القائمة الرئيسية:
 Ø£Ù‚سام أخبار المستبصرين:
 Ø£Ù‚سام المقالات:
 Ø£Ù‚سام مكتبة الكتب:
 ÙƒØªØ§Ø¨ عشوائي:
 ØµÙˆØ±Ø© عشوائية:
 Ø§Ù„قائمة البريدية:
البريد الإلكتروني:
 Ø§Ù„مقالات
المسارالمقالات » مناظرات عقائدية » مناظرة ابن عباس مع معاوية بن ابي سفيان

مناظرة ابن عباس مع معاوية بن ابي سفيان

القسم: مناظرات عقائدية | 2009/08/19 - 12:21 AM | المشاهدات: 4851

مناظرة ابن عباس مع معاوية بن ابي سفيان(1)


حضر عبدالله بن عبّاس مجلس معاوية بن أبي سفيان فأقبل عليه معاوية .

فقال : يابن عبّاس إنّكم تريدون أن تُحرزوا الامامة كما اختصصتم بالنبوَّة ، والله لا يجتمعان أبدا ، إنَّ حجَّتكم في الخلافة مشتبهةٌ على

الناس ، إنَّكم تقولون : نحن أهل بيت النبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ فما بال خلافة النبوَّة في غيرنا ؟

وهذه شبهة لانّها تشبه الحقَّ وبها مسحة من العدل ، وليس الامر كما تظنُّون ، إنَّ الخلافة تتقلب في أحياء قريش برضا العامّة ، وشورى

الخاصّة ولسنا نجد الناس يقولون: ليت بني هاشم ولونا ، ولو ولونا كان خيرا لنا في دنيانا وأخرانا ، ولو كنتم زهدتم فيها أمس كما تقولون

، ما قاتلتم عليها اليوم ، والله لو ملكتموها يا بني هاشم لما كانت ريح عاد ولا صاعقة ثمود بأهلك للناس منكم .

فقال ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ : أمّا قولك يا معاوية: إنّا نحتجُّ بالنبوَّة في استحقاق الخلافة ، فهو والله كذلك ، فإن لم تُستحقَّ الخلافة

بالنبوَّة ، فبم تُستحقُّ ؟

وأمّا قولك: إنَّ الخلافة والنبوَّة لا يجتمعان لاحد ، فأين قول الله عزَّ وجلَّ : ( أم يحسُدونَ النّاسَ على ما آتاهُمُ الله من فَضلِه ، فقد آتينا

آلَ ابراهيم الكِتَابَ والحِكْمَة وآتيناهُمْ مُلكا عظيما )(1) فالكتاب هو النبوَّة ، والحكمة هي السنّة ، والملك هو الخلافة ، فنحن آل إبراهيم ،

والحكم بذلك جار فينا إلى يوم القيامة .

وأمّا دعواك على حجّتنا أنّها مشتبهة ، فليس كذلك ، وحجّتنا أضوأ من الشمس وأنور من القمر ، كتاب الله معنا ، وسنَّة نبيّه ـ صلّى الله عليه

وآله ـ فينا ، وإنّك لتعلم ذلك ، ولكن ثنى عطفك وصعَّرك(2) قتلنا أخاك وجدَّك وخالك وعمَّك ، فلا تبك على أعظُم حائلة وأرواح في النار

هالكة ، ولا تغضبوا لدماء أراقها الشرك ، وأحلّها الكفر ، ووضعها الدِّين .

وأمّا ترك تقديم النّاس لنا فيما خلا ، وعدولهم عن الاجماع علينا ، فما حُرموا منّا أعظم ممّا حُرمنا منهم ، وكلُّ أمرٍ إذا حصل حاصله ثبت

حقّه ، وزال باطله .

وأمّا افتخارك بالملك الزائل ، الّذي توصّلت إليه بالمحال الباطل ، فقد ملك فرعون من قبلك فأهلكه الله ، وما تملكون يوما يا بني أميَّة إلاّ

ونملِكُ بعدكُم يومين ، ولا شهرا إلاّ شهرين ، ولا حولاً إلاّ ملكنا حولين .

وأمّا قولك : إنّا لو ملكنا كان ملكنا أهلَكَ للناس من ريح عاد وصاعقة ثمود ، فقول الله يكذِّبك في ذلك قال الله عزَّوجلّ : ( وما

أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين )(3) فنحن أهل بيته الادنون ، وظاهر العذاب بتملّكك رقاب المسلمين ظاهر للعيان ، وسيكون من بعدك تملّك

ولدك وولد أبيك أهلك للخلق من الرِّيح العقيم ، ثمَّ ينتقم اللّه بأوليائه ، وتكون العاقبة للمتّقين(4) .

____________
(1) سورة النساء : الآية 54 .

والجدير بالذكر أن هذه الآية الشريفة نزلت في أهل البيت ـ عليهم السلام ـ وأنهم هم المحسودون ، كما ورد عن الامام الباقر ـ عليه السلام ـ

في تفسير هذه الآية انه قال : نحن الناس المحسودون والله .

راجع : شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي ج 1 ص 183 ح 195 ـ 198 ، مناقب الامام علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ لابن

المغازلي الشافعي ص 267 ح 314 ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 298 ، الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي ص 152 ، نور

الابصار للشبلنجي ص 102 ط السعيدية و ص 101 ط العثمانية ، اسعاف الراغبين للصبان الشافعي بهامش نور الابصار ص 108 ط

السعيدية وص 100 ط العثمانية ، الغدير للاميني ج 3 ص 61 .

(2) قال الجوهري : « يقال ثني فلان عَنّي عطفه ØŒ اذا عرض عنك . وقال : صعّر خدَّه وصاعر : أي أماله من الكسر »

. ومنه قوله تعالى : ( ثاني عِطْفهِ لِيُضلّ عن سبيلِ الله له في الدُّنيا خِزيٌ ونُذيقُه يَومَ القيامة عَذاَب الحَريق ) سورة الحج : الآية

9 ، صحاح الجوهري ج 4 / ص 1405 .

(3) سورة الانبياء : الآية 107 .

(4) أمالي الشيخ المفيد ص 15 ، بحار الانوار ج 44 ص 117 ح 11


 Ø¹Ø±Ø¶ التعليقات
لا توجد تعليقات!
 Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© تعليق
الإسم: *
البلد:
البريد الإلكتروني:
التعليق: *
التحقق اليدوي: *