مناظرة هشام بن الØكم مع بيان وضرار ÙÙŠ مجلس ÙŠØيى بن خالد
القسم: مناظرات عقائدية | 2009/08/19 - 10:54 PM | المشاهدات: 4119
مناظرة هشام بن الØكم مع بيان وضرار ÙÙŠ مجلس ÙŠØيى بن خالد كان ليØيى بن خالد مجلس ÙÙŠ داره ÙŠØضره المتكلّمون من كلّ Ùرقة وملّة ØŒ يوم الاØد ØŒ Ùيتناظرون ÙÙŠ أديانهم ØŒ ويØتجّ٠بعضهم على بعض . Ùبلغ ذلك الرشيد ØŒ Ùقال ليØيى بن خالد : يا عباسيّ٠ما هذا المجلس الّذي بلغني ÙÙŠ منزلك ÙŠØضره المتكلّمون ØŸ Ùقال : يا أمير المؤمنين ما شيء ممّا رÙعني به أمير المؤمنين وبلغ من الكرامة والرÙعة Ø£Øسن موقعا عندي من هذا المجلس ØŒ Ùإنّه ÙŠØضره كلّ قوم مع اختلا٠مذاهبهم ØŒ ÙÙŠØتجّ٠بعضهم على بعض ØŒ ويعر٠المØقّ٠منهم ØŒ ويتبيّن لنا Ùساد كلّ٠مذهب من مذاهبهم . قال له الرشيد : Ùأنا Ø£ÙØبّ٠أن Ø£Øضر هذا المجلس ØŒ وأسمع كلامهم من غير أن يعلموا بØضوري ØŒ ÙÙŠØتشمون ولا يظهرون مذاهبهم . قال : ذلك إلى أمير المؤمنين متى شاء . قال : Ùضع يدك على رأسي ولا تعلمهم بØضوري ØŒ ÙÙعل ØŒ وبلغ الخبر المعتزلة Ùتشاوروا Ùيما بينهم ØŒ وعزموا أن لا يكلّموا هشاما إلاّ ÙÙŠ الامامة لعلمهم بمذهب الرشيد وإنكاره على من قال بالامامة . قال : ÙØضروا ÙˆØضر هشام ØŒ ÙˆØضر عبد الله بن يزيد الاباضي Ù€ وكان من أصدق الناس لهشام بن الØكم ØŒ وكان يشاركه ÙÙŠ التجارة Ù€ Ùلمّا دخل هشام سلّم على عبد الله بن يزيد من بينهم . Ùقال ÙŠØيى بن خالد لعبد الله بن يزيد : يا عبد الله كلّم هشاما Ùيما اختلÙتم Ùيه من الامامة . Ùقال هشام : أيّها الوزير ليس لهم علينا جواب ولا مسألة ØŒ هؤلاء قوم كانوا مجتمعين معنا على إمامة رجل ثمَّ Ùارقونا بلا علم ولا معرÙØ© ØŒ ÙلاØين كانوا معنا عرÙوا الØقَّ ØŒ ولا Øين Ùارقونا علموا على ما Ùارقونا ØŸ Ùليس لهم علينا مسألة ولا جواب . Ùقال بيان وكان من الØرورية : أنا أسألك يا هشام ØŒ أخبرني عن أصØاب عليّ يوم Øكّموا الØكمين أكانوا مؤمنين أم كاÙرين ØŸ قال هشام : كانوا ثلاثة أصنا٠، صن٠مؤمنون ØŒ وصن٠مشركون ØŒ وصن٠ضلال . Ùأمّا المؤمنون : Ùمن قال مثل قولي ØŒ الّذين قالوا : إنَّ عليْا إمام من عند الله ومعاوية لا ÙŠØµÙ„Ø Ù„Ù‡Ø§ ØŒ Ùآمنوا بما قال الله عزَّوجلَّ ÙÙŠ عليّ٠وأقرّÙوا به . وأمّا المشركون : Ùقوم قالوا : عليّ٠إمام ØŒ ومعاوية ÙŠØµÙ„Ø Ù„Ù‡Ø§ ØŒ Ùأشركوا إذ أدخلوا معاوية مع عليّ . وأمّا الضلاّ Ù„ : Ùقوم خرجوا على الØميّة والعصبيّة للقبائل والعشائر ØŒ لم يعرÙوا شيئا من هذا ØŒ وهم جهّال . قال : وأصØاب معاوية ما كانوا ØŸ قال : كانوا ثلاثة أصنا٠: صن٠كاÙرون ØŒ وصن٠مشركون ØŒ وصن٠ضلاّل . Ùأمّا الكاÙرون : Ùالّذين قالوا : إنَّ معاوية إمام ØŒ وعليّ٠لا ÙŠØµÙ„Ø Ù„Ù‡Ø§ ØŒ ÙÙƒÙروا من جهتين أن جØدوا إماما من الله ØŒ ونصّبوا إماما ليس من الله . وأمّا المشركون Ùقوم قالوا : معاوية إمام ØŒ ÙˆØ¹Ù„ÙŠÙ‘Ù ÙŠØµÙ„Ø Ù„Ù‡Ø§ ØŒ Ùأشركوا معاوية مع عليّ٠ـ عليه السلام Ù€ . وأما الضلاّل Ùعلى سبيل Ø£Ùولئك خرجوا للØميّة والعصبيّة للقبائل والعشائر . Ùانقطع بيان عند ذلك . Ùقال ضرار : Ùأنا أسألك يا هشام ÙÙ‰ هذا ØŸ Ùقال هشام : أخطأت . قال : ولم ØŸ قال : لانْكم مجتمعون على دÙع إمامة صاØبي ØŒ وقد سألني هذا عن مسألة وليس لكم أن تثنّوا بالمسألة عليّ Øتّى أسألك يا ضرار عن مذهب ÙÙŠ هذا الباب . قال ضرار : Ùسَل . قال : أتقول إنَّ الله عدل لا يجور ØŸ قال : نعم ØŒ هو عدل لا يجور ØŒ تبارك وتعالى . قال : Ùلو كلّ٠الله المقعد المشي إلى المساجد ØŒ والجهاد ÙÙŠ سبيل الله ØŒ وكلّ٠الاعمى قراءة المصاØ٠والكتب ØŒ أتراه كان عادلاً أم جائرا ØŸ قال ضرار : ما كان الله ليÙعل ذلك . قال هشام : قد علمنا أنَّ الله لا ÙŠÙعل ذلك ØŒ ولكن على سبيل الجدل والخصومة ØŒ أن لو Ùعل ذلك أليس كان ÙÙŠ Ùعله جائرا ØŸ وكلّÙÙ‡ تكليÙا لا يكون له السبيل إلى إقامته وأدائه . قال : لو Ùعل ذلك لكان جائرا . قال : Ùأخبرني عن الله عزّوجلَّ كلّ٠العباد دينا واØدا لا اختلا٠Ùيه لا يقبل منهم إلاّ أن يأتوا به كما كلّÙهم ØŸ قال : بلى . قال : Ùجعل لهم دليلاً على وجود ذلك الدين ØŸ أو كلّÙهم ما لا دليل على وجوده ØŸ Ùيكون بمنزلة من كلّ٠الاعمى قراءة الكتب ØŒ والمقعد المشي إلى المساجد والجهاد ØŸ قال : Ùسكت ضرار ساعة ثمَّ قال : لا بدَّ من دليل ØŒ وليس بصاØبك . قال : ÙضØÙƒ هشام وقال : تشيّع شطرك وصرت إلى الØقّ٠ضرورة ØŒ ولا خلا٠بيني وبينك إلاّ ÙÙŠ التسمية . قال ضرار : Ùإنّي أرجع إليك ÙÙŠ هذا القول . قال : هات . قال ضرار : كي٠تعقد الامامة ØŸ قال هشام : كما عقد الله النبوَّة . قال : Ùإذاً هو نبيّ٠؟ قال هشام : لا لانَّ النبوَّة يعقدها أهل السماء ØŒ والامامة يعقدها أهل الارض ØŒ Ùعقد النبوَّة بالملائكة ØŒ وعقد الامامة بالنبيّ٠، والعقدان جميعا بإذن الله عزَّوجلَّ . قال : Ùما الدليل على ذلك ØŸ قال هشام : الاضطرار ÙÙŠ هذا . قال ضرار : وكي٠ذلك ØŸ قال هشام : لا يخلو الكلام ÙÙŠ هذا من Ø£Øد ثلاثة وجوه : إمّا أن يكون الله عزَّوجلَّ رÙـع التـكلي٠عـن الخلق بـعد الـرسول Ù€ صلّى الله عليه وآله وسلّم Ù€ Ùلم يكلّÙهم ولم يأمرهم ØŒ ولم ينههم ØŒ وصاروا بمنزلة السباع والبهائم الّتي لا تكلي٠عليها ØŒ Ø£Ùتقول هذا يا ضرار أنَّ التكلي٠عن الناس مرÙوع بعد رسول الله Ù€ صلّى الله عليه وآله Ù€ ØŸ قال : لا أقول هذا . قال هشام : Ùالوجه الثاني ينبغي أن يكون الناس المكلّÙون قد استØالوا بعد الرسول علماء ØŒ ÙÙŠ مثل Øدّ الرسول ÙÙŠ العلم ØŒ Øتىّ لا ÙŠØتاج Ø£Øد٠إلى Ø£Øد Ùيكونوا كلّهم قد استغنوا بأنÙسهم ØŒ وأصابوا الØقَّ الّذي لا اختلا٠Ùيه Ø£Ùتقول هذا ØŒ أنَّ الناس قد استØالوا علماء ØŒ Øتْى صاروا ÙÙŠ مثل Øدَّ الرسول ÙÙŠ العلم Øتّى لا ÙŠØتاج Ø£Øد إلى Ø£Øد ØŒ مستغنين بأنÙسهم عن غيرهم ÙÙŠ إصابة الØقّ٠؟ قال : لا أقول هذا ØŒ ولكنّهم ÙŠØتاجون إلى غيرهم . قال : Ùبقي الوجه الثالث لانّه لا بدَّ لهم من علَم يقيمه الرسول لهم لا يسهو ولا يغلط ØŒ ولا ÙŠØÙŠÙ (1) ØŒ معصـوم من الذنوب ØŒ مبرَّأٌ من الخطايا ØŒ ÙŠÙØتاج إليه ولا ÙŠÙŽØتاج إلى Ø£Øد . قال : Ùما الدليل عليه ØŸ قال هشام : ثمان دلالات أربع ÙÙŠ نعت نسبه ØŒ وأربع ÙÙŠ نعت Ù†Ùسه . Ùأمّا الاربع الّتي ÙÙŠ نعت نسبه : بأن يكون معرو٠الجنس ØŒ معرو٠القبيلة ØŒ معرو٠البيت ØŒ وأن يكون من صاØب الملّة والدَّعوة إليه إشارة ØŒ Ùلم ÙŠÙرجنس من هذا الخلق أشهر من جنس العرب ØŒ الّذين منهم صاØب الملّة والدَّعوة ØŒ الّذي ÙŠÙنادى باسمه ÙÙŠ كلّ٠يوم خمس مرَّات على الصوامع ØŒ أشهد أن لا إله إلاّ الله ØŒ وأنَّ Ù…Øمّدا رسول الله ØŒ Ùتصل دعوته إلى كلّ٠برّ ÙˆÙاجر ØŒ وعالم وجاهل ØŒ ومقرّ ومنكر ØŒ ÙÙŠ شرق الارض وغربها ØŒ ولو جاز أن يكون الØجّة من الله على هذا الخلق ÙÙŠ غير هذا الجنس لاتى على الطالب المرتاد دهرٌ من عصره لا يجده ØŒ ولو جاز أن يطلبه ÙÙŠ أجناس هذا الخلق من العجم وغيرهم لكان من Øيث أراد الله أن يكون صلاØا يكون Ùسادا ØŒ ولا يجوز هذا ÙÙŠ Øكم الله تبارك وتعالى وعدله ØŒ أن ÙŠÙرض على الناس Ùريضة لا توجد . Ùلمّا لم يجز ذلك لم يجز إلاّ أن يكون إلاّ ÙÙŠ هذا الجنس لاتّصاله بصاØب الملّة والدَّعوة ØŒ ولم يجز أن يكون من هذا الجنس إلاّ ÙÙŠ هذه القبيلة لقرب نسبها من صاØب الملّة وهي قريش ØŒ ولمّا لم يجز أن يكون من هذا الجنس إلاّ ÙÙŠ هذه القبيلة لم يجز أن يكون من هذه القبيلة إلاّ ÙÙŠ هذا البيت لقرب نسبه من صاØب الملّة والدَّعوة ØŒ ولمّا كثر أهل هذا البيت ØŒ وتشاجروا ÙÙŠ الامامة لعلوّÙها وشرÙها ادَّعاها كلّ٠واØد منهم ØŒ Ùلم يجز إلاّ أن يكون من صاØب الملّة والدَّعوة إليه إشارة بعينه واسمه ونسبه لئلاً يطمع Ùيها غيره . وأمّا الاربع الّتي ÙÙŠ نعت Ù†Ùسه : أن يكون أعلم الناس كلّهم بÙرائض الله وسننه ØŒ وأØكامه ØŒ Øتَّى لا يخÙÙ‰ عليه منها دقيق ولا جليل ØŒ وأن يكون معصوماً من الذنوب كلّها وأن يكون أشجع الناس ØŒ وأن يكون أسخى الناس . قال : من أين قلت : إنّه أعلم الناس ØŸ قال : لانه إن لم يكن عالما بجميع Øدود الله وأØكامه وشرائعه وسننه ØŒ لم يؤمن عليه أن يقلب الØدود ØŒ Ùمن وجب عليه القطع Øدَّه ØŒ ومن وجب عليه الØدّ٠قطعه ØŒ Ùلا يقيم للّه Øدّا على ما أمر به ØŒ Ùيكون من Øيث أراد الله صلاØا يقع Ùسادا . قال : Ùمن أين قلت : إنّه معصوم من الذنوب ØŸ قال : لانّه إن لم يكن معصوما من الذنوب ØŒ دخل ÙÙŠ الخطأ Ùلا يؤمن أن يكتم على Ù†Ùسه ØŒ ويكتم على Øميمه وقريبه ØŒ ولا ÙŠØتجّ٠الله عزَّوجلَّ بمثل هذا على خلقه . قال : Ùمن أين قلت : إنّه أشجع الناس ØŸ قال : لانّه Ùئة للمسلمين الّذين يرجعون إليه ÙÙŠ الØروب ØŒ وقال الله عزَّوجلَّ : ( ومن ÙŠÙولّهم يومئذ٠دÙبÙرَه٠إلاّ متÙØَرّÙÙا Ù„Ùقتال٠أو Ù…ÙتَØَيّÙزا إلى ÙÙئة٠Ùقد بآءَ بÙغَضب٠من الله٠) (2) Ùإن لم يكن شجاعا Ùرَّ Ùيبوء بغضب من الله ØŒ Ùلا يجوز أن يكون من يبوء بغضب من الله Øجّة للّه على خلقه . قال : Ùمن أين قلت : إنّه أسخى الناس ØŸ قال : لانّه خازن المسلمين ØŒ Ùإن لم يكن سخيّا تاقت Ù†Ùسه إلى أموالهم Ùأخذها ØŒ Ùكان خائنا ØŒ ولا يجوز أن ÙŠØتجَّ الله على خلقه بخائن . Ùقال عند ذلك ضرار : Ùمن هذا بهذه الصÙØ© ÙÙŠ هذا الوقت ØŸ Ùقال : صاØب العصر أمير المؤمنين Ù€ وكان هارون الرشيد قد سمع الكلام كلّه Ù€ . Ùقال عند ذلك : أعطانا والله من جراب النورة ØŒ ويØÙƒ يا جعÙر Ù€ وكان جعÙر بن ÙŠØيى جالسا معه ÙÙŠ الستر Ù€ من يعني بهذا ØŸ قال : يا أمير المؤمنين يعني موسى بن جعÙر . قال : ما عنى بها غير أهلها ØŒ ثمَّ عضَّ على Ø´Ùته ØŒ وقال : مثل هذا Øيّ٠ويبقى لي ملكي ساعةً واØدةً ØŸ ! ÙÙˆ الله للسان هذا أبلغ ÙÙŠ قلوب الناس من مائة أل٠سي٠(3) . ____________ (1) الØائ٠: الظالم ØŒ الجائر . (2) سورة الانÙال : الاية 16 . (3) بØار الانوار ج48 ص197 Ø7 ØŒ كمال الدين وتمام النعمة ج2 ص362 بتÙاوت .
|