مناظرة التيجاني مع Ø£Øد العلماء ÙÙŠ مسألة التجسيم
القسم: مناظرات عقائدية | 2009/08/20 - 03:00 AM | المشاهدات: 4059
مناظرة التيجاني مع Ø£Øد العلماء ÙÙŠ مسألة التجسيم وأهم ما يذكر ÙÙŠ هذا الموضوع عند الطرÙين هي رؤية الله تعالى، Ùقد أثبتها أهل السنّة والجماعة لكلّ المؤمنين ÙÙŠ الآخرة، وعندما نقرأ صØØ§Ø Ø§Ù„Ø³Ù†Ù‘Ø© والجماعة كالبخاري ومسلم مثلاً نجد روايات كثيرة تؤكد الرؤية Øقيقة لا مجازاً (1) ØŒ بل نجد Ùيها تشبيهاً لله سبØانه، وأنّه يضØÙƒ (2) ويأتي ويمشي وينزل إلى سماء الدنيا (3) بل ويكش٠عن ساقه التي بها علامة ÙŠÙعر٠بها (4) ويضع٠رجله ÙÙŠ جهنّم Ùتمتلىء وتقول قط قط (5) إلى غير ذلك من الاَشياء والاَوصا٠التي يتنزّه الله جلّ وعلا عن أمثالها. وأذكر أنّني مررت بمدينة لامو ÙÙŠ كينيا (6) بشرق Ø£Ùريقيا ØŒ ووجدت إماماً من الوهّابية ÙŠØاضر المصلّين داخل المسجد ويقول لهم: بأنّ لله يدين ورجلين وعينين ووجهاً، ولمّا استنكرت٠عليه ذلك ! قام يستدلّ بآيات من القرآن قائلاً: ( وَقالَت٠اليَهÙود٠يَد٠الله٠مَغلÙولَةٌ غÙلَّتْ أيديهم ÙˆÙŽÙ„ÙعÙÙ†Ùوا بÙما قالÙوا بَلْ يَداه٠مَبسÙوطَتان... ) (7) وقال أيضاً : ( وَاصنَع٠الÙÙلكَ بÙاَعيÙÙ†Ùنا ... ) (8) وقال: ( ÙƒÙلّ٠مَنْ عَليها Ùان٠، وَيَبقى وَجه٠رَبّÙÙƒÙŽ... ) (9) قلتÙ: يا أخي، كلّ هذه الآيات التى أدليت بها وغيرها إنما هي مجازٌ وليست Øقيقة! أجاب قائلاً: كل القرآن Øقيقة وليس Ùيه مجاز !! قلت٠: إذن ما هو تÙسيركم للآية التي تقول : ( وَمَنْ كانَ ÙÙŠ هذÙÙ‡ أَعمَى ÙÙŽÙ‡ÙÙˆÙŽ ÙÙŠ الآخÙرَة٠أَعمى... ) (10) ØŒ Ùهل تØملون هذه الآية على المعنى الØقيقي؟ Ùكل أعمى ÙÙŠ الدنيا يكون أعمى ÙÙŠ الآخرة؟ أجاب الشيخ : Ù†ØÙ† نتكلّم عن يد الله وعين الله ووجه الله، ولا دخل لنا ÙÙ‰ العميان ! قلت٠: دعنا من العميان ØŒ Ùما هو تÙسيركم ÙÙŠ الآية التي ذكرتها : ( ÙƒÙلّ٠مَنْ عليَها Ùان٠، وَيَبقى وَجه٠رَبّÙÙƒÙŽ... ) ØŸ التÙتَ إلى الØاضرين وقال لهم : هل Ùيكم من لم ÙŠÙهم هذه الآية Ø› إنها واضØØ© جليّة كقوله سبØانه : ( ÙƒÙلّ٠شَيء٠هالÙÙƒÙŒ اÙلاّ وَجهَه ) (11) . قلت٠: أنت زدت الطين بلَّةً ! يا أخي Ù†ØÙ† إنّما اختلÙنا ÙÙŠ القرآن ØŒ ادّعيت أنت بأن القرآن ليس Ùيه مجاز وكلّه Øقيقة ! وادّعيت٠أنا بأنّ ÙÙŠ القرآن مجازاً وبالخصوص الآيات التي Ùيها تجسيم لله تعالى أو تشبيه ØŒ وإذا أصررت على رأيك Ùيلزمك أن تقول ØŒ بأنّ كل شيء هالك إلا وجهه ØŒ معناه يداه ورجلاه وكل جسمه ÙŠÙنى ويهلك ولا يبقى منه إلا الوجه ØŒ تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً! ثمّ التÙتّ٠إلى الØاضرين قائلاً : Ùهل ترضون بهذا التÙسير؟ سكت الجميع ولم يتكلّم شيخهم المØاضر بكلمة Ùودّعتهم وخرجت داعياً لهم بالهداية والتوÙيق. نعم هذه عقيدتهم ÙÙŠ الله ÙÙŠ صØاØهم ÙˆÙÙŠ Ù…Øاضراتهم ØŒ ولاَقول إنّ بعض علمائنا ينكر ذلك ولكن الاَغلبية يؤمنون برؤية الله سبØانه ÙÙŠ الآخرة ØŒ وأنهم سو٠يرونه كما يرون القمر ليلة البدر ليس دونها سØاب ØŒ ويستدلّون بالآية ( ÙˆÙجÙوهٌ يَومَئÙذ٠نَاضÙرَةٌ * إلى رَبّÙهَا نَاظÙرَةٌ ) (12) . (13) وبمجرّد إطلاعك على عقيدة الشيعة الاÙمامية ÙÙŠ هذا الصدد (14) ÙŠØ±ØªØ§Ø Ø¶Ù…ÙŠØ±Ùƒ ØŒ ويÙسلّم عقلك بقبول تأويل الآيات القرآنية التي Ùيها تجسيم أو تشبيه لله تعالى ÙˆØملها على المجاز والاستعارة ØŒ لا على الØقيقة ولا على ظواهر الاَلÙاظ، كما توهمّه البعض. يقول الاÙمام علي عليه السلام ÙÙŠ هذا الصدد: « لا ÙŠÙدركÙه٠بÙعْد٠الهÙÙ…ÙŽÙ… ØŒ وَلاَ يَنَالÙه٠غَوْص٠الÙÙØ·ÙŽÙ† ØŒ الَّذÙÙŠ لَيْس Ù„ÙصÙَتÙÙ‡ Øَدٌّ Ù…ÙŽØْدÙودٌ ØŒ وَلا نَعْتٌ مَوجÙودٌ ØŒ وَلا وَقْتٌ معدÙودٌ ØŒ وَلا أجَلٌ مَمدÙودٌ... » (15). ويقول الاÙمام Ù…Øمد الباقر عليه السلام ÙÙŠ الردّ على المشبّهة : « وكلّ٠ماميّزتموه بأوهامكم ÙÙŠ أدق معانيه Ùهو مخلوقٌ مصنوعٌ مثلكم مردود إليكم... » (16). ويكÙينا ÙÙŠ هذا ردّ الله سبØانه ÙÙŠ Ù…Øكم كتابه قوله : ( لَيْسَ ÙƒÙŽÙ…ÙثْلÙه٠شَيءٌ ) (14) شخ وقوله ( لاَ تÙدْرÙÙƒÙه٠الاََبْصَار٠) (18) وقوله لرسوله وكليمه موسى عليه السلام لمّا طلب رؤيته : ( قَالَ رَبّ أَرني أَنْظÙر إلَيكَ قَالَ لَنْ تَراني ) (19) ولن « الزمخشرية » (20) تÙيد التأبيد كما يقول النØاة. كل ذلك دليل قاطع على صØØ© أقوال الشيعة الذين يعتمدون Ùيها على أقوال الاَئمة من أهل البيت عليهم السلام معدن العلم وموضع الرسالة ØŒ ومن أورثهم الله علم الكتاب. ومن أراد التوسّع ÙÙŠ هذا البØØ« Ùما عليه إلا الرجوع إلى الكتب المÙصّلة لهذا الموضوع ككتاب « كلمة Øول الرؤية » للسيد شر٠الدين صاØب المراجعات (21). ____________ (1) صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ : ج9 ص 156 وج6 ص 157 Ù€ 158. (2) صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù… : ج1 ص 166 Ø 299 (Ùƒ الاÙيمان ب 81). (3) صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ : ج 2 ص 66 ØŒ وج9 ص 175 ØŒ صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù… : ج1 ص 168 Ø 302. (4) صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ : ج9 ص 159. (5) صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ : ج9 ص164. (6) كينيا : جمهورية ÙÙŠ شرق Ø£Ùريقيا الاستوائية على المØيط الهندي عاصمتها نيروبي. المنجد Ù€ قسم الاَعلام Ù€ ص 605. (7) سورة المائدة : الآية 64. (8) سورة هود : الآية 37. (9) سورة الرØمن : الآية 26 Ùˆ 27. (10) سورة الاÙسراء : الآية 72. (11) سورة القصص: الآية 88. (12) سورة القيامة: الآية 22 Ùˆ 23. (13) روي عن عبد العظيم الØسني ØŒ عن إبراهيم بن أبي Ù…Øمود ØŒ قال : قال علي بن موسى الرضا عليه السلام ÙÙŠ قول الله عزّ وجلّ : (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربّها ناظرة) قال: يعني مشرقة تنتظر ثواب ربّها (بØار الاَنوار : ج 4 ص 28). (14) راجع : كش٠المراد للعلاّمة الØلّي : ص 296 ØŒ ØÙ‚ اليقين ÙÙŠ معرÙØ© اÙصول الدين : ج 1 ص39ØŒ بØار الاَنوار : ج 4 ص 16 (كتاب التوØيد). (15) نهج البلاغة ØŒ تØقيق صبØÙŠ Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø : خطبة رقم 1 ص 39. (16) بØار الاَنوار للمجلسي : ج 69 ص 293 Ø 23 ØŒ المØجّة البيضاء : ج 1 ص 219. (17) سورة الشورى : الآية 11. (18) سورة الاَنعام: الآية 103. (19) سورة الاَعرا٠: الآية 143. (20) إذ أن الزمخشري من القائلين باستØالة رؤية الله تعالى Ù€ كما عليه الاÙمامية Ù€ إذ أنّ الرؤية تستلزم التشبيه والتجسيم تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً Ù€ ولن عند الزمخشري Ù€ انّها تشعر باستØالة المنÙÙŠ بها عقلاً Ù€ إلاّ إذا قامت على تخصيصها قرينة متّصلة أو منÙصلة أو قرينة عقلية Ù€ إذ أنّ نسبة جواز الرؤية إلى الله تعالى كنسبة الولد إليه كما ØµØ±Ù‘Ø Ø¨Ø°Ù„Ùƒ الزمخشري وأن Øالها ÙÙŠ النÙÙŠ هو تأكيد النÙÙŠ الذي تعطيه « لا » وذلك أن « لا » تنÙÙŠ المستقبل ØŒ تقول : لا Ø£Ùعل غداً ØŒ Ùإذا أكدت Ù†Ùيها قلت : لن Ø£Ùعل غداً ØŒ والمعنى أنَّ Ùعله Ù†ÙÙŠ Øالي ØŒ كقوله : (لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له) Ùقوله : (لا تدركه الاَبصار) Ù†ÙÙŠ للرؤية Ùيما يستقبل ولن تراني تأكيد وبيان الخ راجع : الكشا٠للزمخشري : ج 2 ص 154. (21) مع الصادقين للدكتور التيجاني : ص 25 Ù€ 28.
|