القائمة الرئيسية:
 Ø£Ù‚سام أخبار المستبصرين:
 Ø£Ù‚سام المقالات:
 Ø£Ù‚سام مكتبة الكتب:
 ÙƒØªØ§Ø¨ عشوائي:
 ØµÙˆØ±Ø© عشوائية:
 Ø§Ù„قائمة البريدية:
البريد الإلكتروني:
 Ø§Ù„مقالات
المسارالمقالات » كتابات المستبصرين » من المسيحية الى العرفان الشرقي ... ثم التشيع

من المسيحية الى العرفان الشرقي ... ثم التشيع

القسم: كتابات المستبصرين | 2009/08/16 - 02:34 AM | المشاهدات: 3685

من المسيحية الى العرفان الشرقي ... ثم التشيع

منذ طفولتي کنت أشعر بالحب الصادق لله سبحانه وتعالي وکنت شديد التأثر بالامور الدينية. وقد أعتدت أن  أروي القصص الدينية التي أسمعها عن القديسين لأمي أثناء أداءها أعمال المنزل كنت أقضي وقتي في قراءة قصص حياة القديسين والأنبياء في الكتب القديمة. كما أنني كنت مهتما جدا فيما يتعلق بالسيد المسيح (عليه السلام ).
في أواخر سنين المراهقة أي تقريبا في السابعة عشر تغيرت تلك الطفولة تغيرا جذريا عندما أعطاني «Ø§Ù„قس» نسخة من مجلة «Ø§Ù„حقيقة الواضحة» فأنتابني إحساسا فضوليا قادني مباشرة إلى الدخول في دورة دراسية عن الكتاب المقدس وذلك عن طريق المراسلة وتدريجيا أصبحت أدرك أن هناك شيئا جميل في الكتاب المقدس كان غائبا عني.

لم أعد أتقبل تعاليم الكنيسة لأنها أصبحت لاتلهمني شيئا على الإطلاق. وبالأحرى  لم أفهم ماهو السبب الذي يجعل مجتمعنا معاكسا لقيم الديانة المسيحية.
كان الدين داخل الكنيسة فقط ، ومن جهة اخرى كنت أرغب في البحث عن القيم الحقيقية والباطنية والروحية من تعاليم الأنبياء وخصوصا السيد المسيح (عليه السلام) فظهرت لي بوادر دفعتني بأداء التراتيل والترانيم الدينية كالصلوات اليومية ففي الوهلة الاولى حصلت على الإطمئنان والقوة لدرجة أن الدموع كانت تجري على خدي في كثير من الأحيان.
ولزيادة تلهفي وعطشي  للمعارف الدينية أخذت بقرائة الأساطير الصوفية المختلفة وكذلك كتب علم النفس. قرأت أيضا بعض كتب البوذية والصوفية والتي تركت في نفسي إنطباعا جيدا ولكني ألقيتها جانبا عندما إعتنقت الإسلام. ففي فترة ما درست التصوف الهندي ثم درست المذاهب الفكرية والفلسفية التي تؤمن بأمكانية الوصول إلى المعرفة الحقيقية أو الكشف كما يسمونه وذلك عن طريق التأمل ومن أشهرها البوذية والكونفوشية والطاويّة وخلال هذه السنوات کنت أجدي مراسلات مع دعاةٍ من هذه الطوائف الدينية کانوا موجودين في المملکة المتحدة وفي نفس الوقت کنت أدرس مذهب الغنوستية (العرفان) وهو أحد المذاهب المسيحية التي تؤمن بأن المادة شر وأن الخلاص والنجاة يأتي عن طريق المعرفة الروحية وهذا الأمر ارجعني مرة أخري إلي دراسة الكتاب المقدس.

لقد درست الكتاب المقدس من خلال الكتب الجيدة لعلماء اليهود وكذلك علماء المسيح في أنحاء العالم وكانت تناقش الكثير من التناقضات الموجودة فيه ، بعد ذلك تعرفت علي العديد من الأحكام الروزكروشية (التي هي عبارة عن جمعية اشتهرت وعرفت في القرنين السابع عشر والثامن عشر تدّعي أنها تعرف امورا سرية للغاية عن علاقة الدين بالطبيعة والحياة وما شابه ذلك ) وكنت أحد أعضاء هذه الجمعية التي أخذت علي عاتقها تبشير أعضاءها على أنهم سيمنحون قوة كونية و... الخ.
وكنت بين فترة واخرى أرجع إلي الفلسفة الصوفية الروحية حيث ألمس أن هناك تأثيرا وأواصر تجذبني اليها بقوة نظرا إلي بساطتها وعشقها الباطني لله. قد دخلت الصوفية إلي قلبي بطريقة مغايرة مختلفة لكل العقائد الاخرى.

في عام 1986 قررت أن أقطع عضويتي في الكنيسة الكاثوليكية وقد فعلت ذلك رسميا وبالطريقة القانونية الموجودة عندهم وهذا الأمر كان من أهم التحديات التي فعلتها والحمدلله.
في عام 1989 إلتقيت بأحد علماء الهنود الذين يسلكون ويتبعون طريق التأملات الروحية وكان هذا المذهب روحيا بصورة كاملة وفي طياته يضم تعاليم طائفة السيخ الهندية وقد قلت في نفسي هذا هو ما كنت أبحث عنه وأحبوا إليه وفعلا دخلت فيه كعضو وبقيت في هذا المذهب لمدة 11 سنة.
بعدها بدأت اشاهد بعض التشابهات في تعاليم هذه الطائفة وتعاليم الصوفية كان هذا شيقا وممتعا وقد أخذت احقق في هذه القضية بصورة أكثر جديا وبحدود أبعد، وقد وجدت ما أثار دهشتي وتعجبي ورضاي في آن واحد وهو أن هذا المذهب أو هذه الطائفة كانت متأثرة بالصوفية الإسلامية وتأثيرهم هذا يرجع  إلى القرن السادس عشر فتاقت نفسي إلى التعاليم الصوفية التي كنت قد قرأتها من قبل وقررت أن أرجع إلي اصولها وجذورها، لذلك قمت بدراسة الطريقة الصوفية بعمق أكثر والتي كانت تأثر فيّ أكثر فأكثر.
لكن العقبة الكبيرة التي كانت أمامي هى أن الصوفية مذهب إسلامي أو أنه نشأ وترعرع من خلال تعاليم الدين الإسلامي ومع أني وجدت كثيرا من المذاهب الصوفية العالمية التي كانت محايدة إلي الدين ولكنني ماأنجذبت إليها ولم تستهوني.

وظل سؤال يراود ذهني وهو أنه لماذا يجب عليّ أن أكون مسلما لكي أصبح صوفيا ؟ واني إذا أصبحت مسلما فهذا لايمثل خيانة لبلد كاثوليكي مثل مالطا ؟
في هذه الفترة من حياتي إزدادت صلواتي بصورة كبيرة وتفجر الشوق في نفسي مما أزاد دهشتي وحيرتي هو أنني وجدت نفسي محبا إلى قراءة القرآن ، ذلك الكتاب المقدس، والذي يبدو بوضوح أنه قريب إلى تعاليم السيد المسيح وكتب الأنبياء السابقين والتي افتقدتها كثيرا.
إن قراءة القرآن الكريم كانت مبدأ تحولي في حياتي وبدأت أستكشف أركان الإسلام بمساعدة ورحمة من الله. إستجمعت قواي بما فيه الكفاية كي اعتنق الإسلام في ليلة القدر في عام 2000 م.
دراستي عن الصوفية أصبحت أعمق وتواصلت بقراءة الأذكار اليومية وأداء الصلوات والأدعية.

إستدراك :
هنا اريد أن أؤكد عن السبب الحقيقي خلف حياتي كلها. منذ طفولتي كنت اريد الله ، والله فقط لا غيره ومهما قرأت عن الأنبياء أو العلماء أو القديسين الذين إلتقيت بهم كان فقط لمعرفة عظمة الله.
الله كان ولا يزال هدفي، حياتي، وتنفسي. منذ الطفولة كنت دائما افكر بالموت، أكون غنيا، أمتلك عائلة رائعة, أكون سالما معافا، ... الخ وبعد ماذا ؟ سوف أموت في النهاية...
لذلك أنا كنت صادقا وآخذ الحياة بجدية تامة وإعتدّت أن اصلي وأبكي صارخا: ( يا إلهي إذا نجحت وتمكنت أن أجدك فقط قبل أن أموت ستكون حياتي كلها ناجحة ).
وحال دخولي في معترك الحياة في كل مظاهرها المادية المنحرفة كان قلبي لا يزال مثيرا إلى الله. وكوني وصلت إلى هذه المرحلة حيث قد رشحت كطالبا في أقدم المدارس الصوفية إعتقدت بأن هذا هو ما أريده وهو طموحي وغايتي ولكن الله يعلم ما هوالأفضل لي.
هذا عام 2002 م وقبل إسبوع من رحلتي إلي الحج عن طريق الصدفة إلتقيت في المسجد الموجود في منطقتنا ، بزوجين مسلمين وهما من المملكة المتحدة. وجرت بيننا محاورة لطيفة ومفيدة وفي نفس الليلة أعطوني كتب كي أقرأها. فقد أدركت أنهما كانا من الشيعة وإنجذبت إلى أحدى تلك الكتب ولذا جعلتها ذريعة لكي أتصل بهم وأذهب إليهم في اليوم التالي إلى الفندق ، ولكن للأسف هم كانوا قد غادروه إلى منزلهم.
ذهبت إلى الحج وأنا كلي معتقدا بصورة كاملة أن الشيعة هم الطائفة المحقة لذا أنا أدعوا أي شخص أن يكون منفتحا ويدع الله عزوجل يفعل ما يشاء نحن يجب أن يكون متلهفين ، متشوقين وصادقين في دعاءنا بعد ذلك فإن الله سيأخذ بأيدينا إلى الخير كله.
أخوكم في الإسلام
(( قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ )) (البقرة:97)


 Ø¹Ø±Ø¶ التعليقات
لا توجد تعليقات!
 Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© تعليق
الإسم: *
البلد:
البريد الإلكتروني:
التعليق: *
التحقق اليدوي: *