دراسة ÙÙŠ دلالة النصوص على الإمامة
القسم: الإمامة | 2009/09/25 - 07:12 AM | المشاهدات: 2588
بÙسْم٠اللّه٠الرَّØْمَن٠الرَّØÙيمÙ
الØمد لله، وصلى الله على Ù…Øمد٠وآله الطاهرين، واللعنة الدائمة على اعدائهم أجمعين
مدخل: يثير الوهابيون هذه الأيام شبهة Ù…Ùادها أن آية الولاية لا دلالة Ùيها على النص على أمير المؤمنين عليه السلام بالخلاÙØ© والإمامة، وآية الولاية هي قوله تعالى: (Ø¥Ùنَّمَا ÙˆÙŽÙ„ÙيّÙÙƒÙم٠اللّه٠وَرَسÙولÙه٠وَالَّذÙينَ آمَنÙواْ الَّذÙينَ ÙŠÙÙ‚ÙيمÙونَ الصَّلوةَ ÙˆÙŽÙŠÙؤْتÙونَ الزَّكَوةَ ÙˆÙŽÙ‡Ùمْ رَاكÙعÙونَ)...
ويقولون: ان الشيعة الإمامية يعتقدون أن آية البلاغ التي نزلت قبيل يوم الغدير، تنÙÙŠ صدور أي نص على ذلك الإمامة قبلها، وآية البلاغ هي قوله تعالى ÙÙŠ سورة المائدة: (يَا أَيّÙهَا الرَّسÙول٠بَلّÙغْ مَا Ø£ÙنزÙÙ„ÙŽ Ø¥Ùلَيْكَ Ù…ÙÙ† رَّبّÙÙƒÙŽ ÙˆÙŽØ¥ÙÙ† لَّمْ تَÙْعَلْ Ùَمَا بَلَّغْتَ رÙسَالَتَه٠وَاللّه٠يَعْصÙÙ…ÙÙƒÙŽ Ù…ÙÙ†ÙŽ النَّاس٠إÙنَّ اللّهَ لاَ يَهْدÙÙŠ الْقَوْمَ الْكَاÙÙرÙينَ)...
هنا يثيرون شبهتهم Ùيقولون: هذا يعني أن النبي صلى الله عليه وآله لم يبلّغ الولاية قبل تاريخ نزول هذه الآية المباركة، بدليل قوله تعالى: (ÙˆÙŽØ¥ÙÙ† لَّمْ تَÙْعَلْ Ùَمَا بَلَّغْتَ رÙسَالَتَهÙ) إذ لو كانت آية الولاية نازلة ÙÙŠ أمير المؤمنين عليه السلام، وكان معناها الخلاÙØ© والإمامة، لما ØµØ Ø£Ù† يقول الله تعالى لنبيه الأعظم صلى الله عليه وآله: (ÙˆÙŽØ¥ÙÙ† لَّمْ تَÙْعَلْ Ùَمَا بَلَّغْتَ رÙسَالَتَهÙ) لأن ذلك الأمر قد بÙÙ„Ùغَ Ùعلا !!!
إذا Ùكل النصوص التي يستدل بها الشيعة على الإمامة لا قيمة لها !!!
الجواب: وقبل الإجابة عن هذه الشبهة لا بد من التنبيه إلى أنها Øتى لو تمت (وهي Ùاسدة قطعاً كما سيأتي) Ùهي لا تضر مذهبنا بشيء٠على الإطلاق، لأن أقصى ما يريده مثيرها إثبات عدم دلالة آية الولاية وغيرها من النصوص التي سبقت الغدير على النص، أما الغدير Ùلا، ولا شك أنه لو لم يكن لدينا دليلٌ على النص الإلهي على أمير المؤمنين عليه السلام، سوى Øديث الغدير لكÙÙ‰...
إلا أن البØØ« ÙÙŠ هذه الشبهة Ù…Ùيد جداً، وقد نشأت بسبب قلة التدبر والتأمل ÙÙŠ النصوص من جهة، وبسبب الجهل بأهمية الإمامة والخلاÙØ© ÙÙŠ الإسلام من جهة أخرى، وسو٠أرد على هذه الشبهة بما تيسر ومن الله سبØانه وتعالى استمد التوÙيق، وقبل الرد أتبرك بعرض طر٠يسير من الØادثتين الشريÙتين (أعني التصدق بالخاتم، والغدير) Øتى نعطي البØØ« شيء من Øقه، Ùأقول:
أولا: التصدق بالخاتم ÙˆÙيه نزلت آية الولاية وهي قوله تعالى: (Ø¥Ùنَّمَا ÙˆÙŽÙ„ÙيّÙÙƒÙم٠اللّه٠وَرَسÙولÙه٠وَالَّذÙينَ آمَنÙواْ الَّذÙينَ ÙŠÙÙ‚ÙيمÙونَ الصَّلوةَ ÙˆÙŽÙŠÙؤْتÙونَ الزَّكَوةَ ÙˆÙŽÙ‡Ùمْ رَاكÙعÙونَ)
مكان المناسبة: المدينة المنورة. زمان المناسبة: (ÙÙŠ 24/12/9 هـ) قال الشيخ المÙيد ÙÙŠ مسار الشيعة ص 41 ÙˆÙÙŠ اليوم الرابع والعشرين منه (أي من ذي الØجة) باهلَ رسول٠الله صلى الله عليه وآله بأمير٠المؤمنين، ÙˆÙاطمة، والØسن، والØسين عليهم السلام، نصارى نجران، وجاءَ بذكر٠المباهلة٠به وبزوجته وولديه Ù…Øكم التبيان. ÙˆÙيه تصدق أمير المؤمنين صلوات الله عليه بخاتمÙÙ‡ÙØŒ Ùنزلتْ بولايته ÙÙŠ القرآن. انتهى
وقال السيد ابن طاووس ÙÙŠ إقبال الأعمال ج 2 ص 371 روينا ذلك عن جماعة من الأعيان والإخوان، Ø£Øدهم جدي أبو جعÙر الطوسي Ùيما يذكره ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…ØµØ¨Ø§Ø ÙÙŠ اليوم الرابع والعشرين من ذي الØجة، Ùقال ما هذا Ù„Ùظه: ÙÙŠ هذا اليوم تصدق أمير المؤمنين صلوات الله عليه بخاتمه وهو راكع للصلاة Ùيه. انتهى
وقد أجمعت الإمامية على القول بنزول هذه الآية ÙÙŠ أمير المؤمنين عليه السلام، وايضا على القول بدلالتها على الإمامة والخلاÙØ©ØŒ قال شيخ الطائÙØ© الطوسي رØمه الله (توÙÙŠ 460 هـ) ÙÙŠ تÙسير التبيان ج 3 ص 558 اختلÙوا Ùيمن نزلت هذه الآية Ùيه، Ùروى أبو بكر الرازي ÙÙŠ كتاب Ø£Øكام القرآن على ما Øكاه المغربي عنه، والطبري، والرماني، ومجاهد، والسدي: انها نزلت ÙÙŠ علي (ع) Øين تصدق بخاتمه وهو راكع. وهو قول أبي جعÙر وأبي عبد الله (ع) وجميع علماء أهل البيت.
إلى أن قال: واعلم ان هذه الآية من الأدلة الواضØØ© على إمامة أمير المؤمنين (ع) بعد النبي بلا Ùصل. ووجه الدلالة Ùيها: أنه قد ثبت أن الولي ÙÙŠ الآية بمعنى الأولى والأØÙ‚ØŒ وثبت ايضا أن المعنيّ بقوله: (وَالَّذÙينَ آمَنÙواْ) أمير المؤمنين (ع). Ùإذا ثبت هذان الأصلان، دل على إمامته، لأن كل من قال: ان معنى الولي ÙÙŠ الآية ما ذكرناه قال إنها خاصة Ùيه، ومن قال باختصاصها به (ع) قال المراد بها الإمامة.... انتهى
وقال أمين الإسلام الشيخ الطبرسي (توÙÙŠ 548 هـ) بعد أن روى بإسناده رواية عن أبي ذر رضي الله عنه ÙÙŠ نزول الآية ÙÙŠ أمير المؤمنين عليه السلام قال: وروى هذا الخبر أبو إسØاق الثعلبي ÙÙŠ تÙسيره بهذا الإسناد بعينه، وروى أبو بكر الرازي ÙÙŠ كتاب Ø£Øكام القرآن على ما Øكاه المغربي عنه، والرماني، والطبري، أنها نزلت ÙÙŠ علي Øين تصدق بخاتمه، وهو راكع، وهو قول مجاهد، والسدي، والمروي عن أبي جعÙر عليه السلام، وأبي عبد الله عليه السلام، وجميع علماء أهل البيت.
إلى أن قال: وهذه الآية من Ø£ÙˆØ¶Ø Ø§Ù„Ø¯Ù„Ø§Ø¦Ù„ على صØØ© إمامة علي بعد النبي بلا Ùصل، والوجه Ùيه أنه إذا ثبت أن Ù„Ùظة (ÙˆÙŽÙ„ÙيّÙÙƒÙÙ…Ù) تÙيد من هو أولى بتدبير أموركم، ويجب طاعته عليكم، وثبت أن المراد بـ (الَّذÙينَ آمَنÙواْ) علي، ثبت النص عليه بالإمامة ووضØØŒ والذي يدل على الأول هو الرجوع إلى اللغة، Ùمن تأملها علم أن القوم نصوا على ذلك، وقد ذكرنا قول أهل اللغة Ùيه قبل، Ùلا وجه لإعادته.... انظر تÙسير مجمع البيان ج 3 ص 362
ومن الروايات الواردة من طرق أهل البيت عليهم السلام، ما رواه العياشي ÙÙŠ تÙسيره ج 1 ص 327 عن خالد بن يزيد، عن المعمر بن المكي، عن اسØÙ‚ بن عبد الله بن Ù…Øمد بن على بن الØسين عليه السلام، عن الØسن بن زيد، عن أبيه زيد بن الØسن، عن جده (ع) قال: سمعت عمار بن ياسر يقول: وق٠لعلى بن أبي طالب عليه السلام سائل وهو راكع ÙÙŠ صلاة تطوع، Ùنزع خاتمه Ùأعطاه السائل، Ùأتى رسول الله صلى الله عليه وآله Ùاعلمه بذلك، Ùنزل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية: (Ø¥Ùنَّمَا ÙˆÙŽÙ„ÙيّÙÙƒÙم٠اللّه٠وَرَسÙولÙه٠وَالَّذÙينَ آمَنÙواْ الَّذÙينَ ÙŠÙÙ‚ÙيمÙونَ الصَّلوةَ ÙˆÙŽÙŠÙؤْتÙونَ الزَّكَوةَ ÙˆÙŽÙ‡Ùمْ رَاكÙعÙونَ) إلى آخر الآية، Ùقرأها رسول الله صلى الله عليه واله علينا، ثم قال: من كنت مولاه Ùعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
وستأتي رواية أخرى من الكاÙÙŠ الشري٠إن شاء الله تعالى...
ثانيا: الغدير ÙˆÙيه نزلت آية البلاغ وهي قوله تعالى: (يَا أَيّÙهَا الرَّسÙول٠بَلّÙغْ مَا Ø£ÙنزÙÙ„ÙŽ Ø¥Ùلَيْكَ Ù…ÙÙ† رَّبّÙÙƒÙŽ ÙˆÙŽØ¥ÙÙ† لَّمْ تَÙْعَلْ Ùَمَا بَلَّغْتَ رÙسَالَتَه٠وَاللّه٠يَعْصÙÙ…ÙÙƒÙŽ Ù…ÙÙ†ÙŽ النَّاس٠إÙنَّ اللّهَ لاَ يَهْدÙÙŠ الْقَوْمَ الْكَاÙÙرÙينَ). وايضا نزلت Ùيه آية إكمال الدين وهي قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْت٠لَكÙمْ دÙينَكÙمْ وَأَتْمَمْت٠عَلَيْكÙمْ Ù†ÙعْمَتÙÙŠ وَرَضÙيت٠لَكÙم٠الإÙسْلاَمَ دÙينًا).
مكان وزمان المناسبة: ÙÙŠ غدير خم، قال ياقوت الØموي ÙÙŠ معجم البلدان ج 2 ص 389: قال الزمخشري: خم اسم رجل صباغ أضي٠إليه الغدير الذي هو بين مكة والمدينة بالجØÙØ©ØŒ وقيل: هو على ثلاثة أميال من الجØÙØ©ØŒ وذكر صاØب المشارق أن خما اسم غيضة هناك وبها غدير نسب إليها، قال: وخم موضع تصب Ùيه عين بين الغدير والعين، وبينهما مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال عرام: ودون الجØÙØ© على ميل غدير خم، وواديه يصب ÙÙŠ البØر، لا نبت Ùيه غير المرخ والثمام والاراك والعشر. انتهى
وكان ذلك ÙÙŠ (18/12/10 هـ)
روى الشيخ الصدوق قدس سره (توÙÙŠ 381 هـ) ÙÙŠ الخصال ص 65 قال: Øدثنا Ù…Øمد بن الØسن بن Ø£Øمد بن الوليد رضي الله عنه قال: Øدثنا Ù…Øمد بن الØسن الصÙار، عن Ù…Øمد بن الØسين بن أبي الخطاب، ويعقوب بن يزيد جميعا، عن Ù…Øمد بن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن معرو٠بن خربوذ، عن أبي الطÙيل عامر بن واثلة، عن ØذيÙØ© بن أسيد الغÙاري قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من Øجة الوداع ونØÙ† معه، أقبل Øتى انتهى إلى الجØÙØ©ØŒ Ùأمر أصØابه بالنزول Ùنزل القوم منازلهم، ثم نودي بالصلاة Ùصلى بأصØابه ركعتين، ثم أقبل بوجهه إليهم Ùقال لهم: إنه قد نبأني اللطي٠الخبير أني ميت وأنكم ميتون، وكأني قد دعيت Ùأجبت وأني مسؤول عما أرسلت به إليكم، وعما خلÙت Ùيكم من كتاب الله ÙˆØجته وأنكم مسؤولون، Ùما أنتم قائلون لربكم ØŸ قالوا: نقول: قد بلّغت ونصØت وجاهدت، Ùجزاك الله عنا Ø£Ùضل الجزاء. ثم قال لهم: ألستمْ تشهدون أن لا إله إلا الله ØŸ وأني رسول الله إليكم ØŸ وأن الجنة ØÙ‚ ØŸ وأن النار ØÙ‚ ØŸ وأن البعث بعد الموت ØÙ‚ ØŸ Ùقالوا: نشهد بذلك. قال: اللهم اشهد على ما يقولون، ألا وإني اشهدكم أني أشهد أن الله مولاي، وأنا مولى كل مسلم، وأنا أولى بالمؤمنين من أنÙسهم، Ùهل تقرون لي بذلك ØŸ وتشهدون لي به ØŸ Ùقالوا: نعم، نشهد لك بذلك. Ùقال: ألا من كنت٠مولاه Ùإن علياً مولاه، وهو هذا، ثم أخذَ بيد علي٠عليه السلام ÙرÙعها مع يده Øتى بدت آباطهما، ثم قال: اللهم وال٠من والاه، وعاد٠من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، ألا وإني Ùرطكم وأنتم واردون علي الØوض، Øوضي غداً وهو Øوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء Ùيه Ø£Ù‚Ø¯Ø§Ø Ù…Ù† Ùضة عدد نجوم السماء، ألا وإني سائلكم غداً ماذا صنعتم Ùيما أشهدت الله به عليكم ÙÙŠ يومكم هذا إذا وردتم عليّ Øوضي، وماذا صنعتم بالثقلين من بعدي Ùانظروا كي٠تكونون خلÙتموني Ùيهما Øين تلقوني ØŸ قالوا: وما هذان الثقلان يا رسول الله ØŸ قال: أما الثقل الأكبر، Ùكتاب الله عز وجل، سبب ممدود من الله ومني ÙÙŠ أيديكم، طرÙÙ‡ بيد الله والطر٠الآخر بأيديكم، Ùيه علم ما مضى وما بقي إلى أن تقوم الساعة، وأما الثقل الأصغر Ùهو Øلي٠القرآن وهو علي بن أبي طالب Ùˆ عترته عليهم السلام، وإنهما لن ÙŠÙترقا Øتى يردا علي الØوض. قال معرو٠بن خربوذ: Ùعرضت هذا الكلام على أبي جعÙر عليه السلام Ùقال: صدق أبو الطÙيل رØمه الله هذا الكلام وجدناه ÙÙŠ كتاب علي عليه السلام وعرÙناه.
قال الشيخ الصدوق: ÙˆØدثنا أبي رضي الله عنه قال: Øدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن Ù…Øمد بن أبي عمير. ÙˆØدثنا جعÙر بن Ù…Øمد بن مسرور رضي الله عنه قال: Øدثنا الØسين بن Ù…Øمد ابن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن Ù…Øمد بن أبي عمير. ÙˆØدثنا Ù…Øمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: Øدثنا علي بن الØسين السعد آبادي، عن Ø£Øمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن Ù…Øمد بن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن معرو٠بن خربوذ، عن أبي الطÙيل عامر بن واثلة، عن ØذيÙØ© بن أسيد الغÙاري بمثل هذا الØديث سواء. قال مصن٠هذا الكتاب أدام الله عزه: الأخبار ÙÙŠ هذا المعنى كثيرة وقد أخرجتها ÙÙŠ كتاب المعرÙØ© ÙÙŠ الÙضائل. انتهى ما ÙÙŠ الخصال.
وذكر الشيخ المÙيد رØمه الله (توÙÙŠ 413 هـ) ÙÙŠ الإرشاد ج 1 ص 174 Øادثة الغدير الخالدة بما يقتضيه الجمع بين الروايات Ùقال: ولما قضى رسول الله صلى الله عليه وآله نسكه، أشرك عليا عليه السلام ÙÙŠ هديه، وقÙÙ„ إلى المدينة وهو معه والمسلمون، Øتى انتهى إلى الموضع المعرو٠بغدير خم، وليس بموضع إذ ذاك للنزول لعدم الماء Ùيه والمرعى، Ùنزل صلى الله عليه وآله ÙÙŠ الموضع ونزل المسلمون معه.
وكان سبب نزوله ÙÙŠ هذا المكان نزول القرآن عليه بنصبه أمير المؤمنين عليه السلام خليÙØ© ÙÙŠ الأمة من بعده، وقد كان تقدم الوØÙŠ إليه ÙÙŠ ذلك من غير توقيت له Ùأخره Ù„Øضور وقت يأمن Ùيه الإختلا٠منهم عليه، وعلم الله سبØانه أنه إن تجاوز غدير خم انÙصل عنه كثير من الناس إلى بلادهم وأماكنهم وبواديهم، Ùأراد الله تعالى أن يجمعهم لسماع النص على أمير المؤمنين عليه السلام تأكيدا للØجة عليهم Ùيه.
Ùأنزل جلت عظمته عليه: (يَا أَيّÙهَا الرَّسÙول٠بَلّÙغْ مَا Ø£ÙنزÙÙ„ÙŽ Ø¥Ùلَيْكَ Ù…ÙÙ† رَّبّÙÙƒÙŽ) يعني ÙÙŠ استخلا٠علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام والنص بالإمامة عليه (ÙˆÙŽØ¥ÙÙ† لَّمْ تَÙْعَلْ Ùَمَا بَلَّغْتَ رÙسَالَتَه٠وَاللّه٠يَعْصÙÙ…ÙÙƒÙŽ Ù…ÙÙ†ÙŽ النَّاسÙ) Ùأكد به الÙرض عليه بذلك، وخوÙÙ‡ من تأخير الأمر Ùيه، وضمن له العصمة ومنع الناس منه.
Ùنزل رسول الله صلى عليه وآله المكان الذي ذكرناه، لما وصÙناه من الأمر له بذلك وشرØناه، ونزل المسلمون Øوله، وكان يوما قائظا شديد الØر، Ùأمر عليه السلام بدوØات هناك Ùقم ما تØتها، وأمر بجمع الرØال ÙÙŠ ذلك المكان، ووضع بعضها على بعض، ثم أمر مناديه Ùنادى ÙÙŠ الناس بالصلاة، Ùاجتمعوا من رØالهم إليه، وإن أكثرهم ليل٠رداءه على قدميه من شدة الرمضاء.
Ùلما اجتمعوا صعد (عليه وآله السلام) على تلك الرØال Øتى صار ÙÙŠ ذروتها، ودعا أمير المؤمنين عليه السلام Ùرقى معه Øتى قام عن يمينه، ثم خطب للناس ÙØمد الله وأثنى عليه، ووعظ Ùابلغ ÙÙŠ الموعظة، ونعى إلى الأمة Ù†Ùسه، Ùقال عليه وآله السلام: (إني قد دعيت ويوشك أن أجيب، وقد Øان مني Ø®Ùو٠من بين أظهركم، وإني مخل٠Ùيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن ÙŠÙترقا Øتى يردا علي الØوض).
ثم نادى بأعلى صوته: ألست٠أولى بكم منكم بأنÙسكم ØŸ Ùقالوا: اللهم بلى. Ùقال لهم على النسق، وقد أخذ بضبعي أمير المؤمنين عليه السلام ÙرÙعهما Øتى رئي بياض إبطيهما وقال: Ùمن كنت مولاه Ùهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.
ثم نزل صلى الله عليه وآله، وكان وقت الظهيرة، Ùصلى ركعتين، ثم زالت الشمس Ùأذن مؤذنه لصلاة الÙرض Ùصلى بهم الظهر، وجلس صلى الله عليه وآله ÙÙŠ خيمته، وأمر عليا أن يجلس ÙÙŠ خيمة له بإزائه، ثم أمر المسلمين أن يدخلوا عليه Ùوجاً Ùوجاً Ùيهنؤوه بالمقام، ويسلموا عليه بإمرة المؤمنين، ÙÙعل الناس ذلك كلهم، ثم أمر أزواجه وجميع نساء المؤمنين معه أن يدخلن عليه، ويسلمن عليه بإمرة المؤمنين ÙÙعلن.
وكان ممن أطنب ÙÙŠ تهنئته بالمقام عمر بن الخطاب Ùأظهر له المسرة به وقال Ùيما قال: بخ٠بخ٠يا علي، أصبØت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
وجاء Øسان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله Ùقال له: يا رسول الله، إئذن لي أن أقول ÙÙŠ هذا المقام ما يرضاه الله ØŸ Ùقال له: قل يا Øسان على اسم الله. Ùوق٠على نشز من الأرض، وتطاول المسلمون لسماع كلامه، Ùأنشا يقول:
يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم وأسمع بالرسول مناديا وقال: Ùمن مولاكم ووليكم ØŸ Ùقالوا ولم يبدوا هناك التعاديا إلهك مولانا وأنت ولينا ولن تجدن منا لك اليوم عاصيا Ùقال له: قم يا علي Ùإنني رضيتك من بعدي إماما وهاديا Ùمن كنت مولاه Ùهذا وليه Ùكونوا له أنصار صدق مواليا هناك دعا: اللهم وال وليه وكن للذي عادى عليا معاديا Ùقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تزال يا Øسان مؤيدا Ø¨Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ ما نصرتنا بلسانك. انتهى ما ÙÙŠ الإرشاد
والروايات من طرق الشيعة ومن طرق السنة كثيرة جداً، والغرض ÙÙŠ هذا الموضوع استعراض ما جرى، وليس استقصاء الروايات، ÙاكتÙÙŠ بهذا المقدار...
رد الشبهة الوهابية: بأدنى تأمل ستدرك أن الشبهة غير موجودة من الأساس، Ùآية الولاية تنص على أن أمير المؤمنين عليه السلام هو ولي المؤمنين (Ø¥Ùنَّمَا ÙˆÙŽÙ„ÙيّÙÙƒÙم٠اللّه٠وَرَسÙولÙه٠وَالَّذÙينَ آمَنÙواْ الَّذÙينَ ÙŠÙÙ‚ÙيمÙونَ الصَّلوةَ ÙˆÙŽÙŠÙؤْتÙونَ الزَّكَوةَ ÙˆÙŽÙ‡Ùمْ رَاكÙعÙونَ)... أما آية البلاغ Ùهي لا تنص على الولاية، وإنما تأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بتبليغها للناس (يَا أَيّÙهَا الرَّسÙول٠بَلّÙغْ مَا Ø£ÙنزÙÙ„ÙŽ Ø¥Ùلَيْكَ Ù…ÙÙ† رَّبّÙÙƒÙŽ ÙˆÙŽØ¥ÙÙ† لَّمْ تَÙْعَلْ Ùَمَا بَلَّغْتَ رÙسَالَتَه٠وَاللّه٠يَعْصÙÙ…ÙÙƒÙŽ Ù…ÙÙ†ÙŽ النَّاس٠إÙنَّ اللّهَ لاَ يَهْدÙÙŠ الْقَوْمَ الْكَاÙÙرÙينَ)...
Ùإن قال قائل: قد نصت آية الولاية على ذلك... قلنا له: نعم، لكنها تØتاج إلى تبيين، Ùهي لم ØªØµØ±Ø Ø¨Ø§Ø³Ù… من نزلت Ùيه، Ùلو قرأها المسلم أل٠مرة Ùلن يستطيع أن يعر٠سبب نزولها إلا بعد أن يتعلم ذلك من الروايات، وقد قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا Ù…ÙÙ† قَبْلÙÙƒÙŽ Ø¥Ùلاَّ رÙجَالاً نّÙÙˆØÙÙŠ Ø¥ÙلَيْهÙمْ ÙَاسْأَلÙواْ أَهْلَ الذّÙكْر٠إÙÙ† ÙƒÙنتÙمْ لاَ تَعْلَمÙونَ * بÙالْبَيّÙنَات٠وَالزّÙبÙر٠وَأَنزَلْنَا Ø¥Ùلَيْكَ الذّÙكْرَ Ù„ÙتÙبَيّÙÙ†ÙŽ Ù„Ùلنَّاس٠مَا Ù†ÙزّÙÙ„ÙŽ Ø¥ÙلَيْهÙمْ وَلَعَلَّهÙمْ يَتَÙَكَّرÙونَ)...
هذا من جهة، ومن جهة أخرى نقول: ان الإمامة والولاية أصل من أصول الدين، وتبليغ الأصول ليس كتبليغ الÙروع... Ùلا يعقل أن يكون تبليغ مسئلة Ùقهية ÙƒØكم السهو ÙÙŠ الصلاة مثلا، بنÙس طريقة تبليغ أصول العقائد...
وهذا ÙˆØ§Ø¶Ø Øتى من واقع سيرة العقلاء ÙÙŠ الأمور الدنيوية، Ùلو أردا مدير مؤسسة أن يبلغ الموظÙين بقرار جديد، Ùتارة يبلغ مدراء الإدارات المختلÙØ© ليقوموا هم بدورهم بتبليغ موظÙيهم، وتارة يصدر خطاباً ليعلق على لوØØ© الإعلانات، وتارة لا يكتÙÙŠ بكل ذلك، بل يأمر بتبليغ ذلك القرار للموظÙين واØداً واØداً، ويأخذ إقراراً من كل واØد منهم على أن القرار قد بلغه، ÙˆÙهم Ù…Øتواه...
والإختلا٠ÙÙŠ هذه الطرق تابع لأهمية ذلك القرار، وبمثل ذلك انظر إلى القرارات التي تتخذها الدول والØكومات، Ùهل ترى أنها تÙبلَغ بأسلوب٠واØد ؟؟؟ ولما كانت الإمامة والولاية من أصول الدين التي يجب على كل مسلم الاعتقاد بها، وجب Øينئذ تبليغها للناس بالكيÙية التي تتناسب وأهميتها... Ùأمرٌ خطير وكبير كهذا، لا يكÙÙŠ أن ÙŠÙبَلَغ لواØد أو اثنين أو عشرة، وقد روى الكليني (توÙÙŠ 328 هـ) ÙÙŠ الكاÙÙŠ ج 2 ص 18 عن علي بن ابراهيم، عن أبيه وعبد الله بن الصلت جميعا، عن Øماد بن عيسى، عن Øريز بن عبد الله، عن زرارة، عن أبي جعÙر (عليه السلام) قال: بني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة، والزكاة، والØج، والصوم، والولاية. قال زرارة: Ùقلت: وأي شئ من ذلك Ø£Ùضل ØŸ Ùقال: الولاية Ø£Ùضل، لأنها Ù…ÙتاØهن والوالي هو الدليل عليهن... إلى أن قال عليه السلام: ذروة الأمر وسنامه ومÙتاØÙ‡ وباب الأشياء ورضا الرØمن: الطاعة للإمام بعد معرÙته، إن الله عز وجل يقول: (مَّنْ ÙŠÙØ·Ùع٠الرَّسÙولَ Ùَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ ÙˆÙŽÙ…ÙŽÙ† تَوَلَّى Ùَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهÙمْ ØÙŽÙÙيظًا) أما لو أن رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله ÙˆØج جميع دهره ولم يعر٠ولاية ولي الله Ùيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته إليه، ما كان له على الله عز وجل ØÙ‚ ÙÙŠ ثوابه، ولا كان من أهل الإيمان... انتهى
Ùأمرٌ بهذه الأهمية، يجب أن يبلغ للناس بالكيÙية التي تتناسب ومكانته، وهذا ما يقول به Øتى ابن تيمية، Ùقد قال ÙÙŠ منهاج سنته ج 4 ص 94 وقوله روى ابن الجوزي بإسناده إلى ابن عمر قال، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج ÙÙŠ آخر الزمان رجل من ولدي إسمه كاسمي وكنيته كنيتي، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا Ùذلك هو المهدي. Ùيقال: الجواب من وجوه: Ø£Øدها: أنكم لا تØتجون بأØاديث أهل السنة، Ùمثل هذا الØديث لا ÙŠÙيدكم Ùائدة، وإن قلتم هو Øجة على أهل السنة، Ùنذكر كلامهم Ùيه. الثاني: إن هذا من أخبار الآØاد، Ùكي٠يثبت به أصل الدين الذي لا ÙŠØµØ Ø§Ù„Ø¥ÙŠÙ…Ø§Ù† إلا به ؟؟؟ الثالث: .... الخ كلامه
إذا Ùآية الولاية هي نص على أمير المؤمنين عليه السلام بالخلاÙØ© والإمامة، بلا ريبÙØŒ لكنها تØتاج إلى تبيين، وعليه Ùلو ان مسلما قرأها ولكن لم يبلغه سبب نزولها، أو بلغه لكن لم يثبت لديه صØØ© النقل، ÙØينئذ له أن ÙŠØتج على الله تعالى، وهذا خلا٠سنة الله: (Ù‚Ùلْ ÙÙŽÙ„Ùلّه٠الْØÙجَّة٠الْبَالÙغَة٠Ùَلَوْ شَاء لَهَدَاكÙمْ أَجْمَعÙينَ)...
ولا شك أن النصوص الأخرى ÙƒØديث الدار، ÙˆØديث المنزلة، ÙˆØديث الطير، ÙˆØديث مدينة العلم، ÙˆØديث الثقلين، وآية التطهير، وكل النصوص التي يستند عليها الإمامية ÙÙŠ إثبات النص تجري مجرى آية الولاية، Ùكلها نصوص صريØØ© على المقصود...
لكل ما تقدم كان من الضروري تبليغ الولاية بالشكل والØجم الذي يليق بقيمتها ÙÙŠ الإسلام، وقد اختار الله تعالى أن يكون ذلك ÙÙŠ Øجة الوداع Øيث الإجتماع الكبير للمسلمين، وقد روي أن عدد المسلمين آنذاك 90.000 على أقل الروايات، وربما قيل 124.000 مسلم...
وقد روى الكليني رضوان الله عليه ما يستÙاد منه بعض ما تقدم ÙÙŠ الكاÙÙŠ ج 1 ص 289 عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن زرارة، والÙضيل بن يسار، وبكير بن أعين، ومØمد بن مسلم، وبريد بن معاوية، وأبي الجارود، جميعا عن أبي جعÙر عليه السلام قال: أمر الله عز وجل رسوله بولاية علي وأنزل عليه (Ø¥Ùنَّمَا ÙˆÙŽÙ„ÙيّÙÙƒÙم٠اللّه٠وَرَسÙولÙه٠وَالَّذÙينَ آمَنÙواْ الَّذÙينَ ÙŠÙÙ‚ÙيمÙونَ الصَّلوةَ ÙˆÙŽÙŠÙؤْتÙونَ الزَّكَوةَ). ÙˆÙرض ولاية أولي الأمر، Ùلم يدروا ما هي، Ùأمر الله Ù…Øمدا صلى الله عليه وآله أن ÙŠÙسر لهم الولاية، كما Ùسر لهم الصلاة، والزكاة، والصوم، والØج، Ùلما أتاه ذلك من الله، ضاق بذلك صدر رسول الله صلى الله عليه وآله، وتخو٠أن يرتدوا عن دينهم، وأن يكذبوه، Ùضاق صدره، وراجع ربه عز وجل، ÙأوØÙ‰ الله عز وجل إليه: (يَا أَيّÙهَا الرَّسÙول٠بَلّÙغْ مَا Ø£ÙنزÙÙ„ÙŽ Ø¥Ùلَيْكَ Ù…ÙÙ† رَّبّÙÙƒÙŽ ÙˆÙŽØ¥ÙÙ† لَّمْ تَÙْعَلْ Ùَمَا بَلَّغْتَ رÙسَالَتَه٠وَاللّه٠يَعْصÙÙ…ÙÙƒÙŽ Ù…ÙÙ†ÙŽ النَّاسÙ). Ùصدع بأمر الله تعالى ذكره، Ùقام بولاية علي عليه السلام يوم غدير خم، Ùنادى الصلاة جامعة وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب. قال عمر بن أذينة: قالوا جميعا غير أبي الجارود: وقال أبو جعÙر عليه السلام: وكانت الÙريضة تنزل بعد الÙريضة الأخرى، وكانت الولاية آخر الÙرائض، Ùأنزل الله عز وجل: (الْيَوْمَ أَكْمَلْت٠لَكÙمْ دÙينَكÙمْ وَأَتْمَمْت٠عَلَيْكÙمْ Ù†ÙعْمَتÙÙŠ). قال أبو جعÙر عليه السلام: يقول الله عز وجل: لا أنزل عليكم بعد هذه Ùريضة، قد أكملت لكم الÙرائض. انتهى
وخلاصة الكلام ان نقول: آية الولاية تØتاج إلى تبيين لتتم Øجة الله على الناس كاÙØ©ØŒ ولما كانت الولاية أصل من أصول الدين ناسب أن يكون تبليغها بالمستوى اللائق بها، Ùأمر النبي صلى الله عليه وآله بتبليغ الولاية ÙÙŠ ذلك المجتمع الØاÙÙ„...
آية البلاغ ÙÙŠ تÙاسير أهل السنة: وإتماماً للÙائدة، ÙˆÙ„ØªØªØ¶Ø Ù…ÙƒØ§Ù†Ø© الإمامة وأهميتها ÙÙŠ القرآن الكريم، أرى من المناسب نقل ونقد رأي أهل السنة ÙÙŠ تÙسير آية البلاغ، Ùبعد أن تعرÙنا على رأي الشيعة ÙÙŠ تÙسيرها، Ùلنتعر٠على رأي أهل السنة، وسأقوم بنقل كلام القرطبي ÙÙŠ تÙسير الآية ثم أورد عليه إشكالاً، وقبل ذلك أمهد بعدة أمور، لا بد من معرÙتها Øتى ندرك مدى ابتعاد القرطبي عن الصواب:
الأمر الأول: آية البلاغ مدنية، نزلت ÙÙŠ أواخر Øياة النبي صلى الله عليه وآله، بل قيل انها آخر ما نزل على الإطلاق: يبدو أن الإجماع قد انعقد بين الÙريقين على أن آية البلاغ نزلت ÙÙŠ أواخر Øياة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، ولهذا الإجماع أهمية بالغة Ø³ØªØªØ¶Ø Ùيما بعد، وقد تقدم نقل نصوص الشيعة Ùيما سبق، وهذه بعض النصوص من تÙاسير أهل السنة: قال ابن الجوزي ÙÙŠ زاد المسير ج 2 ص 302 والثاني: أن هذه الآية نزلت بعدما جرى عليه ذلك، لأن المائدة من أواخر ما نزل... وقال ابن كثير ÙÙŠ تÙسيره ج 2 ص 81 والصØÙŠØ: أن هذه الآية مدنية، بل هي من أواخر ما نزل بها، والله أعلم.
وقال الØاكم ÙÙŠ المستدرك ج 2 ص 311 Øدثنا أبو العباس Ù…Øمد بن يعقوب، ثنا بØر بن نصر الخولاني، قال قرئ على عبد الله بن وهب اخبرك معاية ابن ØµØ§Ù„Ø Ø¹Ù† ابى الزاهرية عن جبير بن Ù†Ùير قال: Øججت Ùدخلت على عائشة رضي الله عنها Ùقالت لي يا جبير تقرأ المائدة ØŸ Ùقلت: نعم، قالت: أما إنها آخر سورة نزلت، Ùما وجدتم Ùيها من Øلال ÙاستØلوه، وما وجدتم من Øرام ÙØرموه. قال الØاكم: هذا Øديث صØÙŠØ Ø¹Ù„Ù‰ شرط الشيخين ولم يخرجاه .
قال ÙˆØدثنا أبو العباس، ثنا بØر بن نصر قال قرئ على ابن وهب اخبرك Øيى بن عبد الله المعاÙرى قال سمعت ابا عبد الرØمن الØبلى Øدث عن عبد الله بن عمرو: ان آخر سورة نزلت سورة المائدة. قال الØاكم: هذا Øديث صØÙŠØ Ø¹Ù„Ù‰ شرط الشيخين ولم يخرجاه.
قلتÙ: وشهد الألباني بصØØ© الإسنادين، قال ÙÙŠ إرواء الغليل ج 1 ص 139 ومثله بل وأجود منه Øديث جربر المتقدم، Ùإن ÙÙŠ رواياته الصØÙŠØØ© أنه رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) ÙŠÙ…Ø³Ø Ø¹Ù„Ù‰ الخÙين بعد نزول سورة المائدة، وهي آخر سورة نزلت "كما قالت عائشة وعبد الله بن عمر، Ùيما رواه الØاكم (2/311) بإسنادين صØÙŠØين عنهما". انتهى
الأمر الثاني: آية البلاغ نزلت قبل آية الإكمال: بعد أن عرÙنا أن الآيتين نزلتا ÙÙŠ المدينة، بل من أواخر ما نزل من القرآن، Øيث ان كلتاهما ÙÙŠ سورة المائدة، ولا أراني بØاجة للرجوع إلى الكتب والمصادر للتعر٠على الدليل، Ùالرجوع إلى الآيتين يغني عند كل دليل، Ùآية البلاغ تدل على أن الدين بعد٠لما يكتمل، وآية الإكمال تدل على أنه قد اكتمل، وكÙÙ‰ بهذا برهاناً ÙˆØجة...
الأمر الثالث: المكي والمدني من القرآن الكريم: إذا قال المÙسرون أن الآية أو السورة الÙلانية مدنية، Ùيقصدون أنها نزلت بعد الهجرة، وإن كان نزولها خارج المدينة، بل وإن كان نزولها ÙÙŠ مكة، والدليل على ذلك سورة النصر، قال القرطبي ÙÙŠ تÙسيره ج 20 ص 229 تÙسير سورة (النصر) وهي مدنية بإجماع، وتسمى سورة (التوديع) وهي ثلاث آيات، وهي آخر سورة نزلت جميعا قاله ابن عباس ÙÙŠ صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù… ... إلى أن قال القرطبي ص 233 وقال ابن عمر: نزلت هذه السورة بمنى، ÙÙŠ Øجة الوداع. انتهى إذاً Ùعلى الرغم من نزول سورة النصر ÙÙŠ مكة، إلا أنها ÙÙŠ Ø§ØµØ·Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Ùسرين مدنية بإجماعأ أض٠إلى ذلك Ù†Ùس آية إكمال الدين التي قالوا انها نزلت ÙÙŠ مكة بيوم عرÙØ©ØŒ ومع ذلك Ùإن سورة المائدة كلها مدنية...
الأمر الرابع: هل نزلت آيات، وشرّعت Ø£Øكام، بعد نزول آية إكمال الدين ØŸ يذهب أهل السنة إلى أن آية إكمال الدين قد نزلت ÙÙŠ أواخر Øياة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، وتØديدا ÙÙŠ يوم عرÙØ©ØŒ وروى البخاري ÙÙŠ ذلك رواية عن عمر. وبالرغم من ذلك Ùإنهم يذهبون ايضاً إلى أن هناك آيات قد أنزلت، وأØكام قد شرعت، بعد نزول آية إكمال الدين، قال القرطبي ÙÙŠ تÙسيره ج 6 ص 61 والدين عبارة عن الشرائع التي شرع ÙˆÙØªØ Ù„Ù†Ø§ØŒ Ùإنها نزلت نجوماً وآخر ما نزل منها هذه الآية، ولم ينزل بعدها Øكم، قاله ابن عباس والسدي. قال: وقال الجمهور: المراد معظم الÙرائض والتØليل والتØريم، قالوا: وقد نزل بعد ذلك قرآن كثير، ونزلت آية الربا، ونزلت آية الكلالة إلى غير ذلك، وإنما كمل معظم الدين وأمر الØج، إذ لم يط٠معهم ÙÙŠ هذه السنة مشرك، ولا طا٠بالبيت عريان، ووق٠الناس كلهم بعرÙØ©. انتهى
وقال ابن الجوزي ÙÙŠ زاد المسير ج 1 ص 3 واختلÙوا ÙÙŠ آخر ما نزل، Ùروى البخاري ÙÙŠ Ø£Ùراده من Øديث ابن عباس قال: آخر آية أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم آية الربا، ÙˆÙÙŠ Ø£Ùراد مسلم عنه آخر سورة نزلت جميعا إذا جاء نصر الله والÙØªØ Ø§Ù„Ù†ØµØ±ØŒ وروى الضØاك عن ابن عباس قال: آخر آية أنزلت: (واتقوا يوما ترجعون Ùيه الى الله) البقرة وهذا مذهب سعيد بن جبير وأبي صالØ. وروى أبو إسØاق عن البراء قال: آخر آية نزلت: (يستÙتونك قل الله ÙŠÙتيكم ÙÙŠ الكلالة) النساء وآخر سورة نزلت براءة . وروي عن أبي بن كعب أن آخر آية نزلت (لقد جاءكم رسول من أنÙسكم) التوبة الى آخر السورة. انتهى
ÙˆÙÙŠ صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±Ù‰ ج 5 ص 164قال: Øدثنا قبيصة بن عقبة، Øدثنا سÙيان، عن عاصم، عن الشعبي، عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: آخر آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم آية الربا.
ÙˆÙÙŠ ج 5 ص 202 قال البخاري: Øدثنا أبو الوليد، Øدثنا شعبة، عن أبى اسØÙ‚ قال: سمعت البراء رضى الله عنه يقول: آخر آية نزلت: (يستÙتونك قل الله ÙŠÙتيكم ÙÙŠ الكلالة) وآخر سورة نزلت براءة.
وقد جمع بينهما ابن Øجر ÙÙŠ ÙØªØ Ø§Ù„Ø¨Ø§Ø±ÙŠ ج 8 ص 153 Ùقال: Ùيجمع بينه وبين قول ابن عباس بأن الآيتين نزلتا جميعا، Ùيصدق أن كلاً منهما آخر بالنسبة لما عداهما، ويØتمل أن تكون الآخرية ÙÙŠ آية النساء مقيدة بما يتعلق بالمواريث مثلا، بخلا٠آية البقرة، ويØتمل عكسه والأول Ø£Ø±Ø¬Ø Ù„Ù…Ø§ ÙÙŠ آية البقرة من الإشارة إلى معنى الوÙاة المستلزمة لخاتمة النزول، ÙˆØكى ابن عبد السلام أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزول الآية المذكورة Ø£Øدا وعشرين يوما، وقيل سبعا. انتهى
والآن وبعد أن عرÙنا ما تقدم لنقرأ ما كتبه القرطبي ÙÙŠ تÙسير آية البلاغ: قال ÙÙŠ تÙسيره ج 6 ص 242 بعد أن ذكر الآية الكريمة: Ùيه مسئلتان: الأولى: قوله تعالى: (يَا أَيّÙهَا الرَّسÙول٠بَلّÙغْ مَا Ø£ÙنزÙÙ„ÙŽ Ø¥Ùلَيْكَ Ù…ÙÙ† رَّبّÙÙƒÙŽ). قيل: معناه أظهر التبليغ، لأنه كان ÙÙŠ أول الإسلام يخÙيه خوÙا من المشركين، ثم أمر بإظهاره ÙÙŠ هذه الآية، وأعلمه الله أنه يعصمه من الناس. وكان عمر رضى الله عنه أول من أظهر إسلامه وقال: لا نعبد الله سرا، ÙˆÙÙŠ ذلك نزلت: (يَا أَيّÙهَا النَّبÙيّ٠ØَسْبÙÙƒÙŽ اللّه٠وَمَن٠اتَّبَعَكَ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْمÙؤْمÙÙ†Ùينَ). Ùدلت الآية على رد قول من قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من أمر الدين تقية، وعلى بطلانه، وهم الراÙضة، ودلت على أنه صلى الله عليه وسلم لم يسر إلى Ø£Øد شيئا من أمر الدين، لأن المعنى بلغ جميع ما أنزل إليك ظاهرا، ولولا هذا ما كان ÙÙŠ قوله عز وجل: (ÙˆÙŽØ¥ÙÙ† لَّمْ تَÙْعَلْ Ùَمَا بَلَّغْتَ رÙسَالَتَهÙ) Ùائدة. وقيل: بلغ ما أنزل إليك من ربك ÙÙŠ أمر زينب بنت جØØ´ الأسدية رضي الله عنها. وقيل غير هذا.
والصØÙŠØ Ø§Ù„Ù‚ÙˆÙ„ بالعموم، قال ابن عباس: المعنى بلّغ جميع ما أنزل إليك من ربك، Ùإن كتمت شيئاً منه Ùما بلغت رسالته، وهذا تأديب للنبي صلى الله عليه وسلم، وتأديب Ù„Øملة العلم من أمته ألا يكتموا شيئاً من أمر شريعته، وقد علم الله تعالى من أمر نبيه أنه لا يكتم شيئاً من ÙˆØيه، ÙˆÙÙŠ صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù… عن مسروق عن عائشة أنها قالت: من Øدثك أن Ù…Øمداً صلى الله عليه وسلم كتم شيئاً من الوØÙŠ Ùقد كذب، والله تعالى يقول: (يَا أَيّÙهَا الرَّسÙول٠بَلّÙغْ مَا Ø£ÙنزÙÙ„ÙŽ Ø¥Ùلَيْكَ Ù…ÙÙ† رَّبّÙÙƒÙŽ ÙˆÙŽØ¥ÙÙ† لَّمْ تَÙْعَلْ Ùَمَا بَلَّغْتَ رÙسَالَتَهÙ).
ÙˆÙ‚Ø¨Ø Ø§Ù„Ù„Ù‡ الرواÙض (1) Øيث قالوا: إنه صلى الله عليه وسلم كتم شيئاً مما أوØÙ‰ إليه كان بالناس Øاجة إليه.
قوله تعالى: (وَاللّه٠يَعْصÙÙ…ÙÙƒÙŽ Ù…ÙÙ†ÙŽ النَّاسÙ) دليلٌ على نبوته، لأن الله عز وجل أخبر أنه معصوم، ومن ضمن سبØانه له العصمة Ùلا يجوز أن يكون قد ترك شيئاً مما أمره الله به.
وسبب نزول هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان نازلاً تØت شجرة Ùجاء أعرابي Ùاخترط سيÙÙ‡ وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: من يمنعك مني ØŸ Ùقال: " الله " Ùذعرتْ يد٠الأعرابي، وسقط السي٠من يده، وضرب برأسه الشجرة Øتى انتثر دماغه، ذكره المهدوي، وذكره القاضي عياض ÙÙŠ كتاب الشÙاء قال: وقد رويت هذه القصة ÙÙŠ الصØÙŠØØŒ وأن غورث ابن الØارث صاØب القصة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم عÙا عنه، Ùرجع إلى قومه وقال: جئتكم من عند خير الناس. وقد تقدم الكلام ÙÙŠ هذا المعنى ÙÙŠ هذه السورة عند قوله: (Ø¥Ùذْ هَمَّ قَوْمٌ Ø£ÙŽÙ† يَبْسÙØ·Ùواْ Ø¥ÙلَيْكÙمْ أَيْدÙÙŠÙŽÙ‡Ùمْ) مستوÙى، ÙˆÙÙŠ "النساء" أيضاً ÙÙŠ ذكر صلاة الخوÙ. ÙˆÙÙŠ صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù… عن جابر بن عبد الله قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة قبل نجد، Ùأدركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ÙÙŠ واد٠كثير العضاه، Ùنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تØت شجرة، Ùعلق سيÙÙ‡ بغصن من أغصانها، قال: وتÙرق الناس ÙÙŠ الوادي يستظلون بالشجر، قال Ùقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن رجلاً أتاني وأنا نائم Ùأخذ السي٠Ùاستيقظت وهو قائم على رأسي Ùلم أشعر إلا والسي٠مصلتاً ÙÙŠ يده، Ùقال لي: من يمنعك مني ØŸ قال، قلت: الله، ثم قال ÙÙŠ الثانية: من يمنعك مني ØŸ قال، قلت: الله، قال: Ùشام السي٠Ùها هو ذا جالس، ثم لم يعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وقال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لما بعثني الله برسالته ضقت بها ذرعا وعرÙت أن من الناس من يكذبني Ùأنزل الله هذه الآية) وكان أبو طالب يرسل كل يوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجالا من بني هاشم ÙŠØرسونه Øتى نزل: (وَاللّه٠يَعْصÙÙ…ÙÙƒÙŽ Ù…ÙÙ†ÙŽ النَّاسÙ) Ùقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عماه إن الله قد عصمني من الجن والإنس Ùلا اØتاج إلى من ÙŠØرسني).
قال القرطبي: قلتÙ: وهذا يقتضي أن ذلك كان بمكة، وأن الآية مكية وليس كذلك، وقد تقدم أن هذه السورة مدنية بإجماع، ومما يدل على أن هذه الآية مدنية، ما رواه مسلم ÙÙŠ الصØÙŠØ Ø¹Ù† عائشة قالت: سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة ليلة Ùقال: (ليت رجلا صالØا من أصØابي ÙŠØرسني الليلة) قالت: Ùبينا Ù†ØÙ† كذلك سمعنا خشخشة سلاØØŒ Ùقال: من هذا ØŸ قال : سعد بن أبي وقاص، Ùقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما جاء بك ØŸ Ùقال: وقع ÙÙŠ Ù†Ùسي خو٠على رسول الله صلى الله عليه وسلم Ùجئت Ø£Øرسه، Ùدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نام. ÙˆÙÙŠ غير الصØÙŠØ Ù‚Ø§Ù„Øª: Ùبينما Ù†ØÙ† كذلك سمعت صوت السلاØØŒ Ùقال: من هذا ØŸ Ùقالوا: سعد ÙˆØذيÙØ© جئنا Ù†Øرسك، Ùنام صلى الله عليه وسلم Øتى سمعت غطيطه، ونزلت هذه الآية، Ùأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من قبة آدم وقال: (انصرÙوا أيها الناس Ùقد عصمني الله). انتهى
نقد تÙسير أهل السنة: هذا نموذج من تÙاسير أهل السنة المعتبرة لديهم، وهو كما ترى يهمل التطرق لأهم نقطة على الإطلاق، أعني كيÙية الجمع التÙسيري بين آية البلاغ وآية إكمال الدين، وهذا هو أهم ما يجب أن يبØثه المÙسر عندما يصل إلى هاتين الآيتين، خصوصاً وقد عرÙتَ إطباقهم على أن الآيتين نزلتا ÙÙŠ أواخر Øياة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، وان الأولى قد سبقت الثانية...
1 - وأما قول القرطبي: معناه أظهر التبليغ، لأنه كان ÙÙŠ أول الإسلام يخÙيه خوÙا من المشركين، ثم أمر بإظهاره ÙÙŠ هذه الآية... Ùهو ظاهر الÙساد، لأن الآية مدنية بل من أواخر ما نزل من القرآن، وقد مرت النصوص على ذلك، وقد Ø£ÙÙ…Ùرَ النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بإظهار الدين وإعلان الدعوة جهراً قبل ذلك بوقت طويل، وكان ذلك قبل الهجرة ÙÙŠ مكة المكرمة، قال تعالى: (Ùَاصْدَعْ بÙمَا تÙؤْمَر٠وَأَعْرÙضْ عَن٠الْمÙشْرÙÙƒÙينَ * Ø¥Ùنَّا ÙƒÙŽÙَيْنَاكَ الْمÙسْتَهْزÙئÙينَ) قال ابن الجوزي عن سورة الØجر ÙÙŠ زاد المعاد ج 4 ص 278 وهي مكية كلها من غير خلاÙ٠نعلمه. انتهى وما يعرÙÙ‡ كل مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد صدع بدين الإسلام علناً منذ وقت طويل، والمعرو٠أنه صلى الله عليه وآله مكث ÙÙŠ مكة بعد منذ أول بعثته ثلاث عشر سنة، ثم هاجر إلى المدينة وعاش عشر سنين، وقد أعلن دعوته وأهداÙÙ‡ ÙˆØارب الشرك منذ أول يوم دعا Ùيه عشيرته الأقربين، والرواية معروÙØ©ØŒ ومن الروايات التي تبين موق٠النبي صلى الله عليه وآله تجاه المشركين، ما ÙÙŠ تÙسير القمي ج 2 ص 228 قال: وقوله: (وَعَجÙبÙوا Ø£ÙŽÙ† جَاءَهÙÙ… مّÙنذÙرٌ مّÙنْهÙمْ) قال: نزلت بمكة، لما أظهر رسول الله صلى الله عليه وآله الدعوة بمكة اجتمعت قريش إلى أبي طالب Ùقالوا: يا أبا طالب، إن ابن أخيك قد سÙÙ‡ÙŽ Ø£Øلامنا، وسبَ آلهتنا، وأÙسدَ شبابنا، ÙˆÙرقَ جماعتنا، Ùان كان الذي ÙŠØمله على ذلك العدم جمعنا له مالاً Øتى يكون أغنى رجل ÙÙŠ قريش ونملكه علينا. Ùأخبر أبو طالب رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك، Ùقال: لو وضعوا الشمس ÙÙŠ يميني، والقمر ÙÙŠ يساري ما أردته، ولكن يعطوني كلمة يملكون بها العرب وتدين لهم بها العجم ويكونون ملوكا ÙÙŠ الجنة، Ùقال لهم أبو طالب ذلك، Ùقالوا: نعم، وعشر كلمات، Ùقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: تشهدون أن لا إله إلا الله، واني رسول الله، Ùقالوا: ندع ثلاثمائة وستين إلهاً ونعبد إلهاً واØداً ! انتهى
2 – وأما قول القرطبي: لأن المعنى بلّغ جميع ما أنزل إليك ظاهرا... ومن ما تقدم تبين Ùساد هذا القول، Ùإن هذا القيد الذي وضعه القرطبي وهو كلمة (ظاهرا) لا دليل عليه أصلاً، ولو سلمنا به لكان معنى الآية: بلّغ ما أنزل إليك من ربك ظاهراً، Ùإن لم تبلغ ما أنزل إليك من ربك ظاهراً، Ùما بلغت ما أنزل إليك... وهذا لغو ظاهر يجل عنه كلام الله تعالى... وقد يقول قائل: إن الدين قد إكتمل بعد أن علم رسول الله صلى الله عليه وآله المسلمين مناسك Øجهم... Ùنقول: أولا: لو كان كذلك Ùما الداعي للأمر بصورة التهديد: (يَا أَيّÙهَا الرَّسÙول٠بَلّÙغْ مَا Ø£ÙنزÙÙ„ÙŽ Ø¥Ùلَيْكَ Ù…ÙÙ† رَّبّÙÙƒÙŽ ÙˆÙŽØ¥ÙÙ† لَّمْ تَÙْعَلْ Ùَمَا بَلَّغْتَ رÙسَالَتَهÙ) وما الداعي لوعده صلى الله عليه وآله بالعصمة من الناس، إذا المÙروض أن المسلمين سيتلقون مناسك Øجهم ليس إلا: (وَاللّه٠يَعْصÙÙ…ÙÙƒÙŽ Ù…ÙÙ†ÙŽ النَّاس٠إÙنَّ اللّهَ لاَ يَهْدÙÙŠ الْقَوْمَ الْكَاÙÙرÙينَ).
ثانيا: لم يقل Ø£Øدٌ بأن آية الإكمال قد نزلت بعد إتمام المناسك، بل هناك قولان، قول الشيعة وهو أنها نزلت ÙÙŠ يوم الغدير، وقول أهل السنة وهو أنها نزلت ÙÙŠ يوم عرÙØ©ØŒ ولا شك أن مناسك لا تكتمل ÙÙŠ يوم عرÙØ©ØŒ بل إن الوقو٠بعرÙØ© هو من أعمال الØج الأولى، ويتلوه الوقو٠بمزدلÙØ© ثم منى Øيث رمي الجمار ÙˆØ§Ù„Ø°Ø¨Ø ÙˆØ§Ù„Øلق والطوا٠والسعي... إلخ
3 - وأخيرا قول القرطبي: والصØÙŠØ Ø§Ù„Ù‚ÙˆÙ„ بالعموم، قال ابن عباس: المعنى بلّغ جميع ما أنزل إليك من ربك، Ùإن كتمت شيئاً منه Ùما بلغت رسالته... قد تبين Ùساد هذا القول بما قدمنا من نزول آيات وأØكام بعد نزول آية إكمال الدين، Ùلو كان المقصود ان ترك تبليغ آية واØدة أو Øكم واØد يعني عدم تبليغ الدين كله، ولو كان ذلك Øكم مسئلة Ùرعية، لما ØµØ Ø¥Ù†Ø²Ø§Ù„ آيات وتشريع Ø£Øكام بعد أن نزلت آية إكمال الدين...
هذا هو كل ما أرد كتابته، وأرجو من الإخوة أن لا يبخلوا عليّ بملاØظاتهم القيمة...
وإنني ÙÙŠ ختام هذا البØØ«ØŒ ادعو كل سني للتدبر والتÙكر ÙÙŠ ذلك الأمر الذي Ø£ÙÙ…Ùرَ النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بتبليغه، وهو أمر من الأهمية بØيث أنه صلى الله عليه وآله لو لم يبلغه لذهبت جهوده طيلة أكثر من 23 سنة قاسى Ùيها الآلام والمتاعب والصعاب، سدى (يَا أَيّÙهَا الرَّسÙول٠بَلّÙغْ مَا Ø£ÙنزÙÙ„ÙŽ Ø¥Ùلَيْكَ Ù…ÙÙ† رَّبّÙÙƒÙŽ ÙˆÙŽØ¥ÙÙ† لَّمْ تَÙْعَلْ Ùَمَا بَلَّغْتَ رÙسَالَتَهÙ) وقد Ùعل صلى الله عليه وآله ما أمر به، بشهادة آية الإكمال، Ùعلى كل مسلم أن يبذل قصارى جهده لمعرÙØ© ذلك الأمر، بشرط أن يترك التقليد، ويترك الأقوال التي انÙرد بها البعض، ويأخذ بما اجمع عليه المسلمون...
والØمد لله، وصلى الله على Ù…Øمد٠وآله الطاهرين...
كتبه: قاسم ÙÙŠ ربيع الثاني 1425 هـ القطيÙ
.................................. هامش: (1) Ù‚Ø¨Ø Ø§Ù„Ù„Ù‡ الكاذبين، أين قال الشيعة هذا الكلام أيها المÙتري ؟؟؟
إضاÙØ© نقدية لتÙسير القرطبي:
القرطبي عجيب جدا، Ùهو يعتر٠بكل صراØØ© بان الدين كان ناقصاً قبل نزول آية إكمال الدين، وقد تقدم إثبات القرب الزمني بين نزول آية البلاغ التي تنص على ان الدين لما يكتمل آنذاك، ثم آية الإكمال، التي نزلت بعدها بÙترة يسيرة تنص على أن الدين قد اكتمل...
وما يزيد المرء Øيرة ÙˆØيرة، أن ثمة آيات وأØكام قد جائت بعد نزول آية الإكمال، Ùيا له من أمر مثير ومدهش...
إن هذا لمن أسرار القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلÙÙ‡...
والØمد لله الذي جعلنا من شيعة أهل البيت عليهم السلام الذين لم يكتموا عنا تÙسير هذه الآيات البينات بما يطمئن به القلب ويسكن إليه الÙؤاد...
وهذا هو نص كلام القرطبي Ùاقرأ وتعجب، قال: وقال الجمهور: المراد معظم الÙرائض والتØليل والتØريم, قالوا: وقد نزل بعد ذلك قرآن كثير, ونزلت آية الربا, ونزلت آية الكلالة إلى غير ذلك, وإنما كمل معظم الدين وأمر الØج, إذ لم يط٠معهم ÙÙŠ هذه السنة مشرك, ولا طا٠بالبيت عريان, ووق٠الناس كلهم بعرÙØ©, وقيل: (أكملت لكم دينكم) بأن أهلكت لكم عدوكم وأظهرت دينكم على الدين كله كما تقول: قد تم لنا ما نريد إذا ÙƒÙيت عدوك. (وأتممت عليكم نعمتي) أي بإكمال الشرائع والأØكام وإظهار دين الإسلام كما وعدتكم, إذ قلت: (ولأتم نعمتي عليكم) وهي دخول مكة آمنين مطمئنين وغير ذلك مما انتظمته هذه الملة الØنيÙية إلى دخول الجنة ÙÙŠ رØمة الله تعالى.
لعل قائلا يقول: قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم) يدل على أن الدين كان غير كامل ÙÙŠ وقت من الأوقات, وذلك يوجب أن يكون جميع من مات من المهاجرين والأنصار والذين شهدوا بدرا والØديبية وبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم البيعتين جميعا, وبذلوا أنÙسهم لله مع عظيم ما ØÙ„ بهم من أنواع المØÙ† ماتوا على دين ناقص, وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ÙÙŠ ذلك كان يدعو الناس إلى دين ناقص, ومعلوم أن النقص عيب, ودين الله تعالى قيم, كما قال تعالى: "دينا قيما".
Ùالجواب أن يقال له: لم قلت إن كل نقص Ùهو عيب وما دليلك عليه ØŸ ثم يقال له: أرأيت نقصان الشهر هل يكون عيبا, ونقصان صلاة المساÙر أهو عيب لها, ونقصان العمر الذي أراده الله بقوله: (وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره) أهو عيب له, ونقصان أيام الØيض عن المعهود, ونقصان أيام الØمل, ونقصان المال بسرقة أو Øريق أو غرق إذا لم ÙŠÙتقر صاØبه, Ùما أنكرت أن نقصان أجزاء الدين ÙÙŠ الشرع قبل أن تلØÙ‚ به الأجزاء الباقية ÙÙŠ علم الله تعالى هذه ليست بشين ولا عيب, وما أنكرت أن معنى قول الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم) يخرج على وجهين: Ø£Øدهما: أن يكون المراد بلغته أقصى الØد الذي كان له عندي Ùيما قضيته وقدرته, وذلك لا يوجب أن يكون ما قبل ذلك ناقصا نقصان عيب, لكنه يوص٠بنقصان مقيد Ùيقال له: إنه كان ناقصا عما كان عند الله تعالى أنه ملØقه به وضامه إليه، كالرجل يبلغه الله مائة سنة Ùيقال: أكمل الله عمره، ولا يجب عن ذلك أن يكون عمره Øين كان ابن ستين كان ناقصا نقص قصور وخلل، Ùإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: (من عمره الله ستين سنة Ùقد أعذر إليه ÙÙŠ العمر) . ولكنه يجوز أن يوص٠بنقصان مقيد Ùيقال: كان ناقصا عما كان عند الله تعالى أنه مبلغه إياه ومعمره إليه . وقد بلغ الله بالظهر والعصر والعشاء أربع ركعات، Ùلو قيل عند ذلك أكملها لكان الكلام صØÙŠØا, ولا يجب عن ذلك أنها كانت Øين كانت ركعتين ناقصة نقص قصور وخلل، ولو قيل: كانت ناقصة عما عند الله أنه ضامه إليها وزائده عليها لكان ذلك صØÙŠØا Ùهكذا, هذا ÙÙŠ شرائع الإسلام وما كان شرع منها شيئا Ùشيئا إلى أن أنهى الله الدين منتهاه الذي كان له عنده, والله أعلم. والوجه الآخر: أنه أراد بقوله: (اليوم أكملت لكم دينكم) أنه ÙˆÙقهم للØج (1) الذي لم يكن بقي عليهم من أركان الدين غيره، ÙØجوا، Ùاستجمع لهم الدين أداء لأركانه وقياما بÙرائضه، Ùإنه يقول عليه السلام: (بني الإسلام على خمس) الØديث, وقد كانوا تشهدوا وصلوا وزكوا وصاموا وجاهدوا واعتمروا ولم يكونوا Øجوا، Ùلما Øجوا ذلك اليوم مع النبي صلى الله عليه وسلم أنزل الله تعالى وهم بالموق٠عشية عرÙØ© (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) Ùإنما أراد أكمل وضعه لهم، ÙˆÙÙŠ ذلك دلالة على أن الطاعات كلها دين وإيمان وإسلام . انتهى كلام القرطبي
.......................................... هامش: (1) تقدم نقد هذا القول Ùيما سبق.
|