هل يكون هلاك آل سعود على يد وهابيتهم؟!
القسم: أوراق وهابية | 2009/10/03 - 05:18 PM | المشاهدات: 4762
هل يكون هلاك آل سعود على يد وهابيتهم؟!
Ùؤاد المشاط المصدر: مركز الØرمين
قد يكون من سخرية القدر أن يأتي هلاك الدولة السعودية على يد الوهابية، أو أن ØªØµØ¨Ø Ø£Ø¯Ø§Ø© من أدوات إنهائها، أو الممهّد لنهايتها. وتكمن السخرية ÙÙŠ Øقيقة أن الوهابية ورموزها كانوا عنصراً أساسياً ÙÙŠ بناء الدولة السعودية الØالية، ÙˆÙÙŠ تشكيل هويتها، ÙˆÙÙŠ إدارتها، ÙˆÙÙŠ شرعنة الØكم القائم Ùيها؛ ÙˆÙÙŠ الدÙاع والØماية عن النظام السعودي ÙˆÙ…ØµØ§Ù„Ø Ø£Ù‡Ù„ نجد الذين ينتسب اليهم الوهابيون ÙÙŠ السعودية. عبثاً Øاول Øماة النظام الأميركيون، بعيد Ø£Øداث سبتمبر 2001ØŒ الÙات نظر العائلة المالكة، بل والضغط عليها بقدر ما، أن تÙÙƒ عرى ارتباطها بالوهابية. وعبثاً ÙŠØاول كثير من الكتاب السعوديين Ø¥Ùهام العائلة المالكة بأن الوهابية لم تعد معوّقاً لنمو الدولة الطبيعي ÙØسب، بل أداة Ùعّالة ÙÙŠ تقويض نظام الØكم؛ وأنها ليست Ùقط Øاضنة للعن٠ضد النظام، ومنها ظهرت القاعدة وعلى Ø£Ùكارها تربت قياداتها، بل أن طغيان الوهابية ومشايخها جلب لنظام الØكم الكره والمعارضة من قبل المواطنين الآخرين والذين يمثلون الأكثرية ÙÙŠ السعودية، باعتباره Øامياً وراعياً لها. لأن نظام العائلة المالكة لا يبØØ« عن شرعية موسّعة، Ùإنه اكتÙÙ‰ بشرعنة دينية/ وهابية ناقصة ومØصورة بالوهابيين ÙÙŠ Ù…Øيط نجد، وهي شرعية دينية منتقصة من الأطرا٠الأخرى التي تمثل أكثرية البلاد، والتي لا ترى ÙÙŠ آل سعود، Øكاماً شرعيين ÙˆÙÙ‚ الموازين الدينية/ الإسلامية، ولا ترى ÙÙŠ سياساتهم ما له علاقة بنهج الإسلام ÙˆØكمه وعدالته، كما لا ترى ÙÙŠ مسلكهم الشخصي مسلك المسلم العادي، بل هم الى مسلك الÙراعنة والمÙسدين والمجاهرين بالÙسق والÙجور والخيلاء والإثرة والبطر أقرب. ولأن نظام العائلة المالكة لا يبØØ« عن Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø³ÙŠØ§Ø³ÙŠ يمنع اØتكار السلطة، ولا إلى Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø¯ÙŠÙ†ÙŠ يخÙ٠من غلواء الوهابية ÙÙŠ الداخل والخارج، Ùلا بد والØال هذه أن ترÙض العائلة المالكة إعلان Øالة الÙكاك عن الوهابية. بعد أن تزايد العن٠ذي المنشأ الوهابي، وآخرها Ù…Øاولة اغتيال الأمير Ù…Øمد بن نايÙØŒ ليس هناك ما يشير الى تغيير ÙÙŠ تÙكير العائلة المالكة. Ùالأخيرة لاتزال بØاجة الى مشايخ الوهابية لتغطية سوءتها وأÙعالها وشرعنة نظام Øكمها؛ وهي بØاجة اليها كأداة وميليشيا قامعة على الصعيد الإجتماعي؛ كما أنها بØاجة الى الوهابية ÙÙŠ معاركها الخارجية، وهناك آمال من الأمراء لاتزال معلّقة عليها لتنجز شيئاً، ÙÙŠ وقت تخسر Ùيه العائلة المالكة كل يوم أرضاً ونÙوذاً Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø¯ÙˆÙ„ إقليمية. بين الØاجة للوهابية والخو٠منها، تكمن مشكلة العائلة المالكة. كي٠يمكن لنظام لازال يعتقد ويعمل على الإÙادة من عن٠الوهابية ÙÙŠ الخارج أن يتخلّى عنها ÙÙŠ الداخل؟! بل كي٠يضمن أن لا يتØول عنÙها الى الداخل وهو يرى شررها قد استطال؟ وكي٠يمكن لنظام يستخدم الوهابية ÙÙŠ مواجهة دعوات Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø ÙˆØ®ØµÙˆÙ… العائلة المالكة المØليين، أن يزهد Ùيها؟ إن الزهد ÙÙŠ الوهابية، من منظار آل سعود، يعني أموراً كثيرة: Ù€ إنه يعني إعادة هيكلة السلطة، وهيكلة مشروعية نظام Øكم العائلة المالكة. Ùإذا ما ابتعدت الوهابية عن النظام، Ùإنه بØاجة الى شيء آخر غير السي٠ليبرر بقاء العائلة على رأس السلطة. وهذا يعني أن لا بديل عن القيام بإصلاØات سياسية ليست واردة ÙÙŠ الوقت الØالي ÙÙŠ أذهان أمراء آل سعود. ويعني الزهد ÙÙŠ الوهابية الØدّ من Øالات الÙساد المستشرية ÙÙŠ كل جوانب الØياة السياسية والإجتماعية، وهذا أمرٌ لا يستطيع الأمراء أو لا يريدون القيام به. ثم، ÙÙŠ Øال غابت الوهابية، أو Ø£ÙضعÙت، هل Ø³ÙŠÙ…Ù†Ø Ø§Ù„Ø´Ø¹Ø¨ للعائلة المالكة شرعية الØكم، وعلى أيّ أساس؟ Ù€ إنه يعني انÙراجاً اجتماعياً، وتنÙساً للهواء الطلق بعد اختناق، ويعني انطلاق الØياة على طبيعتها، بدون سلطة دينية تدعم الإستبداد السياسي لآل سعود. إذ لا مبرر للإستبداد Øينها والتØجج بالوهابية وشيوخها. ÙˆØينها ستخرج الأØزاب، ومنظمات المجتمع المدني الى Øيث النور والØريّة. وستتوسع Øرية التعبير، ÙˆØالات الإنتقاد، والمطالب والدعوات الى العدالة الإجتماعية. Ùهل العائلة المالكة مهيّئة لمثل هذا؟! Ù€ وإنه يعني بان العائلة المالكة وبعد أن تÙقد عصÙورها الوهابي الذي هو ÙÙŠ اليد، أن عليها أن تبØØ« عن عصاÙير أخرى تنتظر على الشجرة، ليØلّوا Ù…Øلّها. وهذه العصاÙير لن ØªÙ…Ù†Ø Ø§Ù„Ù†Ø¸Ø§Ù… ولاءً بلا مقابل ولا تنازلات منه على الصعد السياسية والإقتصادية والإجتماعية، خاصة من تلك الÙئات التي Øرمت لعقود من Øقوقها الأولية. Ù€ وإنه يعني بأن العائلة المالكة بØاجة الى إعادة إنتاج لسياستها الخارجية، بلا مؤامرات أو هدر للأموال على دول او جماعات او مقابل أسلØØ© وما أشبه. الوهابية لن تكون Øينها أداة داعمة للسياسة الخارجية السعودية. ونÙوذ الوهابية اذا ما تقلّص ÙÙŠ الداخل، أو انتهى أو Ø£Ùضع٠Ùإنه مثيله سيØصل للدولة على الصعيد الخارجي، وهذا يعني أن تغييراً ÙÙŠ الأدوات والإستراتيجيات لا بدّ أن يتم Øتى يمكن تÙادي الأضرار والبناء بشكل صØÙŠØ Ù„Ø³ÙŠØ§Ø³Ø© خارجية مستقلّة.
بكلمة أخرى، Ùإن غياب الوهابية، أو انÙكاك النظام عنها، ولو قليلاً، يعني تغييراً استراتيجياً ÙÙŠ بنية الدولة وسياساتها المØليّة والخارجية. هذا التغيير الراديكالي Ù…ØÙو٠بالمخاطر، وغير مقبول Øتى ولو كان غير خطير، كونه يبعثر سلطة العائلة المالكة، ويØدّ من استبدادها ÙˆÙسادها واØتكارها. والأمراء ما تعودوا إلا أن يكونوا كالآلهة، يجري Ø§Ù„ØªØ³Ø¨ÙŠØ Ø¨Øمدهم ليل نهار. لا يقبل الأمراء اليوم أن يكونوا كأي Øكام آخرين Ù€ Øتى بالمقارنة مع Øكام الخليج Ù€ Ùهم إن لم يكونوا آلهة Ùأنصا٠آلهة تريد من الشعب أن يعبدها من دون الله. وبناءً على Øقيقة أن العائلة المالكة لن تÙكر ÙÙŠ الإنÙكاك عن الوهابية، ولا ÙÙŠ إضعاÙها الى Øد إضعا٠(الذات الأميرية او الملكية).. إذن كي٠ستتعامل مخرجات العن٠الوهابي مع النظام، وكي٠سيكون وضع العائلة المالكة؟. Øسب التجربة التاريخية للعائلة المالكة، Ùإن العن٠والخروج على النظام من قبل مخرجات الوهابية، آخذ بالإزدياد والØدّة معاً. الÙاصلة الزمنية بين ثورة الإخوان على مؤسس الدولة (1928-1930Ù…) وبين ما تلاها من مخرج عنÙÙŠØŒ كان أكثر من ثلاثة عقود. ÙÙÙŠ منتص٠الستينيات، ظهر منتج الوهابية العنÙية من جديد، على شكل اشتباك بين قوى النظام الأمنية والمتشددين بشأن اÙØªØªØ§Ø Ø§ÙˆÙ„ Ù…Øطة تلÙزيون أسÙرت عن جرØÙ‰ واعتقالات وقتل لأØد الأمراء، وهو خالد بن مساعد بن عبدالعزيز آل سعود، ما ولّد بعد عشر سنوات، اغتيالاً للملك Ùيصل Ù†Ùسه. وبين Øادثة الستينات ÙˆØادثة جهيمان، تقلّص الÙرق ÙÙŠ السنوات، الى أقل من عقدين من الزمن. Øيث اضطرت العائلة المالكة الى تقليم أظاÙر المنتج الوهابي العنÙÙŠ من جديد ونزع مخالبها، وجعلها سلسة الطاعة والإنقياد.
لكن ما لبث أن تقلّص الÙارق الزمني مرّة أخرى ÙÙŠ الØوادث التالية التي بدأت بعد اØتلال الكويت عام 1991ØŒ على يد من سمّوا بالصØويين، أو شيوخ الصØوة، والتي بلغت الذروة Ùيها ما سمي بثورة بريدة، والإعتقالات التي سبقت وتلت تلك الØادثة. ولم تمض سوى بضع سنوات Øتى جاءت انÙجارات العليا ÙÙŠ الرياض المشهورة عام 1995Ù…. وبعدها بعام جاء انÙجار الخبر عام 1996Ù…ØŒ الذي Øاولت العائلة المالكة ان تنسبه الى مواطنيها الشيعة ولازالت تعتقل عدداً منهم، ÙÙŠ Øين ان من وق٠وراء ذلك هم منتجات الوهابية بعد Øرب Ø£Ùغانستان. واستمر التدهور الأمني والخروج على النظام Øتى Ù‚Ùز Ù‚Ùزة كبيرة بعد Ø£Øداث سبتمبر 2001Ù…ØŒ وتزايدت Øدّة العن٠داخل السعودية على شكل تÙجيرات واغتيالات، تقول الØكومة أنها Øصدت Ù†ØÙˆ 600 شخص، ولازال مسلسل العن٠قائماً لم ينته بعد. Øاول النظام أن لا يقطع شعرة معاوية مع منتجات العن٠الوهابي، ÙˆØ±Ø§Ø ÙŠÙرّق Ù€ كما كانت طريقته القديمة Ù€ بين الوهابية التقليدية التي تنظر للتكÙير والعن٠ولكنها لا تستخدمه ضد النظام، وبين تلك التي تمارسه ضد الأمراء عبر القاعدة وغيرها. ابتدع الأمراء هذه الطريقة معتقداً بصØّتها Øتى الآن. ولكن نايÙØŒ وزير الداخلية، ÙˆÙÙŠ الوقت الذي رأى الضرب بيد من Øديد على منتجات العن٠الوهابية، Ùإنه زاد من تØالÙÙ‡ مع المصنع الÙكري الذي خرّج جموع القتلة والإنتØاريين والمÙتين بالعنÙ. Øتى بات واضØاً وبصورة مضØكة، كي٠أن وزير الداخلية، وهو وزير القمع، الذي قتل وقبض على آلا٠من البشر بدون Ù…Øاكمات، هو Ù†Ùسه الشخص الذي ÙŠØبّه الوهابيون التقليديون، ويرون Ùيه النموذج للØاكم الصالØØŒ Øتى أنهم أطلقوا عليه لقب (Ù…Øيي السنّة)! ولأن ناي٠لا يريد أن يضرب قاعدته الإجتماعية النجدية، صاغ برنامج المناصØØ© للمعتقلين العنÙيين، وأطلق Ø³Ø±Ø§Ø Ø§Ù„ÙƒØ«ÙŠØ± منهم بعد أن أعلنوا توبتهم! وإذا ببعضهم على الأقل يعود الى العن٠مرة أخرى، وبعضهم هاجر الى اليمن ليعلن عن تشكيل اتØاد تØت اسم قاعدة جزيرة العرب. وما عبدالله العسيري الذي Øاول اغتيال ناي٠إلا منتجاً من منتجات برنامج المناصØØ©. لقد ثبت أن العن٠والوهابية لا ينÙصمان. الÙكر الوهابي يولّد العن٠ويØضّ عليه. المشكلة أنه كان Ù€ ÙˆÙ„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ù†Ø¸Ø§Ù… Ù€ يطبّق على اعداء آل سعود، أما الآن Ù€ وبعد ظهور القاعدة Ù€ صار يطبّق أيضاً على آل سعود أنÙسهم.
إن تزايد Øوادث العن٠وتنوعها، واستمرارها لسنوات طويلة، يعني أن الوهابية تنطوي على عناصر عن٠وخروج على النظام، وهذا الخروج أضع٠بلا شك آل سعود، وهزّ أركانهم، بل أنه Ø£Ùاد ÙÙŠ توهينهم وتسقيطهم ÙÙŠ أعين الناس. وإذا لم تستطع مخرجات الوهابية من إسقاط النظام، Ùهي على الأقل قادرة على إضعاÙه، عبر الإغتيالات، والمصادمات، والتÙجيرات.
بهذا المعنى يمكن القول بأن الوهابية Ù€ وخلاÙاً لما يعتقده آل سعود Ù€ لا يمكن السيطرة عليها وعلى مخاطرها. ولم يبق إلا مراجعة ما إذا كانت مصلØØ© آل سعود تكمن ÙÙŠ بقائها واستمرارها قوية، بأكثر من الخطر المØتمل منها، أم لا. Ù†ØÙ† نعتقد بأن الوهابية لا تخدم اليوم شرعية النظام، بل هي تشرعن العن٠ضدّه. ونعتقد بأن الوهابية تØولت منذ زمن الى Øاضنة للعن٠والمواجهة للنظام وبالتالي إضعاÙه، إن لم يكن اسقاطه لو تمكنت من ذلك.
ومن يدري، Ùقد تكون نهاية نظام آل سعود على يد الوهابيين أنÙسهم، الذين سمّنهم آل سعود، وأغرقوهم بالÙساد كما بالمال والإمتيازات.
|