نقاش هادئ لمقولة (الله ÙÙ‰ السماء بذاتةالتي ينطقها Øشوية العصر الوهابية)
القسم: ردود السنة على النواصب | 2009/09/15 - 01:48 AM | المشاهدات: 4188
نقاش هادئ لمقولة (الله ÙÙ‰ السماء بذاتةالتي ينطقها Øشوية العصر الوهابية) الكاتب: هانى على الرضا بسم الله الرØمن الرØيم الØمد لله رب العالمين ØŒ والصلاة والسلام الأتمَّان الأكملان على المبعوث رØمة للعالمين ØŒ سيدنا Ù…Øمد وعلى آله وصØبه أجمعين . هذه كلمات ليس Ùيها جديد يضا٠على المسألة المقتولة بØثا ØŒ ولكنها Ù…Øاولة لتقريب الÙهم وتيسير العبارة ØŒ وإعادة Ø§Ù„Ø´Ø±Ø Ù„Ø¹Ù‚ÙŠØ¯Ø© أهل السنة والجماعة ÙÙŠ هذا الشأن ØŒ وهي ÙÙŠ أغلبه نقول أو تقييدات لبعض ما سمعته من مشايخي من Ùوائد وإشارات وإØالات . إني أعتقد أن منشأ الكثير من الخلا٠والاØتراب Øول هذه العبارة ØŒ هو عدم Ùهم لعبارات علماء أهل السنة ومنطلقاتهن ÙÙŠ تنزيه الله سبØانه ØŒ Ùهذه الكلمات هنا هي Ùقط Ù…Øاولة لإعادة تقديم عقيدة أهل السنة Ùيهذه المسألة ØŒ ÙÙŠ عبارات أرجو أن تكون سهلة بينة للجميع تناسب العصر، ويÙهمها غيرالمتخصص، وهي موجهة أصلا لعامة الناس ممن أكلتهم Ùتنة التجسيم ÙÙŠ هذا الزمان ،والقصد أولا وأخيرا لم شمل المسلمين ÙˆØ§Ù„Ù†ØµØ ÙÙŠ الدين ØŒ وليس مقصدي الجدل والمراءوالله على ما أقول شهيد .
مدخل وتأسيس
إن المعنى الØرÙÙŠ لـ ( الله ÙÙŠ السماء ) يعني أن الله ÙÙŠ الØقيقة موجود ÙÙŠ Ø£Øد مخلوقاته لأن السماء مخلوقة. ولايجوز أبدا ÙÙŠ الإسلام اعتقاد أن الله يكمن، أو يقيم، أو ÙŠØÙ„ ÙÙŠ شيء من مخلوقاته . يعتقد النصارى أن الله ØÙ„ ÙÙŠ عيسى عليه السلام، أو كما يعتقد الهندوس والبوذيين، أن الآلهة تتجسد وتتقمص أجساد أشخاص بعينهم ،ومن اعتقد أن الله ( ÙÙŠ السماء ) Øقيقة Ùقد ماثل قولÙÙ‡ قولَ النصارى والهندوس بلا شك. الله عند المسلمين الموØدين له ØÙ‚ توØيده واØد Ø£Øد ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. يجب علينا كمسلمين أن نعتقد أن الله هو (الغني) الذي لا ÙŠØتاج إلى ما سواه من خلقه وكل ما سواه من خلقه Ù…Øتاج له قائم بمنه وكرمه. يقول الله Ø¨Ø£ÙˆØ¶Ø Ø¨ÙŠØ§Ù† ÙÙŠ سورة العنكبوت ((إن الله لغني عن العالمين)) ويذكر الله صÙØ© ( الغÙÙ†ÙŽÙ‰ ) هذه عن Ù†Ùسه ÙÙŠ Øوالي سبعة عشر موضعا من القرآن. إن ( غÙÙ†ÙŽÙ‰ ) الله هو نقطة رئيسة ÙÙŠ العقيدة الإسلامية ومØور مهم يقوم عليه كل إيمان المسلمين . إنه بسبب هذا ( الغÙÙ†ÙŽÙ‰ ) لا يمكن أبدا عند المسلمين أن يكون الله هو عيسى عليه السلام، أو يكون أي شخص، أو شيء آخر ذا جسد وبدن، أو شكل وكي٠: لأن الأبدان والأجساد والأجسام والأشكال وذوات الكيÙØŒ كلها تØتاج إلى الØيز ( المكان)الذي تØتله، ولا يمكن أن تتواجد بدونه ،والزمان الذي تتØرك وتØيا Ùيه وخلاله، ولا يعقل وجودها دونه . ÙالØيز والبعد الزمني كلاهما لازمين ذاتيين لوجودنا ولوجود أي جسم. إذاً، كل ذا جسد أو جسم أو بدن أو كي٠لا يمكن أن يتواجد دون توÙر هذين البعدين الذين هما ÙÙŠ Ù†Ùسيهما مخلوقان من خلق الله ØŒÙإذاً كل ذا جسم وكي٠( هيئة ) ÙŠÙتقر وجوده لوجود الزمان والمكان. أما الله (الغَنÙيّ٠) عند المسلمين، Ùلا يجوز أن ÙŠÙتقر أو ÙŠØتاج إلى ما سواه، وهو الذي وَصَÙÙŽ Ù†Ùسه بالغÙÙ†ÙŽÙ‰ المطلق ÙÙŠ الكتاب الكريم الله تعالى يقوم بذاته ولا ÙŠØتاج لما سواه وكل ما سواه Ù…Øتاج له، لهذا السبب عينÙÙ‡ يستØيل أن يكون لله تعالى جسم أو كي٠أو مكان أو زمان. هذه هي " عقيدة القرآن " ØŒ وهي العقيدة التي ØµØ±Ø Ø¨Ù‡Ø§ القرآن الكريم ÙÙŠ أكثر من موضع ØŒ وهي العقيدة التي أبقاها السادة العلماء من السل٠والخل٠ÙÙŠ ذهنهم خلال قراءتهم ÙˆÙهمهم لآيات قرآنية أخرى أو Ø£Øاديث نبوية، Ùلم ÙŠÙهموا تلك الآيات والأØاديث بعيدا عن هذه العقيدة القرآنية المØورية بل Ùهموا كل تلك الآيات والأØاديث ÙÙŠ ضوء هذه العقيدة المهمة التي تÙرق المسلمين الموØدين عن غيرهم من عبدة الأوثان والكÙرة المجسّÙمين من يهود ونصارى . يرÙع المسلمون أيديهم إلى السماء عند دعاء الله لأن السماء هي(قبلة)الدعاء وليس لأن الله – سبØانه – ÙŠØتل تلك الجهة المعينة تماماً،مثلما أن الكعبة هي قبلة الصلاة التي يتوجه إليها المسلمون ÙÙŠ صلاتهم ولا Ø£Øدَ من المسلمين البتة، يعتقد أن الله ÙÙŠ جهة الكعبة أو داخلها، بل كما إن الله خلال Øكمته قد جعل القبلة علامةً، وآيةً،ورمزَ ÙˆØدة للمسلمين بكاÙØ© طوائÙهم ÙˆÙرقهم ØŒ Ùهو سبØانه قد جعل السماء علامةً، وآيةً،ورمزاً، وإشارةَ رÙعته ومجده وعزه، ولا تناهيه، ولا Ù…Øدوديته ،سبØانه وتعالى Ùكلما يأتي Ø°Ùكر٠السماء، يتذكر المسلمون رÙعةَ الله وعزَّه ومجدَه ولا تناهيه، كما أنه كلما Ø°ÙÙƒÙرَت الكعبة، شعر المسلمون وتذكروا ÙˆØدتهم وتوØد مصيرهم وأصلهم وأمتهم وهذا المعنى الدال على رÙعة الله وعلوه وعزته، هو الذي يتملك قلب كل مؤمن موØÙ‘Ùد Øالَ رÙعه يديه إلى السماء، ودعاءه رب السماء والأرض سبØانه وتعالى . لقد اقتضت Øكمة الله البالغة أن تضمن هذه المعاني ÙÙŠ السنة النبوية، لترÙع من قلوب الناس الذين كانوا أول من سمعها، ولÙتÙوَجّÙÙ‡ÙŽÙ‡ÙÙ… ليلØظوا ويعرÙوا مجد الله وعلوه ورÙعته ولا تناهيه من خلال أعظم وأكبر آية إلهية Ù…Øسوسة لهم : السماء المرئية التي رÙعها الله Ùوقهم . العديد من أولئك الذين سمعوا هذه المعاني أول مرة من ÙÙ… النبي صلى الله عليه وسلم، وبالأخص عندما كانوا Øديثي عهد بكÙر ÙˆÙارقوا لتوهم الجاهلية ،كانوا مرتبطين بشدة ومنجذبين إلى الواقع المادي المØسوس ولم يكن لديهم أدنى تصور عن وجود غير مادي أو Ù…Øسوس كما تشهد بذلك أوثانهم التي كانت تماثيلَ وصوراً منصوبةً على الأرض أمامهم، ذات جسم وجسد وجهة تتØيز Ùيها ويرونها أمامهم. وبالطبع،كانت لغة المصطÙÙ‰ صلى الله عليه وآله وسلم لإيصال معاني رÙعة٠الله ومجدÙÙ‡ وعزّÙÙ‡ وعلوّÙÙ‡ وسموّÙÙ‡ ولا تناهيه إلى هؤلاء القوم الماديين Øتى النخاع، كانت ولا بد أن تكون بمصطلØات وألÙاظ ،يسهل عليهم إدراكها ÙˆÙهمها ومن هنا كان استخدام مجاز السماء أمامهم ليقود عقولهم إلى إدراك لا تناهي الله ولا Ù…Øدوديته وسموه وعلوه ÙاستÙخدمت السماء كرمز يشير إلى كل هذه المعاني الغائبة عن عقول هؤلاء الوثنيين ØŒÙكانت الإشارة إلى ما يعلمون لا تناهيه، ويرون ويØسون سموَّه وعلوَّه أمام أعينهم ( السماء ) ليسهل عليه إدراك سموّ٠وعلوّ٠ورÙعة٠ولا تناهي ما لا يرون ولايØسون ولا يعلمون ( الله عز وجل) وكل ذلك بالطبع مع قيام الÙارق العظيم ØŒ وقيام معنى(ليس كمثله شيء) شاهداً على القلوب Ùلا يقاسالله بسمائه سبØانه وتعالى .
يقول الإمام القرطبي – Ù…Ùسر القرآن الشهير والعالم الرباني القدير من القرن السابع – ÙÙŠ تÙسيره ( الجامع لأØكام القرآن ) ÙÙŠ تÙسير قول الله تعالى((أأمنتم من ÙÙŠ السماء)):
(والأخبار ÙÙŠ هذا الباب كثيرة صØÙŠØØ© منتشرة، مشيرة إلى العلو،لا يدÙعها إلا ملØد أو جاهل معاند ØŒ والمراد بها توقيره وتنزيهه عن السÙÙ„ والتØت ØŒ ووصÙÙ‡ بالعلو والعظمة لابالأماكن والجهات والØدود لأنها صÙات الأجسام) . انتهى
وقـال الشاطبي ÙÙŠ (المواÙقات) 4/154- تØت مسألة مالا بد من معرÙته لمن أراد علم القرآن- : (ومن ذلك معرÙØ© عادات العرب ÙÙŠ أقوالها وأÙعالها ومجاري Ø£Øوالها Øالة التنزيل ØŒ وإن لم يكن ثم سبب خاص لابد لمن أراد الخوض ÙÙŠ علوم القرآن منه ØŒ وإلا وقع ÙÙŠ الشÙبه والإشكالات التي يتعذرالخروج منها إلا بهذه المعرÙØ© – ...... ثم ذكر أمثلةً على ذلك ومنها قوله، والثالث: قوله تعالى (يخاÙون ربهم من Ùوقهم) (أأمنتم من ÙÙŠ السماء) وأشباه ذلك ØŒ إنماجرى على معتادهم ÙÙŠ اتخاذ الآلهة ÙÙŠ الأرض، وإن كانوا مقرّÙين بإلهية الواØد الØÙ‚ ØŒ Ùجاءت الآيات بتعيين الÙوق وتخصيصه تنبيهاً على Ù†ÙÙŠ ماادَّعوه ÙÙŠ الأرض ØŒ Ùلا يكون Ùيه دليل على إثبات جهة البتة. ) انتهى من المواÙقات
ولكن .... الجارية تقول : الله ÙÙŠ السماء !!!
Øديث الجارية : أورد الإما Ù… مسلم ÙÙŠ صØÙŠØÙ‡ عن معاوية بن الØكم قال : (قلت: يا رسول الله ØŒ إني Øديث عهد بجاهلية. وقد جاء الله بالإسلام. وإن منا رجالا يأتون الكهان. قال "Ùلا تأتهم" قال: ومنا رجال يتطيرون. قال "ذاك شيء يجدونه Ùيصدورهم. Ùلا يصدَّنَّهم (قال ابن المصباØ: Ùلا يصدَّنَّكم) قال قلت: ومنا رجال يخطّÙون. قال "كان نبي من الأنبياء يخط. Ùمن واÙÙ‚ خطه Ùذاك" قال: وكانت لي جاريةٌ ترعى غنماً ليقÙبَل Ø£Øد والجوانية. Ùاطَّلعت٠ذات يوم Ùإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها. وأنا رجل منبني آدم. آس٠كما يأسÙون. لكني صككتها صكة. Ùأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم Ùعظم ذلك علي. قلت: يا رسول الله ØŒ Ø£Ùلا أعتقها؟ قال "ائتني بها" Ùأتيته بها. Ùقال لها : "أين الله؟" قالت: ÙÙŠ السماء. قال: "من أنا؟" قالت: أنت رسول الله. قال: "أعتقها. Ùإنها مؤمنة.) صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…
ويعلق الإمام النووي على الØديث ÙÙŠ شرØÙ‡ على مسلم قائلا :
(هذا الØديث من Ø£Øاديث الصّÙÙات، ÙˆÙيها مذهبان تقدَّم ذكرهما مرَّات ÙÙŠ كتاب الإيمان: Ø£Øدهما: الإيمان به من غير خوض ÙÙŠ ((( معناه )))ØŒ مع اعتقاد أنَّ الله ليس كمثله شيء،وتنزيهه عن سمات المخلوقات. والثَّاني: (((تأويله ))) بما يليق به. Ùمن قال بهذا – أي التأويل - قال: كان المراد امتØانها هل هي موØÙ‘Ùدة تقرّ٠بأنَّ الخالق المدبّÙر الÙعَّال هو الله ÙˆØده، وهو الَّذي إذا دعاه الدَّاعي استقبل السَّماء،كما إذاصلَّى المصلّÙÙŠ استقبل الكعبة،وليس ذلك لأنَّه منØصر ÙÙŠ السَّماء، كما أنَّه ليس منØصراً ÙÙŠ جهة الكعبة، بل ذلك لأنَّ السَّماء قبلة الدَّاعين، كما أنَّ الكعبة قبلة المصلّÙين. أو هي من عبدة الأوثان العابدين للأوثان الَّتي بين أيديهم، Ùلمَّا قالت: ÙÙŠ السَّماء علم أنَّها موØÙ‘Ùدة وليست عابدة للأوثان. ) انتهى من Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†ÙˆÙˆÙŠ على مسلم جدير بالملاØظة هنا أن الإمام النووي لا يذكر Ùهم هذا الØديث ØرÙيا على ظاهره - كما ÙŠÙعل الØشوية المجسمة كالوهابية عندما يقولون هو ÙÙŠ السماء، تÙÙهم على ظاهر معناها الذي هو الجهة - كأØد أراء العلماء أو مواقÙهما لمعتبرة أبدا !! وقد يتصور البعض أن موق٠النووي هذا نابع من كون هذاالØديث من Ø£Øاديث الآØاد التي لا يستدل بها ÙÙŠ العقائد لكونها ظنية الثبوت ظنية الدلالة، ولكن الأمر أبعد من ذلك وأعمق بكثير !! Ùنوع هذه الأØاديث تقبل كأدلة ÙÙŠ العقيدة لدى أهل السنة والجماعة إن توÙرشرط مهم وهو كون العقيدة المذكورة Ùيها سالمة من المعارضة .
وهذا الشرط غير موجود هنا ÙÙŠ Øديث الجارية هذا لعدة أسباب:
أولا : القصة المروية ÙÙŠ الØديث وألÙاظها ومضمونها قد وصلت إلينا Ùيعدة صور وألÙاظ أخرى صØÙŠØØ© ثابتة تختل٠كثيرا عن نسخة وصورة ( أين الله؟ .. الله ÙÙŠ السماء.) Ø£Øد هذه الصور المغايرة مروي ÙÙŠ صØÙŠØ Ø§Ø¨Ù† Øبان بسند Øسن ÙˆÙيه يسأل النبي صلى الله عليه وسلم الجارية : (من ربك ØŸ) ØŒÙترد قائلة : الله ØŒ ثم يسألها : (من أنا ØŸ) ØŒÙتقول : أنت رسول الله ØŒ Ùيقول عندها الرسول صلى الله عليه وسلم : أعتقها Ùإنها مؤمنة. (الإØسان ÙÙŠ تقريب صØÙŠØ Ø§Ø¨Ù† Øبان ØŒ مؤسسة الرسالة 1988) ÙˆÙÙŠ نسخة أخرى من الØديث مروية ÙÙŠ مسند عبد الرزاق بسند صØÙŠØ ØŒ يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم الجاريةإن كانت تشهد أن لا إله إلا الله ØŒÙتقول نعم ØŒ Ùيسألها إن كانت تشهد أنه هو رسول الله ØŒÙترد بنعم ØŒÙيسألها إن كانت تؤمن بالبعث بعد الموت ØŒ Ùترد بنعم Ùيأمرالرسول صلى الله عليه وسلم سيدها أن يعتقها . ( المصن٠– المجلد 9 صÙØØ© 175 طبعةالمجلس العلمي 1970) وهذه هي قواعد الإيمان الثلاثة المذكورة ÙÙŠ القرآن ÙÙŠ أكثر من موضع: الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر ويناسب أن ÙŠÙسأل عنها من يراد أن يتØقق من إيمانه ! ÙˆÙÙŠ نسخة أخرى نجد الجارية بَكْماء لاتستطيع الكلام،ولكنها Ùقط تشير إلى السماء ÙÙŠ الجواب . ويعلق الØاÙظ أمير المؤمنين ÙÙŠ الØديث ابن Øجر العسقلاني أن هنالك تناقض عظيم ÙÙŠ ألÙاظ الØديث ÙÙŠ نسخه المختلÙØ© ( تخليص الØبير – المجلد الثاني طـ الكليات الأزهرية 1979) وعندما يكون Ù„Øديث ماهذا العدد من الصور والنسخ المتضاربة Ùإن هنالك اØتمالاً قوياً أن يكون هذا الØديث قد رواه بعض الرواة ÙÙŠ بعض طبقات السندب المعني لا باللÙظ !! والمعنى هنا هوما Ùهمه ذلك الراوي من الØديث لا Øقيقة ما Øدث Ùعلا وبالتالي Ùإن(Ùهم) شخص ما،لا ÙŠØµÙ„Ø Ù„ØªØ¨Ù†Ù‰ عليه عقيدة ÙÙŠ الله تعالى .
ثانيا : هذا الاعتبار السابق مهم جدا لموضوع البØØ«ØŒ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قدبين Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ ØªØ§Ù… أركان العقيدة الإسلامية وقوائم الإيمان ÙÙŠ الإسلام، وذلك ÙÙŠ الØديث الذي رواه مسلم ÙÙŠ كتاب الإيمان من صØÙŠØÙ‡ عندما أجاب على أسئلة جبريل عليه السلام قائلا : (الإيمان : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر Ùˆ تؤمن بالقدرخيره وشره) ولم يذكرالرسول صلى الله عليه وسلم أي شيء عن كون الله ÙÙŠ السماء كركن من أركان الإيمان يعر٠بها إيمان المرء من عدمه !! لو كانت ( الله ÙÙŠ السماء ) نقطة Øاسمة وامتØان Ùاصل لإيمان المسلم من عدمه - كما تشير إلى ذلك نسخة - أين الله - من هذا الØديث - لكان لزاماً وواجباً Øتمياً على النبي صلى الله عليه وسلم أن يذكر هذه النقطة ÙÙŠ جوابه لسؤال جبريل عن ما هو الإيمان ØŸ!!!
ثالثا : لو Ùهم شخص ما Øديث الجارية ØرÙيا على ظاهرهواعتقد أن ( الله ÙÙŠ السماء ) Øقيقة ØŒ Ùإن ذلك يتناقض مع Ø£Øاديث أخرى صØÙŠØØ©ØŒ لها هي الأخرى الØÙ‚ ÙÙŠ أن تÙهم ØرÙياً على ظاهرها كما Ùهم Øديث الجارية على ظاهره، ولا تؤول ولا تصر٠عن الظاهر ØŒ ومن أمثلة هذه النصوص :
1 - مثلاً الله ( قريب) منا Øال سجودنا :
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ØŒ Ùأكثروا الدعاء) صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù… – كتاب الصلاة – باب ما يقال ÙÙŠ الركوع والسجود. بينما لو كان الله ØرÙياً (ÙÙŠ السماء ) لكان أقرب إلينا Øال وقوÙنا !!
2 - الله سبØانه (أمامنا) Øال قيامنا وصلاتنا :
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا كان Ø£Øدكم ÙÙŠ صلاته Ùلا يبصق((أمامه)) Ùإن ((ربه أمامه))وليبصقعن يساره أو تØت قدمه Ùإن - قال سريج لم يجد - مبصقاً ÙÙÙŠ ثوبه أو نعله.) مسند الإمام Ø£Øمد بن Øنبل – المجلد الثالث – مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه . Ùهل الله Ùوقنا ÙÙŠ السماء أم هو أمامنا أو هو قريب منا !!؟؟؟
3 - الله((معنا)) Øال ذكرنا له :
عن أبي هريرة رضي الله عنهعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله تعالى : (أنا((مع))عبدي ما ذكرني وتØركت بي Ø´Ùتاه) رواه Ø£Øمد ÙÙŠ مسنده وابن ماجه والØاكم ÙÙŠ المستدرك وصØØÙ‡ الØاكم والسيوطي كذلك ÙÙŠ الجامع الصغير .
Ùأين الله بالضبط ؟؟
ÙÙŠ السماء أم معنا - على الÙهم الØرÙÙŠ لـ ( مع ) - أم أمامنا أمقريب منا !!!؟؟
4 - الله ليس ( ÙÙŠ السماء):
وأخيرا .. ÙÙŠ Øديث المعراج يمر النبي صلى الله عليه وسلم بكل السماوات السبع ويقص علينا ما شاهد ÙÙŠ كل سماء ومن التقى وهو بصØبة جبريل عليه السلام ،ولكنه لا يأتي على ذكر التقائه بالله سبØانه وتعالى ÙÙŠ أي من تلك السماوات السبع . Ùلو كان الله تعالى ( ÙÙŠ السماء ) Øقيقة لأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه التقى رب العزة ÙÙŠ السماء كذا وكذا !!! والآن .. عندما يقرأ المسلم كل هذه الأØاديث وغيرها الكثير الكثير ويÙهمها كلها ØرÙيا على ظاهرها - كما تقول وتريد طائÙØ© المجسمةالØشوية - Ùإنه يصيبه الارتباك ولا شك ويتبادر إلى ذهنه وجود التناقض بين نصوص الدين الØني٠،والØقيقة أن ما من تناقض ولكن التناقض يكمن ÙÙŠ عقله الضعي٠Ùقط !! Ùإذاً، الÙهم الØرÙÙŠ الظاهر ييؤدي بالمسلم إلى الØيرة والتناقض،Ùلا يستطيع تØديد مكان ربه بالضبط - تعالى سبØانه عن المكان - ولا يمكنه الجمع بين كل هذه النصوص البتة إن Ùهمت كلها ظاهريا ÙˆØرÙيا دون اللجوء إلى التأويل ÙÙŠ بعضها على الأقل، ومن Ùهم هذه النصوص وغيرها ظاهريا Ùإنه سيتصور إله اًيتØرك هنا وهناك، مرة قرب العبد، ومرة معه، ومرة Ùوقه ومرة أمامه وووووووووو ØŒ ومثل هذا الإله المتوهم هو قطعاً ليس الله سبØانه وتعالى عما يقول الظالمون ØŒ ÙˆÙساد هذا الاعتقاد بيّن لا ÙŠØتاج إلى كثير كلام .
رابعا : الÙهم الØرÙÙŠ لكون الله ÙÙŠ السماء يتناقض مع أصلين من أصول العقيدة الإسلامية أصَّلَهما القرآن الكريم :
الأول: هو كون صÙات الله مخالÙØ© لصÙات الØوادث ( المخلوقات)Ùلا تماثل شيئا من خلق الله البتة لقول الله تعالى ÙÙŠ سورة الشورى : (ليس كمثله شيء.)
Ùلو كان الله ØرÙياً ÙÙŠ السماء، لكان هنالك عدد لا ÙŠØصى من الØوادث مماثلة له ÙÙŠ كونها ÙÙŠ السماء لها ارتÙاع ومكان وجهة وتØيز وهلم جرا كالطائرة والملائكة والشمس والقمر والكواكب،وبما أن الله ليس كمثله شيء Ùهو قطعاً ليس بجسم متØيز،لأن ماسواه أجسام متØيزة، وهو ليس كمثله شيء Ùليس جسماً قطعاً وتØقيقاً ،وكلما تبادر إلى ذهنك كونه الله Ùالله خلاÙÙ‡!! الله يقول : (تبارك الذي جعل ÙÙŠ السماء بروجا وجعل Ùيها سراجاً وقمراً منيرا) Ùهاهي البروج والشمس والقمرÙÙŠ السماء بنص الآية ØŒ Ùلو كان الله أيضاً ÙÙŠ السماء لماثلها ولكننا نعلم أنليس كمثله شيء، Ùنتج انتÙاء كونه ÙÙŠ السماء على ظاهر اللÙظ كما هوالØال مع البروج ووجب تÙويض المعنى أو تأويله.
الثانى: الأصل الثاني الذي تخالÙÙ‡ هذه العقيدة التجسيمية هوصÙØ© ( غÙÙ†ÙŽÙ‰ ) الله وعدم اØتياجه البتة لشيء من خلقه سبØانه ØŒ وهوأصل مبثوث ÙÙŠ عدد من آي القرآن الكريم ØŒ لذا وبموجب اعتقاد غÙÙ†ÙŽÙ‰ الله المطلق، Ùإنه يستØيل كون الله جسماً أو كينونةً جسمية، لأن الأجسام تØتاج المكان والزمان لتتواجد Ùيهما، والله لا ÙŠØتاج البتة إلى زمان أو مكان، بل هو سبØانه قبل أن يكون زمان ومكان، والزمان والمكان خلقٌ منخلقه (الله خالق كل شيء.)
خامسا : الÙهم الØرÙÙŠ الظاهري لمقولة الله ((ÙÙŠ))السماء ØŒ يعني ويÙيد أن السماء تØيط بالله سبØانه وتعالى من كل الجهات بØيث يكون سبØانه أصغر منها لتØويه، وهو بالطبع تصور متهاÙت يرÙضه Øتى الأطÙال الذين لم يبلغوا السعي . وصر٠معنى مقولة الله((ÙÙŠ))السماء إلى((على السماء)) كما ÙŠÙعل المجسمة عندما يغلبون ÙÙŠ المناظرات ØŒ هونوع من التأويل الذي ÙŠÙر منه هؤلاء الظاهرية ليقعوا Ùيه ولا بد !! Ùإن (( ÙÙŠ )) غير (( على )) وجعل Ø£Øدهما بمعنى الآخر هو تأويل وإن ادَّعوا أنه ليس تأويلا . لكل هذه الأسباب ولأسباب أخرى يطول ذكرها ØŒ رأى السادة العلماء ضرورةً ولزوما Ù„Ùهم المجازي الرمزي لهذا الØديث ولغيره من النصوص الØاوية لمثل هذه التعابير والاستعارات الموهمة للتشبيه والتجسيم، بØيث يتواÙÙ‚ المعنى مع استعمالات اللغة العربية دون أن يعارض الثوابت القرآنية أو الØديثية الدالة على تنزيه الخالق سبØانه وتعالى .
أأمنتم من ( ÙÙŠ السماء)
لنأخذ مثلا على ذلك قول الله سبØانه وتعالى : (أأمنتم من ÙÙŠ السماء أن يخس٠بكم الأرض Ùإذا هي تمور) ولننظر كي٠Ùهمه ÙˆÙسره أئمة أهل السنة والجماعة،ومدى تواÙÙ‚ Ùهم المجسمة الØشوية كالوهابية مع Ùهمهم أو اختلاÙÙ‡ عنه وبناء عليه نستطيع أن Ù†Øكم من هم أهل السنة :
القرطبي ( قال المØققون: أمنتم من Ùوق السماء؛ كقول: { ÙسيØوا ÙÙŠ الأرض } أي Ùوقها لابالمماسة والتØيز لكن بالقهر والتدبير. وقيل: معناه أمنتم من على السماء ؛كقوله تعالى: { ولأصلبنكم ÙÙŠ جذوع النخل } أي عليها. ومعناه أنه مديرها ومالكها؛ كما يقال: Ùلان على العراق والØجاز؛أي وإليها وأميرها.) انتهى . الجامع لأØكام القرآن .
الشربيني الخطيب يذكر أن هنالك عدة وجوه تأويل لقول الله ( من ÙÙŠ السماء ) ØŒ منها أنها تعني : الذي ÙÙŠ السماء سلطانه وسيادته، لأن السماء هي Øيث تقطن الملائكة وتسكن وهناك عرشه أعظم المخلوقات وكرسيه ÙˆØ§Ù„Ù„ÙˆØ Ø§Ù„Ù…ØÙوظ الذي منه تتنزل Ø£Øكامه وقضاءه وكتبه وأوامره ونواهيه . ويذكر كذلك تأويلا آخر وهو أن ( من ÙÙŠ السماء) Øذ٠منها إضاÙØ© وتقديرها : أأمنتم من خالق الذي ÙÙŠ السماء، ويقصد الملائكة الذين يقطنون السماء لأنهم هم المأمورون بإيقاع الرØمة الإلهية ( إرادته سبØانه الخير ) أو الغضب والانتقام الإلهي ( إرادته سبØانه الشر) . (راجع السراج المنير طـ دار المعار٠بيروت المجلد الرابع)
Ùخر الدين الرازي يذكر أن ( من ÙÙŠ السماء ) تعني الملك الموكل بايقاع العذاب والعقاب – جبريل عليه السلام - ،وقوله ( يخس٠بكم الأرض ) يعني بأمر الله وإذنه . (تÙسير الÙØر الرازي Ø· دارالÙكر بيروت 1985)
أبو Øيان النØوي يذكرأن سياق هذه الكلمات قد يكون ÙˆÙÙ‚ معتقدات المخاطبين بهذا الوعيد ( المشركين ) لأنهم كانوا مجسمة يجسمون الله ويتصورنه جسما كما يجسمون بقية آلهتم ÙÙŠ شكل أوثان وأصنام وتماثيل ØŒ Ùخاطبهم ÙˆÙÙ‚ معتقدهم لامواÙقة لهم وإقرارا بل تنبيها على خطله وزيÙÙ‡ ØŒ وعلى هذا يكون المعنى : أأمنتم ممن تزعمون وتعتقدون كونه ÙÙŠ السماء؟ بينما هو أعلى وأرÙع من سائر المكان والزمان . (تÙسير النهر المدد من البØر المØيط Ø· دار الجنان ومؤسسة الكتب الثقاÙية 1987 بيروت)
القاضي عياض ينقل الإمام النووي ÙÙŠ شرØÙ‡ على صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù… ÙÙŠ Ø´Ø±Ø Øديث الجارية بعد أن بَيَّن موق٠السل٠من Ø£Øاديث الصÙات - وهو الموق٠الذي أوردته أعلاه – كلامَ القاضي عياض ÙÙŠ ذلك : قال القاضي عياض : لاخلا٠بين المسلمين قاطبة Ùقيههم ومØدّÙثهم ومتكلّÙمهم ونظَّارهم ومقلّÙدهم أنَّ الظَّواهر الواردة بذكر الله ÙÙŠ السَّماء كقوله تعالى: (أأمنتم من ÙÙŠ السماء أن يخس٠بكم الأرض) ونØوه ليست على ظاهرها بل متأوّلة عند جميعهم، Ùمن قال بإثبات جهة Ùوق، من غيرتØديد ولا تكيي٠من المØدّÙثين والÙقهاء والمتكلّÙمين تأوَّل ÙÙŠ السَّماء أي : على السَّماء. ومن قال من دهماء النظَّار والمتكلّÙمين وأصØاب التَّنزيه بنÙÙŠ الØدّ٠واستØالة الجهة ÙÙŠ ØقّÙÙ‡ سبØانه، تأوَّلوها تأويلات بØسب مقتضاها، وذكر Ù†ØÙˆ ما سبق - أي ما سبق للنووي إيراده من مواق٠العلماء من Ø£Øاديث الصÙات-قال: أي القاضي عياض (ويا ليت شعري! ما الَّذي جمع أهل السّÙنَّة والØقّ٠كلّهم على وجوب الإمساك عن الÙكر ÙÙŠ الذَّات ØŒ كما أمروا وسكتوا Ù„Øيرة العقل، واتَّÙقوا على تØريم التَّكيي٠والتَّشكيل، وأنَّ ذلك من وقوÙهم وإمساكهم غير شاكّ٠ÙÙŠ الوجود والموجود،وغير Ù‚Ø§Ø¯Ø ÙÙŠ التَّوØيد بل هو Øقيقته، ثمَّ ØªØ³Ø§Ù…Ø Ø¨Ø¹Ø¶Ù‡Ù… بإثبات الجهة خاشياً من مثل هذا Ø§Ù„ØªÙ‘ÙŽØ³Ø§Ù…Ø ØŒÙˆÙ‡Ù„ بين التَّكيي٠وإثبات الجهات Ùرق؟. لكن إطلاق ما أطلقه الشَّرع من أنَّه القاهر Ùوق عباده، وأنَّه استوى على العرش مع التَّمسّÙÙƒ بالآية الجامعة للتَّنزيه الكلّÙÙŠØŒ الَّذي لا يصØÙ‘Ù ÙÙŠ المعقول غيره، وهوقوله تعالى: (ليس كمثله شيء ) عصمة لمن ÙˆÙَّقه اللَّه، وهذا كلام القاضي -رØمه اللَّه. ) انتهى من Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†ÙˆÙˆÙŠ على مسلم
هل يكÙر من يقول أن الله ÙÙŠ السماء Øقيقةالآن ؟؟
نأتي الآن لمثال أخير .. الØديث المروي ÙÙŠ صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلةإلى السماء الدنيا ØŒ Øين يبقى ثلث الليل الآخر. Ùيقول: من يدعوني Ùأستجيب له! ومن يسألني Ùأعطيه! ومن يستغÙرني ÙأغÙر له! .)
صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù… – الجزء الأول – كتاب صلاة المساÙرين وقصرها – باب الترغيب ÙÙŠ الدعاء والذكر ÙÙŠ آخر الليل والإجابة Ùيه . لو تأملنا هذا الØديث للØظة ،لÙهمنا أنه لا يتعلق ولا يقصد بيان عقيدة وليس موضوعه عن العقيدة ،ولكنه يقصد تأسيس نقطة عملية تعبدية ،وهي أنه ÙŠÙترض بنا Ùعل شيء ما ÙÙŠ الثلث الأخير من الليل : أن نقوم ونصلي وندعوالله!! لهذا السبب عندما عَنْوَن الإمام النووي صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù… ،وبَوَّبه تبويبه وتقسيمه الموجود عليه Øالياً ،عَنْوَن لهذا الØديث بـ : (باب الترغيب ÙÙŠ الدعاء والذكر ÙÙŠ آخر الليل والإجابة Ùيه) ولم يترجم له بـ ( باب نزول الله ) مثلا .. أما ÙÙŠ ما يتعلق بمعنى ( ينزل ) الواردة ÙÙŠ الØديث Ùإن الإمام النووي يعلق قائلا : (هذا الØديث من Ø£Øاديث الصّÙÙات ÙˆÙيه مذهبان مشهوران للعلماء سبق إيضاØهما ÙÙŠ كتاب الإيمان ومختصرهما أنَّ: Ø£Øدهما: وهو مذهب جمهور السَّل٠وبعض المتكلّÙمين: أنَّه يؤمن بأنَّها Øقّ٠عَلَى ما يليق باللَّه، وأنَّ ظاهرها المتعار٠ÙÙŠ ØقّÙنا غير مراد، ولايتكلَّم ÙÙŠ تأويلها، مع اعتقاد تنزيه الله عن صÙات المخلوق وعن الانتقال والØركات وسائر سمات الخلق.
والثَّاني: مذهب أكثر المتكلّÙمين وجماعات من السَّلÙØŒ وهو Ù…Øكيٌّ هنا عن مالك بن أنس والأوزاعيّÙ: أنَّها تتأوَّل عَلَى ما يليق بها بØسب مواطنها، Ùعَلَى هذا تأوَّلوا هذا الØديث تأويلين:
Ø£Øدهما: تأويل مالك بن أنس وغيره معناه: تنزل رØمته وأمره وملائكته، كما يقال: Ùعل السّÙلطان كذا إذا Ùعله أتباعه بأمره.
والثَّاني: أنَّه عَلَى الاستعارة، ومعناه: الإقبال عَلَى الدَّاعين بالإجابة واللّÙØ·ÙØŒ واللَّه أعلم. ( انتهى من Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù… النووي على مسلم)
ويلاØظ العلامة علي قاري ÙÙŠ مرقاة المÙØ§ØªÙŠØ Ø´Ø±Ø Ù…Ø´ÙƒØ§Ø© Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ø¨ÙŠØ ) : أن الإمام مالك والإمام الأوزاعي والذين هما من السل٠قد تأول كلاهما (ينزل ) تأويلا Ù…Ùصلا دقيقا ،وكذلك Ùعل الإمام جعÙر الصادق بل إن جمهور السل٠والخل٠قالوا بأن كل من يؤمن بأن الله يوجد ÙÙŠ جهة Øسية هو كاÙر كما نص على ذلك العراقي بكل ÙˆØ¶ÙˆØ Ù‚Ø§Ø¦Ù„Ø§Ù‹ أن هذا هو موق٠أبو ØنيÙØ© ومالك والشاÙعي والأشعري والبلقيني. (مرقاة المÙØ§ØªÙŠØ Ø´Ø±Ø Ù…Ø´ÙƒØ§Ø© Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ø¨ÙŠØ – Ø· بيروت طار Ø¥Øياء التراث المجلد الثاني صÙØØ© 137) ويجدر بنا هنا أن ننبه أن العراقي قد وصل رتبة ØاÙظ ØŒ(شخص قد ØÙظ أكثر من مائة أل٠Øديث عن ظهر قلب ) ØŒ بينما الملا علي قاري هومØدث له أعمال مرجعية ÙÙŠ الأØاديث الموضوعة، ما يعني أن كلاهما كان له المؤهلات والمقومات الكاÙية للتأكد من سند أي موق٠يروي انه، ولهذا السبب Ùإن روايتهما لموق٠العلماء من القائل بالجهة الØسية وتكÙيرهم له لها وزنها واعتبارها ووجاهتها . ولكن لعله من المناسب اليوم أن نقول أن المسلم الذي يعتقد أن الله موجود ÙÙŠ السماء، أو ÙÙŠ أعلى ليس كاÙرا، وذلك لأن شبهة نشر بدعة التجسيم من قبل البعض بأموال البترودولار بهذا الشكل المكث٠الذي يقلب الليل نهاراً والنهار ليلا، تجد له عذر الجهل وعموم البلوى. وقد كانت بدعة التجسيم هذه Ù…Øصورة Ùيما مضى ÙÙŠ بضعة أسماء تعد على اليد من مجسمة الØنابلة الذين تم ÙضØهم ودÙعهم مرة تلو الأخرى من بقية Ùضلاء الØنابلة المتقدمين أنÙسهم من أمثال ابن الجوزي الذي خاطب رÙقائه الØنابلة ÙÙŠ كتابه النÙيس القيم،دÙع شبه التشبيه بأك٠التنزيه قائلا : (وقد أخذوا - أي بعض الØنابلة - بالظاهر ÙÙŠ الأسماء والصÙات .. ولم يلتÙتوا إلى النصوص الصارÙØ© عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى، ولا إلى إلغاء ما توجبه الظواهر من سمات الØَدَث، ولم يَقْنَعÙوا بأن قالوا : ( صÙØ© Ùعل ) Øتى قالوا: (صÙØ© ذات)ØŒ ثم لما أثبتوا أنها صÙات، قالوا : لا Ù†Øملها على توجيه اللغة، مثل ( يد ) على معنى نعمة وقدرة ØŒ ولا ( مجيء وإتيان ) على معنى بÙرّ٠ولط٠، ولا ( ساق ) على شدة ØŒ بل قالوا : Ù†Øملها على ظواهرها المتعارÙØ© والظاهر هو المعهود من نعوت الآدميين .. ثم يتØرجون من التشبيه ØŒ ويَأْنَÙÙون من إضاÙته إليهم، ويقولون : ( Ù†ØÙ† أهل السنة) !! ØŒ وكلامهم ØµØ±ÙŠØ ÙÙŠ التشبيه، وقد تبعهم خلق من العوام ØŒ وقد نصØت التابع والمتبوع ØŒ Ùقلت لهم : يا أصØابنا ØŒ أنتم أصØاب نقل واتّÙباع ØŒ وإمامكم الأكبر Ø£Øمدبن Øنبل رØمه الله يقول وهو تØت السياط : كي٠أقول ما لم ÙŠÙÙ‚ÙŽÙ„ ØŸØŒ Ùإياكم أن تبتدعوا ÙÙŠ مذهبه ما ليس منه ØŒ ثم قلتم ÙÙŠ الأØاديث : (تÙØْمَل على ظاهرها ) !! ØŒ وظاهر القدم، الجارØØ©ØŒ Ùإنه لما قيل ÙÙŠ عيسى عليه الصلاة والسلام : ( Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù„Ù‡ ) ØŒ اعتقدت النصارى لعنهم الله تعالى أن لله سبØانه وتعالى صÙةً هي Ø±ÙˆØ ÙˆÙŽÙ„ÙŽØ¬ÙŽØª ÙÙŠ مريم !! ØŒ ومن قال : (استوى بذاته المقدسة ) Ùقد أجراه سبØانه مجرى الØÙسّÙيَّات !! ØŒ وينبغي أن لا ÙŠÙهْمَل ما ثبت به الأصل ØŒ وهو العقل ØŒ Ùإنا به عرÙنا الله تعالى ØŒ ÙˆØكمنا له بالقÙدَم ØŒ Ùلو أنكم قلتم : (نقرأ الأØاديث ونسكت ) ØŒ لما أنكر Ø£Øد عليكم ØŒ وإنما ØَمْلÙÙƒÙÙ… إياها على الظاهر Ù‚Ø¨ÙŠØ Ùلا تÙدخلوا ÙÙŠ مذهب هذا الرجل Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø³Ù„ÙÙŠ ما ليس منه ØŒ ولقد كسيتم هذا المذهب شيناً قبيØاً Øتى صار لا ÙŠÙقال Øنبلي إلا مجسم ØŒ ثم زينتم مذهبكم أيضا بالعصبية ليزيد بن معاوية ØŒ ولقد علمتم أن صاØب المذهب أجاز لعنته، وقد كان أبو Ù…Øمد التميمي يقول ÙÙŠ بعض أئمتكم : لقد شان المذهب شيناً لا ÙŠÙغسل إلى يوم القيامة. انتهى كلام الإمام ابن الجوزي منتقدا مجسمة الØنابلة ÙÙŠ كتابه النÙيس ( دÙع شبه التشبيه بأك٠التنزيه ) المكتبة التوÙيقية 1976 . ويبدو من استقراء التاريخ أن هذه العقائد الÙاسدة المجسّÙمة تمكنت من البقاء Øية لبضعة قرون ÙÙŠ نواØÙŠ خراسان وأÙغانستان وبعض المواضع الأخرى من الشرق .. وقد لاØظ الإمام العلامة الكوثري قدس الله سره أن ابن تيمية الØنبلي قد وقع على تÙاصيل هذه العقائد الÙاسدة من بعض المخطوطات عن النØÙ„ والÙرق عندما تدÙقت مكتبات العلماء على دمشق مع القواÙÙ„ الهاربة من غزو المغول والتتار الهمج القادمين من الشرق .. وقد قرأ ابن تيمية رØمه الله هذه المخطوطات دون معونة أستاذ أو شيخ متوقد الذهن ثاقب الÙكر ،ونتيجة لذلك غاب عنه Ùساد ما ÙÙŠ هذه المخطوطات، وآمن واعتقد بما Ùهمه منها وتطور به الأمر إلى أن Ø£ØµØ¨Ø Ø¯Ø§Ø¹ÙŠØ© لهذه العقائد ومناÙØا عنها ÙÙŠ كتبه وأعماله . ( راجع السي٠الصقيل ÙÙŠ الرد على ابن زÙيل.) وقدØوكم وسجن بسبب هذه العقائد الÙاسدة عدة مراتقبل موته وقدن قل الإمام النويري وكذلك ابن Øجر العسقلاني ÙÙŠ الدرر الكامنة عنه أنه تاب عن هذه العقائد الÙاسدة وعاد إلى اعتقاد أهل السنة والجماعة بعد Ù…Øاكمته واستتابته من قبل علماء زمانه وشهد على Ù†Ùسه أنه يعود أشعريا رØمه الله وغÙر له خطأه إن صدقت توبته. وقد صنÙت مصنÙات منقبل علماء من أمثال أبو Øيان النØوي(ت 745 هـ ) وتقي الدين السبكي(ت 756) وبدر الدين ابن جماعة(ت 733 ) والأمير الصنعاني صاØب سبل السلام ( ت 1182) وتقي الدين الØسني صاØب ÙƒÙاية الأخيار ( ت 829) وابن Øجر الهيثمي(ت 974 هـ ) ÙÙŠ الرد على عقيدة ابن تيمية .. وقد بقيت عقيدته مرÙوضة من قبل جمهور المسلمين، وكل أهل السنة والجماعة لمدةأربعة قرون أخرى، Øتى ظهرت Øركة Ù…Øمد بن عبد الوهاب ÙÙŠ القرن الثامن عشر الميلادي، وكما هو معلوم Ùقد اتَّبعت هذه الØركة ابن تيمية ÙÙŠ نقاط من العقيدة واتخذت منه مرجعيتها وسلÙها . ولكن هذه العقائد لم تلقَ انتشارا ويتÙاقم أمرها إلا بعد وصول الطباعة إلى العالم العربي وطباعة كتب ابن تيمية . ويذكر البعض أن تاجراً غنياً من وجهاء جدة دÙع تكالي٠طباعة كتاب منهاج السنة وعدة كتب أخرى لابن تيمية ÙÙŠ العقيدة ÙÙŠ مصر ÙÙŠ نهايات القرن التاسع عشر الميلادي ،وبعثت من جديد هذه العقائد الÙاسدة تØت اسم السلÙية . ومن ذلك الØين Øملت هذه الكتب والعقائد إلى كل الأنØاء مدÙوعة بÙيضان من التمويل الغزير المتدÙÙ‚ من دولة أو اثنتان من دول الخليج الغنية .. ونتيجة لهذه الجهود امتلأت المساجد ÙÙŠ أنØاء العالم كله بكتب ومطويات وكتيبات ØªØ´Ø±Ø Ù‡Ø°Ù‡ العقائد الÙاسدة وتنشرها وأيضا امتلأت المساجد بشباب غÙر يدÙعون بهذه العقائد وينسبونها جهلاً إلى Ø§Ù„Ø³Ù„Ù Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ù…Ù† التابعين وتابعيهم وأئمة المسلمين الأوائل ØŒ بمعونة سند ابن تيمية المشكوك Ùيه أصلا، أو Ùيكثير من الأØيان دون أي سند ومن هنا تبرز لنا أهمية عدم تكÙير عامة المسلمين إن قالوا بهذه العقائد الÙاسدة، لأن مثل هذا النوع من الدعم المادي الضخم، يشتري النÙوذ والإعلام والدعاية التي تقلب الØقائق وتلبسها على الناس البسطاء، والذين هم ÙÙŠ أغلبهم لا يملكون القدرة أو الوقت على البØØ« والتنقيب والتعلم بأنÙسهم .. لذا من المناسب، بل من الضروري عذر الناس بالجهل هنا إلى أن ÙŠÙعَلَّموا أن الرب ÙÙŠ الإسلام هو بشكل لا Ù…Øدود أعظم وأعلى ÙˆÙوق أن يكون رجلا ضخما أو شابا أمردا كما يصÙÙ‡ البعض كما أنه سبØانه أعظم من أن يكون Ù…Øدودا بمكان وزمان اللذان هما ÙÙŠ النهاية خلق من خلقه سبØانه وتعالى .
الخلاصة
Ùإذاً، نخلص إلى أن أهل السنة والجماعة يأخذون النصوص على ظاهرها، ويÙهمونها ØرÙياً إلا إن كان هنالك سببٌ مصاØبٌ ØŒ وقرينةٌ صارÙØ©ÙŒ تمنعهم من Ùهم تلك النصوص على ظاهرها . ÙˆÙÙŠ Øالة ( نزول ) الله أو كونه ( ÙÙŠ السماء ) هنالك ما لا ÙŠØصى من الأسباب والقرائن الصارÙØ© لهذه النصوص عن ظاهرها
Ùأولاً : الÙهم الØرÙÙŠ لهذه النصوص، يجعل من المستØيل الجمع بينها وبين الكثير من النصوص الصØÙŠØØ© الأخرى،والتي ينبغي أن تÙهم هي أيضاً على ظاهرها كما Ùهمت تلك على ظاهرها Ùهنالك نصوص تتØدث عن كون الله (( مع )) العبد عند ذكره لله ((أقرب إليه من Øبل الوريد)) ((أمامه )) Øال صلاته ((أقرب )) إليه Øال سجوده ((ÙÙŠ السماء))عندما سأل رسول الله الجارية ((معكم أينما كنتم)) ووووووووو هذه النصوص، إن جمعت ÙˆÙهمت كلها ØرÙيا على ظاهرها، Ùإنها غير واضØØ© ومتناقضة تماما ولاينتÙÙŠ هذا التناقض إلا بÙهمها مجازيا ورمزيا، وبتأويلها على مقتضى لغة العرب كما Ùعل علماء أهل السنة والجماعة منذ السل٠إلى الخل٠.
وثانيا : Ùإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد Ùصَّل كل العقائد التي يجب على المسلم الإيمان بها ÙÙŠ جوابه على سؤال جبريل عليه السلام، ولم يأت على ذكر كَوْن٠الله ÙÙŠ السماء أو ÙÙŠ أي مكان آخر .
وثالثا : Ùإن كوَْنَ الله ( ÙÙŠ السماء ) كما الطيور والسØاب والطائرات والكواكب والملائكة والأنبياء والجنان وووووو على المعنى الظاهر لـ ( ÙÙŠ السماء)،تناÙÙŠ بشكل قاطع عقيدة القرآن القائلة بـ (( ليس كمثله شيء )) كما أنها تناÙÙŠ عقيدة ( غÙÙ†ÙŽÙ‰ ) الله المذكورة ÙÙŠ عدة مواضع من القرآن، لأن ما اØتاج إلى خلق من Øلقه(السماء ) ليكون Ùيه أو يستوي عليه Øقيقة ( العرش ) Ùهو قطعا ليس الله الموصو٠بالغنى التام ÙÙŠ Ù…Øكم التنزيل وإنما وثن يعبده الجاهلون .
والله ÙˆØده الغني ،وأنتم الÙقراء ØŒ وهو ولي التوÙيق وعليه التكلان
اللهم اهدنا لما اختلÙوا Ùيه،وأنر بصائرنا وعقولنا، وَنَقّ٠سرائرنا ونÙوسنا بجاه الواسطة العظمى سيدنا Ù…Øمد النبي الأمي . آمين انتهى
|