مناظرة الشيخ المÙيد مع عمر ÙÙŠ المنام
القسم: مناظرات عقائدية | 2009/08/20 - 01:57 AM | المشاهدات: 3711
مناظرة الشيخ المÙيد مع عمر ÙÙŠ المنام عن الشيخ المÙيد أبي عبد الله Ù…Øمد بن Ù…Øمد النعمان Ù€ رضى الله عنه Ù€ قال : رأيت ÙÙŠ المنام سنة من السنين كأني قد اجتزت ÙÙŠ بعض
الطرق Ùرأيت Øلقة دائرة Ùيها أناس كثيرة ØŒ Ùقلت : ما هذا ØŸ Ùقالوا : هذه Øلقة Ùيها رجل يعظ. قلت : ومن هو ØŸ قالوا : عمر بن الخطاب ØŒ ÙÙرقت الناس ودخلت الØلقة Ùإذا أنا برجل يتكلم على الناس بشيء لم Ø£Øصله Ùقطعت عليه الكلام. وقلت : أيها الشيخ أخبرني ما وجه الدلالة على Ùضل صاØبك أبي بكر عتيق بن ابي Ù‚ØاÙØ© من قول الله تعالى : ( ثاني اثنيـن إذ همـا ÙÙ‰ الغار ) (2). Ùقال : وجه الدلالة على Ùضل أبي بكر ÙÙŠ هذه الاية على ستة مواضع : الاول : أن الله تعالى ذكر النبي Ù€ صلّى الله عليه وآله Ù€ وذكر أبابكر وجعله ثانيه ØŒ Ùقال : ( ثاني اثنين اذ هما ÙÙŠ الغار ). والثاني : وصÙهما بالاجتماع ÙÙŠ مكان واØد لتأليÙÙ‡ بينهما Ùقال : ( اذ هما ÙÙŠ الغار ). والثالث : أنه اضاÙÙ‡ إليه بذكر الصØبة Ùجمع بينهما بما تقتضي الرتبة Ùقال : ( اذ يقول لصاØبه ). والرابع : أنه أخبر عن Ø´Ùقة النبي Ù€ صلّى الله عليه وآله Ù€ ورÙقه به لموضعه عنده Ùقال : ( لا تØزن ). والخامس : أخبر أن الله معهما على Øد سواء ØŒ ناصراً لهما وداÙعاً عنهما Ùقال : ( ان الله معنا ). والسادس : أنه أخبر عن نزول السكينة على أبي بكر لان رسول الله Ù€ صلى الله عليه وآله Ù€ لم تÙارقه سكينته قط ØŒ قال : ( Ùأنزل الله سكينته عليه ) (3). Ùهذه ستة مواضع تدل على Ùضل أبي بكر من آية الغار ØŒ Øيث لا يمكنك ولا غيرك الطعن Ùيها. Ùقلت له : خبرتك بكلامك ÙÙŠ الاØتجاج لصاØبك عنه وإني بعون الله سأجعل ما أتيت به كرماد اشتدت به Ø§Ù„Ø±ÙŠØ ÙÙŠ يوم عاصÙ. اما قولك : إن الله تعالى ذكر النبي Ù€ صلّى الله عليه وآله Ù€ وجعل ابا بكر معه ثانيه ØŒ Ùهو إخبار عن العدد ØŒ ولعمري لقد كانا اثنين ØŒ Ùما ÙÙŠ ذلك من الÙضل ØŸ! ÙÙ†ØÙ† نعلم ضرورة أن مؤمنا ومؤمنا ØŒ أو مؤمنا وكاÙراً ØŒ اثنان Ùما أرى لك ÙÙŠ ذلك العد طائلاً تعتمده. وأما قولك : إنه وصÙهما بالاجتماع ÙÙŠ المكان ØŒ Ùإنه كالاول لان المكان يجمع الكاÙر والمؤمن كما يجمع العدد المؤمنين والكÙار ØŒ وأيضاً : Ùإن مسجد النبي Ù€ صلّى الله عليه وآله وسلّم Ù€ أشر٠من الغار ØŒ وقد جمع المؤمنين والمناÙقين والكÙار ØŒ ÙˆÙÙŠ ذلك يقول الله عز وجل : ( Ùما للذين ÙƒÙروا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين ) (4) ØŒ وأيضا : Ùإن سÙينة Ù†ÙˆØ Ù€ عليه السلام Ù€ قد جمعت النبي ØŒ والشيطان ØŒ والبهيمة ØŒ والكلب ØŒ والمكان لا يدل على ما أوجبت من الÙضيلة ØŒ Ùبطل Ùضلان. وأما قولك : إنه أضاÙÙ‡ إليه بذكر الصØبة ØŒ Ùإنه أضع٠من الÙضلين الاولين لان اسم الصØبة تجمع المؤمن والكاÙر ØŒ والدليل على ذلك قوله تعالى : ( قال له صاØبه وهو ÙŠØاوره اكÙرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطÙØ© ثم سواك رجلاً ) (5) وأيضا : Ùإن اسم الصØبة يطلق على العاقل والبهيمة ØŒ والدليل على ذلك من كلام العرب الذي نزل بلسانهم ØŒ Ùقال الله عـز وجـل : ( ومـا أرسلنـا مـن رسـول إلا بلسان قومه ) (6) أنه قد سموا الØمار صاØبا Ùقال الشاعر (7) : إن الØمار مع الØمير مطية *** Ùإذا خلوت به Ùبئس الصاØب وأيضا : قد سمّوا الجماد مع الØÙŠ صاØبا ØŒ Ùقالوا ذلك ÙÙŠ السي٠وقالوا شعرا : زرت هنداً وكان غير اختيان *** ومعي صاØب كتوم اللسان (8) يعني : السي٠، Ùإذا كان اسم الصØبة يقع بين المؤمن والكاÙر ØŒ وبين العاقل والبهيمة ØŒ وبين الØيوان والجماد ØŒ Ùأي Øجة لصاØبك Ùيه ØŸ! وأما قولك : إنه قال : ( لا تØزن ) Ùإنه وبال عليه ومنقصة له ØŒ ودليل على خطئه لان قوله : ( لا تØزن ) ØŒ نهي وصورة النهي قول القائل : لا تÙعل Ùلا يخلو أن يكون الØزن قد وقع من أبي بكر طاعة أو معصية ØŒ Ùإن كان طاعة Ùالنبي Ù€ صلّى الله عليه وآله Ù€ لا ينهى عن الطاعات بل يأمر بها ويدعو إليها ØŒ وإن كانت معصية Ùقد نهاه النبي عنها ØŒ وقد شهدت الاية بعصيانه بدليل أنه نهاه. واما قولك : إنه قال : ( ان الله معنا ) Ùإن النبي Ù€ صلّى الله عليه وآله Ù€ قد أخبر أن الله معه ØŒ وعبر عن Ù†Ùسه بلÙظ الجمع ØŒ كقوله تعالى : ( إنا Ù†ØÙ† نزلنا الذكر وإنا له Ù„ØاÙظون ) (9) وقد قيل أيضا إن أبا بكر ØŒ قال : يا رسول الله Øزني على علي بن أبي طالب Ù€ عليه السلام Ù€ ما كان منه ØŒ Ùقال له النبي Ù€ صلّى الله عليه وآله Ù€ : ( لا تØزن Ùإن الله معنا ) أي معي ومع أخي علي بن أبي طالب Ù€ عليه السلام. وأما قولك : إن السكينة نزلت على أبي بكر ØŒ Ùإنه ترك للظاهر ØŒ لان الذي نزلت عليه السكينة هو الذي أيّده الله بالجنود ØŒ وكذا يشهد ظاهر القرآن ÙÙŠ قوله : ( Ùأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها ) (10). Ùإن كان أبو بكر هو صاØب السكينة Ùهو صاØب الجنود ØŒ ÙˆÙÙŠ هذا اخراج للنبي Ù€ صلى الله عليه وآله Ù€ من النبوة على أن هذا الموضع لو كتمته عن صاØبك كان خيراً ØŒ لان الله تعالى انزل السكينة على النبي ÙÙŠ موضعين كان معه قوم مؤمنون Ùشركهم Ùيها ØŒ Ùقال ÙÙŠ Ø£Øد الموضعين : ( Ùأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى ) (11) وقال ÙÙŠ الموضع الاخر : ( ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها ) (12) ولما كان ÙÙŠ هذا الموضع خصه ÙˆØده بالسكينة ØŒ Ùقال : ( Ùانزل الله سكينته عليه ) Ùلو كان معه مؤمن لشركه معه ÙÙŠ السكينة كما شرك من ذكرنا قبل هذا من المؤمنين ØŒ Ùدل إخراجه من السكينة على خروجه من الايمان ØŒ Ùلم ÙŠØر جوابا وتÙرق الناس واستيقظت من نومي (13). ____________ (1) هو : Ù…Øمد بن Ù…Øمد بن النعمان ØŒ البغدادي ØŒ يعر٠بابن المعلم ØŒ من اعاظم علماء الاماميّة وأكبر شخصية شيعية ظهرت ÙÙŠ القرن الرابع ØŒ انتهت اليه رئاسة متكلمي الشيعة ÙÙŠ عصره ØŒ كان كثير التقش٠والتخشّع والاكباب على العلم ØŒ وكان Ùقيها متقدما Ùيه ØŒ Øَسن الخاطر دقيق الÙطنة ØŒ Øاضر الجواب ØŒ ونعم ما قاله Ùيه الخطيب البغدادي : إنه لو أراد ان يبرهن للخصم أن الاسطوانة من ذهب وهي من خشب لاستطاع ØŒ وله قريب من مائتي مصن٠، ولد سنة 338 هـ وتوÙÙŠ سنة 413 هـ وكان يوم ÙˆÙاته يوما لم ير اعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه وكثرة البكاء من المخال٠والمواÙÙ‚ وقيل شيعه ثمانون الÙاً من الناس وصلّى عليه الشري٠المرتضى ØŒ ودÙÙ† بجوار الامامين « الكاظم والجواد Ù€ عليهما السلام Ù€ » ÙˆØكي انه وجد مكتوبا على قبره بخط القائم Ù€ عليه السلام Ù€ : لا صوت الناعي بÙقدك انــه *** يوم على آل الرسول عظيــم ان كنت غيبت ÙÙŠ جدث الثرى *** Ùالعدل والتوØيد Ùيـك مقيــم والقائم المهدي ÙŠÙÙ€Ø±Ø ÙƒÙ„Ù…Ù€Ù€Ø§ *** تليت عليك من الدروس علـوم تجد ترجمته ÙÙŠ : اوائل المقالات ÙÙŠ المذاهب والمختارات للشيخ المÙيد المقدمة ص16 ØŒ سير أعلام النبلاء ج17 ص344 رقم : 213. تاريخ بغداد ج3 ص231 ØŒ الذريعة ج2 ص209 ØŒ ميزان الاعتدال ج4 ص30 ØŒ لسان الميزان ج5 ص 368 ØŒ رجال النجاشي ص283 ØŒ الÙهرست للشيخ الطوسي ص157. (2) سورة التوبة : الاية 40. (3) سورة التوبة : الاية 27. (4) سورة المعارج : الاية 37. (5) سورة الكه٠: الاية 35. (6) سورة ابراهيم : الاية 4. (7) هو اميه : بن أبي الصلت ØŒ راجع : كنز الÙوائد ج2 ص50. (8) قد ورد ÙÙŠ كنز الÙوائد ج2 ص50 للكراجكي هكذا : زرت هنداً وذاك بعد اجتناب *** ومعي صاØب كتوم اللســان (9) سورة الØجر : الاية 9. (10) سورة التوبة : الاية 41. (11) سورة الÙØªØ : الاية 26. (12) سورة التوبة : الاية 27. (13) الاØتجاج ج2 ص499 Ù€ 501 ØŒ كنز الÙوائد للكراجي ج2 ص48 ØŒ بØار الانوار ج21 ص327 Ø1 ØŒ والكشكول للبØراني ج2 ص5.
|