القائمة الرئيسية:
 Ø£Ù‚سام أخبار المستبصرين:
 Ø£Ù‚سام المقالات:
 Ø£Ù‚سام مكتبة الكتب:
 ÙƒØªØ§Ø¨ عشوائي:
 ØµÙˆØ±Ø© عشوائية:
 Ø§Ù„قائمة البريدية:
البريد الإلكتروني:
 Ø§Ù„مقالات
المسارالمقالات » إدانتهم من كتبهم » الإمامة » من هم الخلفاء الراشدون

من هم الخلفاء الراشدون

القسم: الإمامة | 2009/09/25 - 07:25 AM | المشاهدات: 3403

من هم الخلفاء الراشدون ؟
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين ، وبعد :
ورد مصطلح «Ø§Ù„خلفاء الراشدون» في روايات وردت من طريق أهل السنة ضمن كلام منسوب للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله، ففي الرواية عن العرباض بن سارية قال: ( صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله كأنها موعظة مودع فما تعهد إلينا فقال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبداً حبشياً فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) (1) .
ومع أنّه لم يؤثر في رواياتهم – أعني أهل السنة – بسند صحيح عندهم أنّ النبي صلى الله عليه وآله قد خصص هذا المطلح بأحد إلاّ أنّهم زعموا أن المراد بالخلفاء الراشدين ( أبو بكر وعمر وعثمان وعلي) ØŒ فعندما يطلق هذا المصطلح من قبلهم يريدون به هؤلاء الأربعة فقط، إلاّ أننا - وبعد التسليم بصحة رواية العرباض بن سارية هذه من ناحية السند – لدينا من الأدلة من داخل مضمون هذه الرواية وخارجها ما يدل على أنّ هذا المصلطح يراد به غير هؤلاء باستثناء علي بن أبي طالب عليه السلام فإن داخل في جملة المرادين به، ونحن نورد هذه الأدلة تباعاً :

الخلفاء الراشدون إثنا عشر

لقد صرّح النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بعدد الخلفاء والأئمة الذين يتولون قيادة الأمة وإدارة شؤونها وأمورها من بعده، وحددهم بإثني عشر خليفة وإمام ، ففي مسند إمام الحنابلة أحمد بن حنبل روى بسنده عن مسروق أنّه قال: ( كنّا جلوساً عند عبد الله بن مسعود وهو يقرئنا القرآن، فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله صلى الله عليه وسلم كم تملك هذه الأمة من خليفة ؟
فقال عبد الله بن مسعود : ما سألني عنها أحدمنذ قدمت العراق قبلك ØŒ ثم قال : نعم ولقد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «Ø¥Ø«Ù†Ø§ عشر كعدة نقباء بني إسرائيل»
) (2) .
وفي رواية أخرى عنه رواها بسنده عن مسروق قال : ( كنا مع عبد الله جلوساً في المسجد يقرئنا فأتاه رجل فقال يا ابن مسعود، هل حدثكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة ؟ قال : نعم، كعدة نقباء بني إسرائيل ) (3) .
وفي فتح الباري لابن حجر العسقلاني قال : ( ... ما أخرجه احمد والبزار من حديث ابن مسعود بسند حسن أنه سئل كم يملك هذه الأمة من خليفة فقال : سألنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل ) (4) .
وقال المباركفوري : ( ... أما حديث ابن مسعود فأخرجه أحمد والبزار بسند حسن أنه سئل كم يملك هذه الأمة من خليفة فقال سألنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل ) (5) .
وقال ابن حجر الهيثمي قال : ( و عن ابن مسعود بسند حسن أنه سئل كم يملك هذه الأمة من خليفة فقال سألنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل ) (6) .
وقال العاصمي : ( وعن ابن مسعود بسند حسن أنه سئل كم يملك هذه الأمة من خليفة فقال سألنا عنها رسول الله فقال اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل ) (7) .
وقال السيوطي: ( وعند أحمد والبزار بسند حسن عن ابن مسعود أنه سئل كم يملك هذه الأمة من خليفة فقال سألنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اثنا عشر كعدة نقباء بني اسرائيل ) (8) .
وأخرج مسلم بن الحجاج في صحيحه بسنده عن جابر بن سمرة قال : دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول : «Ø¥Ù†Ù‘ هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة» قال ثم تكلّم بكلامٍ خفي عليّ ØŒ قال فقلت لأبي ما قال ØŸ قال : «ÙƒÙ„هم من قريش» ) (9) .
وفي رواية أخرى أخرجها بسنده عن جابر بن سمرة قال : (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : «Ù„ا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً »Ø«Ù…Ù‘ تكلّم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة خفيت عليّ فسألت أبي ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ØŸ فقال : «ÙƒÙ„هم من قريش» ) (10) .
وروى بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص قال : ( كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشيءٍ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ØŒ قال : فكتب إلي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جمعة عشيّة رجم الأسلميّ يقول : «Ù„ا يزال الدّين قائماً حتى تقوم السّاعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» ... ) (11) .
وروى أبو يعلى في معجمه أن النبي صلى الله عليه وآله قال : (يكون لهذه الأمة إثنا عشر قيّما) (12) .
وفي معجمي الطبراني الأوسط والكبير عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وآله قال : ( ... «ÙŠÙƒÙˆÙ† لهذه الأمّة اثنا عشر قيّما لا يضرّهم من خذلهم» ثم همس رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلمة لم أسمعها فقلت لأبي ما الكلمة التي همس بها النبي صلى الله عليه وسلم ØŸ قال : «ÙƒÙ„هم من قريش» ... ) (13) .
وفي المعجم الكبير عنه عن النبي صلى الله عليه وآله قال : ( ...إن هذا الأمر لن ينقضي ولن ينقضي حتى ينقضي إثنا عشر خليفة ... ) (14) .
وفي مسند أبي عوانة عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وآله قال : ( لا يزال هذا الأمر عزيزاً منيفاً لا يضره من ناوأه حتى تقوم الساعة إلى إثني عشر خليفة كلهم من قريش) (15) .
وفيه أيضاً عنه عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : ( لا يزال هذا الدين قائماً حتى يقوم إثنا عشر خليفة ... ) (16) .
فهذه النصوص جميعها تدل على أن خلفاء النبي صلى الله عليه وآله إثنا عشر خليفة، فرواية ابن مسعود صريحة في أن جميع خلفاء النبي صلى الله عليه وآله إثنا عشر خليفة كعدة نقباء بني إسرائيل، وأن إمامتهم على الأمة تمتد من بعد وفاته صلى الله عليه وآله وإلى قيام الساعة، فمادامت هذه الأمة موجودة فإنه لا بد من وجود واحد من هؤلاء الإثني عشر في كل زمان من وجودها يكون هو الخليفة للنبي صلى الله عليه وآله عليها وهو الإمام القائم مقامه صلى الله عليه وآله في إدارة إمورها وشؤونها الدينية والدنيوية، فالسائل الذي سأل ابن مسعود عن عدد الخلفاء لم يسأله عن عددهم في زمان محدد من وجود أمة محمد صلى الله عليه وآله وإنما كان سؤاله عن عددهم على امتداد وجودها ، فهو يسأله ويقول له : (سألتم رسول الله صلى الله عليه وسلم كم تملك هذه الأمة من خليفة ؟) ، فتمعن في قوله: ( كم تملك هذه الأمة من خليفة ) الدال على أن السائل سأله عن عددهم في كل زمان وجود هذه الأمة ، من بعد وفاته صلى الله عليه وآله وإلى قيام الساعة ، فأجابة ابن مسعود بقوله : (نعم، كعدة نقباء بني إسرائيل) .
وكذلك نصوص روايات جابر بن سمرة، فكما أنها تدل صراحة على أن الخلفاء على الأمة من بعد النبي صلى الله عليه وآله إثنا عشر ، فهي تدل على أن مدة خلافتهم تمتد إلى قيام الساعة في كل زمان تواجدت فيه الأمة وكان دين الإسلام موجوداً باقياً ، فالمراد بالدين والأمر في قوله صلى الله عليه وآله الوارد في رواية جابر بن سمرة هو الإسلام ، وبلا شك أن دين الإسلام باق إلى قيام الساعة فهو خاتم الأديان، والنبي صلى الله عليه وآله حدد مدة هؤلاء الخلفاء الإثني عشر بمدة وجود الإسلام ، فدل ذلك على أن مدة إمامتهم وخلافتهم تمتد من بعد وفاته صلى الله عليه وآله إلى يوم القيامة ، بل إن قوله صلى الله عليه وآله : (يكون لهذه الأمّة اثنا عشر قيّما لا يضرّهم من خذلهم) لصريح غاية الصراحة في الدلالة على ذلك .
كما يستفاد من رواية جابر بن سمرة التي رواها مسلم بن الحجاج في صحيحه والتي قال فيها النبي صلى الله عليه وآله : «Ù„ا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً » أنّ هؤلاء الإثني عشر على الحق والصواب دائماً وأبداً بحيث أنهم يحكمون الناس بالعدل والحق ويأخذون بأيديهم إلى الصراط المستقيم والطريق القويم ØŒ فدل ذلك على أن جميع هؤلاء الإثني عشر متصفون بصفة الرشد، وعليه فيكون عدد الخلفاء الراشدين أكثر مما يزعمه أهل السنة .
___________________________
(1) المستدرك على الصحيحين 1/176 رواية رقم : 332 ØŒ المسند المستخرج على صحيح مسلم 1/37 رواية رقم : 4 ØŒ صحيح ابن حبان 1/178 – 179 رواية رقم : 5 ØŒ موارد الظمآن صفحة 56 رواية رقم : 101ØŒ سنن أبي داود 4/200 رواية رقم : 4607ØŒ سنن ابن ماجة 1/15 رواية رقم : 42 Ùˆ 1/16 رواية ر قم : 43 ØŒ مسند أحمد 4/126 رواية رقم : 17184 ØŒ 17185 ØŒ مسند الشاميين 1/254 رواية رقم : 437 ØŒ الفوائد لتمام الرازي، 1/98 رواية رقم : 225ØŒ شرح السنة للبغوي 1/205 رواية رقم : 102 ØŒ حلية الأولياء 5/220 ØŒ المعرفة والتاريخ 2/200 ØŒ سنن الترمذي 5/44رواية رقم : 2676 ØŒ سنن الدارمي 1/57 رواية رقم : 95 ØŒ المعجم الكبير 18/284 رواية رقم : 623Ùˆ 18/ 257 رواية رقم : 642 .
(2) مسند أحمد 4/28 رواية رقم : 3781 ØŒ قال محقق الكتاب الشيخ أحمد محمد شاكر : «Ø¥Ø³Ù†Ø§Ø¯Ù‡ صحيح» .
(3) مسند أحمد 4/62 رواية رقم :3859 ØŒ وقال الشيخ أحمد محمد شاكر : «Ø¥Ø³Ù†Ø§Ø¯Ù‡ صحيح» ØŒ ورواه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين 4/546 رواية رقم : 8529 ) والطبراني في المعجم الكبير 10/157 رواية رقم : 10310 ØŒ وأبو يعلى في مسنده 9/222 رواية رقم : 5322 Ùˆ 8/444 رواية رقم : 5031 ØŒ ونعيم بن حماد في كتابه الفتن 1/95 ØŒ وابن عدي في الكامل 3/15 ØŒ وابن عساكر في تاريخ ابن عساكر 16/286 ØŒ والبزار في مسنده 5/320 ØŒ وتمام الرازي في الفوائد 2/231 رواية رقم : 1599.
(4) فتح الباري 13/212.
(5) تحفة الأجوذي 6/393- 394 .
(6) الصواعق المحرقة 1/54.
(7) سمط النجوم العوالي 2/419.
(8) تاريخ الخلفاء صفحة 10.
(9) صحيح مسلم ج3/ص1452 رواية رقم : 1821.
(10) صحيح مسلم 3/1452 رواية رقم : 1821 .
(11) صحيح مسلم 3/1453 رواية رقم : 1822.
(12) معجم أبي يعلى صفحة 79 رواية رقم : 65.
(13) المعجم الأوسط 3/201 رواية رقم : 2922 ، المعجم الكبير 2/196 رواية رقم : 1794.
(14) المعجم الكبير 2/255 رواية رقم : 2068.
(15) مسند أبي عوانة 4/369 رواية رقم : 6976.
(16) مسند أبي عوانة 4/369 رواية رقم : 6979 ، ورواه الطبراني في المعجم الكبير 2/702 رواية رقم : 1849 .


قال العرباض بن سارية بسند آحاد (1) (( صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب )) إلى أن يقول (( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ))

فهذه الرواية سندها آحاد عن العرباض وعندي عليها إشكال كيف تكون الخطبة (( فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب )) ويكون سندها آحاد ؟

---< هامش >---

(1) مسند أحمد 1 / 126 , سنن الدارمي 1 / 44 , سنن ابن ماجه 1 / 16 , سنن الترمذي 4 / 149 , المستدرك 1 / 96 , السنن الكبرى 10 / 114 , صحيح ابن حبان 1 / 178 , مسند الشاميين 2 / 298

الخلفاء الراشدون معصومون
لقد قرن النبي صلى الله عليه وآله في قوله: ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ) سنّته بسنة الخلفاء الراشدين في حث الأمة على الأخذ بهما جميعاً، فكما أن سنته صلى الله عليه وآله - وهي قوله وفعله وتقريره - حجة فكذلك سنة هؤلاء الخلفاء - قولهم وفعلهم وتقريرهم - حجة كجيّة سنته صلى الله عليه وآله، الأمر الذي يدل على أن هؤلاء الخلفاء لا يقعون في فعلهم وقولهم وتقريرهم في خطأ، فهم إذاً معصومون ، فحاشا لرسول الله صلى الله عليه وآله أن يحث على الأخذ والعمل بسنة من يعلم أنه يقع في فعله أو قوله أو تقريره في الخطأ ويكون عرضة في فعله وقوله وتقريره إلى مخالفة الشريعة الإسلامية الغراء في أصولها وفروعها وتعاليمها وتوجيهاتها.
ويؤكد هذه الدلالة الأمر منه صلى الله عليه وآله للأمة بالعض على سنته وسنة هؤلاء بالنواجذ، فعلمنا من ذلك أنّ سنتهم كسنته صلى الله عليه وآله لا يتطرق إليها الخطأ .
ثم إنّ في وصف النبي صلى الله عليه وآله لهؤلاء الخلفاء بأنهم مهديون إشعار بعصمتهم أيضاً، فهم مهتدون في أنفسهم هادون لغيرهم ومن كان مهتدياً وهادياً مطلقاً فلا يكون إلاّ معصوما ØŒ ولم يثبت بدليل أنّ أبا بكر وعمر وعثمان معصومون ولم يدع أهل السنة - القائلون بأن هؤلاء الثلاثة من الخلفاء الراشدين – لهم العصمة ØŒ فدل ما قدّمناه من أدلة على عصمة الخلفاء الراشدين أنّ الثلاثة المذكورين ليسوا من جملتهم .
الخلفاء الراشدون من عترة النبي وأهل بيته
وبعد أن أثبتنا أن عدد الخلفاء الراشدين إثنا عشر وأنهم معصومون وأن الثلاثة ( أبو بكر وعمر وعثمان ) ليسوا من جملتهم، جاء الدور للبحث في النصوص الشرعية لمعرفة من هم هؤلاء الخلفاء الراشدون الإثنا عشر ؟ فنقول :
إن لدينا مجموعة من النصوص الشرعية من أحاديث النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ، ترشدنا إلى أنهم من عترة النبي صلى الله وعليه وآله وأهل بيته، منها الحديث المعروف بحديث الثقلين ، وقد اتفق الفريقان سنة وشيعة على رواية هذا الحديث الشريف، ومن ألفاظه ما رواه زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: (إني تارك فيكم خليفتين، كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي، وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ) (17).
ومنها ما رواه جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) (18) .
ومنها ماروي عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ( أن النبي صلى الله عليه وسلم حضر الشجرة بخم ØŒ ثم خرج آخذاً بيد علي فقال : «Ø£Ù„ستم تشهدون أن الله ربكم ØŸ» قالوا : بلى ØŒ قال : «Ø£Ù„ستم تشهدون أن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم وأن الله ورسوله مولاكم ØŸ» قالوا : بلى ØŒ قال : «ÙÙ…Ù† كان الله ورسوله مولاه فإن هذا مولاه ØŒ وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم وأهل بيتي» ) (19).
ومنها ما رواه يعقوب بن سفيان بسند صحيح عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وآله قال :«Ø¥Ù†ÙŠ تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله عزّ وجل وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» ) (20) .
وفي هذا الحديث الشريف يأمر النبي صلى الله عليه وآله الأمّة بالتمسك بالكتاب والمجيد وعترته أهل بيته ويجعل التمسك بهما معاً مانعاً من الضلالة، ولم نجد في أثر عنه صلى الله عليه وآله أنّه أمر بالتمسك بأحد وجعل التمسك به عاصماً من الضلال إلاّ عترته أهل بيته فدل ذلك على أنّ الخلفاء الراشدين الهادين المهديين هم من عترته صلى الله عليه وآله.
نعم قد يقول قائل : إنّه ورد عند أهل السنة أن النبي صلى الله عليه وآله أمر بالاقتداء بأبي بكر وعمر ، فقد رووا عنه صلى الله عليه وآله أنّه قال : ( اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ) فكيف تدعي أن النبي صلى الله عليه وآله لم يأمر الأمة بالاقتداء بأحد غير عترته وأهل بيته ؟
فنقول في جوابه : إن الرواية المذكورة من الروايات التي لم تصح عن النبي صلى الله عليه وآله، فكل الطرق التي وردت بها ضعيفة، يقول العلامة ابن حزم الأندلسي : ( وأما الرواية اقتدوا باللذين من بعدي فحديث لا يصح لأنه مروي عن مولى لربعي مجهول وعن المفضل الضبي وليس بحجة ) (21) .
وقال أيضاً : ( ولو أننا نستجيز التدليس والأمر الذي لو ظفر به خصومنا طارووا به فرحاً أو أبلسوا أسفاً لاحتججنا بما روي اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ... ولكنه لم يصح ويعيذنا الله من الاحتجاج بما لا يصح ) (22) .
وحكم برهان الدين الفرعاني بوضعه فقال : (
وقيل : اجماع الشيخين حجة لقوله صلى الله عليه وسلم : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ، فالرسول أمرنا بالاقتداء بهما والأمر للوجوب ، وحينئذ يكون مخالفتهما حراماً ولا نعني بحجية إجماعهما سوى ذلك .
الجواب : أن الحديث موضوع ، لما بينا في شرح الطوالع
) (23) .
ثم إن حديث الثقلين يدل على عصمة العترة وذلك لأن النبي صلى الله عليه وآله أوجب فيه التمسك بالعترة على نحو الإطلاق، ومن يحتمل معصيته وخطؤه واشتباهه يستحيل أن يأمر الله تعالى بالتمسك به على هذا النحو، فهم إذا معصومون من كل ذلك.
هذا، مضافاً إلى أن النبي صلى الله عليه وآله قد صرّح في حديث الثقلين بعدم افتراقهم عن القرآن الكريم في قوله : «ÙˆÙ„Ù† يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» وتجويز المعاصي والأخطاء والاشتباه عليهم يعني تجويز افتراقهم عن القرآن ØŒ وهذا دليل على عصمتهم أيضاً ØŒ وقد بيّنا فيما سبق من حديث الإثني عشر خليفة وحديث عليكم بسنتي أن الخلفاء الإثني عشر الراشدين المهديين معصومون ØŒ فدل ذلك على أن هؤلاء الخلفاء هم عترة النبي صلى الله عليه وآله .
_______________________
(17) صحيح الجامع الصغير 1/842 برقم : 2457 .
(18) سنن الترمذي 5/662 رواية رقم : 3786 ØŒ وصححه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في كتابه صحيح سنن الترمذي3/542 رواية رقم : 3786 فقال بعد أن نقل الرواية : ( صحيح : «Ø§Ù„مشكاة» 6143 – التحقيق الثاني ) .
(19) اتحاف الخيرة المهرة 9/279 ، وقال البوصيري : ( رواه إسحاق بسند صحيح ) .
(20) المعرفة والتاريخ 1/536 .
(21) الإحكام 6/242 .
(22) الفصل 4/88 .
(1) الرسائل العشر في الأحاديث الموضوعة للميلاني ، الرسالة الثالثة صفحة 31 ، نقلاً عن شرح المنهاج مخطوط .


 Ø¹Ø±Ø¶ التعليقات
لا توجد تعليقات!
 Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© تعليق
الإسم: *
البلد:
البريد الإلكتروني:
التعليق: *
التحقق اليدوي: *