مناظرة الشيخ المÙيد مع الورثاني ÙÙŠ مسألة شورى النبي صلى الله عليه وآله لأصØابه
القسم: مناظرات عقائدية | 2009/08/20 - 02:22 AM | المشاهدات: 3669
مناظرة الشيخ المÙيد مع الورثاني ÙÙŠ مسألة شورى النبي صلى الله عليه وآله لأصØابه ومن كلام الشيخ Ù€ أدام الله عزّه Ù€ أيضاً ÙÙŠ دار الشري٠أبي عبدالله Ù…Øمد بن Ù…Øمد بن طاهر رØمه الله ØŒ ÙˆØضر رجل من المتÙقهة يعرÙ
بالورثاني وهو من Ùهمائهم ØŒ Ùقال له الورثاني : أليس من مذهبك أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان معصوماً من الخطأ ØŒ مبرأ من الزلل، مأموناً عليه من السهو والغلط ØŒ كاملاً بنÙسه غنياً عن رعيته. Ùقال له الشيخ Ù€ أيده الله Ù€ : بلى كذلك كان صلى الله عليه وآله . قال له : Ùما تصنع ÙÙŠ قول الله جلّ جلاله : ( وَشَاوÙرْهÙÙ… ÙÙŠ الاَمرÙÙَإذا عَزَمتَ Ùَتَوكّل عَلى الله٠)(1) أليس قد أمره الله بالاستعانة بهم ÙÙŠ الرأي وأÙقره إليهم، Ùكي٠يصØÙ‘ لك ما ادّعيت مع ظاهر القرآن وما Ùعل النبي صلى الله عليه وآله . Ùقال له الشيخ Ù€ أدام الله عزّه Ù€ : إن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يشاور أصØابه Ù„Ùقر منه إلى آرائهم ولØاجة٠دعته إلى مشورتهم من Øيث ظننت وتوهّمت ØŒ بل لاَمر آخر أنا أذكره لك بعد الاÙÙŠØ¶Ø§Ø Ø¹Ù…Ù‘Ø§ أخبرتك به، وذلك أنّا قد علمنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان معصوماً من الكبائر والصغائر وإن خالÙت أنت ÙÙŠ عصمته من الصغائر، وكان أكمل الخلق باتّÙاق أهل الملّة وأØسنهم رأياً وأوÙرهم عقلاً وأكملهم تدبيراً، وكانت المواد بينه وبين الله سبØانه متّصلة والملائكة تتواتر عليه بالتوÙيق من الله عزّ وجلّ ØŒ والتهذيب والاÙنباء له عن المصالØØŒ وإذا كان بهذه الصÙات لم ÙŠØµØ Ø£Ù† يدعو داع إلى اقتباس الرأي من رعيته ØŒ لاَنّه ليس Ø£Øد منهم إلا وهو دونه ÙÙŠ سائر ما عددناه ØŒ وإنّما يستشير الØكيم غيره على طريق الاÙستÙادة والاÙستعانة برأيه إذا تيقن أنّه Ø£Øسن رأياً منه وأجود تدبيراً وأكمل عقلاً أو ظن ذلك، Ùأمّا إذا Ø£Øاط علماً بأنّه دونه Ùيما وصÙناه لم يكن للاÙستعانة ÙÙŠ تدبيره برأيه معنى ØŒ لاَن الكامل لا ÙŠÙتقر إلى الناقص Ùيما ÙŠØتاج Ùيه إلى الكمال، كما لا ÙŠÙتقر العالم إلى الجاهل Ùيما ÙŠØتاج Ùيه إلى العلم ØŒ والآية بينة يدل متضمنها على ذلك ØŒ ألا ترى إلى قوله تعالى : ( وَشَاوÙرْهÙÙ… ÙÙŠ الاَمرÙÙَإذا عَزَمتَ Ùَتَوكّل عَلى الله٠)(2)Ùعلق وقوع الÙعل بعزمه دون رأيهم ومشورتهم، ولو كان إنّما أمره بمشورتهم للاÙستقÙاء برأيهم لقال له : Ùإذا شاروا عليك Ùاعمل ØŒ وإذا اجتمع رأيهم على شيء Ùأمضه، Ùكان تعلق Ùعله بالمشورة دون العزم الذي يختص به ØŒ Ùلما جاء الذكر بما تلوناه سقط ما توهمته، Ùأمّا وجه دعائهم إلى المشورة عليه صلى الله عليه وآله Ùإن الله أمره أن يتألÙهم بمشورتهم ØŒ ويعلمهم بما يصنعونه عند عزماتهم ØŒ ليتأدّبوا بآداب الله عزّ وجلّ، Ùاستشارهم لذلك لا للØاجة إلى آرائهم ØŒ على أن ها هنا وجهاً آخر بيّناً وهو : إن الله سبØانه أعلمه أن ÙÙŠ Ø£Ùمّته من يبتغي له الغوائل ويتربص به الدوائر، ويÙسرّ٠خلاÙÙ‡ ويبطن مقته ويسعى ÙÙŠ هدم أمره ويناقضه ÙÙŠ دينه ØŒ ولم يعرÙÙ‡ بأعيانهم ولا دلَّه عليهم بأسمائهم ØŒ Ùقال عزّ اسمه : ( ÙˆÙŽÙ…ÙÙ† أهل٠المَدينة٠مَرَدÙوا على النّÙÙاق لا تَعلَمÙÙ‡ÙÙ… Ù†ØÙ† نَعلَمÙÙ‡ÙÙ… سَنÙعَذّÙبهم مَرَّتين ثمَّ ÙŠÙردّÙونَ إلى عَذَاب٠عظيم٠)(3) وقال جلّ اسمه : ( وإذا مَا Ø£ÙنزÙلَتْ سÙورةٌ نَظَرَ بعضهم إلى بعض٠هَل يَراكم Ù…ÙÙ† Ø£Øد٠ثمَّ انصرÙوا صَرَÙÙŽ الله قلوبَهÙÙ… بÙأنَّهم قومٌ لا ÙŠÙŽÙÙ‚ÙŽÙ‡Ùونَ )(4)وقال تبارك اسمه : ( ÙŠÙŽØÙ„ÙÙÙونَ Ù„ÙŽÙƒÙÙ… Ù„Ùتَرْضوا عنهم Ùَإنْ تَرضوا عنهم Ùإنَّ اللهَ لا يرضى عن القوم الÙاسÙقين )(5)وقال : ( ÙˆÙŽÙŠÙŽØÙ„ÙÙونَ بالله٠إنَّهم لمنكم وَمَا هم منكم وَلكنَّهم قومٌ ÙŠÙŽÙرقÙون )(6)وقال عزّ من قائل : ( وإذا رَأيتَهم تÙعجبك أجسَامهÙÙ… وَإن يَقولÙوا تَسمع Ù„ÙقولÙهم كَأَنَّهم Ø®ÙØ´Ùبٌ Ù…Ùسَنَّدةٌ ÙŠÙŽØسَبونَ ÙƒÙلَّ صيØة٠عليهم Ù‡Ùم٠العَدوّ٠ÙَاØذرهم قَاتَلَهم الله٠أنّى ÙŠÙؤÙَكونَ ) (7)وقال جلّ جلاله : ( وإذا قَاموا إلى الصلاة قامÙوا ÙƒÙسالى ÙŠÙرآؤÙÙ† الناسَ وَلا يَذكرون اللهَ إلاَّ قَليلاً )(8)وقال تعالى : ( وَلا يَأتونَ الصلاةَ إلاَّ ÙˆÙŽÙ‡ÙÙ… ÙƒÙسالى وَلا ÙŠÙÙ†ÙÙقونَ إلاَّ وهم كارÙÙ‡Ùون )(9)ثمَّ قال سبØانه بعد أن أنبأه عنهم ÙÙŠ الجملة : ( ÙˆÙŽÙ„ÙŽÙˆ نَشاء٠لاَرَيناكَهÙÙ… ÙَلَعرÙتَهم بÙسÙيماهÙÙ… ولتعرÙÙَنَّهم ÙÙŠ Ù„Øن٠القول )(10)Ùدلَّه عليهم بمقالهم وجعل الطريق إلى معرÙتهم ما يظهر من Ù†Ùاقهم ÙÙŠ Ù„ØÙ† قولهم . ثمّ أمره بمشورتهم ليصل بما يظهر منهم إلى علم باطنهم، Ùإن Ø§Ù„Ù†Ø§ØµØ ØªØ¨Ø¯Ùˆ نصيØته ÙÙŠ مشورته، والغاش المناÙÙ‚ يظهر ذلك ÙÙŠ مقاله، Ùاستشارهم صلى الله عليه وآله لذلك، ولاَنّ الله جلّ جلاله جعل مشورتهم الطريق إلى معرÙتهم ØŒ ألا ترى أنّهم لما أشاروا ببدر عليه صلى الله عليه وآله ÙÙŠ الاَسرى Ùصدرت مشورتهم عن نيات مشوبة ÙÙŠ نصيØته Ùكش٠الله تعالى ذلك له وذمهم عليه وأبان عن إدغالهم Ùيه، Ùقال جلّ وتعالى: ( مَا كانَ لنبيّ٠أن يكونَ لَه٠أسرَى Øتى ÙŠÙثخÙÙ†ÙŽ ÙÙŠ الاَرض تÙريدونَ عَرضَ الدّÙنيا والله٠يÙريد٠الآخرةَ والله٠عزيزٌ Øَكيمٌ ØŒ لولا ÙƒÙتابٌ من الله٠سَبَقَ لَمَسَّكم Ùيما أَخَذتÙÙ… عَذابٌ عظيمٌ )(11)Ùوجه التوبيخ إليهم والتعني٠على رأيهم وأبان لرسوله صلى الله عليه وآله عن Øالهم ØŒ Ùيعلم أن المشورة لهم لم تكن للÙقر إلى آرائهم وإنّما كانت لما ذكرناه. Ùقال شيخ من القوم يعر٠بالجراØÙŠ وكان Øاضراً : يا سبØان الله ! أترى أن أبا بكر وعمر كانا من أهل النÙاق ØŸ كلا ما نظن أنك أيدك الله تطلق هذا ØŒ وما رأينا أن النبي صلى الله عليه وآله استشار ببدر غيرهما، Ùإن كانا هما من المناÙقين Ùهذا ما لا نصبر عليه ولا نقوى على استماعه ØŒ وإن لم يكونا من جملة أهل النÙاق Ùاعتمد على الوجه الاَوّل، وهو أن النبي صلى الله عليه وآله أراد أن يتألّÙهم بالمشورة ويعلمهم كي٠يصنعون ÙÙŠ Ø£Ùمورهم . Ùقال له الشيخ Ù€ أدام الله عزّه Ù€ : ليس هذا من الØجاج أيها الشيخ ÙÙŠ شيء وإنّما هو استكبار واستعظام معدول به عن الØجة والبرهان ØŒ ولم نذكر إنساناً بعينه وإنما أتينا بمجمل من القول ÙÙصله الشيخ وكان غنياً عن تÙصيله . ÙØµØ§Ø Ø§Ù„ÙˆØ±Ø«Ø§Ù†ÙŠ وأعلى صوته Ø¨Ø§Ù„ØµÙŠØ§Ø ÙŠÙ‚ÙˆÙ„ : الصØابة أجلّ قدراً من أن يكونوا من أهل النÙاق وسيما الصديق والÙاروق، وأخذ ÙÙŠ كلام Ù†ØÙˆ هذا من كلام السوقة والعامّة وأهل الشغب والÙتن. Ùقال الشيخ Ù€ أدام الله عزّه Ù€ : دع عنك الضجيج وتخلص مما أوردته عليه من البرهان واØتل لنÙسك وللقوم Ùقد بان الØقّ وزهق الباطل بأهون سعي والØمدلله(12). ____________ (1) سورة آل عمران : الآية 159 . (2) سورة آل عمران : الآية 159 . (3) سورة التوبة : الآية 101 . (4) سورة التوبة: الآية 127 . (5) سورة التوبة : الآية 96 . (6) سورة التوبة : الآية 56 . (7) سورة المناÙقون : الآية 4 . (8) سورة النساء : الآية 142 . (9) سورة التوبة : الآية 54 . (10) سورة Ù…Øمد : الآية 30 . (11) سورة الاَنÙال: الآية 67 Ù€ 68 . (12) الÙصول المختارة: ج1 ص11 Ù€ 14ØŒ بØار الاَنوار للمجلسي: ج10 ص414 Ù€ 417 Ø6.
|