القائمة الرئيسية:
 Ø£Ù‚سام أخبار المستبصرين:
 Ø£Ù‚سام المقالات:
 Ø£Ù‚سام مكتبة الكتب:
 ÙƒØªØ§Ø¨ عشوائي:
 ØµÙˆØ±Ø© عشوائية:
 Ø§Ù„قائمة البريدية:
البريد الإلكتروني:
 Ø§Ù„مقالات
المسارالمقالات » كتابات المستبصرين » بنور فاطمة اهتديت

بنور فاطمة اهتديت

القسم: كتابات المستبصرين | 2009/08/26 - 01:08 AM | المشاهدات: 5098

بنور فاطمة اهتديت

اللهم صلي وسلم علي أشرف الخلق سيدنا محمد وآله الطيبين
قال الله تعالي (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ))
وقال تعالي (( افلا يتدبرون القرآن أم علي قلوبهم اقفالها ))

فشت الجهالة و استفاض المنكر ، فالحق يهمس والضلالة تجهر ، نسير ونحن نحمل فوق أكتافنا تراث ومعتقدات مئات السنين ، نتقبلها بدون تنقيح بعضها مسلم به والبعض الاخر لا يمكن الاقتراب منه وخاصة ما يتعلق بالدين ، نحن في مصر مازالت لدينا عادات توارثناها عبر الاف السنين منذ عهد الفراعنة ، نحن نحتفل حتي اليوم بعيد شم النسيم بنفس الطريقة التي احتفل بها الفراعنة ، نكتب علي الحوائط وحتي اوراق العملة وغيرها كلمات للذكرة بدلاً من جدران المعابد والاهرامات كما فعل السابقون .
واول ما يتلقاه الطفل من والديه وبيئته معتقداته الدينية يأخذها بدون معرفة الحقيقة لصغر سنه وتنموا معتقداته كلما تقدم به العمر عبر المدرسة و دار العبادة واجهزة الاعلام اي كانت مسموعة او مرئية او مقروائه ، يتعلم انه لانقاش في العقيدة ، وتتم أضافة هالة من القداسة حول بعض الاشخاص ممن صاحبوا الرسل و الأنبياء ، بحيث لايسمح بنقد تصرفاتهم وان القيام بعكس ذلك يدخل في باب الكفر .

عندما تتحدث عن المذاهب في الدين الواحد تجد انك متعصب لمذهبك دون نقاش ترفض حتي سماع محدثك من المذهب الاخر ، اننا نعيش في مصر مع المسيحيين جنباً الي جنب نرى تفرق مذاهبهم وعداوتهم لبعضهم البعض ، ويبدو اننا اصبنا بتلك العدوي فنحن نتعصب للسنة علي حساب الشيعة بدون ان نعرف حقيقة هذا المذهب ، لم نحاول أن نسمع منهم وأكتفينا بما سمعناه من مدرسينا و أئمة المساجد وأصدقائنا .
لقد بداءت أتجه بنظري نحو الشيعة عندما أحتلت الولايات المتحدة العراق ، وظهرت معها مشاكل الشيعة سواء مع المحتل او مع طاغية العراق صدام ، استرجعت معلوماتي عن الشيعة ، وهي كلها معلومات سطحية ولا ترقي حتي الي الحقيقه في أغلبها ، فنحن ارتبط الشيعة لدينا بأيران وذلك عبر وسائل الاعلام ، وأيران ككيان سياسي لديه تعارض في المصالح مع حكومتنا ، وبالتالي يتم أظهار السلبيات فقط للشيعة سواء كانت حقيقة أم زور ، انني بداخلنا كم هائل من الافترئات نحو المذهب الشيعي ، نري الاحتفال بذكري الامام الحسين رضي الله عنه عند الشيعة وكيف يعذبون أنفسهم وتسيل الدماء منهم حزناً علي قتله ، ونجد التفسير يأتينا من البعض بأنهم يؤذون أنفسهم لأنهم قتلوا الحسين (ع) ، أصبح المجني عليه جانياً وذلك عبر آلة سريعة الانتشار وهي حديث المقاهي وجلسات الجهلاء .

عندما تسمع أن موقعاً علي الانترنت او أحداً يشوه صورة النبي (ص) ماذا يحدث بداخلك ، بالتأكيد تشعر بالغليان والغضب الشديد ، وتتمني ان تصل لمرتكبوا هذا الجرم لتقتلهم ، واذا سمعت ان الشيعة يقولون ان أمير المؤمنين علي (ع) هو الاحق بالرسالة و أن سيدنا جبريل أخطاء بنزول الوحي علي سيدنا محمد (ص) ، ويؤكدون علي ذلك بأن الاذان ينادي علي سيدنا علي (ع) وليس علي النبي ، ماذا سيكون ردة فعلك .
ماذا لوعرفت ان هناك نسخة محرفة من القرآن الكريم هل ستلتزم الصمت ام تتخذ موقفاً ايجابياً ، لقد قال لنا العائدون من دول الخليج ان الشيعة يزيدون في عدد آيات القرآن الكريم ، ويصلون علي الحجارة ، ويحجون الي العراق ، ويخالفون تعاليم القرآن والسنة ويشدون الرحال خلافا للسنة .
كل هذه الافتراءت ولا تجد أيضاحات من الاعلام الرسمي داخل بلادنا ، فالتخبط في المعلومات ينتج عنه بلبله في اوساط العامة ، وخاصة الغير مثقفين ، ان اهتمام العامة هو السعي وراء الرزق ، فلا وقت للتحليل والسعي وراء الحقيقة ، وعندما تظهر محاولة لتسليط الضوء علي الشيعة وحقيقة أختلافهم مع السنة تكون داخل احدي الصحف الغير رسمية وعلي استحياء ، فلا هي تصل الي العامة المنتشرة فيما بينهم الاشاعات والافتراءت ، أنك عندما تقراء في صحيفة وبقلم صحفي من المفترض انه مثقف ويقراء ويسعي وراء الحقيقة أنه من المستحيل أن ينتشر المذهب الشيعي داخل مصر ، بالرغم من وجود أحصاءت خارجية تؤكد وجود أكثر من أثنين مليون شيعي داخل مصر .
أن الاشاعات والافتراءت تتحول وتتغيير وتترسخ في اعماقنا كل يوم ، فمابالك بتلك التي بداءت من يوم كربلاء ومستمرة حتي اليوم .

كل ذلك الغبار يجثوا فوق رؤسنا أخذ يتراكم عبر مئات السنين ، وفي يوم تتزحزح الاتربة وتسقط من فوقي وكأن المطر هطل فوق رأسي فأغتسلت وتطهرت من الدنس والعذاب .
دائماً كنت اردد " مال الدعاء لايسمع و القلوب لاتخشع و والبطون لاتشبع ، نسينا الله فأنسانا أنفسنا" ، لا أعرف لماذا تتردد هذه الكلمات دائماً داخلي ، فذكر الله علي طرف لساني دائماً في صلاتي ودعائي وحياتي عامة .
فتربيتي الدينية كانت معتدلة أعرف حقوق الله الواجبة علي وأحاول جاهداً المحافظة عليها بدون تأخير اوكسل أحب آل البيت (ع) وازور أضرحتهم الموجودة في مصر وأتوسل بهم في دعائي ، ونقدم النذور والصدقات لمحاسيبهم ، وعندما خرجت للعمل وفقني الله تعالي وأنعم علي بنعم كثيرة ، وهو مادفعني الي التقرب من الله عز وجل أكثر ، ولكن حدثت لي بعض الصعوبات التي حاولت أن اجد لها حلاً طوال سبع سنوات ، كان داخلي شيئ يدفعني الي الاعتقاد بأنني قد خالفت الله في أمر من الامور ،، ولكنني كنت أصلي وأصوم وأقراء القرآن وادعو الله واتجنب المعاصي وداوم علي الاستغفار وذكر الله ، فكنت أتسأل هل ما أنا فيه غضب من الله أم أختبار من المولي عز وجل ؟؟؟؟

لذلك أتخذت قرار بأستشارة علماء الدين ( بالطبع السنة ) ، محاولاً الخروج من أزمتي ، وبداءت في البحث عن مواقعهم علي شبكة الانترنت ، وخلال بحثي وجدت موقع يحمل أسم ( محمود الموسوي ) وموضوع ضمن مواقع علماء الدين ، ولم أكن أعلم أنه شيعي ، ولكن عندما دخلت الي الموقع عرفت أنه يتبع الشيعة ، ترددت في أستشارته ، ولكت الفضول دفعني الي مراسلته ، وتلقيت رسالته الاولي بعد ساعات ، كانت تصلني ردود علماء السنة بمجرد الدعاء وبعض الاذكار ، ولكن رسالة السيد محمود كانت شاملة تحتوي علي الدعاء والنصيحة ، وأستغربت لتجاوبه معي فهو شيخ شيعي وانا سني ، لم يبخل علي بالنصيحة والارشاد ، ولكن أكثر ما أثر بي هو مجموعة من كلمات الامام علي (ع) ، وكانت تلك الكلمات مفتاح الخروج من محنتي وكربي ، فشعرت بمدي صدق كلمات الامام علي (ع) ، وثارت التسأولات في نفسي من هم الشيعة ، وهل كل ما نعلمه عنهم حقيقي ، هل يمكن أن تكون أخلاق الشيعة بهذا النبل وهم يتبعون مذهب لايؤمن بالرسول (ص) ويحرف القرآن وغيره من الاكاذيب التي كنا نعلمها عن الشيعة ؟؟؟؟

هنا بداءت اولي خطواتي نحو طريق البحث وكان يجب أن ابداء بطريقة عقلانية أتخلي فيها عن أفكاري القديمة عن الشيعة وأتعامل مع الامر بحياد كامل ،، ولكننا نحترم الصحابة ولا نستطيع المساس بهم فمكانتهم في قلوب السنة عظيمة والتعرض لهم هو كفر !!! ، فكان الحل أن أقراء كتب الشيعة وكأنني أدرس كتب شريعة غير المسلمين ( مع الفارق) ،،، ولم أتحير كثيراً فقد بداءت طريقي بقراءة كتاب (بنور فاطة أهتديت ) للكاتب السوداني المتشيع عبد المنعم حسن ، لقد وجددت الكثير من الادلة والبراهين التي تثبت حقيقة المذهب الشيعي وكيف هو الطريق الحق ، وكانت تلك الأدلة والبراهين من مصادر أهل السنة والجماعة .

في تلك اللحظات كنت قد بداءت أنفض غبار السنوات من فوقي ، أخذت أقلب الصفحات واحدة تلو الاخرى دون أن أشعر بوقت او بمن حولي ، وصلت للنهاية وانا علي اقتناع تام بالمذهب الشيعي ، شعرت بانني مشوش داخلي فيروسات تحاول أن تفتك بالبراهين ، لقد بداء العقل الباطن في التدخل في الامر ، كل الموروثات القديمة والتي ظلت مختزنة في أعماق عقلي الباطن ظهرت علي السطح ، لذا قررت أن أ بداء في قرائته مرة ثانية .
تأكدت أن كل البراهين مأخوذة من الكتاب ومصادر أهل السنة ، بداءت في عملية مقاومة فيروسات العقل الباطن ، وكان شيخي العزيز السيد محمود الموسوي يقف من وراء ظهري بدون أن يؤثر علي ، لقد أكتشفت أن الحقيقة ظاهرة للعين ولكن لا يراها الا من اراد الله له أن يركب سفينة النجاة كقول الرسول (ص) (مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ) .
لقد انهمرت دموعي خوفاً من الله فلقد ظلمنا آل البيت منذ مئات السنين ومازلنا في ظلمنا لهم ، كيف نظلمهم وفيهم سيدة نساء العالمين فاطمة (ع) بضعة أبيها رسول الله (ص) وأمير المؤمنين الامام علي (ع) وسيدا شباب الجنة الحسن والحسين عليهما السلام ، فهل يتساوي سيدنا علي (ع) مع معاوية أو سيدنا الحسين مع يزيد .
وكغالبية المصريين نحب آل البيت (ع) ، فأضرحتهم المنتشرة في جميع أنحاء مصر هي الملاذ والملجاء لكل محتاج ، فالمصريون يحتفلون بمواليد ووفيات آل البيت (ع) ، يأتون من كل ارجاء البلاد لزيارة مقام سيدنا الحسين (ع) و مقام السيدة نفيسة (ع) بالقاهرة ، (علي والحسن والحسين وزينب وفاطمة )وغيرها كلها أسماء منتشرة في جميع أنحاء مصر تيمناً بآل البيت (ع) .
لذلك لم يكن من الصعب علي فهم المذهب الشيعي ، فأول درجة نحو التشيع هي حب آل البيت (ع) ، والاعتراف بحقهم في الولاية ، وهو أعتراف يجب ان يكون نابعاً من العقل قبل القلب ، لذلك كان بحثي عن أدلة تثبت حق آل البيت (ع) من الكتاب والسنة ، وما يزيد الاقتناع كونها من مصادر اهل السنة .

وأول ما صدمني في بداية رحلة تشيعي ، هو ذلك الظلم الواقع علي بضعة رسول الله (ص) وآل البيت (ع)، وسبب الصدمة الاول كان جهلي بمكانة السيدة فاطمة (ع) لدي الله ورسوله(ص) ، والسبب الثاني أنني كنت اري ابوبكر وعمر بنفس الصورة التي يراهم بها السنة كما تعلمون ، لقد أحسست أنني ظلمت السيدة فاطمة (ع) كما ظلمها ابو بكر وعمر ، أن مظلومية فاطمة الحوراء الانسية بنت أعظم مخلوق تضرب وتعصر بالباب ويسقط جنينها "المحسن" وتنهب حقها "فدك" وتقضي حياة مليئة بالتضحيات قصيرة في زمنها طويلة في عطائها ، أنها مظلومية تكشف حقائق الحق لكل القلوب المفكرة والمتأملة ، الم يقل الرسول (ص) " يؤذيني من آذاها ويغضبني من أغضبها ، وفاطمة بضعة مني يؤلمني ما يؤلمها ، وقال من يرضي الله لرضاها ويغضب لغضبها " أن ظلم وأذية الزهراء (ع) هو ظلم وأذية للرسول (ص) ، بل وأكثر من ذلك فهي أذية لله تعالي لقوله " إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والأخرة" ، فلعنة الله علي الظالمين .

ثم كانت الصدمة الثانية قصة كربلاء لقد قد قراءتها أثناء الدراسة وكنت الرؤية مختلفة جداً ، فجريمة قتل سيدنا الحسين (ع) بشعة بكل المقاييس نظراً لمكانة سيدنا الحسين في نفوس المسلمين فقد قال رسول الله (ص) "حسين مني وانا من حسين أحب الله من أحب حسيناً" ، ولكن لأن المدراس لدينا في مصر تتبع الحكومة والحكومة سنية فالقصة تكون مختلفة ، فلقد درستها علي أنها نزاع علي السلطة ، بل أكثر من ذلك لقد قيل لنا أن قتلة سيدنا الحسين (ع) ندموا علي مافعلوا ولذلك فهم في ذكري أستشهاده يضربون أنفسهم بالآلآت الحادة حتي ينزفون والمقصود بالطبع هو تشويه صورة الشيعة ، لذلك كانت من ضمن الافكار الخاطئة لدي عن الشيعة أنهم من قتلوا سيدنا الحسين (ع) ، أما بعد أن عرفت الحقيقة قراءتها مرة أخري ، هذه المرة كنت في أقصي حالات التأثر فقصة قتل الحسين ومن قبلها ايذاء الزهراء(ع) جعلتني أشعر بالمرارة والأسي ، يعلم الله أنني قد بكيت حزناً علي آل البيت (ع) وعلي سنوات عمري التي قضيتها وأنا أعتقد أنني علي الطريق الصحيح ، وما اقوم به من مجهود بسيط لنشر حقيقة مذهب آل البيت (ع) هو لوجه الله ومحبة لآل البيت (ع) لعلي أستطيع التكفير علي أخطائي في حقهم وعدم أتباعهم ، أن قصة كربلاء تكشف زيف ادعاءت أهل السنة وكذبها وأنهم يضللون من يتبعهم ، حتي من مظاهر حقد أهل السنة والجماعة أنهم يحتفلون بالعام الهجري الجديد بالفرحة والابتهاج في اول المحرم علي الرغم من أنهم لا يجيزون سوي الاحتفال بعيد الفطر وعيد الاضحي فقط ، ولعنة الله علي الظالمين أن مشاعر الغضب والحزن التي شعرت بها بعد قرائتي لقصة كربلاء بتفاصيلها المريرة ، تعجز الكلمات عن وصفها .

وسوف أستعرض بعض الادلة الواردة من مصادر أهل السنة حول صدق مذهب آل البيت (ع) ، من الافكار الشائعة عن المذهب الشيعي "الشيعة ينظرون الي سيدنا علي (ع) علي أنه هو الرسول الحقيقي وأن الوحي نزل بالخطاء علي الرسول (ص) ويدللون علي ذلك بأن نداء الصلاة لدي الشيعة يضيف أشهد أن علي ولي الله " ، تلك صورة من الاكاذيب التي آتي بها معاوية و أتباعه من بعده الذين يستخدمون كل مالديهم من أمكانات لنشر تلك الاكاذيب . عندما تعيش في مجتمع يعلمك تلك الافتراءت والاقاويل الكاذبة ، فبالتأكيد سيصبح لديك موقف من أولئك الناس الذين لايحبون الرسول (ص) ، كيف تتعامل مع هؤلاء الناس فهم وفقاً لهذا الرئ السابق كافرون ، فهم خارجون عن الدين وعن حب الرسول (ص) ، لذلك كان أهم مايلزمني هو معرفة ما ذكره علماء السنة حول آل البيت (ع) ، وحول حق الامام علي (ع) في خلافة الرسول (ص) .
لقد وجدت الادلة التي تضمئن نفسي وكلها من مصادر أهل السنة ، لقد وجدت وأنا أبحث عن الحقيقة أن حديث واحد او أية واحدة تثبت كذب كل ماقيل عن الشيعة .
وسوف ابداء بالادلة التي تثبت حق أمير المؤمنين الامام علي (ع) في الولاية ومن بعده آل البيت (ع) ، كذلك ما يكشف لي سر ذكره عليه السلام في الأذان وأن ماقيل عن أحقية علي (ع) بالرسالة كذب وأفتراء .

القران الكريم يؤكد أن لله تعالي وحده الحق في أختيار خليفة لرسوله (ص) أنظر لقول الله تعالي ( إن الله اصطفي آدم ونوحاً وآل إبراهيم و آل عمران علي العالمين ، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم )آل عمران آية 33-34 ، ويقول سبحانه ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) فاطر آية 33 ، ويزيد التأكيد علي ان الله هو الجاعل لأمر الاختيار والولاية (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين) الانبياء آية 73، ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآيتنا يوقنون ) السجدة آية 24 ، و أكد علي ذلك رسول الله (ص) في حديثه لبني عامر : ( لما دعا الرسول (ص) بني عامر للإسلام وقد جاؤوا في موسم الحج الي مكة قال رئيسهم : أرأيت إن نحن بايعناك علي أمرك ثم أظهرك الله علي من خلفك ،أبكون لنا الأمر من بعدك ؟ قال النبي (ص) : الامر لله ، يضعه حيث يشاء " ) السيرة النبوية لابن هاشم ج 2 ص 424.

لقد بين رسول الله (ص) أن الامر لله ليس بيد أحد أخر ، كل ذلك يؤكد أن رسول الله (ص) لم يكن يترك الامة بدون تحديد خليفة ، ويترك الاختيار للناس حيث تغلب عليهم الاهواء الشخصية وخاصة عندما تتمحور بأتجاه السلطة وتولي أمور الحكم ، والتعيين قام به ابوبكر وأقرت به عائشة عندما دني أجل عمر ، فمن الاعلي في التفكير الرسول (ص) وهو لاينطق عن الهوي ، أم أبوبكر وعمر فعندما أختاروا خليفة لهم لم يراعو حتي ماتمسكوا به من القرآن الكريم ولم يؤخذو بمبداء الشوري كما قال تعالي (والذين أستجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شوري بينهم ) الشوري آية 38 ، أن مبايعتهم ابوبكر بعد وفاة رسول الله (ص) كخليفة باطلة ، فالرسول (ص) قد أختار علياً (ع) خليفته الاول ومن بعده آل البيت (ع) وذلك في العديد من الاحاديث الصحيحة والموجودة بمصادر أهل السنة ، ومع ذلك تنكروا لكل ذلك بل حاولوا طمس الحقيقة بشتي الطرق صدقاً لقوله تعالي ( فماذا بعد الحق إلا الضلال فأني تعرفون ) يونس 32 .

نأتي لحديث الرسول (ص) والذي يولي فيه علياً (ع) أمتداداً له (ص) وهو حديث الغدير ( " أن النبي (ص) قد جمع الناس يوم غدير وذلك بعد رجوعه من حجة الوداع وكان يوماً صائفاً حتي أن الرجل ليضع رداءه تحت قدميه من شدة الحر وجمع الرحال وصعد عليها وقال مخاطباً معاشر المسلمين :ألست أولي بكم من أنفسكم ؟ قالوا: بلي ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاده وانصر من نصره واخذل من خذله ") رواه 110 صحابي "فيهم ابو هريرة وأسامة بن زيد وزيد بن الارقم وغيرهم ومن التابعين بلغ عددهم 84 ، وقد اورد الحديث أحمد بن حنبل في مسنده و أضاف " فلقيه عمر بعد ذلك فقال له : هنيئاً يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولي كل مؤمن ومؤمنة " ، هل هناك أوضح من ذلك علي أن علي (ع) هو أمتداد لرسول الله (ص) ، ****هذا الحديث أفهمني لماذا ينادي الشيعه في الاذان بأن علي ولي الله ، ومحيت اول كذبة عن الشيعة**** ، لقد فسر أهل السنة معني المولاة بالحب ، هل رسول الله (ص) يجمع الناس في الحر الشديد ليقول لهم أنه يحب علي (ع) ؟ ، الاجابة بالطبع لا يمكن فهو قد اوقف من معه وأنتظر من كان بعده وارسل في طلب من سبقه ، لوكان (ص) يريد أن يقول أنه يحب علي (ع) فقط لما كان فعل كل ذالك ، ولكن عقولهم المريضه وكرههم لآل البيت (ع) أفقدهم المصداقية وجعلهم كاالتلميذ الخائب الذي يبحث عن أي تفسير يخرجه من ورطته ، وفي تفسير الفخر الرازي جاء في تفسير قول الله تعالي ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) المائدة آية 67 ، أن الآية نزلت في فضل علي (ع) ولما نزلت أخذ بيده فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه "فلقيه عمر فقال : هنيئاً لك يا بن ابي طالب أصبحت مولاي ومولي كل مؤمن ومؤمنة " وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي } التفسير الكبير للرازي ج 12 ص 49 { .
أيضاً ما يؤكد أحقية علي (ع) بالولاية قول الله تعالي ( إنما وليكم الله ورسوله والذين أمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) سورة المائدة آية 55 ، يقول الرازي والطبري المصود من الذين أمنوا أمير المؤمنين علي (ع) كما اورده السيوطي في الدار المنثور وكذلك كنز العمال .

حديث أخر يدل علي منزلة علي (ع) وأحقيته بالخلافة ( أن رسول الله (ص) خرج الي تبوك و استخلف علياً (ع) فقال : أتخلفني في الصبيان والنساء ، فقال : ألا ترضي أن تكون من بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لانبي بعدي ) رواه البخاري و مسلم في صحيحهما .
هذا والحديث يطول عن مكانة و أحقية أمير المؤمنين علي (ع) في الخلافة يطول ، فكل ماجاء في الكتاب والسنة يؤكد أحقيته .
بعد كل ما علمته من الكتاب والسنة وسؤالي للشيعة أنفسهم حول حقيقة أن "الشيعة ينظرون الي سيدنا علي (ع) علي أنه هو الرسول الحقيقي وأن الوحي نزل بالخطاء علي الرسول (ص) ويدللون علي ذلك بأن نداء الصلاة لدي الشيعة يضيف أشهد أن علي ولي الله " ، أكتشفت زيف تلك الادعاءت وأن شياطين معاوية هم السبب وراء أنتشار تلك الاكاذيب حول الشيعة .
لقد كانت ارادة الله هي السبب الاول في هدايتي الي مذهب الحق ، وهناك الكثير من الاسباب التي جعلتني اتحول الي الطريق القويم وأتشيع ومنها :

ان عقيدة الشيعة توالي آل البيت ، عقيدة الشيعة ملتزمة بالعقل والنص ،تحترم الرأي وتفتح باب الاجتهاد ، الرصيد الفقهي للشيعة موروث عن آل البيت ، وغيرها من الاسباب التي يقتنع بها العقل والقلب معاً ، فالمذهب السني مليئ بالتناقضات ، ومثالاً لذلك طواف الوداع في الحج لدي الشافعي واجب ولكن المالكي يعتبره سنة من لم يأخذ به ليس عليه شيئاً ، وهناك أختلافات في الصلاة والوضوء والزواج والطلاق ، والخلاف دائر في جميع المسائل الفقهيه وهو مايسبب الريب والشك ، أضف الي ذلك أن كل الامور الفقهية لدي السنة مأخوذة من أئمة ماتوا من مئات السنين فكيف تأخذ منهم خاصة اذ كانت لديك مسألة مستحدثة فهل ستجد الاجابة ، بالطبع لا ، المذهب الشيعي ينفرد بين المذاهب الاخري بعدة أمور هامة جداً لقرب العبد من ربه وحسن عبادته له ومنها مبداء التقليد الذي يسمح للعوام بتقليد المجتهدين الورعين ، عصمة الانبياء والائمة ، هناك الكثير من الاسباب التي توضح أن مذهب آل البيت هو الحق ، فالشيعة متمسكون باللب والسنة متمسكون بالقشرة والشيعة هم الذين يجب أن يسما اهل السنة لأنهم يتبعون ما جاء به الرسول(ص) أما أهل السنة فأتبعوا سنة ابوبكر وعمر ومعاوية .
ولقد تأكد لي أن العقيدة الشيعية هي النهج السماوي القويم وهي الطريق الذي أنزله الله تعالي علي الرسول (ص) ، وقد أمرنا الله ورسوله بأتباع هذا النهج لصالح دنيانا وأخرتنا ، و قد حدد لنا رسول الله (ص) من علينا أتباعه من بعده (أثني عشر أماماً من ولده اولهم الامام علي (ع) وأخرهم الامام المهدي المنتظر "عج" ) ، وبعد غياب الامام المهدي المنتظر "عج" ابتداء عصر الغيبة ومازل وقد أمر الناس بأن يرجعوا في غيابه الي مراجع الدين المجتهدين ليأخذو عنهم أحكام دينهم عن دراية وعن علم أهل العلم والاجتهاد ، والمراجع يتفقون علي أن العقيدة لابد أن تكون عن أقتناع والتقليد يجري في الاحكام الشرعية الفقهية التي هي نظام الحياة ، والاختلاف في ما بين المراجع بسيط ويكون في الاحكام الفرعية لا الجوهرية .

وعلى هذا فالعقيدة الشيعية تعبر بصدق عن رسالة الرسول (ص) وتسير علي نهج آل البيت (ع) ، وهذا هو الطريق الامثل لصلاح الدنيا والاخرة .
لذلك فالعقيدة الشيعية أستطاعت أن تنجح في تكوين مجتمع متماسكاً بفضل فكرة الإمامة ، وتدفع المجتمع الي الامام وتمنحه الاستمرار والبقاء ، وهناك أمثلة لذلك في الواقع الاسلامي (الجمهورية الاسلامية الايرانية ، حزب الله في لبنان ) ، أمثلة توضح مدي قوة العقيدة الشيعية التي أستطاعت أن تحمي المجتمع وتحفظه متماسكاً .

حال الشيعة في مصر :
هناك ازمة يعيشها الشيعة والتشيع في مصر تتمثل في عدم وجود أرضية ثابتة لهم ، فهناك من يتربصون بالشيعة وأولهم الحكومة والازهر والقوي الوهابية والسلفية ، وكذلك سلبية الشخصية المصرية فقد كانت هناك مؤسسة شيعية تسمي (جمعية آل البيت) وأغلقت بقرار حكومي وتم رفع قضية في المحكمة واتجه الشيعة الي القضاء واستطاعوا الحصول علي حكم بعودة الجمعية ولكن القائمين علي الجمعية لم يطبقوا الحكم ورفضوا فتحها حتي الان خوفاً من الدولة ، ان عدم وجود مؤسسات يعني عدم وجود إمكانيات وعدم وجود منافذ أعلامية .
حتي الكتب الشيعية هناك قيود عديدة عليها فبعض كتب المتسبصرين المصريون تم مصادرتها من قبل رجال الامن ، وهناك قائمة ممنوعات لكتب الشيعة ، وقد حدث معي موقف عندما ارسل سماحة السيد محمود الموسوي مجموعة من الكتب ، وهي ليست ضمن الكتب الممنوع دخوله الي مصر ولكن تم أستدعائي لاستلامها من مكتب البريد الرئيسي ، وعندما ذهبت الي هناك وجددت احد الضباط يحتجز الكتب ودار بيني وبينه نقاش :
قال : هذه الكتب لمؤلفيين شيعة وكتب الشيعة ممنوع دخوله الي مصر ؟
فقلت له أن هذه الكتب لاتتعلق بالمذهب الشيعي ولاتتحدث عن الشيعة والتشيع و الكثير من كتب المذهب الشيعي توجد علي شبكة الانترنت ويمكن الحصول عليه بسهولة .
أجابني قائلاً بأن الكتب أسرع في الانتشار فليس كل الافراد تقتني اجهزة كمبيوتر أما الكتب فيمكن أن يتم تناقلها بسهولة بين الناس .
فسئلته هل هذه الكتب ممنوع دخوله الي مصر ؟
فأجاب قائلاً لا ولكن هذا تحذير لك حتي لايتم وضعك ضمن القائمة السوداء لدي أمن الدولة .
ضحكت قائلاً له ولكن الازهر قد أعترف بأن المذهب الشيعي خامس المذاهب في مصر في عهد الشيخ محمود شلتوت ، كذلك فأن الشيعة لم يشاركوا في اي من العمليات التي تمس الأمن فيجب منع كتب الوهابية والسلفية التي تسببت في الكثير من الفوضي داخل مصر .
هنا قاطعني وقال لي اذهب وأحضر موافقة رقابة الازهر علي الكتب وخاصة كتب "الاذكار والادعية" .
وتم عرضها علي رقيب الازهر ، الذي قال للضابط أن الشيعة والسنة يقولون يارب فما المانع في دخول كتب تتدعو الي الله ،وأستلمت الكتب .
وقد علمت أنه كان هناك دار نشر شيعية في مصر أسمها دار البداية وهي اول دار نشر شيعية في مصر وتم أيقافها وأتهمت بالتمويل من إيران وتم ترحيل الكثير من العناصر الشيعية من مصر ، ثم تم تأسيس دار نشر جديدة عام 89 بأسم دار الهدي ألا أن انتاجها قليل وحركة النشر فيها محدودة بسبب الامكانيات .

وفي النهاية أتوجه الي كل مسلم ومسلمة سني او شيعي ، كفانا تفرق وأنشقاق ، لنترك التعصب والتطرف ونبداء بالحوار العقلاني ، ولنتمسك بالاخلاق التي هي أساس الدين لقد أنتشر الاسلام في بعض البلاد بدون اراقة نقطة دم واحدة ، انتشر عندما لمس الآخر مدي عظمة أخلاق الاسلام التي هي أخلاق القرآن ورسول الله (ص) و آل البيت (ع) ، لنعمل معاً لرفع راية الاسلام عالية ، واتوجه الي كل مسلم ومسلمة بضرورة النظر الي مابين ايديهم بنظرة حيادية لكي يستطيعوا أستخلاص الحقيقة .
وأدعوا الله تعالي في هذه الايام المباركة أن يثبتنا الله وإياكم علي طريق الحق ، متمسكين به وداعين اليه ، أنه سميع مجيب الدعاء .


 Ø¹Ø±Ø¶ التعليقات
لا توجد تعليقات!
 Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© تعليق
الإسم: *
البلد:
البريد الإلكتروني:
التعليق: *
التحقق اليدوي: *