مناظرة ابن طاووس مع رجل من الزيدية وآخر من أهل العلم
القسم: مناظرات عقائدية | 2009/08/20 - 02:54 AM | المشاهدات: 4013
مناظرة ابن طاووس مع رجل من الزيدية وآخر من أهل العلم قال ابن طاووس ÙÙŠ وصاياه لولده : ÙˆØضر عندي Ù€ يا ولدي Ù…Øمد رعاك الله جلّ جلاله بعنايته الالهية Ù€ بعض الزيدية وقد قال : لي إن جماعة من الامامية يريدون مني
الرجوع عن مذهبي بغير Øجة وأريد أن تكش٠لي عن Øقيقة الامر بما يثبت ÙÙŠ عقلي. قلت له : أول ما أقول أنني علوي Øسني ÙˆØالي معلوم ولو وجدت طريقا إلى ثبوت عقيدة الزيدية كان ذلك Ù†Ùعا ورئاسة لي دينية ودنيوية ØŒ وأنا أكش٠لك بوجه لطي٠عن ضع٠مذهبك بعض التكشÙ. هل يقبل عقل٠عاقل Ùاضل أن سلطان العالمين ينÙØ° رسولاً Ø£Ùضل من الاولين والاخرين إلى الخلائق ÙÙŠ المشارق والمغارب ويصدّقه بالمعجزات القاهرة والايات الباهرة ثم يعكس هذا الاهتمام الهائل والتدبير الكامل ويجعل عيار اعتماد الاسلام والمسلمين على ظن ضعي٠يمكن ظهور Ùساده وبطلانه للعارÙين. Ùقال : كي٠هذا ØŸ Ùقلت : لانكم إذا بنيتم أمر الامامة أنتم ومن واÙقكم أو واÙقتموه على الاختيار من الامة للامام على ظاهر عدالته وشجاعته وأمانته وسيرته وليس معكم ÙÙŠ الاختيار له إلاّ غلبة الظن الذي يمكن أن يظهر خلاÙÙ‡ لكل من عمل عليه كما جرى للملائكة وهم Ø£Ùضل اختيارا من بني آدم لما عارضوا الله جل جلاله ÙÙŠ أنه جعل آدم خليÙØ© وقالوا : ( أتجعل Ùيها من ÙŠÙسد Ùيها ويسÙÙƒ الدماء ونØÙ† Ù†Ø³Ø¨Ø Ø¨Øمدك ونقدس لك ) (1) ØŒ Ùلما كش٠لهم Øال آدم Ù€ عليه السلام Ù€ رجعوا عن اختيارهم لعزل آدم ØŒ وقالوا : ( سبØانك لا علم لنا إلاّ ما علمتنا ) (2) ØŒ وكما جرى لادم الاكل من الشجرة ØŒ وكما جرى لموسى ÙÙŠ اختياره سبعين رجلاً من خيار قومه للميقات ØŒ ثم قال عنهم بعد ذلك : ( أتهلكÙنا بما Ùعل السÙهاء٠منا ) (3) ØŒ Øيث قالوا : ( أَرنا الله جهرةً ) (4). وكما جرى ليعقوب Ù€ عليه السلام Ù€ ÙÙŠ اختياره أولاده Ù„ØÙظ ولده يوس٠، وغيره من اختيار الانبياء والاوصياء والاولياء وظهر لهم بعد ذلك الاختيار ضع٠تلك الآراء ØŒ Ùإذا كان هؤلاء المعصومون قد دخل عليهم ÙÙŠ اختيارهم ما قد شهد به القرآن والاجماع من المسلمين Ùكي٠يكون اختيار غيرهم ممن يعر٠من Ù†Ùسه أنه ما مارس أبدا خلاÙØ© ولا أمارة ولا رياسة Øتى يعر٠شروطها وتÙصيل مباشرتها ÙÙŠØ³ØªØµÙ„Ø Ù„Ù‡Ø§ من يقوم لها وما معه إلا ظن Ø¶Ø¹ÙŠÙ Ø¨ØµÙ„Ø§Ø Ø¸Ø§Ù‡Ø± من يختاره. وهل يقبل عقل عاقل٠وÙضل Ùاضل أن قوما ما يعرÙون مباشرة ولا مكاشÙØ© تÙصيل ما ÙŠØتاج إليه من يختارونه Ùيكون اختيارهم لامر لا يعرÙونه Øجة على من Øضر وعلى من لم ÙŠØضر ØŒ أما هذا من الغلط المستنكر ØŸ ومن أين للذين يختارون إمامهم معرÙØ© بتدبير الجيوش والعساكر وتدبير البلاد وعمارة الارضين ÙˆØ§Ù„Ø§ØµÙ„Ø§Ø Ù„Ø§Ø®ØªÙ„Ø§Ù Ø¥Ø±Ø§Ø¯Ø§Øª العالمين Øتى يختاروا واØدا يقوم بما يجهلونه ØŒ إنا لله وإنا إليه راجعون ممن قلدهم ÙÙŠ ذلك أو يقلدونه. ومما يقال لهم : إن هؤلاء الذين يختارون الامام للمسلمين Ù…ÙŽÙ† الذي يختارهم لهم لتعيين الامام ومن أي المذاهب يكونون Ùإن مذاهب الذين يذهبون إلى اختيار الامام مختلÙØ© ØŒ وكم يكون مقدار ما بلغوا إليه من العلوم Øتى يختاروا عندها الامام وكم يكون عددهم وهل يكونون من بلد واØد أو من بلاد متÙرقة ØŒ وهل ÙŠØتاجون قبل اختيارهم للامام أن يساÙروا إلى البلاد يستعلمون من Ùيها ممن ÙŠØµÙ„Ø Ù„Ù„Ø§Ù…Ø§Ù…Ø© أو لا ÙŠØµÙ„Ø Ø£Ùˆ هل ÙŠØتاجون أن يراسلوا من بعد عنهم من البلاد ويعرÙونهم أنهم يريدون اختيار الامام للمسلمين Ùإن كان ÙÙŠ بلد غير بلدهم من ÙŠØµÙ„Ø Ø£Ùˆ ÙŠØ±Ø¬Ø Ù…Ù…Ù† هو ÙÙŠ بلادهم يعرÙونهم أم يختارون من غير كش٠لما ÙÙŠ البلاد ومن غير مراسلة لعلماء بلاد الاسلام Ùإن كان سؤال من هذه السؤالات يتعذر قيام الØجة على صØته وعلى لزومه لله جل جلاله ولزومه لرسوله Ù€ صلّى الله عليه وآله وسلّم Ù€ ولزومه لمن لا يكون مختارا لمن يختارونه من علماء الاسلام Ø£Ùلا ترى تعذّر ما ادّعوه من اختيار الامام ØŸ! ولقد سمع مني بعض هذا الكلام شخص من أهل العلم من علم الكلام. Ùقال : إن الناس ما زالوا يعملون ÙÙŠ مصالØهم على الظنون. Ùقلت له : هب أنهم يعملون ÙÙŠ مصالØهم ÙÙŠ Ù†Ùوسهم بظنونهم Ùكي٠تجاوزوا ذلك إلى التØكم على تدبير الله جل جلاله ÙÙŠ عباده وبلاده والاقدام بظنونهم الضعيÙØ© على هدم الاهتمام بثبوت أقدام النبوة الشريÙØ© ونقل تدبيرها عن اليقين الشري٠إلى الظن الضعي٠ومن جعل لهم ولاية على كل من ÙÙŠ الدنيا والدين وما Øضروا معهم ÙÙŠ اختيار الامام ولا شاركوهم ولا أذنوا لهم من سائر بلاد الاسلام ومن وليهم عليَّ وأنا غاÙÙ„ بعيد عنهم Øتى يختاروا لي بظنهم الضعي٠إماما ما وكلتهم Ùيه ولا أرضى أبدا بالاختيار منهم Ùهل هذا إلا ظلم هائل وجور شامل من غير رضى من يدعي وكالته ونيابة ما استنابه Ùيها من غير رضى من يدعي نيابته ØŸ! ثم قلت لهم : أنتم ما كنتم تتÙكرون Ùساده ÙÙŠ أول مرة لما أظهر العدل واجتمعتم عليه Ùلما تمكن منكم قتلكم وأخذ أموالكم وقد رأيتم ورأينا وسمعتم وسمعنا من اختيار الملوك والخلÙاء والاطلاع على الغلط ÙÙŠ الاختيار لهم وقتلهم وعزلهم ÙˆÙساد تلك الآراء. وقلت لهم : أنتم تعلمون أنه يمكن أن يكون عند وقت اختياركم لواØد من ولد Ùاطمة Ù€ عليها السلام Ù€ غير معصوم ولا منصوص عليه أن يكون ÙÙŠ ذلك البلد وغيره من هو مثله أو Ø£Ø±Ø¬Ø Ù…Ù†Ù‡ ولا تعرÙونه Ùكي٠تبايعون رجلاً وتقتلون أنÙسكم بين يديه ولعل غيره Ø£Ø±Ø¬Ø Ù…Ù†Ù‡ وأقوم بما تريدون. وقلت له : أنتم يا بني الØسن لعل ما منعكم من القول بإمامة أئمة بني الØسين إلا أنكم ولد الامام الاكبر ولعلكم أبيتم أن تكونوا تبعا لولد الامام الاصغر وما أراكم خلصتم من هذا العار لانكم قلدتم زيدا وهو Øسني Ùنسبتم مذهبكم إليه ÙˆÙÙŠ بني الØسن والØسين Ù€ عليهما السلام Ù€ من هو Ø£Ùضل منه ØŒ قبله كان عبدالله بن الØسن وولداه والباقر والصادق Ù€ عليهما السلام Ù€ ما يقصرون عنه ØŒ ثم إنكم ما وجدتم له Ùقها أو مذهبا يقوم بالشريعة Ùتمَّمتم مذهبكم بمذهب أبي ØنيÙØ© وأبو ØنيÙØ© من العوام والغلمان لجدّكم ولكم ØŒ Ùإذا رضيتم إماما زيديا وهو Øسني مرقع مذهبه بمذهب أبي ØنيÙØ© Ùأنا أدلكم على الباقر والصادق وغيرهما Ù€ عليهم السلام Ù€ من بني الØسين Ù€ عليه السلام Ù€ من غير مرقعين وعلومهم كاÙية ÙÙŠ أمور الدنيا والدين. ثم قلت له : الناس يعرÙون أنا كنا معشر بني هاشم رؤساء ÙÙŠ الجاهلية والاسلام وما كنا أبدا تبعا ولا أذنابا للعوام ØŒ Ùلما بÙعث Ù…Øمد Ù€ صلّى الله عليه وآله وسلّم Ù€ وشرÙنا بنبوته وشريعته نصير تبعا لغلمانه وللعوام من أمته وتعجز عناية الله جل جلاله به أن يكون لنا رئيسٌ منا أي مصيبة Øملتكم على ذلك ÙˆÙينا من لا ÙŠØسن أبو ØنيÙØ© يجلس بين يديه ويØتاج أبو ØنيÙØ© وغيره من العلماء أن يقرؤا عليه Ùعر٠الزيدي الØÙ‚ ورجع عن مذهبه ÙÙŠ الØال ØŒ وقد اختصرت ÙÙŠ المقال (5). ____________ (1) سورة البقرة : الاية 30. (2) سورة البقرة : الاية 32. (3) سورة الاعرا٠: الاية 150. (4) سورة النساء : الاية 153. (5) كش٠المØجة لابن طاووس : ص82 Ù€ 86.
|