دخلت غرÙØ© المعلمين ÙÙŠ ساعة Ù…Øددة ØŒ ووجدت أن الوضع قد اختل٠هذه المرّة؛ Ùقد كان ثلاثة من مدرسي الدين واللغة العربية جالسين إلى
جانب مدرسنا، وقد أضÙت الوجوه العابسة ÙˆØ§Ù„Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ø§Ù„ØºØ§Ø¶Ø¨Ø© صمتاً مطلقاً ØŒ زاد من الرهبة التي تسود جو الغرÙØ©.
دخلت الغرÙØ© متوكّلاً على الله وواثقاً بنصرة أهل البيت عليهم السلام ..
قدم لي الاَستاذ سائر المدرسين وابتسم قائلاً: لقد أطلعتهم على قضية نقاشناً ØŒ ورأوا من المصلØØ© المشاركة ÙÙŠ هذا اللقاء.
واصلت Øديث الاَسبوع الماضي بتقديم مسرد يتضمن أسماء التÙاسير والمÙسرين الذين ذكروا أن الآية المذكورة نزلت بشأن علي عليه
السلام.
Ùجأة ØµØ§Ø Ø£Øد المدرسين بØدّة وقد بدأ الغضب ظاهراً عليه: لكن العلامة الكبير إبن تيميّة لا يقر بمثل هذا التÙسير للآية على الاÙطلاق، وهو
يخطىء الشيعة!
قلت: إن لم تكن له نوايا سيئة ØŒ ولا يضمر العداء لاÙهل البيت عليهم السلام ØŒ Ùهو مخطىء ÙÙŠ هذا المجال قطعاً، Ùهل من الممكن أن يكون
جميع العلماء الكبار والمØققون المتعمقون وأكابر Ù…Ùسري القرآن الكريم الذين يجمعون كلهم على قضية واØدة مخطئين، وابن تيمية ÙˆØده على
صواب؟ ثم إننا نرد على كل اعتراض من خلال الاستدلال بالقرآن والسنّة، وأنتم أيضاً اعرضوا مؤاخذاتكم Ùإن عجزت عن الاÙجابة عليها
ÙŠØÙ‚ لكم Øينئذ إدخال ابن تيمية ÙÙŠ الØديث، Ùما معنى أن تØشره ÙÙŠ الØديث بدون أي مقدمات؟ دهش من شدّة جرأتي، والتÙت إلى أستاذنا
وهو مضطرب وقال: أنا أتعجب منك كي٠تصغي لكلام Ø·Ùل؟! وتجعل اعتقادك العوبة بيد الشيعة؟
Ø£Øب أن انبهك إلى أن هؤلاء لديهم مصØ٠خاص اسـمه « مصØÙ Ùاطمة عليها السلام » (1) ØŒ وهم لا يعترÙون بالخلÙاء، ÙˆØتى أن
لهم رأي آخر ÙÙŠ الرسول صلى الله عليه وآله Ù†Ùسه، Ùهم يعتقدون أن جبرائيل أخطأ Ù€ والعياذ بالله Ù€ Øين نزل على الرسول صلى الله عليه
وآله وإنما كان يجب أن ينزل على علي (2) ØŒ وهم يرÙعون علياً إلى مرتبة الاÙلوهية ØŒ وهم... وأخذ ينسب التهم والاَكاذيب
والاَÙتراءات إلى الشيعة.
أيد الشخصان الآخران كلامه ، وأخذا يرددان أقواله بإسلوب أهدأ.
لم يداخلني أي ذعر من هذا الموق٠، لاÙنهم لم يكونوا قادرين على إبداء أي رد Ùعل سوى الكلام، وشعرت من جانب آخر بالبهجة لاَنهم لم
يدخلوا ÙÙŠ النقاش بالمنطق والاستدلال، وإنما انتهجوا إسلوب العربدة ÙˆØ§Ù„ØµÙŠØ§Ø Ù„Ù„ØªØºÙ„Ø¨ عليَّ، ولهذا أصغيت لثرثرته وكلامه الÙارغ، وبقيت
أتربص الÙرصة لاَهجم.
كان أستاذنا ÙÙŠ غاية الاÙستياء والقلق كما يبدو على ظاهره، والتÙتَ إليهم قائلاً: لم تخبروني أنكم تبغون العراك وإلا لما دعوتكم، Ùما
الداعي للصياØØŸ أنظروا ولاØظوا كي٠أن هذا الطÙÙ„ØŒ وهو ÙÙŠ نظري أستاذ، كي٠يرد عليكم؟ Ùلماذا تريدون إسكاته بالاÙهانة والاÙستخÙاÙØŸ
هذا الاÙسلوب غير صائب للبØØ« والنقاش، كان من المقرر أن تدخلوا هذا اللقاء بمودّة وأن تناقشوا برزانة وبرهان، ولكن مع الاَس٠هاجمتموه
بشراسة، وتريدون الاÙستيلاء على زمام الموق٠بدون استثمار الوقت.
قلت: يا أستاذ دعهم يتØدثون Ùإني أراهم Ù…Øقّين ÙÙŠ بعض أقوالهم.
أخذتهم الدهشة بغته وظلّوا يترقبون مني مواصلة الØديث.
إستأنÙت Øديثي قائلاً: الØÙ‚ معه، Ùإن إلهنا غير إلهكم!! ونبيّنا غير نبيّكم!! وقرآننا غير قرآنكم!! وإمامنا وخليÙتنا غير
خليÙتكم!!
إلتÙت المعلم Ù€ الذي لم أكن أعر٠اسمه وقد بان على وجهه الغضب Ù€ إلى أستاذنا وقال: ألم أقل لكم أن لهؤلاء ديناً آخر، ÙˆØتى عقيدتهم
بالله تختل٠عن عقيدتنا!! ها هو قد اعتر٠بلسانه.
هؤلاء Ù€ وبطبيعة الØال Ù€ لا يزيلون اللثام عن واقع معتقداتهم بهذه السهولة بل يتمسّكون بالتقية، ولكن يبدو أنه قد وضع التقية جانباً.
قلت: نلتزم التقية ÙÙŠ المواطن التي تتعرض Ùيها النÙس للخطر، وهي أمر مرغوب Ùيه من وجهة نظر القرآن والعقل والنقل، وليس الآن
مجال الخوض Ùيها، ولكنني سأبرهن لكم ÙÙŠ Ù…Øلّه أنّ التقية Øكم إسلامي صØÙŠØ ØªÙ…Ø§Ù…Ø§Ù‹ ويتطابق مع موازين القرآن والسنّة والعقل، ولكننا الآن
بصدد موضوع آخر.
قال لي الاَستاذ: واصل Øديثك الاَصلي، ماذا تقول ÙÙŠ الله والقرآن والرسول؟
عقيدتنا ÙÙŠ الله
قلت: ربّنا الله الذي ( ليس كمثله شيء ) (3) ، وليس له شبيه، ولا هو بجسم، ولا تدركه الاَبصار ( لا تدركه الاَبصار وهو
يدرك الاَبصار ) (4) ونعتقد أنّه لا يراه Ø£Øد لا ÙÙŠ الدنيا ولا ÙÙŠ الآخرة Ø› لاَنه لا هيئة له ولاشكل.
قال موسى عليه السلام : « ربّ أرني أنظر إليك، ( قال لن تراني ) (5) ØŒ Ùˆ« لن » هنا تÙيد التأبيد، ثم أوØÙ‰ إليه: (
ولكن انظر إلى الجبل Ùإن استقر مكانه Ùسو٠تراني ) (6).
Ùدك الجبل لما تجلى ربّÙه، وخر موسى على الاَرض صعقاً، إننا نعتقد أنه لا يتسنى لاَØد الوقو٠على Øقيقة الله Øتى وأن جمع علوم الاَولين
والآخرين، وأن الله تعالى لا ÙŠØده شيء Ùهو الاَول والآخر، والظاهر والباطن ØŒ وأن كل من يبغي إدراكه Ù€ تعالى Ù€ بوهمه وخياله ØŒ Ùهو لا
يدرك سواهما شـيء.
عقيدة أبناء السنة ÙÙŠ الله
أما أنتم أيها الاخوة الاَعزاء من أبناء السنّة؛ Ùعقيدتكم ÙÙŠ هذا المجال تغاير نص القرآن تماماً ØŒ لاَنه تعالى ينÙÙŠ إمكان رؤيته بالمرّة، ولكنكم
تعتقدون أنه يكش٠عن ساقه للمؤمنين يوم القيامة ØŒ وأن Ùيها علامة خاصّة (7).
أنتم تصورتم أن الله جسم (8) ØŒ وأي جسم ! يضØÙƒ ويمشي (9) ØŒ وله يدان ورجلان (10)!! وينزل كل ليلة من السماء إلى
الدنيا (11) !! ÙˆÙÙŠ يوم القيامة Øين تطلب جهنم من الله ملأَها؛ لاَنَّ Ùيها متّسعاً من المكان، يضع رجله Ùيها Ùتمتلىء وتقول: قط قط
قط » (12).
بالله عليكم ما هذه الجرأة على الله، وما بذاك تريدون؟ Ùهل تجوز مثل هذه السخرية بالله جلّت عظمته؟! ما بالكم لو سمعت الاَمم الاَخرى
بمثل هذا الكلام، ألا يمقتون الله ورسوله والاÙسلام؟! ما الذي يدÙعكم إلى وص٠الله بأنه جسم متØرك له عواط٠ذاتية وصÙات مادية؟!
Ùإن كان هذا تصوركم عن الله، سو٠لا يكون رأيكم بالرسول صلى الله عليه وآله والقرآن Ø£Øسن Øالاً مما وصÙتم به الله تعالى.
وخلاصة القول: هو إني واصلت الØديث وبكل جرأة وإقدام، Øتى أني تعجبت لذلك Ùيما بعد ØŒ وأيقنت أن ذلك كان مني بإلهام وتسديد من
الله تعالى.
ÙˆÙجأة قطع Ø£Øد الØاضرين من هؤلاء Ù€ وكان كلامي قد بهته Ù€ قائلاً لي: هل أنت ØªÙ…Ø²Ø Ø¹Ù†Ø¯Ù…Ø§ تنسب ذلك إلينا؟
قلت: عذراً، إن كل ما ذكرته مسطور ÙÙŠ صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠØŒ وهو الكتاب الذي ترون له المنزلة بعد القرآن، ولا يأتيه الخطأ والباطل
وتØسبونه سند السنّة، وتأخذون عنه الاَØكام، وتعتقدون أن كل ما بين دÙّتيه صØÙŠØ Ù…Ø§Ø¦Ø© بالمائة بلا زيادة أو نقصان! وأنا الآن لا أستØضر
أرقام تلك الصÙØات، ولكني سأتيكم غداً بتÙاصيل ذلك مع أرقام صÙØاتها.
قال آخر: كي٠لنا أن نعلم بأن كلامك ينطبق على ما ÙÙŠ صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠØŸ Ùرّبما إنك لم تستوعب ما Ùيه بنØÙˆ صØÙŠØØŒ أو لعلك تسخر منا!
قال الاَستاذ: كونوا على ثقة بأن كلامه صØÙŠØ Ù…Ù† غير شك، وأن ما قاله موجود قطعاً ÙÙŠ صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠØŒ لقد كان كلامه Øتّى الآن قائماً
على الاÙستدلال والمنطق، وهو اليوم لا يقول هذا اعتباطاً.
قلت: يا أستاذ، أرجو Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ù„ÙŠ بمواصلة كلامي لاÙجل استثمار الوقت على Ø£Ùضل ما يكون.
قال: تÙضل تكلم.
قلت: لقد تØدثت٠عن الله تعالى بإشارة إجمالية، وإلا Ùكل واØدة من هذه النقاط وردت ÙÙŠ رواية Ù…Ùصّلة وطويلة ÙÙŠ صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠØŒ مما لا
ÙŠØضرني الآن رواية جميعها، لكن أشير إلى رواية واØدة منها Ùقط على سبيل المثال، وليعلم الاخوة إنني لم آت بهذا الكلام من عندي، بل ورد
كل ما أقوله ÙÙŠ صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ والصØØ§Ø Ø§Ù„Ø§ÙŽØ®Ø±Ù‰ عند أبناء السنّة.
نقل أبو سعيد الخدري رواية طويلة عن رسول الله صلى الله عليه وآله يقول Ùيها: «...سمعنا منادياً ينادي ليلØÙ‚ كل قوم بما كانوا
يعبدون وإنما ننتظر ربنا، قال: Ùيأتيهم الجبار ÙÙŠ صورة غير صورته التي رأوه Ùيها أول مرة Ùيقول أنا ربكم، Ùيقولون أنت ربنا ØŒ Ùلا يكلمه
إلاّ الاَنبياء، Ùيقول: هل بينكم وبينه آيه تعرÙونه! Ùيقولون: الساق، Ùيكش٠عن ساقه Ùيسجد له كل مؤمن ». (13) أليس هذا هو
الله الذي يص٠ذاته ÙÙŠ القرآن الكريم بالقول: ( وما كان لبشر أن يكلّمه الله إلاّ ÙˆØياً أو من وراء Øجاب ) (14).
كلا، قسماً بالله ØŒ هذا إله غيره صاغته أوهام وتصورات الرواة الكاذبين، ولا يمت إلى الØقيقة بصلة، ÙˆÙÙŠ صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ رواية منكرة
منقولة عن أبي هريرة، تثير الدهشة والسخرية Øقاً، ولا أدري كي٠تعولون على صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ مع وجود هذه الروايات Ùيه؟ ينقل بشأن
النبي موسى عليه السلام رواية عجيبة Ùيها إهانة له بل ÙˆÙيها أكبر استهانة بالله عز شأنه.
يقول أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : « كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراةً ينظر بعضهم إلى بعض ØŒ وكان موسى
يغتسل ÙˆØده، Ùقالوا : والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلاّ أنه أدر Ùذهب مرة يغتسل، Ùوضع ثوبه على Øجر ØŒ ÙÙر الØجر بثوبه، Ùخرج
موسى ÙÙŠ إثره، يقول : ثوبي يا Øجر! Øتى نظرت بنو إسرائيل إلى موسى Ùقال: والله ما بموسى من بأس٠وأخذ ثوبه ÙØ·ÙÙ‚ بالØجر
ضرباً، Ùقال أبو هريرة: والله إنه لندب بالØجر ستة أو سبعة ضرباً بالØجر » (15).
وأنا هنا لا أبغي التعليق على هذا الخبر ولكن أيها السادة المØترمون! هل Øقاً أن هذا الكتاب هو الصØÙŠØ Ø§Ù„Ø°ÙŠ لا يأتيه الباطل من بين يديه
ولا من خلÙه؟ وعلى كل Øال Ùإن المواضيع ÙÙŠ هذا المجال كثيرة، وبما أن الوقت لا يسمØØŒ Ùإني أود تناول موضوعين أو ثلاثة مواضيع
اخرى.
هذه عقيدتنا بالله تعالى، ولا بأس بعقد مقارنة بين نبيّنا ونبيّكم ÙÙŠ الÙصل اللاØÙ‚!.
عقيدتنا ÙÙŠ النبي صلى الله عليه وآله
نبينا Ù…Øمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله Ø£Ùضل وأسمى وأكمل إنسان خلقه الله تعالى، هو خيرة الاÙنبياء وسيّدهم، وقدوة الاولين والآخرين،
وأشر٠الخلائق والكائنات أجمعين، Ùهو العبد الذي اصطÙاه الله وخلق لاَجله جميع الكائنات، وقال عنه كما ورد ÙÙŠ الØديث القدسي: «
لولاك ما خلقت الاَÙلاك » (16) ØŒ وهو الذي بلغ مرتبة ( دنا Ùتدلّى Ùكان قاب قوسين أو أدنى ) (17) وهي المرتبة التي لم
يبلغها نبي مرسل ولا ملك مقرّب، وهي المرتبة التي تركه جبرئيل الاَمين مع علو منزلته ÙÙŠ هذا « الدنو » لوØده ولم يستطع مراÙقته،
وقال : إنه لو اقترب قيد أنملة لاØترق، وهو من وصÙÙ‡ الله بأنّه ( رØمة للعالمين ) (18) ØŒ وقال Ùيه:( وانك لعلى خلق عظيم
) (19).
هو النور الساطع ÙÙŠ عالم الوجود الذي أرسل بشيراً للصالØين ونذيراً للمÙسدين: ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً
وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ) (20).
ونØÙ† نذهب إلى أبعد من ذلك Øيث نعتقد بأنه النبي الذي جعلت له النبوة من يوم خلقة آدم، بل أول ما خلق الله نوره، وأنه كان نبياً ÙÙŠ وقت
كان Ùيه آدم بين الماء والطين، Ùقد ورد عنه صلوات الله عليه وآله أنه قال: « كنت نبياً وآدم بين الماء والطين » (21) ØŒ وهو
معصوم من جميع الاَخطاء والذنوب صغيرها وكبيرها، ومن الزلل والنسيان، ومن ينسب إليه الهذيان والنسيان خصمه القرآن، وقوله مخالÙ
لكلام الله الذي وص٠به الرسول صلى الله عليه وآله : ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ ÙˆØÙŠ يوØÙ‰ ) (22).
وإذا اعتبرناه كسائر من يخطأ وينسى من الناس نكون قد أسأنا إليه أيّما إساءة، إذ لم نعرÙÙ‡ ØÙ‚ معرÙته، وإن اعتبرنا أنÙسنا أتباعاً له ØŒ Ùهل
يمكن أن يكون مبعوثاً عن الله ثم يسهو أو يهذي، نعوذ بالله؟
إن الØديث عن رسول الله ليس بالاَمر اليسير، وهو الذي خضعت له رقاب الملائكة المقرّبين، وباهى خالق٠الكون بخÙلقه العظيم، Ùإن كل ما
نقوله ÙÙŠ وصÙÙ‡ ليس إلاّ بمثابة القطرة ÙÙŠ البØر، وإننا لم نعرÙÙ‡ قط كما ينبغي.
قال علي عليه السلام ÙÙŠ وص٠هذا الاÙنسان الÙØ°ØŒ وصÙوة الوجود، ووسيط رب العالمين: « إن الله تبارك وتعالى خلق نور Ù…Øمد صلى
الله عليه وآله قبل أن يخلق السموات والاَرض والعرش والكرسي ÙˆØ§Ù„Ù„ÙˆØ ÙˆØ§Ù„Ù‚Ù„Ù… والجنة والنار، وقبل أن يخلق آدم ونوØاً وإبراهيم وإسماعيل
وإسØاق ويعقوب وموسى وعيسى وداود وسليمان... وقبل أن يخلق الاÙنبياء كلهم » (23).
عقيدة بعضهم ÙÙŠ النبي صلى الله عليه وآله
هذه هي عقيدتنا بالنبي الكريم، وأما عقيدة البعض Ùهي الهبوط به إلى أدنى من مستوى الاÙنسان العادي، والاÙستهانة به ونسبة الكذب واللهو
والنسيان والهذيان إليه، وهذا والله لا ينطبق على نبيّنا، الذي: ( وما ينطق عن الهوى ) (24) ØŒ والذي وجوده رØمة إلآهية ممتدة
ظلالها على الخلائق إلى يوم الØشر.
قال Ø£Øد الØاضرين Ù€ وكان شخصاً هادئاً نسبياًـ بلهجة تنم عن الشكوى والتذمّر: Ù†ØÙ† أيضاً نعتقد بمثل هذه الصÙات للرسول صلى الله عليه
وآله ØŒ ولا نقول ÙÙŠ وصÙÙ‡ بهذا الهراء أبداً، ولكن هل لك أن تخبرنا من أين جئت بهذا الكلام؟ Ùمن ذا الذي يص٠الرسول صلى الله عليه
وآله ـ والعياذ بالله ـ بالجهل؟
قلت: من المؤس٠أن الوقت ضيّق، وليس أمامي سوى الاÙشارة إلى بعض الموارد، إن النبي عندكم يأتيه النسيان أثناء الصلاة Ùيصلي ركعتين
بدل الاَربع! (25) يث وينام ÙÙŠ المسجد، وبعد إلاستيقاظ يصلّي بلا وضوء (26).
ويسب شخصاً من غير ذنب أو جريرة ارتكبها (27). ويÙجنب ÙÙŠ شهر رمضان ØŒ ويقضي صلاة الÙجر (28) ØŒ وأن النسيان يستولي
عليه إلى Øد ينسى Øتّى القرآن، وأنه سمع ÙÙŠ Ø£Øد الاَيام رجلاً يقرأ القرآن ÙÙŠ المسجد، Ùيقول: رØمه الله ذكرني بآيات كنت قد ØØ°Ùتها من
هذه السورة وتلك!!
(ورويتم أنه) يهذي من شدّة المرض إلى Øد يقول Ùيه عمر بن الخطاب: إنه يهجر، Ùقد قال ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله :« ائتوني بالكت٠والدواة أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، Ùقالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وآله يهجر » (29).
والاَكثر من هذا أنكم تصÙون النبي بأنه شخص لا يمنعه الØياء من أن يقول لرجل سأله عمن يجامع ثم يكسل هل عليهما الغسل؟ Ù€ : اÙني
لاَÙعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل (30).
قسماً بالله Ù†ØÙ† لا نرتضي لمثل الرسول صلى الله عليه وآله أن يكون إنساناً عادياً ØŒ Ùما بالك بتلك المرتبة الرÙيعة.
Ùجأة تعالت صيØات الاÙØتجاج: ما هذا الكلام الذي تقوله؟ ومتى كانت لنا مثل هذه المعتقدات؟ إنّك بقولك هذا تسيء إلى الرسول صلى الله
عليه وآله و...؟
قلت: إهدأوا، Ùإني لا أسيء إلى الرسول، بل إن عمر بن الخطاب خليÙØ© المسلمين هو الذي وصÙÙ‡ بالهجر، أن صØÙŠØÙŠ مسلم والبخاري هما
اللذان يتØدثان عنه بمثل هذا الكلام، Ùأمامكم خياران إما التخلي عن صØاØكم وإما الاÙعترا٠بسوء موقÙكم أزاء الرسول صلى الله عليه
وآله.
أليس هذا البخاري هو الذي نقل عن عائشة أنها قالت: « إن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان ÙÙŠ أيام منى تدÙÙان وتضربان ØŒ والنبي
عليه السلام متغش بثوبه Ùانتهرهما أبو بكر ØŒ Ùكش٠النبي صلى الله عليه وآله عن وجهه وقال: دعهما يا أبا بكر Ùانها أيام عيد....
» (31).
أنتم تصÙون الرسول Ù€ والعياذ بالله Ù€ بعدم الØياء، Ùقد ورد عن عائشة أنها قالت: « كان رسول الله صلى الله عليه وآله ÙÙŠ بيتي ØŒ كاشÙاً
عن Ùخذيه أو ساقيه ØŒ Ùاستأذن أبو بكر Ùأذن له وهو على تلك الØال، ÙتØدث ثم استأذن عمر Ùأذن له وهو كذلك، ÙتØدث ثم استأذن عثمان
Ùجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسوى ثيابه، Ùلما خرج قالت عائشة : دخل أبو بكر Ùلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عمر Ùلم تهتش له
ولم تباله، ثم دخل عثمان Ùجلست وسويت ثيابك، Ùقال: ألا استØÙŠ من رجل تستØÙŠ منه الملائكة » (32).
وكتبكم ØاÙلة بمثل هذه الاÙÙتراءات على الرسول! Ùهل تريدون دعوة الناس إلى الاÙسلام وإلى القرآن بمثل هذا الرسول؟ أي تÙكير هذا؟ وما
هذا السلوك الخاطىء Øيال أكمل إنسان على الاَرض؟
دق جرس الدرس Ù€ وللاَس٠ـ قبل أن أنهي كلامي، وقد رأيتهم بهتوا والكلمات قد جÙّت على Ø´Ùاههم Ùصاروا يتمنون من الله أن ينتهي كلامي
بأي Ù†ØÙˆ ممكن وينÙضّ اللقاء، ولكن بقي ÙÙŠ Ù†Ùسي شيء إلى اليوم وهو أنني لم استطع التنÙيس أكثر عمّا ÙÙŠ قلبي (33).
____________
(1) روي عن Øمّاد بن عثمان انّه سأل الاÙمام الصادق عليه السلام عن مصØÙ Ùاطمة عليها السلام ØŸ Ùقال عليه السلام : إنَّ الله تبارك
وتعالى لمّا قبض نبيّه صلى الله عليه وآله دخل على Ùاطمة عليها السلام من ÙˆÙاته من الØزن ما لا يعلمه إلاّ الله عزَّ وجلَّ ØŒ Ùأرسل إليها ملكاً
يسلّي عنها غمّها ويØدّثها ØŒ Ùشكت ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام Ùقال لها : إذا Ø£Øسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي ØŒ Ùأعلمته
Ùجعل يكتب كلّما سمع Øتى أثبت من ذلك مصØÙاً ØŒ ثمَّ قال : أما إنّه ليس من الØلال والØرام ØŒ ولكن Ùيه علم ما يكون. بصائر الدرجات
: ج 3 ص 177 Ø 18 ب 14 ØŒ وعنه بØار الاَنوار : ج 43 ص 80 Ø 68.
وقد ØµØ±Ù‘Ø Ø£Ù‡Ù„ البيت عليهم السلام بأنّه لا يوجد Ùيه شيء من القرآن الكريم ØŒ وإنّما Ùيه ما يخصهم من الاَخبار وما يجري عليهم ØŒ وعلم ما
كان وما يكون. ÙلاØظ ما رواه أبو جعÙر Ù…Øمد بن الØسن الصÙار (المتوÙÙ‰ سنة 290 هـ ) ÙÙŠ البصائر عن بعض الرواة ØŒ وإليك
بعضها على سبيل المثال :
Ø 1 Ù€ الØسين بن أبي العلاء عن الاÙمام الصادق عليه السلام يقول : عندي الجÙر الاَبيض Ù€ إلى أن قال Ù€ : ومصØÙ Ùاطمة ما أزعم انّ
Ùيه قرآناً...
Ø 2 Ù€ عن Ù…Øمد بن عبد الملك عن الاÙمام الصادق عليه السلام... وعندنا مصØÙ Ùاطمة أما والله ما هو بالقرآن...
Ø 3 Ù€ عن أبي بصير عن الاÙمام الصادق عليه السلام... وانّ عندنا لمصØÙ Ùاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصØÙ Ùاطمة ØŒ قال :
مصØÙ Ùيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات والله ما Ùيه من قرآنكم Øر٠واØد.
راجع : بصائر الدرجات : ج 3 ص 170 الخ (باب ÙÙŠ أنّ الاَئمّة أعطوا الجÙر والجامعة ومصØÙ Ùاطمة).
(2) سو٠يأتي الØديث عن هذه الÙرية وانّها لا أساس لها من الصØØ©.
(3) سورة الشورى: الآية 11.
(4) سورة الاَنعام: الآية 103.
(5 Ùˆ6) سورة الاَعراÙ: الآية 143.
(7) صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ ج 9 : ص 159.
(8) ÙˆÙÙŠ مسند Ø£Øمد بن Øنبل : ج 2 ص 323 : عن عبدالله عن أبيه بسنده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله : انّ
الله عزّ وجلّ خلق آدم على صورته ØŒ ÙˆÙÙŠ كتاب ابي : وطوله ستون ذراعاً Ùلا أدري Øدثنا به أم لا.
(9) صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ ج 9: ص158.
(10) صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ ج 9: ص 152 Ùˆ 164 ØŒ وقد جاء ÙÙŠ كتاب التوØيد لاَبي بكر بن خزيمة (المتوÙÙ‰ سنة 311 هـ ) ص
159 قال : تبين ÙˆØªÙˆØ¶Ø Ø£Ù† لخالقنا Ù€ جلا وعلا Ù€ يدين كلتاهما يمينان ØŒ لا يسار لخالقنا عزّ وجلّ إذ اليسار من صÙØ© المخلوقين ØŒ Ùجل ربّنا
عن أن يكون له يسار.
أقول : تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً من إن يشابه المخلوقين وأيضاً ان اثبات له يمين Ùهو أيضاً قد شابه المخلوقين ومن صÙتهم.
(11) صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ 9: 175.
(12) صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ ج9: ص164.
(13) صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ ج9: ص159.
(14) سورة الشورى: الآية 51.
(15) صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ : ج 1 ص 78 (Ùƒ الغسل ب من اغتسل عرياناً ÙˆØده).
(16) بØار الاَنوار : ج15 ص28 Ø 48 Ùˆ ج 54 ص 199 Ø 145 ØŒ الÙوائد المجموعة للشوكاني: ص326 Ø 18 ØŒ تذكرة
الموضوعات للهندي : ص 86 ØŒ سلسلة الاَØاديث الضعيÙØ© للاَلباني : ج1 ص 299 Ø 282 ØŒ وجاء ÙÙŠ السيرة الØلبية : ج 1 ص
357 ما هذا نصّه : ذكر صاØب كتاب Ø´Ùاء الصدور ÙÙŠ مختصره عن علي بن أبي طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه
قال : يا Ù…Øمد وعزتي وجلالي لولاك ما خلقت أرضي ولا سمائي ØŒ ولا رÙعت هذه الخضراء ØŒ ولا بسطت هذه الغبراء ØŒ ÙˆÙÙŠ رواية عنه
صلى الله عليه وآله : ولا خلقت سماء ولا أرضاً ولا طولاً ولا عرضاً. وبهذا يرد على من رد على القائل ÙÙŠ مدØÙ‡ صلى الله عليه وآله
:
لولاه ما كان لا Ùْلْكٌ ولا ÙÙŽÙ„ÙŽÙƒÙŒ *** كلا ولا بان تØريم وتØليل
(17) سورة النجم: الآية 8، 9.
(18) سورة الاَنبياء: الآية 107.
(19) سورة القلم: الآية 4.
(20) سورة الاَØزاب: الآية 45ØŒ 46.
(21) بØار الاَنوار ج16: ص402 Ø 1 ØŒ كش٠الخÙاء للعجلوني : ج 2 ص 173 Ø 2017 ØŒ تنزيه الشريعة لابن عرا٠: ج
1 ص 341 ØŒ تذكرة الموضوعات للÙتني : ص 86 ØŒ الاَسرار المرÙوعة للقاري : 178 Ùˆ 179 ØŒ التذكرة ÙÙŠ الاَØاديث المشتهرة
للزركشي : 172 Ø 16.
(22) سورة النجم: الآية 3، 4.
(23) بØار الاَنوار ج 15: ص4 Ø4.
(24) سورة النجم: الآية 3.
(25) صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ : ج 8 ص 2 (Ùƒ الاَدب ب ما يجوز من ذكر الناس).
(26) صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ : ج1 ص 47 (Ùƒ الوضوء ب التخÙÙŠÙ ÙÙŠ الوضوء).
(27) صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù… : ج 4 ص 207 Ø 88 (Ùƒ البر والصلة والاَداب ب 25 ØŒ والجدير بالذكر انّه أورد مسلم ÙÙŠ Ù†Ùس المصدر
Øديثاً عن النبي صلى الله عليه وآله (Ø 87) Ù…Ùاده أنّ اللعن والسبّ ليسا من خلق النبي صلى الله عليه وآله وهو : عن أبي هريرة قال
: قيل : يا رسول الله ØŒ ادع على المشركين ØŒ قال : إني لم أبعث لعاناً ØŒ وإنما بعثت رØمة.
(28) صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ : ج1 ص 154 (Ùƒ مواقيت الصلاة ب الاَذان بعد ذهاب الوقت).
(29) صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù… : ج 3 ص 1259 Ø 21 Ùˆ 22 (Ùƒ الوصية ب 5).
(30) صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù… : ج 1 ص 272 Ø 89 (Ùƒ الطهارة ب 22).
(31) صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ : ج2 ص 20 Ùˆ 29 (Ùƒ العيدين) وج 4 ص 47 Ùˆ 225 ØŒ إتØا٠السادة المتقين للزبيدي : ج 6 ص
490.
(32) صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù… : ج4: ص 1866 Ø 36 (Ùƒ الصØابة ب من Ùضائل عثمان).
(33) مذكرات المدرسة للمÙهري : ص 47 Ù€ 58.