القائمة الرئيسية:
 Ø£Ù‚سام أخبار المستبصرين:
 Ø£Ù‚سام المقالات:
 Ø£Ù‚سام مكتبة الكتب:
 ÙƒØªØ§Ø¨ عشوائي:
 ØµÙˆØ±Ø© عشوائية:
 Ø§Ù„قائمة البريدية:
البريد الإلكتروني:
 Ø§Ù„مقالات
المسارالمقالات » كتابات المستبصرين » دفاعاً عن الحقيقة

دفاعاً عن الحقيقة

القسم: كتابات المستبصرين | 2009/08/26 - 01:04 AM | المشاهدات: 3602

دفاعاً عن الحقيقة

في جريدة الأهرام الصادرة بتاريخ 26 سبتمبر وفي ملفها عن الشيعة وتحت عنوان ورد الآتي (5 فرق تعكس أفكارهم: تنقسم الشيعة تاريخيا إلى الفرق التالية " السبئية والكيسانية والمختارية والزيدية والرافضة، والسبئية هم أتباع عبد الله بن سبأ وهو أول من نادى بالغلو في أهل البيت وهو أول من وضع أساس ذلك ولذلك ينسب إليه كل طوائف الشيعة, والكيسانية وتنسب الكبيسانية إلى كيسان مولى علي رضي الله عنه أو إلى كيسان تلميذ محمد بن الحنفية ومع مرور الوقت تحول الكثير من طوائف الكيسانية إلى المختارية, والطائفة الثالثة هي المختارية التي يتزعمها المختار بن أبي عبيد وقد بدأ بجماعة صغيرة ثم تجمع حوله الكثيرون من أتباع الكيسانية كما ذكرنا وقد دخل الكثير من المعارك باسم ابن الحنفية (؟؟) وانتصر بها ثم تمادى حتى ادعى أنه يوحى إليه ويعتقد أنه كذاب ثقيف وفقا للحديث الذي روته أسماء بنت أبي بكر والرابعة هي الزيدية وقد ظهرت هذه الطائفة بعد مقتل الحسين حين لم يجدوا في زين العابدين الإمام الذي يسير على هواهم بل تركهم وما يدعون وأصبح من أولياء بني أمية (؟!) وجليس يزيد بن معاوية وتعتبر هذه الطائفة من أقرب طوائف الشيعة إلى أهل السنة والخامسة هي الرافضة وقد سموا بهذا الاسم لرفضهم إمامة زيد وقيل لرفضهم إمامة الشيخين ومن أهم مسمياتها الخشبية فهم لا يجيزون رفع السلاح إلا بوجود راية للإمام المعصوم كما أطلق عليهم الإمامية لدعوتهم بوجود نص إلهي بولاية علي ومن هنا نعلم أن طائفة الشيعة الإثنا عشرية إحدى طوائف فرقة الروافض).

أولا: يستعمل الكاتب في تقريره مصطلح (الروافض) الذي يستخدمه التكفيريون الذين يفجرون ويقتلون الشيعة في العراق وغير العراق وإليكم هذا الدعاء المنقول بنصه عن أحد هذه المواقع (اللهم رد المسلمين إلى دينك ردا جميلا اللهم اهد ضال المسلمين وثبت مطيعهم اللهم انصر من نصر دينك واخذل من خذل دينك اللهم عليك باليهود والنصارى والروافض خذهم أخذ عزيز مقتدر واجعلهم لمن خلفهم آية وعبرة انك ولي ذلك والقادر عليه) فكلمة الروافض هي نوع من السب والشتم على عكس كلمة الشيعة التي تعني الولاء والانتماء لأهل البيت.

ثانيا: حرص الكاتب ومنذ البداية على إلصاق مجموعة من الاتهامات بالشيعة مثل الغلو والقول بألوهية علي بن أبي طالب ناهيك عن بعض الاتهامات الواردة على لسان آخرين مثل القول بأن الإمام السجاد كان جليسا ليزيد مما يحملنا على الاعتقاد بأن التحامل هو السبب الذي دفع الكاتب لإدراج تلك اللائحة من الاتهامات الجزافية التي تفتقر إلى أدنى دليل موضوعي عدا ذلك الأسلوب المعروف والقائم على السب والشتم.

ثالثا: قسم الكاتب الشيعة إلى خمس فرق ولا أدري إلى أي مصدر استند في كلامه هذا وعد السبئية والمختارية والكيسانية والزيدية والرافضة ولا أدري لماذا تجاهل الإسماعيلية؟؟.
أما عن السبئية المزعومة فهي فرية وأكذوبة يرددها نفس الذين ينكرون وجود أبي مصعب الزرقاوي في العراق ويزعمون أنه شخصية أسطورية من دون أن يلزموا أنفسهم تقديم تفسير لعشرات السيارات المفخخة التي تنفجر في العراق كل يوم ومن دون أن يشرحوا لنا من الذي يصدر مثل هذه البيانات يوميا باسمه بالرغم من وجود آثاره وأفعاله على الأرض ومع ذلك يقولون لنا أن الزرقاوي شخصية وهمية اخترعتها أمريكا لضرب ما يسمونه بالمقاومة ولا يصدقوننا ولا يصدقون الدكتور طه حسين عندما يقول أنه شخصية وهمية ونحن لن نتمادى في مناقشة أسطورة ابن سبأ أو ابن السوداء لسبب في غاية الأهمية وهو أن الجدل الفكري الدائر بين الشيعة وخصومهم في الرأي منذ أربعة عشر قرن وحتى الآن يعتمد على أدلة موجودة في الكتاب والسنة والخلاف ليس على وجودها بل على مدلولها أي أن إثبات ابن سبأ أو نفيه لا قيمة له في القضية.

أما عن العناوين الأخرى لتلك الفرق الوهمية التي ذكرها الكاتب فلنتعامل معها وفقا للسياق التاريخي ولنأخذ أولا (الكيسانية والمختارية والخشبية) ولأنها تهمة واحدة جرى تحويلها إلى ثلاث فرق!! فالمختارية نسبة إلى المختار بن أبي عبيد الثقفي رضوان الله عليه الذي افترى عليه من افترى بادعائه النبوة ونزول الوحي عليه وكل هذا هراء لا وجود له في كتب التاريخ والجريمة التي ارتكبها الرجل هو أنه خرج طالبا بثأر أبي عبد الله الحسين حيث ذكر الكاتب أنه دخل بعض المعارك ولم يذكر لنا أي نوع من المعارك دخلها المختار ونحن نقول له أنها معارك الثأر من قتلة أبي الأحرار الحسين بن علي سيد شباب أهل الجنة فهو الثائر الذي جندل أكابر مجرمي بني أمية من أمثال عمر بن سعد وعبيد الله بن زياد في معركة خازر بالقرب من الموصل وهو الذي محا عار هذه الأمة عندما سكتت على مثل هذا الجرم وقد ذكر ابن جرير الطبري أن جيش المختار لم يكن يملك ما يكفي من الرماح والسيوف في مواجهة الجيش الأموي ولذا فقد كان سلاح الكثير منهم هو قطع من الخشب ولذا سموا الخشبية (نبذا لهم) وليس كما يقول الكاتب من أنهم خشبية لأنهم يبطلون القتال مع غير الإمام المعصوم!! ومع ذلك هزم الجيش الأموي العرمرم في تلك المعركة التي دارت عام 66 للهجرة والتي قتل فيها عبيد الله بن زياد ومن هنا ألصق بالشيعة لقب الخشبية الذي لا يختلف في مدلوله عن لقب الرافضة حيث يقول ابن جرير الطبري في تاريخه ص 75 ج6 "وفي هذا العام (سنة 66) قدمت الخشبية إلى مكة ووافوا الحج وأميرهم أبو عبد الله الجدلي) انظر أيضا ابن قتيبة في معارفه ص 622 ط دار المعارف

أما سبب مجيئهم إلى مكة فكان (حبس عبد الله بن الزبير لمحمد بن الحنفية ومن معه من أهل البيت بزمزم بعد امتناعهم من البيعة له فتوعدهم بالقتل والإحراق وأعطى الله عهدا إن لم يبايعوا أن ينفذ فيهم ما توعدهم به وضرب لهم أجلا فوجه محمد بن الحنفية ثلاثة نفر من أهل الكوفة إلى المختار يستنجد به ويسألهم ألا يخذلوه فنادى المختار في الناس وقرأ عليهم الكتاب وقال هذا كتاب مهديكم وصريح أهل بيت نبيكم وقد تُركوا محظورا عليهم كما يحظر على الغنم ينتظرون القتل والتحريق بالنار في آناء الليل وتارات النهار ولست أبا إسحق إن لم أنصرهم نصرا مؤزرا وإن لم أسرب لهم الخيل في إثر الخيل كالسيل يتلوه السيل حتى يحل بابن الكاهلية الويل).
ثم انتدب المختار كتيبة لإنقاذهم بقيادة أبي عبد الله الجدلي فسار بهم حتى قدموا المسجد الحرام وهم ينادون يالثارات الحسين حتى انتهوا إلى زمزم وقد أعد ابن الزبير الحطب ليحرقهم (أي أنها لم تكن مزحة!!) وكان قد بقي من الأجل يومان فطردوا الحرس ودخلوا على ابن الحنفية فقالوا له خل بيننا وبين ابن الزبير فقال لهم ابن الحنفية إني لا أستحل القتال في حرم الله فقال لهم ابن الزبير لن أخلي سبيلهم دون أن يبايعوا فقال له أبو عبد الله الجدلي إي ورب الركن والمقام ورب الحل والحرام لتخلين سبيله أو لنجالدنك بأسيافنا جلادا يرتاب منه المبطلون فاجتمع المسلمون ينصرون أهل البيت وأخرجوهم من الحرم إلى شعب علي ومنعوا ابن الزبير مما أراد.

أما عن منزلة المختار عند أئمة أهل البيت فعن عبد الله بن شريك قال دخلنا على أبي جعفر (محمد بن علي بن الحسين) يوم النحر إذ دخل عليه شيخ من أهل الكوفة فتناول يده ليقبلها فمنعه ثم قال من أنت قال أنا أبو محمد الحكم بن المختار بن أبي عبيد الثقفي وكان متباعدا من أبي جعفر فمد يده إليه حتى كاد أن يقعده في حجره بعد منعه يده ثم قال أصلحك الله إن الناس قد أكثروا في أبي وقالوا والقول والله قولك قال أي شيء يقولون قال يقولون كذاب ولا تأمرني بشيء إلا قبلته فقال سبحان الله أخبرني أبي والله أن مهر أمي كان مما بعث به المختار أو لم يبن دورنا وقتل قاتلينا وطلب بدمائنا فرحمه الله رحم الله أباك ما ترك لنا حقا عند أحد إلا طلبه قتل قاتلينا وطلب بدمائنا.
والطريف أن المختار بن أبي عبيد هو أيضا كيسان, عن الأصبغ قال رأيت المختار على فخذ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و هو يمسح رأسه و يقول يا كيس يا كيس.

أما المثير للدهشة وما هو أكثر من الدهشة فهو ما ذكره الكاتب من أن الإمام علي بن الحسين كان جليس يزيد ومن أولياء بني أمية يا للهول كيف هذا وما هو دليل على هذا الافتراء وهم قتلة أبيه الحسين حتى أنه عاش طيلة عمره باكيا لهول ما رأى في ذلك اليوم المشئوم ولم تهدأ نفسه حتى أرسل إليه المختار برأس عمر بن سعد حيث يروي (أن علي بن الحسين لما أتي برأس عبيد الله بن زياد و رأس عمر بن سعد خر ساجدا و قال الحمد لله الذي أدرك لي ثأري من أعدائي و جزى المختار خيرا).
أما عن قصة زيد بن علي بن الحسين رضوان الله عليه والزيدية فقد خرج زيد ثائرا في وجه الظلم والطغيان الأموي ولم يخرج داعيا لنفسه "قال ابن جرير الطبري كانت بيعته التي يبايع عليها الناس (إنا ندعوكم إلى كتاب وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وجهاد الظالمين والدفع عن المستضعفين وإعطاء المحرومين وقسم هذا الفيء بين أهله بالسواء ورد الظالمين ونصرنا أهل البيت على من نصب لنا وجهل حقنا). فيقول أتبايعون على ذلك؟؟ فإذا قالوا نعم وضع يده على يد المبايع ثم يقول عليك عهد الله وميثاقه وذمته وذمة رسوله لتفين ببيعتي ولتقاتلن عدوي ولتنصحن في السر والعلانية فإذا قال نعم مسح يده على يده ثم قال اللهم فاشهد.

إذا فزيد بن علي بن الحسين الذي ثار على بني أمية عام 121 للهجرة لم يكن يدعو لإمامته أو لمذهب مستقل عن مذهب أئمة أهل البيت وقد قال عنه الإمام الصادق (ولا تقولوا خرج زيد فإن زيدا كان عالما صدوقا ولم يدعكم إلى نفسه وإنما دعاكم إلى الرضا من آل محمد ولو ظهر لوفى بما دعاكم إليه إنما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه).
كانت هذه بعض الحقائق التي يتعين إبرازها والتي تظهر الطريقة والأسلوب الذي يصر البعض على استخدامه في التعامل مع من يخالفه في الرأي أو المذهب إذ يتعين على الباحث عن الحقيقة أن يحاول العثور عليها من مصادرها الأصلية وليس من أفواه من يخالفونها في الرأي والمعتقد.
والشيعة الإمامية وهم الغالبية العظمى ممن يطلق عليهم كلمة الشيعة في عالم اليوم هم أناس يؤمنون بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويوالون أئمة أهل البيت فقها وحبا ونضيف أمرا بالغ الأهمية هو أن تلك الأساطير التاريخية وما ورد في كتب الفرق الصفراء وكتب الدعاية المذهبية المضادة لم يعد لها محل من الإعراب في القرن الحادي والعشرين حيث زالت الحواجز وأصبح العالم قرية كونية واحدة كما يقولون.


 Ø¹Ø±Ø¶ التعليقات
لا توجد تعليقات!
 Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© تعليق
الإسم: *
البلد:
البريد الإلكتروني:
التعليق: *
التحقق اليدوي: *