مناظرة الشيخ الكراجكي مع بعضهم ÙÙŠ القول بأن أمير المؤمنين عليهم السلام اسلم
القسم: مناظرات عقائدية | 2009/08/20 - 03:17 AM | المشاهدات: 3508
مناظرة الشيخ الكراجكي مع بعضهم ÙÙŠ القول بأن أمير المؤمنين عليهم السلام اسلم اعلموا Ù€ أيدكم الله Ù€ أن المخالÙين لشدة عداوتهم لاَمير المؤمنين ألقوا شبهة موّهوا بها على المستضعÙين، وجعلوا لها طريقاً، يسلكها من يروم Ù†ÙÙŠ الاÙسلام عن أمير المؤمنين عليه السلام . وذلك أنهم قالوا: إنما ÙŠØµØ Ø§Ù„Ø§Ùسلام ممن كان كاÙراً، Ùأما من لم يك قط ذا ÙƒÙر ولا ضلال، Ùلا يجوز أن يقال أنه أسلم، وإذا كان علي بن أبي طالب عليه السلام لم يكÙر قط، Ùلا ÙŠØµØ Ø§Ù„Ù‚ÙˆÙ„ بأنه أسلم . وهذا ملعنة من النصاب لا تخÙÙ‰ على أولي الاَلباب، يتشبثون بها إلى Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø ÙÙŠ أمير المؤمنين عليه السلام ØŒ والراØØ© من أن يسمعوا القول بأنه أسلم قبل سائر الناس، وقد تعدتهم هذه الشبهة، Ùصارت ÙÙŠ مستضعÙÙŠ الشيعة، ومن لا خبرة له بالنظر والاَدلة، Øتى إني رأيت جماعةً منهم يقولون هذا المقال، ويستعظمون القول بأن أمير المؤمنين عليه السلام أسلم أتم استعظام. وقد نبهتهم على أن هذه الشبهة مدسوسة عليهم، وأن أعداءهم ألقوها بينهم، Ùمنهم من قبل ما أقول، ومنهم من أصر على ما يقول . وقد كنت اجتمعت بأØد الناصرين لهذه الشبهة من الشيعة، Ùقلت له: أتقول إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام مسلم؟ Ùقال: لا يسعني غير ذلك. Ùقلت له: Ø£Ùتقول إنه يكون مسلماً من لم يسلم؟ Ùقال: إن قلت بأنه أسلم، لزمني الاÙقرار بأنه قبل إسلامه لم يكن مسلماً، ولكني أقول: إنه ولد مسلماً مؤمناً. Ùقلت: هذا كقولك إنه ولد Øياً قادراً، وهو يؤديك إلى أن الله تعالى خلق Ùيه الاÙسلام والاÙيمان، كما خلق Ùيه القدرة والØياة، ويدخل بك ÙÙŠ مذهب أهل الجبر، ويبطل عليك القول بÙضيلة أمير المؤمنين عليه السلام ÙÙŠ الاÙسلام، وما يستØÙ‚ عليه من الاَجر . Ùاختر لنÙسك: إما القول بأن إسلامه وإيمانه Ùعل الله سبØانه، وأنه ولد مسلماً ومؤمناً، وإن ساقك إلى ما ذكرناه . وإما القول بأن الله تعالى أوجده Øياً قادراً ثم آتاه عقلاً، وكلَّÙÙ‡ بعد هذا، Ùأطاع، ÙˆÙعل ما أمر به مما يستØÙ‚ جزيل الاَجر على Ùعله، Ùإسلامه وإيمانه من Ø£Ùعاله الواقعة بØسب قصده وإيثاره، وإن أدراك ÙÙŠ وجوده قبل Ùعله إلى ما وصÙناه. ÙØَيَّره هذا الكلام، ولم يجد Ùيه Øيلةً من جواب. ومما يجب أن يكلم به ÙÙŠ هذه المسألة أهل الخلاÙØŒ أن يقال لهم: Ù„ÙÙ…ÙŽ زعمتم أنه لم يسلم إلا من كان كاÙراً؟ Ùإن قالوا: لاَن من ØµØ Ù…Ù†Ù‡ وقوع الاÙسلام Ùهو قبله عار٠منه، وإذا عري منه كان على ضده، وضده الكÙر. قيل لهم: لمَ زعمتم أنه إذا عري منه كان على ضده؟ وما أنكرتم من أن يخلو منهما، Ùلا يكون على Ø£Øدهما؟ Ùإن قالوا: إن ترك الدخول ÙÙŠ الاÙسلام هو ضده، لاَنه لا ÙŠØµØ Ø§Ø¬ØªÙ…Ø§Ø¹ الترك والدخول، Ùمتى كان تاركاً كان كاÙراً، لاَن معه الضد. قيل لهم: إنما يلزم ما ذكرتم، متى وجدت شريعة الاÙسلام، ولزم العمل بها، وعلم العبد وجوبها عليه بعد وجودها، Ùأما إذا لم يكن نزل به الوØÙŠØŒ ولا لزم المكل٠منها أمر ولا نهي، Ùإلزامكم الكÙر جهل وغي. Ùإن قالوا: قد سمعناكم تقولون: إن الوØÙŠ لما نزل على النبي صلى الله عليه وآله بتبليغ الاÙسلام دعا إليه أمير المؤمنين عليه السلام Ùلم يجبه عند الدعاء، وقال له: أجلني الليلة، وتعدون هذا له Ùضيلة، ÙˆÙيه أنه قد ترك الدخول ÙÙŠ الاÙسلام بعد وجوده. قلنا: هو كذلك، لكنه قبل علمه بوجوبه، وهذه المدة التي سأل Ùيها الاÙنظار هي زمان مهلة النظر، التي أباØها الله تعالى للمستدل، ولو مات قبل اعتقاد الØÙ‚ لم يكن على غلط، وهكذا رأيناكم تÙسرون قول إبراهيم عليه السلام لما ( رَأَى كَوْكَبَاً قَالَ هَذَا رَبّÙÙŠØŒ Ùَلَمّاَ Ø£ÙŽÙÙŽÙ„ÙŽ قَالَ لاَ Ø£ÙØÙبّ٠الآÙÙÙ„Ùينَ ) (1) ØŒ إلى تمام قصته عليه السلام . وقوله: ( Ø¥ÙنّÙÙŠ بَرÙيءٌ مّÙمَا تÙشْركÙونَ * إنّÙÙŠ وَجَّهْت٠وَجْهÙÙŠÙŽ Ù„ÙلَّذÙÙŠ Ùَطَرَ السَّمَوَات٠وَالاَرْضَ ØÙŽÙ†ÙÙŠÙَاً وَمَا أنَا Ù…ÙÙ†ÙŽ المÙشْرÙÙƒÙينَ ) (2) ØŒ وتقولون: إن هذا منه كان استدلالاً، وهي ÙÙŠ زمان مهلة النظر التي وقع عقيبها العلم بالØÙ‚ . Ùإن قالوا: Ùما تقولون ÙÙŠ أمير المؤمنين عليه السلام قبل الاÙسلام ØŸ وهل كان على شيء من الاعتقادات؟ قيل لهم: الذي نقول Ùيه أنه كان ÙÙŠ صغره عاقلاً مميزاً، وكان ÙÙŠ الاعتقاد على مثل ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله قبل الاÙسلام، من استعماله عقله، والمعرÙØ© بالله تعالى ÙˆØده، وإن ذلك Øصل من تنبيه الرسول صلى الله عليه وآله ØŒ وتØريك خاطره إليه، ÙˆØصل للرسول من ألطا٠الله تعالى، التي Øركت خواطره إلى الاÙسلام والاعتبار، ولم يكن منهما من سجد لوثن، ولا دان بشرع متقدم . Ùأما الاَمور الشرعية Ùلم تكن Øاصلةً لهما، Ùلما بÙعث رسول الله صلى الله عليه وآله لزم أمير المؤمنين عليه السلام الاÙقرار به، والتصديق له، وأخذ الشرع منه. وإنما قال له: أجلني الليلة ليعتبر Ùيقع له العلم واليقين مع اعتقاد التصديق لرسول رب العالمين، Ùلما ثبت له ذلك أقَرَّ بالشهادتين، مجدداً للاÙقرار بالله سبØانه، وشاهداً ببعثة رسول الله صلى الله عليه وآله . Ùإن قالوا: Ùأنتم إذاً تقولون إن رسول الله صلى الله عليه وآله أسلم؟ وهذا أعظم من الاَÙولى. قيل لهم: إن العظيم ÙÙŠ العقول هو الانصرا٠من هذا القول، Ùإن لم تÙهموا Ùيه Øجة العقل Ùما تصنعون ÙÙŠ دليل السمع، وقد قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله: ( Ù‚Ùلْ Ø¥ÙنّÙÙŠ Ø£ÙÙ…Ùرْت٠أَنْ Ø£ÙŽÙƒÙونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ، وَلاَ تَكÙونَنَّ Ù…ÙÙ†ÙŽ المÙشْرÙÙƒÙينَ ) (3) وقوله سبØانه: ( Ù‚Ùلْ Ø¥Ùنَّ Ù‡Ùدَى الله Ù‡ÙÙˆÙŽ الهÙدَى وأÙÙ…Ùرْنَا Ù„ÙÙ†Ùسْلمَ Ù„Ùرَبّ٠العَالَمÙينَ ) (4) ØŒ وقوله: ( ÙÙŽØ¥Ùنْ ØَآجّÙوكَ ÙÙŽÙ‚Ùلْ أَسْلَمْت٠وَجْهيَ لله٠وَمَن٠اتَّبَعَني، ÙˆÙŽÙ‚ÙÙ„ لّلَّذÙينَ أوتÙوا الكتَابَ وَالاَمّÙييّÙÙ†ÙŽ أأسلَمتم Ùإنْ أَسلموا Ùقد اهتدوا وَإن تَوَلَّوا Ùإنَّما عَليكَ البلاغ٠والله٠بصيرٌ بالعباد٠) (5) . ونظير ذلك كثير ÙÙŠ القرآن، ÙÙƒÙŠÙ ÙŠØµØ Ù‡Ø°Ø§ الاÙسلام من الرسول ولم يكن قط كاÙراً، وهل بعد هذا البيان شك يعترض عاقلاً ؟؟ ثم يقال لهم: إذا كان لا يسلم إلاّ من كان كاÙراً، Ùما تقولون ÙÙŠ إسلام إبراهيم الخليل عليه السلام ولم يكن قط كاÙراً، ولا عبد وثناً، Øين ( قالَ له٠رَبّÙÙ‡ أَسلÙÙ… قال أسلمت٠لÙربّ٠العالمينَ * ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بَنيَّ إنَّ اللهَ اصطÙÙ‰ لكÙم٠الدّÙين Ùَلا تَموتÙنَّ إلاّ وأنتم Ù…Ùسلمون ) (6) . Ùقد تبين لكم Ù€ أيها الاَخوة ثبتكم الله على الاÙيمان Ù€ ما تضمنه هذا الÙصل من البيان عن صØØ© إسلام أمير المؤمنين عليه السلام . وأنا أتكلم بعد هذا على الذين قالوا إنه عليه السلام قد أسلم، ولكن لم يكن السابق الاَول ØŒ وزعمهم أن المتقدم على جميع الناس أبو بكر (7) . ____________ (1) سورة الاَنعام: الآية 76 . (2) سورة الاَنعام: الآية 78 Ùˆ 79 . (3) سورة الاَنعام: الآية 14 . (4) سورة الاَنعام: الآية 71 . (5) سورة آل عمران: الآية 20 . (6) سورة البقرة : الآية 131 Ùˆ 132 . (7) كنز الÙوائد للكراجكي: ج1 ص 257 Ù€ 261 .
|