مناظرة الشيخ المÙيد مع أبي بكر الباقلاني وبعض المعتزلة ÙÙŠ Øكم القياس
القسم: مناظرات عقائدية | 2009/08/20 - 02:28 AM | المشاهدات: 3955
مناظرة الشيخ المÙيد مع أبي بكر الباقلاني وبعض المعتزلة ÙÙŠ Øكم القياس قال الشري٠المرتضى عليه الرØمة : ومن كلام الشيخ أدام الله عزّه أيضاً ÙÙŠ إبطال القياس : سئل الشيخ أيّده الله ÙÙŠ مجلس لبعض
القضاة ØŒ وكان Ùيه جمع كثير من الÙقهاء والمتكلّمين ØŒ Ùقيل له : ما الدليل على إبطال القياس ÙÙŠ الاَØكام الشرعية ØŸ Ùقال الشيخ أدام الله عزّه : الدليل على ذلك أنني وجدت الØكم الذي تزعم خصومي أنه أصل يقاس عليه ويستخرج منه الÙرع ØŒ قد كان جائزاً من الله سبØانه التعبد ÙÙŠ الØادثة ØŒ التي هو Øكمها بخالقه مع كون الØادثة على Øقيققتها وبجميع صÙاتها ØŒ Ùلو كان القياس صØÙŠØاً لما جاز ÙÙŠ العقول التعبد ÙÙŠ الØادثة بخلا٠Øكمها ØŒ إلا مع اختلا٠Øالها وتغير الوص٠عليها ØŒ ÙˆÙÙŠ جواز ذلك على ما وصÙناه دليل على إبطال القياس ÙÙŠ الشرعيات . Ùلم ÙŠÙهم السائل معنى هذا الكلام ولا عرÙÙ‡ ØŒ والتبس على الجماعة كلها طريقه ØŒ ولم ÙŠÙŽÙ„ÙØÙ’ لاَØد منهم ولا Ùطن به ØŒ وخلط السائل وعارض على غير ما سل٠، ÙواÙقه الشيخ أدام الله عزّه على عدم Ùهمه للكلام وكرره عليه لم ÙŠØصل له معناه . قال الشيخ أيده الله : Ùاضطررت إلى كشÙÙ‡ على وجه لا يخÙÙ‰ على الجماعة ØŒ Ùقلت : إن النبي صلى الله عليه وآله نصَّ على تØريم التÙاضل ÙÙŠ البر ØŒ Ùكان النص ÙÙŠ ذلك أصلاً زعمتم أيها القايسون أن الØكم بتØريم التÙاضل ÙÙŠ الاَرز مقيساً عليه وأنه الÙرع له ØŒ وقد علمنا أن ÙÙŠ العقل يجوز إن كان يتعبد القديم سبØانه وتعالى بإباØØ© التÙضل ÙÙŠ البر ØŒ وهو على جميع صÙاته بدلاً من تعبده بØظره Ùيه ØŒ Ùلو كان الØكم بالØظر لعلة ÙÙŠ البر أو صÙØ© هو عليها لاستØال ارتÙاع الØظر إلا بعد ارتÙاع العلة أو الوص٠، ÙˆÙÙŠ تقديرنا وجوده على جميع الصÙات والمعاني التي يكون عليها مع الØظر عند الاباØØ© دليل على بطلان القياس Ùيه ØŒ ألا ترى أنّه لما كان وص٠المتØرك إنما لزمه لوجود الØركة ØŒ أو لقطعه المكانين استØال توهم Øصول السكون له ÙÙŠ الØقيقة مع وجود الØركة ØŒ أو قطعة للمكانين ØŒ وهذا بين لمن تدبره Ùلم يأت القوم بشيء يجب Øكايته . قال : الشيخ أدام الله عزه : ثم جرى هذا الاستدلال ÙÙŠ مجلس آخر Ùاعترض بعض المعتزلة Ùقال : ما أنكرت على من قال لك : إن هذا الدليل إنما هو على من زعم أن الشرعيات علل موجبة كعلل العقليات ØŒ وليس ÙÙŠ الÙقهاء من يذهب إلى ذلك ØŒ وإنما يذهبون إلى انها سمات وعلامات غير موجبة لكنها دالة على الØكم ØŒ ومنبئة عنه ØŒ وإذا كانت سمات وعلامات لم يمتنع من تقدير خلا٠الØكم على الØادثة مع كونها على صÙاتها ØŒ وذلك مسقط لما اعتمدت عليه . قال الشيخ أيده الله : Ùقلت له : ليس مناقضة الÙقهاء الذين أومأت إليهم Øجة عليَّ Ùيما اعتمدته ØŒ وقد ثبت أن Øقيقة القياس هو Øمل الشيء على نظيره ÙÙŠ الØكم بالعلة الموجبة له ÙÙŠ صاØبه ØŒ Ùإذا وضع هؤلاء القوم هذه السمة على غير الØقيقة Ùأخطأوا لم يخل خطأهم بموضع الاعتماد ØŒ مع أن الذي قدمته ÙŠÙسد هذا الاعتراض أيضاً ØŒ وذلك أن السمة والعلامة إذا كانت تدلّ على Øكم من الاَØكام ÙÙ…Øال وجودها ØŒ وهي لا تدلّ لاَنّ الدليل لا يصØÙ‘ أن يخرج عن Øقيقته ØŒ Ùيكون تارة دليلاً وتارة ليس بدليل ØŒ وإذا كنتم تزعمون أن العلامة هي صÙØ© من صÙات المØكوم عليه بالØكم الذي ورد به النص ØŒ Ùقد جرت مجرى العلة ÙÙŠ إستØالة وجودها مع عدم مدلولها ØŒ كما يستØيل وجود العلة مع عدم معلولها ØŒ وليس بين الاَمرين Ùصل. Ùخلط هذا الرجل تخليطاً بيّناً ثم ثاب إليه Ùكره ØŒ Ùقال : هذه السمات عندنا سمعية طارئة على الØوادث ØŒ ولسنا نعلمها عقلاً ولا اضطراراً وإنما نعلمها سمعاً وبدليل السمع ØŒ وعندنا مع ذلك أن العلل السمعية والاَدلة السمعية قد تخرج Ø£Øياناً عن مدلولها ومعلولها ØŒ وهي كالاَخبار العامة التي تدل على استيعاب الجنس بإطلاقها ØŒ ثم تكون خاصة عند قرائنها ØŒ وهذا Ùرق بين الاَمور العقلية والسمعية. قال الشيخ أيده الله : Ùقلت له : إن كانت هذه السمات سمعية طارئة على الØوادث ØŒ وليست من صÙاتها اللازمة لها ØŒ وإنما هي معان متجددة Ùيجب أن يكون الطريق إليها السمع خاصة دون العقل والاÙستنباط ØŒ لاَنها Øينئذ٠تجري مجرى الاَسماء التي هي الاَلقاب ØŒ Ùلا يصل عاقل إلى Øقائقها إلاّ بالسمع الوارد بها ØŒ ولو كان ورد بها سمع لبطل القياس ØŒ لاَنّه كان Øينئذ٠يكون نصاً على الØمل ØŒ كقول اقطعوا زيداً Ùقد سرق من Øرز ØŒ وإنّما استØÙ‚ القطع لاَنّه سرق من Øرز لا لغير ذلك من شيء يضاد هذا الÙعل أو يقاربه ØŒ وهذا نص على قطع كل سارق من Øرز إذا كان التقييد Ùيه على ما بيناه . Ùإن كنتم تذهبون ÙÙŠ القياس إلى ما ذكرناه Ùالخلا٠بيننا وبينكم ÙÙŠ الاسم دون المعنى ØŒ والمطالبة لكم بعده بالنصوص الواردة ÙÙŠ سائر ما استعملتم Ùيه القياس ØŒ Ùإن ثبت لكم زال المراء بيننا وبينكم ØŒ وإن لم يثبت علمتم أنكم إنما تدÙعون عن مذاهبكم بغير أصل معتمد ØŒ ولا برهان يلجأ إليه. Ùقال : لسنا نقول إن النص قد ورد ÙÙŠ الاÙصول Øسبما ذكرت ØŒ وإنما ندرك السمات بضرب٠من الاستخراج والتأمل . قال الشيخ أيده الله : Ùقلت : هذا هو الذي يعجز عنه كل Ø£Øد إلاّ أن يلجأإلى استخراج عقلي ØŒ وقد Ø£Ùسدنا ذلك Ùيما سل٠، والآن Ùإن كنت صادقاً Ùتعاط ذلك ØŒ Ùإن قدرت عليه أقررنا لك بالقياس الذي أنكرناه ØŒ وإن عجزت عنه بأن ما Øكمناه به عليك من دÙاعك عن الاَصل المعرو٠. Ùقال : لا يلزمني ذكر طريق الاستخراج ØŒ وجعل يضجع ÙÙŠ الكلام ØŒ وبان عجزه . Ùقال أبو بكر بن الباقلاني : لسنا نقول هذه العلامات مقطوع بها ØŒ ولا معلومة Ùنذكر طريق استخراجها ØŒ ولكن الذي أذهب إليه وهو مذهب هذا الشيخ ØŒ وأومأ إلى الاَول القول بغلبة الظن ÙÙŠ ذلك ØŒ Ùما غلب ÙÙŠ ظنّي عملت عليه وجعلته سمة وعلامة ØŒ وإن غلب ÙÙŠ ظن غيري سواه وعمل عليه أصاب ولم يخطىء ØŒ وكل مجتهد مصيب Ùهل معك شيء على هذا المذهب ØŸ Ùقلت : هذا أضع٠من جميع ما سل٠وأوهن ØŒ وذلك أنّه إذا لم يكن لله تعالى دليل على المعنى ولا السمة وإنما تعبدك على ما زعمت بالعمل على غلبة الظن ØŒ Ùلا بد أن يجعل لغلبة الظن سبباً ØŒ وإلاّ لم ÙŠØصل ذلك ÙÙŠ الظن ولم يكن لغلبته طريق ØŒ وهب أنا سلمنا لك التعبد بغلبة الظن ÙÙŠ الشريعة ØŒ ما الدليل على أنه قد يغلب Ùيما زعمت ØŸ وما السبب الموجب له أرناه ØŸ Ùإنا نطالبك به كما طالبنا هذا الرجل بجهة الاستخراج للسمة ØŸ والعلّة السمعية كما وص٠Ùإن أوجدتنا ذلك ساغ لك ØŒ وإن لم توجدناه بطل ما اعتمدت عليه . Ùقال : أسباب غلبة الظن معروÙØ© وهي كالرجل الذي يغلب ÙÙŠ ظنه إن سلك هذا الطريق نجا وإن سلك غيره هلك ØŒ وإن اتجر ÙÙŠ ضرب من المتاجر Ø±Ø¨Ø ØŒ وإن اتجر ÙÙŠ غيره خسر ØŒ وإن ركب إلى ضيعة والسماء متغيمة مطر ØŒ وإن ركب وهي مصØية سلم ØŒ وإن شرب هذا الدواء انتÙع ØŒ وإن عدل إلى غيره استضر ØŒ وما أشبه ذلك ØŒ ومن خالÙني ÙÙŠ أسباب غلبة الظن Ù‚Ø¨Ø ÙƒÙ„Ø§Ù…Ù‡. Ùقلت له : إن هذا الذي أوردته لا نسبة بينه وبين الشريعة وأØكامها ØŒ وذلك أنه ليس شيء منه إلاّ وللخلق Ùيه عادة وبه معرÙØ© ØŒ Ùإنما يغلب ظنونهم Øسب عاداتهم ØŒ وإمارات ذلك ظاهرة لهم ØŒ والعقلاء يشتركون ÙÙŠ أكثرها وما اختلÙوا Ùيه Ùلاختلا٠عاداتهم خاصة ØŒ وأما الشريعة Ùلا عادة Ùيها ولا إمارة من درية ومشاهدة ØŒ لاَن النصوص قد جاءت Ùيها باختلا٠المتÙÙ‚ ÙÙŠ صورته وظاهر معناه ØŒ واتÙاق المختل٠ÙÙŠ الØكم ØŒ وليس للعقول ÙÙŠ رÙع Øكم منها وإيجابه مجال ØŒ وإذا لم يك Ùيها عادة بطل غلبة الظن Ùيها. ألاّ ترى أنه من لا عادة له بالتجارة ولا سمع بعادة الناس Ùيها ØŒ لا ÙŠØµØ Ø£Ù† يغلب ظنه ÙÙŠ نوع منها Ø¨Ø±Ø¨Ø Ø£Ùˆ خسران ØŒ ومن لا معرÙØ© له بالطرقات ولا باغيارها ØŒ ولا له عادة ÙÙŠ ذلك ولا سمع بعادة أهلها ØŒ Ùليس يغلب ظنّه بالسلامة ÙÙŠ طريق دون طريق. ولو قدرنا وجود من لا عادة له بالمطر ØŒ ولا سمع بالعادة Ùيه ØŒ لم ÙŠØµØ Ø£Ù† يغلب ÙÙŠ ظنه مجيء المطر عند الغيم دون الصØÙˆ ØŒ وإذا كان الاَمر كما بيّناه وكان الاÙتÙاق Øاصلاً على أنه لا عادة ÙÙŠ الشريعة للخلق بطل ما ادعيت من غلبة الظن ØŒ وقمت مقام الاَول ÙÙŠ الاقتصار على الدعوى . Ùقال : هذا الآن رد على الÙقهاء كلّهم وتكذيب لهم Ùيما يدعونه من غلبة الظن ومن صار إلى تكذيب الÙقهاء كلّهم قبØت مناظرته . Ùقلت له : ليس كل الÙقهاء يذهب مذهبك ÙÙŠ الاعتماد ÙÙŠ المعاني والعلل على غلبة الظن ØŒ بل أكثرهم يزعم أنه يصل إلى ذلك بالاستدلال والنظر ØŒ Ùليس كلامنا رداً على الجماعة وإنما هو ردّ عليك وعلى Ùرقتك خاصة ØŒ Ùإن كنت تقشعر من ذلك Ùما ناظرناك إلا له ØŒ ولا خالÙناك إلا من أجله ØŒ مع أن الدليل إذا أكذب أكذب الجماعة Ùلا Øرج علينا ÙÙŠ ذلك ولا لوم ØŒ بل اللوم لهم إذا صاروا إلى ما تدل الدلائل على بطلانه وتشهد بÙساده. وليس قولي : إنكم معشر المتÙقهة تدعون غلبة الظن ØŒ وليس الاَمر كذلك بأعجب من قولك ÙˆÙرقتك إن الشيعة والمعتزلة وأكثر المرجئة ØŒ وجمهور الخوارج Ùيما يدعون العلم به من مذهبهم ÙÙŠ التوØيد والعدل مبطلون كاذبون مغرورون ØŒ وإنهم ÙÙŠ دعواهم العلم بذلك جاهلون ØŒ Ùأي شناعة تلزم Ùيما وصÙت به أصØابك مع الدليل الكاش٠عن ذلك ØŒ Ùلم يأت بشيء(2). ____________ (1) هو : Ù…Øمد بن الطيب بن Ù…Øمد ØŒ أبو بكر القاضي المعرو٠بابن الباقلاني ØŒ المتكلم على مذهب الاَشعري من أهل البصرة وولد Ùيها سنة 338 هـ ØŒ له بعض التصاني٠، وقيل : إنه انتهت إليه الرياسة ÙÙŠ مذهب الاَشاعرة ØŒ ووجهه عضد الدولة سÙيراً عنه إلى ملك الروم ØŒ Ùجرت له ÙÙŠ القسطنطينية مناظرات مع علماء النصرانية بين يدي ملكها ØŒ من كتبه إعجاز القرآن ØŒ ومناقب الاَئمة ØŒ والملل والنØÙ„ ØŒ سكن بغداد وتوÙÙŠ Ùيها سنة403هـ. راجع ترجمته ÙÙŠ : تاريخ بغداد للخطيب : ج 5 ص 379 ØŒ ÙˆÙيات الاَعيان : ج 4 ص 269 ترجمة رقم : 608 ØŒ الاَعلام للزركلي : ج7 ص46 . (2) الÙصول المختارة للشيخ المÙيد : ص 50 Ù€ 55 .
|