مناظرة السيد Ù…Øمد جواد المهري مع الأستاذ عمر الشري٠ÙÙŠ مسألة إيمان أبي طالب عليه السلام
القسم: مناظرات عقائدية | 2009/08/20 - 03:43 AM | المشاهدات: 3563
مناظرة السيد Ù…Øمد جواد المهري مع الأستاذ عمر الشري٠ÙÙŠ مسألة إيمان أبي طالب عليه السلام يقول السيد Ù…Øمد جواد المهري ÙÙŠ معرض Øديثه عن أيّام دراسته ÙÙŠ مدرسة الدعية بالكويت ÙÙŠ عام 1968 Ù… : ÙÙŠ الص٠الاَول الثانوي كانت لي نقاشات مع معلم مادّة الدين، ولكن بما أنني كنت قد دخلت ذلك الجو توّاً إضاÙØ© إلى كون المعلم شيخاً Øاد الطباع لم تتمخّض عن نقاشاتنا المتÙرقة أية نتيجة إيجابية ناهيك عن امتناعه عن الخوض ÙÙŠ المواضيع المثيرة للاختلا٠بعد التÙاته إلى وجودي، ومع هذا كانت لي معه Ø£Øياناً نقاشات غلبته Ùيها. مثلاً سأله Ø£Øد التلاميذ يوماً: لماذا تأخذ الماء ÙÙŠ ÙƒÙÙƒ عند الوضوء وتسكبه من الرسغ إلى المرÙÙ‚ بينما يسكبه أتباع Ø£Øد المذاهب الاÙسلامية من المرÙÙ‚ إلى الاَسÙل؟ Ù†ÙØ® الاَستاذ لغديه متظاهراً أنه صاØب الØÙ‚ وقال: الاَيدي عادة مليئة بالشعر ØŒ وإذا سكب الماء من الاَعلى إلى الاَسÙÙ„ قد لا يصل إلى ما تØت الشعر، ولكن إذا سكب من الرسغ إلى الاَعلى Ùالماء يصل إلى ما تØت الشعر قطعاً، وهذا أقرب إلى الاØتياط. نهضت على الÙور وقلت: Ø§Ø³Ù…Ø Ù„ÙŠ يا سيدي! إذن إذا أردت الغسل وجب وضع الرأس على الاَرض ورÙع الاَرجل ÙÙŠ الهواء لاَن جسم الاÙنسان مليء بالشعر، واستناداً إلى الرأي الذي عرضته يجب أن يصل الماء إلى تØت الشعر!! إرتÙع Ùجأة صوت ضØكات الطلاب، Ùقال الاَستاذ الذي وجد Ù†Ùسه ÙÙŠ وضع Ù…Øرج للغاية بلهجة عنيÙØ©: لا تناقش عبثاً!! Ùأنت لا زلت أصغر من أن تعطي رأيك ÙÙŠ القضايا الÙقهية!! وأجلسني بكلامه هذا! إلاّ أن الطلاب لم يقنعوا اَبداً. وعلى كل Øال انقضت السنة الاَولى من الثانوية ودخلت ÙÙŠ السنة الثانية، كان سني قد ازداد ومطالعتي قد كثرت ÙÙŠ هذا المجال خلال العطلة الصيÙية، ÙأصبØت أكثر استعداداً للمواجهة. ومن Øسن الصد٠أن مدرّس مادّة الدين كان شاباً إلى Øد ما ÙˆØسن الاَخلاق، كنّا ÙÙŠ أول درس من مادّة الدين Øين دخل الاَستاذ وكان شاباً يدعى « عمر الشري٠». وبدأ الØديث عن موضوع الهداية ÙÙŠ الاسلام، وضمن Øديثه تÙسير الآية الشريÙØ©: ( إنك لا تهدي من Ø£Øببت ) (1) ØŒ قال : إن هذه الآية نزلت ÙÙŠ أبي طالب عم الرسول صلى الله عليه وآله Øيث Øضر عند رأسه وهو ÙÙŠ اللØظات الاÙخيرة من Øياته وكلّما طلب منه التلÙّظ بالشهادتين، أبى Øتّى مات كاÙراً!! Ùتأثر النبي صلى الله عليه وآله لاَن عمّه الذي ÙŠØبّه يموت كاÙراً، لكن الله تعالى أوØÙ‰ إليه هذه الآية. الهداية هبة إلهية يمنØها الله لمن يشاء ويسلبها ممّن يشاء، Ùلا تØاول هداية عمّك! اضطرم الغضب ÙÙŠ Ù†Ùسي وما عادت لي طاقة على الصبر، Ùنهضت بغضب وبدون استئذان وصØت: أستاذ! لابد وأنكم تعتبرون أبا طالب، هذا الرجل المؤمن، كاÙراً وتأولون بشأنه هذه الآية لانّه والد علي عليه السلام ØŒ ليس من الاÙنصا٠اتهام شخص قضى عمره ÙÙŠ خدمة الاÙسلام وقدّم كل هذا العون للنبي صلى الله عليه وآله وللمسلمين بمثل هذه التهمة ØŒ واعتباره كاÙراً مع كونه موØّداً Øقيقياً وانساناً كاملاً، Ùمن ذا الذي داÙع عن النبي صلى الله عليه وآله يوم هب جميع ÙƒÙار قريش لمØاربته ومØاصرته اقتصادياً، غير أبي طالب عليه السلام ØŸ ابتسم الاَستاذ قائلاً: أولاً: ليس من الصØÙŠØ Ø§ØªÙ‡Ø§Ù…Ù†Ø§ بمثل هذه التهمة، ÙÙ†ØÙ† نرى علياً من Ø£Ùضل الناس وأخلصهم ØŒ ونعتبره على كل Øال Ø£Øد خلÙاء الرسول صلى الله عليه وآله ØŒ ÙÙ†ØÙ† إذن لاعداوة لنا معه Øتّى نعتبر أباه كاÙراً، ثم إنه كان شخصاً عطوÙاً وكثير المØّبة لمØمد صلى الله عليه وآله ØŒ ولهذا السبب كان يداÙع عنه Øتّى وإن لم يؤمن بدينه، وهذا Ø§Ù„Ø·Ø±Ø Ù„Ø§ ينطوي على أية مشكلة. قلت: بل ينطوي على مشكلة كبرى، Ùالرسول صلى الله عليه وآله أساساً لا يمكنه التعويل على كاÙر، أو أن ÙŠØظى بØمايته على ذلك النطاق الواسع، ألم تقرأوا قوله تعالى ÙÙŠ القرآن الكريم: ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولّهم منكم Ùإنَّه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) (2) . قال: هذه الآية تعني اليهود والنصارى. قلت: الواقع أن اليهود والنصارى أهل كتاب، Ùإن لم يكن تعالى قد Ø£Ø¨Ø§Ø Ù„Ù‡ موالاة أهل الكتاب والاستعانة بهم، Ùهو لايجيز قطعاً اتخاذ مشركي قريش Øماة لنا، Ùضلاً عن هذا Ùقد جاءت ÙÙŠ القرآن آية اخرى تنهى عن هذه العلاقات العائلية، وتØذر من موالاة الآباء والاÙخوة Ù€ Ùما بالك بالاَعمام Ù€ إذا كانوا ÙƒÙاراً، أو إيجاد صلات وثيقة معهم: ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استØبوا الكÙر على الاÙيمان ومن يتولّهم منكم Ùأولئك هم الظالمون ) (3) . بل إن الله عزّ وجلّ قد نهى المسلمين ÙÙŠ ما يربو على الثلاثين موضع عن إيجاد علاقات مع الكÙار، Ùما بالك باتخاذهم Øماة وأنصاراً، هل يجوز أن يعصي الرسول Ù€ وهو مبلغ آيات الله Ù€ Ø£ÙˆØ¶Ø Ø£Øكام الله ويعصي ربه جهاراً؟ إيمان أبي طالب واذا ما تجاوزنا هذا Ùثمّة أدلّة جمّة على إيمان إبي طالب، ولعلّي لا أستطيع الآن Ø¥Øصاءها بإجمعها ØŒ ولكن Øسبنا ما جاء ÙÙŠ الكثير من أشعاره ØŒ التي يقرّ Ùيها برسول الله ونبّوته، ÙˆÙŠØµÙ‘Ø±Ø Ø¨Ø¥ÙŠÙ…Ø§Ù†Ù‡ بالله على الرغم من أنه كان يعيش ÙÙŠ وضع لا ÙŠØ³Ù…Ø Ù„Ù‡ بالتجاهر برأيه إلى هذا الØد. دهش الاَستاذ من هذه الآيات القرآنية التي بدا وكأنها لم تطرق سمعه من قبل وتقلّب لون وجهه من Øال إلى Øال وقال: إذا كنت تبغي النقاش Ùالص٠ليس موضعاً للنقاش، والص٠لا يختص بك Øتّى تكون أنت المتØدّث الوØيد Ùيه وتستØوذ على وقت نيّ٠وثلاثين من الطلاب! تعال إلى غرÙتنا (غرÙØ© المعلمين) للمناظرة ÙÙŠ وقت الÙرصة. قلت: لا ينبغي هذا! Ùإمّا أنّك لا تتØدّث ÙÙŠ القضايا التي تثير الاÙختلاÙØŒ وإمّا أنك إذا تØدّثت بها ينبغي أن تتوقّع ردّاً عليها، Ùأنا اليوم إن لم اÙداÙع عن أبي طالب، هذا الاÙنسان الموØّد الطاهر Ùسيعتقد هؤلاء الطلاب Ùيه كعقيدتك Ùيه، وسأخزى يوم القيامة أمام الله ورسوله. إنني مستعد لمناظرتك Øيثما شئت ÙˆÙÙŠ أي موضوع من المواضيع العقائدية ØŒ ولكن إذا Ø³Ù…Ø Ù„ÙŠ الطلاب اليوم بقراءة بيتين من الشعر لاَبي طالب عليه السلام لكي لا تهتز عقيدتهم Ùيه. ÙˆÙÙŠ الØال أيدني الطلاب ØŒ وقالوا: يا أستاذ! الØÙ‚ معه، دعه يداÙع عما يعتقد به. اضطر الاَستاذ للصمت وبقي ينتظر. كنت متجهاً بكل مشاعري إلى أبي طالب ØŒ Ùاستعنت به وبربّه لاَكون قادراً على أداء ØÙ‚ سيّد مكّة ومولاها ÙÙŠ أول اجتماع عام وبØضور الكثير من المستمعين، وليتسنّى لي الدÙاع عن هذه الشخصية المÙترى عليها ÙÙŠ تاريخ الرسالة. Ùقلت: يا أستاذي! ويا أصدقائي! لم يكن أبو طالب بالذي يعتريه أدنى شك بنبوّة الرسول صلى الله عليه وآله Ø› إذ أن له قصائد كثيرة ÙŠÙ…Ø¯Ø Ùيها الرسول ويشهد برسالته Ùهو بعد أن أخبر قريش بأنَّ صØÙŠÙتكم قد أكلتها الديدان ولم يبق منها سوى اسم الله، وهذا ما أخبرني به ابن أخي Ù…Øمد، وإذا لم تصدقوا Ùاذهبوا واستخرجوها من داخل الكعبة ØŒ Ùإن كان قول Ù…Øمد هذا صØÙŠØاً عودوا إلى رشدكم وآمنوا له، وإن يك كاذباً أسلمته لكم Ùان شئتم عاقبتموه أو قتلتموه. قالوا: رضينا بهذا! Ùذهبوا وجاءوا بالصØÙŠÙØ© ووجدوا كلام رسول الله صلى الله عليه وآله صدقاً. لكن من ختم الله على قلبه وألقى على بصره وعلى سمعه غشاوة لايعي الØÙ‚ØŒ ومن الطبيعي أن يتجاهل هذه المعجزة الكبرى، ومن هنا قالوا لاÙبي طالب: هذا أيضاً سØر آخر مما يأتيه ابن أخيك، وهكذا انغمسوا ÙÙŠ ضلالهم. دنا أبو طالب من بيت الله وتعلّق باستار الكعبة وقال: « اللهم انصرنا على القوم الظالمين Ùقد قطعوا رØمنا وانتهكوا Øرمتنا ». ثم أنشد قصيدة طويلة غراء لا أستظهر منها Øالياً Ù€ وللاَس٠ـ سوى بيتين، ÙˆØ£Ù†ØµØ Ø§Ù„Ø§ÙŽØ®ÙˆØ© بالذهاب إلى مكتبة المدرسة بعد انتهاء هذا الدرس واستخراجها من كتب التاريخ ومطالعتها. نهض Ø£Øدهم قائلاً: ÙÙŠ أي كتاب وردت مثل هذه القصّة؟ قلت: قصّة الصØÙŠÙØ© معروÙØ© وذكرتها كل كتب التاريخ ويمكنك مراجعة تاريخ اليعقوبي، وسيرة ابن هشام، وتاريخ ابن كثير، وطبقات ابن سعد، وعيون الاَخبار لابن قتيبة ØŒ وهي بأجمعها من الكتب المعتبرة عند أبناء السنة، وعلى كل Øال Ùقد قال أبو طالب ÙÙŠ تلك القصيدة الغرّاء: ألا أنّ خير الناس Ù†Ùساً ووالداً *** إذا عÙـدَّ سـادات البرية Ø£Øمد نبيّ الاÙله والكريم بـأصـله *** أخلاقه وهو الـرشـيد المؤيّد ألا يكÙÙŠ أن أبا طالب يعتبر الرسول « نبي الاÙله »ØŸ اَليست هذه شهادة برسالة ونبوّة Ù…Øمد صلى الله عليه وآله ØŸ هذا Ùضلاً عن بيتين من الشعر ÙŠØµØ±Ù‘Ø Ùيهما بنبوة Ù…Øمد صلى الله عليه وآله وقد أوردهما البخاري ÙÙŠ « التاريخ الصغير »ØŒ وابن عساكر ÙÙŠ تاريخه، وابن Øجر ÙÙŠ « الاÙصابة » ÙˆÙيهما ÙŠÙ…Ø¯Ø Ø±Ø³ÙˆÙ„ الله صلى الله عليه وآله بالقول: لقد أكرم الله النبي Ù…Øمداً *** Ùأكرم خـلـق الله ÙÙŠ الناس Ø£Øمد وشقّ لـه من اسمه ليجلّه *** Ùذو العرش Ù…Øمود وهذا Ø£Øمد (1) ظاهر هذين البيتين وباطنهما ÙˆØ§Ø¶Ø ÙˆØµØ±ÙŠØØŒ ÙˆÙيهما دلالة على عظمة شأن أبي طالب ووÙرة علمه وعلو منزلته. قال الاَستاذ: هذا البيت ÙŠÙنسب Ù„Øسان بن ثابت. قلت: إنه أخذ هذا البيت عن أبي طالب وضمّنه ÙÙŠ قصيدته ÙÙŠ Ù…Ø¯Ø Ø§Ù„Ø±Ø³ÙˆÙ„ØŒ وإذا ما تجاوزنا كل هذا، هناك أيضاً قصة استسقاء أبي طالب وعبدالمطلب واستعانتهما بالرسول وهو لا زال Ø·Ùلاً، وهي قصة مشهورة، وهذا دليل ÙˆØ§Ø¶Ø Ø¹Ù„Ù‰ إيمانهما له بالنبوّة والرسالة الخاتمة من قبل أن تÙعرض قضية رسالته، Ùهما كانا يعلمان منذ اليوم الاَول ما لهذا الطÙÙ„ من منزلة وقرب عندالله. كانت قد مرّت على الناس سنتان لا ينزل عليهم الغيث، وأتت عليهم مجاعة، Ùأخذ أبو طالب هذا الطÙÙ„ وتوجّه به إلى الكعبة وقسم على الله به وقال: « اللهم بØÙ‚ هذا الطÙÙ„ أنزل علينا غيث رØمتك ». لم تمض ساعة إلاّ وغمامة سوداء قد غطّت سماء مكّة وأمطرت عليهم مطراً غزيراً Øتّى خاÙوا أن يجر٠السيل بيت الله. لما تذكّر أبو طالب هذه القصّة، قال ÙÙŠ Ù…Ø¯Ø Ø§Ù„Ø±Ø³ÙˆÙ„: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه *** ثـمـال اليتامى عصمة للاَرامل يلوذ بـه الهلاّك من آل هاشم *** Ùـهـم عنده Ùـي نعمة ÙˆÙواضل وميزان عدل لا يخيس شعيرة *** ووزان صدق وزنه غير هائل (5) لم أكن قد اتممت كلامي Øتّى وجدت الص٠كله مصغياً لاَشعار أبي طالب ذات المغزى العميق، وهناك رن الجرس Ùجأة معلناً انتهاء الدرس، وتنÙّس المدرس الصعداء، ومع هذا ÙØينما خرجت من الص٠التÙت إليَّ باØترام وقال: إنني لاَشعر Ø¨Ø§Ù„Ø§ÙŽØ±ØªÙŠØ§Ø Ù„ÙˆØ¬ÙˆØ¯ طالب مثلك بين طلابي له مثل هذه المعرÙØ© بمواضيع العقيدة والتاريخ ويستدلّ بهذه الطريقة الØسنة، وإني لا Ùتخر بطالب مثلك، ولكن اعلم إن لجميع هذا الكلام ردود. قلت: إني على استعداد لمواجهة أي رد أو انتقاد، ولدي جواب على جميع الاعتراضات، وإذا لم تقنع Ùإني مستعد للكلام معك ثانية. قال: طبعاً كلامك عن أبي طالب شيّق جداً وينطوي على أمور جديدة بالنسبة لي ØŒ ولكن Ù†Ùس أولئك الذين نقلت عنهم تلك الاَبيات لاَبي طالب يعتبرونه كاÙراً! قلت: إن كان هناك من يرى الØÙ‚ ويدوس عليه ØŒ Ùلا يعني هذا إنك تتبعه على باطله. قال: تريد أن تقول إن هؤلاء جميعاً Øاربوا الØÙ‚ØŒ وأنتم ÙˆØدكم داÙعتم عنه؟ ما هذا الكلام يا عزيزي! قلت: يا أستاذ! إنّ قول الØقّ مرّ، وليس بإمكان كل واØد تØمّل هذه المرارة، ثم إنني لا شأن لي بما ÙÙŠ كلامهم من تناقضات، بل كنت أبغي Ùقط الاÙستشهاد من كتبكم على إيمان أبي طالب Ù„ÙŠØªØ¶Ù‘Ø Ø¥Ù†Ù‡ كان مؤمناً تمام الاÙيمان، وإذا بقي هناك من ينكر إيمانه يتبيّن أيضاً أنه مخدوع!! قال: تقول إن Ùيها تناقضات، هل يمكنك البرهنة على ذلك؟ قلت: الاَدلّة على ذلك كثيرة! وهذا الدليل كاÙ٠بØد ذاته، Ùأنت تلاØظ مع كثرة الاَشعار التي ينقلونها عن أبي طالب ÙÙŠ Ù…Ø¯Ø Ø§Ù„Ø±Ø³ÙˆÙ„ صلى الله عليه وآله ØŒ يصورون وبكل جرأة أن هذا الرجل الاÙلهي كاÙر، أليس هذا تناقضاً؟ قال: أنت تعلم طبعاً أنّ أبا طالب كان ÙŠØب Ù…Øمداً كثيراً، وكان يداÙع عنه طوال مدّة Øياته معه، Ùما هو المانع ÙÙŠ أن يبعث البهجة ÙÙŠ Ù†Ùس ابن اخيه بالاَشعار ليقلل إلى Øد ما من ألم المصائب التي كانت تترى عليه؟ قلت: يا أستاذ إن Ø§Ù„Ù…Ø¯Ø ÙˆØ§Ù„Ø«Ù†Ø§Ø¡ شيء آخر غير الشهادة بالنبوّة ØŒ Ùهو هنا لايثني عليه وكÙÙ‰ ! وإنما يشهد له بالنبوّة أيضاً ÙÙŠ مواق٠مختلÙØ©ØŒ وليس ثمّة مجال للكناية والتورية، ÙˆÙضلاً عن هذا ألم يعلن النبيّ صلى الله عليه وآله Øرمة زواج المسلمات بالكÙار؟ والكل يعلم أن Ùاطمة بنت أسد كانت من أوائل المسلمات، ومع هذا بقيت مع أبي طالب Øتّى النهاية ولم ÙŠÙرّقها الرسول عن زوجها. قال: إن لديك اطلاعاً واسعاً، ولديَّ عدّة قضايا أودّ معرÙØ© رأيك Ùيها، لكن الوقت Ù„Ø§ÙŠØ³Ù…Ø Ø§Ù„Ø¢Ù†ØŒ أرجو أن يكون لنا من بعد هذا لقاءات منÙصلة نتباØØ« Ùيها بشكل Ù…Ùصّل، إلى اللقاء. Ù€ ÙÙŠ أمان الله. إنقضى ذلك اليوم وعدت إلى الدار ÙˆØدثت والدي المرØوم بما جرى، Ùابتهج ودعا لي ثم قال: يا بني إن إيمان ابي طالب كايمان مؤمن آل Ùرعون الذي كان يكتم إيمانه ÙÙŠ عهد النبي موسى عليه السلام . أبو طالب كان قد آمن بالرسول منذ البداية وإلاّ لم يكن ليداÙع عنه إلى هذا الØد، بيد ان الرسول ما كان مباØاً له ÙˆÙقاً لاÙمر الله باتخاذه نصيراً له، ولا Øتّى أن يلقي اليه بالمØبّة. أمّا أشعار أبي طالب ÙÙŠ Ù…Ø¯Ø Ø§Ù„Ø±Ø³ÙˆÙ„ صراØØ© واعتراÙÙ‡ بنبوّته Ùكثيرة ØŒ وهي منقولة ÙÙŠ كتب السنّة، ويمكنك مراجعة كتاب « أبو طالب مؤمن قريش » من تألي٠الشيخ عبدالله الخنيزي ØŒ واكتب شيئاً من تلك الاَشعار وخذها إلى أستاذك، ويكÙÙŠ أبا طالب انّه كان يذبّ عن الرسول علانية ÙÙŠ جميع المواق٠والمراØÙ„ منذ بداية الدعوة Øين جمع الرسول أقرباءه ( وانذر عشيرتك الاَقربين ) (6) ÙˆØتّى آخر Øياته، وكان يق٠بوجه ÙƒÙّار قريش ويØامي عن الرسول بكل ما اÙوتي من قوّة، Ùإن لم يكن قد آمن برسالة الرسول Ùما كان الداÙع من وراء Øمايته له بهذه الصورة؟ ألم يكن أبو لهب عم الرسول وكان ÙŠØاربه؟ ومنذ الاÙجتماع الاَول الذي جمع Ùيه الرسول أقاربه ودعاهم Ù€ بعد تناول الطعام Ù€ إلى الاÙسلام نهض أبو لهب مستنكراً دعوته ÙØµØ§Ø Ø¨Ù‡ أبو طالب غاضباً: « أسكت يا أعور ما أنت وهذا ØŒ ثم قال : لا يقومنّ Ø£Øد، قال : Ùجلسوا ثم قال للنبي صلى الله عليه وآله : قم يا سيدي Ùتكلم بما تØب، وبلغ رسالة ربك، Ùانك الصادق المصدق » (7) . أي كاÙر هذا الذي يداÙع عن الاÙسلام بكل ما أوتي من قوّة وينبري للذود عن ابن أخيه بيده ولسانه ويØميه من قرابته الكاÙر ØŒ Øتّى يبلغ رسالة ربّه بسهولة، وناصره ÙÙŠ شعبه ØŒ هو وكل أتباعه يوم كانت كل قريش تØاربه؟! Ùإن كان شخص كهذا كاÙراً Ùأنا أيضاً كاÙر. شكرت أبي وذهبت لمطالعة كتاب « أبو طالب مؤمن قريش » ووجدت أن المؤل٠قد بذل جهداً شاقاً وداÙع عن أبي طالب ØÙ‚ الدÙاع، ولكن العلاّمة الاَميني كان قد سبَقه إلى البØØ« ÙÙŠ سيرة ومواق٠أبي طالب على امتداد سبعين صÙØØ© من المجلد السابع من كتابه « الغدير »ØŒ وهو بØØ« شيّق وثمين. وعلى كل Øال لا بأس بذكر عدّة أبيات شعرية اÙخرى له لغرض إكمال هذه المقالة إلى Øد ما، ولكي لا تبقى لدى القارىء أدنى شبهة وليبلغ كل ذي Øقّ Øقّه. نقل الØاكم ÙÙŠ « المستدرك » أن أبا طالب بعث أبياتاً من الشعر للنجاشي Øاكم الØبشة يدعوه Ùيها إلى الاÙØسان إلى مهاجري الØبشة، وجاء Ùيها: ليعلم خـيـار الناس أن Ù…Øمدا *** وزير لموسى ÙˆØ§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø¨Ù† مريم أتانا بالهدى مـثـل ما أتيا به *** Ùكل بأمر الله يهدي ويعصم (8) وجاء ÙÙŠ أبيات أخرى يخاطب بها رسول الله صلى الله عليه وآله : والله لن يـصـلـوا إليك بجمعهم *** Øتّى أوسـد ÙÙŠ التراب دÙينا Ùاصدع بأمرك ما عليك غضاضة *** وابشر بذاك وقرَّ منك عيونا ودعوتني وعـلـمت أنك ناصØÙŠ *** ولـقد دعوت وكنت Ø«ÙŽÙ…ÙŽ أمينا ولقد عـلـمـت بـأنّ دين Ù…Øمد *** من خير أديان البريّة دينا (9) وله أيضاً قصيدة لامية طويلة ÙÙŠ Ù…Ø¯Ø Ø±Ø³ÙˆÙ„ الله صلى الله عليه وآله يقرّ ÙÙŠ عدّة أبيات منها بنبوّته ورسالته، نقل منها ابن هشام أربعة وتسعين بيتاً (10) ØŒ وابن كثير اثنين وتسعين بيتاً (11) ØŒ وصيغت هذه القصيدة على غرار المعلقات السبعة ØŒ وهي ÙÙŠ غاية البلاغة والÙصاØØ© ونظمها ÙÙŠ وقت هبّت Ùيه قريش كلّها لمØاربة الرسول صلى الله عليه وآله ØŒ وكانوا يطردون عنه المسلمين بقوّة الØراب. وقد أشاد القسطلاني بÙصاØØ© وبلاغة هذه القصيدة وذكر أنها تضم مائة وعشرة أبيات (12) ØŒ ولو لم يكن منهجنا الاÙختصار لنقلنا هذه القصيدة هنا ØŒ ولكن تكÙÙŠ الاَشارة إليها ليرتدع أصØاب الآراء المنØرÙØ© الباطلة عن انتهاك قدسية هذه الشخصية الجليلة، ولكي لا يتّهموا هذا المؤمن Ù€ الطاهر السريرة وأول المداÙعين عن الاÙسلام Ù€ بالكÙر، وأن يتوبوا إلى الله من سوء القول Ùيه. كان أبو طالب سبّاقاً ÙÙŠ ميدان الجهاد والاستقامة ÙÙŠ عهد الجاهلية الاَسود ÙˆÙÙŠ ظلمات أبناء قريش. كان أبو طالب كوكباً زاهراً يقتبس نوره الساطع من الشمس المØمدية المتألّقة، وكان صوته المدوي ÙÙŠ البطØاء صدى لصيØØ© النبي ÙÙŠ نداء « لا إله إلاّ الله Ù…Øمد رسول الله ». كان أبو طالب شخصية انطلقت عقيدة الاÙسلام التØررية تØت ظل بريق سيÙÙ‡ البتار ØŒ وصدى أشعاره المثيرة ودÙاعه المتواصل، Ùأضاء ظلمة مكّة بنوره الباهر. كان أبو طالب تابعاً مطيعاً لمØمد صلى الله عليه وآله ØŒ وكان Øبّه لصاØب الرسالة يسري ÙÙŠ أعماق روØÙ‡ وجسده ØŒ وظل يسير ÙÙŠ طريق المØبّة Øتّى اللØظة التي بلغ Ùيها مرØلة اليقين ØŒ ورÙعته يد الغيب الالهية إلى أعلى عليين، Ùقال رسول الله صلى الله عليه وآله باكياً ÙÙŠ رثائه:« يا عم ربيت صغيراً وكÙلت يتيما ونصرت كبيراً Ùجزاك الله عني خيراً » (13) . قال اليعقوبي ÙÙŠ تاريخه:« ولما قيل لرسول الله إن أبا طالب قد مات عظم ذلك ÙÙŠ قلبه واشتد له جزعه ØŒ ثم دخل ÙÙ…Ø³Ø Ø¬Ø¨ÙŠÙ†Ù‡ الاَيمن أربع مرات وجبينه الاَيسر ثلاث مرات » (14) ثم دعا له بالخير، وعظم موت أبي طالب على ابن أخيه Øتى سمى ذلك العام عام الØزن، Ùهل يبكي الرسول هكذا على موت كاÙر Ù€ والعياذ بالله Ù€ ØŸ وهل يعط٠رسول الله صلى الله عليه وآله على كاÙر ØŒ ويبدي له المØبّة أكثر من سائر المؤمنين ØŒ ويجزع على Ùقده مع ما أمر به من الغلظة مع الكÙّار والرأÙØ© بالمؤمنين؟ أعيدوا كتابة التأريخ وامØوا هذه البقع المخزية من صÙØاته، ÙƒÙÙ‰ انسياقاً وراء الاَسلا٠الاَراذل الذين دÙعهم بغض وصي رسول الله إلى اتهام أبيه الجليل بتهمة الاÙÙ„Øاد ØŒ Ùيما تاريخ الاÙسلام ØاÙÙ„ بنداءاته الاÙسلامية، وكان ناصراً مخلصاً للرسول سلام الله وصلواته عليه وعلى Ù…Øبّيه، واللعن الدائم على أعدائه إلاّ من انساقوا ÙÙŠ هذا الطريق جهلاً ØŒ وإذا أدركوا الØÙ‚ اتّبعوه ØŒ وعوّضوا عما سل٠منهم بالتوبة والاÙنابة إلى سبيل الهداية وإلى الصراط المستقيم. (15) ____________ (1) سورة القصص: الآية 56. (2) سورة المائدة: الآية 51. (3) سورة التوبة: الآية 23. (4) التاريخ الصغير للبخاري: ج 1 ص 38ØŒ البداية والنهاية لابن كثير : ج2 ص266ØŒ الاَصابة لابن Øجر العسقلاني : ج4 ص115ØŒ دلائل النبوّة لاَبي نعيم : ج1 ص41. (5) إرشاد الساري Ù„Ø´Ø±Ø ØµØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ للقسطلاني : ج2 ص 237 Ù€ 238ØŒ الخصائص الكبرى : ج1 ص86ØŒ السيرة الØلبية : ج1 ص190. (6) سورة الشعراء: الآية 214. (7) الغدير للاَميني : ج7 ص355. (8) المستدرك للØكام النيسابوري : ج2 ص623ØŒ . (9) خزانة الادب للبغدادي : ج 2 ص 76 وج 9 ص 397 ØŒ البداية والنهاية لابن كثير : ج3 ص42ØŒ الاصابة لابن Øجر العسقلاني : ج4 ص116ØŒ تذكرة الخواص لابن الجوزي : ص7ØŒ Ø´Ø±Ø Ù†Ù‡Ø¬ البلاغة لابن أبي الØديد : ج 14 ص 55. (10) السيرة النبوية لابن هشام : ج 1 ص 291 Ù€ 299 . (11) البداية والنهاية لابن كثير : ج 3 ص 53 Ù€ 57. (12) إرشاد الساري للقسطلاني : ج2 ص238. (13) تاريخ اليعقوبي : ج2 ص35ØŒ تذكرة الخواص لابن الجوزي: ص9ØŒ الغدير للاَميني : ج7 ص373. (14) تاريخ اليعقوبي : ج2 ص 35. (15) مذكرات المدرسة ØŒ للمهري : ص 18 Ù€ 30 .
|