مناظرة الكراجكي مع رجل من العامة
القسم: مناظرات عقائدية | 2009/08/20 - 03:19 AM | المشاهدات: 3477
مناظرة الكراجكي مع رجل من العامة قال الشيخ الكراجكي (1) Ù€ اعلى الله مقامه Ù€ : سألني رجل من أهل الخلا٠Ùقال : إنا نراكم معشر الشيعة تكثرون القول بأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب Ù€ عليه السلام Ù€ Ø£Ùضل من أبي بكر وعمر وعثمان ØŒ وتناظرون على ذلك ØŒ وترددون هذا الكلام ØŒ وإطلاق هذا اللÙظ منكم يضاد مذهبكم ØŒ ويناقض معتقدكم ØŒ ولستم تعلمون أن التÙضيل بين الشيئين لا يكون إلا وقد شمل الÙضل لهما ØŒ ثم زاد ÙÙŠ الÙضل Ø£Øدهما على صاØبه ØŒ وأن ذلك لا يجوز مع تعرّي Ø£Øدهما من خلال الÙضل على كل Øال ØŒ Ù„ÙÙ…ÙŽ جهلتم ذلك من معنى الكلام ØŸ Ùإن زعمتم أن لابي بكر وعمر وعثمان قسطا من الÙضل يشملهم به ØŒ ÙŠØµØ Ø¨Ù‡ القول أن أمير المؤمنين Ù€ عليه السلام Ù€ Ø£Ùضلهم ØŒ تركتم مذهبكم وخالÙتم سلÙكم ØŒ وإن مضيتم على أصلكم ونÙيتم عنهم جميع خلال الÙضل على ما عهد من قولكم لم ÙŠØµØ Ø§Ù„Ù‚ÙˆÙ„ بأن أمير المؤمنين Ù€ عليه السلام Ù€ Ø£Ùضل منهم. Ùقلت له : ليس ÙÙŠ إطلاق أن القول بأن أمير المؤمنين Ù€ عليه السلام Ù€ Ø£Ùضل من أبي بكر وعمر وعثمان ما يوجب على قائله ماذكرتم Ùيالسؤال. والشيعة أعر٠من خصومهم بمواقع الالÙاظ ومعاني الكلام ØŒ وذلك : أن التÙضيل ØŒ وإن كان كما وصÙت يكون بين الشيئين إذا اشتركا ÙÙŠ الÙضل وزاد Ø£Øدهما على الاخر Ùيه ØŒ Ùقد ÙŠØµØ Ø£ÙŠØ¶Ø§ Ùيهما إذا اختص بالÙضل Ø£Øدهما ØŒ وعرى الاخر منه ØŒ ويكون معنى قول القائل : هذا Ø£Ùضل من هذا ØŒ أنه الÙاضل دونه ØŒ وأن الاخر لا Ùضل له ØŒ وليس ÙÙŠ هذا خروج عن لسان العرب ØŒ ولا مخالÙØ© لكلامها ØŒ وكتاب الله تعالى يشهد به ØŒ وأن أشعار المتقدمين يتضمنه ØŒ قال الله جلّ اسمه : ( أصØاب الجنة يومئذ٠خيرٌ مستقرا وأØسن٠مقيلاً ) (2). يعني أنهم خير من أصØاب النار ØŒ وقد علم أن أصØاب النار أصØاب شر ØŒ ولا خير Ùيهم. ووص٠النار ÙÙŠ آية أخرى Ùقال : ( بل كـذبوا بالساعة واعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا ØŒ إذا رأتهم من كان بعيد سمعوا لها تغيظا وزÙيرا ) إلى قوله ( وادعوا ثبورا ) (3) ثم قال : ( قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون ØŒ كانت لهم جزأً ومصيرا ) (4). Ùذكر سبØانه أن الجنة وما أعد Ùيها خير من النار ØŒ ونØÙ† نعلم أنه لا خير ÙÙŠ النار. وقال تعالى ÙÙŠ آية٠أÙخرى : ( قل Ø£Ùأنبئكم بشر٠من ذلكم النار وعدها الله الذين ÙƒÙروا ØŒ وبئس المصير ) (5). وقال : ( وهـو أهـون عليه ) (6). والمعنى ÙÙŠ ذلك هين ØŒ لان شيئا لا يكون أهون على الله من شيء ØŒ Ùكذلك قولنا : هذا Ø£Ùضل ØŒ يكون المراد به هذا الÙاضل. وليس بعد إيراد هذه الايات لبسٌ ÙÙŠ السؤال يعترض العاقل ØŒ وقد قال Øسان بن ثابت ÙÙŠ رجل هجا سيدنا رسول الله Ù€ صلّى الله عليه وآله وسلّم Ù€ من المشركين : هجوتَ Ù…Øمدا برا تقيـا *** وعند الله ÙÙŠ ذاك الجزاء أتهجوه ولست له بكÙـؤ *** Ùشركما لخيركما Ùداء (7) وقد علمنا أنه لا شر ÙÙŠ النبي Ù€ صلّى الله عليه وآله وسلّم Ù€ ØŒ ولا خير Ùيمن هجاه. وقال غيره من الجاهلية : خالي بنو أنَس٠وخال سراتهم *** أوس ØŒ Ùأيهما أدق وألأم يريد Ùأيهما الدقيق واللئيم ØŒ وليس المعنى Ùيه أن الدقة واللؤم قد اشتملا عليهما ثم زاد Ø£Øدهما على صاØبه Ùيهما. وعلى هذا المعنى Ùسرَّ عثمان بن الجني (8) قول المتنبي : أعق خليليه الصÙيين لائمه. وأنهما لم يشتركا ÙÙŠ العقوق ثم زاد Ø£Øدهما على الاخر صاØبه Ùيه ØŒ مع كونهما خليلين صÙيين ØŒ وإنمـا المـراد إن الذي يستØيل منهما عن الصÙا ØŒ Ùيصير عاقّا لائمه. والشواهد ÙÙŠ ذلك كثيرة ØŒ ÙˆÙيما أوردته منها ÙƒÙاية ÙÙŠ إبطال ما ألزمت ØŒ ودلالة على أن الشيعة ÙÙŠ قولها إن أمير المؤمنين Ù€ عليه السلام Ù€ Ø£Ùضل من أبي بكر وعمر وعثمان ØŒ لم تناقض لها مذهبا ØŒ ولا خالÙت معتقدا ØŒ وإن المراد بذلك أنه الÙاضل دونهم ØŒ والمختص بهذا الوص٠عنهم ØŒ Ùتأمل ذلك تجده صØÙŠØا ØŒ والØمد لله. على أن من الشيعة من امتنع من إطلاق هذا المقال عند تØقيق الكلام ØŒ ويقول ÙÙŠ الجملة : إنه Ù€ عليه السلام Ù€ بعد رسول الله Ù€ صلّى الله عليه وآله وسلّم Ù€ Ø£Ùضل الناس ØŒ Ùسؤالك ساقط عنه ØŒ إذ كان لا يلÙظ بما ذكرته إلاّ على المجاز. Ùلما سمع السائل الجواب اعتر٠بأنه الصواب ØŒ ولم يزد ØرÙا ÙÙŠ هذا الباب ØŒ والØمد لله على خيرته من خلقه سيدنا Ù…Øمد رسوله وآله الطيبين الطاهرين وسلامه وبركاته (9). ____________ (1) هو : أبو الÙØªØ Ù…Øمد بن علي بن عثمان المعرو٠بالكراجكي ØŒ من أجلاّء علماء ÙˆÙقهاء ورؤساء الشيعة ÙÙŠ Øلب ØŒ له عدة كتب منها عدة المصير ÙÙŠ صØÙŠØ Ø§Ù„ØºØ¯ÙŠØ± ØŒ التلقين لاولاد المؤمنين ØŒ ردع الØاصل وتنبيه الغاÙÙ„ ØŒ نهج البيان ÙÙŠ مناسك النسوان ØŒ روضة العابدين ØŒ كنز الÙوائد ØŒ وغيرها ØŒ وكان جوّالاً بين دمشق وبغداد ÙˆØلب وطبرية وصيدا وصور وطرابلس ØŒ ومن شيوخه : الشيخ المÙيد والشري٠المرتضى وغيرهم من أجلة العلماء ØŒ ومن تلاميذه : المÙيد النيسابوري ØŒ وعبد العزيز الطرابلسي وغيرهما. والكراجكي من أئمة عصره ÙÙŠ الÙقه والكلام والÙلسÙØ© والطب والÙلك والرياضيات وغيرها من العلوم ØŒ قال عنه العماد الØنبلي : كان Ù†Øوياً لغوياً ØŒ منجماً طبيباً متكلماً متقناً ØŒ من كبار أصØاب الشري٠المرتضى ØŒ وتوÙÙŠ ÙÙŠ Øوادث سنة 499 هـ. راجع ترجمته ÙÙŠ : شذرات الذهب ج3 ص283 ÙÙŠ Øوادث سنة 499 هـ ØŒ سير أعلام النبلاء ج18 ص121 ØŒ لسان الميزان ج5 ص300 ØŒ مرآة الجنان ج3 ص69 Ù€ 70. (2) سورة الÙرقان : الاية 24. (3) سورة الÙرقان : الاية 11 Ù€ 14. (4) سورة الÙرقان : الاية 15. (5) سورة الØج : الاية 72. (6) سورة الروم : الاية 27. (7) ديوان Øسان بن ثابت ص9 ØŒ من قصيدة ÙŠÙ…Ø¯Ø Ùيها النبي Ù€ صلّى الله عليه وآله وسلّم Ù€ قبل ÙØªØ Ù…ÙƒØ© ويهجو أبا سÙيان. (8) أبو الÙØªØ Ø¹Ø«Ù…Ø§Ù† بن جني ولد ونشأ ÙÙŠ الموصل وسكن وتوÙÙŠ ببغداد عام ( 392 هـ ) ØŒ من أكابر علماء النØÙˆ والصر٠والادب وهو من أساتذة الشريÙين الرضي والمرتضى ØŒ وله مؤلÙات عديدة ومنها Ø´Ø±Ø Ø¯ÙŠÙˆØ§Ù† المتنبي. (9) كنز الÙوائد للكراجكي ج2 ص57.
|