مناظرة السيد علي البطØائي مع الشيخ عبد الله بن جØØ´ ÙÙŠ مسألة إيمان أبي طالب عليه السلام
القسم: مناظرات عقائدية | 2009/08/20 - 03:30 AM | المشاهدات: 3516
مناظرة السيد علي البطØائي مع الشيخ عبد الله بن جØØ´ ÙÙŠ مسألة إيمان أبي طالب عليه السلام المناظرة التي وقعت بيني وبين الشيخ عبدالله بن جØØ´ رئيس هيئة الاَمر بالمعرو٠والنهي عن المنكر بمكة المكرمة Ùقال: لاَي جهة تروØون لزيارة عبدالمطلب (1)ØŒ من، مع أنه مات ÙÙŠ زمن الÙترة قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وآله ØŒ ولاَي علة تذهبون لزيارة أبي طالب مع أنه كان مشركاً ØŒ ولا تجوز زيارة المشرك؟ قلت له: هل ترضى لنÙسك أن تنسب عبدالمطلب الذي دعا على قوم أبرهة Øينما جاؤوا مع الÙيل لهدم الكعبة Ùدعا عبدالمطلب عليهم Øتى أرسل الله بسبب دعائه طيراً أبابيل Ùأهلكهم ÙÙŠ وادي Ù…Øسر (2) قريباً من منى، Ùإذا كان عبدالمطلب على رأيكم مشركاً كي٠يدعو على قوم أبرهة وكي٠يستجيب دعائه ÙÙŠ هلاكهم، مع أن سورة الÙيل ÙÙŠ القرآن الكريم وشأن نزولها ÙÙŠ قوم أبرهة ودعاء عبدالمطلب يعرÙÙ‡ كل واØد ØŒ وكذلك Ùهناك Ø£Øاديث كثيرة وردت ÙÙŠ إسلام عبدالمطلب وأبي طالب عليهما السلام . Ùمنها: عن مولانا أميرالمؤمنين علي عليه السلام أنه قال: والله ما عبد أبي وجدي عبدالمطلب ولا هاشم ولا عبد منا٠صنماً قط، قيل له: Ùما كانوا يعبدون؟ قال: كانوا يصلون إلى البيت على دين ابراهيم متمسكين به (3) . (4) وأما إسلام أبي طالب عليه السلام مجمع عليه بين الاÙمامية ØŒ وقد قال الشيخ المÙيد رØمه الله ÙÙŠ أوائل المقالات : اتÙقت الاÙمامية على أن آباء رسول الله صلى الله عليه وآله من لدن آدم إلى عبدالله بن عبد المطلب مؤمنون بالله عزّوجلّ وأجمعوا على أن أبا طالب مات مؤمناً ØŒ وأن آمنة بنت وهب كانت على التوØيد. (5). وقال شيخ الطائÙØ© أبو جعÙر الطوسي ÙÙŠ التبيان عن أبي عبدالله وأبي جعÙر عليهما السلام إن أبا طالب كان مسلماً ØŒ وعليه إجماع الاÙمامية (6) ØŒ وادعى الاÙجماع على إسلامه جمع كثير من علماء الشيعة. وروى المÙيد قدس سره بإسناد يرÙعه لما مات أبو طالب أتى أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وآله Ùآذنه بموته Ùتوجع توجعاً عظيماً ÙˆØزن Øزناً شديداً، ثم قال لاَميرالمؤمنين : إمض يا علي ØŒ Ùتولَّ غسله وتØنيطه وتكÙينه ØŒ Ùإذا رÙعته على سريره Ùأعلمني ØŒ ÙÙعل ذلك أميرالمؤمنين ØŒ Ùلما رÙعه على السرير اعترضه النبي صلى الله عليه وآله Ùرقّ ÙˆØزن Ùقال : وصلت رØماً وجزيت خيراً يا عم ØŒ Ùلقد ربيت وكÙلت صغيراً ØŒ ونصرت وآزرت كبيراً ØŒ ثم أقبل على الناس وقال: أما والله لاشÙعن لعمي Ø´Ùاعة يعجب منها أهل الثقلين. (7) وعن الاÙمام السجاد زين العابدين عليه السلام أنه سئل عن أبي طالب أكان مؤمناً؟ Ùقال : نعم ØŒ Ùقيل له: إن هاهنا قوماً يزعمون أنه كان كاÙراً ØŸ Ùقال عليه السلام : واعجباً كل العجب أيطعنون على أبي طالب أو على رسول الله صلى الله عليه وآله وقد نهاه الله تعالى أن يقرّ مؤمنة مع كاÙر ÙÙŠ غير آية من القرآن ØŒ ولا يشك Ø£Øد أن Ùاطمة بنت أسد رضي الله تعالى عنها من المؤمنات السابقات ØŒ Ùإنها لم تزل تØت أبي طالب Øتى مات أبوطالب رضي الله عنه. (8) وقال عبدالرØمن بن كثير: قلت لاَبي عبدالله عليه السلام : إن الناس يزعمون أن أباطالب ÙÙŠ ضØØ¶Ø§Ø Ù…Ù† نار ! Ùقال : كذبوا ØŒ ما بهذا نزل جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله ØŒ قلت : وبما نزل ØŸ قال : أتى جبرئيل ÙÙŠ بعض ما كان عليه Ùقال : يا Ù…Øمد إن ربك يقرئك السلام ويقول لك : إن اصØاب الكه٠أسروا الاÙيمان وأظهروا الشرك Ùآتاهم الله أجرهم مرتين ØŒ وإن أبا طالب أسر الاÙيمان وأظهر الشرك Ùآتاه الله أجره مرتين ØŒ وما خرج من الدنيا Øتى أتته البشارة من الله تعالى بالجنة ØŒ ثم قال: كي٠يصÙونه بهذا وقد نزل جبرئيل ليلة مات أبو طالب ØŒ Ùقال : يا Ù…Øمد أخرج من مكة Ùما لك بها ناصر بعد أبي طالب (9). والاَشعار الدالة على إسلام أبي طالب Ù€ التي قالها ÙÙŠ Ù…Ø¯Ø Ø§Ù„Ø±Ø³ÙˆÙ„ صلى الله عليه وآله Ù€ كثيرة منها: ألم تعلموا أنا وجدنا Ù…Øمداً *** نبياً كموسى خط ÙÙŠ أول الكتب ومنها :
ولقد علمت بأن دين Ù…Øمد *** من خير أديان البرية دينا (10) وأخرج ابن سعد ÙÙŠ طبقاته (11) عن عبدالله بن أبي راÙع عن علي عليه السلام قال: أخبرت رسول الله صلى الله عليه وآله بموت أبي طالب Ùبكى ØŒ ثم قال: إذهب Ùغسله وكÙنه وواره، غÙر الله له ورØمه.
وقال اليعقوبي ÙÙŠ تاريخه (12) قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله إن أبا طالب قد مات! عظم ذلك ÙÙŠ قلبه واشتد له جزعه ØŒ ثم دخل ÙÙ…Ø³Ø Ø¬Ø¨ÙŠÙ†Ù‡ الاَيمن اربع مرات وجبينه الاَيسر ثلاث مرات ØŒ ثم قال : يا عم ربيت صغيراً وكÙلت يتيماً ونصرت كبيراً ØŒ Ùجزاك الله عني خيراً ØŒ ومشى بين يدي سريره وجعل يعرضه ويقول: وصلت رØماً وجزيت خيراً . Ùبعد ما ورد من الاَخبار والآثار الكثيرة التي يعجز الاÙنسان عن Ø¥Øصائها، هل يرضى المسلم نسبة الكÙر والشرك إلى أبي طالب الذي Øامى عن الرسول ÙÙŠ جميع الاَØوال ØŒ ولولاه لقتله المشركون ØŒ وكان هو الØامي للرسول صلى الله عليه وآله ØŒ ÙˆØين مات أبو طالب بكى عليه الرسول صلى الله عليه وآله (13) وصلى عليه ودÙنه عند قبر جده عبدالمطلب ØŒ وجاء إلى زيارة قبره مكرراً Øينما كان ÙÙŠ مكة ØŒ وهل يجوز على رأيكم أن ÙŠÙعل النبي صلى الله عليه وآله كل هذا لاÙنسان مشرك؟ Øاشاه وظني أن نسبة الشرك إلى أبي طالب عليه السلام جاءت من جهة المعاندة لابنه علي بن أبي طالب عليه السلام Øيث أنهم ماوجدوا منقصة لعلي عليه السلام إلا نسبة الشرك إلى أبيه أبي طالب عليه السلام . (14) ____________ (1) هو : عبد المطلب بن هاشم بن عبد منا٠بن قصي ØŒ جد النبي صلى الله عليه وآله ويسمى بشيبة الØمد لشيبة كانت ÙÙŠ رأسه Øين ولد كان عبد المطلب ذا جلالة ظاهرة ومناقب واÙرة وآيات باهرة ويظهر ذلك من انØناء سرير أبرهة له ØŒ ومن انÙجار الماء تØت خ٠راØلته ÙÙŠ Ù…Ùازة٠لا ماء Ùيها ØŒ وتظهر جلالته وكثرة إيقانه من قصة أصØاب الÙيل واØترام الÙيلة له وقوله لبعض ولده : أعل٠أبا قبيس Ùانظر ماذا يأتي من قبل البØر ØŒ Ùيظهر انّه كان عالماً بأنه يأتي الطير لاستئصال أصØاب أبرهة ØŒ وتظهر أيضاً جلالته من ØÙرة زمزم ومن دخوله على سي٠بن ذي يزن ØŒ وعن ابن عباس قال : كان ÙŠÙوضع لعبد المطلب Ùراش ÙÙŠ ظل الكعبة لا يجلس عليه Ø£Øد إلاّ هو ØŒ إجلالاً له ØŒ وكان بنوه يجلسون Øوله Øتى يخرج عبد المطلب Ùكان رسول الله صلى الله عليه وآله يخرج وهو غلام صبي Ùيجيء Øتى يجلس على الÙراش Ùيعظم ذلك أعمامه ويأخدون ليؤخروه ØŒ Ùيقول لهم عبد المطلب : دعوا ابني Ùوالله إنّ له لشأناً عظيماً ØŒ إني أرى أنه سيأتي عليكم يوم وهو سيدكم ØŒ ثم ÙŠØمله Ùيجلسه معه ÙˆÙŠÙ…Ø³Ø Ø¸Ù‡Ø±Ù‡ ويقبله ويوصيه إلى أبي طالب . وجاء ÙÙŠ الروايات أنه كان على دين إبراهيم الخليل عليه السلام ØŒ وعن أبي طالب عليه السلام: ولقد كان أبي يقرأ الكتاب جميعاً ØŒ ولقد قال : إن من صلبي لنبياً لوددت أني أدركت ذلك الزمان Ùآمنت به ØŒ Ùمن أدركه من ولدي Ùليؤمن به ØŒ وجاء عن الصادق عليه السلام أنه قال : ÙŠØشر عبد المطلب يوم القيامة أمّةواØدة عليه سيماء الاَنبياء وهيبة الملوك ØŒ وقال : إن عبدالمطلب Øجة وأبو طالب وصيّه ØŒ وقيل ان عبد المطلب عاش مائة وأربعين سنة ØŒ وتوÙÙŠ عبد المطلب وللنبي صلى الله عليه وآله ثمان سنين ØŒ وكان خل٠جنازة عبد المطلب يبكي Øتى دÙÙ† بالØجون، ويعر٠أيضاً بالمعلاة . راجع ترجمته ÙÙŠ : سÙينة البØار للقمي : ج 2 ص 139 Ù€ 140 . (2) Ù…ÙØَسَّر : هو واد٠بين منى ومزدلÙØ© ØŒ ليس من منى ولا من مزدلÙØ© ØŒ هذا هو المشهور، وقيل : موضع بين مكة وعرÙØ© ØŒ وقيل بين منى وعرÙØ© ØŒ راجع : مراصد الاطلاع : ج 2 ص1224. (3) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق : ج 1 ص 175 Ø 32 ØŒ الغدير للاَميني : ج 7 ص 387 ØŒ بØار الاَنوار : ج 15 ص 144 Ø 76 وج 35 ص 81 Ø 22 . (4) والجدير بالذكر هنا هو ما روي ÙÙŠ هذا المقام عن أمير المؤمنين عليه السلام ØŒ Ùقد جاء عن الكراجكي بسنده عن جعÙر بن Ù…Øمد (الصادق) عليه السلام عن أبيه ØŒ عن علي بن الØسين عليه السلام ØŒ عن أبيه ØŒ عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه كان جالساً ÙÙŠ الرØبة والناس Øوله ØŒ Ùقام إليه رجل Ùقال : يا أمير المؤمنين ØŒ إنّك بالمكان الذي انظر لك الله وأبوك معذب ÙÙŠ النار ØŒ Ùقال : مه ØŒ Ùض الله Ùاك ØŸ والذي بعث Ù…Øمداً بالØÙ‚ لو Ø´Ùع أبي ÙÙŠ كلّ مذنب على وجه الاَرض لشÙّعه الله Ùيهم، أبي معذب ÙÙŠ النار وابنه قسيم الجنة والنار ØŸ والذي بعث Ù…Øمداً بالØÙ‚ إن نور أبي طالب ليطÙىء أنوار الخلائق إلاّ خمسة أنوار : نور Ù…Øمد ونور Ùاطمة ونور الØسن ونور الØسين ونور ولده من الائمّة إلاّ إن نوره من نورنا ØŒ خلقه الله من قبل خلق آدم بألÙÙŠ عام. كنز الÙوائد للكراجكي : ج 1 ص 183 ØŒ وعنه بØار الاَنوار : ج 35 ص 110 Ø 39 وص69 Ø 3 عن الاØتجاج للطبرسي : ج 1 ص 229 Ù€ 230 . (5) أوائل المقالات ØŒ للشيخ المÙيد : ص45 Ù€ 46 (مقالة رقم 9) (المجلّد الرابع من مصنÙات الشيخ المÙيد) . (6) التبيان ÙÙŠ تÙسير القرآن للطوسي : ج 8 ص 164 ØŒ ذكر ذلك (قدّس سرّه الشريÙ) عند تÙسيره الآية 56 من سورة القصص . (إنّك لا تهدي من Ø£Øببت...) . (7) إيمان أبي طالب للمÙيد : ص 25 Ù€ 26 (المجلد العاشر من مصنÙات الشيخ المÙيد)ØŒ السيرة الØلبية : ج 2 ص 47 . (8) بØار الاَنوار : ج 35 ص 115 Ø 35 ØŒ الغدير للاَميني : ج 7 ص 389 ØŒ Ø´Ø±Ø Ù†Ù‡Ø¬ البلاغة لابن أبي الØديد : ج 14 ص 69 . (9) بØار الاَنوار : ج 35 ص 111 Ù€ 112 ØŒ الغدير للاَميني : ج 7 ص 390 . (10) تقدمت تخريجاته . (11) الطبقات الكبرى لابن سعد : ج 1 ص 123 ØŒ السيرة الØلبية : ج 2 ص 47 . (12) تاريخ اليعقوبي : ج 2 ص 35 . (13) كما رثاه ابنه أمير المؤمنين عليه السلام بقوله : أبا طالب عصمة المستجير *** وغيث المØول ونور الظÙلـمَ لقـد هدّ ÙقدÙÙƒ أهل الØÙاظ*** Ùصلى عليك ولـي النعــم ولقـاك ربّÙÙƒ رضـوانَـه***Ùقد كنت للطهر من خير عمْ وكان أمير المؤمنين عليه السلام يعجبه أن يروي شعر أبي طالب عليه السلام وأن ÙŠÙدون وقال : تعلموه وعلموه أولادكم Ùانّه كان على دين الله ÙˆÙيه علم كثير ØŒ وروي عن أبي بصير عن الباقر عليه السلام قال : مات أبو طالب بن عبد المطلب مسلماً مؤمناً ØŒ وشعره ÙÙŠ ديوانه يدل على إيمانه ثم Ù…Øبته وتربيته ونصرته ومعاداة أعداء رسول الله وموالاة أوليائه وتصديقه إياه بما جاء من ربه وأمره لولديه عليّ وجعÙر بأن ÙŠÙسلما ويؤمنا بما يدعو إليه الخ (راجع بØار الاَنوار : ج35 ص 114 Ù€ 117 ØŒ سÙينة البØار : ج 2 ص 88 ØŒ وقد روى الاَبيات ابن الجوزي ÙÙŠ تذكرة الخواص : ص 9 . (14) مناظرات ÙÙŠ الØرمين الشريÙين للبطØائي : 41 Ù€ 45 .
|