مناظرة الشيخ المÙيد مع بعضهم ÙÙŠ علة استتار الإمام الهدي عليه السلام
القسم: مناظرات عقائدية | 2009/08/20 - 02:18 AM | المشاهدات: 3588
مناظرة الشيخ المÙيد مع بعضهم ÙÙŠ علة استتار الإمام الهدي عليه السلام قال الشري٠المرتضى عليه الرØمة : سئل الشيخ Ù€ أيده الله Ù€ Ùقيل له : أليس رسول الله صلى الله عليه وآله قد ظهر قبل استتاره ودعا
إلى Ù†Ùسه قبل هجرته ØŒ وكانت ولادته معروÙØ© ونسبه مشهوراً وداره معلومة، هذا مع الخبر عنه ÙÙŠ الكتب الاÙولى والبشارة به ÙÙŠ صØ٠إبراهيم وموسى عليه السلام وإدراك قريش وأهل الكتاب علاماته ومشاهداتهم لدلائل نبوته وأعلام عواقبه، Ùكي٠لم يخ٠مع ذلك على Ù†Ùسه ولا أمر الله أباه بستر ولادته ØŒ ÙˆÙرض عليه إخÙاء أمره كما زعمتم أنّه Ùرض ذلك على أبي الاÙمام لما كان المنتظر عندكم من بين الاَئمة والمشار إليه بالقيام بالسي٠دون آبائه، Ùأوجب ذلك على ما ادّعيتموه واعتللتم به ÙÙŠ الÙرق بين آبائه وبينه ÙÙŠ الظهور على خبره وكتم ولادته والستر عن الاَنام شخصه، وهل قولكم ÙÙŠ الغيبة مع ما وصÙناه من Øال النبي صلى الله عليه وآله إلاّ Ùاسد متناقض ØŸ جواب : Ù€ يقال إنّ المصلØØ© لا تكون من جهة القياس ØŒ ولا تعر٠أيضاً بالتوهّم ØŒ ولا يتوصل إليها بالنظائر والاَمثال ØŒ وإنّما تعلم من جهة علاّم الغيوب المطّلع على الضمائر العالم بالعواقب الذي لا تخÙÙ‰ عليه السرائر، Ùليس ننكر أن يكون الله سبØانه قد علم من Øال رسول الله صلى الله عليه وآله ØŒ مع جميع ما شرØتم أنّه لا يقدم عليه Ø£Øد ولا يؤثر ذلك منه ØŒ إمّا لخو٠من الاÙقدام على ذلك ØŒ أو لشك Ùيما قد سمعوه من وصÙÙ‡ ØŒ أو لشبهة عرضت لهم ÙÙŠ الرأي Ùيه، Ùتدبير الله سبØانه له ÙÙŠ الظهور على خلا٠تدبير الاÙمام المنتظر لاختلا٠الØالين. ويدل على ما بيناه ÙˆÙŠÙˆØ¶Ø Ø¹Ù…Ø§ ذكرناه أنّه لم يتعرض Ø£Øد من عبدة الاَوثان ØŒ ولا أهل الكتاب ولا Ø£Øد من ملوك العرب والÙرس مع ما قد اتّصل بهم من البشارة بالنبي صلى الله عليه وآله لاَØد من آباء الرسول صلى الله عليه وآله بالاÙخاÙØ©ØŒ ولا لاستبراء واØدة من Ø£Ùمهاته لمعرÙØ© الØمل به ØŒ ولا قصدوا الاÙضرار به ÙÙŠ Øال الولادة ولا طول زمانه إلى أن صدع بالرسالة . ولا خلا٠أنّ الملوك من ولد العبّاس لم يزالوا على الاÙخاÙØ© لآباء الاÙمام وخاصة ما جرى من أبي جعÙر المنصور مع الصادق عليه السلام ØŒ وما صنعه هارون بأبي الØسن موسى بن جعÙر الكاظم عليه السلام Øتى هلك ÙÙŠ Øبسه ببغداد، وما قصد المتوكّل بأبي الØسن العسكري عليه السلام جد الاÙمام Øتى أشخصه من الØجاز ÙØبسه عنده بسر من رأى ØŒ وكذلك جرى أمر أبي Ù…Øمد الØسن عليه السلام بعد أبيه إلى أن قبضه الله تعالى . ثم كان من أمر المعتمد بعد ÙˆÙاة أبي Ù…Øمد عليه السلام ما لم يخ٠على Ø£Øد من Øبسه لجواريه والمسائلة عن Øالهنّ ÙÙŠ الØمل، واستبراء أمرهنّ عندما اتÙقت كلمة الاÙمامية على أنّ القائم هو ابن الØسن عليه السلام Ùظنّ المعتمد أنّه يظÙر به Ùيقتله ويزيل طمعهم ÙÙŠ ذلك ØŒ Ùلم يتمكن من مراده وبقي بعض جواري أبي Ù…Øمد عليه السلام ÙÙŠ الØبس أشهراً كثيرة، Ùدلّ بذلك على الÙرق بين Øال النبي صلى الله عليه وآله ÙÙŠ مولده وبين الاÙمام عليه السلام على ما قدمناه بما ذكرناه وشرØناه . وشيء آخر وهو أنّ الخو٠قد كان مأموناً على رسول الله صلى الله عليه وآله من بني هاشم وبني عبد المطلب وجميع أهل بيته وأقاربه، لاَنّ الشر٠المتوقع له بالنبوّة كان شرÙهم والمنزلة التي تØصل له بذلك Ùهي تختص بهم، وعلمهم بهذه الØال يبعثهم على صيانته ÙˆØÙظه وكلائته ليبلغ الرتبة التي يرجونها له Ùينالون بها أعلى المنازل ويملكون بها جميع العالم . وأمّا البعداء منهم ÙÙŠ النسب Ùيعجزون عن إيقاع الضرر به لموضع أهل بيته ومنعهم منه وعلمهم بØالهم وأنّهم أمنع العرب جانباً وأشدهم بأساً وأعزهم عشيرة، Ùيصدهم ذلك عن التعرض له ويمنع من خطوره ببالهم، وهذا Ùصل بين Øال النبي صلى الله عليه وآله Ùيما يوجب ظهوره مع انتشار ذكره والبشارة به، وبين الاÙمام Ùيما يجوز استتاره وكتم أمر ولادته، وهذا بيّن لمن تدبره. وشيءٌ آخر وهو أنّ ملوك العجم ÙÙŠ زمان مولد النبي صلى الله عليه وآله لم يكونوا يكرهون مجيء نبي يدعو إلى شرع مستأن٠، ولا يخاÙون بمجيئه على أنÙسهم ولا على ملكهم ØŒ لاَنّهم كانوا ينوون الاÙيمان به والاتباع له، وقد كانت اليهود تستÙØªØ Ø¨Ù‡ على العرب وترجو ظهوره كما قال الله عزّ وجلّ : ( Ùلمّا جآءهم ما عرÙوا ÙƒÙروا به )(1) وإنّما Øصل للقوم الخلا٠عليه والاÙباء له بنية تجددت لهم عند مبعثه . ولم يجر أمر الاÙمام المنتظر عليه السلام هذا المجرى بل المعلوم من Øال جميع ملوك زمان مولده ومولد آبائه، خلا٠ذلك من اعتقادهم Ùيمن ظهر منهم يدعو إلى إمامة Ù†Ùسه أو يدعو إليه داع سÙÙƒ دمه واستئصال أهله وعشيرته ØŒ وهذا أيضاً Ùرق بين الاَمرين . وشيء آخر وهو أن رسول الله صلى الله عليه وآله مكث ثلاث عشرة سنة يدعو بمكّة إلى دينه والاعترا٠بالوØدانية وبنبوته ØŒ ويسÙّه من خالÙÙ‡ ويضلّلهم ويسب آلهتهم، Ùلم يقدم Ø£Øد منهم على قتله ولا رام ذلك ولا استقام لهم Ù†Ùيه عن بلادهم ولا Øبسه ولا منعه من دعوته، ونØÙ† نعلم علماً يقيناً لا يتخالجنا Ùيه الشك بأنّه لو ظن Ø£Øد من ملوك هذه الاَزمان ببعض آل أبي طالب أنّه ÙŠØدث Ù†Ùسه بادّعاء الاÙمامة بعد مدة طويلة، لسÙÙƒ دمه دون أن يعلم ذلك ويتØققه Ùضلاً عن أن يراه ويجده. وقد علم أهل العلم كاÙØ© أنّ أكثر من Øبس ÙÙŠ السجون من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وقتل بالغيلة إنّما Ùعل به ذلك على الظنة والتهمة دون اليقين والØقيقة، ولو لم يكن Ø£Øد منهم Øلَّ به ذلك إلاّ موسى بن جعÙر عليهما السلام لكان كاÙياً ØŒ ومن تأمّل هذه الاَÙمور وعرÙها ÙˆÙكر Ùيما ذكرناه وتبيّنه انكش٠له الÙرق بين النبي وبين الاÙمام Ùيما سأل عنه هؤلاء القوم ولم يتخالجه Ùيه ارتياب والله الموÙÙ‚ للصواب . وبهذا النØÙˆ يجب أن يجاب من سأل Ùقال : أليس الرسول صلى الله عليه وآله قد ظهر ÙÙŠ أوّل أمره وعرÙت العامة والخاصة وجوده ثم استتر بعد ذلك عند الخو٠على Ù†Ùسه ØŒ Ùقد كان يجب أن يكون تدبير الاÙمام ÙÙŠ ظهوره واستتاره كذلك، مع أنّ الاتÙاقات ليس عليها قياس ØŒ ÙˆØ§Ù„Ø§ÙŽÙ„Ø·Ø§Ù ÙˆØ§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø ØªØ®ØªÙ„Ù ÙÙŠ أنÙسها ولا تÙدرك Øقائقها إلاّ بسمع يرد عن عالم الخÙيات ØŒ جلّت عظمته Ùلا يجب أن نسلك ÙÙŠ معرÙتها طريق الاعتبار . وليس يستتر هذا الباب إلاّ على من قلّ علمه بالنظر وبَعÙد عنه الصواب والله نستهدي إلى سبيل الرشاد(2). ____________ (1) سورة البقرة : الآية 89 . (2) الÙصول المختارة للمÙيد : ص 266 Ù€ 269 .
|