الإمامة بين الإعتقاد والإنتقاد
اختل٠المسلمون ÙÙŠ مسألة من أهم المسائل المتعلقة بالدين، وتنازعوا ÙÙŠ ما بينهم من أجل وظيÙØ© من أخطر الوظائ٠المرتبطة بالشريعة والØياة، ÙاÙترقوا بسببها وانقسموا، واستعصى جمعهم على كلمة واØدة Ùيها.
ومن أجل التعري٠بمبدأ الإمامة ÙÙŠ الإسلام الذي رÙضه من رÙض، واتخذه المسلمون الشيعة الإمامية الإثني عشرية أصلا رابعا من أصولهم الإعتقادية، كان لا بد من إجراء الØديث عنها مختصرا،تجنبا لملل القراء لأن الإمامة من المباØØ« الكبرى التي تتطلب الإطالة استيÙاء لعناصرها.
تعريÙها: الإمامة من أم يؤم أما بمعنى قصد واتبع، والإمام هو المقصد والمتبع، لكونه Ù…Øرزا لملكة القدوة والأسوة.
والإمامة هي الرئاسة العامة على المسلمين ÙÙŠ دينهم ودنياهم.
الإمامة واجبة عقلا وشرعا.
Ùمن جهة العقل، يكمن وجوبها ÙÙŠ Øاجة الناس إلى من ينظم أمورهم الØياتية، وينتص٠لمظلومهم، ويأوي إليه ضعيÙهم، ويØكم Ùيهم بالعدل والسوية، ويبسط الأمن بينهم.
ومن جهة الشرع، تجب لأن بها تستمر الشريعة ÙÙŠ أدائها، ويكون المتصدي لها ÙÙŠ جميع أعماله القدوة والأسوة لرعيته.
شرائط الإمامة:
بلا شك Ùان للإمامة Ø£Øكاما يجب أن تتوÙر ÙÙŠ المتصدي لها، وإلا Ùانه ÙŠØµØ¨Ø ØºØ§ØµØ¨Ø§ ومتعديا، وقد ذكرها الÙقهاء والمتكلمون
أولا:الذكورة Ùلا ØªØµØ Ø¥Ù…Ø§Ù…Ø© المرأة.
ثانيا: طهارة المولد Ùلا ØªØµØ Ø¥Ù…Ø§Ù…Ø© خبيث الولادة.
ثالثا: عدالة الشخص Ùلا ØªØµØ Ø¥Ù…Ø§Ù…Ø© الظالم.أما بالنسبة للإمامة الإلهية، Ùإن عصمة الإمام هي التي تØÙ„ Ù…ØÙ„ عدالة من سيلي أمر الأمة ÙÙŠ عصر الغيبة.
رابعا: العلم Ùلا ØªØµØ Ø¥Ù…Ø§Ù…Ø© قليل العلم أو الجاهل.
إن جسامة وخطورة وأهمية دور القيادة، ÙÙŠ أداء وتواصل واستمرار أي منظومة تشريعية، لمن Ø§Ù„ÙˆØ¶ÙˆØ Ø¨Ù…Ø§ كان، وضرورة وجودها ضمن عناصر ذلك التشريع، ÙˆÙˆØ¶ÙˆØ Ø§Ù„Ø±Ø¤ÙŠØ§ بخصوصها، دليل على تكامل ذلك التشريع، وعلامة على صØته وسلامته وعاÙيته.
والدين الإسلامي ÙÙŠ مسألة الإمامة أو القيادة، غير منÙÙƒ عن الرسالات السابقة، Ùقد Øكمتهم جميعا أسس إلهية، جاءت لتكون قاعدة وركيزة قوية لها.
إن الدور الذي قام به الأنبياء والمرسلون، ÙÙŠ تبليغ رسالات ربهم سبØانه وتعالى، والذي إنØصر ÙÙŠ عنصرين أساسيين هما:
1- التبليغ عنه بما شمل البيان والتعليم، والالتزام بجميع ما تلقاه من ÙˆØÙŠØŒ والأخذ به والعمل بمقتضاه،أولا وقبل أي Ø£Øد من الناس،لأن إعطاء المثل، يندرج ضمن تكالي٠النبي أو الإمام.
2- التأسيس لنواة مجتمع مثالي، بما يشمل جميع أنشطة ذلك المجتمع، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وما يستلزمه من قيام دولة العدل الإلهي، التي أرادها الباري تعالى.
ومن هنا ØªØªØ¶Ø Ù…Ø¹Ø§Ù„Ù… الإصطÙاء الإلهي، ويتجلى المقصد من الصÙوة الطاهرة، قال تعالى:"إن الله اصطÙÙ‰ آدم ونوØا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض."
والإصطÙاء هو إختيار الأمثل ÙˆØ§Ù„Ø£ØµÙ„Ø ÙˆØ§Ù„Ø£ÙˆÙ„Ù‰ØŒ وتيسر ذلك لله تعالى غير خا٠باعتباره الخالق العالم والعار٠والمطلع على سرائر مخلوقاته.قال تعالى:"وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة."
Ùالاختيار هنا خصوصية إلهية ممتنعة عن مخلوقاته، Øتى على أنبياءه ورسله.قال تعالى:" ليس لك من الأمر شيء". Ùإذا أقصي Ø£Ùضل مخلوقاته تعالى، من أن يتناول مسألة من مسائل الأمر والنهي دونه، Ùكي٠يستأثر بها من هم خارج دائرة الإصطÙاء الإلهي؟
من أمثلة الإصطÙاء الإلهي ÙÙŠ القرآن الكريم الآية التي ذكرتها أولا، والتي أشارت إلى نقطة جوهرية خاصة بالاصطÙاء، وهي تسلسله واتصاله ببعضه البعض، بلا انقطاع"ذرية بعضها من بعض" وبإعتبار أن الدين الإسلامي جزء من ذلك السياق الإلهي، Ùانه معني بالإصطÙاء وغير مستثنى، لأنه كما ذكرت من السنن الإلهية التي لا تتبدل ولا تتغير.
أمثلة على الإصطÙاء الإلهي:
قال تعالى:"إن الله اصطÙاه عليكم وزاده بسطة ÙÙŠ العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء."
قال أيضا:"يا مريم إن الله اصطÙاك وطهرك واصطÙاك على نساء العالمين."
وقال كذلك:"إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا."
ÙˆÙÙŠ الآيات الثلاث المذكورة بيان كا٠للإصطÙاء الإلهي، ÙÙÙŠ الأولى نجد أن الله تعالى قد إصطÙÙ‰ لبني إسرائيل طالوت ملكا(إماما ÙˆØاكما وقائدا) واعترضوا على ذلك الاختيار الإلهي، طمعا ÙÙŠ أن يكون لهم نصيب Ùيه.قال تعالى:"أنى يكون له الملك علينا ونØÙ† Ø£ØÙ‚ بالملك منه ولم يؤت سعة من المال." وكان مقياسهم ÙÙŠ الإختيار مادي صرÙØŒ لا يرقى إلى جواهر الأشياء ومعرÙØ© Øقائقها.
ÙˆÙÙŠ الآية الثانية اصطÙÙ‰ مريم بنت عمران عليها السلام، ÙˆÙÙŠ الثالثة اصطÙÙ‰ أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم،وكل٠الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ببيان من هم صÙوته ÙÙŠ أمته.
ولم يغادر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الدنيا، إلا وقد استوÙÙ‰ جهده ÙÙŠ بيان ذلك، Ùلم يقع اللبس ÙÙŠ معرÙØ© الصÙوة الطاهرة إلا لمن أراد بنÙسه أن يلتبس عليه الأمر، ولا يمكننا أن نمر دون أن نضرب مثالين من الروايات الكثيرة، التي جاءت متضاÙرة، ÙÙŠ ØªÙˆØ¶ÙŠØ Ù…Ù† هم أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
المثال الأول: عن عائشة قالت:خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم غداة وعليه مرط مرØÙ„ من شعر اسود،Ùجاء الØسن بن علي Ùأدخله، ثم جاء الØسين Ùدخل معه، ثم جاءت Ùاطمة Ùأدخلها،ثم جاء علي Ùأدخله ثم قال:إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا. مسلم كتاب Ùضائل الصØابة Ø4450
ورواية عائشة، عضدتها ÙÙŠ تØديد من هم أهل البيت عليهم السلام، رواية أم سلمة، اللتين جاءتا ÙÙŠ Ù†Ùس الوقت، راويتين لمقصد الوØÙŠ بمن هم أهل البيت عليهم السلام، وشاهدتين على أن عائشة وأم سلمة غير معنيتين بالإصطÙاء الإلهي، خارجتين من شمول المعنى لهما، وإن جاءت الآية ضمن سياق آيات خاصة بهما، ووØدة السياق هنا غير متØققة بوجود أداة Øصر(إنما)ØŒ وتغير الخطاب من التأنيث إلى التذكير، من شأنه أن يلغي ÙˆØدة السياق، ولنا أن نضرب مثلا من القرآن على صØØ© دعوانا، قال تعالى:"يوس٠أعرض عن هذا واستغÙري لذنبك إنك كنت من الخاطئين."
ÙÙÙŠ الآية خطابين مزدوجين، واØد للنبي يوس٠عليه السلام، والثاني لزوجة العزيز، Ùبطلت هنا ÙˆØدة السياق Øتى ÙÙŠ Ù†Ùس الآية.
المثال الثاني: عن أبي الØمراء وابن عباس باختلا٠يسير:لما نزل قوله تعالى:"وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها."شهدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسعة أشهر، يأتي بيت علي ÙˆÙاطمة عليهما السلام،Ùيطرق الباب ويقول:الصلاة أهل البيت،إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا.
وهذا بيان لا يمكن أن يستتبعه شك أو ريب، ÙÙŠ المقصد من العترة الطاهرة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، Ùالبيان هنا استمر تسعة أشهر (9 x 30x 5 = 1350 )ØŒ وبالتالي يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد بين لأمته، أن أهل بيته الطاهرين عليهم السلام هم علي ÙˆÙاطمة وأبناءهما عليهم الصلاة والسلام، ألÙا وثلاث مائة وخمسين مرة، على امتداد تلك الÙترة الزمنية، بما من شأنه أن يزيل كل شبهة ويرÙع كل التباس، ومع ذلك وقع الالتباس، والذي كان القصد منه خبيث وشيطاني، غايته صر٠المسلمين عن قدواتهم وقاداتهم بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
دون أن أنسى مثالا عمليا آخر أظهره النبي صلى الله عليه وآله وسلم للمسلمين، عندما عزم على مباهلة ÙˆÙد نصارى نجران، نزل جبرائيل بقوله تعالى:"Ùقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنÙسنا وأنÙسكم ثم نبتهل Ùنجعل لعنة الله على الكاذبين."
Ùلم يخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم معه لتلك المهمة العظيمة غير الØسن والØسين (أبناءنا) ÙˆÙاطمة(نساءنا) وعلي (أنÙسنا) تطبيقا لأمر الله تعالى ÙÙŠ إظهار صÙوته.
والإمامة الإلهية أتت ضمن الإصطÙاء الإلهي، الذي أراده الله سبØانه وتعالى، ليكون لطÙا من ألطاÙÙ‡ الهامة، ÙˆØجة من Øججه البالغة.
ولقد أولى الإسلام - كما Ø£Ùردت الرسالات السابقة - للإمامة أهميتها التي تستØÙ‚ØŒ لما ÙÙŠ خلو أي زمان منها - Øتى لو كان بمقدار يسير - من خطر ÙØ§Ø¯Ø Ù‚Ø¯ يسقط كل انجاز Øققته النبوة، ولزوم التعيين Ùيها أكيد ÙÙŠ البدء، وأوكد ÙÙŠ الختام.
وقد ضرب لنا الله تعالى ÙÙŠ كتابه أروع الأمثلة، لمن ألقى السمع وهو شهيد، ÙÙÙŠ قصة موسى عليه السلام، عندما استخل٠أخاه هارون عليه السلام على بني إسرائيل:"إذ قال موسى لأخيه هارون اخلÙني ÙÙŠ قومي ÙˆØ£ØµÙ„Ø ÙˆÙ„Ø§ تتبع سبيل المÙسدين."
إيمانا من الوØÙŠ بأن ترك أي أمة بلا استخلاÙØŒ ÙÙŠ غياب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إهمال خارج عن ناموس الØكمة الإلهية، ومع ذلك Ùإن إمتثال الأمم للاختيارات الإلهية، لم يكن متØققا ÙÙŠ أغلبها، Ùقد انØر٠بنو إسرائيل عن المسار الذي Øدده لهم موسى عليه السلام، Ùاتخذوا السامري وعجله، بدلا من التزامهم بتعيين هارون عليه السلام، واستخلاÙÙ‡ عليهم. قال تعالى:"Ùرجع موسى إلى قومه غضبان أسÙا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا Øسنا Ø£Ùطال عليكم العهد أم أردتم أن ÙŠØÙ„ عليكم غضب من ربكم ÙأخلÙتم موعدي."
مع أن هارون عليه السلام لم يكن مقصرا ÙÙŠ أداء مهمته.
الإمامة ÙÙŠ القرآن
من مصاديق الآيات الدالة على الاختيار الإلهي بخصوص الإمامة، قوله تعالى Ùيما تعلق بإبراهيم عليه السلام:"إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين".
Ùالنبي إبراهيم عليه السلام بعد أن اصطÙاه الله تعالى نبيا، اختاره خليلا ثم جعله للناس إماما، ÙÙØ±Ø Ø¨Ù‡Ø§ إبراهيم عليه السلام، وطلبها لذريته، Ùأجابه الله تعالى إلى ذلك، لكنه خص منهم صÙوته، واستثنى منهم كل ظالم، ومن بين أنواع الظلم، الشرك بالله تعالى:"إن الشرك لظلم عظيم."
Ùالإمامة إذا غير جائزة لمن أشرك Ùترة من Øياته من منظور الوØÙŠ.
قال تعالى:"وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا ." والهداية هنا أساس الإمامة الإلهية"إنما أنت منذر ولكل قوم هاد." وقد سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن معنى الآية Ùقال:أنا المنذر وعلي الهادي، وبك يا علي يهتدي المهتدون.
والإمامة لا تتهيأ إلا لمن اصطÙاه الله وطهره لأدائها والقيام بها، وتعهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام، منذ نعومة أظاÙره، وما أولاه له من الاهتمام والعناية والرعاية، وكان مأمورا ÙÙŠ كل ذلك، ما دل على أنه يهيئه لدور عظيم، لا يستطيع أداءه على وجهه غيره.
تغذى علي عليه السلام من معار٠التوØيد الخالص، ونهل من العلوم الإلهية الصاÙية، وشرب من آداب العصمة، وترعرع على سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومشى على نمط Øياته، وبقية الناس ÙÙŠ تلك الÙترة بين عاك٠على وثن، وشارب خمر ومقتر٠للمØرمات.
ولما كبر واشتد عوده، لم يكن لينازعه Ø£Øد ÙÙŠ العلم والÙقه، ومن أجل تÙوقه لقبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بباب مدينة علمه، وزاده تزكية بأن بوأه مكانة مرموقة ÙÙŠ القضاء Ùقال: "أقضاكم علي."(أخرجه البخاري) وقد أرسله أكثر من مرة للÙصل بين المتنازعين، من بينها سÙرته الثانية إلى اليمن ÙÙŠ الغرض ذاته.
ولا يمكن تØصيل درجة القضاء، إلا باستيعاب الأØكام الإلهية كلها، استيعابا يؤهله Ùهم تطبيقها، ÙˆÙÙ‚ الأطر المخصصة لها، والقدرة على الإØاطة بظرو٠الواقعة، ودواÙع Ùاعلها، وقد ملك علي عليه السلام ذلك كله، ÙÙصل ÙÙŠ أعقد القضايا التي استعصت على غيره، Ùلم يجد بدا من اللجوء إليه، والاعترا٠بÙضله مثلما Ùعل عمر ÙÙŠ عدة قضايا رÙعت إليه، وكان علي عليه السلام Øلالها، وكاش٠استعصائها، ÙÙÙŠ كل مرة كان يردد:" لولا علي لهلك عمر" "لا أبقاني اله لمعضلة ليس لها أبو الØسن"
تØدث القرآن عن الإمامة، ÙØ§ØµØ·Ù„Ø Ø¹Ù„ÙŠÙ‡Ø§ ب(بالملك وولاية الأمر وبالذين آمنوا)قال تعالى:"وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخو٠أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول والى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم."
وبلا شك، Ùإن الآية تخص أولياء أمر، لهم علم بكل ما يتعلق بالأمن والخوÙ(السلم والØرب ونØوه) يعني كل ما يتعلق بأمور الدنيا، بلا تÙريط ÙÙŠ شيء، Ùيكون الله تعالى قد Ø£Øالنا ÙÙŠ صورة Ùقد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إلى ØÙظة علومه من صÙوته، الذين يمتلكون الØلول لمشكلات الناس المستØدثة، وهذه الإمكانية غير متوÙرة إلا ÙÙŠ الصÙوة الطاهرة.
إن وجوب الإمامة الإلهية، ووجوب التعيين Ùيها من الله تعالى، أمر يستلزمه التشريع الكامل، وقد Øصل ذلك ÙÙŠ تصريØات النبي صلى الله عليه وآله وسلم المبينة لمقام علي عليه السلام ودوره الذي هيأه له، من ذلك قوله له:"أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي."ومنزلة هارون من موسى ÙÙŠ كتاب الله(الوزارة / الأخوة/ الشريك/ المؤازر/ الخليÙØ©) قال تعالى:"واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي أشدد به ازري وأشركه ÙÙŠ أمري." أما آية استخلا٠موسى لأخيه هارون Ùقد تقدمت ÙÙŠ هذا البØØ« المختصر.
وتتابعت بياناته ÙÙŠ خصوص علي عليه السلام إلى اختتام مرØلة النبوة، عندما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم منصرÙا من Øجته المعروÙØ© بØجة الوداع،نزل عليه جبريل بقوله:"يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تÙعل Ùما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس."
وأمره بأن ينصب عليا إماما وعلما وهاديا للناس من بعده،Ùأوق٠القاÙلة، وخطب ÙÙŠ جموع الØجاج خطبة بليغة، أعلمهم Ùيها بقرب رØيله، وأنه أولى بهم من أنÙسهم، وقال:"من كنت مولاه Ùهذا علي مولاه" واختتم مقاله بالدعاء لمن سمع مقالته ووعاها، وعلى من أنكرها وردها، ولعلي عليه السلام بالموÙقية ÙÙŠ مهمته"اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الØÙ‚ معه Øيث دار." ولم ينÙض الجمع إلا بعد أن أمر الناس بمبايعة علي عليه السلام، ÙÙعلوا وبقيت كلمات عمر بن الخطاب شاهدة، يتناقلها الØÙاظ جيلا بعد جيل:" بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبØت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
إن دور الإمامة أساسي ÙÙŠ ØÙظ الشريعة والدين، قال تعالى:"إنا Ù†ØÙ† نزلنا الذكر وإنا له Ù„ØاÙظون"
والمعلوم أن تنزيل الذكر كان عن الله تعالى بواسطة جبرائيل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم،والØÙظ يكون من الله تعالى بواسطة الإمام عليه السلام"وكل شيء Ø£Øصيناه ÙÙŠ إمام مبين"
ويأتي Øديث الثقلين الذي أخرجه عدد كبير من الØÙاظ، والذي قال Ùيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إني تارك Ùيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي. (مسلم/ كتاب Ùضائل الصØابة/ باب Ùضائل الإمام علي عليه السلام.)
ولا يخÙÙ‰ لمتدبر الØديث، ما ÙŠØويه من دلالة على منزلة أهل البيت عليهم السلام، Ùقد جعلهم ثقلا مع كتاب الله،وقرنهم به، وجعل التمسك بهما عصمة من الضلال، وأشار إلى عدم اÙتراقهم عنه، وهذه دلالة أخرى على عصمة الأئمة الأطهار عليهم السلام.
ذلك مقام الإمامة، وتلك منزلة أئمة أهل البيت عليهم السلام، ولا يعني سوء Ùهم الناس للمقام وأهله أنه Ù…Ùقود ÙÙŠ الإسلام، بل ÙÙŠ هذا دليل على المظلمة التي تعرض لها مقام الإمامة، وأصØابها الشرعيين.
أما من Øيث إدراج الإمامة ضمن العقيدة، Ùيأتي بناء على ارتباطها بسلسلة الولاية الواجب طاعتها على الخلق، قال تعالى:" إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا.." (المائدة)
وباعتبارها قيمومة على الدنيا والدين، Øاكمية ÙÙŠ الدنيا،قال تعالى:"ÙØ£Øكم بينهم بما أراك الله" وقال أيضا:"لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط"(الØديد)،وشهادة ÙÙŠ الآخرة،قال تعالى:"لتكونوا شهداء على الناس"ØŒ وهم تØديدا رجال الأعراÙ،قال تعالى:" وعلى الأعرا٠رجال يعرÙون كلا بسيماهم"(الأعراÙ) ومعرÙتهم بأØوال أجيالهم من المسلمات، وبهم يتميز المؤمن من غيره، ومجال التصر٠عندهم ÙÙŠ الآخرة مما أتاØÙ‡ الله تعالى لهم، قال تعالى:"ونادى أصØاب الأعرا٠رجالا يعرÙونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون*أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برØمة أدخلوا الجنة لا خو٠عليكم ولا أنتم تØزنون." الأعرا٠48/49
وعلى الذين استكثروا على علي عليه السلام أن يكون قسيم الجنة والنار، أن يلتÙتوا إلى أنه هو أول الأوصياء الإثني عشر، ومقدم رجال الأعراÙØŒ وصاØب لواء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ÙÙŠ الدنيا والآخرة، ومن ميز به الوØÙŠ المؤمن من المناÙÙ‚ بØبه أو ببغضه" يا علي لا ÙŠØبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا مناÙÙ‚"(رواه مسلم/كتاب الايمان) وهو الذائد عن Øوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وبعد هذه الأدلة المتناهية ÙÙŠ الوضوØØŒ هل بقي للمعاندين شيء يلوذون بسرابه الواهم دÙعا للØÙ‚ الذي أناخ بساØØ© علي عليه السلام Ùلم يغادرها ÙÙŠ أعين المبصرين إلى غيره؟
إن منتهى مقال القائلين بخلا٠الإمامة الإلهية مسألتان لا ثالث لهن:
الأولى: استدلالهم على Ø£Ùضلية صاØبهم بآية الغار،قال تعالى:" ثاني اثنين إذ هما ÙÙŠ الغار إذ يقول لصاØبه لا تØزن إن الله معنا Ùأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها..."(التوبة)
الثانية: ادعاءهم صلاته بالناس ÙÙŠ مرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
وقد تبين بطلانهما معا،ÙÙÙŠ الغار كان الرجل خارجا مستثنى من السكينة التي نزلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بسبب عدم اتØاد نيته ومقصده مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بينما نزلت السكينة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى المؤمنين ÙÙŠ Øنين بسبب اتØاد النية والمقصد.
أما ÙÙŠ ما تعلق بصلاته بالناس Ùمردودة من جهة تعيينه شخصيا ÙÙŠ جيش أسامة لمØاربة الروم من جهة ،ولم يرد خبر عن استثنائه منه للصلاة بالناس من جهة ثانية، بل ورد ما ÙŠÙيد تقيده بالأمر وخروجه إلى خارج المدينة Øيث يعسكر الجيش من جهة ثالثة، واضطراب واختلا٠الروايات ÙÙŠ شان تلك الصلاة المزعومة من جهة رابعة،دل على انها Ù…Øاولة لإبراز Ùضيلة لغاصب السلطة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، تغطي خلل تسلمها بتلك الطريقة الانقلابية.
إن الذين ذهبوا ÙÙŠ مسألة الØاكمية الإسلامية، إلى Ù†ÙÙŠ الإمامة الإلهية، وكذبوا وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم Ùيها، قد استندوا ÙÙŠ بنائهم المخال٠للنص، على نظرية الشورى ÙÙŠ تعيين من سيلي الأمر بعد مرØلة النبوة، لكن نظريتهم تلك لم يكن لها أساس صØÙŠØ ÙÙŠ الشورى Ù†Ùسها،لأن صÙقة السلطة قد أبرمت ÙÙŠ غير مكانها المؤهل لذلك، Ùجرت Ùلتة كما عبر عنها Ø£Øد صناعها، وكانت سقيÙØ© بني ساعدة Ù…ØÙ„ تأسيسها، عوضا عن المسجد الذي أسس على التقوى، ثم انتقضوا الشورى بتعيين الأول للثاني، وتعيين الثاني للثالث عبر صهره، إسداء ليد قدمها لهما بنو أمية.
خال٠المنكرون للنص على الامام شروط الامامة، وتعسÙوا عليها Øتى تلقÙها الÙسقة والÙجار، ولووا عنق الشورى وكبتوا أنÙاسها، Øتى تØولت الى دكتاتورية وملك وولاية عهد، وركنوا النصوص النبوية على خلÙية أنها ليست قطعية الدلالة" كما قال صاØبهم الاول ان النبي ليهجر ÙˆØسبنا كتاب الله." Ùشوشوا أمر الامامة على الامة.
ظلم الصÙوة الطاهرة عليهم السلام ذهب بالإمامة عنهم بعيدا عنهم، Ùقد أسس عدد من الصØابة أساس ذلك، Ùأقصوهم عن مقامهم ÙÙŠ الأمة، وبهتوا منزلتهم، إلى درجة لعنهم وسبهم،واستمر الأمر على ذلك طيلة 82 سنة، ومقدمة لتشريدهم وقتلهم، واستمر ذلك قرونا عديدة، ولا أدل على الØي٠الذي Ù„ØÙ‚ بهم، من جØدهم Øقهم ÙÙŠ الصلاة عليهم مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، Ùنرى أن مخالÙيهم يتعمدون ØØ°Ùهم من الصلاة، Ùيقتصرون عند ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالقول(صلى الله عليه وسلم) رغم النهي النبوي عن هذه الصلاة البتراء.
Ù…Øمد الرصاÙÙŠ المقداد