبور قال الزبور التوراة والانجيل والقرآن من بعد الذكر قال الذكر الذى في السماء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في الآية قال الزبور الكتب والذكر أم الكتاب عند الله والارض الجنة * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال لزبور الكتب التى أنزلت على الانبياء والذكر أم الكتاب الذى يكتب في الاشياء قبل ذلك * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ان الارض يرثها عبادي الصالحون قال أرض الجنة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابى عباس في قوله ولقد كتبنا في الزبور الآية قال أخبر الله سبحانه في التوراة والزبور وسابق علمه قبل أن تكون السموات والارض أن يورث أمة محمد الارض ويدخلهم الجنة وهم الصالحون وفى قوله لبلاغا لقوم عابدون قال عالمين * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون قال أرض الجنة يرثها الذين يصلون الصلوات الخمس في الجماعات * واخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم عن الشعبى في قوله ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر فقال في زبور داود من بعد ذكر موسى التوراة ان الارض يرثها قال الجنة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن عكرمة مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في الآية قال كتب الله في زبور داود بعد التوراة * وأخرج ابن جرير عن ابى العالية في قوله ان الارض يرثها قال الجنة * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله ان الارض يرثها عبادي الصالحون قال الجنة وقرأ وقالوا الحمد لله الذى صدقنا وعده وأورثنا الارض نتبوأ من الجنة حيث نشاء قال فالجنة مبتدؤها في الارض ثم تذهب درجا علوا والنار متبدؤها في الارض وبينهما حجاب سور ما يدرى أحد ما ذاك السور وقرأ باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب قال ودرجها تذهب سفالا في الارض ودرج الجنة تذهب علوا في السموات * وأخرج ابن جرير عن صفوان قال سألت عامر بن عبد الله أبا اليمان هل لانفس المؤمنين مجتمع فقال يقول الله ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون قال هي الارض التى تجمع إليها أرواح المؤمنين حتى يكون البعث * وأخرج البخاري في تاريخه وابن أبى حاتم عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ان الارض يرثها عبادي الصالحون فنحن الصالحون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ان في هذا لبلاغا قال كل ذلك يقال ان في هذه السورة وفى هذا القرآن لبلاغا * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين قال ان في هذا لمنفعة وعلما لقوم عابدين ذلك البلاغ * وأخرج ابن جرير عن كعب الاحبار ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين قال لامة محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن كعب في قوله ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين قال صوم شهر رمضان والصلوات الخمس * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن أبى هريرة ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين قال في الصلوات الخمس شغلا للعبادة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية لبلاغا لقوم عابدين قال هي الصلوات الخمس في المسجد الحرام جماعة * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف عن محمد بن كعب ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين قال الصلوات الخمس * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه لقوم عابدين قال الذين يحافظون على الصلوات الخمس في الجماعة * وأخرج عن قتادة رضى الله عنه لقوم عابدين قال عاملين * قوله تعالى (وما أرسلناك الا رحمة للعالمين) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه والطبراني والبيهقي
[ 342 ]
في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وما أرسلناك الا رحمة للعالمين قال من آمن تمت له الرحمة في الدنيا والآخرة ومن لم يؤمن عوفي مما كان يصيب الامم في عاجل الدنيا من العذاب من المسح والخسف والقذف * وأخرج مسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قيل يا رسول الله ادع على المشركين قال انى لم أبعث لعانا وانما بعثت رحمة * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن أبى امامة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم موسوى ان الله بعثنى رحمة للعالمين وهدى للمتقين * وأخرج أحمد وأبو داود والطبراني عن سلمان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيما رجل من أمتى سبيته سبة في غضبى أو لعنته لعنة فانما أنا رجل من ولد آدم أغضب كما تغضبون وانما بعثنى رحمة للعالمين واجعلها عليه صلاة يوم القيامة * وأخرج البيهقى في الدلائل عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما أنا رحمة مهداة * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه قال قيل يا رسول الله ألا تلعن قريشا بما أتوا اليك فقال لم أبعث لعانا انما بعثت رحمة فيقول الله وما أرسلناك الا رحمة للعالمين * قوله تعالى (فان تولوا) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله على سواء قال على مهل * قوله تعالى (وان أدرى) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وابن عساكر عن الربيع بن أنس رضى الله عنه قال لما أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم فانزل الله وان أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين يقول هذا الملك * وأخرج ابن سعد وابن أبى شيبة والبيهقي في الدلائل عن الشعبى قال لما سلم الحسن بن على رضى الله عنه الامر إلى معاوية قال له معاوية فتكلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ان هذا الامر تركته لمعاوية ارادة اصلاح المسلمين وحقن دمائهم وان أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين ثم استغفر ونزل * وأخرج البيهقى عن الزهري قال خطب الحسن رضى الله عنه فقال أما بعد أيها الناس ان الله هداكم باولنا وحقن دمائكم بآخرنا وان لهذا الامر مدة والدنيا دول وان الله تعالى قال لنبيه وان أدرى أقريب ام بعيد ما توعدون إلى قوله ومتاع إلى حين * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه قال ان من الحين في القرآن ما لا يدرى ما هو قوله تعالى متاع إلى حين الدهر كله وقوله هل أتى على الانسان حين من الدهر الدهر كله وقوله تؤتى أكلها كل حين باذن ربها قال هي النخلة من حين تثمر إلى أن تصرم وقوله ليسجننه حتى حين * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس وان أدرى لعله فتنة لكم يقول ما أخبركم من العذاب والساعة ان يؤخر عنكم لمدتكم * قوله تعالى (قل رب احكم بالحق) * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله قل رب احكم بالحق قال لا يحكم الله الا بالحق ولكن انما يستعجل بذلك في الدنيا يسأل ربه على قومه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا شهد قتالا قال رب احكم بالحق * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة قال كانت الانبياء تقول ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين فامر الله نبيه أن يقول رب احكم بالحق أي اقض بالحق وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم انه على الحق وان عدوه عل الباطل وكان إذا لقى العدو قال رب احكم بالحق والله أعلم * (سورة الحج مدنية) * * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت سورة الحج بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال نزلت بالمدينة سورة الحج * وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال نزل بالمدينة من القرآن الحج غير أربع آيات مكيات وأما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلى عذاب يوم عقيم * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم والبيهقي في سننه وابن مردويه عن عقبة بن عامر قال قلت يا رسول الله أفضلت سورة الحج على سائر القرآن بسجدتين قال نعم فمن نعم فمن لم يسجدهما فلا يقرأهما * وأخرج أبو داود في المراسيل والبيهقي عن خالد بن معدان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فضلت سورة الحج على القرآن بسجدتين * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة والاسمعيلى وابن مردويه والبيهقي عن عمر انه كان يسجد سجدتين في الحج قال ان هذه السورة فضلت على سائر السور بسجدتين * وأخرج ابن أبى شيبة عن على وأبى الدرداء انهما سجدا في الحج سجدتين * وأخرج ابن أبى شيبة من طريق أبى العالية عن ابن عباس قال في سورة الحج سجدتان * وأخرج
[ 343 ]
ابن أبى شيبة من طريق أبى العريان المجاشعى عن ابن عباس قال في الحج سجدة واحدة * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابراهيم قال ليس في الحج الا سجدة واحدة وهى الاولى والله أعلم * قوله تعالى (يا أيها الناس) الآيتين * أخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه من طرق عن الحسن وغيره عن عمران بن حصين قال لما نزلت يا أيها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة لساعة شئ عظيم إلى قوله ولكن عذاب الله شديد أنزلت عليه هذه وهو في سفر فقال أتدرون أي يوم ذلك قالوا الله ورسوله أعلم قال ذلك يوم يقول الله لآدم ابعث بعث النار قال يا رب وما بعث النار قال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحدا إلى الجنة فانشا المسلمون يبكون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قاربوا وسددوا فانها لم تكن نبوة قط الا كان بين يديها جاهلية فتؤخذ العدة من الجاهلية فان تمت والا أكملت من المنافقين وما مثلكم الا كمثل الرقمة في ذراع الدابة أو كالشامة في جنب البعير ثم قال انى لارجو أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبروا ثم قال انى لارجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة فكبروا ثم قال انى لارجو أن تكونوا نصف أهل الجنة فكبروا قال فلا أدرى قال الثلثين أم لا * وأخرج الترمذي وصححه وابن جرير وابن مردويه عن عمران بن حصين قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فتفاوت بين أصحابه في السير فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته بهاتين الآيتين يا أيها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شئ عظيم إلى قوله ان عذاب الله شديد فلما سمع ذلك أصحابه حثوا المطى وعرفوا أنه عند قوله يقوله فقال هل تدرون أي يوم ذلك قالوا الله ورسوله أعلم قال ذلك يوم ينادى الله تعالى فيه آدم عليه السلام فيقول يا آدم ابعث بعث النار فيقول أي رب وما بعث النار فيقول من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد في الجنة فتعبس القوم حتى ما أبدوا بضاحكة فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى باصحابه قال اعملوا وابشروا فو الذى نفس محمد بيده انكم لمع خليقتين ما كانتا مع شئ الا أكثرتاه ياجوج وماجوج ومن مات من بنى آدم ومن بنى ابليس فسرى عن القوم بعض الذى يجدون قال اعملوا وابشروا فو الذى نفس محمد بيده ما أنتم في الناس الا كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذراع الدابة * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قفل عن غزوة العسرة ومعه أصحابه بعدما شارف المدينة قرأ يا أيها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شئ عظيم فذكر نحوه الا أنه زاد فيه لم يكن رسولان لا أن كان بينهما فترة من الجاهلية فهم أهل النار وانكم بين ظهرانى خليقتين لا يعادهما أحد من أهل الارض الا كثرتاه وهم يأجوج وماجوج وهم أهل النار وتكمل العدة من المنافقين * وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه عن أنس قال نزلت يا أيها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شئ عظيم إلى قوله ولكن عذاب الله شديد على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مسير له فرفع بها صوته حتى ثاب إليه أصحابه فقال أتدرون أي يوم هذا هذا يوم يقول الله لآدم يا آدم قم فابعث بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين فكبر ذلك على المسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا وابشروا فو الذى نفس محمد بيده ما أنتم في الناس الا كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في في ذراع الدابة وان معكم الخليقتين ما كانتا في شئ قط الا أكثرتاه ياجوج وماجوج ومن هلك من كفرة الانس والجن * وأخرج البزار وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية وأصحابه عنده يا أيها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شئ عظيم فقال هل تدرون أي يوم ذاك قالوا الله ورسوله أعلم قال ذاك يوم يقول الله يا آدم قم فابعث بعث النار فيقول يا رب من كم فيقول من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحدا إلى الجنة فشق ذلك على القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لارجو أن تكونوا شطر أهل الجنة ثم قال اعملوا وابشروا فانكم بين خليقتين لم تكونا مع أحد الا أكثرتاه ياجوج وماجوج وانما أنتم في الامم كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذراع الدابة وانما أمتى جزء من ألف جزء * وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره في غزوة بنى المصطلق إذ أنزل الله يا أيها الناس اتقوا ربكم إلى قوله ولكن عذاب الله
[ 344 ]
شديد فلما أنزلت عليه وقف على ناقته ثم رفع بها صوته فتلاها على أصحابه قال لهم أتدرون أي يوم ذاك قالوا الله ورسوله أعلم قال ذاك يوم يقول الله لآدم يا آدم ابعث بعث النار من ولدك فيقول يا رب من كل كم فيقول من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحد إلى الجنة فبكى المسلمون بكاء شديدا ودخل عليهم أمر شديد فقال والذى نفس محمد بيده ما أنتم في الامم الا كالشعرة البيضاء في الشاة السوداء وانى لارجو أن تكونوا نصف أهل الجنة بل أرجو أن تكونوا ثلثى أهل الجنة * وأخرج ابن مردويه عن أبى موسى قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له فذكر نحوه * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن جرير وابن ابى حاتم وابن مروديه والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى سعيد الخدرى قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله يوم القيامة يا آدم ابعث بعث النار فيقول يا رب وما بعث النار فيقول من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون فعند ذلك يشيب الوليد وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد قال فشق ذلك على الناس فقالوا يا رسول الله من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون ويبقى الواحد فاينا ذلك الواحد فقال من ياجوج وماجوج ألف ومنكم واد وهل أنتم في الامم الا كالشعرة السوداء في الثور الابيض أو كالشعرة البيضاء في الثور الاسود * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن علقمة في قوله ان زلزلة الساعة شئ عظيم قال الزلزلة قبل الساعة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الشعبى انه قرأ يا أيها الناس اتقوا ربكم إلى قوله ولكن عذاب الله شديد قال هذا في الدنيا من آيات الساعة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن عبيد بن عمير في الآية قال هذه أشياء تكون في الدنيا قبل يوم القيامة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال زلزلتها شرطها * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله ان زلزلة الساعة شئ عظيم قال هذا بدء يوم القيامة وفى قوله يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت قال تترك ولدها للكرب الذى نزل بها * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان في قوله يوم ترونها تذهل قال تغفل * وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله تذهل كل مرضعة عما أرضعت قال ذهلت عن أولادها لغير فطام وتضع كل ذات حمل حملها قال ألقت الحوامل ما في بطونها لغير تمام وترى الناس سكارى قال من الخوف وما هم بسكارى قال من الشراب * وأخرج الطبراني والحاكم وابن مردويه وأبو الحسن أحمد بن بزيد الحلواني في كتاب الحروب عن عمران بن حصين انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ وترى الناس سكارى وما هم بسكارى * وأخرج ابن مردويه وأبو الحسن الحلواني والحافظ عبد الغنى بن سعيد في ايضاح الاشكال عن أبى سعيد قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وترى الناس سكارى وما هم بسكارى قال الاعمش وهى قراءتنا * وأخرج سعيد بن منصور عن حذيفة انه كان يقرأ وترى الناس سكارى وما هم بسكارى * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود انه كان يقرأ كذلك * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى نهيك انه قرأ وترى الناس يعنى تحسب الناس قال لو كانت منصوبة كانوا سكارى ولكنها ترى تحسب * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الربيع وترى الناس سكارى قال ذلك عند الساعة يكسر الكبير ويشيب الصغير وتضع الحوامل ما في بطونها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج وما هم بسكارى قال من الشراب والله أعلم بالصواب * قوله تعالى (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم) الآيتين * أخرج ابن أبى حاتم عن أبى مالك في قوله ومن الناس من يجادل في الله بغير علم قال نزلت في النضر بن الحارث * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ويتبع كل شيطان مريد قال تمرد على معاصي الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله كتب عليه قال كتب على الشيطان * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد في قوله كتب عليه قال على الشيطان انه من تولاه قال اتبعه * قوله تعالى (يا أيها الناس ان كنتم في ريب من البعث) الآية * أخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن مسعود قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدق ان أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل
[ 345 ]
ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفح فيه الروح ويؤمر باربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد فو الذى لا اله غيره ان أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وان أحدكم ليعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينهما الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها * وأخرج أحمد وابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان النطفة تكون في الرحم أربعين يوما على حالها لا تتغير فإذا مضت الاربعون صارت علقة ثم مضغة كذلك ثم عظاما كذلك فإذا أراد ان يسوى خلقه بعث إليه ملكا فيقول يا رب اذكر أم انثى أشقى أم سعيد أقصير أم طويل أناقص أم زائد قوله أجله أصحيح أم سقيم فيكتب ذلك كله * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول وابن أبى حاتم عن ابن مسعود قال النطفة إذا استقرت في الرحم أخذها ملك من الارحام بكفه فقال يا رب مخلقة أم غير مخلقة فان قيل غير مخلقة لم تكن نسمة وقذفتها الرحم دما وان قيل مخلقة قال يا رب أذكر أم أنثى أشقى أم سعيد ما الاجل وما الاثر وما الرزق وباى أرض تموت فيقال للنطفة من ربك فتقول الله فيقال من رازقك فتقول الله فيقال له اذهب إلى أم الكتاب فانك ستجد فيه قصة هذه النطفة قال فتخلق فتعيش في أجلها وتأكل في رزقها وتطأ في أثرها حتى إذا جاء أجلها ماتت فدفنت في ذلك المكان * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال إذا وقعت النطفة في الرحم بعث الله ملكا فقال يا رب مخلقة أو غير مخلقة فان قال غير مخلقة مجها الرحم دما وان قال مخلقة قال يا رب فما صفة هذه النطفة أذكر أم أنثى ما رزقها وما أجلها أشقى أم سعيد فيقال له انطلق إلى أم الكتاب فاستنسخ منه صفة هذه النطفة فينطلق فينسخها فلا يزال معه حتى يأتي على آخر صفتها * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والبيهقي في الاسماء والصفات عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله تبارك وتعالى وكل بالرحم ملكا قال أي رب نطفة أي رب علقة أي رب مضغة فإذا قضى الله تعالى خلقها قال أي رب شقى أو سعيد ذكر أو انثى فما الرزق فما الاجل فيكتب كذلك في بطن أمه * وأخرج أحمد ومسلم والبيهقي في الاسماء والصفات عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذنى هاتين يقول ان النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة وفى لفظ إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها ثم قال يا رب أذكر أم أنثى فيقضى ربك ما يشاء ويكتب الملك ثم يقول يا رب أجله فيقول ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يقول يا رب رزقه ويقضى ربك ما يشاء ويكتب الملك ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده فلا يزيد على أمره ولا ينقص وفى لفظ يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم باربعين أو خمس وأربعين ليلة فيقول يا رب أشقى أو سعيد فيكتبان فيقول أي رب أذكر أو أثنى فيكتبان فيكتب عمله واثره وأجله ورزقه ثم تطوى الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص * وأخرج ابن أبى حاتم وصححه عن ابن عباس في قوله مخلقة وغير مخلقة قال المخلقة ما كان حيا وغير مخلقة ما كان من سقط * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة قال العلقة الدم والمضغة اللحم والمخلقة التى تم خلقها وغير مخلقة السقط * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة مخلقة وغير مخلقة قال تامة وغير تامة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبى العالية قال غير مخلقة السقط * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الشعبى قال إذا دخل في الخلق الرابع كانت نسمة مخلقة وإذا قدم فيها قبل ذلك فهى غير مخلقة * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد مخلقة وغير مخلقة قال السقط مخلوق وغير مخلوق ونقر في الارحام ما نشاء إلى أجل مسمى قال التمام * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله ونقر في الارحام ما نشاء إلى أجل مسمى قال اقامته في الرحم حتى يخرج * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى ونقر في الارحام ما نشاء إلى أجل مسمى قال هذا ما كان من ولد يولد تاما ليس بسقط * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله لنبين لكم قال انكم كنتم في بطون أمهاتكم كذلك * قوله تعالى (وترى الارض هامدة) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله وترى الارض هامدة قال لا نبات فيها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وترى الارض هامدة أي غبراء متهمشة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت يقول نفرق
[ 346 ]
الغيث في سبختها وربوها وأنبتت من كل زوج بهيج أي حسن * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله زوج بهيج قال حسن * قوله تعالى (ذلك بأن الله هو الحق) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وعبد الله بن احمد في زوائد الزهد عن معاذ بن جبل قال من علم ان الله عزوجل حق وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور دخل الجنة * وأخرج الخطيب وابن عساكر عن عائشة عن أبى بكر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا صلى الصبح مرحبا بالنهار الجديد والكاتب والشهيد اكتبا بسم الله الرحمن الرحيم أشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله وأشهد ان الدين كما وصف والكتاب كما انزل واشهد ان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور * واخرج الحاكم في تاريخه عن انس رفعه من قال في كل يوم اربع مرات اشهد ان الله هو الحق المبين وانه يحيى ويميت وانه على كل شئ قدير وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور صرف الله عنه السوء * قوله تعالى (ومن الناس من يجادل في الله) الآية * أخرج ابن ابى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير قال يضاعف الشئ وهو واحد * قوله تعالى (ثانى عطفه) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ثانى عطفه قال هو المعرض من العظمة انما ينظر في جانب واحد * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في قوله ثانى عطفه قال لاوى رأسه معرضا موليا لا يريد ان يسمع ما قيل له * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ثانى عطفه قال لاوى عنقه * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله ثانى عطفه قال يعرض عن الحق له في الدنيا خزى قال قتل يوم بدر * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ثانى عطفه أنزلت في النضر بن الحارث * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ثانى عطفه قال هو رجل من بنى عبد الدار قلت شيبة قال لا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما ثانى عطفه يقول يعرض عن ذكرى * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما ثانى عطفه قال متكبرا في نفسه قوله تعالى (ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق) * أخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه قال بلغني ان أحدهم يحرق في اليوم سبعين ألف مرة * قوله تعالى (ومن الناس من يعبد الله على حرف) الآيات * أخرج البخاري وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما ومن الناس من يعبد الله على حرف قال كان الرجل يقدم المدينة فان ولدت امرأته غلاما ونتجت خيله قال هذا دين صالح وان لم تلد امرأته ولم تنتج خيله قال هذا دين سوء * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه بسند صحيح عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان ناس من الاعراب ياتون النبي صلى الله عليه وسلم فيسلمون فإذا رجعوا إلى بلادهم فان وجدوا عام غيث وعام خصب وعام ولاد حسن قالوا ان ديننا هذا صالح فتمسكوا به وان وجدوا عام جدب وعام ولاد سوء وعام قحط قالوا ما في ديننا هذا خير فانزل الله ومن الناس من يعبد الله على حرف * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في الآية قال كان أحدهم إذا قدم المدينة وهى أرض وبيئة فان صح بها جسمه ونتجت فرسه مهرا حسنا وولدت غلاما رضى به واطمأن إليه وقال ما أصبت منذ كنت على دينى هذا الا خيرا وان أصابه وجع المدينة وولدت امرأته جارية وتاخرت عنه الصدقة أتاه الشيطان فقال والله ما أصبت منذ كنت على دينك هذا الا شرا وذلك الفتنة * وأخرج ابن مردويه من طريق عطية عن أبى سعيد رضى الله عنه قال أسلم رجل من اليهود فذهب بصره وماله وولده فتشاءم بالاسلام فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أقلنى فقال ان الاسلام لا يقال فقال لم أصب في دينى هذا خيرا ذهب بصرى ومالى ومات ولدى فقال يا يهودى الاسلام يسبك الرجال كما تسبك النار خبث الحديد والذهب والفضة ونزلت ومن الناس من يعبد الله على حرف * وأخرج سعيد بن منصور وابن ابى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ومن الناس من يعبد الله على حرف قال على شك وفى قوله فان أصابه خير قال رخاء وعافية اطمان به قال استقر وان أصابته فتنة قال عذاب ومصيبة انقلب على وجهه قال ارتد على وجهه كافرا
[ 347 ]
* وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه في قوله ومن الناس من يعبد الله على حرف قال كان الرجل ياتي المدينة مهاجرا فان صح جسمه وتتابعت عليه الصدقة وولدت امرأته غلاما وأنتجت فرسه مهرا قال والله لنعم الدين وجدت دين محمد صلى الله عليه وسلم هذا ما زلت أعرف الزيادة في جسدي وولدى وان سقم بها جسمه واحتبست عليه الصدقة وأزلقت فرسه واصابته الحاجة وولدت امرأته الجارية قال والله لبئس الدين دين محمد هذا والله ما زلت أعرف النقصان في جسدي وأهلي وولدى ومالى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ومن الناس من يعبد الله على حرف قال على شك فان أصابه خير اطمأن به وان أصابته فتنة انقلب على وجهه يقول ان أصاب خصبا وسلوة من عيش وما يشتهى اطمأن إليه وقال أنا على حق وأنا أعرف الذى أنا عليه وان أصابته فتنة أي بلاء انقلب على وجهه يقول ترك ما كان عليه من الحق فانكر معرفته خسر الدنيا والآخرة يقول خسر دنياه التى كان لها يحزن وبها يفرح ولها يسخط ولها يرضنى وهى همه وسدمه وطلبته ونيته ثم أفضى إلى الآخرة وليس له حسنة يعطى بها خيرا فذلك هو الخسران المبين * وأخرج ابن ابى حاتم عن السدى في قوله يدعو من دون الله ما لا يضره ان عصاه في الدنيا وما لا ينفعه ان أطاعه وهو الصنم يدعو لمن ضره أقرب من نفعه يقول ضره في الآخرة من أجل عبادته اياه في الدنيا لبئس المولى يقول الصنم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد لبئس المولى ولبئس العشير قال الصاحب * قوله تعالى (من كان يظن ان لن ينصره الله) الآية * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله من كان يظن ان لن ينصره الله قال من كان يظن ان لن ينصر الله محمدا في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب قال فليربط حبلا إلى السماء قال إلى سماء بيته السقف ثم ليقطع قال ثم يختنق به حتى يموت * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله من كان يظن ان لن ينصره الله يقول ان لن يرزقه الله فليمدد بسبب إلى السماء فليأخذ حبلا فليربطه في سماء بيته فليختنق به فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ قال فلينظر هل ينفعه ذلك أو ياتيه برزق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه من كان يظن ان لن ينصره الله قال ان لن يرزقه الله فليمدد بسبب إلى السماء قال بحبل بيته ثم ليقطع ثم ليختنق فلينظر هل يذهبن كيده ذلك ما يغيظ قال ذلك خيفة ان لا يرزق * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضى الله عنه في الآية قال من كان يظن ان لن ينصر الله نبيه ويكابد هذا الامر ليقطعه عنه فليقطع ذلك من أصله من حيث ياتيه فان أصله في السماء ليقطع أي عن النبي الوحى الذى يأتيه من الله ان قدر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الضحاك رضى الله عنه في الآية قال من كان يظن ان لن ينصر الله محمدا فليجعل حبلال سماء بيته فليختنق به فلينظر هل يغيظ ذلك الا نفسه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله من كان يظن ان لن ينصره الله يقول من كان يظن ان الله غير ناصر دينه فليمدد بحبل إلى السماء سماء البيت فليختنق فلينظر ما يرد ذلك في يده * قوله تعالى (ان الذين آمنوا) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله ان الذين آمنوا الآية قال الصابئون قوم يعبدون الملائكة ويصلون القبلة ويقرؤن الزبور والمجوس عبدة الشمس والقمر والنيران وأما الذين أشركوا فهم عبدة الاوثان ان الله يفصل بينهم يوم القيامة قال الاديان ستة فخمسة للشيطان ودين لله عزوجل * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله ان الله يفصل بينهم قال فصل قضاءه بينهم فجعل الجنة مشتركة وجعل هذه الامة واحدة * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة رضى الله عنه قال قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله وقالت الصائبة نحن نعبد الملائكة من دون الله وقالت المجوس نحن نعبد الشمس والقمر من دون الله وقالت المشركون نحن نعبد الاوثان من دون الله فأوحى الله إلى نبيه ليكذب قولهم قل هو الله أحد إلى آخرها وقل الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا وأنزل الله ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في هذه الآية قال الذين هادوا اليهود والصابئون ليس لهم كتاب والمجوس
[ 348 ]
أصحاب الاصنام والمشركون نصارى العرب * قوله تعالى (ألم تر ان الله يسجد له) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله ألم تر ان الله يسجد له من في السموات الآية قال سجود موسوى ظل هذا كله وكثير من الناس قال المؤمنون وكثير حق عليه العذاب قال هذا الكافر سجود ظله وهو كاره * واخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في الآية قال سجود كل شئ فيئه وسجود الجبال فيئها * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد قال الثوب يسجد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبى العالية رضى الله عنه قال ما في السماء من شمس ولا قمر ولا نجم الا يقع ساجدا حتى يغيب ثم لا ينصرف حتى يؤذن له فيأخذ ذات اليمين حتى يرجع إلى معلمه * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك رضى الله عنه قال إذا فاء الفئ لم يبق شئ من دابة ولا طائر الا خر لله ساجدا * وأخرج ابن أبى حاتم عن عمرو بن دينار رضى الله عنه قال سمعت رجلا يطوف بالبيت ويبكى فإذا هو طاوس فقال عجبت من بكائى قلت نعم قال ورب هذه البنية ان هذا القمر ليبكي من خشية الله ولا ذنب له * واخرج أحمد في الزهد عن ابن أبى مليكة رضى الله عنه قال مر رجل على عبد الله بن عمرو وهو ساجد في الحجر وهو يبكى فقال أتعجب ان أبكى من خشية الله وهذا القمر يبكى من خشية الله * واخرج ابن أبى حاتم عن طاوس رضى الله عنه في الآية قال لم يستثن من هؤلاء أحدا حتى إذا جاء ابن آدم استثناه فقال وكثير من الناس قال والذى أحق بالشكر وهو أكثرهم * قوله تعالى (ان الله يفعل ما يشاء) * أخرج ابن أبى حاتم واللالكائى في السنة والخلعى في فوائد عن على انه قيل له ان ههنا رجلا يتكلم في المشيئة فقال له على يا عبد الله خلقك الله لما يشاء أو لما شئت قال بل لما يشاء قال فيمرضك إذا شاء أو إذا شئت قال بل إذا شاء قال فيشفيك إذا شاء أو إذا شئت قال بل إذا شاء قال فيدخلك الجنة حيث شاء أو حيث شئت قال بل حيث شاء قال والله لو قلت غير ذلك لضربت الذى فيه عيناك بالسيف * قوله تعالى (هذا خصمان اختصموا في ربهم) * أخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبى ذر رضى الله عنه انه كان يقسم قسمان ان هذه الآية هذان خصمان اختصموا في ربهم إلى قوله ان الله يفعل ما يريد نزلت في الثلاثة والثلاثة الذين تبارزوا يوم بدر وهم حمزة بن عبد المطلب وعبيدة بن الحارث وعلى بن أبى طالب وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة قال على رضى الله عنه أنا أول من يجثو في الخصومة على ركبتيه بين يدى الله يوم القيامة * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري والنسائي وابن جرير والبيهقي من طريق قيس بن عبادة عن على رضى الله عنه قال أنا أول من يجثو بين يدى الرحمن للخصومة يوم القيامة قال قيس فيهم نزلت هذان خصمان اختصموا في ربهم قال هم الذين بارزوا يوم بدر على وحمزة وعبيدة وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال لما بارز على وحمزة وعبيدة وعتبة وشيبة والوليد قالوا لهم تكلموا نعرفكم قال أنا على وهذا حمزة وهذا عبيدة فقالوا اكفاء كرام فقال على ادعوكم إلى الله والى رسوله فقال عتبة هم للمبارزة فبارز على شيبة فلم يلبث ان قتله وبارز حمزة عتبة فقتله وبارز عبيدة الوليد فصعب عليه فاتى على فقتله فانزل الله هذان خصمان الآية * وأخرج ابن ابى حاتم عن أبى العالية قال لما التقوا يوم بدر قال لهم عتبة بن ربيعة لا تقتلوا هذا الرجل فانه ان يكن صادقا فانتم أسعد الناس بصدقه وان يكن كاذبا فانتم احق من حقن دمه فقال أبو جهل بن هشام لقد امتلات رعبا فقال عتبة ستعلم اينا الجبان المفسد لقومه قال فبرز عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة فنادوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقالوا ابعث الينا اكفاءنا نقاتلهم فوثب غلمة من الانصار من بنى الخزرج فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اجلسوا قوموا يا بنى هاشم فقام حمزة بن عبد المطلب وعلى بن أبى طالب وعبيدة بن الحارث فبرزوا لهم فقال عتبة تكلموا نعرفكم ان تكونوا اكفاءنا قاتلناكم قال حمزة أنا حمزة بن عبد المطلب أنا اسد الله وأسد رسوله فقال عتبة كف ء كريم فقال على أنا على بن أبى طالب فقال كف ء كريم فقال عبيدة انا عبيدة بن الحارث فقال عتبة كف ء كريم فاخذ حمزة شيبة بن ربيعة وأخذ على بن ابى طالب عتبة بن ربيعة واخذ عبيدة الوليد فاما حمزة فاجاز على شيبة وأما على فاختلفا ضربتين 7 فاقام فاجاز على عتبة وأما عبيدة فاصيبت رجله قال فرجع هؤلاء وقتل
[ 349 ]
هؤلاء فنادى أبو جهل وأصحابه لنا العزى ولا عزى لكم فنادى منادى النبي صلى الله عليه وسلم قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار فانزل الله هذان خصمان اختصموا في ربهم الآية * وأخرج عبد بن حميد عن لاحق بن حميد قال نزلت هذه الآية يوم بدر هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار في عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة ونزلت ان الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات إلى قوله وهدوا إلى صراط الحميد في على بن أبى طالب وحمزة وعبيدة بن الحارث * وأخرج عبد بن حميد وابن جرر وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله هذان خصمان اختصموا في ربهم قال مثل المؤمن والكافر اختصامهما في البعث * وأخرج ابن جرير عن مجاهد وعطاء بن أبى رباح والحسن قال هم الكافرون والمؤمنون اختصموا في ربهم * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله هذان خصمان اختصموا في ربهم قال هم أهل الكتاب قالوا للمؤمنين نحن أولى بالله وأقدم منكم كتابا ونبينا قبل نبيكم وقال المؤمنون نحن أحق بالله آمنا بمحمد وآمنا بنبيكم وبما أنزل الله من كتاب وأنتم تعرفون كتابنا ونبينا ثم تركتموه وكفرتم به حسدا فكان ذلك خصومتهم في ربهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن ابى حاتم عن قتادة قال اختصم المسلمون وأهل الكتاب فقال أهل الكتاب نبينا قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم ونحن أولى بالله منكم وقال المسلمون ان كتابنا يقضى على الكتب كلها ونبينا خاتم الانبياء فنحن أولى بالله منكم فافلج الله أهل الاسلام على من ناواهم فانزل الله هذان خصمان اختصموا في ربهم إلى قوله عذاب الحريق * وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله هذان خصمان اختصموا في ربهم قال هما الجنة والنار اختصمتا فقالت النار خلقني الله لعقوبته وقالت الجنة خلقني الله لرحمته * وأخرج ابن جرير عن مجاهد فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار قال الكافر قطعت له ثياب من نار والمؤمن يدخله الله جنات تجرى من تحتها الانهار * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن ابى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله قطعت لهم ثياب من نار من نحاس وليس من الآنية شئ إذا حمى اشتد بأحر منه وفى قوله يصب من فوق رؤسهم الحميم قال النحاس يذاب على رؤسهم وفى قوله يصهر به ما في بطونهم قال تسيل امعاؤهم والجلود قال تتناثر جلودهم حتى يقوم كل عضو بحياله * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابراهيم التيمى انه قرأ قوله قطعت لهم ثياب من نار قال سبحان من قطع من النار ثيابا * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن وهب بن منبه قال كسى أهل النار والعرى كان خيرا لهم واعطوا الحياة والموت كان خيرا لهم * وأخرج عبد بن حميد والترمذي وصححه وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه عن أبى هريرة انه تلا هذه الآية فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الحميم ليصب على رؤسهم فينفذ الجمجمة حتى يخلص إلى جوفه فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدمه وهو الصهر ثم يعاد كما كان * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال ياتيه الملك يحمل الاناء بكلبتين من حرارته فإذا ادناه من وجهه يكرهه فيرفع مقمعة معه فيضرب بها رأسه فيفدغ دماغه ثم يفرغ الاناء من دماغه فيصل إلى جوفه من دماغه فذلك قوله يصهر به ما في بطونهم والجلود * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وأبو نعيم في الحلية عن سعيد بن جبير قال إذا جاء أهل النار في النار استغاثوا بشجرة الزقوم فاكلوا منها فاختنست جلود وجوههم فلو ان مارا يمر بهم يعرفهم لعرف جلود وجوههم بها ثم يصب عليهم العطش فيستغيثون فيغاثون بماء كالمهل وهو الذى قد سقطت عنه الجلود ويصهر به ما في بطونهم يمشون وأمعاؤهم تساقط وجلودهم ثم يضربون بمقامع من حديد فيسقط كل عضو على حياله يدعون بالويل والثبور * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله يصهر به ما في بطونهم والجلود قال يمشون وأمعاؤهم تساقط وجلودهم وفى قوله ولهم مقامع من حديد قال يضربون بها فيقع كل عضو على حياله * وأخرج ابن الانباري والطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق سأله عن قوله يصهر قال يذاب ما في بطونهم إذا شربوا الحميم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر سخنت صهارته فظل عثانه * في شيطل كعب به تتردد وقال وظل مرتثيا للشمس تصهره * حتى إذا الشمس قامت جانبا عدلا
[ 350 ]
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله يصهر به ما في بطونهم والجلود قال يسقون ماء إذا دخل بطونهم اذابها والجلود مع البطون * وأخرج عبد حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله يصهر به ما في بطونهم قال يذاب اذابة * وأخرج ابن أبى شيبة عن الضحاك مثله * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة يصهر به قال يذاب * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء الخراساني في قوله يصهر به قال يذاب كما يذاب الشحم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله ولهم مقامع قال مطارق * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن قال كان عمر يقول أكثر واذكر النار فان حرها شديد وان قعرها بعيد وان مقامعها حديد * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن أبى حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن أبى سعيد الخدرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو ان مقمعا من حديد وضع في الارض فاجتمع الثقلان ما أقلوه من الارض ولو ضرب الجبل بمقمع من حديد لتفتت ثم عاد كما كان * وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن سلمان قال النار سوداء مظلمة لا يضئ لهبها ولا جمرها ثم قرأ كلما أرادوا ان يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى جعفر القارى انه قرأ هذا الآية كلما أرادوا ان يخرجوا منها من غم فبكى وقال أخبرني زيد بن أسلم في هذه الآية ان أهل النار في النار لا يتنفسون * وأخرج ابن ابى حاتم عن الفضيل بن عياض في الآية قال والله ما طمعوا في الخروج لان الارجل مقيدة والايدى موثقة ولكن يرفعهم لهبها وتردهم مقامعها * قوله تعالى (ولباسهم فيها حرير) * أخرج البخاري ومسلم عن عمر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة * وأخرج النسائي والحاكم عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة ومن شرب الخمر في الدنيا لم يشربه في الآخرة ومن شرب في آنية الذهب والفضة لم يشرب في الآخرة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لباس أهل الجنة وشراب أهل الجنة وآنية أهل الجنة * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة قال ابن الزبير من قبل نفسه ومن لم يلبسه في الآخرة لم يدخل الجنة لان الله تعالى قال ولباسهم فيها حرير * وأخرج النسائي والحاكم وابن حبان عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة وان دخل الجنة لبسه أهل الجنة ولم يلبسه * قوله تعالى (وهدوا إلى الطيب) الاية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وهدوا إلى الطيب قال ألهموا * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى العالية في قوله وهدوا إلى الطيب من القول قال في الخصومة إذ قالوا الله مولانا ولا مولى لكم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن اسمعيل بن أبى خالد وهدوا إلى الطيب من القول قال القرآن وهدوا إلى صراط الحميد قال الاسلام * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك وهدوا إلى الطيب من القول قال الاخلاص وهدوا إلى صراط الحميد قال الاسلام * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله وهدوا إلى الطيب من القول قال لا اله الا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله الذى قال إليه يصعد الكلم الطيب * قوله تعالى (والمسجد الحرام الذى جعلناه للناس) * أخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال الحرم كله هو المسجد الحرام * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله سواء العاكف فيه والباد قال خلق الله فيه سواء * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله سواء يعنى شرعا واحدا العاكف فيه قال أهل مكة في مكة أيام الحج والباد قال من كان في غير أهلها من يعتكف به من الآفاق قال هم في منازل مكة سواء فينبغي لاهل مكة ان يوسعوا لهم حتى يقضوا مناسكهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في الآية قال البادى وأهل مكة سواء في المنزل والحرم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وعطاء سواء العاكف فيه والباد قالا سواء في تعظيم البلد وتحريمه * واخرج عبد بن حميد والبيهقي في شعب الايمان عن قتادة في الآية قال سواء في جواره وأمنه وحرمته العاكف فيه أهل مكة والباد من يعتكفه من أهل الآفاق * وأخرج عبد بن حميد عن ابن حصين قال سألت سعيد بن جبير أعتكف بمكة قال لا أنت معتكف
[ 351 ]
ما أقمت قال الله سواء العاكف فيه والباد * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن مجاهد في الآية قال الناس بمكة سواء ليس أحد أحق بالمنازل من أحد * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن عبد الله بن عمرو قال من أخذ من أجود بيوت مكة نما ياكل في بطنه نارا * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن عطاء انه كان يكره ان تباع بيوت مكة أو تكرى * وأخرج عبد بن حميد عن ابراهيم انه كان يكره اجارة بيوت مكة * واخرج عبد بن حميد عن ابن عمر ان عمر نهى أن تغلق أبواب دور مكة فان الناس كانوا ينزلون منها حيث وجدوا حتى كانوا يضربون فساطيطهم في الدور * وأخرج ابن سعد عن عمر بن الخطاب ان رجلا قال له عند المروة يا أمير المؤمنين اقطعني مكانا إلى ولعقبى فاعرض عنه عمر وقال هو حرم الله سواء العاكف فيه والباد * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد قال بيوت مكة لا تحل اجارتها * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن جريج قال أنا قرأت كتاب عمر بن عبد العزيز على الناس بمكة فنهاهم عن كراء بيوت مكة ودورها * وأخرج ابن أبى شيبة عن القاسم قال من أكل شيأ من كراء مكة فانما ياكل نارا * وأخرج ابن أبى شيبة عن عطاء قال كان عمر يمنع أهل مكة ان يجعلوا لها أبوابا حتى ينزل الحاج في عرصات الدور * وأخرج ابن أبى شيبة عن جعفر عن أبيه قال لم يكن للدور بمكة أبواب كان أهل مصر وأهل العراق ياتون فيدخلون دور مكة * وأخرج ابن ابى شيبة عن ابن سابط في قوله سواء العاكف فيه والباد قال البادى الذى يجئ من الحج والمقيمون سواء في المنازل ينزلون حيث شاؤا ولا يخرج رجل من بيته * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه بسند صحيح عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله الله تعالى سواء العاكف فيه والباد قال سواء المقيم والذى يرحل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله سواء العاكف فيه والباد قال ينزل أهل مكة وغيرهم في المسجد الحرام * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مكة مباحة لا تؤجر بيوتها ولا تباع رباعها * وأخرج ابن أبى شيبة وابن ماجه عن علقمة بن نضلة قال توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وما تدعى رباع مكة الا السوائب من احتاج سكن ومن استغنى أسكن * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عمر انه قال يا أهل مكة لا تتخذوا لدوركم أبوابا لينزل البادى حيث شاء * وأخرج الدارقطني عن ابن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أكل كراء بيوت مكة أكل نارا * قوله تعالى (ومن يرد فيه بالحاد) الآية * أخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن راهويه وأحمد وعبد بن حميد والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن مسعود رفعه في قوله ومن يرد فيه بالحاد بظلم قال لو ان رجلا هم فيه بالحاد وهو بعدن أبين لاذاقه الله تعالى عذابا أليما * وأخرج سعيد بن منصور والطبراني عن ابن مسعود في قوله ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب أليم قال من هم بخطيئة فلم يعملها في سوى البيت لم تكتب عليه حتى يعملها ومن هم بخطيئة في البيت لم يمته الله من الدنيا حتى يذيقه من عذاب أليم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في عبد الله بن أنيس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه مع رجلين أحدهما مهاجري والآخر من الانصار فافتخروا في الانساب فغضب عبد الله بن أنيس فقتل الانصاري ثم ارتد عن الاسلام وهرب إلى مكة فنزلت فيه ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب أليم يعنى من لجا إلى الحرم بالحاد يعنى بميل عن الاسلام * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن قتادة في قوله ومن يرد فيه بالحاد الآية قال من لجا إلى الحرم ليشرك فيه عذبه الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ومن يرد فيه بالحاد بظلم قال بشرك * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله ومن يرد فيه بالحاد بظلم قال هو ان يعبد فيه غير الله * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ومن يرد فيه بالحاد بظلم يعنى ان تستحل من الحرام ما حرم الله عليك من لسان أو قتل فتظلم من لا يظلمك وتقتل من لا يقتلك فإذا فعل ذلك فقد وجب له عذاب أليم * وأخرج ابن جرير عن حبيب بن أبى ثابت في قوله ومن يرد فيه بالحاد بظلم قال هم المحتكرون الطعام بمكة * وأخرج البخاري في تاريخه وعبد بن حميد وأبو داود وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن يعلى بن امية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال احتكار الطعام في الحرم الحاد فيه * وأخرج سعيد بن منصور والبخاري
[ 352 ]
في تاريخه وابن المنذر عن عمر بن الخطاب قال احتكار الطعام بمكة الحاد بظلم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عمر قال بيع الطعام بمكة الحاد * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول احتكار الطعام بمكة الحاد * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن منيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن مجاهد قال كان لعبد الله بن عمرو فسطاطان أحدهما في الحل والآخر في الحرم فإذا أراد أن يصلى صلى في الذى في الحرم وإذا أراد أن يعاتب أهله عاتبهم في الذى في الحل فقيل له فقال كنا نحدث ان من الالحاد فيه ان يقول الرجل كلا والله وبلى والله * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في الاية قال شتم الخادم في الحرم ظلم فما فوقه * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال تجارة الامير بمكة الحاد * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال أقبل تبع يريد الكعبة حتى إذا كان بكراع الغميم بعث الله تعالى عليه ريحا لا يكاد القائم يقوم الا بمشقة ويذهب القائم يقعد فيصرع وقامت عليه ولقوا منها عناء ودعا تبع حبريه فسألهما ما هذا الذى بعث على قالا أو تؤمنا قال أنتم آمنون قالا فانك تريد بيتا يمنعه الله ممن أراده قال فما يذهب هذا عنى قالا تجرد في ثوبين ثم تقول لبيك اللهم لبيك ثم تدخل فتطوف به فلا تهيج أحدا من أهله قال فان اجمعت على هذا ذهبت هذه الريح عنى قالا نعم فتجرد ثم لبى فادبرت الريح كقطع الليل المظلم * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع بن أنس في قوله ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب أليم قال حدثنا شيخ من عقب المهاجرين والانصار انهم اخبروه ان ايما أحد أراد به ما أراد أصحابه الفيل عجل لهم العقوبة في الدنيا وقال انما يؤتى استحلاله من قبل أهله فاخبرني عنهم انه وجد سطران بمكة مكتوبان في المقام اما أحدهما فكان كتابته بسم الله والبركة ووضعت بيتى بمكة طعام أهله اللحم والسمن والتمر ومن دخله كان آمنا لا يحله الا أهله قال لو لا ان أهله هم الذين فعلوا به ما قد علمت لعجل لهم في الدنيا العذاب قال ثم أخبرني ان عبد الله بن عمرو بن العاص قال قبل ان يتسحل منه الذى يستحل قال أجد مكتوبا في الكتاب الاول عبد الله يستحل به الحرم وعنده عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن الزبير فقال عبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن عمر بن الخطاب قال كل واحد منهما لست قارا به الا حاجا أو معتمرا أو حاجة لابد منها وسكت عبد الله بن الزبير فلم يقل شيا فاستحل من بعد ذلك * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن مسعود قال من هم بسيئة لم تكتب عليه حتى يعملها ولو أن رجلا كان بعدن أبين حدث نفسه بان يلحد في البيت والالحاد فيه أن يستحل فيه ما حرم الله عليه فمات قبل أن يصل إلى ذلك أذاقه الله من عذاب أليم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك في قوله ومن يرد فيه بالحاد قال ان الرجل لبهم بالخطيئة بمكة وهو بارض أخرى فتكتب عليه وما عملها * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال تضاعف السيئات بمكة كما تضاعف الحسنات * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن عطاء بن أبى رباح ومن يرد فيه بالحاد بظلم قال القتل والشرك * وأخرج عبد بن حميد عن ابن أبى مليكة أنه سئل عن قوله ومن يرد فيه بالحاد بظلم قال ما كنا نشك انها الذنوب حتى جاءا علاج من أهل البصرة إلى اعلاج من أهل الكوفة فزعموا انها الشرك * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال ما من عبديهم بذنب فيؤاخذه الله بشئ حتى يعمله الا من هم بالبيت العتيق شرا فانه من هم به شرا عجل الله له * وأخرج عبد بن حميد عن أبى الحجاج في الآية قال ان الرجل يحدث نفسه ان يعمل ذنبا بمكة فيكتبه الله عليه ذنبا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن مجاهد قال رأيت عبد الله بن عمرو بعرفة ومنزله في الحل ومسجد في الحرم فقلت له لم تفعل هذا قال لان العمل فيه أفضل والخطيئة فيه أعظم والله أعلم * قوله تعالى (واذ بوأنا) الآية * أخرج أبو الشيخ وابن عدى وابن مردويه والديلمي بسند ضعيف عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دنر مكان البيت فلم يحجه هود ولا صالح حتى بوأه الله لابراهيم * وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه من طريق حارثة بن مضرب عن على بن أبى طالب قال لما أمر ابراهيم ببناء البيت خرج معه اسمعيل وهاجر فلما قدم مكة رأى على رأسه في موضع البيت مثل الغمامة فيه مثل الرأس فكلمه فقال يا ابراهيم ابن على ظلى أو على قدري ولا تزد ولا تنقص فلما بنى خرج
[ 353 ]
وخلف اسمعيل وهاجر وذلك حين يقول الله واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت الآية * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر عن عطاء بن أبى رياح قال لما اهبط الله آدم كان رجلاه في الارض ورأسه في السماء فيسمع كلام أهل السماء ودعاءهم فيانس إليهم فهابت الملائكة منه حتى شكت إلى الله في دعائها وفى صلاتها فاخفضه الله إلى الارض فلما فقد ما كان يسمع منهم استوحش حتى شكا إلى الله في دعائه وفى صلاته فوجه لى مكة فكان موضع قدمه قرية وخطوه مفازة حتى انتهى إلى مكة فانزل الله ياقوتة من ياقوت الجنة فكانت على موضع البيت الآن فلم يزل يطاف به حتى أنزل الله الطوفان فرفعت تلك الياقوتة حتى بعث الله ابراهيم فبناه فذلك قول الله واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم من طريق معمر عن قتادة قال وضع الله البيت مع آدم حين أهبط الله آدم إلى الارض وكان مهبطه بارض الهند وكان رأسه في السماء ورجلاه في الارض وكانت الملائكة تهابه فنقص إلى ستين ذراعا فحزن آدم إذ فقد أصوات الملائكة وتسبيحهم فشكا ذلك إلى الله فقال الله يا آدم انى قد أهبطت لك بيتا يطاف به كما يطاف حول عرشى ويصلى عنده كما يصلى عند عرشى فاخرج إليه فخرج إليه آدم ومد له في خطوه فكان بين كل خطوتين مفازة فلم تزل تلك المفاوز بعد على ذلك وأتى آدم فطاف به ومن بعده من الانبياء قال معمر وأخبرني أبان أن البيت اهبط ياقوتة واحدة أو درة واحدة قال معمر وبلغني أن سفينة نوح طافت بالبيت سبعا حتى إذا أغرق الله قوم نوح فقد وبقى أساسه فبوأه الله لابراهيم فبناه بعد ذلك فذلك قول الله واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت الآية قال معمر قال ابن جريج قال ناس أرسل الله سبحانه سحابة فيها رأس فقال الرأس يا ابراهيم ان ربك يامرك أن تأخذ قدر هذه السحابة فجعل ينظر إليها ويخط قدرها قال الرأس قد فعلت قال نعم ثم ارتفعت فحفر فابرز عن أساس ثابت في الارض قال ابن جريج قال مجاهد أقبل الملك والصرد والسكينة مع ابراهيم من الشام فقالت السكينة يا ابراهيم ريض على البيت قال فلذلك لا يطوف البيت أعرابي ولا ملك من هذه الملوك الا رأيت عليه السكينة والوقار قال ابن جريج وقال ابن المسيب قال على بن أبى طالب وكان الله استودع الركن أبا قبيس فلما بنى ابراهيم ناداه أبو قبيس فقال يا ابراهيم هذا الركن في فخذه فحفر عنه فوضعه فلما فرغ ابراهيم من بنائه قال قد فعلت يا رب فارنا مناسكنا ابرزها لنا وعملناها فبعث الله جبريل فحج به حتى إذا رأى عرفة قال قد عرفت وكان أتاها قبل ذلك مرة قال فلذلك سميت عرفة حتى إذا كان يوم النحر عرض له الشيطان فقال احصب فحصبه بسبع حصيات ثم اليوم الثاني فالثالث فسد ما بين الجبلين يعنى ابليس فلذلك كان رمى الجمار قال أعل على ثبير فعلاه فنادى يا عباد الله أجيبوا الله يا عباد الله أطيعوا الله فسمع دعوته من بين الابحر السبع ممن كان في قلبه مثقال ذرة من الايمان فهى التى أعطى الله ابراهيم في المناسك في قوله لبيك اللهم لبيك ولم يزل على وجه الارض سبعة مسلمون فصاعدا فلولا ذل هلكت الارض ومن عليها * وأخرج ابن أبى حاتم عن كعب الاحبار قال كان البيت غثاة وهى الماء قبل ان يخلق الله الارض باربعين عاما ومنه دحيت الارض وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي في الدلائل عن السدى قال ان الله عزوجل أمر ابراهيم أن يبنى البيت هو واسمعيل فانطلق ابراهيم حتى أتى مكة فقام هو واسمعيل وأخذ المعاول لا يدريان أين البيت فبعث الله ريحا يقال لها ريح الخجوج لها جناحان ورأس في صورة حية فكنست لهما ما حول الكعبة من البيت الاول واتبعاها بالمعاول يحفران حتى وضعا الاساس فذلك حين يقول الله واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت فلما بنيا القواعد فبلغ مكان الركن قال ابراهيم لاسمعيل اطلب لى حجرا حسنا أضعه ههنا قال يا أبت انى كسلان لغب قال على ذلك فانطلق يطلب له حجرا فاتاه بحجر فلم يرضه فقال ائتنى بحجر أحسن من هذا فانطلق يطلب حجرا فجاءه جبريل بالحجر الاسود من الجنة وكان أبيض ياقوتة بيضاء مثل الثغامة وكان آدم هبط به من الجنة فاسود من خطايا الناس فجاءه اسمعيل بحجر فوجد عنده الركن فقال يا أبت من جاءك بهذا قال جاءني به من هو أنشط منك فبينما هما يدعوان بالكلمات التى ابتلى بها ابراهيم ربه فلما فرغا من البنيان أمره الله ان موسوى ينادى فقال أذن في الناس بالحج * وأخرج ابن أبى حاتم عن حوشب بن عقيل قال سألت محمد بن عباد بن جعفر متى كان البيت قال خلقت الاشهر له قلت كم كان طول بناء ابراهيم قال ثمانية عشر ذراعا قلت كم هو اليوم قال
[ 354 ]
ستة وعشرون ذراعا قلت هل بقى من حجارة بناء ابراهيم شئ قال خشى به البيت الا حجرين مما يليان الحجر * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال قال الله لنبيه وطهر بيتى للطائفين والقائمين والركع السجود قال طواف قبل الصلاة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بالبيت بمنزلة الصلاة الا ان الله قد أحل فيه المنطق فمن نطق فلا ينطق الا بخير * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عطاء في قوله للطائفين قال الذين يطوفون به والقائمين قال المصلين عنده * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة قال القائمون المصلون * قوله تعالى (وأذن في الناس بالحج) الآية * أخرج ابن أبى شيبة في المصنف وابن منيع وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال لما فرغ ابراهيم من بناء البيت قال رب قد فرغت فقال أذن في الناس بالحج قال رب وما يبلغ صوتي قال أذن وعلى البلاغ قال رب كيف أقول قال يا أيها الناس كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق فسمعه من بين السماء والارض الا ترى انهم يجيؤن من أقصى الارض يلبون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم والبيهقي عن ابن عباس قال لما بنى ابراهيم البيت أوحى الله إليه أن أذن في الناس بالحج فقال ألا ان ربكم قد اتخذ بيتا وأمركم ان تحجوه فاستجاب له ما سمعه من حجر أو شجر أو اكمة أو تراب أو شئ فقالوا لبيك اللهم لبيك * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال لما أمر الله ابراهيم أن ينادى في الناس بالحج صعد أبا قبيس فوضع أصبعيه في أذنيه ثم نادى ان الله كتب عليكم الحج فاجيبوا ربكم فأجابوه بالتلبية في أصلاب الرجال وأرحام النساء وأول من أجابه أهل اليمن فليس حاج يحج من يومئذ إلى أن تقوم الساعه الا من كان أجاب ابراهيم يومئذ * وأخرج الديلمى بسندواه عن على رفعه لما نادى ابراهيم بالحج لبى الخلق فمن لبى تلبية واحدة حج حجة واحدة ومن لبى مرتين حج حجتين ومن زاد فبحساب ذلك * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله واذن في الناس بالحج قال قام ابراهيم عليه السلام على الحجر فنادى يا أيها الناس كتب عليكم الحج فاسمع من في أصلاب الرجال وارحام النساء فأجاب من آمن ممن سبق في علم الله ان يحج إلى يوم القيامة لبيك اللهم لبيك * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير وأذن في الناس بالحج قال وقرت في كل ذكر وأنثى * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال لما فرغ ابراهيم من بناء البيت أوحى الله إليه أن اذن في الناس بالحج فخرج فنادى في الناس يا أيها الناس ان ربكم قد اتخذ بيتا فحجوه فلم يسمعه حينئذ من انس ولا جن ولا شجرة ولا اكمة ولا تراب ولا جبل ولا ماء ولا شئ الا قال لبيك اللهم لبيك * وأخرج أبو الشيخ في كتاب الاذان عن عبد الله بن الزبير قال اخذ الاذان من اذان ابراهيم في الحج وأذن في الناس بالحج قال فاذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة * وأخرج ابن أبى حاتم عن عبيد بن عمير قال لما أمر ابراهيم عليه السلام بدعاء الناس إلى الله استقبل المشرق فدعا ثم استقبل المغرب فدعا ثم استقبل الشام فدعا ثم استقبل اليمن فدعا فاجيب لبيك لبيك * وأخرج ابن أبى حاتم عن على بن أبى طلحة ان الله أوحى إلى ابراهيم عليه السلام ان اذن في الناس بالحج فقام على الحجر فقال يا أيها الناس ان الله يامركم بالحج فاجابه من كان مخلوقا في الارض يومئذ ومن كان في ارحام النساء ومن كان في أصلاب الرجال ومن كان في البحور فقالوا لبيك اللهم لبيك * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال قال جبريل لابراهيم واذن في الناس بالحج قال كيف أؤذن قال قل يا أيها الناس أجيبوا إلى ربكم ثلاث مرات فأجاب العباد فقالوا لبيك اللهم ربنا لبيك لبيك اللهم ربنا لبيك فمن أجاب ابراهيم يومئذ من الخلق فهو حاج * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال لما فرغ ابراهيم واسمعيل من بناء البيت أمر ابراهيم أن يؤذن بالحج فقام على الصفا فنادى بصوت سمعه ما بين المشرق والمغرب يا أيها الناس أجيبوا إلى ربكم فجابوه وهم في أصلاب آبائهم فقالوا لبيك قال فانما يحج البيت اليوم من أجاب ابراهيم يومئذ * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد قال لما اذن ابراهيم بالحج قال يا أيها الناس أجيبوا ربكم فلبى كل رطب ويابس * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الشعب عن مجاهد قال لما امر ابراهيم ان يؤذن في الناس بالحج قام على المقام فنادى بصوت أسمع من بين المشرق والمغرب يا أيها الناس اجيبوا ربكم * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الشعب عن مجاهد قال قال ابراهيم كيف أقول قال قل يا أيها الناس اجيبوا ربكم فما خلق الله من جبل ولا شجر ولا شئ من المطيعين له الا ينادى
[ 355 ]
لبيك اللهم لبيك فصارت التلبية * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد قال تطاول به المقام حتى كان كاطول جبل في الارض فاذن فيهم بالحج فاسمع من تحت البحور السبع وقالوا لبيك اطعنا لبيك أجبنا فكل من حج إلى يوم القيامة ممن استجاب له يومئذ * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال قيل لابراهيم اذن في الناس بالحج قال يا رب كيف أقول قال قل لبيك اللهم لبيك فكان ابراهيم أول من لبى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال لما أمر ابراهيم بالحج قام على المقام فنادى نداء سمعه جميع أهل الارض ألا ان ربكم قد وضع بيتا وأمركم ان تحجوه فجعل الله في اثر قدميه آية في الصخرة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عطاء قال صعد ابراهيم على الصفا فقال يا أيها الناس أجيبوا ربكم فاسمع من كان حيا في اصلاب الرجال * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال أجاب ابراهيم كل جنى وانسى وكل شجر وحجر * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس قال لما امر ابراهيم أن يؤذن في الناس تواضعت له الجبال ورفعت له الارض فقام فقال يا أيها الناس اجيبوا ربكم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال صعد ابراهيم أبا قبيس فقال الله أكبر الله أكبر أشهد ان لا اله الا الله واشهد ان ابراهيم رسول الله أيها الناس ان الله أمرنى ان أنادى في الناس بالحج أيها الناس أجيبوا ربكم فاجابه من اخذ الله ميثاقه بالحج إلى يوم القيامة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله واذن في الناس بالحج يعنى بالناس أهل القبلة ألم تسمع انه قال ان أول بيت وضع للناس إلى قوله ومن دخله كان آمنا يقول ومن دخله من الناس الذين امر أن يؤذن فيهم وكتب عليهم الحج * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس يأتوك رجالا قال مشاة وعلى كل ضامر قال الابل ياتين من كل فج عميق قال بعيد * وأخرج الخطيب في تاريخه عن محمد بن كعب القرظى قال سمعت ابن عباس يقول ما آسى على شئ الا انى لم أكن حججت راجلا لانى سمعت الله يقول ياتوك رجالا وعلى كل ضامر وهكذا كان يقرؤها * وأخرج ابن أبى شيبة وابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ما آسى على شئ فاتني الا انى لم أحج ماشيا حتى أدركني الكبر اسمع الله تعالى يقول يأتوك رجالا وعلى كل ضامر فبدأ بالرجال قبل الركبان * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن مجاهد ان ابراهيم واسمعيل حجا وهما ماشيان * وأخرج ابن خزيمة والحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عباس رضى الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حج من مكة ماشيا حتى يرجع إلى مكة كتب الله له بكل خطوة سبعمائة حسنة من حسنات الحرم قيل وما حسنات الحرم قال بكل حسنة مائة ألف حسنة * وأخرج ابن سعد وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضى الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للحاج الراكب بكل خطوة تخطوها راحلته سبعين حسنة وللماشي بكل قدم سبعمائة حسنة من حسنات الحرم قيل يا رسول الله وما حسنات الحرم قال الحسنة مائة ألف حسنة * وأخرج البيهقى وضعفه عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الملائكة لتصافح ركاب الحجاج وتعتنق المشاة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يأتوك رجالا قال على أرجلهم وعلى كل ضامر قال الابل يأتون من كل فج عميق يعنى مكان بعيد * وأخرج ابن جرير وعبد الرزاق عن مجاهد رضى الله عنه قال كانوا يحجون ولا يتزودون فانزل الله وتزودوا الآية وكانوا يحجون ولا يركبون فانزل الله يأتوك رجالا وعلى كل ضامر فامرهم بالزاد ورخص لهم في الركوب والمتجر * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق سأله عن قوله من كل فج عميق قال طريق بعيد قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر فساروا العناء وسدوا الفجاج * باجساد عالها آيدات * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ياتوك رجالا وعلى كل ضامر قال هم المشاة والركبان * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله كل ضامر قال ما تبلغه المطى حتى تضمر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله من كل فج عميق قال طريق بعيد * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضى الله عنه مثله * وأخرج ابن المنذر عن أبى العالية رضى الله عنه
[ 356 ]
من كل فج عميق قال مكان بعيد * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضى الله عنه مثله * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عبيد بن عمير قال لقى عمر بن الخطاب رضى الله عنه ركبا يريدون البيت فقال من أنتم فاجابه أحدثهم سنا فقال عباد الله المسلمون فقال من اين جئتم قال من الفج العميق قال اين تريدون قال البيت العتيق فقال عمر رضى الله عنه تأولها لعمر الله فقال عمر رضى الله عنه من أميركم فاشار إلى شيخ منهم فقال عمر بل انت أميرهم لاحدثهم سنا الذى أجابه * قوله تعالى (ليشهدوا منافع لهم) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما ليشهدوا منافع لهم قال أسواقا كانت لهم ما ذكر الله منافع الا الدنيا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ليشهدوا منافع لهم قال منافع في الدنيا ومنافع في الآخرة فاما منافع الآخرة فرضوان الله عزوجل وأما منافع الدنيا فما يصيبون من لحوم البدن في ذلك اليوم والذبائح والتجارات * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه ليشهدوا منافع لهم قال الاجر في الآخرة والتجارة في الدنيا * قوله تعالى (ويذكروا اسم الله) * أخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل رضى الله عنه في قوله ويذكروا اسم الله قال فيما ينحرون من البدن * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه ويذكروا اسم الله قال كان يقال إذا ذبحت نسيكتك فقل بسم الله والله أكبر اللهم هذا منك ولك عن فلان ثم كل واطعم كما أمرك الله الجار والاقرب فالاقرب * قوله تعالى (في أيام معلومات) * أخرج أبو بكر المروزى في كتاب العيدين وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الايام المعلومات ايام العشر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال الايام المعلومات يوم النحر وثلاثة ايام بعده * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في أيام معلومات يعنى أيام التشريق * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضى الله عنه في أيام معلومات يعنى أيام التشريق على ما رزقهم من بهيمة الانعام يعنى البدن * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عمر رضى الله عنه قال الايام المعلومات والمعدودات هن جميعهن أربعة أيام فالمعلومات يوم النحر ويومان بعده والمعدودات ثلاثة أيام بعد يوم النحر * وأخرج ابن المنذر عن على رضى الله عنه قال الايام المعلومات يوم النحر وثلاثة أيام بعده * وأخرج عبد ابن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله في أيام معلومات قال قبل يوم التروية بيوم ويوم التروية ويوم عرفة * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء ومجاهد رضى الله عنه قال الايام المعلومات أيام العشر * وأخرج عن سعيد بن جبير والحسن رضى الله عنه مثله * قوله تعالى (فكلوا منها) الآية * أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابراهيم رضى الله عنه قال كان المشركون لا يأكلون من ذبائح نسائكهم فانزل الله فكلوا منها واطعموا البائس الفقير فرخص للمسلمين فمن شاء أكل ومن شاء لم يأكل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن مجاهد في الآية قال هي رخصة ان شاء أكل وان شاء لم ياكل بمنزلة قوله وإذا حللتم فاصطادوا * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء فكلوا منها وأطعموا قال إذا ذبحتم فاهدوا وكلوا وأطعموا وأقلوا لحوم الاضاحي عندكم * وأخرج عبد بن حميد عن أبى صالح الحنفي رضى الله عنه فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير قال هي في الاضاحي * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء رضى الله عنه قال ان شاء أكل من الهدى والاضحية وان شاء لم ياكل * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فكلوا منها ان ابن مسعود كان يقول للذى يبعث يهديه معه كل ثلثا وتصدق بالثلث واهد لآل عتبة ثلثا * وأخرج ابن أبى حاتم عن جابر بن عبد الله قال نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل جزور بضعة فجعلت في قدر فاكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى من اللحم وحسوا من المرق قال سفيان لان الله يقول فكلوا منها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وأطعموا البائس قال الزمن * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قول الله وأطعموا البائس الفقير قال البائس الذى لم يجد شيأ من شدة الحاجة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت طرفة وهو يقول يغشاهم البائس المدقع والض‍ * - يف وجار مجاور جنب
[ 357 ]
* وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ومجاهد قالا البائس الذى يمد كفيه إلى الناس يسأل * وأخرج ابن أبى حاتم وابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه قال البائس المضطر الذى عليه البؤس والفقير الضعيف * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله البائس الفقير قال هما سواء وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه قال البائس الفقير الذى به زمانة وهو فقير * قوله تعالى (ثم ليقضوا تفثهم) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عمر رضى الله عنه قال التفث المناسك كلها * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال التفث قضاء النسك كله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قال في التفث حلق الرأس والاخذ من العارضين ونتف الابط وحلق العانة والوقوف بعرفة والسعى بين الصفا والمروة ورمى الجمار وقص الاظفار وقص الشارب والذبح * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ثم ليقضوا تفثهم قال يعنى بالتفث وضع احرامهم من حلق الرأس ولبس الثياب وقص الاظفار ونحو ذلك وليوفوا نذورهم قال يعنى نحر ما نذروا من البدن * واخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضى الله عنه ثم ليقضوا تفثهم قال التفث كل شئ أحرموا وليوفوا نذروهم قال هو الحج * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال ليقضوا تفثهم قال حلق الرأس والعانة ونتف الابط وقص الشارب والاظفار ورمى الجمار وقص اللحية وليوفوا نذورهم قال نذر الحج * وأخرج ابن ابى شيبة عن محمد بن كعب قال التفث حلق العانة ونتف الابط وأخذ من الشارب وتقليم الاظفار * واخرج عبد بن حميد عن عاصم رضى الله عنه انه قرأ وليوفوا نذورهم مثقلة بجزم اللام وليطوفوا بجزم اللام مثقلة * قوله تعالى (وليطوفوا بالبيت العتيق) * أخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله وليطوفوا قال هو الطواف الواجب يوم النحر * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن الضحاك رضى الله عنه في قوله وليطوفوا قال هو الطواف الواجب يوم النحر * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن الضحاك رضى الله عنه في قوله وليطوفوا قال طواف الزيارة * واخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما وليطوفوا قال يعنى زيارة البيت ولفظ ابن جرير هو طواف الزيارة يوم النحر * وأخرج البخاري في تاريخه والترمذي وحسنه وابن جرير والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عبد الله بن الزبير رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما سمى الله البيت العتيق لان الله أعتقه من الجبابرة فلم يظهر عليه جبار قط * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال البيت العتيق لانه أعتق من الجبابرة * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال انما سمى البيت العتيق لانه أعتق من الجبابرة لم يدعه جبار قط وفى لفظ فليس في الارض جبار يدعى انه له * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه قال انما سمى البيت العتيق لانه لم يرده أحد بسوء الا هلك * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال انما سمى البيت العتيق لانه أعتق من الغرق في زمان نوح * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله عنه قال انما سمى العتيق لانه أول بيت وضع * وأخرج ابن مردويه عن جابر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما جعل الطواف بالبيت ملاذا لان الله لما خلق آدم أمر ابليس بالسجود له فابى فغضب الرحمن فلاذت الملائكة بالبيت حتى سكن غضبه * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما نزلت هذه الآية وليطوفوا بالبيت العتيق طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم من ورائه وأخرج سفيان بن عيينة والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال الحجر من البيت لان رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت من ورائه قال الله وليطوفوا بالبيت العتيق * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال طواف الوداع واجب وهو قول الله وليطوفوا بالبيت العتيق * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى جمرة قال قال لى ابن عباس أتقرأ سورة الحج يقول الله وليطوفوا بالبيت العتيق قال فان آخر المناسك الطواف بالبيت * وأخرج الحاكم وصححه
[ 358 ]
عن ابن عباس قال كانوا ينفرون من منى إلى وجوههم فامرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون آخر عهدهم بالبيت ورخص للحائض * وأخرج البيهقى في الشعب عن أبى سعيد الخدرى قال من طاف بهذا البيت سبعا لا يتكلم فيه الا بتكبير أو تهليل كان عدل رقبة * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن عمر قال من طاف بالبيت اسبوعا وصلى ركعتين كان مثل يوم ولدته امه * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن عمرو قال من طاف بالبيت كان عدل رقبة * وأخرج ابن أبى شيبة والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من طاف بالبيت سبعا يحصيه كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحيت عنه سيئة ورفعت له درجة وكان له عدل رقبة * وأخرج ابن عدى والبيهقي عن أبى عقال قال طفت مع انس في مطر فقال لنا استأنفوا العمل فقد غفر لكم طفت مع نبيكم صلى الله عليه وسلم في مثل هذا اليوم فقال استأنفوا العمل فقد غفر لكم * وأخرج ابن أبى شيبة والبيهقي عن محمد بن المنكدر عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طاف حول البيت اسبوعا لا يلغو فيه كان عدل رقبة يعتقها * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس قال من طاف بالبيت خمسين اسبوعا خرج من الذنوب كيوم ولدته امه * وأخرج ابن أبى شيبة والحاكم وصححه عن جبير بن مطعم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا بنى عبد مناف لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى أي ساعة شاء من ليل أو نهار * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى الدرداء أنه طاف بالبيت بعد العصر وصلى ركعتين فقيل له فقال انها ليست كسائر البلدان * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر أن نبى الله صلى الله عليه وسلم كان إذا طاف بالبيت استلم الحجر والركن في كل طواف * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال رأيت عمر بن الخطاب قبل الحجر وسجد عليه ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الركن اليماني ووضع خده عليه * وأخرج الحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال كان ابن عباس يقول احفظوا هذا الحديث وكان يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو به بين الركنين رب قنعني بما رزقتني وبارك لى فيه واخلف على كل غائبة بخير * وأخرج الترمذي والحاكم وصححه عن ابن عباس يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الطواف بالبيت مثل الصلاة الا أنكم تتكلمون فمن تكلم فلا يتكلم الا بخير * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب ماء في الطواف * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي في الشعب عن عبد الاعلى التيمى قال قالت خديجة رضى الله عنها يا رسول الله ما أقول وأنا أطوف بالبيت قال قولى اللهم اغفر ذنوبي وخطئي وعمدي واسرا في أمرى انك ان لا تغفر لى تهلكني * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن ابن جريج قال قلت العطاء أسمعت ابن عباس قال انما أمرتم بالطواف به ولم تؤمروا بدخوله قال لم يكن نهانا عن دخوله ولكن سمعته يقول أخبرني اسامة بن زيد ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل البيت فلما خرج ركع ركعتين في قبل البيت وقال هذه القبلة * وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندي وهو قرير العين طيب النفس ثم رجع وهو حزين فقلت يا رسول الله خرجت من عندي وأنت كذا وكذا قال انى دخلت الكعبة وددت انى لم أكن فعلته انى أخاف ان أكون أتعبت أمتى من بعدى * وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة انها كانت تقول عجبا للمرء المسلم إذا دخل الكعبة حين يرفع بصره قبل السقف يدع ذلك اجلالا لله واعظاما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة ما خلف بصره موضع سجوده حتى خرج منها * قوله تعالى (ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه) * أخرج ابن أبى شبية وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ذلك ومن يعظم حرمات الله قال الرحمة الحج والعمرة وما نهى الله عنه من معاصيه كلها * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء وعكرمة ذلك ومن يعظم حرمات الله قال المعاصي * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله ومن يعظم حرمات الله قال الحرمات المشعر الحرام والبيت الحرام والمسجد الحرام والبلد الحرام * وأخرج ابن أبى شيبة وابن ماجه وابن أبى حاتم عن عياش بن أبى ربيعة المخزومى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لن تزال هذه الامة بخير ما عظموا هذه الحرمة حق تعظيمها يعنى مكة فإذا ضيعوا ذلك هلكوا * قوله تعالى (فاجتنبوا) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فاجتنبوا الرجس من الاوثان يقول اجتنبوا طاعة الشيطان
[ 359 ]
في عبادة الاوثان واجتنبوا قول الزور يعنى الافتراء على الله والتكذيب به * وأخرج أحمد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن أيمن بن خريم قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال يا أيها الناس عدلت شهادة الزور اشراكا بالله ثلاثا ثم قرأها فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابو داود وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن خريم بن فاتك الاسدي قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فلما انصرف قائما قال عدلت شهادة الزور الاشراك بالله ثلاثا ثم تلا هذه الآية واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي عن أبى بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قلنا بلى يا رسول الله قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال ألا وقول الزور الا وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني والخرائطي في مكارم الاخلاق والبيهقي عن ابن مسعود قال شهادة الزور تعدل بالشرك بالله ثم قرأ فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد واجتنبوا قول الزور قال الكذب * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل واجتنبوا قول الزور يعنى الشرك بالكلام وذلك أنهم كانوا يطوفون بالبيت فيقولون في تلبيتهم لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله حنفاء لله غير مشركين به قال حجاجا لله غير مشركين به وذلك ان الجاهلية كانوا يحجون مشركين فلما أظهر الله الاسلام قال الله للمسلمين حجوا الآن غير مشركين بالله * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى بكر الصديق قال كان الناس يحجون وهم مشركون فكانوا يسمونهم حنفاء الحجاج فنزلت حنفاء لله غير مشركين به * وأخرج ابن أبى حاتم عن عبد الله بن القاسم مولى أبى بكر الصديق قال كان ناس من مضر وغيرهم يحجون البيت وهم مشركون وكان من لا يحج البيت من المشركين يقولون قولوا حنفاء فقال الله حنفاء لله غير مشركين به يقول حجاجا غير مشركين به * وأخرج ابن المنذر عن السدى قال ما كان في القرآن من حنفاء قال مسلمين وما كان حنفاء مسلمين فهم حجاج * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد حنفاء قال حجاجا * وأخرج عن الضحاك مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد حنفاء قال متبعين * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء الآية قال هذا مثل ضربه الله لمن أشرك بالله في بعده من الهدى وهلاكه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله في مكان سحيق قال بعيد * قوله تعالى (ذلك ومن يعظم شعائر الله) الآيتين * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ذلك ومن يعظم شعائر الله قال البدن * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ذلك ومن يعظم شعائر الله قال الاستسمان والاستحسان والاستعظام وفى قوله لكم فيها منافع إلى أجل مسمى قال إلى أن تسمى بدنا * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد ذلك ومن يعظم شعائر الله قال استعظام البدن واستسمانها واستحسانها لكم فيها منافع إلى أجل مسمى قال ظهورها وأوبارها وأشعارها وأصوافها إلى أن تسمى هديا فإذا سميت هديا ذهبت المنافع ثم محلها يقول حين يسمى إلى البيت العتيق * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك وعطاء في الآية قال المنافع فيها الركوب