مناظرة الشيخ المÙيد مع بعض Ùقهاء العامّة ÙÙŠ Øكم الاجتهاد والتصويب
القسم: مناظرات عقائدية | 2009/08/20 - 02:29 AM | المشاهدات: 3520
مناظرة الشيخ المÙيد مع بعض Ùقهاء العامّة ÙÙŠ Øكم الاجتهاد والتصويب قال الشيخ الكراجكي Ù€ عليه الرØمة Ù€ ÙÙŠ كتابه كنز الÙوائد : جرى لشيخنا المÙيد أبي عبدالله Ù…Øمد بن Ù…Øمد بن النعمان Ù€ رضوان الله
عليه Ù€ مع بعض خصومه ÙÙŠ قولهم : « إن كل مجتهد مصيب » . قال شيخنا المÙيد (رضي الله عنه) : كنت أقبلت ÙÙŠ مجلس على جماعة من متÙقهة العامة ØŒ Ùقلت لهم : إن أصلكم الذي تعتمدون عليه ÙÙŠ تسويغ الاختلا٠، ÙŠØظر عليكم المناظرة ØŒ ويمنعكم من الÙØص والمباØثة ØŒ واجتماعكم على المناظرة يناقض اÙصولكم ÙÙŠ الاجتهاد ØŒ وتسويغ الاختلا٠. Ùإما أن تكونوا مع Øكم أصولكم ØŒ Ùيجب أن ترÙعوا النظر Ùيما بينكم ØŒ وتلزموا الصمت . وإما أن تختاروا المناظرة ØŒ وتؤثروها على المتاركة ØŒ Ùيجب أن تهجروا القول بالاجتهاد ØŒ وتتركوا مذاهبكم ÙÙŠ الرأي ØŒ وجواز الاختلا٠، ولا بد من ذلك ما أنصÙتم وعرÙتم طريق الاستدلال . Ùقال Ø£Øد القوم : Ù„ÙÙ…ÙŽ زعمت أن الاَمر كما وصÙت ØŒ ومن أين وجب ذلك ØŸ قال شيخنا رØمه الله : Ùقلت له : عليَّ البيان عن ذلك ØŒ والبرهان عليه Øتى لا (ÙŠØتج) على Ø£Øد٠من العقلاء ØŒ أليس من قولكم أن الله تعالى سوّغ خلقه(1) الاختلا٠ÙÙŠ الاَØكام للتوسعة عليهم ØŒ ودÙع الØرج عنهم رØمةً منه لهم ØŒ ورÙقاً بهم ØŒ وأنه لو ألزمهم الاتÙاق ÙÙŠ الاَØكام ØŒ ÙˆØظر عليهم الاختلا٠لكان مضيقاً عليهم ØŒ (معنتاً) لهم ØŒ والله يتعالى عن ذلك ØŒ Øتى (أكّدتم) هذا المقال بما رويتموه عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : « اختلا٠اÙمتي رØمة »(2) ØŒ ÙˆØملتم معنى هذا الكلام منه على ÙˆÙاق ما ذهبتم إليه ÙÙŠ تسويغ الاختلاÙ. قال : بلى ØŒ Ùما الذي يلزمنا على هذا المقال ØŸ قال شيخنا رØمه الله : قلت له : Ùخبرني الآن عن موضع المناظرة ØŒ أليس إنما هو التماس المواÙقة ØŒ ودعاء الخصم بالØجة الواضØØ© إلى الانتقال إلى موضع الØجة ØŒ وتتغير له عن الاÙقامة على ضد ما دلّ عليه البرهان ØŸ قال : لا ØŒ ليس هذا موضوع المناظرة ØŒ وإنما موضوعها لاÙقامة الØجة والاÙبانة عن رجØان المقالة Ùقط. قال الشيخ : Ùقلت له : وما الغرض ÙÙŠ إقامة الØجّة والبرهان على الرجØان ØŒ وما الذي يجرانه إلى ذلك ØŒ والمعنى الملتمس به ØŒ أهو تبعيد الخصم من موضع الرجØان والتنÙير له عن المقالة Ø¨Ø¥ÙŠØ¶Ø§Ø Øججها ØŒ أم الدعوة إليها بذلك ØŒ واللط٠ÙÙŠ الاجتذاب إليها به ؟؟ Ùإن قلت : إن الغرض للمØتج التبعيد عن قوله Ø¨Ø¥ÙŠØ¶Ø§Ø Ø§Ù„Øجة عليه ØŒ والتنÙير عنه بإقامة الدلالة على صوابه ØŸ قلت : قولاً يرغب عنه كل عاقل ØŒ ولا ÙŠØتاج معه لتهاÙته إلى كسره. وإن قلت : إن Ø§Ù„Ù…ÙˆØ¶Ø Ø¹Ù† مذهبه بالبرهان داع٠إليه بذلك ØŒ والدال عليه بالØجج البينات يجتذب بها إلى اعتقاده ضÙرب بهذا القول Ù€ وهو الØقّ الذي لا شبهة Ùيه Ù€ إلى ما أردناه ØŒ من أن موضوع المناظرة إنما هو للمواÙقة ورÙع الاختلا٠والمنازعة . وإذا كان ذلك كذلك ØŒ Ùلو Øصل الغرض ÙÙŠ المناظرة وما أجرى بها عليه لارتÙعت الرØمة ØŒ وسقطت التوسعة ØŒ وعدم الرÙÙ‚ من الله تعالى بعباده ØŒ ووجب ÙÙŠ(3) صÙØ© العنت والتضييق ØŒ وذلك ضلال من قائله ØŒ Ùلا بد على أصلكم ÙÙŠ الاختلا٠من تØريم النظر والØÙجاج ØŒ وإلاّ Ùمتى صØÙ‘ ذلك ØŒ وكان أولى من تركه Ùقد بطل قولكم ÙÙŠ الاجتهاد ØŒ وهذا ما لا شبهة Ùيه على عاقل. Ùاعترض رجل آخر ÙÙŠ ناØية المجلس Ùقال : ليس الغرض ÙÙŠ المناظرة الدعوة إلى الاتÙاق ØŒ وإنما الغرض Ùيها إقامة الغرض من الاجتهاد . Ùقال له الشيخ رØمه الله : هذا الكلام كلام صاØبك بعينه ÙÙŠ معناه ØŒ وأنتما جميعاً Øائدان عن التØقيق والصواب ØŒ وذلك أنه لا بد ÙÙŠ Ùرض الاجتهاد من غرض ØŒ ولا بد Ù„Ùعل النظر من معقول . Ùإن كان الغرض ÙÙŠ أداء الÙرض بالاجتهاد ØŒ البيان عن موضع الرجØان ØŒ Ùهو الدعاء ÙÙŠ المعقول إلى الوÙاق والاَيناس بالØجة إلى المقال. وإن كان الغرض Ùيه التعمية والاÙلغاز Ùذلك Ù…Øال ØŒ لوجود المناظر مجتهداً ÙÙŠ البيان التØسين لمقاله Ø¨Ø§Ù„ØªØ±Ø¬ÙŠØ Ù„Ù‡ على قول خصمه ÙÙŠ الصواب . وإن كان معقول Ùعل النظر ومÙهوم غرض صاØبه ØŒ الذب عن Ù†Øلته والتنÙير عن خلاÙها ØŒ والتØسين لها ØŒ ÙˆØ§Ù„ØªÙ‚Ø¨ÙŠØ Ù„Ø¶Ø¯Ù‡Ø§ ØŒ ÙˆØ§Ù„ØªØ±Ø¬ÙŠØ Ù„Ù‡Ø§ على غيرها ØŒ وكنا نعلم ضرورة أن Ùاعل ذلك لا ÙŠÙعله للتبعيد من قوله ØŒ وإنما ÙŠÙعله للتقريب منه والدعاء إليه ØŒ Ùقد ثبت بما قلناه. ولو كان الدال على قوله Ø§Ù„Ù…ÙˆØ¶Ø Ø¨Ø§Ù„Øجج عن صوابه ØŒ المجتهد ÙÙŠ تØسينه وتشييده ØŒ غير قاصد٠بذلك إلى الدعاء إليه ØŒ ولا مزيد للاتÙاق عليه ØŒ لكان Ø§Ù„Ù…Ù‚Ø¨Ø Ù„Ù„Ù…Ø°Ù‡Ø¨ الكاش٠عن عواره Ø§Ù„Ù…ÙˆØ¶Ø Ø¹Ù† ضعÙÙ‡ ووهنه داعياً بذلك إلى اعتقاده ØŒ ومرغباً به إلى المصير إليه . ولو كان ذلك كذلك لكان إلزام الشيء مدØاً له ØŒ ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¯Ø Ù„Ù‡ ذماً له ØŒ والترغيب ÙÙŠ الشيء ترهيباً عنه ØŒ والترهيب عن الشيء ترغيباً Ùيه ØŒ والاَمر به نهياً عنه ØŒ والنهي عنه أمراً به ØŒ والتØذير منه إيناساً به ØŒ وهذا ما لا يذهب إليه سليم. Ùبطل ذلك ما توهموه ØŒ ÙˆÙˆØ¶Ø Ù…Ø§ ذكرناه ÙÙŠ تناقض Ù†Øلتهم على ما بيناه ØŒ والله نسأل التوÙيق . قال شيخنا رØمه الله : ثم عدلت إلى صاØب المجلس Ùقلت له : لو سلم هؤلاء من المناقضة التي ذكرناها Ù€ ولن يسلموا أبداً من الله Ù€ لما سلموا من الخلا٠على الله Ùيما أمر به ØŒ والرد للنص ÙÙŠ كتابه ØŒ والخروج عن Ù…Ùهوم Ø£Øكامه بما ذهبوا إليه من Øسن الاختلا٠وجوازه ÙÙŠ الاَØكام ØŒ قال : الله عزّ وجلّ : ( وَلا تَكونوا كَالَّذينَ تَÙَرَّÙوا وَاختَلÙوا Ù…ÙÙ† بَعد٠مَا جاءَهم٠البيّنات٠وَأÙولئÙÙƒÙŽ Ù„ÙŽÙ‡Ùم٠عَذاب٠عَظÙÙ…Ù )(4). Ùنهى الله تعالى نهياً عاماً ظاهراً ØŒ ÙˆØذّر منه وزجر عنه ØŒ وتوعد على Ùعله بالعقاب ØŒ وهذا مناÙ٠لجواز الاختلا٠، وقال سبØانه : ( وَاعتَصÙÙ…Ùوا بÙØَبل٠الله٠جَميعاً وَلا تَÙرَّقوا )(5) Ùنهى عن التÙرّق ØŒ وأمر الكاÙØ© بالاجتماع ØŒ وهذا يبطل قول مسوغ الاختلا٠، وقال سبØانه : ( وَلا يَزالوÙÙ†ÙŽ Ù…ÙختلÙينَ ØŒ إلاَّ Ù…ÙŽÙ† رَØÙÙ…ÙŽ رَبّÙÙƒÙŽ )(6) ØŒ Ùاستثنى المرØومين من المختلÙين ØŒ ودلّ على أن المختلÙين قد خرجوا بالاختلا٠عن الرØمة ØŒ لاختصاص من خرج عن صÙتهم بالرØمة ØŒ ولولا ذلك لما كان لاستثناء المرØومين من المختلÙين معنى يعقل ØŒ وهذا بيّن لمن تأمّله. قال : صاØب المجلس : أرى هذا الكلام كلّه يتوجه على من قال : إن كل مجتهد٠مصيب ØŒ Ùما تقول Ùيمن قال : إن الØÙ‚ ÙÙŠ واØد ولم يسوغ الاختلا٠؟ قال الشيخ رØمه الله : Ùقلت له : القائل بأن الØÙ‚ ÙÙŠ واØد ØŒ وإن كان مصيباً Ùيما قال على هذا المعنى خاصة ØŒ Ùإنه يلزمه المناقضة بقوله : إن المخطىء للØقّ٠معÙÙˆ عنه غير مؤاخذ بخطئه Ùيه ØŒ واعتماده ÙÙŠ ذلك على أنه لو أوخذ به للØقه العنت والتضييق ØŒ Ùقد صار بهذا القول إلى معنى قول الاَوّلين Ùيما عليهم من المناقضة ØŒ ولزمهم من أجله ترك المباØثة والمكالمة ØŒ وإن كان القائلون بإصابة المجتهدين الØقة ØŒ يزيدون عليه ÙÙŠ المناقضة وتهاÙت المقالة ØŒ بقول الواØد لخصمه قد أخطأت الØكم ØŒ مع شهادته له بصوابه Ùيما Ùعله مما به أخطأ الØكم عنده ØŒ Ùهو شاهد بصوابه وخطئه ÙÙŠ الاÙصابة ØŒ معتر٠له ومقر بأنه مصيب ÙÙŠ خلاÙÙ‡ ØŒ مأجور على مباينته ØŒ وهذه مقالة تدعو إلى ترك اعتقادها بنÙسها ØŒ وتكش٠عن Ù‚Ø¨Ø Ø¨Ø§Ø·Ù†Ù‡Ø§ بظاهرها ØŒ وبالله التوÙيق . ذكروا أن هذا الكلام جرى ÙÙŠ مجلس الشيخ أبي الÙØªØ Ø¹Ø¨ÙŠØ¯Ø§Ù„Ù„Ù‡ بن Ùارس قبل أن يتولى الوزارة(7). ____________ (1) الظاهر : سوغ لخلقه ØŒ والله العالم . (2) كنز العمّال : ج10 ص 136 Ø28686 ØŒ تذكرة الموضوعات : ص 90 ØŒ إتØا٠السادة المتقين : ج1 ص 204 Ùˆ 205. (3) الظاهر : Ùيه . (4) سورة آل عمران : الآية 105 . (5) سورة آل عمران : الآية 103 . (6) سورة هود : الآية 118 Ùˆ 119 . (7) كنز الÙوائد للكراجكي : ج2 ص 210 Ù€ 214 .
|