القائمة الرئيسية:
 Ø£Ù‚سام أخبار المستبصرين:
 Ø£Ù‚سام المقالات:
 Ø£Ù‚سام مكتبة الكتب:
 ÙƒØªØ§Ø¨ عشوائي:
 ØµÙˆØ±Ø© عشوائية:
 Ø§Ù„قائمة البريدية:
البريد الإلكتروني:
 Ø§Ù„مقالات
المسارالمقالات » كتابات المستبصرين » القضاء المنظر -3-

القضاء المنظر -3-

القسم: كتابات المستبصرين | 2009/08/24 - 02:21 AM | المشاهدات: 5225

القضاء المنظر -3-

الحشر والصور:
يقول تعالى عن الحشر (وهو الذي إليه تحشرون ـ الأنعام 72) )ويقول تعالى أيضاً ( وأتقوا اله وإعلموا أنكم إليه تحشرون ـ البقرة23)ومعنى كلمة حشر وردت في قوله تعالى عن قصة فرعون لعنه الله تعالى(قالوا أرجه وأخاه وأبعث في المدائن حاشرين الأعراف111) أي أنه جمع لطائفة معينة بعينها ثم تتبعها طائف وذلك لأن السحرة جُمعوا ليوم الحشر فآمنوا فتبعتهم طوائف أخرى من المجتمع وذلك للأن السحرة جمعوا ليوم الحشر فآمنوا فتبعتهم أمم متتالية من قومهم ثم من أقوام أخرى ومن قومهم أيضاً سارت على نهجهم إلى أن حدث الصدام الأكبر الذي أهلك الله تعالى فيه فرعون وملئه ويقول تعالى في بيان أن المم تحشر إلى الله تعالى أفواجاً أفواجاًمتتابعة ( ويوم نحشر من كل أمة فوجاًممن يكذب بآياتنا ـ النمل83)وهنا فوجاً مفرد أفواج فكل أمة فوج ثم يأتون إلى الله تعالى أفواجا كما في قوله تعالى (يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا ـ )فأحذر أخي المسلم لأن هلاك الأمم وحشرها يكون متتابعاًكما هو الآن ولا ندري على أي الأمم الهلاك وحشرها كفوج إلى الله تعالى عن هلاك أمم ماقبل القيامة ( وإن من أمة إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذاباً شديداً كان ذلك في الكتاب مسطورا ـ الإسراء) ويبدأ الله تعالى بهلاك أشدهم تكذيباً وأكثرهم معاصى لقوله تعالى(ويوم نحشر من كل أمة فوجاً ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون ـ النمل 83) وكلما دخل فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير كما فى قوله تعالى ( كلما ألقى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير ـ الملك8) وكلما ألقى فيها فوج لايرحب بهم مستقبليهم كما فى قوله تعالى 0هذا فوج مقتحم معكم لامرحباً بهم إنهم صالوا النارـ ص59) وبعد ذلك ينزع منهم أولاً أشدهم على الرحمن عتياً قال تعالى(ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشدهم على الرحمن عتياً ـ مريم ) والحشر هنا يكون بأمر الله وهذا أولاً.

ثانياً : يكون له موعد محدد لن يخلفه الله تعالى وذلك كقوله تعالى (قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى ـ طه59) وهذا الوعد يبين تعالى أن لكل أمة أجل وموعد ويكون هذا الموعد ببعثة رسولها أو إمامها قال تعالى (ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط وهم لايظلمون ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قل لاأملك لنفسى ضراً ولا نفعاً إلاماشاء الله ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم فلايستأخرون ساعةً ولا يستقدمون ـ يونس47ـ49) .

ثالثاً : الحشر حرب وجنود قال تعالى (وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير ـ النمل17) ويقول تعالى عن فرعون (فأرسل فرعون فى المدائن حاشرين ـالشعراء53) وفى كلا الموضوعين عن سليمان "عليه السلام" وفرعون لعنه الله أن الحشر يستلزم إرسال الرسل كما فعل سليمان "عليه السلام" وهذه الرسل هنا هى رسل قبض الأرواح قال تعالى فيها (حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لايفرطون ـ الأنعام 61) وهنا إذا كان فرعون حشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى لاثبات ألوهيته وقال تعالى فيه لعنه الله ( وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لاينصرون ـ القصص41) وبتقليد حزب الشيطان له وجعله إماماً لهم فى الخروج على ولاية الله ورسوله وآل بيته يبعث الله تعالى فى لآخر الزمان إماماً لاثبات الوهية الله تعالى ورد الناس إلى الولاية الحق وهى ولاية الله ورسوله وآل بيته ويكون هلاك العالم فى زمانه لإقامة الحجة عليهم كما فى قوله تعالى (ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط وهم لايظلمون ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قل لاأملك لنفسى ضراً ولا نفعاً إلاماشاء الله ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم فلايستأخرون ساعةً ولا يستقدمون ـ يونس47ـ49) ولقوله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً وببعثته عليه السلام يبدأ حشر أخر الزمان الذى ينتهى بقيام الساعة وذلك لأن أجلهم مرهون ببعثة إمامهم وإقامة الحجة عليهم وعلى بطلان ولايتهم لغير الله ورسوله وآل بيته وهذا هو الشرك والضلال لقولهم يوم القيامة وإعترافهم (وقالوا ربنا إننا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ـ الأحزاب ) فتسألهم الملائكة أين شركاؤكم كما فى قوله تعالى ( ويوم نحشرهم جميعاً ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم ـ الأنعام22) ثم تقام عليهم الحجة مرةً أخرى فيقال لهم (يامعشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال اؤلياؤهم من الإنس ربنا إستمتع بعضنا ببعض وبلغنا اجلنا الذى أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلاماشاء الله إن ربك حكيم عليم وكذلك نولى بعض الظالمين بعضًا بما كانوا يكسبون يامعشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتى وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين ـ الأنعام 128ـ130) ويبدأ الحشر بالموت للامم أو الأفراد لقوله تعالى (ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون ـ آل عمران158) وهنا نكون قد أثبتنا أن نفخة الحشر عاملة فينا منذ بداية الخلق وأخرها حشر كل من فى السموات ومن فى الأرض فمن مات يكشف عنه الغطاء ويرى بحدة بصره عالم الغيب عالم شهادة ويكون الحشر إلى الله أواجاً وجماعات ويبدأ حشر آخر الزمان بالحشر الأول لبنى إسرائيل الذى قال تعالى فيه(هو الذى أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأولى الحشر ـ الحشر ) وأخر هذا الحشر فى وعد الآخرة الذى إقتراب كما فى قوله تعالى(فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفاً ـ الإسراء104) .

وعن آل بيت محمدٍ بين هذين الحشرين يكافئوا من أمتهم بمنعهم الخمس الذى إفترضه الله تعالى لهم وقتلهم تحت كل حجر ومضر ووبر فالناجى منهم شريد أوطريد أو فقير يتكفف الحاجة لاخطر منه فتحشر العترة الطاهرة كلها مدرجة بدمائها مظلومة من أمة نادت ورفعت شعار غير ولاية الله ورسوله وآل بيته معلنة ولاية الآباء والأجداد مغلفة لهذه الولاية الباطلة ثوب الحق بدعاية تسمى السلف الصالح وصدق فى هذه الأمة قوله تعالى(قل هل ننبأكم بلأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ـ الكهف103 ـ104) وهنا ينزل الإنتقام الإلاهي والبلاء بشتى أنواعه كما في قوله تعالى ( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم أويلبثكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض ـ الأنعام ) وقد كان هذا البلاء إضف إلى تسلط الأمم علينا إلى الآن ونحن ندعي أننا خير أمة فهل خير أمة تقتل آل بيت نبيها وتدافع عن القتلة دفاع المستميت حت كاد الله تعالى يزيل هذه الأمة من الوجود وذلك لإعراض هذه الأمة عن كتاب ربها الذي قال في آل بيت نبيها (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراـ الأحزاب )وبإعراضهم عن هذا النص والخروج على الولاية الحق حول الله تعالى معيشتهم ضنك ويحشرون على وجوههم عميا وصماً وبكما كما في قوله تعالى (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمي قال ربي لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيراقال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ـطه 124ـ126)وكذلك يحشرون زرق العيون لقوله تعالى(ويوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذٍ زرقايتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقةً إن لبثتم إلا يوماـ طه ـ102ـ104) وهذا حالهم في الآخرة بعد موتهم لأنهم غير منظرين فيكونون زرق العيون في البرزخ وعند يوم القيامة يحشرون عمياً عليهم سرابيل من قطران وتغشى وجوههم النار وهم مقبلون عليها يساقون إليها وهي قادمة من بعيد يسمعون لها تغيظاً وزفيرا وتلفح وجوههم النار وهم كالحون كمابين الله تعالى ذلك وقد امر اللهتعالى الملائكة فقال لهم إحشروا الذين ظلموا وأزواجهم زما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم وقفوهم إنهم مسؤلون مالكم لاتناصرون بل هم اليوم مستسلمون وأقبل بعضهم على بعض يتسائلون قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين قالوا بل لم تكونوا مؤمنين وما كان لناعليكم من سلطان بل كنتم قوماً طاغين ـ الصافات 22ـ30) والية هنا تتكلم عن الحشر الأخير لأن الكلام مع الأفواج المحشورة التي باصرت بعضها بعضاًفي الباطل كما أن قوله تعالى فاهدوهم إلى صراط الجحيم تبين أنه الحشر الأخير الذي يحشر فيه كل شيء قبلاً وما كانوا يعبدون كماأن جدالهم وتبكيتهم لبعضهم البعض هو مابين الإنس والجن كما قال تعالى عنهم ( وقال اؤلياؤهم من الإنس ربنا إستمتع بعضنا ببعض وبلغنا اجلنا الذى أجلت لنا ـ الأنعام ) والآيه نفسها دليل على ذلك وهو قولهم لبعضهم البعض (وأقبل بعضعهم على بعض يتسائلون قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين قالوا بل لم تكونوا مؤمنين ماكان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوماًطاغين ) وهنا قولهم نفس قولة إبلسيس تبين أن هذا حشر يوم القيامة لقوله لحزبه في هذا اليوم (وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله قد وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي ـ إبراهيم ) فالشيطان الأكبر إبليس لم يفعل غير أنه دعاهم وأوحى لهم بالكفر والظلم والخروج على الولاية الحق قال تعالى (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا ًشياطين الإنس والجن يوحي بغضهم إللى بعض زخرف القول غروراـ الأنبياء) ووحيه هذا يعتبر أقل جرماًممن نفذ بيدة قتل العترة الطاهرة أو المؤمنين ولذلك قال الجن للإنس في الآية (بل كنتم قوماً طاغين ) أي انهم طغاه وهذا ما جعل فرعون ومن تقلد به في الخروج على الولاية الحق غير منظرين فدخل النار فورقتله مباشرةً كما في قوله تعالىعن أمة نوح مثلاً(مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا ناراً ـنوح) وأما إبليسفهو منظر إلى يوم الوقت المعلوم لأنه يحاول إثبات خيريته على أولاد آدم عليه السلام فيوسوس ويوحي فقط والمنفذ شياطين الإنس .

وهذا يثبت أن الدجال ما هو إلا يد إبليس الباطشة في كل زمان ومكان وإبليس هو صاحب الوحى إليه والتدبير لكفر بالله العظيم وقتل العترة الطاهرة والمؤمنين .
وهذه العلاقة ين الإنس والجن بينها الله تعالى في قوله تعالى(ويوم يحشرهم جميعاً ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينامن دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون ـ سبأ40) وهنا يعبدوهم أي يطيعوهم في الإيحاء إليهم بالكفر ومخالفة النص والهوي وتزيين الشهوات وهذا وحي الشياطين لهم ولذلك يقول تعالى للجن وهذا الدور الذي يقومون به (ويوم يحشرهم جميعاً يامعشر الجن قد إستكثرتم من الإنس ـ الأنعام 128)وهنا دليل على أن المسؤلية الكبريى تقع على شياطين الجن الذين أوحوا بمخالفة الله تعالى والخروج على ولايته الحق ثم يتبعهم في جهنم بني آدم الظالمين منفذي خطته لعنهالله تعالى في الخروج على منهاج الله تعالىولذلك يقول تعالى محذراًمن الشيطان وحزبه (إن الشيطان لكم عدوٌ فاتخذوه عدوا ـ فاطر6 ) وعن حشر هؤلاء الشياطين جميعاً إنسهم وجنهم يقول تعالى( فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثياثم لننزعن من كل شيعةٍ أيهم أشد على الرحمن عتيا ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضيا ثم ننجي الذين إتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ـ مريم 68ـ72) وهنا ينزع العتاة الظلمة من كل فرقة كلٌ على قدر جرمه وظلمه ثم ينجي الله تعالى المتقين الذين آمنوا وقد بينا من قبل أن لفظ النجاة دائماً يأتي على النجاة من الغرق مما يدل على أن هلاك الظالمينفي أول الحشر الآخر في زماننا هذا سيكون بغرقكثير م نالظالمين وأساطيلهم في الدنيا ويوم القيامة عندما تبدل الأرض غير الأرض في قوله تعالى(يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار ـ ) وهنا تسجر البحار كما في قوله تعالى (إذا البحار سجرت ـ )أي تحولت لنار عظيمة وقد يكون هذا في أواخر عمر الدنيا وفي الآخرة تتحول بحار الدنيا مع تبديل الأرض لنار جهنم وهنا يكون بحر الآخرة لا نهاية له لقول ربنا عزوجل للنار (يوم نقول لجهنم هل إمتلئتي فتقول هل من مزيد ـ ق) .

وفي آيات تبين أنهم سيحشرون عمياً وبكما وصمً لقوله تعالى (ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عمياًوبكماً وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا ـ ) وفي المرور على الصراط يبصر كل منهم على قدر عمله( ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ـ )ومن كان مبصراً فعمله الذي كان في الدنيا وهى الإختبار يبصره وينجيه فكل يعمى على قدر معصيته وكل يمر ويتجاوز الصراط على قدر صالحاته .
كما أن الله تعالى سيميز ويزيل بين الذين أشركوا وشركاؤهم فيجدون من أطاعوهم من دون الله تعالى في جهنم إن كانوا يعلمون وإن لم يكونوا يعلمون بعبادتهم كطاعتهم لرجل ميت لايعلم ماسيفعله الناس بعده هذا يتبرأمنهم قال تعالي في التفريق بينهما (ويوم نحشرهم جميعاً ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ـ الأنعام 22) وهنا يتبرأمنهم إن كانوا لايعلمون كما في قولهم (كفى بالله شهيداًبيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين ـ )فيزيل ويميز بينهم كما في قوله تعالى(ويزم نحشرهم جميعاًثم نقول للذين أشركوامكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا يعبدون ـ يونس 28) وهنا يتبين لنا أن التزيل يكون بينهم أولاً وهو التميز وإبعاد بعضهم عن بعض مستكبريهم ومستضعفيهم وبعد سؤالهم (أين شركائكم الذين كنتم تزعمون ) فيجيب الشركاء (ما كنتم إيانا تعبدون )وذلك لأن الله تعالى بين أنهم كانوا يعبدون الجن الكافر فيتبعونهم فيما يوحون به إليهم من الكفر والخروج على منهاج الولاية لله الحق قال تعالى (ويوم يحشرهم جميعاً ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون ـ سبأ41 ) وهنا دخولهم النار لإيمانهم بوحى الجن وكفرهم بما أوحى الله تعالى لهم من ولاية اله تعالى ورسوله وآل بيته فإن كان مستكبريهم هم الآمرون لهم بالطاعة إشتركوا في العذاب كما في قوله تعالى(ولن يبفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون ـ الزخرف39) ثم ينزع من كل شيعةٍ أيهم أشد على الرحمن عتيا كما بينا ويتلاوم بعضهم بعضاً كما في قوله تعالى(ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم ألى بعض القول يقول الذين إستضعفوا للذين إستكبروا لولاأنتم لكنا مؤمنين قال الذين إستكبروا للذين إستضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جائكم بل كنتم مجرمين وقال الذين إستضعفوا للذين إستكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أنداداوأسروا الندامة لما رأوا العذاب إذ الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون ـ سبأ31ـ33) والمستكبرين هنا هم الأشد على الرحمن عتياً في كل زمان ومكان وعند رؤيتهم للنار والعذاب يقال لهم ( ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق ـالأ نعام 30) وهنا يقولون (ياليتنا نرد ونعمل غير الذي كنا نعمل ـ الأنعام 27)وهنا تسئلهم الملائكة (ألم يأتيكم رسل منكم يقصون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا ـ الزمر) وهذا هو سؤاله مالذي قال تعالى فيه(وقفوهم إنهم مسؤلون ).

وعن الحشر الأخير يقول عزوجل (يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً ذلك حشر علينا يسير ـق44)وذلك الحشر يون بنفخة البعث الثالثة وهي بعد نفخة الصعق فيبعث الخلق جميعاً من القبور ويقول تعالى عن أول نفخة الصعق وبداية نزول الملائكة للحرب مع إمام آخر الزمانهل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الأمر ـ )وهذه الملائكة تنزل لحشر الظالمين ومدد من الله تعالى للإمام آخر الزمان كما كان ببدر وهنا يأتي الفتح في يوم ترفع فيه التوبة فلا تقبل اقوله تعالى(قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولاهم ينظرون ـ السجدة29 ) وهذا هونفس قوله تعالى(يو تأتي بعض آيات ربك لاينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أوكسبت في إيمانها خيراـ الأنعام)وهنا (لم تكن آمنت من قبل) أي من قبل ظهور الإمام وإنتصار الله تعالىله وللمسلمين المؤمنين معه حيث لاينفع توبة بعد ذلك لأحد بعد بعثةالإمام وتكليم الموتى للناس كما في قوله تعالى(ولو أننا نزلنا إليهم الملائكةوكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلاً ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ـ الأنعام 111)وهنا تكليم الموتى للناس يدخل فيهرجعة عيسى عليه السلامكمافي قوله تعالى عن رجعته(وإن منهم لمن يؤمن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا ـ المائدة)والأية هنا تتكلم عن موتى كثيرون يرجعون لحاه والكلام مع الناس كما في قوله تعالى(وكلمهم الموتى)وأما حشرنا عليهم كل شيء قبلا وهذه الآية يبينها قوله تعالى (ولو أن قرآناًسيرت به الجبال أوقطعت به الأرض أو ُكلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييأس الذين آمنوا أن لويشاء الله لهدى الناس جميعاولايزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريباًمن دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لايخلف الميعاد ـ العد31)وهنا لو أداة إمتناع الإمتناع قبل وقوع الشرط والشرط هنا هو القرآن لو سيرت به الجنال أو قطعت به الأرض أوكُلم به الموتى فلن يؤمنوا ولن يؤمنوا كما قال تعالى (فلن يؤمنوا حتى يروا العذاب قبلا ـ ) وهذا العذاب هو حشرهم بالقرآن وعذابهم به وتسسير الجبال به وتكليم الموتي به ولا يعلم هذه الأسرا رإلا الإمام الذي يحي الله تعالى له عيسى عليهما السلام وكثير من الموتىبإذن الله تعالى ويشر كل شيء عليهم قبلاً بعد ذلك وتكون القيامةوهنا (حشرنا عليهم كل شيء قبلا ً)أيضاً تبين أن نفخة الصور الأولى قدنفخها الله تعالى وعملها إسرافيل بإذن الله وبدأت بدب الروح والحياة في الكون ليبأ الله تعالى خشرهم وهم لايشعرون أنه لم يبقى من عمر الدنيا إلا القليل .

و يحشر الله تعالى إليه المتقين وفداًكما في قوله تعالى (ويوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفداَ ـ مريم 85)وهنا إلى الرحمن هو لقاء يبدأ بالموت قال تعالى(من كان يرجوا لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم ـ العنكبوت )وهذا حشر إليه تعالى لقوله عزوجل ( ولئِن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون ـآل عمران) ثم بين الله تعالى أن حشر المكذبين من كل جيل وحقبة قبل الحشر الأخير والذي ينتهي بالقيامة ويكون بحشر فوجاً منهم وهذا الفوج من الغير منظرين كما بينا سابقاً وهنا يقول تعالى ( ويوم نحشر من كل أمةٍ فوجاً ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتى ولم تحيطوا بها علماً أم ماذا كنتم تعملون ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لاينطقون ـ النمل 83ـ85) وهنا الآية فيها دليل على أن الله ينتخب من كل أمة عتاتهم الظلمة المكذبين فيحشرهم لجهنم قبل القيامة وبلا إنتظار لقوله تعالى(ووقع القول عليهم بما ظلموا ـ النمل ) ولفظ "وقوع " تدل على العذاب لقوله عن الواقعة الكبرى فى آخر الزمان (وإن الدين لواقع ـالذاريات) وهذا الدين يقع بعذاب لقوله تعالى (إن عذاب ربك لواقع ماله من دافع ـالمعارج) ووقوع القول على الظالمين بعذابهم يتم بين الغير منظرين إلى أن يأتى يوم الوقت المعلوم فيقع القول على الدنيا كلها بظهور دين الله تعالى على الدين كله كما فى قوله تعالى (هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ) .

وهذا لا يتم إلا بالإمام الذى أوصى الله تعالى بخلافته هو وآبائه الأئمة فتسئل الامم عن هذه الوصية يقول تعالى(كل أمة تدعى إلى كتابها ) أى تحاسب على ما أمرهم الله به من أمر فتحاسب عليها كل الأمم لأنها آخر فرض يفترضه الله ليتمم به الدين كما وصى موسى بعيسى ومحمد "عليهم السلام " وكما وصى عيسى برسول الله "صلى الله عليه وآله " فى قوله تعالى(ومبشراً برسول يأتى من بعدى إسمه أحمد ـ الصف) أو كما وصى رسول الله "صلى الله عليه وآله" بإمارة أمير المؤمنين من بعده وبين أن الخروج على هذا المنهاج بالشورى وما هى إلا حكم الأكثرية مهى فاسقة في كل زمان ومكان لقوله تعالى(وإن كثيراً من الناس لفاسقون ت المائدة ) وعلى ذلك تكون الشورى في كل زمان هي رأي الأغلبية الفاسقة الجاهلة بدين الله تعالى في كل زمان وهذا إنقلاب في المنهاج القرآني و إ نقلاب على شرع الله قال تعالى فيه (وما محمد إلا رسول قد خلت الرسل من قبله أفائن مات أوقتل إنقلبتم على أعقابكم ـ آل عمران ) وذلك لأن المنهاج القرآني يبين أنه ملاخيار للخلق في إختيار خليفته من المخلوقين قال تعالى(وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة ـ الأحزاب ) وقال تعالى أن كل أمة بعث فيها نذير كما في قوله عزوجل(وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ـ ) وبمخالفتهم لرسولهم أوإمامهم الذي إختاره الله تعالى لهم يحشرهم الله إليه بعذاب وبوقوع القول عليهم حتى الوحوش كأمة من الأمم تحشر إليه تعالى و قال تعالى فيهم (وإذا الوحوش حشرت ـ التكوير5) وهذه الأمم التى تكلم الله تعالى عنها للحشر الأول ثم الثانى وهكذا حتى آخر الحشر الذى ورد فى مثال قرآنى عن سيدنا سليمان الذى قال تعالى فيه ( وحشر لسليمان جنوده من الجن والنس والطير فهم يوزعون ـ النمل 17) فكل أمة من الوحوش والحشرات والطير والأنس لها نذير لقوله تعالى(وما من دابة فى الأرض ولاطائر يطير بجناحيه إلاأمم أمثالكم ـ الأنعام 38) فهى أمم مثلنا يقضى الله فى أمرها ومظالمها يوم القيامة مثلنا .

وعن الحشر الأخير لكل بنى آدم الأرض كلها والسماء قال تعالى فيه(وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً ـ الكهف 47) وبروز الأرض هو للحساب والقضاء وذلك لقوله تعالى (يوم هم بارزون لايخفى على الله منهم شيىء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ـ غافر16) والبروز هو الظهور بعد الإستتار لقوله تعالى(لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ـ آل عمران154) وكذلك قوله تعالى (ولما برزوا لجالوت وجنوده ـ البقرة250) وبروز الأرض من المؤكد أنه يكون عند تبديلها كما في قوله تعالى (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار ـإبراهيم 48)وببروز الإنسان والأرض تبرز معهم جهنم كما في قوله تعالى(وبرزت الجحيم للغاوين ـالشعراء91)والخلاصة أنه بروز الخلق لله تعالى بعد إختفاء للحساب كما في قوله تعالى عن بروز الخلق جميعاً (وبرزوا لله جميعاًفقال الضعفاء لذين إستكبروا إنا كنا لكم تبعاً فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواءٌعلينا أجزعنا أم صبرنا مالنا من محيص وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحقووعدتكم فأخلفتكم ما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي ـ إبراهيم21ـ22)وهنا واضح من الهذا الحوار أنه بين المستضعفين والمستكبرين من جهة ومن جهة أخري بين الإنس والجنكما أثبتت الأية السلفة ذلك وهي فترة ماقبل المحاكمة وفي فترة بروز جهنم وقدومها إذا رأتهم من بعيد سمعوا لها تغيظاً وزفيرا لقوله تعالى(إذا رأتهم من كان بعيد ٍ سمعوا لها تغيظاً وزفيرا ـ )وبين تعالى لنا أن نفخة البعث الثانية نفخة طويلة كما بينا تبدأ بالحشر الأول لبني إسرائيل كما بينا في قوله تعالى (هو الذي أخلرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ـ الحشر ) ويحشر أول وفد للمتقين مع رسول الله صلى الله عليه واله بموته وقتل المؤمنين والعترة الطاهرة وتظل نفخة الصعق عاملة في العلم إلى أن يأتي وعد الآخرة وأوله ما فيه المسلمين الآن والذي ينتهي نهاية مأساوية بالكفر وأهله أعداء البشرية المدمرين للطبيعة والجمال بل وطبقة الأوزون التي نتنفسها ثم يكون وعد الآخرة لبني إسرائيل الذي قال تعالى فيه كما بينا (فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ـ الإسراء104) وفيها تكون واقعة مع الروم قال تعالى فيها كما كانت في أول الحشر اللآخر كذلك ذكرها القرآن لأنها ستتكرر في آخر الزمان لقوله تعالى(غلبت الروم في أدنى الأرض ـ الروم )ويكون أهل إيران لهم نصيب الأسد في إجهاض قوة هذة الدولة وهي الروم المتمثلة في عاد الآخرة (إمريكا ).

وإذا قال تعالى عن المجرمين (يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذٍ زرقا يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشراـ طه 102)وقلنا أن هذه النفخة الولى التي بدأت بإخراج اليهود من حصونهم لأول الحشر كما بينا .هنا لنا سؤال من هم المجرمين الذين قال تعالى فيهم (ثم لننزعن من كل شيعة ٍ أيهم أشد على الرحمن عتياَ ـ مريم)؟يقول تعالى مجيباًعلى هذا السؤال بأنه تعالى بين في كتابه العزيز أنهم أكابر مجرمي كل قرية الذين مكروا بالمسلمين لقوله تعالى فيهم (وكذلك جعلنافي كل قرية أكابر مجرميها ليمكروافيهاومايمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون ـ الأنعام 123)وهنا إذا فسد تأحوال الناس ولو عليهم أرزلهم وأفجرهم فيسلط الله تعالى هلى كل أمة أظلم منها حتى يعم الفساد في الأرض بالخروج على ولاية الله ورسوله وآ ل بيته فتنتشر الحروب والوبئة والمجاعات وشتى أنواع العذاب ولذلك قال تعالى( وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أومعذبوها عذاباً شديدا كان ذلك في الكتاب مسطوراَ ـ الإسراء58) وهنا لفظ عذاب إذا بحثنا في القرآن أين ورد سنعلم ماهو العذاب النازل على الأمة بغضب منه تعالى وبخروجهم على منهاج الولاية.

يبين الله تعالى أن العذاب لا ينزل إلا بعد بعثه الإمام المقيم للحجة علي الخلق كما في قوله تعالى (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ـ الإسراء15) والعذاب يكون بسبب الذنوب لقوله تعالى (قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُم ـ المائدة:18) وكذلك الأعراض عن ذكر الله تعالى لقوله عز وجل (وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداًـ الجـن17) وكذلك الظلم لقوله تعالى (وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً ـ الفرقان19) وهذا العذاب هو الأدنى في الدنيا قبل عذاب الآخرة لعلهم يتوبون من قريب لقوله تعالى (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون َـ السجدة21) وهذا العذاب يقع علي المشركين والمشركات والمنافقين والمنافقات كما في قوله تعالى (لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات ـ الأحزاب73) وقال تعالى (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً ـ الفتح6)
وهذا العذاب الواقع على الأمة كلها في الآخرين كما وقع على الأولين يأخذ أشكال متعددة من أول الهموم والحزن على ضيق المعايش إلى القتل قال تعالى في هم الأولاد والأموال (فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ـ التوبة55) وعذابه بالأولاد ينشغلون عنه ويصبح بلا عائل لأنه انشغل عنهم في شبابه لجمع الأموال بل والأموال ينشغل بجمعها عن حياته فتتحول حياته إلى عذاب وفي الآخرة عذاب أشد.
1. (ويأتي العذاب علي التعذيب والعمل في المهن الشاقة الحقيرة) كما فعل فرعون ببني إسرائيل في قوله تعالى (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ـ البقرة:49)
2. و (الجلد) والحبس عذاب قال تعالى فيه وفي عقاب الزانية الغير محصنة (فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ـ النساء25) وقال تعالى (وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ـ النور:2).
3. و (الحرق) عذاب قال تعالى فيه (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ـ النساء56).وهذا عذاب بالنار علي الأمه كلها من الدجال.
4. و (الهِرم) عذاب قال تعالى فيه (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ ـ البقرة96) وهنا الهرم مجازاً للأمراض المصاحبة له.والتي سينشرها الدجال وسط المسلمين.
5. وكذلك (القتل) عذاب قال تعالى فيه (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِم ـ التوبة14) وقال تعالى (قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُكْراً ـ الكهف87) وهذا هو ذو القرنين مما يدل على أنه هناك عذاب سيقع آخر الزمان بواسطة الإمام كما في قوله تعالى (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا ـ ًالإسراء15).
6. و (السجن) عذاب قال تعالى فيه وفي قصة يوسف عليه السلام (إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ـ يوسف25).وهذا بيان للعذاب بالسجن لأحرار الأمة من الثوار المسلمين أعداء الدجال الأكبر.

ومن هنا يتبين لنا أن العذاب الواقع على الأمة هو شتى أنواع البلايا والأوجاع والمؤامرات من حكامها كتسلطهم علي فئة يتهمونها بالإرهاب فيسجنونهم ويعذبونهم والأخرى بالحرب البيولوجية ونشر الأمراض الفتاكة بين جموع شعوبهم وبعلمهم وبمكر شديد كأنهم لا يعلمون. بل Ùˆ العدو يتسلط عليهم ليأخذ بعض ما في أيديهم Ùˆ هذا مصداق لحديث رسول الله صلي الله عليه وآله (قال يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قومٍ قط حتى يعلنوا بها إلا فشي فيها الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في سلفهم. ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا اخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم. ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا. ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم فاخذوا بعض ما في أيديهم. وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم – بن ماجة ج2 1332 – 1333).

وهذا كله بغضب من الله تعالى قال فيه تعالى (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً ـ الإسراء16) وتدميراً هنا بالمفعول المطلق وفيه دلالةً على شدة الدمار الواقع بهم وهذا الدمار يكون كما قال تعالى. "قبل يوم القيامة"
وقبل يوم القيامة يكون في زمان عيسى عليه السلام وإمام آخر الزمان معه عليه السلام كما في قوله تعالى عن رجعة عيسي عليه السلام (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ـ النساء159).
وببعثه الإمام ونزول عيسى عليه السلام ترفع التوبة كما في قوله تعالى (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ ـ الأنعام158) وهذا يكون قبل يوم القيامة.
وهذا العذاب يكون ورائه القيامة مباشرة ولذلك قال تعالي (حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضْعَفُ جُنْداًـ مريم75) ومن هنا نفهم أن هذه الأحداث كلها من أشراط الساعة التي قال تعالى فيها (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ـ محمد18) وأشراط الساعة ما بيناه سالفًا من غرائب القرآن وعجائبه وأشراط الساعة وهلاك الظالمين كما أهلك الله تعالى الأولين كما في قوله تعالى (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ـ محمد10) وهذا يحدث قبل القيامة.
ثم يقول تعالى (كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً)(الإسراء:58)
والكتاب له أم قال تعالى (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ـ الرعد39)
وأم الكتاب عند الله وهو اللوح المحفوظ .فيه كل صغير وكبير مستطر كما قال تعالى (وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ Ù€ القمر53) وقال تعالى (كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِين ٍـ هود:6) وكتب الأولين المنزلة من أم الكتاب واللوح المحفوظ فيه كل شيء مستطر كما في قوله تعالى )وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرائيلَ Ù€ الشعراء196-197) وهذه الصحف الأولي لها بينة قال تعال فيها (أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى طـه133) أي أن الصحف الآخرة لها مبين أيضًا وهو يأتي على رجل عنده علم من الكتاب كما في قوله تعالى (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ Ù€ الرعد43) والآية نزلت في أمير المؤمنين وهكذا إمام آخر الزمان سيكون عنده علم الكتاب كما قال أمير المؤمنين عليه السلام فيه (أنا فاتح كل علم والمهدي خاتم كل سر – موسوعة أحاديث أمير المؤمنين).

وعلم الكتاب فيه بينة ما في الصحف الأولي وما قاله تعالي في أهل الآخرة وهي بينة ما في الصحف الآخرة كما قلنا وذلك لأن الز‘بر الخاصة بالأولين قال تعالى فيها (وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ Ù€ الشعراء196) وقال تعالى في كتب الأولين (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ Ù€ القمر52-53). ولذلك عندما بين الله هلاك الأمم السالفة قال تعالى (أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ Ù€ القمر43) أي أن الناجى من حكمت الكتب الأولى ببراءته من الكفر والشرك ونقض العهد مع الله تعالى والهالك من حكمت عليه هذه الكتب بالهلاك وآخرها القرآن ولذلك قال تعالى (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ Ù€ القمر52) وقال تعالى في البشارة للمؤمنين آخر الزمان بالنجاة من الهلاك والاستخلاف في الأرض (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ Ù€ الإنبياء105)
ثم يقول تعالى (كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراَ ـ الإسراء:58)
وأما مسطورا أي مسطور بالقلم في اللوح المحفوظ كما في قوله تعالى (نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ـ القلم1) والكتاب يسطر بهذا القلم لقوله تعالى (وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍالطور1-3) وفي هذا الكتاب كل صغير وكبير مستطر كما في قوله تعالى (وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ ـ القمر53).
وكل كتب الله نزلت مسطرة بهذا القلم الذي أقسم الله تعالى به. وهنا( كان ذلك في الكتاب مسطورا) أي مسطور فيه ماسيفعله هؤلاء المجرمين بأمتهم وماستفعله الأمم بهذه الأمة مما فعلوه من كفر بالله تعالى ونفاق وخروج على ولاية ال بيت محمد صلى الله عليه واله ويتمتعون بالحياة الدنيا ويقول تعالى لهم ( كلوا وتمتعوا قليلاًإنكم مجرمون ـ المرسلات46)وهؤلاء لايرد بأسه تعالى عنهم كما بينا بنزول العذاب عليهم وعلى أمتهم قال تعالى(ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين الأنعام47) وهؤلاء المجرمين هم أعداء رسول الله ورسله في كل زمان وآخرهم قريش المحاربة لله تعالى ورسوله وقتلوا آل بيته صلى الله تعالى عليه وآله باسم الإسلام فقتلوا الحسين والحسن وأمبوهم أمير المؤمنين وكل آل بيت محمد تقريباً وهذا عاء لكل رسول من المجرمين كمافي قوله تعالى(وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا ًمن المجرمين وهؤلاء ينتقم الله تعالى منهم كما في قوله تعالى(إنامن المجرمين منتقمون ـالسجدة22)ويبدأ النتقام بنزول ملائكة العذاب مع الإمام فيقتلهم الله تعالى كما في قوله تعالى(يوم يرون الملائكة لابشرى يومئذٍ للمجرمين ويقولون حجراً محجوراَ ـ الفرقان 22)ثم تنكس رؤوسهم منالخزي الذي يصيبهم كما في قوله تعالى(ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ـ السجدة12)ثم تأتي الملائكة لتقرنهم بالأصفاد كما في قوله تعالى( وترى المجرمين يومئذٍ مقرنين بالأصفاد سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار ـ إبراهيم 49)ويساقون بهذه الأصفاد والسرابيل المقطرنة إلى جهنم هم لها واردون كما في قوله تعالى(ونسوق المجرمين ألى جهنم وردا ـ مريم86 ) وإذا كنا قلنا أن النفخة الأولى قد بدأت بالحشر الأول في أمتنا وتكون بداية النهاية هو الحشر الآخر لبنى إسرائيل كما بينا ويليها دولة القائم ثم نفخة الصعق الكبرى ويكون هذا هو يوم ميراث الله تعالى لملكه وخلقه الذي خلقه عزوجل كما في قوله تعالى( وله ميراث السموات والأرض ) وبعد القضاء على كل خلقه عزوجل يقولتعالى(لمن الملك اليوم ـ الزمر ) فلا يجيبه تعالى أحد فيقول تعالى(لله الواحد القهار).

ويبين لفظ( نفخ ) هنا وهو النفخ في الصور أنه بدأ تعالى الخلق بنفخة الحياة فقام كل الخلق بأمره كما في قوله تعالى(قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور ـ الأنعام 73) وهنا إن كان النفخ في الصور آخر الزمان فلمن الملك أول الزمان وهذا إعتقاد فاسد بأن الله تعالى ملكه يوم ينفخ في الصور آخر الزمان إنما الصواب أن ملكه تعالى بدأ تحركه بنفخة الصور والتي بها تحرك كل كتحرك بأمره تعالى كما أن قوله تعالى (يوم ينفخ ) يوم هنا هو الزمان وبدايته مع فتق الأرض عن السموات وبداية الخلق وعن آخريوم في الدنيا وأول الآخرة يقول تعالى أيضاً(لمن الملك اليوم ) أى أنه يوم واحد منذ بداية الخلق ونفخة البعث الأولى إلى نفخة الصعق ثم البعث الثاني في الآخرة ولذلك أهل الكهف ينامون ثلاثمائة سنة وتسعة ويقولون( لبثا يوماً أو بعض يوم ـ الكهف) وعُزير مائة سنة ويقول يوم أو بعض يوم وكذلك المنظرين منذ آدم وإلى يوم القيامة يقولون (إن لبثتم إلا يوما ـ طه) أي منذ الخلق الأول إلى البعث يوماً واحداً ولذلك يقول تعالى(كذلك كانوا يؤفكون) وتقوم عليهم الساعة وهم لايشعرون فيبرزون لله تعالى كما بينا لايخفى على الله منهم شىء كما في قوله تعالى(يوم هم بارزون لايخفى على الله منهم شىء لمن الملك اليوم لله الواحد القهارـ الزمر)وهذا هو يوم الوعيدالذي قال تعالى فيه (ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد وجائت كل نفس معها سائق وشهيد لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد ق20ـ22) أي حاد يبصر كل المغيبات التي لم يراهافي الحياة الدنيا وهذا يحدث فور موته مباشرة ًوسكوت نفيه وتخشب جسده وتحجر عيناه وتكون هذه هي نفخته سواء كان فرد أو جماعة أو دولة وذلك لأن لفظ وعيد جاء على عذاب الله تعالى الواقع على الناس وبدايته الموت قال تعالى (كل كذب الرسل فحق وعيد ـ ق2) وماداموا كذبوا الرسل فهم مستحلون لدماء الأنبياء وآل بيت النبوة و المسلمين وقد صرف الله تعالى لهم من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكراَكما في قوله تعالى(وكذلك أنزلناه قرآناً عربياً وصرفنا فيه من الوعيد اعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكراَ ـ 113) وعلى ذلك موت العبد قيامته كما قال صلى الله عليه وآله( من مات فقد قامت قيامته ) فإن كان من المنظرين أجل عذبه ليوماً أو بعض يوم كما بينا وإن لم يكن من المنظرين عجل له العذاب فيدخل النار فور موته ويوم تبدل الأرض غير الأرض يبرز للمحاكمة ويدخل ناراً أخرى ويساقون إلى جهنم زمرا كما في قوله تعالى(وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا ـ الزمر) فيردون جهنم وردا كما في قوله تعالى(ونسوق المجرمين إلى جهنم ورد ا ـ مريم86) وهنا السائق لهم ملائكة العذاب وأما الشهيد في قوله تعالى(وجائت كل نفس معها سائق وشهيد ـ ق ) الشهيد هنا الأول هوالله تعالى لقوله عزوجل ( ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضداَ ـ الكهف )

وعلى ذلك فالله تعالى كما قال (والله على كل شىء شهيد ) ثم تأتي شهادة كل رسول على أمته وأخرهم رسول الله صلى الله عليه واله لقوله تعالى(فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد عليهم ثم جئنا بك على هؤلاء شهيداـ النساء) ثم تأتي شهادة آل بيت محمد وأولهم أمير المؤمنين لما نزل فيه من قوله تعالى(أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ـ هود ) والآية نزلت في أمير المؤمنين كما في منتخب كنز العمال هامش مسند أحمد باب تفسير القرآن وهذا هو الحق ويأتى المنافقون للحرب مع الله ورسوله وال بيته بالمكذوبات فيقولون أنها نزلت في عبد الله بن سلام وهذه الآية مكية وكان إسلام بن سلام بالمدينة وكفى بهذا كذباًوإثماً مبيناَ ثم تأتي شهادة كل إمام على قومه كما في قوله تعالى (ويوم نبعث من كل أمة شهيداً عليهم من أنفسهم ـ النحل 89) ثم تأتى شهادة كل شهيد على قومه وقاتليه كما في قوله تعالى(ويتخذ منكم شهداء ـ ال عمران)ثم شهادة امة على أمة كأمة محمد على بقية الأمم لقوله تعالى(وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداَ ـ البقرة143)وإذا كان هذا هوالشهيد على الإنسان الذي يصاحبه إلى المحاكمة الإلاهية فإن هناك شهود آخرين يشهدون عليه وهم حواسه وأعضاؤه الذين قال تعالى في شهادتهم (ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون حتى إذاماجاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون ـ فصلت 20ـ21) وفي هذا اليوم الويل فيه للمجرمين كما في قوله تعالى (فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم ـ مريم37)

والنفخة الثانية هذه التي يهلك الله تعالىفيها كل خلقه من سموات سبع وأراضين سبع ومابينهما كل يأتوه تعالى داخرين أي منقادين مذلولين كما في قوله تعالى(ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات والأرض وكلٌ أتوه داخرين ـ النمل 87)وهذه هى نفخة الصعق التي يفزع منها كل المخلوقات فتصعقهم جميعاً إلا ماشاء الله من الشهداء الذين بينا أمرهم سالفاً يقول تعالىعن هذه الصاعقة (ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخري فإذا هم قيام ينظرون ـ الزمر68)وفي هذه النفخة يدك الله تعالى فيها الجبال فتصبح كثيباً مهيلا كما في قوله تعالى0فإذا نفخ في الصور نفخة ٌ واحدة وحملت الأرض والجبال فدكتا دكةً واحدة فيومئذٍ وقعت الواقعة ـ الحاقة 13ـ15)
وهذه النفخة الثانية قلنا أنها عاملة فينا من بعد نفخة الحياة فيقبض الله تعالى أفراد وأمم وينتقم الله تعالى منهم وينزع من كل أمة فوجاً ممن يكذب بأيات الله تعالى قال تعالى (ويوم نحشر من كل أمة فوجاً ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون ) فإذا وقعت الواقعة الكبرى قال تعالى(وحشرنا عليهم كل شيء قبلاً ما كانوا ليؤمنواـ الأنعام 111) وبين الحشرين كما بينا ينزل العذاب قبل يوم القيامة فيهلك الله تعالى أمم بأكملها وتختفي بلداناً بأهلها إلى أن تقع الواقعة الكبرى التى قال تعالى فيها (إذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة خافضةٌ رافعة إذا رجت الأرض رجا وبثت الجبال بثا فكانت هباءاً منبثا وكنتم أزواجاً ثلاثة ـ الواقعة ) وقبل هذه الواقعة كما بينا رجعة عيسى عليه السلام وكثير من الموتى كما في قوله تعالى وقد بيناه ( ولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أوكلم به الموتى ـ الأنعام) وهنا يرجع الموتى ويتكلمون وع الأحياء ويحاربون معهم كما كان المسلمون الأوائل يرون الملائكة في غزوة بدر فسمع أحدهم فارساً يقول أقدم حيزوم فلما سُئل المصطفى قال صلى الله عليه وآله هذا مدد السماء الرابعةوالبداية لهذة الواقعة الكبرى تكون بدك للجبال ثم يير غبارها وكأنه سرابقال تعالى(ويوم ينفخ في الصورفتأتون أفواجاوفتحت السماء فكانت أبوابا وسيرت الجبال فكانت سرابا ـ النبأ ) ويبدأ دكها المولى عزوجل فتصبح كالعهن المنفوش أي كالصوف المنفوش المصبوغ بصبغة ما ثم يذرها تعالى صفصفا أي مستوية ملساء قال تعالى(يوم تكون الجبال كالعهن المنفوش ــ القارعة5)
ويقول عزوجل (يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن ـ المعارج9)وبعد تحول السماء كالمهل وهو الرصاص المنصهر تنشق لقوله تعالى(وإذا السماء إنشقت ـ النبأ18) وتتحول الجبال لسراب بعد ذلك قال عزوجل ( يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا وفتحت السماء فكانت أبوابا وسيرت الجبال فكانت سراباَـ النبأ ) وهنا سراباً أي لاوجود لها بعد دكها وتحولها لما يشبه الغبار في ذراته فتصبح أثراً بعد أن كانت خبرا وذلك بنسفها كما في قوله تعالى(ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعاً صفصفا لاترى فيها عوجاً ولا أمتى ـ طه) ثم تبدل الأرض غير الأرض والسموات كما بينا .

والنفخة الثالث تأتي بعد ذلك للبعث والمحاكمة الإلاهية وهنا يقول تعالى( فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتسائلون فمن ثقلت موازينه فأولائك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولائك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ـ المؤمنون 102ـ103) وهنا روى أن الخلفية عمر قال لعمة رسول الله صلى الله عليه وآله إعملى فلن يغني عنك محمد شيئاً فجائت رسول الله تبكي فصعد صلى الله عليه وآل المنبر وقال ما بال أقوام يؤذونني في أهل بيتي ألا إن كل الأنساب مقطوعة يوم القيامة إلا نسبي وصهري ..........الحديث ) ويبين تعالى أن القاعدة العامة هي إلحاق الذرية المؤمنة بأهلها المؤمنون قال تعالى( والذين آمنوا وعملوا الصالحات وأتبعتهم ذريتهم بإحسان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء ـ الطور 21 ) أي أن آلبيت النبوة هم المصطفين من أولاد المصطفين من الأنبياء والمرسلين وهذا عموم القاعدة وشواذها إبن نوح الكافر وجد إبراهيم آزر وأما قوله تعالى عن النفخة الثالثة ( فمن ثقلت موازينه فأولائك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولائك الذين خسروا أنفسهم ـ المؤمنون 102 ) تبين هذه الآية أن الله تعالى ينصب الموازين لهذا اليوم لميزان أعمال البشرية كما في قوله تعالى( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفي بنا حاسبين ـ الأنبياء) وهذا هو ميزان لأعمال الناس والخلق وهذا الميزان وضع مع النفخة الأولى لبيان أن الله تعالى أحصى كل شيء خلقه من الخلق وأعمالهم قال تعالى(والسماء رفعها ووضع الميزان ـ الرحمن) فتبدأ النفخة الأولى مع وضع الميزان الذي يُحصى فيه كل شيء نساه المخلوق ولا ينساه الخالق كما في قوله تعالى (أحصاه الله ونسوه ـ المجادلة) ويبدأ الإحصاء مع أول الخلق كما بينا يقول تعالى(والسماء وفعها ووضع الميزان ) وهنا وضع الميزان كان مع بداية الخلق ونفخة الخلق الأول التي قام بها كل شيء بأمر الله تعالى فتحرك وفقاً لمنهاج وقوانين وقواعد لايخرج عليها ونواميس لاتتبدل ولاتتغير فبدأت بالنفخة الأولى التي قال تعالى فيها عن لآدم بعد خلق كل ما يحتجه سواه تعالى ثم نفخ فيه كما في قوله تعالى(فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ـ الحجر 29 ) وهنا خلق الله تعالى الخلق جميعاً والأمر كان بالسجود لأدم فقط كما في قوله تعالى (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة إسجدوا لأدم ـ الأعراف11) وهنا خلقناكم أي خلقناكم جميعاً وكان هذا الخلق بجنة عدن المعدة أصلاً لذلك وذلك لقوله تعالىفي بيان أنها جنة الحياة الدنيا( جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا لا يسمعون فيها لغواً إلا سلاماً ولهم فيها رزقهم بكرة وعشيا ـ مريم 61 ـ62 ) وهنا بكرة وعشيا بينت أنها في فترة الحياة الدنيا وذلك لقوله تعالى عن تعذيب فرعون وملئه في الناربالحياة الدنيا (النار يعرضون عليها غدواً وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ـ غافر 46 ) وفيها كان آدم وزوجه وقصتهما مع إبليس ومنها طردوا جميعا وهبطوا إلى الأرض قال تعالى (وقلنا إهبطوا منها جميعا بعضكم لبعض عدوـ البقرة) وكل من جاء عليه الدور في الإختبار أنزله الله تعالى للحياة الدنيا بطريقة الخلق العادية من ذكر وأنثي ليخلق بهذا الجسد الطيني الأرضى بعدما كان بطينة أرضية أخري علوية ليس فيها عورة ولا سوءة وعندما أكل آدم عليه السلام بدت سوءته وظهر هذا الجسد الطيني الذي نراه ويحول بيننا وبين رؤية كل المغيبات والتصوير يأتي بعد ذلك في الأرحام لمن جاءه الدور في الإمتحان الإلهي بالحياة الدنيا ولذلك يأتي التصوير بعد ذلك في الأرحام لقوله تعالى( هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء ـ آل عمران ) فتبدو العورات والجسد الطيني الأرضي بهيئته المشاهدة المعروفة وتبدو مع هذا الجسد الحاجات والشهوات والبغي وظلم لسد إحتياجاته من ملبس ومأكل ومنكح وهذا ما عافى الله تعالى منه آدم في جنة عدن حيث قال تعالى له (إنك لا تجوع فيها ولا تعرى وإنك لا تظمىء فيها ولا تضحى ـ طه) ثم يقول تعالى (فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وورى عنهما من سوآتهما ـ الأعراف) وهنا بدى الجسد الطيني بهيئته الحاليه وبطينته الأرضية السفلى أي أن هناك جسد آخر بطينة علويه تبدوا مرةً أخرى بعد الموت.ٍ

وأما جنة الفردوس فهى جنة ما بعد القيامة المعدة لمن نجى من إختبار الله تعالىالأرضي بالجسد الطيني السفلى وتلك الجنة هى الأبدية والجنة العالية والخلود فيها ومحرم على إبليس وحزبه دخولها ولكي يبين لك الله تعالى مدى عظمتها يأتينا عزوجل بجنة عدن إستراحة المؤمنين في الحياة الدنيا لقيام الساعة في حوالى إحدي عشر موضع بالوصف والتفصيل لكي تعلم أن هذه هى جنة الحياة الدنيا فما بالكم الفردوس الأعلى الذي قال فيه صلى الله عليه وآله إذا سئلتم الله تعالى فاسئلوه الفردوس الأعلى وهي جنة لايوجد فيها غدواً ولا عشياً كما بين تعالى في جنة عدن بل هى كما قال تعالى ( ظلاً ظليلاَـ النساء)وظلاً ظليلا لأنه لايوجد فيها شمس ولازمهريرا من قوله تعالى( متكئين فيها على الأرائك لايرون فيها شمساً ولا زمهريرا ـ الإنسان13)وهنا لايجدون شمس ولا زمهريرا لقوله تعالى ( وجمع الشمس والقمرـ القيامة) أي يجمعان فيلقيان في جهنم لتزداد سعيرا كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وآله . ووحدة الفظ بين النفخ في الروح والنفخ في الصور تبين أن نفخة الحياة بدأت بأول نفس تنفسه الإنسان فقام لله تعالى وآخرها بنهاية آخر نفس يتنفسة مخلوقات الله تعالىجميعاً وبهم ينتهي الخلق ثم لقاء الله تعالى كما بينا .

وأخيراً أخي المسلم بعد قراءة هذا المؤلف الذي هو بمثابة إثبات انه معجزة الرب تبارك وتعالى ويبان أن القرآن هو كتاب الله المعجز المبين لبعضه بعضاً وبنظام محكم وصدق الله تعالى إذ يقول (كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ـ فصلت) وقد بين الله تعالى هنا معضلات إحتار فيها كثير من السلف والتي كان يعرفها آل بيت محمد الذين هم أعلم بطرق السماء أكثر من طرق الأرض كما قال أمير المؤمنين كرم الله تعالى وجهه وفي هذا بلا غاً للعالمين حتى لاتقولوا(إناكنا عن هذا غافلين ـ لأعراف 172)أو تقولوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله (ما جائنامن بشيرولانذير ـ المائدة19) ولكن قال تعالى(إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد ـ سبأ46) ويقول تعالى عن هذا العذاب ( وما هى من الظالمين ببعيد ـ هود83)(وإن رحمة الله قريب من المحسنين ـ )(وقل للذين لايؤمنون إعملوا على مكانتكم إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون ـ هود 122)( فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم ـ الزمر 40). أهـ.
هذا بالله التوفيق وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب أهـ
خالد محيي الدين الحليبي


 Ø¹Ø±Ø¶ التعليقات
لا توجد تعليقات!
 Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© تعليق
الإسم: *
البلد:
البريد الإلكتروني:
التعليق: *
التحقق اليدوي: *