مناظرة البهلول مع عمرو بن عطاء ÙÙŠ Ùضل أهل البيت عليهم السلام
القسم: مناظرات عقائدية | 2009/08/20 - 03:15 AM | المشاهدات: 3614
مناظرة البهلول مع عمرو بن عطاء ÙÙŠ Ùضل أهل البيت عليهم السلام Øكى صاØب المجالس عن الشيخ الاَجل المتكلم Ù…Øمد بن جرير بن رستم الطبري انّه روى ÙÙŠ كتاب Ø§Ù„Ø§ÙŠØ¶Ø§Ø Ø£Ù† البهلول كان ماراً ÙÙŠ بعض أزقة البصرة Ùرأى جماعة يسرعون ÙÙŠ المشي أمامه Ùقال لرجل منهم : هؤلاء البهائم الشاردون بلا راع إلى أين يذهبون ØŸ! Ùقال له ذلك الرجل من باب Ø§Ù„Ù…Ø²Ø§Ø : يطلبون الماء والكلأ !! Ùقال له البهلول : كي٠ذلك مع قلة الØمى والمنع الشديد ØŒ والله لقد كان العل٠كثيراً رخيصاً ولكنهم Ø£Øرقوه بالنار ØŒ ثم أنشد هذه الاَبيات : بـرئت إلــى الله من ظالم *** لسبط النبــي أبي القاسـم ودنــت إلهي بØب الوصي *** ÙˆØب النبي أبـي Ùاطــم وذلك Øـــرز من النائبات *** ومـن كل متهــمغاشـم بهم أرتجـي الÙوز يوم المعاد *** وأنجو غداً من لظى ضارم Ùلما سمعوا كلامه رجعوا إليه ØŒ وقالوا له : إنهم ذاهبون إلى مجلس والي البصرة Ù…Øمد بن سليمان ابن عم الرشيد .
Ùقال : لاَي شيء٠تذهبون إليه ØŸ Ùقالوا : إن عمرو بن عطاء العدوي من أولاد عمر بن الخطاب ØŒ ومن علماء الزمان Øضر مجلسه ØŒ ونريد تØقيق Øاله ومعرÙØ© مبلغ Ùضله وكماله ØŒ وإن كنت تذهب معنا لتناظره كان ذلك Øسناً ! Ùقال لهم بهلول : ويلكم ØŒ مجادلة العاصي توجب زيادة جرأته على العصيان ØŒ ويمكن أن توقع أصØاب البصيرة ÙÙŠ الشبهة ØŒ ولا شكّ ÙÙŠ وجود الله تعالى ØŒ ولا شبهة ÙÙŠ الØÙ‚ ولا التباس ØŒ Ùإذا كنتم من أهل المعرÙØ© تقنعون بما أخذتم من أهل العرÙان . Ùلما يئسوا منه ذهبوا إلى مجلس Ù…Øمد بن سليمان ØŒ ÙˆØكوا له ما جرى لهم مع البهلول ØŒ Ùأمر غلمانه بإØضاره ÙØ£Øضروه ØŒ Ùلما وصل إلى قرب دار Ù…Øمد بن سليمان ØŒ قام عمرو بن عطاء العدوي واستأذن Ù…Øمد بن سليمان ÙÙŠ مناظرة بهلول؟ Ùإذن له . Ùلما وصل بهلول إلى الدار قال : السلام على من اتبع الهدى وتجنب الضلالة والغوى . Ùقال عمرو بن عطاء : السلام على المسلمين ØŒ إجلس يا بهلول ØŸ Ùقال بهلول : أتأمرني بشيء لا مدخل لك Ùيه ØŒ وتتقدم Ùيه على رجل Ùضله عليك ظاهر ØŒ ومثلك ÙÙŠ هذا الباب مثل رجل Ø·Ùيلي على خوان رجل آخر ويريد أن يمتن على الناس ويعطيهم من هذا الخوان !! Ùبقي عمرو بن عطاء مبهوتاً لا ÙŠØير جواباً !! ÙØينئذ٠قال Ù…Øمد بن سليمان لعمرو بن عطاء : كنت تريد أن تناظره ØŒ وهو ÙÙŠ Øديث الورود جعلك ساكتاً مبهوتاً ! Ùقال بهلول : أيها الاَمير هذا الاَمر ليس صعباً عند الله تعالى ØŒ أما قرأت قوله تعالى : ( Ùبهتَ الذي ÙƒÙرَ والله٠لا يهدي القومَ الظالمين ) (1). ثم قال Ù…Øمد بن سليمان للبهلول : المجلس مجلسي وقد أذنت لك ÙÙŠ الجلوس ! Ùدعا له بهلول Ùقال : عمر الله مجلسك ØŒ وأسبغ نعمه عليك ØŒ ÙˆØ£ÙˆØ¶Ø Ø¨Ø±Ù‡Ø§Ù† الØÙ‚ لديك ØŒ وأراك الØÙ‚ Øقاً ØŒ وأعانك على اتباعه ØŒ وأراك الباطل باطلاً ØŒ وأعانك على اجتنابه . Ùقال عمرو بن عطاء : يا بهلول التزم طريق الØÙ‚ وابتعد عن الهزل ØŒ وتكلم كلاماً Øسناً !ØŸ Ùقال بهلول : ويلك ! هل يوجد كلام Ø£Øسن من هذا الكلام الاÙلهي ØŸ وهل يوجد كلام جدي غيره ØŸ Ùأنت تكلم كلاماً تقياً ØŒ ولا تشر إلى عيوب الناس قبل أن تنظر ÙÙŠ عيب Ù†Ùسك ! Ùقال عمرو بن عطاء : أنت ترى Ù†Ùسك من مشهوري زمانك ØŒ وتدعي الاطلاع على المعار٠، Ùأريد إما أن تسألني أو أسألك ØŸ Ùقال بهلول : لا Ø£Øب أن أكون سائلاً ولا مسؤلاً !! Ùقال العدوي : لماذا ØŸ قال : لاَني إذا سألتك عن شيء لا تعلمه ØŸ لا تقدر أن تجيبني عنه ØŒ وإذا سألتني تسألني بطريق أهل التعنت والعناد ØŸ Ùيختلط الØÙ‚ بالباطل ØŒ والذين هم كذلك نهى الله تعالى عن مجالستهم بقوله تعالى : ( وإذا رأيتَ الَّذينَ ÙŠÙŽØ®Ùوضونَ ÙÙŠ آياتÙنا ÙأعرÙض عنهÙÙ… Øتى يخÙوضÙوا ÙÙŠ Øديث٠غَيره٠وإÙما ÙŠÙنسينَّكَ الشيطان٠Ùلا تقعÙد بعدَ الذكرى مع القوم٠الظالمين ) (2). Ùقال العدوي : إن كنت من أهل الاÙيمان ØŒ Ùقل لي ما هو الاÙيمان ØŸ Ùقال بهلول : قال مولاي جعÙر بن Ù…Øمد الصادق عليه السلام : الاÙيمان عقد بالقلب ØŒ وقول باللسان ØŒ وعمل Ø§Ù„Ø¬ÙˆØ§Ø±Ø ÙˆØ§Ù„Ø§ÙŽØ±ÙƒØ§Ù† . (3) Ùقال العدوي : تقول ان إمامك الصادق ! Ùيظهر من هذا انه ÙÙŠ زمانه لم يكن صادق غيره ØŸ Ùقال بهلول : هو كذلك (4) ØŒ ومع ذلك Ùهذا يجري عليك Ùإن سÙميَّ أبا بكر الصديق ØŒ Ùهل ÙÙŠ زمانه لم يكن صديق غيره ØŸ! Ùقال العدوي : بلى ØŒ لم يكن غيره ØŸ Ùقال بهلول : كلامك هذا ردٌ على الكتاب والسنة ØŒ أما الكتاب : Ùلأن الله تعالى جعل من آمن بالله ورسوله صدّÙيقاً ØŒ Ùقال : ( والذين آمنوا بالله ورسÙله أولئك Ù‡Ùم٠الصديقÙون ) (5) ØŒ وأما السنة Ùلأن الرسول صلى الله عليه وآله قال لبعض أصØابه : إذا Ùعلت الخير كنتَ صدّÙيقاً (6) . Ùقال العدوي : إن أبا بكر سمي صدّÙيقاً لاَنه أول رجل صَدق الرسول صلى الله عليه واله . Ùقال بهلول : مع أن الاَولوية ممنوعة ØŒ تخصيصه بذلك خطأ ÙÙŠ اللغة ØŒ ورداً على الآية المذكورة ØŸ! Ùترك العدوي هذه الجهة وجعل ينتقل معه من غصن إلى غصن إلى أن قال لبهلول : من إمامك ØŸ قال : إمامي من أوجب الرسول صلى الله عليه وآله له على الخلق الولاء ØŒ وتكاملت Ùيه الخيرات ØŒ وتنزّه عن الاَخلاق الدنيات ØŒ ذلك إمامي وإمام البريات. Ùقال له العدوي : ويلك إذاً لا ترى أن إمامك هارون الرشيد ØŸ Ùقال البهلول : أنت لاَي شيء٠ترى أن أمير المؤمنين خال من هذه الصÙات والمØامد ØŒ والله إني لا أظن إلا أنك عدو لاَمير المؤمنين ØŒ مخال٠له ÙÙŠ الباطن وتظهر الاعتقاد بخلاÙته ØŒ وأقسم بالله لو بلغه هذا الخبر لاَدبك تأديباً بليغاً. ÙضØÙƒ عند ذلك Ù…Øمد بن سليمان ! وقال لعمرو بن عطاء : والله لقد ضيعك بهلول ØŒ وجعلك لا شيءَ ØŒ وأوقعك ÙÙŠ الورطة التي أردت أن توقعه Ùيها ØŒ وما Ø£Øسن بالاÙنسان أن يبتعد عما لا ÙŠØسنه ØŒ وما Ø£Ù‚Ø¨Ø Ø¨Ù‡ أن يدخل ÙÙŠ شيء٠يعلم أنه ليس من أهله ØŒ ثمّ أمر بعض غلمانه Ùأخذ بيد عمرو بن عطاء وأخرجه من المجلس ! وقال لبهلول : ما الÙضل إلا Ùيك ØŒ وما العقل إلا عندك ØŒ والمجنون من سماك مجنوناً ØŒ يا بهلول ØŒ أخبرني : أيهما Ø£Ùضل علي بن أبي طالب عليه السلام أو أبو بكر؟ Ùقال بهلول : Ø£ØµÙ„Ø Ø§Ù„Ù„Ù‡ الاَمير : إن علياً من النبي صلى الله عليه وآله كالصنو من الصنو، والعضد من الذراع ØŒ وأبو بكر ليس منه ØŒ ولا يوازيه ÙÙŠ Ùضله إلا مثله ØŒ ولكل Ùاضل Ùضله ! ثم قال Ù…Øمد بن سليمان لبهلول : أخبرني أولاد علي Ø£ØÙ‚ بالخلاÙØ© أو أولاد العباس ØŸ Ùرأى بهلول أن المقام Øرج ! Ùسكت خوÙاً من Ù…Øمد ! Ùقال له Ù…Øمد : لم لا تتكلم ØŸ Ùقال بهلول : أين للمجانين قوة تمييز وتØقيق هذه الاَمور (7) ØŸ! ____________ (1) سورة البقرة : الآية 258 . (2) سورة الاَنعام : الآية 68 . (3) راجع بØار الاَنوار : ج 69 ص 65 Ø 13 وص 69 Ø 24 Ùˆ25 وج 77 ص 162 Ø1. (4) Ùقد جاء ÙÙŠ سبب تسمية الاÙمام الصادق عليه السلام بالصادق : عن أبي خالد الكابلي عن الاÙمام علي بن الØسين عليهما السلام ÙÙŠ Øديث له ...إلى أن قال عليه السلام : ومن بعد Ù…Øمد ابنه جعÙر واسمه عند أهل السماء الصادق ØŒ Ùقلت له : يا سيدي كي٠صار اسمه الصادق وكلهم صادقون ØŸ قال: Øدثني أبي عن ابيه عليهما السلام إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إذا ولد ابني جعÙر بن Ù…Øمد بن علي بن الØسين بن علي بن أبي طالب Ùسموه الصادق Ùإن الخامس الذي من ولده الذي اسمه جعÙر يدعي الاÙمامة اجتراءً على الله وكذباً عليه وهو عند الله جعÙر الكذاب المÙتري على الله الخ ØŒ (راجع: بØار الاَنوار : ج 36 ص 386 Ø 1 ØŒ علل الشرائع : ج 1 ص 234 ب 169) . (5) سورة الØديد : الآية 19 . (6) روي عن الاÙمام الباقر عليه السلام عن الاÙمام علي بن الØسين عليهما السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : مايزال العبد يصدق Øتى يكتبه الله صديقاً ØŒ وما يزال العبد يكذب Øتى يكتبه الله كذاباً. (راجع: بØار الاَنوار : ج 72 ص 235 Ø 2) . (7) أعيان الشيعة للاَمين : ج 3 ص 618 Ù€ 619 .
|