مناظرة الشيخ المÙيد مع أبي بكر بن صراما
القسم: مناظرات عقائدية | 2009/08/20 - 02:09 AM | المشاهدات: 4207
مناظرة الشيخ المÙيد مع أبي بكر بن صراما Øضر الشيخ المÙيد مجلس أبي منصور بن المرزبان وكان بالØضرة جماعة من متكلّمي المعتزلة ØŒ Ùجرى كلام وخوض ÙÙŠ شجاعة الامام Ù€ عليه السلام. Ùقال أبو بكر بن صراما : عندي أنّ أبا بكر الصدّيق كان من شجعان العرب ومتقدّميهم ÙÙŠ الشجاعة ! Ùقال الشيخ Ù€ أدام الله عزّه Ù€ : من أين Øصل ذلك عندك ØŸ وبأي وجه عرÙته ØŸ Ùقال : الدليل على ذلك أنّه رأى قتال أهل الردّة ÙˆØده ÙÙŠ Ù†Ùر معه ØŒ وخالÙÙ‡ على رأيه ÙÙŠ ذلك جمهور الصØابة وتقاعدوا عن نصرته. Ùقال : أما والله لو منعوني عقالاً لقاتلتهم ØŒ ولم يستوØØ´ من اعتزال القوم له ØŒ ولا ضعّ٠ذلك Ù†Ùسه ØŒ ولا منعه من التصميم على Øربهم ØŒ Ùلولا أنّه كان من الشجاعة على Øدّ يقصر الشجعان عنه لما أظهر هذا القول عند خذلان القوم له ! Ùقال الشيخ Ù€ أدام الله عزّه Ù€ : ما أنكرت على من قال لك : إنّك لم تلجأ إلى معتمد عليه ÙÙŠ هذا الباب ØŒ وذلك أنّ الشجاعة لا تعر٠بالØسّ لصاØبها Ùقط ولا بادّعائها ØŒ وإنّما هي شيء ÙÙŠ الطبع يمدّه الاكتساب ØŒ والطريق إليها Ø£Øد الامرين : إمّا الخبر عنها من جهة علاّم الغيوب المطّلع على الضمائر جلّت عظمته ØŒ Ùيعلم خلقه Øال الشجاع وإن لم يبد٠منه Ùعل يستدل به عليها. والوجه الاخر : أن يظهر منه Ø£Ùعال يعلم بها Øاله كمبارزة الاقران ØŒ ومقاومة الشجعان ØŒ ومنازلة الابطال ØŒ والصبر عند اللّقاء ØŒ وترك الÙرار عند تØقّق القتال ØŒ ولا يعلم ذلك أيضا بأوّل وهلة (1) ØŒ ولا بواØدة من الÙعل Øتّى يتكرّر ذلك على Øدّ يتميّز به صاØبه ممن Øصل له ذلك اتّÙاقا ØŒ أو على سبيل الهوج (2) والجهل بالتدبير ØŒ وإذا كان الخبر عن الله سبØانه بشجاعة أبي بكر معدوما وكان هذا الÙعل الدالّ على الشجاعة غير موجود للرجل Ùكي٠يجوز لعاقل أن يدّعي له الشجاعة بقول قاله ليس من دلالتها ÙÙŠ شيء عند Ø£Øد من أهل النظر والتØصيل ØŸ لاسيّما ودلائل جبنه وهلعه (3) وخوÙÙ‡ وضعÙÙ‡ أظهر من أن ÙŠØتاج Ùيها إلى التأمّل ØŒ وذلك أنّه لم يبارز قطّ قرنا (4) ولا قاوم بطلاً ولا سÙÙƒ بيده دما ØŒ وقد شهد مع رسول الله Ù€ صلّى الله عليه وآله Ù€ مشاهده ØŒ Ùكان لكلّ Ø£Øد من الصØابة أثر ÙÙŠ الجهاد إلاّ له ØŒ ÙˆÙرّ ÙÙŠ يوم Ø£Øد ØŒ وانهزم ÙÙŠ يوم خيبر ØŒ وولّى الدبر يوم التقى الجمعان ØŒ وأسلم رسول الله Ù€ صلّى الله عليه وآله Ù€ ÙÙŠ هذه المواطن مع ما كتب الله عزّ وجلّ عليه من الجهاد ! Ùكي٠تجتمع دلائل الجبن ودلائل الشجاعة لرجل واØد ÙÙŠ وقت واØد لو لا أنّ العصبيّة تميل بالعبد إلى الهوى ØŸ وقال رجل من طيّاب الشيعة كان Øاضرا : عاÙاك الله أيّ دليل هذا ØŸ وكي٠يعتمد عليه وأنت تعلم أنّ الانسان قد يغضب Ùيقول : لو سامني السلطان هذا الامر ما قبلته ØŒ وإنّ عندنا لشيخا ضعي٠الجسم ØŒ ظاهر الجبن ØŒ يصلّي بنا ÙÙŠ مسجدنا Ùما ÙŠØدث أمر يضجره وينكره إلاّ قال : والله لاصبرنّ على هذا أو لاجاهدنّ Ùيه ولو اجتمعت Ùيه ربيعة ومضر !. Ùقال : ليس الدليل على الشجاعة ما ذكرت دون غيره ØŒ والّذي اعتمدنا عليه يدلّ كما يدلّ الÙعل والخبر ØŒ ووجه الدلالة Ùيه أنّ أبا بكر باتّÙاق لم يكن مؤو٠العقل ØŒ ولا غبيّا ناقصا ØŒ بل كان بالاجماع من العقلاء ØŒ وكان بالاتّÙاق جيّد الاراء ØŒ Ùلولا أنّه كان واثقا من Ù†Ùسه عالما بصبره وشجاعته لما قال هذا القول بØضرة المهاجرين والانصار وهو لا يأمن أن يقيم القوم على خلاÙÙ‡ Ùيخذلونه ØŒ ويتأخّرون عنه ويعجز هو لجبنه أن لو كان الامر على ما ادّعيتموه عليه Ùيظهر منه الخل٠ÙÙŠ قوله ØŒ وليس يقع هذا من عاقل Øكيم ØŒ Ùلمّا ثبتت Øكمة أبي بكر دلّ مقاله الّذي Øكيناه على شجاعته كما وصÙناه. Ùقال الشيخ Ù€ أدام الله عزّه Ù€ : ليس تسليمنا لعقل أبي بكر وجودة رأيه تسليما لما ادّعيت من شجاعته بما رويت عنه من القول ØŒ ولا يوجب ذلك ÙÙŠ عر٠ولا عقل ولا سنّة ولا كتاب ØŒ وذلك أنّه وإن كان ما ذكرت من الØكمة Ùليس يمنع أن يأتي بهذا القول من جبنه وخوÙÙ‡ وهلعه ليشجّع أصØابه ØŒ ويØضّ (5) المتأخّرين عنه على نصرته ØŒ ويØثّهم على جهاد عدوّه ØŒ ويقوي عزمهم ÙÙŠ معونته ØŒ ويصرÙهم عن رأيهم ÙÙŠ خذلانه ØŒ وهكذا تصنع الØكماء ÙÙŠ تدبيراتهم ØŒ Ùيظهرون من الصبر ما ليس عندهم ØŒ ومن الشجاعة ما ليس ÙÙŠ طبائعهم Øتّى يمتØنوا الامر وينظروا عواقبه ØŒ Ùإن استجاب المتأخّرون عنهم ونصرهم الخاذلون لهم وكلوا الØرب إليهم وعقلوا الكلÙØ© بهم ØŒ وإن أقاموا على الخذلان واتّÙقوا على ترك النصرة لهم والعدول عن معونتهم أظهروا من الرأي خلا٠ما سل٠، وقالوا : قد كانت الØال موجبة للقتال ØŒ وكان عزمنا على ذلك تامّا Ùلمّا رأينا أشياعنا وعامّة أتباعنا يكرهون ذلك أوجبت الضرورة إعÙاءهم ممّا يكرهون ØŒ والتدبير لهم بما يؤثرون ØŒ وهذا أمر قد جرت به عادة الرؤساء ÙÙŠ كلّ زمان ØŒ ولم يك تنقّلهم من رأي إلى رأي مسقطا لاقدارهم عند الانام ØŒ Ùلا ينكر أن يكون أبو بكر إنّما أظهر التصميم على الØرب Ù„Øثّ القوم على مواÙقته ÙÙŠ ذلك ØŒ ولم يبد لهم جزعه لئلاّ يزيد ذلك ÙÙŠ Ùشلهم ØŒ ويقوّي به رأيهم ØŒ واعتمد على أنّهم إن صاروا إلى أمره ونجع هذا التدبير ÙÙŠ تمام غرضه Ùقد بلغ المراد ØŒ وإن لم ينجع ذلك عدل عن الرأي الاوّل ! كما وصÙناه من Øال الرؤساء ÙÙŠ تدبيراتهم ØŒ على أنّ أبا بكر لم يقسم بالله تعالى ÙÙŠ قتال أهل الردّة بنÙسه ØŒ وإنّما أقسم بأنصاره الّذين اتّبعوه على رأيه ØŒ وليس ÙÙŠ يمينه بالله سبØانه لينÙذنّ خالدا وأصØابه ليصلوا بالØرب دليل على شجاعته ÙÙŠ Ù†Ùسه. وشيء آخر : وهو أنّ أبا بكر قال هذا القول عند غضبه لمباينة القوم له ØŒ ولا خلا٠بين ذوي العقول أنّ الغضبان يعتريه عند غضبه من هيجان الطباع ما ÙŠÙسد عليه رأيه Øتّى يقدم من القول على مالا ÙŠÙÙŠ به عند سكون Ù†Ùسه ØŒ ويعمل من الاعمال ما يندم عليه عند زوال الغضب عنه ØŒ ولا يكون وقوع ذلك منه دليلاً على Ùساد عقله ØŒ ووجوب إخراجه عن جملة أهل التدبير ØŒ وقد ØµØ±Ø Ø¨Ø°Ù„Ùƒ الرجل ÙÙŠ خطبته المشهورة عنه الّتي لا يختل٠اثنان Ùيها ØŒ وأصØابه خاصّة يصولون بها ØŒ ويجعلونها من Ù…Ùاخره ØŒ Øيث يقول : إنّ رسول الله Ù€ صلّى الله عليه وآله Ù€ خرج من الدنيا وليس Ø£Øد يطالبه بضربة سوط Ùما Ùوقها وكان Ù€ صلّى الله عليه وآله Ù€ معصوما من الخطأ ØŒ يأتيه الملائكة بالوØÙŠ ØŒ Ùلا تكلÙوني ما كنتم تكلّÙونه Ùإنّ لي شيطانا يعتريني عند غضبي ØŒ Ùإذا رأيتموني مغضبا Ùاجتنبوني ØŒ لا Ø£Ùوثر ÙÙŠ أشعاركم وأبشاركم (6) Ùقد أعذر هذا الرجل إلى القوم Ùيما يأتيه عند غضبه من قول ÙˆÙعل ØŒ ودلّهم على الØال Ùيه ØŒ Ùلذلك أمن من نكير المهاجرين والانصار عليه مقاله عند غضبه مع Ø¥Øاطة العلم منهم بما Ù„Øقه ÙÙŠ الØال من خلا٠المخالÙين عليه Øتّى بعثه على ذلك المقال ØŒ Ùلم يأت بشيء (7). ____________ (1) يقال : لقيته أول وهلة او واهلة أى أول شيء. (2) الهوج Ù…Øركة : الطيش والتسرع. (3) الهلع : الجبن عند اللقاء. (4) القرن بالكسر : نظيرك ÙÙŠ الشجاعة أو العلم. (5) Øضه على الامر : Øمله عليه وأغراه به. (6) تقدمت تخريجاته. (7) الÙصول المختارة ج1 ص85 Ù€ 89 ØŒ البØار ج10 ص436 Ø13.
|