الإسلام والتشيع ÙÙŠ تونس
لمØØ© تاريخية
تقع البلاد التونسية ÙÙŠ أقصى شمال القارة الإÙريقية،إلا أنها كانت معروÙØ© ÙÙŠ العصور القديمة،والتي تلتها من العصور الوسطى باسم Ø¥Ùريقية (وهي كامل البلاد التونسية مع الجزء الغربي لليبيا،وبعض مناطق شرق ووسط الجزائر)،ولقبها بعض الجغراÙيين ببوابة البØر البيض المتوسط،ولأجل موقعها الهام والاستراتيجي كانت دائما عرضة للغزو الاØتلال.
يغلب على سكان Ø¥Ùريقية قبل الÙØªØ Ø§Ù„Ø¥Ø³Ù„Ø§Ù…ÙŠ عرقهم البربري، مع أقلية لا تكاد تذكر منØدرة من أصول الأمم التي كانت مهيمنة على تلك المناطق،والتي تأقلمت وسط التجمعات السكانية، وانصهرت ÙÙŠ بيئة مناطقها،واختلطت معها Øتى صارت جزء منها.يعتبر البربر من الأمم المستعصية والعنيدة،وقد كان تاريخهم الطويل ØاÙلا بمقاومة الغزاة الذين Øلوا بأرضهم،Ùلا الÙينيقيون ،ولا الرومان،ولا البيزنطيون،ولا الإسبان،ولا النورمنديون،تمكنوا من إخضاعهم والسيطرة عليهم،Ùكانت مستعمراتهم تعتريها بين الÙينة والأخرى إنتÙاضة هنا وثورة هناك،بØيث لم يهنأ مستعمر ÙÙŠ تلك الربوع.أما الدين الغالب على البربر Ùهو المسيØية بإجماع أكثر المؤرخين،مع قلة من عبدة الأوثان واليهود.
ÙÙŠ Øدود سنة 27 هجرية/647 ميلادية،بدأ الÙØªØ Ø§Ù„Ø¹Ø±Ø¨ÙŠ للشمال الإÙريقي،أو بالأØرى الغزو العربي،لأنني لم أجد Ùيه Øسب ما توصلت إليه من بØث،ما يشير إلى طابعه الإسلامي،
وكانت أول الغزوات هي غزوة عبد الله بن أبي سرØ،وقصة هذا الرجل معروÙØ© ومثبتة ÙÙŠ كتب السيرة التاريخ،Ùقد أسلم قبل ÙØªØ Ù…ÙƒØ©ØŒØ«Ù… ما لبث أن ارتد،وÙرّ إلى مشركي مكة(1) يقول زيني دØلان الشاÙعي:أسلم ثم ارتد،ولØÙ‚ بمكة وصار يتكلم بكلام Ù‚Ø¨ÙŠØ ÙÙŠ ØÙ‚ النبي صلى الله عليه وآله وسلم،Ùأهدر دمه،وعلم الرجل بذلك(وقد يكون الذي أعلمه هو Ù†Ùسه الذي أخÙاه ومنع عنه الطلب) Ùلما كان يوم الÙØªØ Ù„Ø¬Ø£ إلى عثمان بن عÙان وكان أخاه من الرضاع،Ùقال:يا أخي استأمن لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،قبل أن يضرب عنقي،Ùغيبّه عثمان.. Øتى هدأ الناس واطمأنوا،ثم أتى به إليه صلى الله عليه وآله وسلم،وصار يقول عثمان:يا رسول الله أمنته Ùبايعه.والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يعرض عنه مرارا،ثم قال:نعم Ùبسط يده Ùبايعه،Ùلما خرج عثمان وعبد الله،قال صلى الله عليه وآله وسلم لمن Øوله أعرضت عنه مرارا،ليقوم إليه بعضكم Ùيضرب عنقه.(2)
تلك Øقيقة (الÙاتØ) الذي أمده عثمان بن عÙان بجيش Ùيه بسر بن أرطأة،ذلك الرجل الوØØ´ الذي Ø§Ø³ØªØ¨Ø§Ø Ù…Ø¯ÙŠÙ†Ø© النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أيام،قتل Ùيها من قتل من الصØابة وذراريهم،وانتهكت Ùيه المØارم،من اغتصاب العذارى والنساء المØصنات،ونهب الممتلكات،ولما ولي أمر المسلمين معاوية بن أبي سÙيان،ولى معاوية بن Øديج (الذي قتل Ù…Øمد بن أبي بكر ثم وضع جثته ومازال بها رمق ÙÙŠ جو٠Øمار وأØرقه)على مصر،Ùبعث سنة 50 هجرية عقبة بن ناÙع إلى Ø¥Ùريقية،Ùوجه عقبة بسر بن أرطأة إلى قلعة من القيروان،ÙاقتØمها وقتل وسبى وخرب معالمها،وقتل معظم سكانها،ونهب أموالهم وأخذ أطÙالهم وبناتهم.(3)
أسس عقبة مدينة القيروان وجعلها منطلقا Ù„Øملاته،سنة 50 هجرية / 670 ميلادية،ثم ما لبث أن عزل معاوية بن أبي سÙيان عقبة بن ناÙع سنة 55 هجرية،وعين مكانه مولاه أبو المهاجر دينار Ø£Øد مواليه المخلصين للأسرة الأموية.
ثم رجع عقبة مرة أخرى إلى اÙريقية،بمرسوم من يزيد بن معاوية لعنهما الله وذلك سنة 62 هجرية.كانت كل الدلائل تشير إلى أن البربر سو٠لن يتقبلوا بسهولة الÙØªØ Ø§Ù„Ø¬Ø¯ÙŠØ¯ØŒ للمسلمات التي تكونت لديهم عن المستعمرين السابقين، ولتجربة دامت قرون عديدة تقول،إن الذي يأتي إلى قوم ليخضعهم بالسيÙ،لا يمكنه أن يأتي بخير أبدا،لأن القوة مهما بلغت من العتو والطغيان،ما هي إلا أداة إخضاع، وليست أداة إقناع.
ومن تلك السلبيات التي ترسخت ÙÙŠ Ù…Øصلة البربر،جاء وقوÙهم ÙÙŠ وجه الغزو العربي والمسمى بالÙØªØ Ø§Ù„Ø¥Ø³Ù„Ø§Ù…ÙŠØŒÙˆØªØ¹Ø§Ù…Ù„ÙˆØ§ معه على أساس أنه غزو واستعمار،خصوصا بعد ما لمسوا من تصرÙات الÙاتØين،قرائن وإثباتات تثير الريبة،وتدÙع إلى الشك ÙÙŠ Øسن نواياهم وسلامة مقاصدهم،منها أعمال السلب والنهب للممتلكات،وسبي البربريات الجميلات،لإرسالهن إلى مصر، ومنها إلى مقر الدولة الأموية بالشام،والإهانات التي تعرض لها زعماءهم رغم دخولهم الدين الإسلامي كما هو الشأن بالنسبة للملك كسيلة البربري،تقول القصة:
إن عقبة أتي يوما بذود من الغنم،Ùأمر بذبØها للعسكر،وأمر كسيلة أن يسلخ منها مع السلاخين،Ùقال كسيلة:Ø£ØµÙ„Ø Ø§Ù„Ù„Ù‡ الأمير،هؤلاء Ùتياني وعبيدي يكÙوني المئونة.Ùقال عقبة:لا،Ùقام كسيلة مغضبا.Ùكان كلما دØس Ù…Ø³Ø Ø¨Ù„Øيته،Ùكان العرب يمرون عليه ويقولون:"يا بربري ما تصنع؟"Ùيقول:هذا جيد للشعر." Øتى مر شيخ من العرب Ùقال لهم: كلا إن البربري يتوعدكم." Ùقال أبو المهاجر لعقبة:"بئس ما صنعت،كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتأل٠جبابرة العرب،وأنت تأتي إلى رجل جبار ÙÙŠ قومه ÙÙŠ دار عزه،قريب العهد بالشرك Ùتهينه." Ùتهاون عقبة بكلام أبي المهاجر(4)،ولم ÙŠØسب له Øسابا،إلى أن وجد كسيلة Ùرصة Ùهرب بمن معه من البربر،ثم بدأ ÙÙŠ استنÙار البربر وتجميع Øشودهم انتظارا للÙرصة المواتية .
كانت معارضة البربر شديدة للÙاتØين الجدد،بعد أن رأوا بأم أعينهم ما قاموا به،ÙØاربوا عقبة ÙÙŠ عدة وقائع،لعل أهمها تلك التي أدت إلى مقتله بتهودة(الجزائر)،مع مجموعة كبيرة من جنده وقادته،ÙÙŠ طريق عودته من المغرب،على يد ملك البربر" كسيلة" سنة 64 هجرية/683.
يقول المؤرخ ابن خلدون:إن البربر ارتدوا على الإسلام خلال سبعين سنة،اثنتي عشر مرة.(5)ويمكن القول،إن عقلية الÙاتØين لم تكن تتميز بالتقوى،ولا كانوا ÙÙŠ زØÙهم يغلبون عامل الدعوة إلى الإسلام ،على عامل القوة والسيÙ،ولا كانوا يتقيدون بالمبادئ الإسلامية،التي جاءت لتØرير الإنسان من هيمنة أخيه الإنسان،لذلك لم تØصل من خلال هؤلاء الغزاة الÙاتØين لدى البربر الصورة المشرقة الصØÙŠØØ© عن الإسلام المØمدي الأصيل،وإذا نظرنا سريعا إلى عقلية الخلÙاء الأمويين ÙÙŠ تلك الÙترة من الزمن،تأكد لدينا تطابق الأمير والمأمور،ÙÙŠ الغاية من التوسع ÙÙŠ الأراضي والشعوب،وإصابة الغنائم وجمع الأموال،وØيازة السبايا،Ùالدولة الأموية لم تكن خاÙية على العارÙين بأساسات الطغاة،ولا كانت تجاوزاتها بØÙ‚ العرب المسلمين المعارضين لسياساتها،والموالي الذين أخضعوا إلى سلطانها بقوة الØديد والنار،لتمر دون أن تنجلي Øقيقة تلك الدولة،وغاياتها التي ليس لها رابط يصلها بالدين الإسلامي،ولا علاقة تلجئها إلى إتباع الØÙ‚ والعدل.
لذلك Ùان ردة البربر المتكررة،التي تØدث عنها ابن خلدون،لم تكن ردة بمعناها الØقيقي،لأن البربر لم يتعرÙوا على الدين من وجهته الصØÙŠØة،ولا اطلعوا على تعاليمه بعيدا عن المؤثرات التي Ø£Ùرزت رÙضهم له، لذلك Ùمن المنطقي والمعقول أن يكون موقÙهم من الاسلام مواÙقا لموقÙهم من الغزاة،وØالهم ÙÙŠ مواجهة من تسموا بالÙاتØين ÙƒØال المداÙع عن Ù†Ùسه وعرضه وماله من المجرمين وقطاع الطرق،اذا لايمكن تصديق مقالة دخول البربر ÙÙŠ الاسلام بعد ما لاقوه من عن٠وقسوة من جيوش بني أمية، والادعاء مردود على ابن خلدون،ومكابرة منه ÙÙŠ ØÙ‚ البربر، Ùمتى دخل هؤلاء الى الدين الØنيÙØŒØتى يمكن القول بأنهم قبلوه ودخلوا Ùيه ثم رÙضوه؟لأن كل الذين جاؤوا إلى تونس والجزائر والمغرب كانوا عسكريين،ولم يكونوا علماء أو Ùقهاء،Øتى يغلبوا الدعوة والإقناع على السي٠والإرهاب،ومن هذا المØصل تكون دعوى ردة البربر عن الإسلام،والتي أطلقها ابن خلدون بعيدة عن الواقع،لأن البربر ÙÙŠ مواجهتهم للغزاة القادمين عليهم من بعيد،لم يجدوا أمامهم دعاة ÙŠÙهمونهم Øقيقة الإسلام وقيمه السمØØ© Ùيعتنقوه،Øتى نجزم بأنهم ارتدوا عنه، وإنما وجدوا ÙÙŠ مواجهتهم عساكر ليس لها هم سوى الغنائم والسبايا،خدمة للخليÙØ© الذي ينتظر بعد كل Øشد يرسله ذلك الÙيء القادم عليه من بعيد،وبلوغا لغايات أنÙسهم المادية من الغزو.
ولا أدل على ما قلناه من أن أساليب القمع التي اعتمدها الأمويون ÙÙŠ القضاء على الثورات،وإخماد تأججها بين Ùئات الأمة المسØوقة ÙÙŠ المشرق الاسلامي،ما وقع للإمام أبي عبد الله الØسين عليه السلام رغم أنه أشهر من نار على علم،سبط النبي صلى الله عليه وآله وسلم،وريØانته ÙÙŠ الدنيا والاخرة، وسيد شباب أهل الجنة،من تعد وظلم بلغ إلى Øد استباØØ© دمه المØرم ÙÙŠ الشهر الØرام،وقتل أهل بيته عليهم السلام، وخلص أصØابه ممن شاركه ÙÙŠ نهضته،دون أن يتركوا له خيارا آخر غير الشهادة،يØÙظ شخصه ومقامه ÙÙŠ الأمة،وما وقع لمدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم،من Ø£Øداث Ù…Ùزعة عرÙت بوقعة الØرة الشهيرة،عندما انتÙض أهلها،وخلعوا بيعة يزيد الÙاسق،بعد واقعة كربلاء،وقد قمعت بشدة،وبطش بأهلها الذين لم يكونوا غير بقية أهل البيت Ùˆ الصØابة وابنائهم،وقد استبيØت مدينة الرسول صلى الله عليه وآله ثلاثة أيام،وقتل من قتل Ùيها،واغتصبت الÙتيات والنساء،انتقاما من خلعهم بيعة يزيد.
وما وقع للكعبة الشريÙة،من رجم بالمنجنيق وهدم لأركانها، وتعد على Øرمتها،بدعوى إخماد ثورة ابن الزبير،إلا أدلة على أن الذين نصبوا أنÙسهم Øكاما على الأمة الإسلامية لا يملكون من الإسلام سوى اسمه ومن معانيه سوى رسمه،ولو لم تكن الأمة مغلوبة على أمرها، لما قبلت أن يقع Ùيها ذلك الظلم والجور والشر المستطير،أما الأيادي التي Ù†Ùذت تلك الجرائم البشعة،Ùهي Ù†Ùسها تقريبا الأيدي التي غزت Ø¥Ùريقية،وÙعلت Ùيها الأÙاعيل.
إن الثورات التي قامت ÙÙŠ عدد من مناطق المشرق الإسلامي، والمتاخمة لعاصمة الدولة الأموية،كالمدينة المنورة والكوÙØ© وخراسان،جاءت كلها بسبب الانتهاكات المتكررة على الإسلام كشريعة طالتها أيدي هؤلاء الØكام بالتØري٠والتعطيل،وعلى المسلمين بشتى أعمال التعدي على أشخاصهم ÙˆØقوقهم، وقد رÙعت كل تلك الثورات شعارا Øسينيا واØدا،ينادي للرضا لآل Ù…Øمد صلى الله عليه وآله وسلم،استغله العباسيون ÙÙŠ آخر Ù„Øظة ليركبوا سدة الØكم بدلا عن الأمويين،وكان لهم ما أرادوا،لكنهم سرعان ما أعادوا سياسة قمع آل الرسول صلى الله عليه وآله وشيعتهم ØŒØيث سجل عليهم التاريخ Ùضائع لا تقل وزرا عما Ùعله بنو أمية.
جاء Øسان بن النعمان الغساني،قائدا موÙدا من طر٠عبد الملك بن مروان الأموي،سنة 78 هجرية،Ùأخضع اÙريقية،ودخل قرطاج مرتين 695 Ùˆ698 ميلادية،بعد مقاومة شديدة من ملكة بربرية تدعى الكاهنة للجيوش الغازية،والتي لم يستسلم البربر إلا بموتها سنة 702 Ù….
وجاء موسى بن نصير - والذي Øامت Øوله شكوك ÙÙŠ تشيعه لأهل البيت عليهم السلام أدت إلى عزله Ùيما بعد من طر٠سليمان بن عبد الملك - ليخل٠Øسان بن النعمان على رأس الÙØªØ Ø³Ù†Ø© 82 هجرية،ويواصل المسيرة التي قام بها عقبة إلى المغرب،Ùأخضع كل المناطق بتلك الجهات،ثم أركب جيشه السÙن،وÙØªØ Ø§Ø³Ø¨Ø§Ù†ÙŠØ§ بواسطة Ø£Øد قادته المسمى طارق بن زياد البربري سنة 711 Ù…ØŒ ولم تتوق٠جيوش الÙØªØ Ø¥Ù„Ø§ على مشار٠مدينة بواتيي Poitiers سنة 732Ù….
لقد قال ابن خلدون كلمته الشهيرة:التاريخ ÙÙŠ ظاهره لا يزيد على الإخبار، ÙˆÙÙŠ باطنه نظر وتØقيق. وهو مع ذلك قد غض الطر٠عن التØقيق ÙÙŠ الادعاء الذي أطلقه من ارتداد البربر عن الدين الإسلامي،ولم يكن صائبا ÙÙŠ رأيه.
ونØÙ† إن سلمنا بصØØ© Ø§Ù„Ø§ØµØ·Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ø°ÙŠ أطلقه ابن خلدون،Ùهل نسلم بأن ما وقع ÙÙŠ الماضي قد نقل إلينا على Øقيقته بدون زيادة ولا نقصان؟
وبالرجوع إلى ما كتبه العلامة التونسي, أعني ابن خلدون عن عدد من الأØداث التاريخية المهمة ÙÙŠ المجال الإسلامي نراه ينقل خبرا مكذوبا عن الإمام علي عليه السلام،لا نرتضي صدوره عن مؤرخ Ùˆ Ù…Ùكر كبير مثله،كتب: ولقد سئل علي رضي الله عنه عن قتلى الجمل وصÙين Ùقال:"والذي Ù†Ùسي بيده لا يموتن Ø£Øد من هؤلاء وقلبه نقي إلا دخل الجنة ." يشير إلى الÙريقين،نقله الطبري وغيره.Ùلا يقعن عندك ريب ÙÙŠ عدالة Ø£Øد منهم ولا Ù‚Ø¯Ø ÙÙŠ شيء من ذلك،Ùهم من علمت وأقوالهم وأÙعالهم إنما هي عن المستندات،وعدالتهم Ù…Ùروغ منها عند أهل السنة.(6)
Ùأي نظر هذا؟ وأي تØقيق ظهر للقارئ من هذا النقل؟ وأي عقيدة صØÙŠØØ© يمكن أن يبنيها مسلم عاقل عبر هذا الخلط الذي لا نرى له قدم صدق أبدا.إذ كي٠يعقل أن يجتمع القاتل والمقتول،والظالم والمظلوم، والباغي والمبغي عليه،والخارج عن طاعة إمام زمانه والمØارب له من الداخل Ùيها والمداÙع عنها؟ وان ØµØ Ù‡Ø°Ø§ Ùلا أعتقد أن المقصود به الجنة التي وعد بها ربنا عباده المتقون،Ùقد تكون شيئا شبيها لا نعرÙÙ‡.
ألم يلتÙت ابن خلدون إلى أن ÙÙŠ تاريخ الطبري المعضلة،مئات من الروايات التي Øدث بها سي٠بن عمر التميمي،هي من مختلقات سي٠المذهبية،ومع ذلك لم تشÙع له تلك الروايات ÙÙŠ تØسين صورته،Ùعد من الضعÙاء والكذابين والوضاعين،وشهر به رجال Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø ÙˆØ§Ù„ØªØ¹Ø¯ÙŠÙ„ Øتى لم يعد هناك شك ÙÙŠ سقوط شخصه وبطلان رواياته،ومع ذلك غض الطر٠عنه وترك له المجال ليدس سمومه ÙÙŠ تاريخنا ويخر٠أØداثه.
ألا يتعارض ذلك مع ما ابتدع من غريب Ø£Øديث عن النبي صلى الله عليه وآله بشأن الÙتنة،وما جاء من أن القاعد Ùيها خير من الماشي والماشي خير من الراكب،وإذا التقى مسلمان بسيÙيهما Ùالقاتل والمقتول ÙÙŠ النار،وما إلى ذلك من مختلقات معارضة لكتاب الله تعالى وسنة ببيه الأكرم صلى الله عليه وآله الصØÙŠØة،والتي لم تÙتعل إلا لتثبيط المسلمين وصرÙهم عن نصرة الØÙ‚ الذي هو إلى جانب الإمام علي عليه السلام.ÙÙŠ Ù…Øنته وهو يداÙع عن Øياض الدين وبيضته.
قد نعذر العامة لركوبهم دابة التناقض،ونلتمس لهم سببا ÙÙŠ عدم التمييز، ولكننا لا يمكن أبدا أن نعذر مؤرخين كبيرين كالطبري وابن خلدون،لأن الأول كانت جنايته كبيرة ÙÙŠ ØÙ‚ التاريخ الإسلامي،والثاني مشى ÙÙŠ ركابه دون نظر ولا تØقيق،كما زعم أن للتاريخ نظر وتØقيق.
Ùهل كتب تاريخنا الإسلامي ودونت Ø£Øداثه كما تستØق؟
أنا لا أعتقد ذلك،خاصة إذا ما تأملنا واقعنا اليوم،رغم وجود كل وسائل الكتابة والتصوير والتسجيل،Ùان أكثر الأØداث بقيت بلا دقة ÙÙŠ نقل وقائعها،Ùما بالك بالعصور الغابرة الÙاقدة لوسائل الØÙظ والتدوين التي يمتلكها العصر الØديث،وبقي التاريخ على Øاله يكتب كتابة طغيان وظلم،وبقي المؤرخون عنصرا من عناصر الضع٠الذي أصاب الأمة،يداري الØقيقة ويتستر على الجرائم الكبرى ÙÙŠ ØÙ‚ الأمم والشعوب،لا هم لكتابه سوى إرضاء السلطان،وتجنب ردة Ùعله واتقاء عقوبته.
لذلك نجزم بأن التاريخ الإسلامي كتب كتابة سلطوية بالدرجة الأولى،كتمت أنÙاس جميع الØركات الثورية والتصØÙŠØية للأمة، وتجاهلت أهداÙها جميعا،وأنكى من ذلك،Øاولت إعطاء القارئ انطباعا سيئا عنها،كما هو شأن ابن العربي المالكي ÙÙŠ كاتبه العواصم والقواصم الذي لم ÙŠØ³ØªØ Ù…Ù† القول بأن الØسين عليه السلام قد قتل بشرع جدّه.(7)
كما لم يغب النÙس المذهبي عن تلك الكتابة بما تبين لنا من Ù…Øاولات طمس الأØاديث الصØÙŠØة،التي ثبت ورودها عن النبي صلى الله عليه وآله،لأنها تتعارض وعقيدة المؤرخ المذهبية ÙÙŠ مسالة الØكومة الإسلامية،كما هو شأن Øديث الغدير،الذي لم يعتمده البخاري ÙÙŠ جامع Ø£Øديثه،مع أنه كان ÙŠØÙظ من الصØÙŠØ Ù…Ø§Ø¦Ø© أل٠Øديث،ورأى Ùيه ابن خلدون تأويلا Ùاسدا،على مقتضى المذهب لا يعرÙها جهابذة السنة ولا نقلة الشريعة،ويجزم على أن أكثرها موضوع أو مطعون ÙÙŠ طريقه.(8)
Ùهل غابت عن ابن خلدون Øقيقة Øادثة الغدير ÙˆØديثه،Øتى يجزم بÙسادهما رواية ومعنى؟ وهو الذي أشار إليه مسلم،ونقله أغلب ØÙاظ العامة،أم إن دأب هؤلاء هو نقل المكذوب ورد الصØÙŠØØŸ
لم يتمكن البربر من التعر٠على الإسلام من خلال الغزاة الأوائل،وانتهى القرن الأول وسكان اÙريقية،بين كر ÙˆÙر مع عسكر بني أمية،Ùعقلية الغزاة قادة وجنودا لم يسعÙهم للوقو٠على Øقيقة ما يشتمل عليه الدين الخاتم،ومن هنا جاءت مقاومتهم العنيÙØ© للواÙدين الجدد.
ومع مطلع القرن الثاني بدأ البربر يتعرÙون على الإسلام،ليس من خلال الغزاة والÙاتØين،بل عبر العلماء والصالØين الذين بدءوا يتواÙدون على اÙريقية،لنشر الإسلام الØقيقي بين سكانها،لأن وعاء الخير لا ÙŠØمله إلا الأخيار ووعاء الشر لا يتأبطه إلا الأشرار، وصدق من قال:كل إناء بما Ùيه يرشØ.ولا التÙات إلى ما قيل ويقال،من أن الإسلام قد انتشر ÙÙŠ الربوع،وبين الناس بالسي٠والÙتوØات،لما أسلÙنا الذكر من عدم استقامة تلك الدعوى.
الإسلام دين علم وعمل لا ينتقل إلا عبر أدواته،وهي الØكمة والموعظة الØسنة،وهذا ما تميز به أئمة أهل البيت عليهم السلام،عندما كان اهتمامهم متجها إلى نشر الدين الØنيÙ،بتلك الطريقة المقنعة للعقول والأÙئدة،بل لقد كانوا يلزمون شيعتهم بانتهاج مسلك الدعوة بالعمل والتطبيق،لا بالعلم والكلام Ùقط،وأشهر مقالاتهم:كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم. وكونوا دعاة لنا بأÙعالكم ولا تكونوا دعاة بأقوالكم.
وهذا الأسلوب الذي انتهجه أئمة أهل البيت عليهم السلام،هو المخال٠لما هو معمول به ÙÙŠ عصورهم،من الدعوة إلى الإسلام عن طريق السي٠والقوة والكلام،الذي سرعان ما يتناقض مع ما يصدر عن أتباعهم من Ø£Ùعال مخالÙØ© للدين وأهله.
متى دخل التشيع لأهل البيت عليهم السلام إلى اÙريقية؟
ليس من السهل على أي باØث،أن يتوصل إلى كش٠النقاب عن التوقيت الصØÙŠØ Ù„Ø¯Ø®ÙˆÙ„ التشيع إلى Ø¥Ùريقية،لذات الأسباب التي أشرنا إليها،من عدوانية الأنظمة التي كانت تØكم الأمة ÙÙŠ العصر الأموي،والتكتم الشديد الذي كان يلتزم به أئمة أهل البيت عليهم السلام ÙÙŠ الاتصال بقواعدهم، واستعمال التقية من أجل تجنب الطواغيت وأزلامهم،كان السمة البارزة التي عنونت Øياة الشيعة وقادتهم عليهم السلام.
بذرة التشيع الأولى والتي أسسها النبي صلى الله عليه وآله ÙÙŠ أنÙس معدودة كأبي ذر الغÙاري،سلمان الÙارسي،وعمار بن ياسر،والمقداد بن عمرو،كانت عميقة الجذور قوية السيقان،Ùأثمرت بعدها وأتت أكلها ÙÙŠ عدد من المناطق التي انتقل إليها هؤلاء الكبار،Ùسلمان ترك بصماته على المدائن وما Øولها،وأبو ذر على الشام وجبل عامل،وعمار بن ياسر على اليمن ومصر،أما المدينة والكوÙØ© Ùقد كانتا القاعدتين اللتين انطلقت منهما الدعوة الØقة على مدى ثلاثة قرون من الزمن.
بالغ المؤرخون ÙÙŠ تأخير توقيت دخول التشيع إلى Ø¥Ùريقية Øتى كاد يكتنÙÙ‡ النسيان،ولولا قيام دولتين شيعيتين Ùيها لما التÙت إلى ذلك الØدث Ø£Øد منهم.
ÙˆØتى يأخذ كل ذي ØÙ‚ Øقه،لا بد من الالتÙات إلى Øدث تاريخي مهم نراه من أقوى الأدلة على دخول التشيع إلى Ø¥Ùريقية،وانتشاره ÙÙŠ بقية الآÙاق والمناطق،Ùبعد أن دس معاوية السم للإمام الØسن عليه السلام سنة 50 من الهجرة،باشر الØرب على الشيعة بكل السبل والوسائل، Ùرد شهادتهم وقطع عنهم عطاءهم،وهدم ديارهم وخرب بساتينهم،ثم انتقل إلى أعمال القتل والسجن والتنكيل بهم،Ùلم يجدوا بدا من الÙرار والانتشار ÙÙŠ الآÙاق هربا بأرواØهم،Ùكان لذلك التÙرق ÙÙŠ البلاد،هربا من بطش وظلم معاوية وبني أمية،أثر بالغ ÙÙŠ نشر الإسلام المØمدي الأصيل عموما والتشيع خصوصا،ÙÙŠ مختل٠المناطق.ومن بينها Ø¥Ùريقية.
لم يكن أئمة أهل البيت عليهم السلام غائبين عن الساØØ© الإسلامية، ÙˆÙÙŠ اعتقادي أن دورهم ÙÙŠ الاطلاع والمعرÙØ© والتصري٠لشؤون أوليائهم لا تØتاج إلى إثبات أو تقصّ، ولكن ومن أجل إقامة الدليل التاريخي المهمل لا بد من الإمساك Ø¨Ù…Ø±Ø¬Ø ÙŠØ¤ÙŠØ¯ دعوانا،أخرج Ù…Øمد بن جرير بن رستم الطبري(من علماء الإمامية ÙÙŠ القرن الرابع) ÙÙŠ كتاب دلائل الإمامة قوله:جاء ÙÙŠ رواية لأبي بصير قال:"...سمعت أبا جعÙر يقول لرجل من أهل اÙريقية:ما Øال راشد؟قال:خلÙته صالØا يقرؤك السلام..Ùقلت له:أيما كان الرجل؟قال:كان لنا وليا ومØبا من أهل اÙريقية،يا Ù…Øمد والله لئن كنتم ترون أنا ليس معكم بأعين ناظرة وآذان سامعة لبئس ما ترون،والله ما Ø®ÙÙŠ ما غاب.."(9)
Ùدلت الرواية على أن اهتمام الأئمة الأطهار جميعا،وما Ù…Øمد بن علي الباقر عليه السلام إلا واØد منهم، لا ينÙكون عنه ولا ينÙÙƒ عنهم،بالشأن الإسلامي وشؤون المسلمين مهما تباعدت الشقة بينهم،لأن تكليÙهم بالسهر على أمر الأمة الإسلامية وخاصة تبليغ Ù…Ùاهيم الدين الصØÙŠØØ© غير المشوهة بما يلÙقه السلطان من باطل،وتربية الناس على الأخذ بها والعمل بمقتضاها.
وقد جاء ÙÙŠ الرواية سؤال الإمام الباقر عليه السلام عن رجل اسمه راشد،وثناءه عليه معتبرا إياه من شيعته،وÙيه دليل على أن التشيع دخل مبكرا ارض اÙريقية،وبتوجيه من الأئمة عليهم السلام وليس من باب الصدÙØ© كما يروج له.
وجاء ÙÙŠ Ù†Ùس المصدر أيضا:عن جابر قال أبو جعÙر قدم رجل من المغرب معه رقيق،قد وص٠لي خلقه وجارية معه،واخبرني بابتياعها بصرة دÙعها إلي،Ùمضيت إلى الرجل،Ùعرض علي ما كان عنده من الرقيق،Ùقلت بقي عندك غير ما عرضت علي؟Ùقال بقيت جارية عليلة،Ùقلت:اعرضها علي، Ùعرض علي Øميدة،Ùقلت بكم تبيعها؟Ùقال بسبعين دينارا،Ùأخرجت الصرة إليه،Ùقال:النخاس:لا اله إلا الله،رأيت البارجة ÙÙŠ النوم رسول الله،وقد ابتاع مني هذه الجارية بهذه الصرة بعينها.Ùتسلمت الجارية وذهبت بها إلى أبي جعÙر Ùسألها عن اسمها،Ùقالت:Øميدة،Ùقال:Øميدة ÙÙŠ الدنيا،ومØمودة ÙÙŠ الآخرة،ثم سألها عن خبرها ÙعرÙته أنها بكر، Ùقال لها:أنى يكون ذلك وأنت جارية كبيرة،Ùقالت:كان مولاي إذا أراد أن يقرب مني،أتاه رجل ÙÙŠ صورة Øسنة،Ùيمنعه أن يصل إلي.ÙدÙعها أبو جعÙر إلى أبي عبد الله وقال:Øميدة سيدة الإماء مصÙاة من الأرجاس كسبيكة الذهب،Ùما زالت الأملاك تØرسها Øتى أذنت إلى كرامة الله.(10)
ÙˆÙÙŠ الرواية الثانية ما ÙŠÙيد أن هناك اتصالا بين الأÙارقة والمشارقة لغرض التجارة،نستطيع أن نضي٠إليه الأغراض والغايات الأخرى كطلب العلم من علماء المدينة والأئمة من أهل البيت عليهم السلام كبارهم، وقصد الØج وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله، Øيث يلتقي الناس ويتعارÙون ويتسامرون ويتدارسون،ÙÙŠØصل تبادل الرأي والÙكر ويتميز الطيب من غيره.
أما بخصوص السيدة Øميدة المصÙاة،وزواجها من الإمام جعÙر بن Ù…Øمد الصادق عليه السلام(تقريبا ÙÙŠ Øدود سنة126 أو 127 هجرية باعتبار أن الإمام موسى الكاظم عليه السلام ولد ÙÙŠ 7صÙر سنة 128 هجرية)ØŒÙÙيه Ùخر للبربر ومصاهرتهم لسادس أئمة أهل البيت عليه السلام شر٠عظيم،وولادة الإمام موسى بن جعÙر الكاظم من أمّ بربرية أسنى الشر٠للبربر،Ùأخوال سابع الأئمة الأطهار برابرة من اÙريقية،لذلك أقول إن اهتمام الأئمة عليهم السلام بالشأن الإسلامي،كان Øاضرا ÙÙŠ كل المناطق التي وجد Ùيها الإسلام.
أما الرجلين الذين وقع إرسالهما إلى بلاد المغرب قبل أن ÙŠØÙ„ بدلهما أبو عبد الله الشيعي وهما:ابن أبي الرجال والØلواني،ÙÙŠØ±Ø¬Ø Ø£Ù†Ù‡Ù…Ø§ أرسلا من طر٠الإمام جعÙر بن Ù…Øمد الصادق عليه السلام،لينشرا الإسلام المØمدي الأصيل من وجهة نظر أهل البيت عليهم السلام،لا من وجهة نظر السلطة الأموية،التي أمعنت ÙÙŠ تشويه صورة الدين الØنيÙ،بممارساتها العدوانية،وأعمالها القمعية،وجريها وراء غنم الأموال والأراضي لكسب خراجها،وقد جهزهما وأسدى لهما النصØ،وقد نقل المقريزي قولا أعزوه إلي Ø£Øد الأئمة عليهم السلام وهو: إن المغرب أرض بور Ùاذهبا ÙØ£Øرثا Øتى يجيء صاØب البذر.(11)
ÙˆÙÙŠ الأثناء تواصل Ùرار المعارضين الشيعة لبني أمية،اثر كل خسارة يتكبدونها ÙÙŠ مواجهاتهم المتعددة مع Øكام بني أمية،والتي تركزت ÙÙŠ العراق أساسا ÙÙŠ العراق وخراسان وشبه الجزيرة العربية.
ومن المدينة،ثم من الكوÙØ© خرج الدعاة إلى الرضا لآل Ù…Øمد صلى الله عليه وآله وسلم،انطلقوا إلى عدة مناطق من أجل توعية الأمة،وبيان الطريق الواجب إتباعه،والدعاة المعنيين بالنسبة لنا ثلاثة،اثنان توجها غربا إلى اÙريقية وهما كما سبق أن اشرنا،ابن أبي الرجال والØلواني،وتوجه الثالث جنوبا إلى اليمن،وهو أبو عبد الله الشيعي.
أما صاØبي المغرب،Ùقد وجدا ÙÙŠ Ø¥Ùريقية أرضا خصبة لنشر الإسلام المØمدي الصاÙÙŠ مشوبا بعشق ومØبة أهل البيت عليهم السلام، وكانت ولا تزال السمة البارزة Ùيه،ÙÙˆØدا ÙÙŠ قبيلة كتامة-وهي Ø¥Øدى أكبر القبائل البربرية ÙÙŠ اÙريقية على الإطلاق-المكان المناسب للبذر،وبناء قاعدة إسلامية تكون نموذجا ÙŠØتذي به بقية قبائل البربر.ثم مات الداعيتان ولم يسجل التاريخ سنة موت كلاهما، لكن الأكيد أنهما قد تركا وراءهما تلامذة ومريدين ونسلا يعود نسبه إليهما باعتار أنهما أسسا أسرا عند استقرارهما بمنطقة كتامة المغربية.
والى الآن بقيت أسر ÙÙŠ مختل٠الشمال الإÙريقي تØمل ألقابا تÙيد بانتسابها إلى أهل البيت عليهم السلام والى شيعتهم وأوليائهم.مثل الموسوي والكاظمي والØسني والعلوي والشري٠وغيرها ...
أثناء Ùترة الØكم الأموي لم يكن هناك تعدد مذهبي،Ùعامة المسلمين متمسكون بالإسلام الذي أخذوه من مصادره الصØÙŠØة،والتي لا تزال تعيش بينهم،وهم أئمة أهل البيت عليهم السلام،رغم Ù…Øاولات التØري٠التي مارسها الØكام الأمويون،بÙرض بدائل عن مرجعية أئمة أهل البيت عليهم السلام،Ùجاءت Ùكرتهم الخبيثة ÙÙŠ Ø¥Øلال جميع الصØابة مراجع للأمة بدلا عنهم، بما لقÙوا لهم من Ùضائل أكثرها من اختلاقهم.
ومن أجل إضÙاء غطاء شرعي على جرائمهم المتعددة بشان المعارضين، اختلقوا عقيدة تبرأ ساØتهم الدنيوية، وتنصلهم من الدماء المسلمة التي ولغوا Ùيها Ùنشأ الجبر والإرجاء،والتي انبنى أساسها على أن Ø£Ùعال البشر مخلوقة لله،ولا سلطة لهم على تجنبها،Ùهم مجبرون على Ùعلها،هذا من Øيث الجبر،أما من Øيث الإرجاء،Ùاعتبروا مرتكب الكبيرة مؤمنا،وإرجاء أمره إلى الله تعالى،وقد ساعد الأمويون على نشرها والتشجيع على إقناع الناس نها،لأنها تخدم أهداÙهم وتبرر Ø£Ùعالهم الإجرامية وتنسبها إلى الله، وبالتالي Ùلا Øرج عليهم من جناياتهم التي اقترÙتها أيديهم أمام أهل عصورهم.وإذا إستثنينا Ùكر الخوارج الذي نشأ ÙÙŠ آخر عهد الإمام علي عليه السلام،وقد قدم منهم دعاة إلى اÙريقية هما عكرمة مولى ابن عباس،وعبد الله بن أباض،وأسسا بذرة المذهب الخارجي،Ùإنني أعتقد أن الإسلام الذي دخل اÙريقية كان خليطا من تدين منØر٠و تدين صØÙŠØ،قد غلب الانØرا٠على معظمه،لدعم الØكام له وإنÙاذ آرائه بين المسلمين بواسطة دعاة جندوهم لخدمة أغراضهم.
ومثلما استغل العباسيون القواعد الشيعية ÙÙŠ القضاء على الØكم الأموي،ركب داعية الإسماعيلية أبو عبد الله الشيعي على التأسيس الذي سبقه من دعاة الأئمة الأطهار ÙوظÙÙ‡ ÙÙŠ ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¯Ø¹ÙˆØ© إلى سيده عبيد الله الملقب بالمهدي،Ùقد وجد البربر كلهم شوق إلى إتباع منهج أهل البيت الذين أذهب الله تعالى عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا،وظهر لهم الÙرق بين إسلامهم،وإسلام الأمويين الذي لا يعبر Øقيقة عما جاء به النبي صلى الله عليه وآله.
Ùلم يجد عناء ÙÙŠ تأطير الجماهير البربرية الموالية لأهل البيت عليهم السلام،وØشدها ÙÙŠ جيش جرار بدأ به مرØلة جديدة ÙÙŠ Øياة التشيع لأهل البيت عليهم السلام،تمثلت ÙÙŠ نشأة كيان كان له أثر بالغ ÙÙŠ التاريخ الإسلامي،وبناء دولة عرÙت بتشجيع العلم وإطلاق الØريات،كان قادتها يرون أن دورهم يجب ألاّ ينØصر ÙÙŠ اÙريقية Ùقط،لذلك اتجهت نيتهم إلى نقل عاصمتهم ومقر Øكمهم إلى مدينة القاهرة التي تأسست ليكون لها دور كبير ÙÙŠ مقابل العاصمة العباسية ÙÙŠ العراق.
مختصر عقيدة الشيعة الإسماعيلية:
غلب التشيع الإسماعيلي على شمال Ø¥Ùريقية،كما هي شأن الأÙكار والعقائد التي تنتصر بقوة وغلبة السلطان،وكانت له الكلمة الÙصل ÙÙŠ نشوء دولة تبنت نظرياته،والتي ارتكزت أساسا على القول بأن الأرض لا تخلو من إمام ØÙŠ قائم،إما ظاهر مشهور،أو باطن مستور،وإذا استتر الإمام،يكون Øججه ودعاته ظاهرين،وأول الأئمة المستورين،مØمد بن إسماعيل بن جعÙر الصادق عليه السلام،وان الإمامة دور قديم ولط٠مقيم،منذ آدم عليه السلام إلى النبي الخاتم صلى الله عليه وآله،وأئمة أهل البيت عليهم السلام،والإمام الخاتم عجل الله تعالى Ùرجه الشريÙØŒ وجعلوا الإمام هو المظهر للعلوم،والمثل الأعلى لتطبيقها،وان ادوار الإمامة سبعة كأيام الأسبوع،والسماوات السبع والكواكب السبع والأرضون السبع،انتهى بإسماعيل،والدور الثاني ابتدأ بمØمد بن إسماعيل،وذهبوا إلى أن الدور السابع يبتدئ بسبعة بعد الناطق،وهو الرسول صلى الله عليه وآله وسلم،وابتدائه بالسادس وهو وصيه علي عليه السلام،ثم القائمين بعد الأساس،Ùمتى انقضى هذا الدور،تلاه دور آخر Ùيه ناطق ناسخ لشريعة من قبله،وأساس من بعده من أئمة،والإسلام بنظرهم أتى بالدور السادس،ويبتدئ من تاريخ الهجرة النبوية،وينتهي بظهور القائم المنتظر،ولا يمكن تØديد مدته،أي أن الدور الكبير،قد Ø£ØµØ¨Ø Ù…Ù‚Ø³Ù…Ø§ إلى أدوار صغيرة.
ومثلما عودنا الكتاب المدÙوعين بالنزعة المذهبية المريضة وإرضاء النÙس والسلطان،Ùقد Ù„ÙÙ‚ على الشيعة الإسماعيلية،من التهم ما أخرجهم بها القاذÙون عن الإسلام،ÙاستØلوا بذلك دماءهم وأعراضهم.
Ùمرة نسب أعداء الÙاطميين إلى Øكامهم ادعاء النبوة،ومرة ادعاء الألوهية،(12) والØال يشير إلى عكس تلك التهم الباطلة،Ùالأئمة عندهم عباد مخلوقين من طين لكنه أسمى من طينة البشر،قد اختارهم الله اختيارا أزليا،ليكونوا Øجة له على الخلائق.واعتبر الإسماعيلية أن للشرائع ظاهرا وباطنا،وأن الباطن لا يعرÙÙ‡ إلا الإمام ومن ينوب منابه،وكل ما ورد ÙÙŠ الØشر والنشر وغيرها،Ùهي أمثلة ورموز إلى بواطن.(13)
منتهى ما رمي به الشيعة الإسماعيلية ورأى أعداءهم Ùيه خروجا عن الدين،ومسوغا لاقترا٠الأÙاعيل بØقهم Ùوق ما قد اشرنا إلى عدم صØته سنعرض إليه ÙÙŠ Ùصل Ù…Øنة الشيعة.
بداية تأسيس الدولة الÙاطمية
ÙÙŠ موسم من مواسم الØج،إلتقى ÙˆÙد من كتامة بأبي عبد الله الشيعي
وكان عالما ذكيا لسنا مخلصا لأهل البيت عليهم السلام،Ùجلسوا إليه لما
سمعوا من Øسن منطقه ومعرض كلامه عن أهل البيت عليهم السلام، Ùأعجبوا به وطلبوا منه مراÙقته إلى المغرب لمواصلة الدعوة،ÙواÙÙ‚ أبو عبد الله،ولما انتهى موسم الØج،وتهيئ ÙˆÙد كتامة البربري للعودة إلى وطنهم،راÙقهم الداعية إلى هناك،ولما وصل الوÙد المغربي إلى بلاده،بدأ الجميع ÙÙŠ تأطير القبيلة،وتعليمها ÙˆÙÙ‚ الÙقه الإسلامي الذي عليه أئمة أهل البيت عليهم السلام.
لاØظ الداعية الاسماعيلي أن الأرضية ممهدة والطريق ميسرة لمÙاتØØ© الكتاميين بالهد٠الذي ينشده ويخطط له،Ùأعلمهم بأنه يدعو إلى إمامة أبي عبيد الله المهدي،الذي لا زال مقيما بالشام،متخÙيا عن أعين العباسيين،الذين أرسلوا عيونهم وأعوانهم ÙÙŠ تقصي أثره وطلبه.
نجØت دعوة أبي عبد الله الشيعي نجاØا كبيرا،وسط ذلك المجتمع البربري،رغم أنها واجهت مشكلات عديدة،يعتقد أنها متعلقة بمØاولات الإÙشال والإØباط،التي كان وراءها طرÙان أساسيان هما:
الطر٠الأول: الدولة العباسية من المشرق،والتي كانت تØاول جاهدة بث الجواسيس والعملاء،لإÙشال كل Ù…Øاولة يراد منها الانÙصال عن الخلاÙØ©.
والطر٠الثاني:الدولة الأموية بالأندلس،والتي لا تزال تØتÙظ ÙÙŠ عروق Øكامها بعداوة تاريخية لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم،وتقبل الكتاميون بØماس شديد Ùكر التشيع لأهل البيت عليهم السلام رغم أن تلك الدعوة قد خرجت عن مضامينها الأصلية ÙÙŠ الإمامة الإلهية،وانØرÙت عن بقية الأئمة الاثني عشر عليهم السلام.
وبعد أن تمكن الداعية أبو عبد الله الشيعي،من غرس معتقداته واÙكاره ÙÙŠ الكتاميين البربر،جهز منهم جيشا كبيرا،وانطلق به ليستولي على مدن اÙريقية والواØدة تلو الأخرى،ÙÙŠ أثناء تلك الانتصارات مات أبو عبيد الله المهدي،ÙخلÙÙ‡ ابنه عبيد الله.
وبلغ المستكÙÙŠ العباسي وجود عبيد الله المهدي بالشام،Ùأرسل إلى واليه هناك يطلب منه القبض عليه،ÙÙر عبيد الله مع ابنه أبو القاسم، متخÙيين ÙÙŠ ثياب تجار،واتجها إلى مصر ومنها إلى اÙريقية،لكنهما وقعا بين يدي عامل سجلماسة بالجزائر Ùأودعهما السجن،لكن إقامتهما لم تدم طويلا،لأن جيش أبي عبد الله الشيعي كان على مشار٠سجلماسة،ÙÙتØها وأخرج أبو عبد الله الشيعي مولاه وابنه من السجن، وبايعه ÙÙŠ ØÙÙ„ مشهود،ثم دخل رقادة عاصمة الأغالبة منتصرا سنة 297 هجرية.
ولكي يستتب للÙاطميين النÙوذ على كامل الشمال الإÙريقي،تمكنوا من إسقاط ملك آل رستم ÙÙŠ الجزائر،وقضوا على بقايا الأدارسة بمراكش، ÙˆÙÙŠ الأخير إنهاء الØكم الأغلبي بتونس.(14)
علما وان دولة الأدارسة التي قامت ÙÙŠ المغرب،تنتسب إلى أهل البيت عليهم السلام،ÙÙÙŠ سنة 172 هـ Øدثت ثورة ÙÙŠ المغرب قادَها إدريس بن عبد الله بن الØسن بن الØسن بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام ( وإدريس هو الأخ الصغير لمØمد بن عبدا لله بن الØسن النÙس الزكية المستشهد سنة 145 هـ)،وأسّس دولة الأدارسة،وقد استمر Øكم الأدارسة Øتّى عام 375 هـ.
واجه الÙاطميون مؤامرات عديدة عند قيام سلطانهم،منها ما Øاكه العباسيون من تشكيك ÙÙŠ نسبة الÙاطميين لعلي عليه السلام،Ùقد قام القادر العباسي بجمع Øاشيته وأهل بلاطه،ودعا جماعة من العلماء والنسابة الموالون له،وأمرهم Ùأخرجوا وثيقة يطعنون Ùيها انتساب أبي عبيد الله المهدي إلى علي عليه السلام،ويرجعون نسبه إلى ديصان بن سعيد الخارجي(15)
وقد اعتبر عدد من المؤرخين،أن ذلك التشكيك لا يستند إلى أساس من الصØة،وإنما هي سياسة العباسيين التي أرادت أن تشوه صورة الÙاطميين أمام عامة المسلمين ÙÙŠ ذلك العصر(16)
وقد رد ابن خلدون على ذلك بقوله:ومن الأخبار الواهية ما ذهب إليه الكثير من المؤرخين والأثبات،ÙÙŠ العبيديين خلÙاء الشيعة بالقيروان والقاهرة،ÙÙŠ Ù†Ùيهم لأهل البيت صلوات الله عليهم،والطعن ÙÙŠ نسبهم إلى إسماعيل بن جعÙر الصادق (عليه السلام)،يعتمدون ÙÙŠ ذلك على Ø£Øاديث Ù„Ùقت للمستضعÙين من خلÙاء بني العباس،لقب ابن خلدون خلÙاء بني العباس بالمستضعÙين،بسبب سيطرة قادة الجيش من الأتراك عليهم سيطرة مطلقة،جعلتهم يتØكمون ÙÙŠ دواليب الØكم،ويØركون الخلÙاء كأنهم الدمى) تزلÙا إليهم Ø¨Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø ÙÙŠ من ناصبهم،وتÙننا ÙÙŠ الشمات بعدوهم (17) ومضى ابن خلدون ÙÙŠ استدلاله على صØØ© النسب العلوي للÙاطميين،بالكتاب الذي أرسله المعتضد العباسي (279/289) إلى ابن الأغلب بالقيروان وابن مدرار بسجلماسة يأمر بالقبض على الثائر العلوي الذي سار من الشام إلى المغرب،وساق ابن خلدون دليلا ثانيا يؤيد نسبة الÙاطميين لعلي عليه السلام،متمثلا ÙÙŠ قصيدة قالها السيد الشري٠الرضي مؤكد Ø© نسب عبيد الله المهدي،يقول Ùيها:
ما مقامي على الهوان وعندي ***** مــــقَول صــارم وأن٠Øمي
Ø£Øمل الـضيم ÙÙŠ بلاد الأعادي ***** وبـــمصر الــخليÙØ© الـــعلوي
من أبوه أبي ومــولاه مـــــــولا ***** ي إذا ضامني البعيد القصي
لـ٠عـروقي بــعرقه سيدا النا ***** س جـــميعا مـــØمد وعــلي
ولعل اعظم ما ابتلي به الÙاطميون ÙÙŠ بداية نشاة دولتهم،ما كاد يذهب بوجودهم ويتركهم أثرا بعد عين،هي ثورة أبي يزيد مخلد بن كيداد الخارجي،الملقب بصاØب الØمار،والتي استمرت طوال عشر سنوات (326/336 هجرية) أسباب تلك الثورة بقيت غير واضØØ©ØŒ كل ما أمكنه قوله هو أن السبب كان مرسوما صدر من الخليÙØ© الÙاطمي الثاني أبو القاسم القائم يأمر Ùيه بسب الصØابة(18)
لكن العقلاء يدركون،أن دعاية سب الصØابة عارية من الصØØ© تماما،لأنها تشبه إلى Øد بعيد قميص عثمان،الذي رÙعه معاوية لإثارة الÙتنة،وما كان ÙÙŠ Øقيقته يريد القصاص من قتلة عثمان أو رد الاعتبار له،ولو كان يريد ذلك Øقيقة لأغاثه وأنجده ÙÙŠ Øصاريه الاثنين.
وتهمة سب الصØابة هي اللاÙتة التي رÙعها،ويرÙعها أعداء التشيع ÙÙŠ كل مكان وكل زمان،وكلما ضاقت بهم سبل الØجة والإقناع،التجئوا إلى الكذب والتشنيع على الشيعة،بترهات من ذلك القبيل.
مع أنه إذا صدر شيء من تجاوز من قبيل السب الذي روجوا وقوعه،Ùان ذلك لا يمكن بأي Øال من الأØوال أن يخرج أمة كاملة عن ملة الإسلام ØŒ اللهم إلا إذا كان ÙÙŠ عقيدة هؤلاء أن الصØابة جزء من العقيدة الإسلامية، وركن من أركان دينهم خصهم النبي صلى الله عليه وآله به ولم نعلمه Ù†ØÙ†.
والأعجب من ذلك كله كي٠لا يلتÙت أصØاب دعوى سب الصØابة إلى من سب النبي صلى الله عليه وآله،كمعاوية بن أبي سÙيان لعنه الله، الذي سن سب الإمام علي عليه السلام على منابر المساجد دهرا طويلا،Øتى تØول إلى سنة متبعة،ومعمول بها ولا مناص للخطيب منها،وتبعه وناصره وأيده على ذلك عدد من الصØابة أمثال:المغيرة بن شعبة،وعمرو بن العاص وسمرة بن جندب،وأبو هريرة، وغيرهم،وقد جاء عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وآله قوله :من سب عليا Ùقد سبني. ولم يلتÙتوا إلى الكتب التي انزلوها منزلة قدسية وهي مترعة بروايات Ùيها كثير من التجني والØØ· من مقام النبوة والنبي الشريÙين،
واجه الÙاطميون أكبر تØد لهم عندما ثار عليهم الخارجي أبو يزيد مخلد بن كيداد ،واستمرت Ùتنته عشر سنوات أتت على الأخضر واليابس، وكادت عاصمتهم المهدية ان تسقط بأيدي الثائرين.
واستطاع المنصور الخليÙØ© الÙاطمي الثالث،أن يخمد ثورة صاØب الØمار، ويتخلص من خصم عنيد،استطاع أن يجمع Øوله آلاÙا من الأنصار،Øاصر بهم عاصمة الÙاطميين"المهدية"،ولولا بلكين بن زيري الذي تدخل بقوات من قبيلته صنهاجة،التي عدت من كبرى قبائل البربر ÙÙŠ المنطقة،لÙÙƒ الØصار عن المهدية،لÙتكت الثورة بملك الÙاطميين.
ومن Øالة الدÙاع عن النÙس تØول الÙاطميون إلى الهجوم بمساعدة بلكين وقبيلته، ÙسØقوا الدعوة الخارجية وقتلوا صاØب الØمار، واستقام الأمر للØاكم الÙاطمي،وكانت تلك يد لم ينساها،Ùقرب صنهاجة إليه وأشركها ÙÙŠ دواليب Øكمه.
ÙˆÙÙŠ عهد المعز لدين الله،استطاع الÙاطميون أن يستعيدوا عاÙيتهم ØŒ ويقووا أركان سلطانهم،وكان قائد الجيش جوهر الصقلي عسكريا بارعا ومØنكا،انطلق بأمر مولاه بعد أن أخضع كامل الشمال الإÙريقي،إلى الشرق ÙÙŠ Ù…Øاولة جادة للاستيلاء على مصر البوابة المÙتوØØ© على المشرق،والقريبة من عاصمة بني العباس،ÙÙتØها سنة 969 Ù… وبنى بها مدينة القاهرة،وجامعها المعرو٠بجامع الأزهر،وÙÙŠ خلال أربع سنوات أمكن لجوهر أن يهيئ لمولاه المعز الÙاطمي،عاصمة Øديثة ومستكملة البنى،Ùانتقل المعز إليها سنة 362 هجرية،تاركا وراءه عامله على اÙريقية بلكين بن زيري الصنهاجي.كانت همة الÙاطميين منصبة ÙÙŠ هد٠واØد، تمثل ÙÙŠ الاقتراب من دولة بني العباس،ومØاولة إسقاطها،خاصة وهي تعيش Øالة من الضعÙ،وعدم الاستقرار من جراء الثورات والقلاقل،التي كانت تندلع بين الÙينة والأخرى هنا وهناك،Ùلم يتمكنوا من إنجاز شيء يذكر ÙÙŠ Ø¥Ùريقية،ولو أنهم صرÙوا همتهم إلى الغرب وأوروبا،لأمكنهم أن يؤسسوا دولة كبرى،وØضارة لا يستهان بها.
Ù…Øنة الشيعة ÙÙŠ تونس
البداية كانت من تصدع الوØدة الصنهاجية بخروج Øماد على ابن أخيه باديس،وتأسيسه لإمارة مستقلة بأشير،معلنا الطاعة لبني العباس والخروج على طاعة الÙاطميين،ثم أمر بقتل كل من كان يذهب مذهبهم، وزØ٠على باجة التي كانت موطنا لهم Ùاستولى عليها وأباد جموعهم سنة 405 هجرية(19)
خلص وجه صنهاجة باÙريقية،وÙÙŠ تلك الÙترة،كانت هناك أيد Ø®Ùية تدبر مؤامرة،لم يشهد لها التاريخ البشري مثيلا ÙÙŠ الÙظاعة والقسوة، لكن الثابت أن التي وقÙت وراء ذلك إمرأة باديس الصنهاجي،الذي قتل ÙÙŠ ظر٠غامض سنة 407 هجرية،ليخلو الكرسي إليها بالوصاية على ابنها المعز الصنهاجي ،الذي كان عمره آنذاك سبع سنوات وشهرين على Øد قول ابن عذارى .
قال ابن عذارى:تربى معز بن باديس الصنهاجي ÙÙŠ Øجر وزير أبي الØسن بن أبي الرجال،وكانت Ø¥Ùريقية كلها والقيروان على مذهب الشيعة،وعلى خلا٠السنة والجماعة،ÙØرض ابن أبي الرجال المعز بن باديس وأدبه على مذهب مالك وأهل السنة والجماعة،والشيعة لا يعلمون ذلك،ولا أهل القيروان،Ùخرج المعز ÙÙŠ بعض الأعياد إلى المصلى ÙÙŠ زينته وجنوده وهو غلام،Ùلما كبا به Ùرسه قال عند ذلك:"أبو بكر وعمر"(مستجيرا بهما) Ùسمعته الشيعة التي كانت ÙÙŠ عسكره Ùبادروا إليه ليقتلوه،Ùجاءه عبيده ورجاله ومن كان يكتم السنة من أهل القيروان ØŒ ووضع السي٠ÙÙŠ الشيعة،Ùقتل منهم ما يزيد عن ثلاثة آلا٠نÙس، Ùسمي ذلك الموضع ببركة الدم إلى الآن.(20) ÙˆÙÙŠ إعتقادي أن التماس الأعذار للمجزرة التي ارتكبت،سياسة درج عليها الطغاة لتبرير تجاوزاتهم ØŒ لكن الملÙت هنا هو عدم استقامة العذر لصغر سن المعز عند وقوع الØادثة Ùعمره لا يتجاوز الثماني سنوات،وان كبا به Ùرسه ونÙترض أنه قال ما قال،Ùان المØيطين به هم خاصته وأهل بلاطه وخدمه ومواليه،Ùكي٠يمكن لمقالته أن تصل إلى أبعد من ذلك؟ وعليه Ùان للØقيقة وجه آخر، تعمد من تعمد تغييبه،Øتى لا تÙÙˆØ Ù…Ù†Ù‡ رائØØ© المؤامرة على المسلمين ØŒ Ùيعاب على مقترÙÙŠ تلك الجرائم،وتصن٠أعمالهم ضمن الجرائم السياسية التي لم تراع يوما Øرمة لدين،ولا أقامت وزنا لمتدين.
على ان ابن عذارى نقل ان ابن ابي الرجال قد ربى المعز الصنهاجي على مذهب أهل السنة والجماعة،وهو الذي بويع وعمره لا يتجاوز الثماني سنوات،وهو ÙÙŠ تلك السن غير راشد ولا واع بمصلØØ© Ù†Ùسه قبل مصلØØ© غيره،Ùلماذا التلÙيق،والضØÙƒ على الناس؟
ويضي٠ابن عذارى:
كان بمدينة القيروان قوم بØومة تعر٠بدرب المعلى،يتسترون بمذهب الشيعة،انصرÙت العامة إليهم من Ùورهم Ùقتلوا منهم خلقا رجالا ونساء ØŒ وانبسطت أيدي العامة على الشيعة،وانتهبت دورهم وأموالهم،وتÙاقم الأمر،وانتهى إلى البلدان(تونس - المهدية - باجة - وغيرها )Ùيالله ويا للاسلام..Ùقتل منهم خلق كثير،وقتل من لم يعر٠مذهبه بالشبهة لهم،ولجأ من بقي بالمهدية منهم إلى المسجد الجامع،Ùقتلوا به عن آخرهم رجالا ونساء... واجتمع(ÙˆØوصر) بدار Ù…Øمد بن عبد الرØمان Ù†ØÙˆ أل٠وخمسمائة رجل من الشيعة،Ùإذا خرج Ø£Øد منهم لشراء قوته قتل،Øتى قتل أكثرهم.(21)Ùيا لله ويا للاسلام.
ويضي٠ابن عذارى: ÙÙŠ سنة 409 هجرية خرجت طائÙØ© من الشيعة،نØÙˆ مائتي Ùارس بعيالهم وأطÙالهم يريدون المهدية،للركوب منها إلى صقلية(Ùرارا من القتل)،وبعثت معهم خيل تشيعهم،Ùلما وصلوا إلى قرية كامل وباتوا بها،تناÙر أهل المنازل عليهم Ùقتلوهم،وÙضØوا بعض شواب النساء،ومن كان لها منهن جمال ثم قتلوهن.(22)Ùيا لله ويا للاسلام..هكذا بلغ الدين بأهله، تØلل Ùيه الدماء المØرمة غيلة وغدرا،لأن Øسب الظاهر ليس لهؤلاء القتلة مروءة ولا علم ولا كرم ولاشجاعة على المواجهة مباشرة،ولا أعتقد أن Ùيهم رجلا واØد أو إنسانا ما زال ÙŠØتÙظ بشئ من إنسانيته ليقول لهؤلاء الغوغاء اتقوا الله،وخاÙوه على آخرتكم إن لم تخاÙوه ÙÙŠ دنياكم.
ويظهر تناقض ÙÙŠ كلام ابن عذارى عند نقله لتلك الأØداث،Ùمن ناØية يذكر أن المذهب الغالب على اÙريقية هو المذهب الشيعي،ويدعم ذلك بقوله إن مذاهب السنة كانت متروكة Ù†ØÙˆ 140 سنة أي Øوالي أربعة أجيال،Ùإذا كان الأمر كذلك Ùكي٠يقتل الشيعة بذلك الشكل المÙاجئ والعام؟
اللهم إلا إذا كانت هناك مؤامرة Ø£Øبكت خيوطها،أÙÙ„Øت ÙÙŠ تصوير الشيعة على أنهم أخطر من الكÙار،وأكثر انØراÙا من الشيطان Ù†Ùسه،ويؤد ذلك ØªØµØ±ÙŠØ Ø§Ø¨Ù† عذارى،دون أن يلتÙت إلى غلطته بقوله بعد أن Øكى عن المذابØ:Ùسر المسلمون بما رأوه Ùيهم،وذلك لما ظهرت الكتب التي وجدت ÙÙŠ ديار المسالمة،كان Ùيها من الكÙر،والتعطيل للشريعة،وإباØØ© المØارم الشيء الكثير.(23)
لكن المؤرخين لم يقدموا لنا دليلا واØدا يمكن من خلاله تبرير استباØØ© دماء الشيعة،ولم ينقلوا سوى الكذب والتلÙيق،كما هو الشأن بالنسبة لكاتبة Øياة Ù…Øرز بن خل٠التي قالت:وما إن اعتلى عبيد الله الØكم (297 هجرية) ÙÙŠ القيروان Øتى اظهر تشيعه...Ùسب أصØاب الرسول وأزواجه،
ÙˆØكم بكÙرهم وارتدادهم بعد ÙˆÙاة الرسول (ص) ولم يستثن منهم إلا عليا (رض) وبعض من ناصروه.(24)
وقد اÙرط ابن عذارى المراكشي ÙÙŠ عدائه للإسماعيلية إلى درجة انه لم ينقل عنهم خصلة واØدة مرضية عنده،ÙØمل عليهم وأجهد Ù†Ùسه ÙÙŠ تشويههم والتشÙÙŠ منهم،وتقول عليهم بما لم يجده الباØØ« عبد العزيز المجدوب عندما رجع إلى ما كتبه القاضي النعمان الاسماعيلي ÙÙŠ رسالة اÙØªØªØ§Ø Ø§Ù„Ø¯Ø¹ÙˆØ©ØŒÙÙ†ÙÙ‰ عنهم ذلك بقوله:لم يورد القاضي شيئا من ذلك.(25)
وتضي٠الكاتبة:ولم يكت٠الÙاطميون بذلك بل سنوا تعاليم مخالÙØ© لطقوس السنة ÙˆÙرضوا على الناس اتخاذها كطقوس دينية،Ùقد Ùرض على المؤذنين أن يزيدوا ÙÙŠ الآذان" ØÙŠ على خير العمل" ÙˆØرموا صلاة Ø§Ù„ØªØ±Ø§ÙˆÙŠØ ÙˆØ¯Ø¹Ø§Ø¡ القنوت لأنه من ابتكار عمر بن الخطاب،وقد اظهر بعض الناس ممن تشرقوا معاصي خطيرة منها أنهم Ø£Øلوا أكل Ù„ØÙ… الخنزير.(26)
ويظهر من خلال كلام الكاتبة،أن المرأة ليس لها اطلاع على أمهات الكتب الروائية،ولا المصادر الإسلامية المهمة،واعتقد جازما أنها من الباØثات اللواتي أخذن الدين بالوراثة،وتكلمت من خلÙية الانتساب الطائÙي،وليس البØØ« العلمي الجاد،للوقو٠على الØقيقة Ùقط،لذلك Ùان قارئ كتيبها الصغير عن Ù…Øرز بن خلÙ،لا يجد Ùيه القيمة العلمية للتألي٠Ùضلا عن تØاملها على الشيعة، تØاملا مليئا بالكره والضغينة.ولو رجعت الكاتبة إلى مصادرها،لوجدت أن " ØÙŠ على خير العمل ÙÙŠ الأذان كانت على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم،ترÙع ÙÙŠ كل وقت صلاة،جزء ثابتا وأصلا من أصول الآذان والإقامة،وقد كان بلال مؤذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ÙŠØµØ¯Ø Ø¨Ù‡Ø§ من مرتÙع المسجد النبوي،ولم يمنع ويلغي ثالث الØيعلات( ØÙŠ على خير العمل) إلا الخليÙØ© الثاني عمر،الذي كان له رأي ÙÙŠ منعه تمثل ÙÙŠ تقاعس المسلمين عن الجهاد،وركونهم إلى الصلاة Ùريضة وناÙلة نهارية وليلية،باعتبارها خير العمل،كما قال وصÙها الله تعالى،وأخبر عنها النبي(ص)Ùأمر بعدم النداء بها،لئلا يتكل الناس على الصلاة Ùقط،ويتركوا الجهاد.
أما Ø§Ù„ØªØ±Ø§ÙˆÙŠØ Ùلم يصلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم جماعة أبدا،وإنما تتبع إليه رجال يصلون بصلاته كما ذكر ذلك البخاري ومسلم،Ùلم يخرج إليهم ÙÙŠ الليلة الثانية،ولما أبطأ عليهم،Øصبوا الباب ونادوه بأصوات عالية ليخرج إليهم،Ùخرج مغضبا وقال لهم: ما زال بكم صنيعكم Øتى ظننت أنه سيكتب عليكم Ùعليكم بالصلاة ÙÙŠ بيوتكم Ùإن خير صلاة المرء ÙÙŠ بيته إلا الصلاة المكتوبة.(27) وقد اقر عمر Ù†Ùسه بأن إقامتها جماعة بدعة استØسنها هو.أما دعاء القنوت Ùان الشيعة ملتزمون به على عكس المالكية الذين أسقطوه من الصلوات كلها سوى صلاة الصبØ.
أما المعاصي الخطيرة التي ذكرتها الكاتبة - ولا أعتقد صØتها - وهي وان ØµØ ØµØ¯ÙˆØ±Ù‡Ø§ عن بعض الناس Ùهي لا تتعدى كونها Ø£Ùعال تلزم مرتكبيها وتشوه مقترÙيها Ùقط،ولا تسيء إلا لأصØابها،والدين والمجتمع برآء منها لعدم ظهور أدلة تÙيد تورط المذهب الشيعي الاسماعيلي ÙÙŠ تشريعها أو الØØ« عليها،وهي ÙÙŠ نظري أكاذيب وقع تلÙيقها للتشنيع على الشيعة الإسماعيلية واستØلال دمائهم.
كما أن سلسلة Ø¢Ùاق إسلامية ÙÙŠ كتابها السادس الصادر ÙÙŠ الشهر الأول من سنة 1994،والمتØدث عن شخصية Ù…Øرز بن خل٠تØت عنوان رائد Ø§Ù„ØªØ³Ø§Ù…Ø ÙˆÙ…Ù‚Ø§ÙˆÙ…Ø© التطر٠بمشاركة 14 أستاذا جامعيا،لم يكن ÙŠØتوي بØثا مهما وقيما،Ùضلا عن أن النية التي دعت إلى تأليÙÙ‡ كانت مبيتة ومعروÙØ© لدى المثقÙين ÙÙŠ تونس ÙÙŠ ذلك الوقت .
لم أعثر على مصدر واØد تØدث عن جريمة تلك الØقبة من الزمن،من دون ميل ÙˆØ§Ø¶Ø Ù„Ù…Ø±ØªÙƒØ¨ÙŠ جريمة إبادة الشيعة بتونس،الأمر الذي جعل التعر٠على Øقيقة ودواÙع منÙذي تلك الجريمة،ومØركي العامة على الشيعة بتلك الصورة البشعة التي لا تجوز Øتى على الكÙار والمشركين ØŒ أمرا صعبا.
ويمكن القول أن خيوط الجريمة بدأت عندما أعلن الأمير Øماد بن زيري الصنهاجي من قلعته بسجلماسة الثورة على الشيعة،ودون سابق إنذار ولا توقع منه،لأنه كان عاملا للÙاطميين بالجزائر،Ùقتلهم وأظهر التسنن ورضى عن الصØابة،ونبذ طاعة العبيديين جملة،وزØ٠على باجة،وكان بها أعداد من الشيعة،Ùدخلها بالسي٠ودس،إلى أهل تونس الثورة على المشارقة(الشيعة) والراÙضة(28)
ثم ظهرت بعده أسماء Øرضت العامة على قتل الشيعة،وعلى رأسها أم المعز الصنهاجي التي دÙعتها أسباب مجهولة،إلى التخطيط لتلك الجريمة بمعية الوزير ابن أبي الرجال،وعدد من الÙقهاء المالكية الذين قدموا من الأندلس،أما Ù…Øرز بن خل٠بن زرين بن يربوع بن Øنظلة بن إسماعيل بن عبد الرØمان بن أبي بكر،Ùقد قيل إنه من مواليد تونس،وقد ولد سنة 340هجرية /917Ù… وقتل سنة 413 هجرية /1022 Ù…ØŒ أما نسبته إلى الخليÙØ© الأول، ÙÙÙŠ ذلك شك وريبة،وليس هناك مصدر يثبت ذلك الانتساب.(29)
هؤلاء الÙقهاء،أصدروا Ùتاوى تØرض على قتل الشيعة،بدعوى أنهم أسوأ من المشركين،كما ØµØ±Ø Ø¨Ø°Ù„Ùƒ الصÙدي،قبل واقعة الإبادة بمائة وعشر من السنين أي ÙÙŠ سنة 297 هجرية،قائلا:جهاد هؤلاء - يعني الشيعة- Ø£Ùضل من جهاد المشركين.(30)
وقد قاد Ù…Øرز بن خل٠من جهته، ÙÙŠ عهد باديس الصنهاجي،Øملة إبادة للشيعة ÙÙŠ تونس،ثم تلتها Øملة أخرى ÙÙŠ القيروان والمهدية،بعد اعتلاء المعز بن باديس سدة الØكم إثر مقتل أبيه،وهو لم يتجاوز الثماني سنوات،وانتشر القتل وعم النهب دور الشيعة،Ùلم يسلم منهم Ø£Øد تقريبا،يقول عبد العزيز المجدوب ÙÙŠ كتابه الصراع المذهبي متØدثا عن تلك الأØداث: Øيث أنزل المالكية بالشيعة الويلات،وامتØنوهم شر امتØان،وÙتكوا بهم أينما وجدوهم،وكانت مجازر رهيبة عرÙت لدى المؤرخين بمØنة المشارقة(31)
وكمجازاة لمØرز بن خل٠على صنيعه ذلك اصدر المعز بن باديس الصنهاجي سنة 410 هجرية (ولم يتجاوز العاشرة من عمره)ظهيرا يوجب رعاية Ù…Øرز بن خل٠وأقاربه وجميع من ينتسب إليه.لذلك سمي بسلطان المدينة (32)،وقد كانت له الكلمة الÙصل Ùيها قبل المجزرة وبعدها .
ثم تلا تلك المجازر مجزرة أخرى تتبعت بقايا الشيعة سنة435 هجرية وما كان ذلك ليتم دون تØريض وتذكية ومباركة من السلطة الØاكمة،وعلى ذلك الأساس يقول ابن خلكان:إن المعز جمع أهل المغرب على التمسك بمذهب مالك ÙˆØسم مادة الخلا٠ÙÙŠ المذاهب إلى يومنا هذا، Ùتأمل(33)
وإذا كان جمع المسلمين على مذهب ما،بتلك الطريقة البشعة من التقتيل،وعلى ذلك النØÙˆ من الإبادة Ùبئس الجمع،وبئس الأسلوب ÙÙŠ إقرار مذهب،وتألي٠الناس عليه بسÙÙƒ الدماء التي Øرم الله،وما اختلا٠الشيعة عن بقية المذاهب إلا ÙÙŠ عدد من المسائل التي لا تستوجب استباØØ© دمائهم.
وبعد هذا هل يمكن ان يقبل عاقل نسبة المالكية ÙÙŠ ذلك الزمن الى الاعتدال والوسطية والتسامØØŸ
لم يق٠مØرز بن خل٠عند تقتيل الشيعة ÙÙŠ المجزرة الأولى التي وقعت سنة 407 هجرية،بل تعداها إلى إدخال اليهود إلى مدينة تونس،ومنØهم مساكن الشيعة ودورهم ،لأن اليهود قبل الواقعة كانوا يقيمون ÙÙŠ منطقة "الملاسين" الخاصة بهم،والواقعة ÙÙŠ المدخل الجنوب شرقي المدينة، ومن أجل إيهام الناس بصØØ© الإجراء،أÙهمهم Ù…Øرز بن خلÙ،أن اليهود يمثلون أهل الذمة،الذين أوصى الإسلام بØسن Ù…Ø¹Ø§Ù…Ù„ØªÙ‡Ù…ØŒÙˆØ§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ù„Ù‡Ù… بالعيش الكريم ÙÙŠ ظل المجتمع الإسلامي.وقد قابل اليهود صنيع Ù…Øرز بن خل٠Ùعظموا الرجل،وأجلوه ÙÙŠ Øياته وبعد ÙˆÙاته،وبقوا Øريصين على تعهد مقامه،وإنارة الÙانوس Ùوق مقامه(33)
وبذلك ظهر أن Øقوق الشيعة عند هؤلاء،هي أقل من اليهود،ومن ذلك الإجراء تÙØªØ¶Ø Ù†ÙˆØ§ÙŠØ§ هؤلاء المجرمين،الذين ألبسوا سمات الصدق ومظاهر التقوى تصنعا وتزلÙا للظلمة،بØيث بقوا على مر التاريخ دمى تØركها دعايات الظالمين،ووقود Ùتن يصب على ÙˆØدة الأمة وتماسكها،ÙÙŠÙت ÙÙŠ عزمها،ويÙرقها ويبقيها ÙÙŠ Øالة من الضع٠والهوان.
وصلت أخبار المذابØ،وعمليات الإبادة الجماعية التي تعرض لها الشيعة ÙÙŠ تونس،إلى المستنصر بالله الÙاطمي ÙÙŠ مصر،من الÙارين بأرواØهم بأعجوبة من تلك المجازر،Ùغضب غضبا شديدا،وأعلن الØداد واستشار وزيره أبو Ù…Øمد اليازوردي،ÙÙŠ ما يمكن عمله،Ùأشار إليه بالتقرب إلى القبائل العربية من بني سليم وبني هلال الذين كانوا يتخذون من صعيد مصر شرقي النيل موطنا لهم،Ùأرسل وزيره إليهم ليقلدهم عمالة اÙريقية ويهبها لهم،وØمل الوزير معه عطاء كثيرا لأمرائهم،ووصل عامتهم ببعير ومال لكل واØد منهم،Ùانطلقوا سنة 444 هجرية وكان عددهم يناهز 400 أل٠نسمة،Ùدخلوا اÙريقية وانتقموا من قتلة المسلمين الشيعة أشد الانتقام،وقتل المعز الصنهاجي وسقط ملكه بين أيدي القبائل العربية الغازية .(34)
أخيرا يمكن القول:إن التشيع ÙÙŠ الشمال الإÙريقي عموما،وÙÙŠ تونس خصوصا،جاء ÙÙŠ بدايته عبر Ø£Ùراد يكتمون عقيدتهم،خو٠الاعتقال والقتل من طر٠أولياء وعملاء نبي أمية وبني العباس،Ùلم ينتقل منهم إلى سكان البلاد إلا ÙÙŠ Øالات نادرة،وبقي غير ظاهر إلى أن قام الأدارسة ÙÙŠ المغرب الأقصى ØŒ والÙاطميون بتونس.
كما لم ينج من Ø§Ù„Ù…Ø°Ø§Ø¨Ø Ø§Ù„ØªÙŠ وقعت لهم ÙÙŠ الÙترتين 406 Ùˆ435 هجرية إلا الÙارون من المقتلة،والظاهر أنه لم ينج منهم إلا القليل،ممن وقع بين أيد مازالت Ùيها الرØمة ÙأخÙوهم عن أعين الطلب.
"بئر مشارقة" مدينة صغيرة تØمل إسما اقترن بالمØنة التي تعرض لها الشيعة،ÙÙŠ ذلك المكان كان هنالك بئر غارت مياهه،Ùاستعمله القتلة ليرموا Ùيه جثث الشيعة،ولئن ذهبت معالم البئر وآثار الجريمة Ùيه،إلا أن اسمه Øملته تلك المدينة،ليكون شاهدا تاريخيا يشير إلى Øقيقة التطر٠ومن هم المتطرÙون،ومعالم الجريمة ومن هم المجرمون؟
بقيت إلى يوم الناس هذا،بعض العلامات الدالة تاريخيا على أن التشيع كان موجودا ÙÙŠ عدد من الجهات ÙÙŠ تونس،منها لبس السواد للنساء ÙÙŠ مناطقة الجريد بالجنوب الغربي،ومدينة Øامة قابس بالجنوب الشرقي،وقد سميت Ù†Ùطة بالكوÙØ© الصغرى،وبقيت بعض العادات التي تستشعر منها النÙس الشيعي وهي بقايا من مراسم عاشوراء منها عدم الطبخ ÙÙŠ ذلك اليوم،واقتران Ù…Øمد وعلي ÙÙŠ تسمية الأبناء ÙˆÙÙŠ الدعاء: بقيت مقالة"Øاضر لك Ù…Øمد وعلي"،تقال عند تعثر Ø£Øد،أو عند ولادة عسيرة،وÙÙŠ بعض مناطق الجنوب التونسي،جرت عادة أن لا يدخل العروس إلى بيتها، إلا من إسمه Ù…Øمد أو علي صلى الله عليهما وآلهما، إلى يوم الناس هذا.وبقيت كذلك بعض الجذور الدموية للشيعة رغم أن٠القتلة والمجرمين،وهي التي سبقت إلى التشيع ÙÙŠ هذا العصر، مجذوبة بالعدل الإلهي ÙÙŠ هداية أوليائه .
إن الÙرق الإسلامية مهما تعددت وتباينت ÙÙŠ بعض الأصول والÙروع Ùإنها كلها متÙقة على أن الله سبØانه وتعالى هو خالق الكون والØياة،وان رسله عليهم السلام هم واسطته بينه وبين عباده،وان Ø£Ùضلهم خاتمهم وإمامهم Ù…Øمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم،وان القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على نبي بواسطة Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ جبريل عليه السلام، وهي ثلاث أسس اعتقادية كاÙية لتØقق Øرمة معتنقيها، وعدم جواز قتله أو أذيته.
وبقطع النظر عما كانت تØتويه العقيدة الإسماعيلية من مخالÙات للدين الإسلامي،Ùذلك لا يدعو إلى استعمال أسلوب،القتل الجماعي والإبادة العامة لمعتنقي ذلك المذهب،رجالا ونساء كبارا وصغارا،والاعتداء على ممتلكاتهم وأعراضهم،تØت أي مبرر Ùˆ عنوان.
كما اشك ÙÙŠ نسبة هذا الانØرا٠الÙظيع ÙÙŠ العقيدة المنسوب إلى الشيعة الاسماعيلية،ولو كان ذلك صØÙŠØا لما أمكنهم أن يجدوا آذانا صاغية لدعوتهم،بعد بسط الإسلام لعقيدته ÙˆÙكره ÙÙŠ تلك الربوع ،لذلك أقول إن انØرا٠الإسماعيلية لم يكن ÙÙŠ غير الإمامة،وكل ما قيل عنهم ليس سوى تشنيع وتلÙيق من أعداء كثر.
وبقي المسجد الجامع ÙÙŠ مدينة المهدية،والسقيÙØ© المسماة بالسقيÙØ© الكØلة،والقصر الÙاطمي (لا تزال الØÙريات جارية عليه) والتØصينات التي أقامها الÙاطميون على البØر،والتي لا زالت آثارها إلى اليوم تقاوم البØر والزمن والتطرÙ،ودليل إثبات على أن اÙريقية كانت الخاسر الأكبر من جراء انتقال الÙاطميين إلى مصر،ولو بقيت دولتهم ÙÙŠ تونس لبنوا أعظم Øضارة ÙÙŠ تاريخ البلاد التونسية.
وبقيت شخصية Ù…Øرز بن خلÙ،مØاطة بالغموض خاÙية على الناس الذين اتخذوه مزارا،وهم لا يعلمون عنه Øقيقة شيئا يذكر سوى جريمته النكراء، التي لا يمكنها أن تصدر عن مؤمن يخا٠الله تعالى،وعوض أن ينسب الرجل إلى الإجرام وقتل الأبرياء،أسبغ عليه هالة من القداسة،ولقب ÙÙŠ عصرنا هذا رائدا Ù„Ù„ØªØ³Ø§Ù…Ø ÙˆÙ…Ù‚Ø§ÙˆÙ…Ø© التطرÙ،من طر٠أناس لا يعرÙون Ù„Ù„ØªØ³Ø§Ù…Ø Ù…Ø¹Ù†Ù‰ØŒÙˆÙ„Ø§ يمتلكون آليات التمييز بين التطر٠والاعتدال،وقد عرÙوا جميعا بخدمة السلطة،وإتباع اثر الØكام لينالوا منهم عطية أو جزاء أو Øضوة،Ùلعنة الله على الظالمين منذ أن وجدوا على وجه الأرض إلى أن تقوم الساعة،واللعن الدائم على أتباعهم وأنصارهم،والساكت عنهم بلا سبب .
المراجع:
1 - البيان المغرب ÙÙŠ أخبار الأندلس والمغرب لابن عذارى المراكشي ج1ص9
2 - السيرة النبوية لأØمد زيني دØلان ج2ص262/263
3 - ÙØªÙˆØ Ø§Ù„Ø¨Ù„Ø¯Ø§Ù† للبلاذري ص 225
4 - البيان المغرب ÙÙŠ أخبار الأندلس والمغرب لابن عذارى المراكشي ج1ص29
5 - المقدمة لابن خلدون
6 - المقدمة لابن خلدون الÙصل التاسع والعشرون.
7 - المقدمة الÙصل التاسع والعشرون
8 - المقدمة-الÙصل السابع والعشرون.
9 - دلائل الإمامة للطبري ص100/101
10 - دلائل الإمامة للطبري ص148/149
11 - اتعاظ الØÙ†Ùا للمقريزي ج1 باب ابتداء الدولة العلوية.
12 - الصراع المذهبي/عبد العزيز المجدوب ص176
13 - تاريخ الÙرق الإسلامية للشيخ Ù…Øمد خليل الزين ص182/196
14 - موسوعة التاريخ الإسلامي لأØمد شلبي ج4 ص290
15 - المختصر ÙÙŠ تاريخ البشر ج2 ص 150
16 - الكامل ÙÙŠ التاريخ لابن الأثير ج2ص17 - كتاب العبر لابن خلدون ج3ص360Ùˆ ج4ص31 وما بعدها- كتاب الخطط للمقريزي ج1ص 348
17 - كتاب المقدمة لابن خلدون-
18 - تاريخ الإسلام للذهبي ج3ص84 كتاب العبر لابن خلدون ج6ص171
19 - البيان المغرب ÙÙŠ أخبار الأندلس والمغرب لابن عذارى المراكشي ج1ص 273/274
20 - البيان المغرب ÙÙŠ أخبار الأندلس والمغرب لابن عذارى المراكشي ج1ص268
21 - البيان المغرب ÙÙŠ أخبار الأندلس والمغرب لابن عذارى المراكشي ج1ص269
22 - البيان المغرب ÙÙŠ أخبار الأندلس والمغرب لابن عذارى المراكشي ج1ص269
23 - كتيب Ù…Øرز بن خل٠لرشيدة الصمادØÙŠ ص15
24 - كتيب Ù…Øرز بن خل٠لرشيدة الصمادØÙŠ ص16
25 - الصراع المذهبي ÙÙŠ اÙريقية ص 185 الهامش
26 - (صØÙŠØ)مسلم باب الترغيب ÙÙŠ قيام شهر رمضان Ø1301 - سنن الترمذي كتاب الصلاة Ø412
27 - كتاب العبر لابن خلدون ج6ص17
28 - كتيب Ù…Øرز بن خل٠لرشيدة الصمادØÙŠ
29 - كتاب الصراع المذهبي لعبد العزيز المجدوب ص 187
30 - كتاب الصراع المذهبي لعبد العزيز المجدوب ص222
31 - كتاب ÙˆÙايات الأعيان لابن خلكان ج5ص233
32 - Ø¢Ùاق إسلامية العدد6 ص198/199
33 - كتيب Ù…Øرز بن خل٠لرشيدة الصمادØÙŠ
34 - موسوعة التاريخ الإسلامي لأØمد شلبي ج4 ص294